القلق

بندق

من الاعضاء المؤسسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


يعتبر القلق العام أحد المشاعر الأساسية في تكوين النفس الإنسانية. وهو يعني الإحساس بالخطر وعدم الاطمئنان. ويرافق هذا الإحساس الداخلي أعراض وعلامات جسمية متعددة ترتبط بتكوين الجسم من الناحية الكيميائية العضوية ، وتعكس ارتباط الجهاز العصبي بأجهزة الجسم جميعا ، فالدماغ هو القائد لأجهزة الجسم يتأثر بها ويؤثر فيها. وفي لغتنا العربية نجد أن كلمة القلق حديثة نسبيا ، ونجد عدد من التعبيرات التي تصف هذا الشعور بشكل تقريبي ..مثل الخوف والوجل وعدم الاطمئنان والترقب والحذر ، وغير ذلك من التعبيرات الشائعة مثل : العصبية (والنرفزة) وقلة الصبر والتوتر وانشغال البال..

ويمكننا أن نقول أن درجة من القلق هي صحية وإيجابية لأنها تدفع الإنسان نحو العمل لدرء الأخطار الممكنة أو المحتملة والتي يتعرض لها الإنسان في صراعه مع الحياة. فالقلق باعث إيجابي يساعد في الحفاظ على الذات والنجاح في مسيرة الحياة..

والمشكلة تكمن في ازدياد شدة درجة القلق وفي استمراره دون سبب واضح أو معقول. وصراع الإنسان مع القلق صراع تاريخي طويل لتخفيف وطأته ، وهناك تراث كبير من الأسباب الشخصية والاجتماعية والكيميائية عند مختلف الشعوب والتي تهدف إلى تحصيل الشعور بالأمان والطمأنينة والسعي نحوهما. والقلق يرتبط بجميع الاضطرابات النفسية وأنواعها المختلفة وأيضا بعديد من الأمراض والاضطرابات العضوية.

 
المظاهر

وفي تعريف حالات القلق من الناحية الطبية النفسية فقد أوضحت الدراسات أن هناك ما يسمى " القلق العام " (Generalized Anxiety Disorder) ، ويتطلب تشخيص هذا الاضطراب النفسي وجود عدد كاف من الأعراض ولمدة ستة أشهر على الأقل. ومن هذه الأعراض ما يتعلق بالجهاز العضلي مثل الشعور بالرجفة والتوتر العضلي والآلام. ومنها ما يتعلق بالجهاز العصبي الذاتي مثل تسرع نبضات القلب وجفاف الحلق والتبول المتكرر. ومنها ما يتعلق بالاحتراس والترقب الذهني مثل ضعف التركيز والعصبية (أنظر ملحق رقم 1 وفيه قائمة أعراض القلق العام وملحق رقم 2 وفيه مقياس لشدة القلق).
وهناك ما يسمى "نوبات القلق الحاد أو الهلع" ( Panic Disorder ) ، وهي إحدى أنواع اضطرابات القلق الشائعة. وقد زاد الاهتمام بها حديثا حيث بينت الدراسات أنها تختلف عن اضطرابات القلق العام من حيث مظاهرها واستجابتها لأنواع العلاجات. ونوبة القلق الحادة أو الهلع تستمر حوالي خمس دقائق إلى عشر دقائق ، يشعر فيها المريض بالانزعاج والتوتر والخوف ، وتزداد ضربات القلب ويحدث صعوبة في التنفس وضيق في الصدر أو ألم به ، كما يحدث شعور بالإغماء أو دوخة إضافة إلى أعراض أخرى (راجع ملحق رقم 3 وفيه أعراض القلق الحاد أو الهلع).
ويشعر المريض بأن نهايته قد اقتربت ويخاف خوفا شديدا من أنه سيموت. وفي حالات أخرى يشعر المريض أنه سيفقد عقله أو السيطرة على نفسه وتصرفاته. وهكذا فإن نوبة الهلع مزعجة ومؤلمة ومخيفة ، يضطرب خلالها الشخص وتظهر عليه علامات التوتر والانزعاج وهو يحاول أن يهدئ نفسه أو يسرع لطلب العون ممن حوله أو من الأطباء. وهذا ما يعبر عنه مصطلح الهلع أو الخوف الشديد.

