اشعار فاروق جويدة / متجدد /

ايفےـلےـين

من الاعضاء المؤسسين

الاعمال المختاره لفاروق جويده

اولا:نبذه عن الشاعر

*شاعر مصري معاصر ولد عام 1946، و هو من الأصوات الشعرية الصادقة و المميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيرا من ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.
*قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.
*ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.
*تخرج في كلية الآداب قسم صحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام.



/
/

عيناك أرض لا تخون

ومضيتُ أبحثُ عن عيونِكِ
خلفَ قضبان الحياهْ
وتعربدُ الأحزان في صدري
ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه
وتذوبُ في ليل العواصفِ مهجتي
ويظل ما عندي
سجيناً في الشفاه
والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي
فيصرخُ جُرحُها تحت الرمالْ
وجدائل الأحلام تزحف
خلف موج الليل
بحاراً تصارعه الجبال
والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي
ويسقط ضوؤها
خلف الظلالْ
عيناك بحر النورِ
يحملني إلى
زمنٍ نقي القلبِ ..
مجنون الخيال
عيناك إبحارٌ
وعودةُ غائبٍ
عيناك توبةُ عابدٍ
وقفتْ تصارعُ وحدها
شبح الضلال
مازال في قلبي سؤالْ ..
كيف انتهتْ أحلامنا ؟
مازلتُ أبحثُ عن عيونك
علَّني ألقاك فيها بالجواب
مازلتُ رغم اليأسِ
أعرفها وتعرفني
ونحمل في جوانحنا عتابْ
لو خانت الدنيا
وخان الناسُ
وابتعد الصحابْ
عيناك أرضٌ لا تخونْ
عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ
عيناك نهر من جنونْ
عيناك أزمانٌ وعمرٌ
ليسَ مثل الناسِ
شيئاً من سرابْ
عيناك آلهةٌ وعشاقٌ
وصبرٌ واغتراب
عيناك بيتي
عندما ضاقت بنا الدنيا
وضاق بنا العذاب
***
ما زلتُ أبحثُ عن عيونك
بيننا أملٌ وليدْ
أنا شاطئٌ
ألقتْ عليه جراحها
أنا زورقُ الحلم البعيدْ
أنا ليلةٌ
حار الزمانُ بسحرها
عمرُ الحياة يقاسُ
بالزمن السعيدْ
ولتسألي عينيك
أين بريقها ؟
ستقول في ألمٍ توارى
صار شيئاً من جليدْ ..
وأظلُ أبحثُ عن عيونك
خلف قضبان الحياهْ
ويظل في قلبي سؤالٌ حائرٌ
إن ثار في غضبٍ
تحاصرهُ الشفاهْ
كيف انتهت أحلامنا ؟
قد تخنق الأقدار يوماً حبنا
وتفرق الأيام قهراً شملنا
أو تعزف الأحزان لحناً
من بقايا ... جرحنا
ويمر عامٌ .. ربما عامان
أزمان تسدُ طريقنا
ويظل في عينيك
موطننا القديمْ
نلقي عليه متاعب الأسفار
في زمنٍ عقيمْ
عيناك موطننا القديم
وإن غدت أيامنا
ليلاً يطاردُ في ضياءْ
سيظل في عينيك شيءٌ من رجاءْ
أن يرجع الإنسانٌ إنساناً
يُغطي العُرى
يغسل نفسه يوماً
ويرجع للنقاءْ
عيناك موطننا القديمُ
وإن غدونا كالضياعِ
بلا وطن
فيها عشقت العمر
أحزاناً وأفراحاً
ضياعاً أو سكنْ
عيناك في شعري خلودٌ
يعبرُ الآفاقَ ... يعصفُ بالزمنْ
عيناك عندي بالزمانِ
وقد غدوتُ .. بلا زمنْ
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: غنى الهزار / فاروق جويدة / امير العاشقين

مسافر.. والشاطئ بعيد
وأخاف أشباح الشتاء..
وأخاف أن ألقاك يوما
في طريق.. من دماء
وعليه قصة حبنا
أشلاء ذكرى بين أكفان الوفاء
نبكي عليه ربيع عمر راحل
نبكي عليه
خطيئة الإنسان في زمن الشقاء
يغتال في الأشواق
كالمجنون.. يلتهم الدماء
ما عاد في قلبي دماء كي يبددها الطريق
والموج يا دنياي يفرح بالغريق!!
* * *
وأخاف يوما
أن أعود بلا جناح
كالطائر المكسور
تحمله الرياح.. إلى الرياح
إني تعودت الظلام
ولاح في عينيك عصفور الصباح
وأنا أخاف من الطيور
يوما تجيء مع الصباح
يوما تسافر بعدما
تلقي الصغار.. على الجراح
* * *
وأخاف حبك عندما
يأتي الشتاء بلا رفيق
والدرب بعدك
صامت الأنفاس مرتجف الرحيق
وأظل أسأل عنك ليل اليأس أشواق الطريق
لا تجعلي الأحزان تلقيني غريبا
بين أفراح البشر
فلقد تعلمت المنى
عانقت فيك
البسمة السكرى وصافحت القدر
* * *
وأخاف حبك أن يكون النار
تلقيني بقايا من حريق
وأصير في عينيك أمواجا تطارد في غريق
أنا منك كالأحلام إن شاخت
تغيب.. ولا تفيق..
لا تعجبي إن قلت إني فارس
نسى المعارك من سنين..
ووضعت سيفي بين أحضاني
وواريت الحنين
وجلست أرقب من بعيد
حيرة الأشواق بين العاشقين
وهمست يا دنياي في القلب الذي
هدته.. أمواج السنين
وسألته: ما زلت تنبض؟
قال: ما زال الحنين!!
أترى سأرجع من رحاب الحلم
مهزوما على قلب حزين
وتسافر الأفراح من عمري
منكسة الجبين
رفقا بقلبي يا ملاكي.. إنه
نسى المعارك.. من سنين!
 
