منهاج المسلم


1 - التوبـــة


والمراد منها التخلى عن سائر الذنوب والمعاصى والندم على كل ذنب سالف والعزم على عدم العود على الذنب فى مقبل العمر وذلك لقول الله تبار وتعالى (( يايا الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الانهار )) ( التحريم )
وقوله (( وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون )) ( النور )
وقال رسوله صلى الله عليه وسلم (( توبوا الى الله فانى اتوب الى الله فى اليوم مائة مره )) ( مسلم)
وقوله (( من تاب قبل ان تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ))( مسلم )
وقوله (( ان الله عز وجل يبسط يده بالتوبة لمسئ الليل الى النهار ولمسئ النهار الى الليل حتى تطل الشمس من مغربها ))(مسلم)
وقوله (( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل فى أرض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فنام فاستيقظ وقد ذهبت فطلبها حتى ادركه العطش ثم قال ارجع الذى كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع راسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته وليها زاده وطعامه وشرابه فالله اشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاه ))(متفق عليه )
وما روى ان الملائكة هنأت آدم بتوبته لما تاب الله عليه )) ( الغزالى فى الاحياء )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سنتناول بعد ذلك باذن الله
 
الآن نتناول الجزء الثانى من الفصل الخامس

2 - المراقبة

وهى ان يأخذ المسلم نفسه بمراقبة الله تبارك وتعالى ويلزمها اياها فى كل لحظة من لحظات الحياة حتى يتم لها اليقين بان الله مطلع عليها عالم بأسرارها رقيب على اعمالها قائم عليها وعلى كل نفس بما كسبت وبذلك تصبح مستغرقة بجمال الله وكماله شاعرة بالانس فى ذكره واجدة الراحة فى طاعته راغبة فى جواره مقبلة عليه معرضة عما سواه

وهذا معنى الام الوجه فى قوله تعالى (( ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن )) ( النساء)
وقوله سبحانه (( ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى )) ( لقمان )
وهو عين ما دعا اليه الله تعالى فى قوله (( واعلموا ان الله يعلم ما فى انفسكم فاحذروه )) (آل عمران )
وقوله (( ان الله كان عليكم رقيبا )) وقوله سبحانه (( وما تكون فى شأن وما تتلوا منه من قران ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه )) ( آل عمران )
وقوله عليه الصلاة والسلام (( اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك))(متفق عليه بلفظ : ان تعبد )

وهو نفس ما درج عليه السابقون الاولون من سلف هذه الامه الصالح اذ اخذوا به انفسهم حتى تم لهم اليقين وبلغوا درجة المقربين وها هى ذى آثارهم تشهد لهم :

1 - قيل للجنيد رحمه الله : بم يستعان على غض الصر ؟ قال : بعلمك ان نظر الناظر اليك أسبق من

نظرك الى المنظور له.

2 - قال سفيان الثورى : عليك بالمراقبة ممن لاتخفى عليه خافية وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء

وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة .

3 - قال ابن المبارك لرجل : راقب الله يافلان فسأله الرجل عن المراقبة فقال له : كن أبدا كأنك ترى

الله عز وجل .

4 - قال عبد الله بن دينار : خرجت مع عمر بن الخطاب فعرسنا ببعض الطريق فانحدر علينا راع من

الجبل , فقال له عمر : يارع بعنا شاة من هذه الغنم فقال الراعى انه مملوك فقال له عمر : قل لسيدك اكلها الذئب , فقال العبد :

أين الله ؟ فبكى عمر وغدا على سيد الراعى فاشتراه منه وأعتقه .

5 - حكى عن بعض الصالحين انه مر بجماعة يترامون وواحد جالس بعيدا عنهم فتقدم اليه واراد ان

يكلمه فقال له : ذكر الله أشهى , قال انت وحدك ؟ فقال معى ربى وملكاى قال له من سبق من هؤلاء ؟ فقال من غفر الله له قال

اين الطريق ؟ فأشار نحو السماء , وقام ومشى .

6 - وحكى ان زليخا لما خلت بيوسف عليه السلام , قامت فغطت وجه صنم لها , قال يوسف عليه السلام :

مالك ؟ أتستحين من مراقبة جماد ولا أستحى من مراقبة الملك الجبار .