وهذه النوبات يمكن لها أن تتكرر في اليوم الواحد ، وأن تطول لمدة ساعة أو أكثر في بعض الأحيان. وتظهر النوبة الأولى أثناء عمل اعتيادي ، أو أنها تظهر بعد موقف يدعو إلى الخوف أو الرعب ، مثل حادث ما أو فقدان أحد الأشخاص الأعزاء أو بعد الابتعاد عن الأسرة بسبب عمل أو غيره. وأيضا بعد الولادة أو قبل العادة الشهرية. ويمكن أن تظهر النوبة الأولى بعد تعاطي أحد المواد الممنوعة مثل الحشيش أو الكوكائين أو الأمفتامين. ونظرا لشدة النوبة وإزعاجها فإن المريض يتوقع حدوثها فيما بعد ويبقى خائفا متفحصا لنفسه عن أعراضها. وهذا بحد ذاته يمكن أن يؤدي إلى نوبة ثانية (أنظر الملحق رقم 4 حول مسلسل القلق أو حلزون القلق).

وكثير من هؤلاء المرضى يراجعون أطباء القلب والصدر ويقومون بفحوصات عديدة ومكلفة. ولا يظهر تخطيط القلب أو غيره من الفحوصات أي مرض عضوي. وهم ينتقلون بين العيادات الطبية المختلفة دون جدوى ودون تشخيص واضح ، وقليل منهم من يراجع طبيبا نفسيا وذلك بسبب التركيز على الأعراض الجسمية أو بسبب الجهل أو المخاوف التي لا مبرر لها والمرتبطة بالطب النفسي.

والحقيقة أن حوالي 1–2 % من الناس لديهم اضطراب نوبات الهلع والتي تتكرر حوالي أربع مرات في الشهر على الأقل ، ونسبة أكبر لديهم نفس الاضطراب ولكن بتكرار أقل. وأما اضطراب القلق العام فتصل نسبته إلى 5% من الناس على الأقل. وهو يصيب الذكور والإناث بنسب متشابهة ويبدأ عادة في سن العشرينات أو قبل ذلك بقليل ( مثله في ذلك اضطراب نوبات الهلع ) .

واضطرابات القلق هي بشكل عام مزمنة ، والقلق العام أشد إزماناً من نوبات الهلع والتي تمر بفترات من الاشتداد أو السبات ، كما أن بعض الحالات تشفى تلقائيا ..

وفي حال ارتباط نوبات الهلع بموقف معين مثل الخروج إلى مكان عام أو سوق ، أو ركوب طائرة أو مصعد ، فان المريض يمكن له أن يمتنع عن الذهاب إلى مثل تلك الأماكن أو يذهب إليها بصعوبة. وفي بعض الحالات الشديدة يبقى المريض حبيس المنزل لا يخرج إلا برفقة أحد وبعد جهد كبير …

ويمكن لنوبات الهلع أن تترافق مع القلق العام في نفس الشخص. وأيضا تترافق مع حالات الاكتئاب وحالات الخوف من الأمراض. ويزداد تعاطي المرضى للكحول والمهدئات والتدخين. وكثير من المرضى يبتعدون عن ممارسه أنواع الرياضة المختلفة وذلك لأن الجهد الجسمي يمكن أن يثير نوبة هلع بسبب التنفس السريع المرافق للحركات البدنية.

وفي تأكيد تشخيص اضطراب نوبات الهلع لابد من الانتباه إلى بعض الأمراض العضوية التي يمكن أن تتظاهر بأعراض مشابهة لنوبة الهلع. ويتطلب ذلك خبرة وتدريبا إضافة لبعض الفحوصات الطبية. وأهم هذه الأمراض نقص السكر في الدم وفرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها إضافة إلى فقر الدم وورم الغدة الكظرية وكل هذه الأمراض يتم التأكد منها من خلال التحاليل الدموية الاعتيادية.