رد: غنى الهزار / فاروق جويدة / امير العاشقين

عذرا حبيبي
في كل عام كنت أحمل زهرة
مشتاقة تهفو إليك..
في كل عام كنت أقطف بعض أيامي
وأنثرها عبيرا في يديك
في كل عام كانت الأحلام بستانا
يزين مقلتي.. ومقلتيك
في كل عام كنت ترحل يا حبيبي في دمي
وتدور ثم تدور.. ثم تعود في قلبي لتسكن شاطئيك
لكن أزهار الشتاء بخيلة
بخلت على قلبي.. كما بخلت عليك
عذرا حبيبي
إن أتيت بدون أزهاري
لألقي بعض أحزاني لديك
 
رد: غنى الهزار / فاروق جويدة / امير العاشقين

عشقناك يا مصر
حملناك يا مصر بين الحنايا
وبين الضلوع وفوق الجبين
عشقناك صدرا رعانا بدفء
وإن طال فينا زمان الحنين
فلا تحزني من زمان جحود
أذقناك في هموم السنين
تركنا دماءك فوق الطريق
وبين الجوانح همس حزين
عروبتنا هل ترى تنكرين؟
منحناك كل الذي تطلبين
سكبنا الدماء على راحتيك
لنحمي العرين فلا يستكين
وهبناك كل رحيق الحياة
فلم نبق شيئا فهل تذكرين؟!
فيا مصر صبرا على ما رأيت
جفاء الرفاق لشعب أمين
سيبقى نشيدك رغم الجراح
يضيء الطريق على الحائرين
سيبقى عبيرك بيت الغريب
وسيف الضعيف وحلم الحزين
سيبقى شبابك رغم الليالي
ضياء يشع على العالمين
فهيا اخلعي عنك ثوب الهموم
غدا سوف يأتي بما تحلمين...
 
رد: عيناك أرض لا تخون / فاروق جويدة

صح لسان الشاعر
ولا هنتي على النقل يالغلاا
ودي لكِ
 
رد: عيناك أرض لا تخون / فاروق جويدة

--------
إنتقآآء .. رآآآئع
واعتدنآ منكِ جمآل الإختيآر دآئماً
شكراً لكى احلى ايفووو ِ​
 
رد: عيناك أرض لا تخون / فاروق جويدة

هلالالالا فيكي كنززززى نورتي غاليتي
 
رد: عيناك أرض لا تخون / فاروق جويدة

ماذا تبقى من أرض الأنبياء؟
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء..
لا شيء غير النجمة السوداء
ترتع في السماء..
لا شيء غير مواكب القتلى
وأنات النساء
لا شيء غير سيوف داحس التي
غرست سهام الموت في الغبراء
لا شيء غير دماء آل البيت
مازالت تحاصر كربلاء
فالكون تابوت..
وعين الشمس مشنقةُ
وتاريخ العروبة
سيف بطش أو دماء..
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء
خمسون عاماً
والحناجر تملأ الدنيا ضجيجاً
ثم تبتلع الهواء..
خمسون عاماً
والفوارس تحت أقدام الخيول
تئن في كمد.. وتصرخ في استياء
خمسون عاماً في المزاد
وكل جلاد يحدق في الغنيمة
ثم ينهب ما يشاء
خمسون عاماً
والزمان يدور في سأم بنا
فإذا تعثرت الخطى
عدنا نهرول كالقطيع إلى الوراء..
خمسون عاماً
نشرب الأنخاب من زمن الهزائم
نغرق الدنيا دموعاً بالتعازي والرثاء
حتى السماء الآن تغلق بابها
سئمت دعاء العاجزين وهل تُرى
يجدي مع السفه الدعاء..
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
أترى رأيتم كيف بدلت الخيول صهيلها
في مهرجان العجز…
واختنقت بنوبات البكاء..
أترى رأيتم
كيف تحترف الشعوب الموت
كيف تذوب عشقاً في الفناء
أطفالنا في كل صبح
يرسمون على جدار العمر
خيلاً لا تجيء..
وطيف قنديل تناثر في الفضاء..
والنجمة السوداء
ترتع فوق أشلاء الصليب
تغوص في دم المآذن
تسرق الضحكات من عين الصغار
الأبرياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
ما بين أوسلو
والولائم.. والموائد والتهاني.. والغناء
ماتت فلسطين الحزينة
فاجمعوا الأبناء حول رفاتها
وابكوا كما تبكي النساء
خلعوا ثياب القدس
ألقوا سرها المكنون في قلب العراء
قاموا عليها كالقطيع..
ترنح الجسد الهزيل
تلوثت بالدم أرض الجنة العذراء..
كانت تحدق في الموائد والسكارى حولها
يتمايلون بنشوة
ويقبلون النجمة السوداء
نشروا على الشاشات نعياً دامياً
وعلى الرفات تعانق الأبناء والأعداء
وتقبلوا فيها العزاء..
وأمامها اختلطت وجوه النساء
صاروا في ملامحهم سواء
ماتت بأيدي العابثين مدينة الشهداء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
في حانة التطبيع
يسكر ألف دجال وبين كؤوسهم
تنهار أوطان.. ويسقط كبرياء
لم يتركوا السمسار يعبث في الخفاء
حملوه بين الناس
في البارات.. في الطرقات.. في الشاشات
في الأوكار.. في دور العبادة
في قبور الأولياء
يتسللون على دروب العار
ينكفئون في صخب المزاد
ويرفعون الراية البيضاء..
ماذا سيبقى من سيوف القهر
والزمن المدنس بالخطايا
غير ألوان البلاء
ماذا سيبقى من شعوب
لم تعد أبداً تفرق
بين بيت الصلاة.. وبين وكر للبغاء
النجمة السوداء
ألقت نارها فوق النخيل
فغاب ضوء الشمس.. جف العشب
واختفت عيون الماء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
ماتت من الصمت الطويل خيولنا الخرساء
وعلى بقايا مجدها المصلوب ترتع نجمة سوداء
فالعجز يحصد بالردى أشجارنا الخضراء
لا شيء يبدو الآن بين ربوعنا
غير الشتات.. وفرقة الأبناء
والدهر يرسم صورة العجز المهين لأمة
خرجت من التاريخ
واندفعت تهرول كالقطيع إلى حمى الأعداء..
في عينها اختلطت
دماء الناس والأيام والأشياء
سكنت كهوف الضعف
واسترخت على الأوهام
ما عادت ترى الموتى من الأحياء
كُهّانها يترنحون على دروب العجز
ينتفضون بين اليأس والإعياء
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء؟
من أي تاريخ سنبدأ
بعد أن ضاقت بنا الأيام
وانطفأ الرجاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
يتسلل الضوء العنيد من البقيع
إلى روابي القدس
تنطلق المآذن بالنداء
ويطل وجه محمد
يسري به الرحمن نوراً في السماء..
الله أكبر من زمان العجز..
من وهن القلوب.. وسكرة الضعفاء
الله أكبر من سيوف خانها
غدر الرفاق.. وخِسة الأبناء
جلباب مريم
لم يزل فوق الخليل يضيء في الظلماء
في المهد يسري صوت عيسى
في ربوع القدس نهراً من نقاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
هزي بجذع النخلة العذراء
يتساقط الأمل الوليد
على ربوع القدس
تنتفض المآذن يبعث الشهداء
تتدفق الأنهار.. تشتعل الحرائق
تستغيث الأرض
تهدر ثورة الشرفاء
يا ليلة الإسراء عودي بالضياء
هزي بجذع النخلة العذراء
رغم اختناق الضوء في عيني
ورغم الموت.. والأشلاء
مازلت أحلم أن أرى قبل الرحيل
رماد طاغية تناثر في الفضاء
مازلت أحلم أن أرى فوق المشانق
وجه جلاد قبيح الوجه تصفعه السماء
مازلت أحلم أن أرى الأطفال
يقتسمون قرص الشمس
يختبئون كالأزهار في دفء الشتاء
مازلت أحلم…
أن أرى وطناً يعانق صرختي
ويثور في شمم.. ويرفض في إباء
مازلت أحلم
أن أرى في القدس يوماً
صوت قداس يعانق ليلة الإسراء..
ويطل وجه الله بين ربوعنا
وتعود.. أرض الأنبياء
 
