اشعار فاروق جويدة / متجدد /

يسلوووووووووووو على الكلمات الرائعه
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
سلوان لا تحزني إن خانني الأجل
ما بين جرح وجرح ينبت الأمل
لا تحزني يا ابنتي إن ضاق بي زمني
إن الخطايا بدمع الطهر تغتسل
قد يصبح العمر أحلاما نطاردها
تجري ونجري.. وتدمينا ولا نصل
سلوان لا تسأليني عن حكايتنا
ماذا فعلنا.. وماذا ويحهم فعلوا
قد ضيعوا العمر يا للعمر لو جنحت
منا الحياة وأفتى من به خبل
عمر ثقيل بكأس الحزن جرعنا
كيف الهروب وقد تاهت بنا الحيل
* * *
الحزن في القلب في الأعماق في دمنا
يأس طويل فكيف الجرح يندمل
أيامنا لم تزل بالوهم تخدعنا
قبر من الخوف يطوينا ونحتمل
لا تسأليني لماذا الحزن ضيعنا
ولتسألي الحزن هل ضاقت به السب
إن ضاقت الأرض بالأحلام في وطني
ما زال في الأفق ضوء الحلم يكتمل
هذي الجماجم أزهارا سيحملها
عمر جديد لمن عاشوا.. ومن رحلوا
هذي الدماء ستروي أرضنا أملا
قد يخطئ الدهر عنواني ولا أصل
* * *
إن ضاق مني زماني لن أعاتبه
هل يعشق السفح من أحلامه الجبل
سلوان يا فرحة في الأرض تحملني
في ضوء عينيك لا يأس ولا ملل
عيناك يا واحتي عمر أعانقه
إن ضاقت الأرض وانسابت بنا المقل
ضيعت عمري أغني الحب في زمن
شيئان ماتا عليه الحب والأمل
ضيعت عمري أبيع الحلم في وطن
شيئان عاشا عليه الزيف والدجل
كم راودتني بحار البعد في خجل
لا أستطيع بعادا كيف أحتمل
* * *
مازال للحب بيت في ضمائرنا
ما أجمل النار تخبو ثم تشتعل
لا تفزعي يا ابنتي ولتضحكي أبدا
كم طال ليل وعند الصبح يرتحل
ما زال في خاطري حلم يراودني
أن يرجع الصبح والأطيار والغزل
سلوان يا طفلتي لا تحزني أبدا
إن الطيور بضوء الفجر تكتحل
ما زلت طيرا يغني الحب في أمل
قد يمنح الحلم.. مالا يمنح الأجل..​
 
ويمضي المساء على جفن درب
تركناه يوما لكأس القدر
تعربد فيه ليالي الصقيع
ووحل الشتاء وموت الزهر
وتمضي الحياة على وجنتيه
كحلم تعثر ثم انتحر
وفوق المقاعد عهد قديم
وأصداء نشوى وطيف عبر
ويبكي الطريق على الراحلين
على من مضى أو جفا أو غدر
* * *
ويمضي المساء على جفن درب
رعانا بدفء كشمس الشتاء
رأينا على شاطئيه الأمان
وحلما يداعبنا في الخفاء
وفي الدرب عشنا ربيع الأماني
سكارى نعانق فيها السماء
شدونا نشيد الهوى للحيارى
وفي الحب تحلو ليالي الغناء
رجعنا إلى الدرب بعد الرحيل
لنرثي عليه بقايا لقاء
* * *
مقاعدنا أطرقت في سكون
وقالت: رجعت لنفس الطريق
فأين لياليك صارت رمادا؟
وأين أمانيك بعد الحريق؟
وأين النسيم يهيم اشتياقا
يعانق في راحتيها الرحيق؟
على الدرب نامت بقايا زهور
وأشلاء غصن وحلم غريق
ولم يبق شيء سوى أغنيات
تساءل في الليل أين الرفيق؟
* * *
ويمضي المساء على جفن درب
توارى مع الحزن بعد الرحيل
وكم عاش يحمل نبض الحياة
كهمس النسيم وظل النخيل
عرفناه ليلا شقي الظلام
رأيناه شمسا تناجي الأصيل
ومهما عشقنا رحيق الأماني
فعمر الأماني قليل.. قليل
* * *
لقد عشت بالحب طفلا صغيرا
رأى في هواك عطاء السنين
فأطلق في راحتيك الليالي
وما كان يدري عذاب السجين
وكان نصيبك ليلا طويلا
وكان نصيبي قلبي الحزين
وجئنا إلى الدرب يوما حيارى
ليسألنا عن زمان الحنين
عشقنا وذبنا عليه اشتياقا
وجئناه نبكي على الراحلين
 
