موسوعة العلاج بالقرآن والسنة

ياسر المنياوى

شخصية هامة
علاج السحر بعد وقوعه وهو أنواعٌ:

النوع الأول: استخراجه وإبطاله إذا عُلم مكانه بالطرق المباحة شرعاً وهذا من أبلغ ما يُعالج به المسحور. [انظر: زاد المعاد4/124، والبخاري مع الفتح 10/123 ومسلم 4/1917].

النوع الثاني: الرُّقية الشرعية ومنها:

أ- "يدقُّ سبع ورقاتٍ من سدر أخضر بين حجرين أو نحوهما ثمَّ يصبُّ عليها ما يكفيه للغسل من الماء ويقرأ فيها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَالْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}. [البقرة: 255]

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} [الأعراف: 117-122]

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [يونس: 79-82].



{قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} [طه: 65-70].



بســــمِ الله الرحمــــن الرحيــــــــمِ

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}



بســـــمِ الله الرحمــــن الرحيــــــــمِ

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}



بســـــمِ الله الرحمــــن الرحيــــــــمِ

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}



بســـــمِ الله الرحمــــن الرحيــــــــمِ

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاس * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}

وبعد قراءة ما ذُكر في الماء يشرب منه ثلاث مراتٍ ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الدَّاء إِن شاء الله تعالى وإِن دعت الحاجة إِلى إِعادة ذلك مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول المرض وقد جُرِّب كثيراً فنفع الله به وهو جيدٌ لمن حُبس عن زوجته. [مصنف عبد الرزاق 11/13 وفتح الباري 10/233].



ب- تقرأ سورة الفاتحة، وآية الكرسيِّ، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وسورة الإِخلاص، والمعوِّذتين ثلاث مراتٍ أو أكثر مع النفث ومسح الوجع باليد اليمنى. [انظر: البخاري مع الفتح 9/62، ومسلم 4/1723، والبخاري مع الفتح 10/208].



جـ- التعوذات والرُّقى والدعوات الجامعة:

1- أسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أن يشفيك (سبع مرات). [الترمذي وأبو داود 3/187، والترمذي 2/410 وانظر صحيح الجامع 5/180 و 322].

2- يضع المريض يده على الذي يُؤلمه من جسده ويقول: "بسم الله" ثلاث مراتٍ، ويقول: "أعوذُ بالله وقدرته من شرِّ ما أجد وأُحاذر (سبع مراتٍ)". [مسلم 4/1728].

3- "اللهم ربَّ الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إِلا شفاؤك شفاءً ولا يُغادر سقماً". [البخاري مع الفتح 10/206، ومسلم 4/1721].

4- أعوذ بكلمات الله التامات من كلِّ شيطانٍ وهامَّهٍ ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ". [البخاري مع الفتح 6/408].

5- "أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق". [مسلم 4/1728].

6- "أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشرِّ عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون". [أبو داود والترمذي، وانظر صحيح الترمذي 3/171].

7- "أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يُجاوزُهنُّ برٌّ ولا فاجرٌ من شرِّ ما خلق، وبرأ وذرأ، ومن شرِّ ما ينزل من السماء، ومن شرِّ ما يعرج فيها، ومن شرِّ ما ذرأ في الأرض، ومن شرِّ ما يخرجُ منها، ومن شرِّ فتن الليل والنهار، ومن شرِّ كلِّ طارقٍ إِلا طارقاً يطرق بخيرٍ يا رحمن". [مسند أحمد 3/119 بإسناد صحيح، وابن السني برقم 637، وانظر مجمع الزوائد 10/127].

8- "اللهم ربَّ السماوات السَّبعِ وربَّ العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، فالق الحبِّ والنَّوى، ومُنزل التوراة والقرآن، أعوذ بك من شرِّ كل شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته، أنت الأوَّل فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شيءٌ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شيءٌ ...". [مسلم 4/2084].

9- "بسم الله أرقيك من كل شيءٍ يُؤذيك ومن شرِّ كلِّ نفسٍ أو عين حاسدة الله يشفيك بسم الله أرقيك". [مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه 4/1718].