رد: عيناك أرض لا تخون / فاروق جويدة

و عادت سفينة الأحلام
عادت إلى شط الأمان سفينتي
و تراقص الموج الحنون
على حنايا.. ضفتي
كم جفت الأمواج في قلبي
و فاضت دمعتي
و مضيت أنتظر السفينة
كي تعود.. بفرحتي
و نزفت من قلبي دموع الحزن تملأ مهجتي
حتى رأيت المارد العملاق
يعبر يستعيد.. كرامتي
و تعانق الدم و المياه
على مشارف جبهتي
و بقيت شامخة مع الأيام أروي قصتي
و سمعت صوت الله يعلو في سماء مدينتي
الآن قد بدأت مسيرتكم بنور هدايتي..
* * *
اليوم عاد الموج يرقص
في الحنايا مشرقا بين الضياء
و سفينة الأحلام عادت
تحمل البشرى و تأتي بالرخاء
سأظل يا تاريخ معجزة السماء
فأنا قناة المجد يا تاريخ هدى الأشقياء
أنا أم كل الحائرين مع القدر
كم بين أحضاني رعيت الناس أكرمت البشر..
من زارني يوما يعود.. و إن تمادى في السفر
* * *
أترى سننسى من أضاءوا الدرب يوما.. و الحياة؟
فلقد أعادوا السيف للأمل الذي قطعت يداه
و لقد أعادوا النبض للقلب الذي تاهت خطاه
عبروا من اليأس العقيم إلى غد يهفو.. ضياه
و رأيت كل الأرض تهتف.. ها هموا عبروا
لكي تحيا الحياة
* * *
الآن عاد الراحلون لأرضهم
و تعانقوا بين الدموع..
كم من سنين العمر ذابت
بين خفقات الضلوع
قد علمونا اليأس يوما و الخضوع
قد أرغمونا أن نقول ((نعم)) ترددها الجموع
و اليوم عاد الفجر يملأ بيتنا
لا تتركوه لكي يضيع..
لا تتركوا القضبان تقتلكم بنوبات الصقيع..
فلقد أعدتم بعد طول اليأس أحلام الربيع
الناس لا تخشى النهار
من قال إن النور يأتي بالدمار
الخوف دوما لا يجيء مع النهار
قد علمونا الخوف.. إذ كنا صغار
قد صنفونا في الحياة.. هنا اليمين.. هنا اليسار..
لا تتركوا الأقزام تخدعكم بفكر مستعار
أو تجعلوا الأمس الحزين يعود في ذكرى.. شعار..
لا تتركوا الليل الرهيب يعود يغتال النهار
 
