مســــــــافرةُ فـــــــــي قطـــــــــار الليـــــــــــــل

ايفےـلےـين

من الاعضاء المؤسسين
سافرت أدفن أملاً لا طائل منه ...في مقبرة الذاكرة

سافرت في قطار ليل بلا قضبان

لا يهم، فأنا مسافرة عبر منعطفات حياة......

ولأني امرأة لا تحب الجلوس،

سافرت واقفة

وكلي ثقة بأن كل مقاعد قطار الليل تلك، شاغرة،

إلا مقعدا واحداً ينتظر مســــافرة الليل هناك في مؤخرة القاطرة.

آثرت الوقوف مجاهدة نفسي

في حيز ضيق ، يحتوي جسدي فقط

على أن لا أريح رأسي المعتب، على كتف

ذلك المقعد ،- وإن كان وثيراً-

لأنني ما عدت أثق حتى في مقعد،

فقد يخذلني ، وقد يقع بي

فتنكسر شوكتي ثانية....



يروادني الشك في نفسي!!

هل أتركها على سجيتها،

لأحيا في الوعود الزائفة،

في الأمل الذي ضاع مني منذ سنين ، مع محاولات مني أن أستعيده؟؟؟


الحقيقة الوحيدة التي جعلني فقد الامل واليأس منه

أن اؤمن بها

هي : إن ضياع الأمل،

كما لا عودة لغائب..

إن الأمل الموؤد مات استحياءً مني...

فمن المستحيل ان نحيي ميتاً..

مستحيل أن تقبض على نسمة،أنعشت حياتك لحظات ، ثم استحالت ريحا عاتية تدمر ما حولها،

تأتي على الأخضر واليابس، فتحيل الدواخل الى تيه موحش...


عتمة الليل موحشة ، والقطار على عجلة من أمره..وكل ما حولي سواد في سواد...

ما عدت اميز ، هل يمر القطار بمدينة صاخبة؟ أم أنه يمر خلال صحراء تضج رمالها بالصمت،

صمتا، يحاكي صمت روحي.

أنا هنا ، لأشيع الأمل الى مقبرة الذاكرة ، ولأرقده الى حيث لا صحوة ، فقد سئمت إنعاشه ليحيا بنبضات بالكاد تحييني...قررت وأده أخيرا ، فالفواجع تملأ حياتي ...فاجعة تليها فاجعة ، مواراة أمل بعد مواراة أمل في تراب الخيبة ..هكذا بدت لي حياتي..لأواري هذا الأمل فلا يهم بعدها إن عاد حيا بعد أن انفقت عمري كله

وأنا لا أعي كيف أكتشف وهجه..كيف اتلمسه..



فجأة وبدون مقدمات لاح لي قبس منهذا الأمل ...بعيدٌ كتلك النار، التي آنسها موسى

تعجبت من نفسي ...أما واريته مقبرة الذاكرة؟ لم عودته إذن؟ هذا البريق يود أن يختصر قضيتي

كيف أساوم عليه ؟ كيف ازايد عليه؟ هل أدفع الغالي والرخيص من أجل الاحتفاظ به؟

آهو المفتاح الوحيد الذي يفتح باب الطرق المغلقة؟



وما زالت طريق القطارمفتوحة والقطار يسير على هداه إلا من تلك الذكريات التي ينوء

كاهلي بحملها، تتشبث بي، تمتشق جدران شراييني، تجري مجرى الدم مني...وتحفر

اخاديد وتترك حفريات تشي بما حل بي من خسارات كل يوم اقرر أن اواريك التراب أيها الأمل

لم أنسى يوما ، نسيت فيه هذا القرار فكيف يغريني ذاك القبس؟


لا لن أعاود النظر في هذه القضية ، ولن أسمح لبريق أن يغريني مهما كان وهجه

لعله سراب في عتمة ليل لعله حلم راودني ليال من بعد ليال لعله الوهم بعودة غائب لن يعود أبدا.. فشلت غائبا فشلت باستقطابه.





رحلة العتمة هذه تبقيني لا اعي ما أريد ...إنه قطار العمر ...فد ابفنت هذا ...فبعد هنيهة سيتباطئ

وستأتي محطة النهاية فلم التفكر في قرار أصدره العقل ولا رجعة عنه..

كفى يا قلب ، كفى يا سنين العمر يكفني مكان وقوفي

فقد حجزت هذا المكان ولن أتراجع أبدا..



 
الاقتباس غير متاح حاليا
عن ايفلين بهنيك اول لــ اختيارك لـ هالكلمات بجد اعجز عن التعبير ولكن بجد اكثر من روووووووووووووعه
 
الوسوم
الليـــــــــــــل فـــــــــي قطـــــــــار مســــــــافرةُ
عودة
أعلى