ستجربين حبيبتي.. ستجربين
ستجربين الحب بعدي.. والحنين
وستحلمين بفارس غيري
هزيل الحلم مكسور الجبين
وسترحلين
على جناح الصبح عصفورا كموج البحر
لا يدري جراح المتعبين
وأظل في الأنقاض أجمع بعض أيامي
أدور العمر تحرقني دموع الحائرين
ما زلت أبحث في ظلام الناس
عن زمن بريء الصبح
يهدي التائهين
ما زلت أسكب
حزن أيامي دموعا
في بطون الجائعين
ما زلت أحلم بالزمان الآمن الموعود يحملنا
إلى وطن عنيد الحلم مرفوع الجبين
وغدوت أحلم ها هنا وحدي
قد كنت مثلي ذات يوم تحلمين
* * *
ما زلت أحلم أن يعود العش
يؤوي الطير في ليل الشتاء
فالعش يهجر طيره
والطير في خوف المدينة
يدفن الأحلام سرا في العراء
أترى يفيد الحلم في زمن الشقاء؟
ما زلت ألمح في ظلام الصبح شيئا كالضياء
لا تحزني من ثورتي
فلقد قضيت العمر
بحارا يفتش عن رفيق
وظننت يوما
أن في عينيك مأوى للغريق
فأتيت أبحث في ربى عينيك
عن زمن أعانق فيه سراب الأمان
زمن يعيش الحلم فيه
بغير خوف.. أو هوان
أصبحت في عينيك تذكارا
سطورا.. ضل معناها الزمان
* * *
ستجربين حبيبتي.. ستجربين
سيجيء بعدي عاشق يروي الحكايا..
ينزع الأزهار من صدر الربيع
يلقي عليك عبيرها المخنوق في ليل الصقيع
ويبيع صبحا بالغروب
ويدندن الأوهام كالزمن الكذوب
وأظل في حلمي أذوب
فالحب عندي أن يصير الصبح صبحا
يمسح الأحزان عن كل القلوب
ألا أصير حقيقة عرجاء
في زمن لعوب
وأظل رغم اليأس
أنثر حلمنا المهزوم في كل الدروب
* * *
ستجربين حبيبتي.. ستجربين
وستحلمين بفارس غيري
هزيل الحلم مكسور الجبين
مازال حلمي
رغم طول القهر مرفوع الجبين
قد كنت مثلي ذات يوم.. تحلمين
 