ويمكن أيضا لبعض الاضطرابات القلبية أن تختلط بنوبة الهلع مثل قصور التروية القلبية وتدلي الصمام التاجي واضطرابات نظم القلب وهي تحتاج إلى تخطيط القلب وتصويره بالصدى إضافة إلى الفحص الطبي السريري لتفريق التشخيص. ويضاف إلى ما سبق ذكره من الأمراض العضوية ، الربو الصدري وصرع الفص الصدغي ، ويؤكد ذلك فحص الصدر واختبار الوظائف التنفسية وتخطيط الدماغ.

وأما تشخيص اضطراب القلق العام فهو يحتاج أيضاً لنفي وجود بعض الأمراض العضوية السابقة وأيضا استبعاد تأثير تناول الكافئين بكميات كبيرة (والموجودة في الشاي والقهوة والكولا و الشوكولا) .


 
التعديل الأخير:
الاسباب



وإذا تحدثنا عن أسباب القلق العام وأسباب نوبات الهلع لابد من التأكيد على نظرية العوامل العضوية النفسية الاجتماعية في فهم الاضطرابات النفسية. حيث يختلف تأثير ووزن كل عامل على حدة من حالة لأخرى. وتبين الدراسات الحديثة تأثير العوامل العضوية في نشوء اضطراب نوبات الهلع بشكل أوضح من حالات القلق العام. فمن الناحية الوراثية تبين أن25% من أقارب الدرجة الأولى للمريض لديهم نفس الاضطراب. كما تصل نسبة إصابة التوائم وحيدة البيضة إلى خمسة أضعاف إصابة التوائم ثنائية البيضة. وتشير إحدى النظريات العضوية إلى وجود حساسية خاصة في جذع الدماغ لغاز ثاني أوكسيد الكربون (Co2) وهي حساسية مزمنة تؤدي إلى فرط التنفس المزمن (سرعة التنفس وسطحيته). وقد تبين بالتجربة أنه إذا كان هواء الغرفة مشبعا بنسبة 5% من غاز ثاني أوكسيد الكربون فان ذلك يؤدي إلى حدوث نوبة هلع في الأشخاص المهيئين لهذا الاضطراب.. وعمليا نجد أن عديدا ممن يشكون من نوبات الهلع ينزعجون عند دخول غرفة مكتظة وسيئة التهوية مما يمكن أن يفسر بسبب الحساسية الخاصة لغاز الكربون والذي ينتج عن تنفس الحاضرين الاعتيادي.

وتتفاوت الفرضيات العضوية في تأكيدها على أهمية منطقة معينة من الدماغ من حيث زيادة نشاطها أو وجود نقص في أحد الخمائر الدماغية وغير ذلك في علاقتها بنشوء القلق. وربما تكون منطقة اللطخة الزرقاء (Locus Coerrolous)
هي المسؤولة عن إفرازات دفعة من مادة الأدرينالين المولدة للقلق.

وبشكل عام لا يوجد إلى الآن تفسير قاطع وواضح حول آلية حدوث نوبة الهلع وحول سبب الخلل العضوي الكامن وراءها , ولكن الدراسات الحديثة والتطورات التقنية تبشر بفهم أعمق وواضح لماهية القلق وأسبابه العضوية.

وإذا تحدثنا عن الأسباب النفسية نجد أن هناك عدة أمور أساسية مثل ما يسمى (بقلق الخصاء)(Castration Anxiety) والذي يحسه الشخص في أعماقه على شكل خطر وتهديد من رموز السلطة الأبوية ، وهو ينتج عن أسباب تربوية تؤدي بالإنسان إلى الشعور بالتهديد والقلق عندما يحاول أن يثبت ذاته , أثناء حله لمشكلة يعترضها أو موقف صعب يعرضه لقلق الفشل والشعور بالضعف والقصور.