10- "بسم الله يُبريك ومن كُلِّ داءٍ يشفيك ومن شرِّ حاسدٍ إذا حسد ومن شرِّ كلِّ ذي عينٍ". [مسلم عن عائشة رضي الله عنها 4/1718].

11- "بسم الله أرقيك من كلِّ شيءٍ يؤذيك من حسد حاسدٍ ومن كلِّ ذي عينٍ الله يشفيك". [سنن ابن ماجه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وانظر صحيح ابن ماجه 2/268].

وهذه التعوذات، والدَّعوات، والرُّقى يعالج بها من السحر، والعين، ومسِّ الجان، وجميع الأمراض، فإِنها رُقىً جامعةٌ نافعةٌ بإِذن الله تعالى. [انظر: زاد المعاد 4/125 وهناك أنواع من علاج السحر بعد وقوعه لابأس بها إذا جربت ونفعت. انظر: مصنف ابن أبي شيبة 7/387 وفتح الباري 10/233-334، ومصنف عبد الرزاق 11/13، والصارم البتار ص 194-200، والسحر حقيقته وحكمه للدكتور مسفر الدميني ص 64-66].
يتبع...

_________________
موسوعة العلاج بالقرآن والسنة

 
النوع الثالث: الاستفراغ بالحجامة في المحلِّ أو العضو الذي ظهر أثر السِّحر عليه إِن أمكن ذلك وإِن لم يمكن كفى ما سبق ذكره من العلاج بحمد الله تعالى.



النوع الرابع: الأدوية الطبيعية، فهناك أدويةٌ طبيعيةٌ نافعةٌ دلَّ عليها القرآن الكريم والسَّنة المطهرة إذا أخذها الإِنسان بيقينٍ وصدقٍ وتوجهٍ مع الاعتقاد أن النفع من عند الله نفع الله بها إِن شاء الله تعالى، كما إِن هناك أدويةٌ مركبةٌ من أعشاب ونحوها، وهي مبينةٌ على التجربة فلا مانع من الاستفادة منها شرعاً ما لم تكن حراماً". [انظر: فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين ص 139]. ومن العلاجات الطبيعية النافعة بإذن الله تعالى: العسل [انظر: ص 142، وفتح الحق المبين ص 140]، والحبة السوداء [انظر: ص141، وفتح الحق المبين ص 141]، وماء زمزم [انظر: ص 143، وفتح الحق المبين ص 144]، وماء السماء، لقوله تعالى: {ونزلنا من السماء ماءً مُباركاً} [ق: 9]، وزيت الزيتون، لقوله صلى الله عليه وسلم : "كُلوا الزيت وادهنوا به فإِنه من شجرةٍ مباركةٍ"، وقد ثبت من واقع التجربة والاستعمال، والقراءة أنه أفضل زيتٍ [انظر: فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين ص 142]، ومن الأدوية الطبيعية: الاغتسال والتنظف والتطيُّب. [انظر: المرجع السابق ص 145].



2- علاج العين



علاج الإصابة بالعين أقسام:

القسم الأول: قبل الإصابة وهو أنواع:

1- التحصُّن وتحصين من يُخاف عليه بالأذكار، والدَّعوات، والتعوُّذات المشروعة كما في القسم الأول من علاج السحر. [انظر: ص85 من هذا الكتاب].

2- يدعو من يخشى أو يخاف الإِصابة بعينه - إِذا رأى من نفسه أو ماله أو ولده أو أخيه أو غير ذلك مما يُعجبه - بالبركة "ما شاء الله لا قوة إِلا بالله اللهم بارك عليه" لقوله صلى الله عليه وسلم: "إِذا رأى أحدكم من أخيه ما يُعجبه فليدع له بالبركة". [موطأ مالك 938 وابن ماجه 2/1160 وأحمد 4/447، وانظر: صحيح ابن ماجه 2/265. وانظر: زاد المعاد 4/170].

3- ستر محاسن من يُخاف عليه العين. [انظر: شرح السنة للبغوي 13/116 وزاد المعاد 4/173].



القسم الثاني: بعد الإِصابة بالعين وهو أنواع:

1- إِذا عُرف العائن أُمر أن يتوضَّأ ثم يغتسل منه المصاب بالعين. [انظر: سنن أبي داود 4/9 وزاد المعاد 4/163].