«تساءلوا: كيف تقول:
هذى بلاد لم تعد كبلادى؟!
فأجبت:
هذا عتاب الحب للأحباب»
لا تغْضَبى من ثوْرَتِى.. وعتابى
مازالَ حُّبكِ محنتى وعذابى
مازالتِ فى العين الحزينةِ قبلة ً
للعاشقين بسحْركِ الخَلاَّبِ
أحببتُ فيكِ العمرَ طفلا ً باسما
جاءَ الحياة َ بأطهر الأثوابِ
أحببتُ فيكِ الليلَ حين يضمنا
دفءُ القلوبِ.. ورفقة ُ الأصحابِ
أحببتُ فيكِ الأم تسْكنُ طفلهَا
مهما نأى.. تلقاهُ بالترْحَابِ
أحببتُ فيكِ الشمسَ تغسلُ شَعْرها
عندَ الغروبِ بدمعها المُنسَابِ
أحببتُ فيكِ النيلَ يجرى صَاخبا
فيَهيمُ رَوْضٌ..فى عناق ِ رَوَابِ
أحببتُ فيكِ شموخَ نهر جامح ٍ
كم كان يُسكرنى بغير شَرَابِ
أحببتُ فيكِ النيلَ يسْجُد خاشعِا
لله ربا دون أى حسابِ
أحببتُ فيكِ صلاة َ شعبٍ مُؤْمن
رسمَ الوجودَ على هُدَى مِحْرَابِ
أحببتُ فيكِ زمانَ مجدٍ غَابر ٍ
ضيَّعتهِ سفها على الأذنابِ
أحببتُ فِى الشرفاء عهدًا باقيا
وكرهتُ كلَّ مُقامر ٍ كذابِ
إِنى أحبكِ رغم أَنى عاشقٌ
سَئِم الطوافَ.. وضاق بالأعْتابِ
كم طاف قلبى فى رحابكِ خاشعًا
لم تعرفى الأنقى.. من النصابِ
أسرفتُ فى حبى.. وأنت بخيلة ٌ
ضيعتِ عمرى.. واسْتبَحْتِ شَبَابى
شاخت على عينيكِ أحلامُ الصبا
وتناثرت دمعا على الأهدابِ
من كان أولى بالوفاء ؟!.. عصابة َُ
نهبتكِ بالتدليس.. والإرهابِ ؟
أم قلبُ طفل ذاب فيك صبابة ً
ورميتهِ لحمًا على الأبوابِ ؟!
عمر من الأحزان يمرح بيننا..
شبحُ يطوف بوجههِ المُرْتابِ
لا النيلُ نيلكِ.. لا الضفافُ ضفافهُ
حتى نخيلك تاهَ فى الأعشابِ !
باعُوكِ فى صخبِ المزادِ.. ولم أجد
فى صدركِ المهجور غيرَ عذابى
قد روَّضُوا النهرَ المكابرَ فانحنى
للغاصبين.. وَلاذ بالأغْرَابِ
كم جئتُ يحملنى حَنِينٌ جارفٌ
فأراكِ.. والجلادُ خلفَ البَابِ
تترَاقصين على الموائد فرحة ً
ودَمِى المراقُ يسيل فى الأنخابِ
وأراكِ فى صخب المزاد وليمة ً
يلهو بها الأفاقُ.. والمُتصابى
قد كنتُ أولى بالحنان ِ.. ولم أجدْ
فى ليلِ صدرك غيرَ ضوءٍ خابِ
فى قِمة الهَرَم ِ الحزين ِ عصابة ٌ
ما بين سيفٍ عاجز ٍ.. ومُرَابِ
يتعَبَّدُون لكل نجم ٍ سَاطِع ٍ
فإذا هَوَى صاحُوا: «نذيرَ خَرَابِ»
هرمُ بلون ِالموت ِ.. نيلٌ ساكنٌ
أسْدٌ محنطة ٌبلا أنيَابِ
سافرتُ عنكِ وفى الجوانح وحشة ٌ
فالحزنُ كأسِى.. والحَنِينُ شَرَابى
صوتُ البلابل ِغابَ عن أوكاره
لم تعبئى بتشردى.. وغيابى
كلُّ الرفاق رأيتهم فى غربتى
أطلالَ حُلم.. فى تلال ِ ترَابِ
قد هاجروا حُزْنا.. وماتوا لوعة ً
بين الحنين ِ.. وفرقةِ الأصحابِ
بينى وبينك ألفُ ميل ٍ.. بينما
أحضانك الخضراءُ للأغْرَابِ!
تبنين للسفهاء عشا هادئا
وأنا أموتُ على صقيع شبابى !
