القضاء والقدر نظرة سريعة

رولا

الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما القضاء والقدر؟ هذا أيضاً مايتيه أكثر المسلمين عن

معرفته اليوم. وأظن أن تيههم هذا هو سبب جهلهم بأن كل شيء في

الدنيا بقضاء وقدر.القضاء هو علم الله بكل ماسيجري في الكون،

أي مستقبلاً، من الحوادث الطبيعية، والتصرفات البشرية القسرية

منها والاختيارية.والقدر وقوع هذا الذي تعلق به علم الله

تعالى، مطابقاً لعلمه، إذن فالقضاء هو علم الله بكل ماسيجري

مستقبلاً.والقدر هو المرحلة التنفيذية لذلك المعلوم الذي كان

مخبوءاً في غيبه عز وجل.وهل يساورك شك في أن الله يعلم ماسيجري

في ملكوته، وهل يجري شيء ما في ملكوته إلا بخلقه وقدرته، فكيف

لا يحيط علمه بما قرر أو (خطط) خلقه أو إعدامه أو تكييفه؟ وليس

قضاء الله هو علمه بما سيكون، علمت أن القضاء لا علاقة له

بالجبر أو الاختيار كما يتوهم كثير من الناس. إذ القضاء هو

العلم، والعلم صفة كاشفة لا تستلزم بحدّ ذاتها جبراً ولا

اختياراً.ولكن بوسعك أن تتبين ما قد تعلق به علم الله عز وجل،

وأن تتأمل فيه لتدرك أنه ينقسم:إلى ما علم الله أنه سيخلقه

بأمر تكويني لاعلاقة للاختيار الإنساني به، كالحوادث التي تعرض

لما يسمونه الطبيعة من فياضانات وزلازل وتقلبات مناخية وتطورات

نباتية وكالحوادث التي تنزل قسراً بالإنسان، من ولادة وموت

وأمراض وعاهات ورقاد، ويقظة، وسقوط...إلخ.وإلى ما علم الله أنه

سيخلقه تبعاً لما قد تتجه إليه رغبة الإنسان واختياره، مثل

كافة التصرفات والأعمال التي يمارسها أحدنا برغبته واختياره.

دور الإنسان فيها التوجه واتخاذ القرار، بمقتضى ما أودع الله

فيه من ملكة تجعله صاحب اختيار، ودور الباري عز وجل (إن صح
التعبير)
أن يخلق هذا الذي وقع اختيار الإنسان عليه وعزم على

فعله.فهذان النوعان من الأشياء التي تخضع للخلق التكويني،

والأشياء التي يخضع فيها الخلق لإرادة الإنسان واختياره،

كلاهما داخل في معلومات الله عز وجل قبل أن يوجدها.. إذن فكل

ذلك داخل في قضاء الله عز وجل، وذلك لما علمنا من أن قضاء الله

علمه بكل ما سيجري في الكون.أعود فأقول: إن مشكلة عالمنا

الإسلامي أن أكثر المسلمين فيه يمارسون إسلاماً تقليدياً،

فارغاً عن مضمون المعرفة له، وبعيداً عن مضمون الالتزام الدقيق
به!..
 
الوسوم
القضاء سريعة نظرة والقدر
عودة
أعلى