رد: عيناك أرض لا تخون / فاروق جويدة

في عينيك عنواني..
قالت: حبيبي.. سوف تنساني
وتنسى أنني يوما
وهبتك نبض وجداني
وتعشق موجة أخرى
وتهجر دفء شطآني
وتجلس مثلما كنا
لتسمع بعض ألحاني
ولا تعنيك أحزاني
ويسقط كالمنى اسمي
وسوف يتوه عنواني
ترى.. ستقول يا عمري
بأنك كنت تهواني؟!
* * *
فقلت: هواك إيماني
ومغفرتي.. وعصياني
أتيتك والمنى عندي
بقايا بين أحضاني
ربيع مات طائره
على أنقاض بستان
رياح الحزن تعصرني
وتسخر بين وجداني
أحبك واحة هدأت
عليها كل أحزاني
أحبك نسمة تروي
لصمت الناس.. ألحاني
أحبك نشوة تسري
وتشعل نار بركاني
أحبك أنت يا أملا
كضوء الصبح يلقاني
أمات الحب عشاقا
وحبك أنت أحياني
ولو خيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني
ولو أنساك يا عمري
حنايا القلب.. تنساني
إذا ما ضعت في درب
ففي عينيك.. عنواني

 
رد: عيناك أرض لا تخون / فاروق جويدة

حتى الحجارة .. أعلنت عصيانها ..
حجر عتيق فوق صدر النيلِ
يصرخُ في العراء ..
يبكي في أسى
ويدور في فزع
ويشكو حزنهُ للماء ..
كانت رياح العري تلفحهُ فيحني رأسهُ
ويئنُ في ألمٍ وينظرُ للوراء ..
يتذكرُ المسكينُ أمجادَ السنينِ العابراتِ
على ضفافٍ من ضياء ..
يبكي على زمنٍ تولَّى
كانت الأحجارُ تيجاناً وأوسمةً
تزيِّنُ قامةَ الشرفاء ..
يدنو قليلاً من مياهِ النهرِ يلمَسُها
تعانقُ بؤسَهُ
يترنَّحُ المسكينُ بين الخوفِ والإعياء ..
ويعودُ يسألُ
فالسماءُ الآن في عينيهِ ما عادت سماء ..
أين العصافيرُ التي رحلَت
وكانت كلما هاجت بها الذكرى
تحِنُّ الى الغناء ..
أين النخيلُ يعانقُ السُّحبَ البعيدةَ
كلما عبَرتْ على وجهِ الفضاء ..
أين الشراعُ على جناحِ الضوءِ
والسفر الطويل .. ووحشة الغرَباء ..
أين الدموعُ تطلُّ من بين المآقي
والربيعُ يودع الأزهارَ
يتركها لأحزانِ الشتاء ..
أين المواويلُ الجميلةُ
فوق وجهِ النيلِ تشهد عُرسَهُ
والكون يرسمُ للضفاف ثيابها الخضراء ..
حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يبكي في العراء ..
حجرٌ ولكن من جمودِ الصَّخرِ ينبتُ كبرياء ..
حجرٌ ولكن في سوادِ الصَّخرِ قنديلٌ أضاء ..
حجرٌ يعلمنا مع الأيامِ درساً في الوفاء ..
النهرُ يعرفُ حزنَ هذا الصامت المهموم
في زمنِ البلادةِ .. والتنطُّعِ .. والغباء ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ في العراء ..
قد جاءَ من أسوان يوماً
كان يحملُ سرَّها
كالنورِ يمشي فوق شطِّ النيلِ
يحكي قصَّةَ الآباءِ للأبناء ..
في قلبهِ وهجٌ وفي جنبيهِ حلمٌ واثقٌ
وعلى الضفافِ يسيرُ في خُيلاء ..
ما زالَ يذكرُ لونهُ الطيني
في ركبِ الملوكِ وخلفَهُ
يجري الزمانُ وتركعُ الأشياء ..
حجرٌ من الزَّمنِ القديم
على ضفافِ النيلِ يجلسُ في بهاء ..
لمحوهُ عندَ السدِّ يحرسُ ماءهُ
وجدوهُ في الهرمِ الكبيرِ
يطلُّ في شممٍ وينظرُ في إباء ..
لمحوهُ يوماً
كان يدعو للصلاةِ على قبابِ القدسِ
كان يُقيمُ مئذنةً تُكَبِّرُ
فوقَ سد الأولياء ..
لمحوهُ في القدس ِ السجينةِ
يرجُمُ السفهاء ..
قد كانَ يركضُ خلفَهم مثل الجوادِ
يطاردُ الزمن الردئَ يصيحُ فوق القدسِ
يا اللهُ .. أنتَ الحقُّ .. أنتَ العدلُ
أنتَ الأمنُ فينا والرجاء ..
لا شئَ غيركَ يوقفُ الطوفان
هانت في أيادي الرجسِ أرضُ الأنبياء ..
حجرٌ عتيقٌ في زمانِ النُّبلِ
يلعنُ كلَّ من باعوا شموخَ النهرِ
في سوقِ البغاء ..
وقفَ الحزينُ على ضفافِ النهرِ يرقُبُ ماءَهُ
فرأى على النهرِ المُعذَّبِ
لوعةً .. ودموعَ ماء ..
وتساءَلَ الحجرُ العتيقُ
وقالَ للنهرِ الحزينِ أراكَ تبكي
كيفَ للنهرِ البكاء ..
فأجابهُ النهرُ الكسيرُ
على ضفافي يصرخُ البؤساء ..