فى عتمةِ الليل ِ الطويل ِ يشدنى
قلبى إليكِ.. أحِنُّ رغم عذابى
أهفو إليك.. وفى عُيُونِكِ أحتمى
من سجن طاغيةٍ وقصفِ رقابِ
* * *
هل كان عدلا ً أن حبَّكِ قاتلى
كيف استبحتِ القتلَ للأحبابِ؟!
ما بين جلادٍ.. وذئب حاقدٍ
وعصابةٍ نهبتْ بغير ِ حسابِ
وقوافلٍ للبُؤس ِ ترتعُ حولنا
وأنين ِ طفلٍ غاص فى أعصابى
وحكايةٍ عن قلبِ شيخ عاجز
قد مات مصلوبًا على المحرابِ
قد كان يصرخ: «لى إلهٌ واحدٌ
هو خالق الدنيا.. وأعلمُ ما بى»
ياربِّ سطرت الخلائقَ كلهَّا
وبكل سطر ٍ أمة ٌ بكتابِ
الجالسونَ على العروش توحَّشُوا
ولكل طاغيةٍ قطيعُ ذئابِ
قد قلتُ:إن الله ربٌّ واحدٌ
صاحوا:»ونحن» كفرتَ بالأرْبَابِ؟
قد مزَّقوا جسدى.. وداسُوا أعظمى
ورأيتُ أشلائى على الأبوابِ
* * *
ماعدتُ أعرفُ أيْنَ تهدأ رحلتى
وبأى أرض ٍ تستريح ركابى
غابت وجوهٌ.. كيفَ أخفتْ سرَّها ؟
هرَبَ السؤالُ.. وعز فيه جوابى
لو أن طيفا عاد بعد غيابه
لأرى حقيقة رحلتى ومآبى
لكنه طيفٌ بعيدٌ.. غامضٌ
يأتى إلينا من وراء حجابِ
رحل الربيعُ.. وسافرت أطيارُه
ما عاد يُجدى فى الخريفِ عتابى
فى آخر المشوار تبدُو صورتى
وسْط َ الذئاب بمحنتى وعذابى
ويطل وجهُك خلفَ أمواج ِ الأسى
شمسًا تلوِّحُ فى وداع ِ سحابِ
هذا زمانٌ خاننى فى غفلةٍ
منى.. وأدْمى بالجحودِ شبابى
شيَّعتُ أوهامى.. وقلتُ لعَلنى
يوما أعودُ لحكمتى وصوابى
كيف ارْتضيتُ ضلالَ عَهْدٍ فاجر
وفسادَ طاغيةٍ.. وغدرَ كِلابِ؟!
ما بين أحلام ٍ توارى سحْرُها
وبريق ِ عُمر صارَ طيفَ سَرَابِ
شاختْ ليالى العُمر منى فجأة ً
فى زيف حلم ٍ خادع كذابِ
لم يبق غيرُ الفقر يسْتر عَوْرَتى
والفقرُ ملعونٌ بكل كِتابِ
سِربُ النخيل ِعلى الشواطئ ينحَنى
وتسيلُ فى فزع ٍ دِماءُ رقاب ِ
ما كان ظنى أن تكونَ نهايتى
فى آخر المشوار ِ دَمْعَ عتابِ!
ويضيعُ عمرى فى دروبَ مدينتى
ما بين نار القهر ِ.. والإرْهابِ
ويكون آخرَ ما يُطلُّ على المدى
شعبٌ يُهرْولُ فى سوادِ نقابِ
وطنٌ بعَرض ِالكون ِيبدو لعبة ً
للوارثين العرشَ بالأنسابِ
قتلاكِ يا أمَّ البلادِ تفرقوا
وتشردُوا شِيَعًا على الأبْوَابِ
رَسَمُوكِ حُلما..ثم ماتوا وَحشة ً
ما بين ظلم ِ الأهل ِ.. والأصْحَابِ
لا تخجلى ِ إن جئتُ بابَكِ عاريا
ورأيتِنى شَبَحا بغير ثيابِ
يَخْبُو ضياءُ الشمس ِ.. يَصغُر بيننا
ويصيرُ فى عَيْنى.. كعُودِ ثقابِ
والريحُ تزأرُ.. والنجومُ شحيحة ٌ
وأنا وراءَ الأفق ِ ضوءُ شهابِ
غضبٌ بلون العشق ِ.. سخط ٌ يائسٌ
ونزيفُ عمر ٍ.. فى سُطور كتابِ
رغْمَ انطفاءِ الحُلِم بين عيوننا
سيعودُ فجرُكِ بعدَ طول غيابِ
فلترحمى ضعْفِى .. وقلة َ حِيلتى
هذا عِتابُ الحُبِّ.. للأَحْبابِ .
 