وأنشد بعضهم

اذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ***** خلوت , ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ***** ولا ان ما تخفى عليه يغيب
الم ترى ان اليوم اسرع ذاهب ***** وان غدا للناظرين قريب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


سنتناول باذن الله الجزء الثالث من الفصل الخامس ( الادب مع النفس )

وهو

المحاسبة
 
والآن نتناول الجزء الثالث من الفصل الخامس فصل الأدب مع النفس

وهو

3 - المحاسبة


وهى أنه لما كان المسلم عاملا فى هذه الحياة ليل نهار على ما يسعده فى الدار الاخره , ويؤهله لكرامتها , ورضوان الله فيها وكانت الدنيا هى موسم عمله كان عليه ان ينظر الى الفرائض الواجبة عليه كنظر التاجر الى رأس ماله وينظر الى النوافل نظر التاجر الى الارباح الزائده على راس المال وينظر الى المعاصى والذنوب كالخسارة فى التجارة ثم يخلو بنفسه ساعة من اخر كل يوم يحاسب نفسه فيها على عمل يومه فان رأى نقصا فى الفرائض لامها ووبخها وقام الى جبره فى الحال فان كان مما يقضى قضاه وان كان مما لا يقضى جبره بالاكثار من النوافل وان راى نقصا فى النوافل عوض الناقص وجبره وان رأى خسارة بارتكاب المنهى استغفر وندم وأناب وعمل من الخير ما يراه مصلحا لما أفسد

هذا هو المراد بالمحاسبة للنفس وهى احدى طرق اصلاحها وتأديبها وتزكيتها وتطهيرها وأدلتها ما يأتى :

قال تعالى : (( يايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ))(الحشر)
فقوله تعالى (( ولتنظر نفس )) هو امر بالمحاسبة للنفس على ما قدمت لغدها المنتظر
وقال تعالى (( وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون ))(النور)
وقال صلى الله عليه وسلم (( انى لأتوب الى الله وأستغفره فى اليوم مائة مره ))
وقال عمر رضى الله عنه (( حاسبوا انفسكم قبل ان توزنوا))
وكان رضى الله عنه اذا جن عليه الليل يضرب قدميه بالدرة ( عصا ) ويقول لنفسه : ماذا عملت اليوم ؟ .

وأبو طلحه رضى الله عنه لما شغلته حديقته عن صلاته خرج منها صدقة لله تعالى فلم يكن هذا منه الا محاسبة لنفسه وعتابا لها وتأديبا ( فى الصحيح )

وحكى عن الأحنف بن قيس انه كان يئ الى المصباح فيضع اصبعه فيه حتى يحس بالنار ثم يقول لنفسه ياحنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟ ما حملك على ما صعت يوم كذا ؟

وحكى ان احد الصالحين كان غازيا فتكشفت له امرأة فنظر اليها فرفع يده ولطم عينه ففقأها , وقال انك لحاظة لما يضرك .

ومر بعضهم بغرفة فقال : متى بنيت هذه الغرفة ثم اقبل على نفسه فقال : تسأليننى عما لا يعنيك لأعاقبنك بصوم سنه فصامها

وروى ان احد الصالحين كان ينطلق الى الرمضاء فيتمرغ فيها ويقول لنفسه ذوقى ونار جهنم اشد حرا ؟ اجيفة بالليل بطالة بالنهار ؟

وان احدهم رفع رأسه يوما الى سطح فرأى امرأه فنظر اليها فأخذ عليه الا ينظر الى السماء دوما .

هكذا كان الصالحون من هذه الامه يحاسبون انفسهم عن تفريطها ويلزمونها التقوى وينهونها
عن الهوى عملا بقوله تعالى (( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هى المأوى ))(النازعات)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سنتناول بعد ذلك باذن الله تعالى الجزء الرابع من الفصل الخامس وهو

المجاهدة
 
الآن باذن الله سنتناول الجزء الرابع من الفصل الخامس فصل الادب مع النفس

4 - المجاهدة

وهى ان يعلم المسلم ان أعدى اعدائه اليه هو نفسه التى بين جنبيه وأنها بطبعها ميالة الى الشر , فرارة من الخير
أمارة بالسوء (( وما ابرئ نفسى ان النفس لأمارة بالسوء )) ( يوسف )
تحب الدعة والخلود الى الراحة وترغب فى البطالة وتنجرف مع الهوى , تستهويها الشهوات العاجلة وان كان فيها حتفها وشقاؤها