وهناك قلق الانفصال (Separation Anxiety) والذي يمكن أن يبدأ بشكل خوف من الذهاب إلى المدرسة في سن الطفولة وفيما بعد يظهر بشكل نوبات هلع عندما يغادر الإنسان منزله أو يسافر بعيدا عن أهله وعلاقاته المهمة ، وغير ذلك من المواقف الحياتية التي تثير حساسية قلق الانفصال مما يؤدي إلى ظهور النوبات. ويرتبط بذلك التعقيدات النفسية والحرمانات والآلام التي يتعرض لها الإنسان خلال مرحلة الاستقلال والانفصال في نموه النفسي ، مما يترك في النفس جروحا وحساسية خاصة لكل ما يذكر بالاستقلال والانفصال ، حيث تنمو لديه صفات الاعتمادية على الآخرين وأعراض الهلع المتكررة.

وتفيد نظريات التعلم السلوكي في فهمنا أيضا لأسباب نوبات الهلع. وهي تتلخص في أن الإنسان قد تعلم أن ازدياد دقات القلب مثلا مرتبط بحدوث الخطر الشديد مهما كان سبب هذا الازدياد ، ويؤدي ذلك إلى ارتباط الخوف والقلق بالظرف المؤلم وبالتالي بتوقع الخطر.

وتلعب العوامل الاجتماعية العامة والتربوية دورها في ازدياد الشعور بالخطر وعدم الأمان ، من خلال الحروب والكوارث والاضطرابات الاجتماعية وأحوال الحياة وتناقضاتها وتغيراتها الحادة ، إضافة للتنافس الشديد والتربية القاسية والحرمانات ، مما يزيد في حساسية الجهاز العصبي والنفسي العامة وأيضا الحساسية لإشارات الخطر وهذا يزيد في حدوث نوبات الهلع وأيضا القلق العام. وكما هو معروف فالعصر الحديث هو عصر القلق ، ونمط الحياة الحديثة يغذي القلق ويشجعه مقارنة مع نمط الحياة البسيطة.


 
تشخيص القلق العام

تشخيص القلق العام
العرض رقم (1) إضافة إلى ستة أعراض مما يلي
1- الترقب والخوف / انشغال الذهن ( البال )
2- * العصبية والنرفزة .
3- * الإحساس بزيادة التوتر والغليان ( على أعصابي طوال الوقت ) .
4- أجفل بشدة وبشكل متكرر ( رد الفعل العصبي على الأصوات وغيرها ) .
5- * ضعف التركيز / الشعور بأن عقلي مخدر من شدة القلق / ضعف الذاكرة.
6- * صعوبة الدخول في النوم ( الأرق ) / أحلام مزعجة / النوم المتقطع.
7- * توتر و آلام العضلات / صداع / الشد على الأسنان / تأرجح الصوت.
8- * سرعة التعب والإرهاق.
9- التململ و التحرك وعدم الاستقرار أثناء الجلوس أو الوقوف.
10- الرجفة و الإحساس بالارتعاش.
11- جفاف الحلق ( الفم).
12- زيادة التعرق/اليدين باردة و متعرقة.
13- هبات في الجسم ساخنة أو باردة.
14- خفقان القلب أو ازدياد النبضات.
15- صعوبة التنفس - الكتمة في التنفس و الشعور بضيق التنفس.
16- الدوخة - الشعور بعدم التوازن - الشعور بالإغماء.
17- صعوبة البلع.
18- الغثيان – الإسهال - انزعاج البطن - أعراض هضمية أخرى.
19- تكرار التبول.