أنا شاعر ..
مازلت أرسم من نزيف الجُرح
أغنية جديدة ..
ما زلت أبني في سجون القهر
أزماناً سعيدة
مازلت أكتبُ
رغم أن الحرف يقتلني
ويلقيني أمام الناس
أنغاماً شريدة ..
أو كلما لاحت أمام العين
أمنية عنيده ..
ينساب سهم طائش في الليل ..
يُسقِطُها .... شهيدة ...
 
انتقاء مميز.. ابدعتِ في اختياركِ...

شكرا لكي بعدد حبات الرمال....

لاتحرمينا من جديدكِ....


(غيث العراقي) مر من هنا
 
طيف نـسميه الحنين
‏'‏إلي أمي‏..‏ وكل أم‏..‏ في عيد الأم‏'‏
***
في الركن يبدو وجه أمي
لا أراه لأنه
سكن الجوانح من سنين
فالعين إن غفلت قليلا لا تري
لكن من سكن الجوانح لا يغيب
وإن تواري‏..‏ مثل كل الغائبين
يبدو أمامي وجه أمي كلما
اشتدت رياح الحزن‏..‏ وارتعد الجبين
الناس ترحل في العيون وتختفي
وتصير حزنـا في الضلوع
ورجفة في القلب تخفق‏..‏ كل حين
لكنها أمي
يمر العمر أسكنـها‏..‏ وتسكنني
وتبدو كالظلال تطوف خافتة
علي القلب الحزين
منذ انشطرنا والمدي حولي يضيق
وكل شيء بعدها‏..‏ عمر ضنين
صارت مع الأيام طيفـا
لا يغيب‏..‏ ولا يبين
طيفـا نسميه الحنين‏..
‏‏***‏
في الركن يبدو وجه أمي
حين ينتصف النهار‏..‏
وتستريح الشمس
وتغيب الظلال
شيء يؤرقني كثيرا
كيف الحياة تصير بعد مواكب الفوضي
زوالا في زوال
في أي وقت أو زمان سوف تنسحب الرؤي
تكسو الوجوه تلال صمت أو رمال
في أي وقت أو زمان سوف نختتم الرواية‏..‏
عاجزين عن السؤال
واستسلم الجسد الهزيل‏..‏ تكسرت
فيه النصال علي النصال
هدأ السحاب ونام أطيافـا
مبعثرة علي قمم الجبال
سكن البريق وغاب
سحر الضوء وانطفأ الجمال
حتي الحنان يصير تـذكارا
ويغدو الشوق سرا لا يقال
في الركن يبدو وجه أمي
ربما غابت‏..‏ ولكني أراها
كلما جاء المساء تداعب الأطفال
‏***‏
فنجان قهوتها يحدق في المكان
إن جاء زوار لنا
يتساءل المسكين أين حدائق الذكري
وينبوع الحنان
أين التي ملكت عروش الأرض
من زمن بلا سلطان
أين التي دخلت قلوب الناس
أفواجا بلا استئذان
أين التي رسمت لهذا الكون
صورته في أجمل الألوان
ويصافح الفنجان كل الزائرين
فإن بدا طيف لها
يتعثر المسكين في ألم ويسقط باكيا
من حزنه يتكسر الفنجان
من يوم أن رحلت وصورتها علي الجدران
تبدو أمامي حين تشتد الهموم وتعصف الأحزان
أو كلما هلت صلاة الفجر في رمضان
كل الذي في الكون يحمل سرها
وكأنها قبس من الرحمن
لم تعرف الخط الجميل
ولم تسافر في بحور الحرف