فاذا عرف المسلم هذا عبأ نفسه لمجاهدة نفسه فأعلن عليها الحرب وشهر ضدها السلاح وصمم على مكافحة رعوناتها
ومناجزة شهواتها فاذا احببت الراحة اتعبها واذا رغبت فى الشهوة حرمها واذا قصرت فى طاعة او خير عاتبها ولامها وعاقبها ثم الزمها بفعل ما قصرت فيه وبقضاء ما فوتته او تركته يأخذها بهذا التأديب حتى تطمئن وتطهر وتنطيب وتلك غاية المجاهدة للنفس
قال تعالى (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين )) ( العنكبوت )

والمسلم اذ يجاهد نفسه فى ذات الله لتطيب وتطهر وتزكو وتطمئن وتصبح اهلا لكرامة اللهتعالى ورضاه يعلم ان هذا
هو درب الصالحين وسبيل المؤمنين الصادقين فيسلكه مقتديا بهم ويسير معهم مقتفيا آثارهم
فرسول الله صلى الله عليه وسلم قام الليل حت تفطرت قدماه الشريفتين وسئل عليه السلام فقال (( افلا اكون عبدا شكورا ))(صحيح البخارى ) ... أى مجاهدة أكبر من هه المجاهدة وأيم الله ؟
وعلى رضى الله عنه يتحدث عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول والله لقد رأيت اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما ارى شيئا يشبههم كانوا يصبحون شعثا غبرا صفرا قد يأتوا سجدا وقياما يتلون كتاب الله يراوحون بين اقدامهم وجباههم وانهم اذا ذكر الله مادوا كما يميد الشجر فى يوم الريح وهملت اعينهم حى تبل ثيابهم .

وقال ابو الدرداء رضى الله عنه : لولا ثلاث ما احببت العيش يوما واحدا : الظمأ لله بالهواجر , والسجود له فى جوف الليل ومجالسة اقوام ينتقون اطاييب الكلام كما ينتقى اطاييب الثمر .
وعاتب عمر بن الخطاب رضى الله عنه نفسه على تفويت صلاة العصر فى جماعة وتصدق بأرض من اجل ذلك تقدر قيمتها بمائتى الف درهم وكان عبد الله بن عمر رضى الله عنه اذا فاتته صلاة فى جماعه احيا تلك الليلة بكاملها وأخر يوما صلاة المغرب حتى طلع كوكبان فأعتق رقبتين .
وكان على رضى الله عنه يقول رحم الله اقواما يحسبهم الناس مرضى وماهم بمرضى وذلك من آثار مجاهدة النفس .
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (( خير الناس من طال عمره وحسن عمله )) (الترمذى 2329 وحسنه )
وكان أويس القرنى رحمه الله تعالى يقول : هذه ليلة الركوع فيحيى الليل كله فى ركعة واذا كانت الليلة الآتية قال هذه ليلة السجود فيحيى الليلة كلها فى سجدة ( الامام الغزالى فى الاحياء)
وقال ثابت البنانى رحمه الله : ادركت رجالا كان احدهم يصلى فيعجز ان يأتى فراشه الا حبوا وكان احدهم يقوم حتى تتورم قدماه من طول القيام ويبلغ من الاجتهاد فى العبادة مبلغا ما لو قيل له : القيامة غدا ما وجد مزيدا .
وكان اذا جاء الشتاء يقوم فى السطح ليضربه الهواء البارد فلا ينام
واذا جاء الصيف قام تحت السقف ليمنعه الحر من النوم وكان بعضهم يموت وهو ساجد .
وقالت امرأة مسروق رحمه الله تعالى : كان مسروق لا يوجد الا وساقاه منتفختان من طول القيام ووالله ان كنت لاجلس خلفه وهو قائم يصلى فأبكى رحم' له .
وكان منهم من اذا بلغ الاربعين من عمره طوى فراشه فلا ينام عليه قط وروى ان امراة صالحه من صالحى السلف يقال لها ( جرة ) مكفوفة البصر كانت اذا جاء السحر نادت بصوت لها محزون : لا بغيرك ان تجعلنى فى اول زمرة السابقين وان ترفعنى لديك فى عليين فى درجة المقربين وان تلحقنى بعبادك الصالحين فانت ارحم الراحمين واعظم العظماء وأكرم الكرماء ياكريم ثم خر ساجدة ولا تزال تدعو وتبكى حتى الفجر .
 