 
تشخيص نوبات اقلق الحاد

( الهلع )

أربعة أعراض على الأقل مما يلي :
1- الدوخة – الشعور بعدم التوازن – الشعور بالإغماء.
2- زيادة التعرق.
3- خفقان القلب أو ازدياد النبضات.
4- صعوبة التنفس – الكتمة في التنفس والشعور بضيق التنفس.
5- الرجفة أو الإحساس بالارتعاش.
6- هبات في الجسم ساخنة أو باردة.
7- الغثيان – الإسهال – انزعاج البطن – أعراض هضمية أخرى.
8- ألم في الصدر (وجع) – أو انزعاج في الصدر.
9- الشعور بأنني سأموت. خوف مفاجئ وإحساس بقرب النهاية.
10- الخوف من فقدان عقلي – الخوف من فقدان السيطرة على نفسي.
11- الشعور بالتنميل – الخدر في الجسم والأطراف.
12- الشعور بالاختناق وعدم القدرة على التقاط النفس.
13- الإحساس بتغير الشخصية واختلافها وكأنني لست أنا – الإحساس بتغير البيئة المحيطة واختلافها

 
التفكير السلبى

عندما نحس أعراض القلق الجسيمة تتولد في أذهاننا عدة أفكار حول ما يجري لنا , فمثلا نفكر أنة لابد أن شيئا فينا غير سليم أو أن الناس الآخرين سيلاحظون أو أن شيئا مخيفا سوف يحدث …

إن هذا هو بداية الحلقة المفرغة للقلق . حيث أن هذه الأفكار تجعلنا أكثر قلقا ومن ثم تظهر أفكار سلبية إضافية وهكذا . ولكن يمكن أن نكسر وأن نقطع هذه الحلقة المفرغة بواسطة التفكير الإيجابي .

والآن ما هي نوعية الأفكار التي تخطر على بالنا ونفكر فيها عندما نواجه حالة تثير القلق ؟

إن معظم الناس تتجه إلى اتخاذ أسلوب تفكيري سلبي ومظلم مثلا :
لا أستطيع أن أتحمل .. أعرف أنني لن أتمالك نفسي سوف يكون القلق شديدا وسأهرب من الموقف .. ولن أستطيع أن أقوم بهذا العمل أو ذاك وغير ذلك من الأفكار .

إن هذه الأفكار غالبا ما تترافق بأحاسيس وتغيرات وأعراض جسيمة مثل الإحساس بالقلق والتوتر العام , ازدياد ضربات القلب وارتعاش اليدين وازدياد التعرق وغيرها . وأيضا يتجه الناس إلى اتخاذ نظرة سلبية إلى قدراتهم وشخصيتهم ولديهم أفكار مثل : أنا غبي فاشل – ليس لدي أمل أو حل – الأخرون يعرفون أنني فاشل . وعندما تزداد هذه الأفكار يصبح الموقف والحالة أكثر سوءا ويمكن أن يبدأ لولب القلق الشديد .

كيف تعرف أن فكرة ما هي سلبية وممرضة وتسبب في زيادة القلق الطبيعي .. ؟

إليك بعض مظاهر وصفات هذه الأفكار :
1. إنها تجعل الأمور أسوأ مما هي عليه ( لم أشعر بمثل هذا الشعور السيئ في كل حياتي ) .
2. إنها تتنبأ بالمستقبل ( دائما وإلى الأبد سيكون شعوري سيئا )
3. إنها تمنع الإنسان بأن يقوم بأعماله أو بأي نشاط أخر إيجابي ( لا أستطيع أن أعمل كذا أو كذا ) .
4. غالبا ما تكون هذه الأفكار غير صحيحة ( كل الناس سيقولون أنني غبي وفاشل ) !! .
5. هذه الأفكار تدعي أنها تقرأ عقول الآخرين ( على الرغم من أنني أقوم بهذا العمل بشكل صحيح فإن الناس سيقولون أنني غبي وغير متوازن ) .
6. هذه الأفكار تبدو ظاهريا أنها صحيحة ولا يخطر على البال أن يتساءل الإنسان عن مدى صحتها !! .

وإليك هذا المثل :
( ها أنا في وسط مجموعة من الناس وقد كنت مرتبكا ومتوترا جدا من قبل في مثل هذه المواقف وعادة أحاول الهرب وأترك الموقف بالسرعة الممكنة .أنا أعرف أن هذا سيحدث لي مرة أخرى ) .

