(مرض التوحد)

رولا

الاعضاء
على الرغم من أنه قد تم التعرف على مرض التوحد في سنة 1943م، إلاّ ان هذا المرض ما زال يعتبر اعاقة غير معروفة نسبياً. حتى وقتنا هذا يقدر بل قد أحياناً يفوق عدد 500,000 أسرة في المملكة المتحدة متأثرة بالتشكيلة الواسعة لمرض التوحد.

لا يعتبر الشخص المصاب بمرض التوحد معاقاً جسدياً بنفس الطريقة لشخص آخر مصاب بالشلل الدماغي، فهم لا يحتاجون إلى كرسي متحرك و«تبدو» هيئتهم كهيئة أي شخص غير معاق. ونظراً لهذه الطبيعة اللامرئية يصبح أمر رفع الوعي العام وفهم هذه الحالة أكثر صعوبة.

لأن الطفل المصاب بالتوحد يبدو «طبيعياً» ويفترض الآخرون أنه طفل شقى أو ان والديه لا يتحكمان فيه. ويعلق الغرباء مراراً على هذا بالفشل.

وهذا اللقاء مع الدكتورة نادية سقطي استشارية طب الأطفال والأمراض الوراثية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث توضح فيه ماهية هذا المرض وأعراضه وكيفية التعامل مع المصابين.

تعريفه

٭ ما هو مرض التوحد، وهل له علاقة مباشرة مع السلوك لدى الطفل؟

- مرض التوحد هو مرض يصيب الأطفال قبل سن ثلاث سنوات، ونعم له علاقة مباشرة مع السلوك حيث تكون لدى الطفل صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية، ولا تكون لديه القدرة على تحسين لغة التخاطب، وتطوير سلوكه وعاداته. مريض التوحد يصعب عليه تكوين علاقات حميمة مع أهله ومن حوله لأنه لا ينظر إلى العين بشكل مباشر حين تتم مخاطبته، ولا يستطيع عمل صداقات مع الآخرين من أقرانه، لا يحب ان يشارك أحد في اللعب معه لأنه لا يشعر بوجود الآخرين حوله من أطفال أو ذويه.

اكتشافه

٭ متى اكتشف مرض التوحد د. سقطي، ومن هو العالم الذي اكتشفه؟

- الذي اكتشفه يدعى ليوكانر وكان ذلك عام 1943م وهو الذي أطلق عليه اسم التوحد. أما هانس اسبرقر وجد حالة مشابهة لمرض التوحد ولكن لديهم ذكاء نوعاً ما وكان ذلك عام 1944م.

الأعراض

٭ ما هي أعراض مرض التوحد، وما هي نسبة حدوثه لدى الأطفال وهل تختلف النسبة بين الاناث والذكور؟

- تبدأ لأعراض تدريجياً بعد السنة الأولى ولكن البعض منهم يبدأون بالتراجع من سن 3-4، وذكر الدكتور ليوكانر بأن الأعراض قد تبدأ من سن الرضاعة.

وتبلغ نسبة التوحد، لكل 4 ذكور 1 اناث، ونسبة حدوثه 6 بالألف.. وتبلغ نسبة المصابين بتأخر عقلي من مرضى التوحد 70٪، ويعاني البعض من الصرع بنسبة 25٪.

سلوكهم

٭ ما هو السلوك المتوقع من مريض التوحد؟

- طفل التوحد لا يحب ان يمسك أحد ما بيده ولا حتى يعانقه ولا يستجيب لأي نداء ولا يرفع وجهه ليرى وجه المتحدث ولا يحب ان يغير ترتيب أو لون أو ملابس أو أي شيء من البيئة المحيطة به وهو يضحك فجأة بلا سبب، ولديهم زيادة غير طبيعية في النشاط. يميلون إلى الروتين في حياتهم ويتضح هذا في تكرارهم لسلوك معين بشكل روتيني. فهم يلعبون بشكل روتيني ومتواصل ولا يستفيدون من هذا اللعب لأنه لا يوجد لديهم خيال. نلاحظ ان مرضى التوحد لديهم سلوك عدواني أحياناً لدرجة أنهم من الممكن ان يجرحوا أنفسهم بالعض وغيره.

طرق التواصل

٭ ما هي طرق التواصل المستخدمة لدى مريض التوحد؟

- إذا أراد طفل التوحد على سبيل المثال شيء ما فهو لا يتحدث إلى أمه بشكل مباشر أو يشير إليه بل يضع يد أمه على الشيء الذي يريده بدون كلام.

الزواج

٭ وماذا عن الصعيد الاجتماعي.. هل يستطيع مريض التوحد الزواج؟

- هؤلاء الأطفال لا يستطيعون الزواج في المستقبل ليس بسبب عضوي ولكن عدم استطاعتهم في صنع علاقات حميمة مع الطرف الآخر سيتسبب في فشله في إقامة علاقات اجتماعية، وربما يكون ذلك بسبب ضعفه الشديد في لغة التخاطب.

السمع

٭ هل يعاني مرضى التوحد من اعاقات سمعية؟

- يعتقد الكثيرين بأن أطفال التوحد لا يستطيعون السمع ولكن بالعكس بعد الفحص اتضح بأن سمعهم طبيعي ولكن التركيز لديهم ضعيف.