2- الإِكثار من قراءة "قل هو الله أحد" والمعوذتين، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسيِّ، وخواتيم سورة البقرة، والأدعية المشروعة في الرُّقية مع النَّفث ومسح موضع الألم باليد اليمنى كما في النوع الثاني من علاج السحر فقرة "ج" من رقم 1 - 11. [انظر ص 96 من هذا الكتاب].

3- "يقرأُ في ماءٍ مع النَّفث ثمَّ يشرب منه المريض ويصبُّ عليه الباقي، [سنن أبي اود 4/10 فعل ذلك صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس]. أو يقرأ في زيتٍ ويدَّهن به" [مسند أحمد 3/497، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/108 برقم 379]. وإِذا كانت القراءة في ماء زمزم كان أكمل إن تيسَّر [انظر: ص78و 103، 143]، أو ماء السماء. [انظر: ص103].

4- لا بأس أن تُكتب للمريض آياتٌ من القرآن ثمَّ تُغسل ويشربها [انظر: زاد المعاد لابن القيم 4/170] ومن ذلك الفاتحة، وآية الكرسي، والآيتان الأخيرتان من سورة البقرة، وقل هو الله أحدٌ، والمعوِّذتان وأدعيةٌ الرُّقية كما في النوع الثاني من علاج السحر فقرة "ب" و "ج" من رقم 1 -11 . [انظر ص 96 من هذا الكتاب].



القسم الثالث: عمل الأسباب التي تدفع عين الحاسد وهي كالتالي:

1- الاستعاذة بالله من شره.

2- تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه سبحانه "احفظ الله يحفظك" [الترمذي، وانظر صحيح الترمذي 2/309].

3- الصبر على الحاسد والعفو عنه فلا يُقاتله، ولا يشكوه، ولا يُحدث نفسه بأذاه.

4- التَّوكُّل على الله فمن يتوكَّل على الله فهو حسبه.

5- لا يخافُ الحاسد ولا يملأُ قلبه بالفكر فيه وهذا من أنفع الأدوية.

6- الإِقبال على الله والإِخلاص له وطلب مرضاته سبحانه.

7- التوبة من الذنوب لأنها تُسلِّط على الإِنسان أعداءه {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].

8- الصدقة والإِحسان ما أمكن فإِن لذلك تأثيراً عجيباً في دفع البلاء والعين وشرِّ الحاسد.

9- إِطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إِليه فكلَّما ازداد لك أذى وشراً وبغياً وحسداً ازددت إليه إِحساناً وله نصيحةً وعليه شفقةً وهذا لا يُوفَّق له إِلا من عظم حظُّه من الله.
يتبع...

_________________
موسوعة العلاج بالقرآن والسنة


 
تجريد التوحيد وإِخلاصه للعزيز الحكيم الذي لا يضرُّ شيءٌ ولا ينفع إِلا بإِذنه سبحانه وهو الجامع لذلك كله وعليه مدار هذه الأسباب، فالتوحيد حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين.

فهذه عشرة أسباب يندفع بها شرُّ الحاسد والعائن والساحر [انظر: بدائع الفوائد لابن القيم 2/238-245].



* * *



3- علاج التباس الجنِّيِّ بالإِنسيِّ

علاج المصروع الذي يدخل به الجنِّيُّ ويلتبس به قسمان:



القسم الأول: قبل الإِصابة:

من الوقاية المحافظة على جميع الفرائض والواجبات والابتعاد عن جميع المحرَّمات، والتوبة من جميع السَّيِّئات، والتَّحصُّن بالأذكار والدَّعوات، والتَّعوُّذات المشروعة.



القسم الثاني: العلاج بعد دخول الجنِّيِّ:

ويكون بقراءة المسلم الذي وافق قلبه لسانه ورقيته للمصروع، وأعظم العلاج الرُّقية بفاتحة الكتاب [انظر: سنن أبي داود 4/13-14، وأحمد 5/120]، وسلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 2028]، وآية الكرسيِّ، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ بربِّ الفلق، وقل أعوذ بربِّ الناس، مع النَّفث على المصروع وتكرير ذلك ثلاث مراتٍ أو أكثر وغير ذلك من الآيات القرآنية، لأن القرآن كلَّه فيه شفاءٌ لما في الصُّدور، وشفاءٌ وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين [انظر: الفتح الرباني ترتيب مسند الإمام أحمد 17/183]. وأدعية الرُّقية كما في النوع الثاني من علاج السحر فقرة "ب" و "ج" ولا بدَّ في هذا العلاج من أمرين: الأول من جهة المصروع، بقوة نفسه، وصدق توجُّهه إِلى الله، والتعوَّذ الصَّحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، والثاني من جهة المعالج أن يكون كذلك فإِن السلاح بضاربه.