إن هذه الأفكار تجعلك مهيئا للقلق الشديد والخوف . ولكي تستطيع أن تغير هذه الأفكار لابد من التعرف على هذه الأفكار ومراقبة النفس والتفكير ثم مناقشة هذه الأفكار وتبني أفكار أخرى صحيحة .


 
برنامج علاج اضطرابات القلق

1- الفحص الطبي النفسي الشامل والقصة المرضية .
2- الفحوصات المخبرية – تخطيط القلب – تخطيط المخ – عند اللزوم
3- درجات القلق : هامليتون – غولدبيرج / تسونغ / الدليل الأمريكي / غير ذلك ..
4- تمارين الاسترخاء المتنوعة
5- الإيحاء الذاتي
6- الدعم النفسي - التشجيع – الجلسات الداعمة .
7- مناقشة حول حلزون القلق / العلاج المعرفي السلوكي .
· المفكرة : اليوم – الموقف – درجة القلق – الافكار السلبية المصاحبة
· الأفكار السلبية –الافكار الايجابية.
· عشر قواعد للسيطرة على القلق كيف تسيطر على القلق
8- أجهزة ( البيوفيدباك ) للاسترخاء .
9- شريط سمعي للاسترخاء – شريط فيديو للاسترخاء .
10- العلاج الدوائى: مضادات الاكتئاب – مضادات القلق – أدوية أخرى .
11- العلاج الجماعي .
12- اختبار الرورشاخ وغيره من الاختبارات الإسقاطية .
13- العلاج النفسي والجلسات التحليلية .


 
تحذير وتنبيه

الأدوية المذكورة تحتاج لوصفة طبية . لا يجب استخدام أي من هذه الأدوية بدون وصفة طبيب (شاملة على الجرعة المناسبة لك وطريقة الاستخدام الصحيح الخاصة بك شخصيا). استخدامك للأدوية بدون وصفة طبية يعرضك لمخاطر تلك الأدوية بما في ذلك الأعراض الجانبية الغير مرغوب بها أو يعرضك لنتائج عكسية. المعلومات في هذا الكتاب للأغراض التعليمية فقط ولا يجب أن تستخدم لتشخيص أو معالجة الأمراض ، ولا يجب أن تستعمل بدلا من استشارة طبيب . إذا كان لديك مشكلة صحية ، يجب أن تقوم باستشارة طبيبك . هذا الكتاب لا يوصي بالمعالجة الذاتية ولا يهدف لترويج أو تزكية أي شكل من أشكال المعالجة الطبية. على الرغم من جهودنا لتقديم معلومات مفيدة ودقيقة ، التي ربما تشوبها أخطاء إملائية من وقت لآخر ننصح بأن لا يتصرف أي قارئ أو يتخذ لنفسه أي قرار بناء على تلك المعلومات فقط وإنما يجب عليه استشارة أحد الأخصائيين . الدكتور حسان المالح وموقع صحة يعدا بتقديم كل جديد يخص هذا الموضوع في المستقبل . إذا كان لديك أي استفسار يتعلق بالعناية الصحية يرجـى الاتصال أو زيارة طبيبك. يجب أن لا تتجاهل النصيحة الطبية أبدا ، أو أن تتأخر في طلبها بسبب شيء ما قد قرأته هنا . يجب أن تطلب عناية طبية عاجلة دائما لأي قضية صحية محددة.

 
التخلص من القلق


عندما نحس أعراض القلق الجسيمة تتولد في أذهاننا عدة أفكار حول ما يجري لنا , فمثلا نفكر أنة لابد أن شيئا فينا غير سليم أو أن الناس الآخرين سيلاحظون أو أن شيئا مخيفا سوف يحدث …

إن هذا هو بداية الحلقة المفرغة للقلق . حيث أن هذه الأفكار تجعلنا أكثر قلقا ومن ثم تظهر أفكار سلبية إضافية وهكذا . ولكن يمكن أن نكسر وأن نقطع هذه الحلقة المفرغة بواسطة التفكير الإيجابي .