انتهينا بفضل الله من الفصل الخامس فصل الادب مع النفس

وسنتناول باذن الله بعد ذلك الفصل
السادس

الأدب مع الخلق

وهو عبارة عن الأدب مع

1 - الوالدان

2 - الأولاد

3 - الاخوة

4 - الزوجان


وفى نفس الجزء باذن الله نتطرق لمعرفة الحقوق وهى

أ - حقوق الزوجه على الزوج

ب - حقوق الزوج على الزوجة


5 - الادب مع الاقارب

6 - مع الجيران

7 - اداب المسلم وحقوقه ( 21 من اداب المسلم وحقوقه )

8 - الادب مع الكافر

9 - الادب مع الحيوان

 
نبدأ ببركة الله الفصل السادس : الأدب مع الخلق

1 - الوالدان


يؤمن المسلم بحق الوالدين عليه وواجب برهما وطاعتهما والاحسان اليهما لا لكونهما سبب وجوده فحسب او لكونهما قدما له من الجميل والمعرف ما وجب معه مكافأتهما بالمثل , بل لأن الله سبحانه وتعالى أوجب طاعتهما وكتب على الولد برهما والاحسان اليهما حتى قرن ذلك بحقه الاجب له من عبادته وحده دون غيره فقال سبحانه وتعالى (( وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما , واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا )) ( الاسراء )وقال سبحانه وتعالى (( ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله فى عامين ان اشكر لى ولوالديك الى المصير )) ( لقمان )


وقال الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذى سأله قائلا (( من أحق الناس بحسن صحبتى ؟ قال : ( امك ) قال : ثم من ؟ قال : ( امك )

قال : ثم من ؟ قال : ( امك ) قال ثم من ؟ قال : ( ابوك ))) ( رواه البخارى 1 / 8 , 2 ومسلم كتاب البر 2 / 8 وغيرهما )
وقال صلى الله عليه وسلم (( ان الله حرم عليكم عقوق الامهات ؟ منع وهات , ووأد البنات , وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال ؟))(رواه البخارى 157/3 , 4/8 ورواه مسلم 11 كاب القضية )
وقال صلى الله عليه وسلم (( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا : بلى يارسول الله , قال : الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس وقال ألا وقول الزور وشهادة الزور الا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يقولها حتى قال ابى بكرة : قلت : ليته سكت ))(رواه البخارى 76/8 والترمذى 2301)
وقال صلى الله عليه وسلم (( لا يجزى ولد والدا الا ان يجده مملوكا فيشتريه ويعتقه ))(رواه ابو داوود 130 كتاب الاداب ورواه الترمذى 1906 ورواه ابن ماجه 3699 والامام احمد 230 , 163 , 376 , 445 )
وقال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه : سالت النبى صلى الله عليه وسلم اى العمل احب الى الله تعالى ؟ قال : (( بر الوالدين )) قلت ثم اى : قال (( الجهاد فى سبيل الله )) وجاء رجل اليه - عليه الصلاة والسلام - يستأذنه فى الجهاد فقال : (( أحى والديك )) ؟ قال : نعم قال ففيهما جاهد ))(رواه البخارى 71/4 ورواه مسلم 5 كتاب البر والصلة ورواه النسائى 10/6)
وجاء رجل من الانصار فقال (( يارسول الله هل بقى على شئ من بر ابوى بعد موتهما ابرهما به ؟ قال : نعم خصال اربع : الصلاة عليهما والاستغفار لهما , وانفاذ عهدهما , واكرام صيقهما , وصلة الرحم التى لا رحم لك الا من قبلها فهو الذى من بقى عليك من برهما بعد موتهما ))( رواه ابو داوود فى صحيحه وذكره الطبرانى فى المعجم الكبير 28/4)
وقال عليه الصلاة والسلام (( ان من ابر البر ان يصل الرجل اهل ود ابيه بعد ان يولى الاب ))(رواه مسلم فى صحيحه 1979)
والمسلم اذ يعترف بهذا الحق لوالديه ويؤديه كاملا طاعة لله تعالى وتنفيذا لوصيته فانه يلزم كذالك ازاء والديه بالآداب الآتيه :

1
- طاعتهما فى كل ما يأمران به او ينهيان عنه مما ليس فيه معصية لله تعالى وخالفة لشريعته اذ لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق لقوله تعالى (( وان جاهداك على ان تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما ))(لقمان)
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( انما الطاعة فى المعروف ))(وقوله (( لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق)).