وفوقَ صدري يعبثُ الجهلاء ..
والآن ألعَنُ كلَّ من شربوا دماءَ الأبرياء ..
حتى الدموعُ تحجَّرت فوقَ المآقي
صارت الأحزانُ خبزَ الأشقياء ..
صوتُ المَعاولِ يشطُرُ الحجرَ العنيدَ
فيرتمي في الطينِ تنزفُ من مآقيهِ الدماء ..
ويظلُّ يصرُخُ والمعاولُ فوقَهُ
والنيلُ يكتمُ صرخةً خرساء ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ فوق صدرِ النيلِ يبكي في ألمْ ..
قد عاشَ يحفظُ كلَّ تاريخِ الجدودِ وكم رأى
مجدَ الليالي فوقَ هاماتِ الهرمْ ..
يبكي من الزَّمنِ القبيحِ
ويشتكي عجزَ الهِمَم ..
يترنَّحُ المسكينُ والأطلالُ تدمي حولَهُ
ويغوصُ في صمتِ الترابِ
وفي جوانحهِ سأم ..
زمن بنى منهُ الخلود وآخَرٌ
لم يبْقَ منهُ سوى المهانةُ والندم ..
كيفَ انتهَى الزَّمنُ الجميلُ
الى فراغٍ .. كالعَدَمْ ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ
بعدَ أنْ سَئِمَ السكوتْ ..
حتى الحجارةُ أعلنَت عِصيانَها
قامَت على الطرُقاتِ وانتفضَت
ودارت فوقَ أشلاءِ البيوت ..
في نبضِنا شئٌ يموت ..
في عزمِنا شئٌ يموت ..
في كلِّ حجَرٍ على ضفافِ النهرِ
يرتَعُ عنكبوت ..
في كلِّ يومٍ في الرُّ بوعِ
الخُضرِ يولَدُ ألفُ حوت ..
في كلِّ عُشٍّ فوقَ صدرِ النيلِ
عصفورٌ يموت ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ
لم يزلْ في الليلِ يبكي كالصغارِ
على ضفافِ النيلْ ..
ما زالَ يسألُ عن رفاق ٍ
شاركوهُ العمرَ والزَّمنَ الجميل ..
قد كانت الشطآنُ في يوم ٍ
تُداوي الجرحَ تشدو أغنياتِ الطيرِ
يطربُها من الخيلِ الصهيل ..
كانت مياهُ النيلِ تَعشقُ
عطرَ أنفاسِ النخيل ..
هذي الضفافُ الخُضرُ
كم عاشَت تُغَنّي للهوى شمسَ الأصيل ..
النهرُ يمشي خائراً
يتسكَّعُ المسكينُ في الطُرُقاتِ
بالجسَدِ العليل ..
قد علَّموهُ الصَّمتَ والنسيانَ
في الزمنِ الذّليل ..
قد علَّموا النهرَ المُكابرَ
كيفَ يأنسُ للخُنوعِ
وكيفَ يركَعُ بين أيدي المستحيلْ ..
* * *
حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ في المدى ..
الآن يلقيني السماسرةُ الكبارُ الى الرَّدى ..
فأموتُ حزناً
لا وداعَ .. ولا دُموعَ .. ولا صَدى ..
فلتسألوا التاريخَ عنِّي
كلُّ مجدٍ تحت أقدامي ابتدا ..
أنا صانعُ المجدِ العريقِ ولم أزل
في كلِّ رُكنٍ في الوجودِ مُخلَّدا ..
أنا صحوةُ الانسانِ في ركبِ الخُلودِ
فكيفَ ضاعَت كلُّ أمجادي سُدَى ..
زالت شعوبٌ وانطوَتْ أخبارُها
وبقيتُ في الزَّمنِ المكابِرِ سيِّدا ..
كم طافَ هذا الكونُ حولي
كنتُ قُدّاساً .. وكنتُ المَعبدا ..
حتى أطَلَّ ضياءُ خيرِ الخَلقِ
فانتفَضَت ربوعي خشيةً
وغدوتُ للحقِّ المثابرِ مسجدا ..
يا أيُّها الزَّمنُ المشوَّهُ
لن تراني بعدَ هذا اليومِ وجهاً جامِدا ..
قولوا لهُم
إنَّ الحجارةَ أعلنَت عِصيانَها
والصامِتُ المهمومُ
في القيدِ الثقيلِ تمرَّدا ..
سأعودُ فوقَ مياهِ هذا النَّهرِ طيراً مُنشِدا ..
سأعودُ يوماً حينَ يغتسلُ الصباحُ
البكرُ في عينِ النَّدى ..
قولوا لهُم
بينَ الحجارةِ عاشقٌ
عرِفَ اليقينَ على ضفافِ النيلِ يوماً فاهتدى ..
وأحبَّهُ حتى تَلاشَى فيهِ
لم يعرِف لهذا الحبِّ عُمراً أو مدى ..
فأحبَّهُ في كلِّ شئ ٍ
في ليالي الفرحِ في طعمِ الرَّدَى ..
مَن كانَ مثلي لا يموتُ وإنْ تغيَّرَ حالُهُ
وبدا عليهِ .. ما بدا ..
بعضُ الحجارةِ كالشموس ِ
يَغيبُ حيناً ضوؤُها
حتى إذا سَقَطَت قِلاعُ الليلِ وانكسرَ الدُّجى
جاءَ الضياءُ مغرِّدا ..
سيظلُّ شئٌ في ضميرِ الكونِ يُشعِرُني
بأنَّ الصُّبحَ آتٍ .. أنَّ موعِدهُ غدا ..
ليَعودَ فجرُ النيلِ من حيثُ ابتدا ..
ليَعودَ فجرُ النيلِ من حيثُ ابتدا ..
 