وإِن أُذِّن في أُذُنِ المصروع فحسنٌ، لأنَّ الشيطان يفرُّ من ذلك [انظر: فتح الخق المبين في علاج الصرح والسحر والعين ص 112، والبخاري برقم 574].



4- علاج الأمراض النفسية

أعظم العلاج للأمراض النفسية وضيق الصدر باختصارٍ ما يلي:

1- الهدى والتوحيد، كما أنَّ الضلال والشرك من أعظم أسباب ضيق الصدر.

2- نور الإِيمان الصادق الذي يقذفه الله في قلب العبد، مع العمل الصالح.

3- العلم النافع، فكلَّما اتَّسع علم العبد انشرح صدره واتسع.

4- الإِنابة والرُّجوع إلى الله سبحانه، ومحبَّتُه بكلِّ القلب، والإِقبال عليه والتَّنعُّم بعبادته.

5- دوام ذكر الله على كلِّ حالٍ وفي كلِّ موطنٍ فللذِّكر تأثيرٌ عجيبٌ في انشراح الصَّدر، ونعيم القلب، وزوال الهم والغمِّ.

6- الإِحسان إِلى الخلق بأنواع الإِحسان والنَّفع لهم بما يُمكن فالكريم المحسن أشرح الناس صدراً، وأطيبهم نفساً، وأنعمهم قلباً.

7- الشجاعة، فإِنَّ الشجاع مُنشرح الصدر متَّسع القلب.

8- إِخراج دغل [ودغل الشيء عيبٌ فيه يُفسده] القلب من الصِّفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه: كالحسد، والبغضاء، والغلِّ، والعداوة، والشَّحناء، والبغي، وقد ثبت أنَّه عليه الصلاة والسلام سُئل عن أفضل الناس فقال: "كلُّ مخموم القلب صدوق اللسان"، فقالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقيُّ"، النَّقيُّ، لا إِثم فيه، ولا بغي، ولا غلَّ، ولا حسد". [أخرجه ابن ماجه برقم 4216، وانظر صحيح ابن ماجه 2/411].

9- ترك فضول النظر والكلام، والاستماع، والمخالطة، والأكل، والنوم، فإِنَّ ترك ذلك من أسباب شرح الصدر، ونعيم القلب وزوال همه وغمِّه.

10- الاشتغال بعملٍ من الأعمال أو علمٍ من العلوم النَّافعة، فإِنها تُلهي القلب عمَّا أقلقه.

11- الاهتمام بعمل اليوم الحاضر وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل وعن الحزن على الوقت الماضي فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدُّنيا، ويسأل ربَّه نجاح مقصده، ويستعينه على ذلك، فإِنَّ ذلك يُسلِّي عن الهم والحزن.

12- النظرُ إِلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك في العافية وتوابعها والرِّزق وتوابعه.

13- نسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يُمكنه ردَّها فلا يُفكر فيه مطلقاً.

14- إِذا حصل على العبد نكبةٌ من النَّكبات فعليه السَّعي في تخفيفها بأن يُقدِّر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر، ويدافعها بحسب مقدوره.

15- قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السَّيِّئة، وعدم الغضب، ولا يتوقع زوال المحابِّ وحدوث المكاره بل يكل الأمر إلى الله عزَّ وجلَّ مع القيام بالأسباب النافعة، وسؤال الله العفو والعافية.

16- اعتماد القلب على الله والتَّوكُّل عليه وحسن الظنِّ به سبحانه وتعالى، فإِنَّ المتوكل على الله لا تؤثِّر فيه الأوهام.

17- العاقل يعلم أنَّ حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وأنها قصيرةٌ جداً فلا يُقصِّرها بالهمِّ والاسترسال مع الأكدار، فإِنَّ ذلك ضدُّ الحياة الصحية.