والآن ما هي نوعية الأفكار التي تخطر على بالنا ونفكر فيها عندما نواجه حالة تثير القلق ؟

إن معظم الناس تتجه إلى اتخاذ أسلوب تفكيري سلبي ومظلم مثلا :
لا أستطيع أن أتحمل .. أعرف أنني لن أتمالك نفسي سوف يكون القلق شديدا وسأهرب من الموقف .. ولن أستطيع أن أقوم بهذا العمل أو ذاك وغير ذلك من الأفكار .

إن هذه الأفكار غالبا ما تترافق بأحاسيس وتغيرات وأعراض جسيمة مثل الإحساس بالقلق والتوتر العام , ازدياد ضربات القلب وارتعاش اليدين وازدياد التعرق وغيرها . وأيضا يتجه الناس إلى اتخاذ نظرة سلبية إلى قدراتهم وشخصيتهم ولديهم أفكار مثل : أنا غبي فاشل – ليس لدي أمل أو حل – الأخرون يعرفون أنني فاشل . وعندما تزداد هذه الأفكار يصبح الموقف والحالة أكثر سوءا ويمكن أن يبدأ لولب القلق الشديد .

كيف تعرف أن فكرة ما هي سلبية وممرضة وتسبب في زيادة القلق الطبيعي .. ؟


 
مظاهر وصفات القلق

1. إنها تجعل الأمور أسوأ مما هي عليه ( لم أشعر بمثل هذا الشعور السيئ في كل حياتي ) .
2. إنها تتنبأ بالمستقبل ( دائما وإلى الأبد سيكون شعوري سيئا )
3. إنها تمنع الإنسان بأن يقوم بأعماله أو بأي نشاط أخر إيجابي ( لا أستطيع أن أعمل كذا أو كذا ) .
4. غالبا ما تكون هذه الأفكار غير صحيحة ( كل الناس سيقولون أنني غبي وفاشل ) !! .
5. هذه الأفكار تدعي أنها تقرأ عقول الآخرين ( على الرغم من أنني أقوم بهذا العمل بشكل صحيح فإن الناس سيقولون أنني غبي وغير متوازن ) .
6. هذه الأفكار تبدو ظاهريا أنها صحيحة ولا يخطر على البال أن يتساءل الإنسان عن مدى صحتها !! .

وإليك هذا المثل :
( ها أنا في وسط مجموعة من الناس وقد كنت مرتبكا ومتوترا جدا من قبل في مثل هذه المواقف وعادة أحاول الهرب وأترك الموقف بالسرعة الممكنة .أنا أعرف أن هذا سيحدث لي مرة أخرى ) .

إن هذه الأفكار تجعلك مهيئا للقلق الشديد والخوف . ولكي تستطيع أن تغير هذه الأفكار لابد من التعرف على هذه الأفكار ومراقبة النفس والتفكير ثم مناقشة هذه الأفكار وتبني أفكار أخرى صحيحة .