الشاعر فاروق جويدة

اشعاره تمتاز بالمعاني الراقية

والألفاظ العذبة

ايفلين

شكراً لذائقتك

باانتظار المزيد من روائعه

احترامي


مثبت
 
أحزان ليلة ممطرة
السقف ينزف فوق رأسي
والجدار يئن من هول المطر
وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !
في الوجه أطياف من الماضي
وفي العينين نامت كل أشباح السهر
والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ
لكنه كل العمر ..
لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي
والأماني غائمات في البصر
وهناك في الركن البعيد لفافة
فيها دعاء من أبي
تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر
دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر
أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر
لكن أحزاني على الوطن الجريح
وصرخة الحلم البريء المنكسر
...
فالماء أغرق غرفتي
وأنا غريب في بلاد الله
أدمنت الشواطيء والمنافي والسفر
كم كنت أبني كل يوم ألف قصر
فوق أوراق الشجر ..
كم كنت أزرع ألف بستان
على وجه القمر ..
كم كنت ألقي فوق موج الريح أجنحتي
وأرحل في أغاريد السحر
منذ انشطرت على جدار الحزن
ضاع القلب مني .. وانشطر ..
ورأيت أشلائي دموعا في عيون الشمس
تسقط بين أحزان النهر
وغدوت أنهاراً من الكلمات
في صمت الليالي .. تنهمر
قد كنت في يوم بريء الوجه
زار الخوف قلبي فانتحر
وحدائقي الخضراء ما عادت تغني
مثلما كانت ...
وصوتي كان في يوم عنيدا وانكسر
****
ولدي من عمري
وذكرى الأمس بعض من صور
فلتنظري صوري فإن الأمس أحيانا
يكون عزاء يوم ... يحتضر
هل تسمحين
بأن ينام على جفونك لحظة
طفل يطارده الخطر..
هل تسمحين
لمن أضاع العمر أسفاراً
بأن يرتاح يوماً ..
بين أحضان الزهر ...
اني لأفزع كلما جاءت
خيول الليل نحوي ..
يحتويني الهم .. يخنقني الضجر
اعتدت أن تعوى كلاب الصيد
في قدمي ... تحاصرني .... وتعبث في عيوني
كلما الجلاد في سفه .. أمر
اني أخاف على ثيابك من ثيابي
كلما أرجوه بعض الأمن ..
.. عطراً ... دندنات من وتر
****
لا تخجلي إن كان عندك بعض أصحاب
وجئت بثوبي العاري ببابك انتظر
لكنه حزن الصقيع ...
ووحشة الغرباء في ليل المطر
فالناس حولي يهرعون
وفي ثيابي نهر ماء
في عيوني بحر دمع
بين أعماقي حجر ..
وأريد صدراً لا يساومني على عمري
ولا يأسى على ماض عبر
فالعري أعرفه
وأعرف أن مثلي
في زمان الرق مطلوب
وأن الحرص لن يجدي
ولن يغني الحذر ...
****
اني سأرحل عندما يأتي قطار قطار الليل
لا تبكي لأجلي....
لا تلومي الحظ إن يوماً غدر
فأنا وحيد في في ليالي البرد
حتى الحزن صادقني زماناً
ثم في سأم .. هجر
إني أحبك ..
رغم أن الحب سلطان عظيم
عاش مطرودا
وكم داسته أقدام البشر
إني أحبك ..
فاتركيني الآن في عينيك أغفو
إن خلف الباب أحزان وعمر ينتحر
كل العصافير الجميلة أعدموها
فوق أغصان الشجر
كل الخفافيش الكئيبة
تملأ الشطئآن ..
تعبث فوق أشلاء النهر
***
لا تحزني ...
إن الزمان الراكع المهزوم لن يبقى
ولن تبقى خفافيش الحفر..
فغداً تصيح الأرض .. فالطوفان آت
والبراكين التي سجنت أراها تنفجر..
والصبح هذا الزائر المنفي من وطني
يطل الآن .. يجري .. ينتشر ..
وغداً أحبك مثلما يوم حلمت ...
بدون خوف ...
أو سجون ...
أو مطر ...
 
وأشتاق فيك
وأشتاق يا مصر عهد الصفاء
وأشتاق فيك عبير العمر
وأشتاق من راحتيك الحنان
إذا ما رمتني سهام القدر
وأشتاق صدرك في كل ليل
يغني الحكايا ويسجي السحر
وأشتاق عطرك رغم الخريف
تفيق الليالي ويزهو الشجر
وأشتاق من ثغرك الأمنيات
إذا الليل مزق وجه القمر
وأشتاق صوتك: قم يا بني
فما اليأس إلا قبور البشر
وأشتاق فيك.. وأشتاق فيك
وفي الشوق ضاعت سنين العمر
* * *
وألقيت رأسي على راحتيك
كنبض يحن لدفء الحنايا
شكوت إليك زحام الهموم
يعربد في العمر طيف المنايا
تعودت منك العطاء السخي
فما لجحودك يمحو العطايا؟
عتاب وشوق وصبر عقيم
على ليل دربك ماتت خطايا
لقد صرت عندك ضيفا ثقيلا
وحبك يسري هنا في دمايا
غريب وعندك قبري وبيتي
وفيك النقاء.. غدا كالخطايا
* * *
لأني تعلمت منك الحنان
أواسي الفؤاد بقرب اللقاء
سألقاك في كل يوم بقلبي
ويحملني الشوق فوق السماء
وأحلم أني سألقاك يوما
نعانق فيه المنى والضياء
وأشتاق يا مصر عهد الصفاء
لأنك للعمر سر البقاء
 
لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان
أنفاسنا في الأفق حائرة..
تفتش عن مكان
جثث السنين تنام بين ضلوعنا
فأشم رائحة
لشيء مات في قلبي وتسقط دمعتان
فالعطر عطرك والمكان.. هو المكان
لكن شيئا قد تكسر بيننا
لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان
* * *
عيناك هاربتان من ثأر قديم
في الوجه سرداب عميق..
وتلال أحلام وحلم زائف
ودموع قنديل يفتش عن بريق..
عيناك كالتمثال يروي قصة عبرت
ولا يدري الكلام
وعلى شواطئها بقايا من حطام
فالحلم سافر من سنين
والشاطئ المسكين ينتظر المسافر أن يعود
وشواطئ الزمان قد سئمت كهوف الإنتظار
الشاطئ المسكين يشعر بالدوار..
* * *
لا تسأليني..
كيف ضاع الحب منا في الطريق؟
يأتي إلينا الحب لا ندري لماذا جاء
قد يمضي ويتركنا رمادا من حريق..
فالحب أمواج.. وشطآن وأعشاب..
ورائحة تفوح من الغريق
* * *
العطر عطرك والمكان هو المكان
واللحن نفس اللحن
أسكرنا وعربد في جوانحنا
فذابت مهجتان
لكن شيئا من رحيق الأمس ضاع
حلم تراجع..! توبة فسدت! ضمير مات!
ليل في دروب اليأس يلتهم الشعاع
الحب في أعماقنا طفل تشرد كالضياع
نحيا الوداع ولم نكن
يوما نفكر في الوداع
* * *
ماذا يفيد
إذا قضينا العمر أصناما
يحاصرنا مكان
لم لا نقول أمام كل الناس ضل الراهبان؟
لم لا نقول حبيبتي قد مات فينا.. العاشقان؟
فالعطر عطرك والمكان هو المكان
لكنني..
ما عدت أشعر في ربوعك بالأمان
شيء تكسر بيننا..
لا أنت أنت ولا الزمان هو الزمان..
 
عندما يغفـو القدر .. !
ورجعتُ أذكرُ في الربيع عهودَنا ..أيامَ صُغناها عبيراً للزهر والأغنياتُ الحالماتُ بسحرِهاسكرالزمانُ بخمرها وغفا القدر الليلُ يجمعُ في الصباح ثيابهواللحنُ مشتاقاً يعانقه الوتر العمر ما أحلاه عند صفائهِيوم بقربك كان عندي بالعمر إني دعوت الله دعوة عاشقألا تفرقنا الحياةُ .. ولا البشر .. قالوا بأن الله يغفر في الهوىكل الذنوب ولا يسامح من غدر ****** ولقد رجعتُ الآن أذكر عهدنامن خان منا من تنكر .. من هجر ! فوجدتُ قلبك كالشتاء إذا صفاسيعودُ يعصفُ بالطيور .. وبالشجر يوماً تحملت البعادَ مع الجفاماذا سأفعلُ خبريني .. بالسهر ؟! ****** ورجعتُ أذكر في الربيع عهودناسألتُ مارس كيف عُدتَ بلا زهر؟ ونظرتُ لليل الجحود وراعنيالليلُ يقطع بالظلام يَدَ القمر والأغنياتُ الحائراتُ توقفت ..فوق النسيم وأغمضت عين الوتر وكأن عهدَ الحب كان سحابةًعاشت سنين العُمر تحلم بالمطر من خان منا صدقيني إننيما زلت اسأل أين قلبُك .. هل غدر ؟ فلتسأليه إذا خلا لك ساعةكيف الربيع اليومَ يغتالُ الشجر ؟!
 