النوم

٭ هل تتفاوت فترات النوم لديهم أم ان هناك روتين معين لوقت النوم لدى مرضى التوحد؟

- ليس لديهم فترات نوم محددة، بل يكون نومهم متقطعاً وغير متزن فهم على الأغلب يستيقظون وينامون في الليلة أكثر من مرة.

ردة الفعل

٭ هل هناك سلوك أو ردة فعل معينة لمريض التوحد عند تعرضه للأذى مثلاً كالسقوط أو الحرق؟

- نعم تكون هناك ردة فعل بالبكاء والصراخ عند الشعور بالألم، ولكن المخيف ان مريض التوحد لا يشعر بالخطر المحيط به حيث انه من الممكن ان يضع يده في النار لتحرقه ولا يشعر ان هذا خطأ، وقد يعبر الطريق بدون ان يحس بالخوف من خطر الاصطدام بسيارة أو أي مركبة متحركة. وهم للأسف لا يتعلمون من أخطائهم.

الأنواع

٭ هل هناك أنواع لمرض التوحد؟

- نعم يوجد عدة أنواع من مرض التوحد منها:

النوع الأول: الذي تم ذكره.

النوع الثاني: يسمى سفانت (Savant) ويتميز هذا النوع من مرض التوحد بقدرة وتفوقه على العد في الرياضيات وتفوقه في تقليد النوتات الموسيقية أو غناء المقاطع أو الأغاني التي يسمعها ويطبقها في بعض الأحيان أفضل من الموسيقى نفسه. ولكنه في بقية أمور الحياة الأخرى معاق اعاقة شديدة.

النوع الثالث: ويسمى طيف التوحد، وتكون الاعاقة معممة ولكن ذكاءهم طبيعي، أما عن السلوك فهم يرفضون التحدث مع الآخرين، وليس لديهم قدرة على التركيز.

النوع الرابع: من مرض التوحد وهو مرض يصيب الاناث فقط ويسمى متلازمة رت (Rett Syndrome). ويتميز هذا المرض بأن المرضى يكونون طبيعيين في البداية وفجأة يصابون بتأخر عقلي، وعادة ما نلاحظ صغر رأس المريضة المصابة يصاحبه عادة عض الأيدي مع تحريكها بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى تعرضهم إلى نوبات صرع وتكون فترات النوم لديهم غير كافية.

نسبتهم


٭ ما هي النسبة المتوقعة للمصابين بهذا المرض؟


- تتراوح النسبة من 10000- 15000 من المصابين بهذا المرض في العالم وفي الغالب تكون النسبة الغالبة من الاناث.

الأسباب

٭ هل هناك أمراض مشابهة في أعراضها لمرض التوحد، ما هي وما هي أسباب الإصابة بمرض التوحد؟

- هناك الكثير من الأمراض تشبه في أعراضها مرض التوحد منها:

المرض الأول ويسمى تيبوروس سكلروسيس (Tuperous Sclerosis) وهو تكلس يحدث في المخ، أما الثاني فيسمى (Untreated PKU) والثالث يسمى (Angel man Syndrome) وهناك الكثير منها.

وتعزو أسباب الإصابة بمرض التوحد إلى وجود عدة مورثات مع عوامل بيئية، حيث ينتج مرض التوحد عن تغير في تكوين الكروموسومات وخاصة في الكروموسوم رقم 15. وتلعب الوراثة دوراً فعالاً جداً في الإصابة بمرض التوحد حيث ان 60٪ من التوائم المتطابقة ويطلق عليهم التوائم الحقيقية (وهم التوائم المنقسمين من بويضة واحدة) يصابون بمرض التوحد، أما بالنسبة للتوائم غير المتطابقة فنجد أنهم يصابون بمرض التوحد بنسبة 4,5٪.

أما عن العوامل البيئية فنجد انه عند إصابة المرأة الحامل بالحصبة الألمانية قد يكون سبب في إصابة الطفل بمرض التوحد أو عند تناولها لعقاقير مثل Valproic Acid، وعقار Thalidomide.

الوراثة

٭ ما هي نسبة إصابة طفل آخر في العائلة ا لتي لديها تاريخ بالإصابة بمرض التوحد؟

- هناك احتمال تكرار إصابة طفل آخر بمرض التوحد بنسبة 75٪ لعائلة أصيب أحد أطفالها بمرض التوحد سابقاً.

الكشف المبكر

٭ هل يستطيع الكشف المبكر أثناء الحمل المساهمة في الحد من الإصابة بمرض التوحد أو علاجه في وقت مبكر؟

- لا يمكن للفحص المبكر أثناء الحمل اكتشاف وجود مرض التوحد لدى الجنين، ولكن الفحص المبكر والتعليم المبكر للطفل المريض يساعد المريض بشكل فعّال ليكون سلوكه أفضل حالاً​
 

رولا
--------------
ألفْ شُكّرْ لَكّى
عً الطَرحّ الرَآئِعّ
لآلآخَلآ وَ لآ عَدَمْ ....
 
الوسوم
(مرض التوحد)
عودة
أعلى