لم تعرف صهيل الموج والشطآن
لكنها عرفت بحار النور والإيمان
أمية‏..‏
كتبت علي وجهي سطور الحب من زمن
وذابت في حمي القرآن
في الأفق يبدو وجه أمي
كلما انطلق المؤذن بالأذان
كم كنت ألمحها إذا اجتمعت علي رأسي
حشود الظلم والطغيان
كانت تلم شتات أيامي
إذا التفت علي عنقي حبال اليأس والأحزان
تمتد لي يدها بطول الأرض‏..‏
تنقذني من الطوفان
وتصيح يا الله أنت الحافظ الباقي
وكل الخلق ياربي إلي النسيان
‏***‏
شاخت سنين العمر
والطفل الصغير بداخلي
مازال يسأل‏..‏
عن لوعة الأشواق حين يذوب فينا القلب
عن شبح يطاردني
من المهد الصغير إلي رصاصة قاتلي
عن فـرقة الأحباب حين يشدنا
ركب الرحيل بخطوه المتثاقل
عن آخر الأخبار في أيامنا
الخائنون‏..‏ البائعون‏..‏ الراكعون‏..‏
لكل عرش زائل
عن رحلة سافرت فيها راضيا
ورجعت منها ما عرفت‏..‏ وما اقتنعت‏..‏ وما سلمت‏..‏
وما أجبتك سائلي
عن ليلة شتوية اشتقت فيها
صحبة الأحباب
والجلاد يشرب من دمي
وأنا علي نار المهانة أصطلي
قد تسألين الآن يا أماه عن حالي
وماذا جد في القلب الخلي
الحب سافر من حدائق عمرنا
وتغرب المسكين‏..‏
في الزمن الوضيع الأهطـل
ما عاد طفلك يجمع الأطيار
والعصفور يشرب من يدي
قتلوا العصافير الجميلة
في حديقة منزلي
أخشي عليه من الكلاب السود
والوجه الكئيب الجاهل
أين الذي قد كان‏..‏
أين مواكب الأشعار في عمري
وكل الكون يسمع شدوها
وأنا أغني في الفضاء‏..‏ وأنجـلي
شاخ الزمان وطفلك المجنون‏..‏
مشتاق لأول منزل
مازال يطرب للزمان الأول
شيء سيبقي بيننا‏..‏ وحبيبتي لا ترحلي
‏***‏
في كل يوم سوف أغرس وردة
بيضاء فوق جبينها
ليضيء قلب الأمهات
إن ماتت الدنيا حرام أن نقول
بأن نبع الحب مات
قد علمتني الصبر في سفر النوارس‏..‏
علمتني العشق في دفء المدائن‏..‏
علمتني أن تاج المرء في نبل الصفات
أن الشجاعة أن أقاوم شح نفسي‏..‏
أن أقاوم خسة الغايات
بالأمس زارتني‏..‏ وفوق وسادتي
تركت شريط الذكريات
كم قلت لي صبرا جميلا
إن ضوء الصبح آت
شاخت سنين العمر يا أمي
وقلبي حائر
مابين حلم لا يجيء‏..‏
وطيف حب‏..‏ مات
وأفقت من نومي
دعوت الله أن يحمي
جميع الأمهات‏



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شكرا ايفو كان بودي انك تنشرين هذه
القصيدة ولكن عندما بحث عنها في
منشوراتك وجدتها ووجدت معنى الحنين الى الام
بها وداخل طياتها حملتني الى ماكنت ابحث عنه