عودة الأنبياء
عطرٌ ونورٌ في الفضاء
والأرضُ تحتضنُ السماء
والشمسُ تنظرُ بارتياح للقمر
والزهرُ يهمسُ في حياءٍ للشجر
والعطرُ تنشُره الخمائلُ
فوق أهداب الطيور
والنجمُ في شوق تصافحه الزهور
ضوء يلوح من بعيد
الأرضُ صارت في ظلامِ الليلِ
لؤلؤةً يعانقها ضياء
والناسُ تُسرعُ في الطريق
صوتٌ يدندن في السماء
الآن ، عاد الأنبياء
***
هذا ضياء مُحمدٍ
ينسابُ يخترقُ المفارقَ والجسور
عيسى وموسى والنبيُ محمدٌ
عطرٌ من الرحمنِ في الدنيا يدور
هذي قلوب الناسِ تنظرُ في رجاء
أتُرى يعودُ لأرضنا زمنُ النقاء ؟
أهلاً بنور الأنبياء
***
موسى يداعبُ زهرةً
ثكلى ..فينتبه الرحيق
الزهرة الخرساءُ تهمسُ : مرحباً
يا أنبياءَ الحقِّ قد ضاع الطريق
الزهرةُ الخرساءُ تهتف في ذهول : يا أنبياءَ الله
يا من ملأتم بالضياء قلوبنَا
يا من نثرتم بالمحبةِ دربنا
بالقلب أحزانٌ وشكوى تختنق
وربيع أيامٍ يموتُ .. ويحترق
فالأرضُ كبلها الضلال
تاه الحرامُ مع الحرام مع الحلال
والخوفُ يعبثُ في النفوس بلا خجل
والفقرُ في الأعماقِ يغتالُ المنى
ماذا يفيدُ العمرُ لو ضاعَ الأمل؟
***
الأرضُ يا موسى تضجُ من الجماجمِ والسجون
أطفالنا عرفوا المشانقَ
ضاجعوا الأحزانَ
في زمن الجنون
والشمس ضلت في الشروقِ طريقَهَا
فهوت على شطِّ الغروب
وتأرجحت وسط السماء
ما بين شرقٍ جائرٍ
ما بين غربٍ فاجرٍ
الشمسُ تاهت في السماء
ما عاد فيكِ مدينتي شيءٌ ليمنحنا الضياء
فالليل يحملُ كالضلالِ سيوفه
وبحارُنا صارت دماء
من ينقذ الشطآن من هذي الدماء
في كل ليل داكنِ الأشباح تنتحرُ القلوب
في كلِّ يوم تسخرُ الأحلامُ من زمنٍ كذوب
في كل شبر
من ترابِ الأرضِ أحلامٌ تذوب
قالوا لنا يوماً
بأن الأرض كانت للبشر
موسى بربكَ هل ترى في الأرضِ
شيئاً .. كالبشر ؟
***
عيسى رسول اللهِ
يا مهد السلام
هذي قبورُ الناسِ
ضاقت بالجماجم والعظام
أحياؤنا فيها نيام
وعلى جبين اليأسِ
مات الحبُ وانتحر الوئام
الحقُ مصلوبٌ مع الأنفاسِ في دنيا الدجل
والحبُ في ليل الدراهمِ
والمخابئ والمباحثِ لم يزل
يشكو زماناً يُسحق الإنسانُ فيه بلا خجل
***
أهلاً رسول اللهِ
يا خير الهداةِ الصادقين
أنا يا محمدُ قد أتيتكَ
من دروب الحائرين
فلقد رأيتُ الأرضَ
تسكرُ من دماء الجائعين
والناسُ تحرقُ في رفاتِ العدلِ
ماتَ العدل فينا من سنين
أنا يا رسولَ الله طفلٌ حائرٌ
من يرحم الآباءَ من يحمي البنين ؟
الناسُ تأكلُ بعضَها
هذي لحومُ الناسِ نأكلها ونشرب خلفها
دمعَ الحيارى المتعبين
رفقاً رسولَ اللهِ لا تغضب فهذا حالُنا
فلقد عَصينا الله في زمنٍ حزين
ماذا تقولُ إذا سرقتُ الناس خبّرني
وطيفُ الجوع يقتل طفلتي؟
وأنا أموتُ على الطريقِ وحوله
يسري اللصوصُ وهم سكارى
من بقايا مهجتي ؟
بالله خبرني رسول اللهِ
أين بدايتي .. ونهايتي ؟
أتُرى أعيشُ العمرَ مصلوبَ المنى ؟
***
أنا يا رسول اللهِ
لم أعرف مع الدجل الرخيص حكايتي
ماذا أكونُ ؟ ومن أكونُ ؟ أمام قبر مدينتي
وأموتُ في نفسي .. أموت
وأموتُ في خوفي .. أموت
وأموت في صمتي .. أموت
أنا يا رسول الله أحيا كي أموت
قالوا بأن الموت موتٌ واحدٌ
وأمام كل دقيقة قلبي يموت
قلبي رسول الله في جنبي يموت
ماذا أقول وقد رأيتُ الأرضَ تفرحُ
بالمعاصي والذنوب؟
ماذا أقولُ وعمري الحيرانُ
يطحنه الغروب ؟
والحبُ في قلبي يذوب
آهٍ رسولَ الله من أيامنا
فلقد رأيتَ بنورِ قلبكَ حالنََا
يا منصف الأحياءِ والموتى
ويا نوراً أضاء طريقنا
لا تترك الأحزانَ ترتعُ بيننا
***
الشمسُ تصعدُ للسماء
والزهرُ يخنقه البكاء
والليل ينظرُ في دهاء
عاد الظلامُ مدينتي ما كنتِ يوماً .. للضياء
الآن يرحلُ عنكِ نور الأنبياء
النورُ يخترقُ السماء
يمضي بعيداً ، ويح قلبي ليته ما كان جاء
يوماً رأت فيه القلوبُ
بشيرَ صبحٍ عانقت فيهِ الرجاء
***
يا أنبياءَ الله
لا تتركوا الأرضَ الحزينةَ للضياع
لا تتركوا الأرض الحزينة للضياع
يا أنبياء الله
يا من تريدون الوداع
يا من تركتم للظلام مدينتي
قبل الرحيل تنبهوا
الأرض تمشي للضياع
الأرض ضاعت .. في الضياع
 
مسافر.. والشاطئ بعيد
وأخاف أشباح الشتاء..
وأخاف أن ألقاك يوما
في طريق.. من دماء
وعليه قصة حبنا
أشلاء ذكرى بين أكفان الوفاء
نبكي عليه ربيع عمر راحل
نبكي عليه
خطيئة الإنسان في زمن الشقاء
يغتال في الأشواق
كالمجنون.. يلتهم الدماء
ما عاد في قلبي دماء كي يبددها الطريق
والموج يا دنياي يفرح بالغريق!!
* * *
وأخاف يوما
أن أعود بلا جناح
كالطائر المكسور
تحمله الرياح.. إلى الرياح
إني تعودت الظلام
ولاح في عينيك عصفور الصباح
وأنا أخاف من الطيور
يوما تجيء مع الصباح
يوما تسافر بعدما
تلقي الصغار.. على الجراح
* * *
وأخاف حبك عندما
يأتي الشتاء بلا رفيق
والدرب بعدك
صامت الأنفاس مرتجف الرحيق
وأظل أسأل عنك ليل اليأس أشواق الطريق
لا تجعلي الأحزان تلقيني غريبا
بين أفراح البشر
فلقد تعلمت المنى
عانقت فيك
البسمة السكرى وصافحت القدر
* * *
وأخاف حبك أن يكون النار
تلقيني بقايا من حريق
وأصير في عينيك أمواجا تطارد في غريق
أنا منك كالأحلام إن شاخت
تغيب.. ولا تفيق..
لا تعجبي إن قلت إني فارس
نسى المعارك من سنين..
ووضعت سيفي بين أحضاني
وواريت الحنين
وجلست أرقب من بعيد
حيرة الأشواق بين العاشقين
وهمست يا دنياي في القلب الذي
هدته.. أمواج السنين
وسألته: ما زلت تنبض؟
قال: ما زال الحنين!!
أترى سأرجع من رحاب الحلم
مهزوما على قلب حزين
وتسافر الأفراح من عمري
منكسة الجبين
رفقا بقلبي يا ملاكي.. إنه
نسى المعارك.. من سنين!
 
الوسوم
اشعار جويدة فاروق متجدد
عودة
أعلى