18- إِذا أصابه مكروه قارن بين بقيَّة النعم الحاصلة له دينيَّةً أو دنيويَّةً وبين ما أصابه من المكروه فعند المقارنة يتَّضح كثرةُ ما هو فيه من النِّعم، وكذلك يُقارن بين ما يخافه من حدوث ضرر عليه وبين الاحتمالات الكثيرة في السلامة فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية، وبذلك يزول همه وخوفه.

19- يعرف أنَّ أذيَّة الناس لا تضُرُّه خصوصاً في الأقوال الخبيثة بل تضرُّهم فلا يضع لها بالاً ولا فكراً حتى لا تضرُّه.

20- يجعل أفكاره فيما يعود عليه بالنفع في الدين والدنيا.

21- أن لا يطلب العبد الشكر على المعروف الذي بذله وأحسن به إِلا من الله ويعلم أنَّ هذا معاملة منه مع الله فلا يُبال بشكر من أنعم عليه {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا} [الإنسان: 9]. ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد.

22- جعل الأمور النافعة نصب العينين والعمل على تحقيقها وعدم الالتفات إِلى الأمور الضارَّة فلا يشغل بها ذهنه ولا فكره.

23- حسم الأعمال في الحال والتَّفرُّغ في المستقبل حتى يأتي للأعمال المستقبلة بقوة تفكير وعمل.

24- يتخيَّر من الأعمال النافعة والعلوم النافعة الأهم فالأهم وخاصةً ما تشتد الرغبة فيه ويستعين على ذلك بالله ثم بالمشاورة فإِذا تحقَّقت المصلحة وعز توكَّل على الله.

25- التحدُّث بنعم الله الظاهرة والباطنة، فإِنَّ معرفتها والتحدُّث بها يدفع الله به الهمَّ والغمَّ ويحثُّ العبد على الشُّكر.

26- معاملةُ الزوجة والقريب والمعامل وكلِّ من بينك وبينه علاقةٌ إذا وجدت به عيباً بمعرفة ماله من المحاسن ومقارنة ذلك، فبملاحظة ذلك تدوم الصحبة وينشرح الصدر "لا يفرك مؤمنٌ مؤمنةً إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر". [مسلم: 2/1091].

27- الدعاء بصلاح الأمور كلها وأعظم ذلك "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، ودنياي التي فيها معاشي، وآخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كلِّ خيرٍ، والموت راحةً لي من كلِّ شرٍّ"، وكذلك "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ وأصلح لي شأني كله لا إِله إِلا أنت". [أبو داود 4/324، وأحمد 5/42].

28- الجهاد في سبيل الله لقوله عليه الصلاة والسلام: "جاهدوا في سبيل الله، فإِنَّ الجهاد في سبيل الله بابٌ من أبواب الجنة يُنجِّي الله به من الهمِّ والغمِّ". [أحمد 5/314، 316، 319، 326، 330، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 2/75].

وهذه الأسباب والوسائل علاجٌ مفيدٌ للأمراض النَّفسية ومن أعظم العلاج للقلق النَّفسيِّ لمن تدبَّرها وعمل بها بصدقٍ وإِخلاصٍ، وقد عالج بها بعض العلماء كثيراً من الحالات والأمراض النفسية فنفع الله بها نفعاً عظيماً. [انظر مقدمة الوسائل المفيدة الطبعة الخامسة ص 6].



5- علاج القُرحة والجُرح

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قُرحةٌ أو جرحٌ قال بأصبعه هكذا ووضع سفيان سبَّابته بالأرض ثم رفعها وقال "بسم الله تُربةُ أرضنا بريقهِ بعضنا يُشفى سقيمنا بإِذن ربِّنا". [البخاري مع الفتح 10/206، ومسلم 4/1724 برقم 2194].

ومعنى الحديث أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبع السَّبَّابة ثم يضعها على التُّراب فيعلق بها منه شيءٌ فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام في حال المسح. [انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 14/184 وفتح الباري 10/208 وانظر شرحاً وافياً للحديث في زاد المعاد 4/186-187].


_________________

موسوعة العلاج بالقرآن والسنة
 
الوسوم
العلاج بالقرآن موسوعة والسنة
عودة
أعلى