 
القلق الذاتى وتعريفة

وبشكل عام لا يوجد إلى الآن تفسير قاطع وواضح حول آلية حدوث نوبة الهلع وحول سبب الخلل العضوي الكامن وراءها , ولكن الدراسات الحديثة والتطورات التقنية تبشر بفهم أعمق وواضح لماهية القلق وأسبابه العضوية.
وإذا تحدثنا عن الأسباب النفسية نجد أن هناك عدة أمور أساسية مثل ما يسمى (بقلق الخصاء)(Castration Anxiety) والذي يحسه الشخص في أعماقه على شكل خطر وتهديد من رموز السلطة الأبوية ، وهو ينتج عن أسباب تربوية تؤدي بالإنسان إلى الشعور بالتهديد والقلق عندما يحاول أن يثبت ذاته , أثناء حله لمشكلة يعترضها أو موقف صعب يعرضه لقلق الفشل والشعور بالضعف والقصور.
وهناك قلق الانفصال (Separation Anxiety) والذي يمكن أن يبدأ بشكل خوف من الذهاب إلى المدرسة في سن الطفولة وفيما بعد يظهر بشكل نوبات هلع عندما يغادر الإنسان منزله أو يسافر بعيدا عن أهله وعلاقاته المهمة ، وغير ذلك من المواقف الحياتية التي تثير حساسية قلق الانفصال مما يؤدي إلى ظهور النوبات. ويرتبط بذلك التعقيدات النفسية والحرمانات والآلام التي يتعرض لها الإنسان خلال مرحلة الاستقلال والانفصال في نموه النفسي ، مما يترك في النفس جروحا وحساسية خاصة لكل ما يذكر بالاستقلال والانفصال ، حيث تنمو لديه صفات الاعتمادية على الآخرين وأعراض الهلع المتكررة.
وتفيد نظريات التعلم السلوكي في فهمنا أيضا لأسباب نوبات الهلع. وهي تتلخص في أن الإنسان قد تعلم أن ازدياد دقات القلب مثلا مرتبط بحدوث الخطر الشديد مهما كان سبب هذا الازدياد ، ويؤدي ذلك إلى ارتباط الخوف والقلق بالظرف المؤلم وبالتالي بتوقع الخطر.
وتلعب العوامل الاجتماعية العامة والتربوية دورها في ازدياد الشعور بالخطر وعدم الأمان ، من خلال الحروب والكوارث والاضطرابات الاجتماعية وأحوال الحياة وتناقضاتها وتغيراتها الحادة ، إضافة للتنافس الشديد والتربية القاسية والحرمانات ، مما يزيد في حساسية الجهاز العصبي والنفسي العامة وأيضا الحساسية لإشارات الخطر وهذا يزيد في حدوث نوبات الهلع وأيضا القلق العام. وكما هو معروف فالعصر الحديث هو عصر القلق ، ونمط الحياة الحديثة يغذي القلق ويشجعه مقارنة مع نمط الحياة البسيطة.

 
القلق المختلق من الشعور بالخوف



يعتبر القلق العام أحد المشاعر الأساسية في تكوين النفس الإنسانية. وهو يعني الإحساس بالخطر وعدم الاطمئنان. ويرافق هذا الإحساس الداخلي أعراض وعلامات جسمية متعددة ترتبط بتكوين الجسم من الناحية الكيميائية العضوية ، وتعكس ارتباط الجهاز العصبي بأجهزة الجسم جميعا ، فالدماغ هو القائد لأجهزة الجسم يتأثر بها ويؤثر فيها. وفي لغتنا العربية نجد أن كلمة القلق حديثة نسبيا ، ونجد عدد من التعبيرات التي تصف هذا الشعور بشكل تقريبي ..مثل الخوف والوجل وعدم الاطمئنان والترقب والحذر ، وغير ذلك من التعبيرات الشائعة مثل : العصبية (والنرفزة) وقلة الصبر والتوتر وانشغال البال..

ويمكننا أن نقول أن درجة من القلق هي صحية وإيجابية لأنها تدفع الإنسان نحو العمل لدرء الأخطار الممكنة أو المحتملة والتي يتعرض لها الإنسان في صراعه مع الحياة. فالقلق باعث إيجابي يساعد في الحفاظ على الذات والنجاح في مسيرة الحياة..

والمشكلة تكمن في ازدياد شدة درجة القلق وفي استمراره دون سبب واضح أو معقول. وصراع الإنسان مع القلق صراع تاريخي طويل لتخفيف وطأته ، وهناك تراث كبير من الأسباب الشخصية والاجتماعية والكيميائية عند مختلف الشعوب والتي تهدف إلى تحصيل الشعور بالأمان والطمأنينة والسعي نحوهما. والقلق يرتبط بجميع الاضطرابات النفسية وأنواعها المختلفة وأيضا بعديد من الأمراض والاضطرابات العضوية.


 
الوسوم
القلق
عودة
أعلى