دفتر تشبع بحروف المرض
فكان نصيبه فراش أبيض بين رفوف
المرضى في مكتبة الطب
مليئة بالمرضى والآهات والأوجاع
وقلم يطبب جروح هولا المرضى
يكتب بعض وصفات العلاج من محبرة
الزمن والتجربة .. لعلها أن ترسم الابتسامة
على عنوان هذا الدفتر
كل دفتر حمل هما لا تكاد الجبال أن تطيقه
يتجول ذاك الطبيب بين المرضى ليسقي هذا
ويعالج ذاك
كل منهم تجرع من حروف الأسى وذاك الطبيب
لا يكاد يصدق ما تركته أقلام الزمن على
سطور هذه الدفاتر الحزينة
ليجد من وطاء على صفحاته ليصل
إلى ما يريد دون أن ينظر إلى الكلمات الجميلة
التي كتبت فيه ..! ويخدش حياها
طبيب احتار كيف يعيد ذاك الزمن
ليطبب جرح رسمته محبره سوداء
لطخت صفحات هذا الدفتر
جمع هذا الطبيب ... علماً كافياً
يستطيع أن يعالج أي سقم بإذن الله
لكنه توقف عند هذا المريض
عاجزاً...!!؟ عن علاجه
هل هو خبيث الزمن ؟؟
نعم اكتشف الطبيب علة ذاك المريض
أنه خبيث الزمن ..
قال له الطبيب حدثني عن مرضك ..! علي أجد علاج
لسقمك ...
بكى الدفتر وانهالت دموعه
قال عندما تجد قلماً جاحداً يكتب
لحظات جميله مع عشيقه .. ومن ثم يمحي ما كتب
و يكتب نفس اللحظات لعشيق آخر
فأي صفحة هذه تتحمل الخيانة
عندما تجد قلم شيخاً كبير كتب لابنه
ورسم له حياته فيأتي ذلك الابن يمحي
ما كتب أبيه ليكتب حياة عنوانها عقوق والديه
فأي صفحة تتحمل هذا النكران والجحود
عندما يأتي زوجان اجتمعوا على المحبة
فيكتب الزوج نهاية تلك الحياة بكلمة يسيره
فأي صفحة تتحمل هذه النهاية الحزينة
عندما ترى قوما أهلكهم الجوع والخوف وكتبوا على صفحاتي
النجدة ويأتي قوم آخر بمحي ما كتب بإسراف وتبذير
فأي صفحة تتحمل هذا الظلم
الدكتور للمريض لا علاج عندي..! لسقمك
الدفتر إجابة توقعت سماعها
هل من طبيب يعالجني ؟؟؟