(غيث العراقي) مر من هنا​
 
ورجعت في نفس المكان
وأخذت أرتقب الرياح تهزني
والشاطئ الخالي يضيق من الدخان
وتخيلت عيناي يوم لقاءنا
قد كان في هذا المكان
قد مر عام منذ كان لقاؤنا أو ربما عامان
إني نسيت العمر بعدك والزمان
كل الذي ما زلت أذكره لقاء حائر
وأصابع نامت عليها مهجتان
و لقاء أنفاس لعل رحيقها
ما زال يسري حائرا بين.. الرمال
والموج يسمع بعض ما نحكي و يمضي.. في دلال
كم كنت ألقي بين شعرك مهجتي
فيغيب مني العمر في هذي الظلال
والشمس يحضنها السحاب.. مودعا
لكن.. على أمل جديد باللقاء
فغدا تعود الشمس تلقي رأسها فوق السماء
لكننا يوما تعانقنا وسرنا في الظلام
والصمت ينطق في عيونك.. بالكلام
ثم افترقنا عندما اقترب المساء
وعلى جبين الليل نام الضوء وافترش السماء
ومضيت يا عمري. وقلت إلى اللقاء
* * *
ورجعت في نفس المكان
وأخذت أسأل كل يوم عنك موج البحر.. أنفاس الرمال.
أحلام أيامي ترنح طيفها
وهوت على صخر المحال..
الشاطئ الخالي تساءل في خجل
أتراك تبحث عن رفيق العمر عن طيف الأمل..
يا عاشقا عصفت به ريح الشجن
وتبعثرت أيامه الحيرى وتاهت في الزمن
لو كنت أسرعت الخطى
لوجدت من تهوى.. وفي نفس المكان..
عادت ولكن بعدما أضحى لغيرك عمرها
وهناك فوق الصخرة الزرقاء جاءت..
كي تداعب طفلها..!
 
وأرضعتنا الخوف عمرا طويلا
وعلمتنا الصمت.. والمستحيل..
وأصبحت تهرب خلف السنين
تجيء وتغدو.. كطيف هزيل
لما استكنت؟
وقد كنت فينا شموخ الليالي
وكنت عطاء الزمان البخيل
تكسرت منا وكم من زمان
على راحتيك تكسر يوما..
ليبقى شموخك فوق الزمان
فكيف ارتضيت كهوف الهوان..
لقد كنت تأتي
وتحمل شيئا حبيبا علينا
يغير طعم الزمان الرديء..
فينساب في الأفق فجر مضيء..
وتبدو السماء بثوب جديد
تعانق أرضا طواها الجفاف
فيكبر كالضوء ثدي الحياة
ويصرخ فيها نشيد البكارة
ويصدح في الصمت صوت الوليد
لقد كنت تأتي
ونشرب منك كؤوس الشموخ
فنعلو.. ونعلو..
ونرفع كالشمس هامتنا
وتسري مع النور أحلامنا
فهل قيدوك.. كما قيدونا..؟!
وهل أسكتوك.. كما أسكتونا؟
* * *
دمائي منك..
ومنذ استكنت رأيت دمائي
بين العروق تميع.. تميع
وتصبح شيئا غريبا عليا
فليست دماء.. ولا هي ماء.. ولا هي طين
لقد علمونا ونحن الصغار
بأن دماءك لا تستكين
وراح الزمان.. وجاء الزمان
وسيفك فوق رقاب السنين
فكيف استكنت..
وكيف لمثلك أن يستكين
* * *
على وجنتيك بقايا هموم..
وفي مقلتيك انهيار وخوف
لماذا تخاف؟
لقد كنت يوما تخيف الملوك
فخافوا شموخك
خافوا جنونك
كان الأمان بأن يعبدوك
وراح الملوك وجاء الملوك
وما زلت أنت مليك الملوك
ولن يخلعوك..
فهل قيدوك لينهار فينا
زمان الشموخ؟
وعلمنا القيد صمت الهوان
فصرنا عبيدا.. كما استعبدوك
* * *
تعال لنحي الربيع القديم..
وطهر بمائك وجهي القبيح
وكسر قيودك.. كسر قيودي
شر البلية عمر كسيح
وهيا لنغرس عمرا جديدا
لينبت في القبح وجه جميل
فمنذ استكنت.. ومنذ استكنا
وعنوان بيتي شموخ ذليل
تعال نعيد الشموخ القديم
فلا أنت مصر.. ولا أنت نيل
 
عمري وعمرك دمعتان..
الدمعة الفرحى لقاء يجمع الأشواق
ترقص في الجوانح فرحتان
الدمعة الثكلى وداع
يخنق الأشواق.. يشطرنا فتنزف.. مهجتان
لم يا زمان الخوف تأبى أن يكون لنا مكان؟
عنواننا ليل كئيب الوجه يخدعنا
و يسرق فرحة الأيام منا.. والأمان
ونموت في فرح اللقاء كما نموت.. مع الوداع
أيامنا طفل.. كلون الصبح مخنوق الشعاع
* * *
يوم لمحتك كان موج البحر
يدفعني وحيدا بين أنياب الصخور
تتخبط الأحلام في صدري وفي يأس تدور
والعمر يوهمني بأن الشاطئ الموعود منا يقترب
وغدا ستهدأ في جوانحنا.. الرياح
الشاطئ الموعود في عيني سراب
ظالم الأحزان يعبث بالجراح
* * *
وسمعت صوت الموج يصرخ في عناق
والخوف علمني
بأن الحب يحمل في اللقا دمع الفراق
ورأيت زورقك البعيد
يلوح من بين الزوارق.. كالضياء
وتعانقت موجاتنا
ألقيت فيك متاعبي
وهمست في نفسي: سنبدأ من جديد
كم من عجوز صار رغم العمر.. كالطفل الوليد
قد كنت من زمن عشقت البحر والإبحار
والسفر البعيد
ونسيت شطآن الأمان
ونسيت أن ارتاح يوما في.. مكان
ورأيت في عينيك شطآن الأمان
* * *
ووقفت عند الشاطئ الموعود استرضي الزمان
صافحته قبلت في عينيه حلما
عشت أحلمه وثارت دمعتان
وبكيت في فرحي وعانقت الزمان
* * *
وبدأت أبحث عن مكان
ضحك الزمان وقال في غضب:
من قال إن الشاطئ الموعود يمنحك الأمان؟
الشاطئ الموعود مثل البحر أمواج وخوف وامتهان
الشاطئ الموعود مقبرة
يفر الناس منها كلما صرخ القدر
تترنح الأعمار بين دروبها
أحلامها عرجاء
تسقط كل ما قام وتأكلها الحفر
أواه يا شط الأمان
جئنا لنبحث في حطام الناس
عن وطن يلملم شملنا
صرنا بقايا.. من حطام
جئنا عرايا
نسأل الأيام ثوبا كي نداري عرينا
صرنا حيارى في الظلام
فالشاطئ الموعود مقبرة تئن بها العظام
ماذا سنفعل..؟!
هل نترك الأيام تسقط في شواطئ حزننا؟
أيامنا في الموج أحلام نزفناها وضاعت بيننا
وجراحنا في الشاطئ الموعود
بحر من دماء الخوف يسري حولنا
والآن نبحر في مرافئ دمعنا
لا تحزني..
ما زلت ألمح في حطام الناس
أزهارا ستملأ دربنا
لا تحزني..
إن صارت الدنيا حطاما حولنا
فالصبح سوف يجيء من هذا الحطام
الصبح سوف يجيء من هذا الحطام
 
السلام عليكم ,
إختيارت وقراءة توازي إبداعات فاروق جويدة في إبداعها .
فاروق من مدرسة نزار , وهي مدرسة مسيطرة علينا ـ نحن الشعراء ـ وبخاصة عندما نكتب الشعر الغزلي الرومانسي المباشر , وقل أن يكتب شاعر معاصر في هذا السياق وينجو من نزار . وهذا ليس عيبا فمحمود درويش وأمل دنقل يعترفان بأنهما من تلاميذ نزار , ونزار ودرويش ( غفرالله لهما ) من أساتذتي وأصدقائي الذين تأثرت بهما في بداياتي ,
وجويدة من زملائي وأصدقائي .
 
الوسوم
اشعار جويدة فاروق متجدد
عودة
أعلى