2
- توقيرهما وتعظيم شأنهما وخفض الجناح لهما وتكريمهما بالقول والفعل فلا ينهرهما ولا يرفع صوته فوق صوتهما ولا يمشى امامهما ولا يؤثر عليهما زوجة ولا ولدا ولا يدعوهما باسمهما بل بأبى وياأمى ولا يسافر الا باذنهما ورضاهما .

3
- برهما بكل ما تصل اليه يداه وتتسع له طاقته من انواع البر والاحسان , كاطعامهما وكسوتهما وعلاج مريضهما ودفع الاذى عنهما وتقديم النفس فداء لهما .

4
- صلة الرحم التى لا رحم له الا من قبلها والدعاء والاستغفار لهما وانفاذ عهدهما واكرام صديقهما .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


سنتناول باذن الله بعد ذلك


الجزء الثانى من الفصل
السادس فصل الادب مع الخلق

وهو


الادب مع الأولاد
 
الآن نتناول الجزء الثانى من الفصل السادس فصل الادب مع النفس

وهو الادب مع الاولاد



المسلم يعترف بأن للولد حقوقا على والده يجب عليه اداؤها له وآدابا يلزمه القام بها ازاءه وهى تمثل فى اختيار والدته وحسن تسميته وذبح العقيقة عند يوم سابعه وختانه ورحمته والرفق به والنفقة عليه وحسن تربيته والاهتمام بتثقيفه وتأديبه واخذه بتعاليم الاسلام وتمرينه على اداؤ فرائضه وسننه وآدابه حتى اذا بلغ زوجه ثم خيره بأن يبقى معه تحت رعايته او ان يستقل بنفسه ويبنى مجده بيده وذلك لأدلة الكتاب والسنة التاليه :

1 - قوله تعالى (( والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعه وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ))(البقره)
وقال تعالى (( يايها الذين امنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجاره عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون))(التحريم)
ففى هذه الاية الامر بوقاية الاهل من النار وذلك بطاعة الله تعالى وطاعته تعالى تستلزم معفة ما يجب ان يطاع فيه تعالى وهذا لا يتأى بغير التعلم , ولما كان الولد من جملة اهل الرجل كانت الايه دليلا على وحوب تعليم الوالد لولده وتربيته وارشاده وحمله على الخير والطاعة لله ورسوله وتجنبه الكفر والمعاصى والمفاسد والشرور ليقيه بذلك من عذاب النار
كما ان الايه الاولى (( والوالدات يرضعن اولادهن)) دليل على وجوب نفقة الولد على الوالد اذ النفقة الواجبة للمرضعه كانت بسبب ارضاعها للولد وقال تعالى (( ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق ))(الاسراء)

2 - قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن اعظم الذنوب (( ان تجعل لله ندا وهو خلقك اوتقتل ولدك خشيه ان يطعم معك او تزنى بحليلة جارك ))(متفق عليه)
فالمنع من قتل الاولاد مستلزم لرحمتهم والشفقة عليهم والمحافظة على اجسامهم وعقولهم وارواحهم وقال صلى الله عليه وسلم فى العقسقة عن الولد (( الغلام مرتهن بعقيقة تذبح عنه يوم السابع ويسمى فيه ويحلق راسه ))(اصحاب السنن وصححه الترمذى)
وقال (( الفطرة خمس , الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الاظافر ونتف الابط ))(الجماعة)
وقال (( أكرموا اولادكم واحسنو ادابهم فان اولادكم هدية لكم ))(ابن ماجة بسند ضعيف)
وقال عليه الصلاة والسلام (( ساووا بين اولادكم فى العطية فلو كنت مفضلا احد لفضلت النساء))(البيهقى والطبرانى وحسنه الحافظ بسنده)
وقال (( علموا الصبى الصلاة على سبع سنين واضربوهم عليها وهم ابناء عشر وفرقوا بينهم فى المضاجع))(ابو داوود والترمذى وحسنه)
وجاء فى الاثر من حق الولد على الوالد ان يحسن ادبه ويحسن اسمه وقال عمر رضى الله عنه من حق الولد على الوالد ايضا ان يعلمه الكتابة والرماية وان لا يرزقه الا حلالا طيبا ويروى عنه ايضا قوله تزوجوا فى الحجر الصالح فان العرق دساس
وقد امتن اعرابى على اولاده باختيار امهم فقال

واول احسانى اليكم تخيرى ***** لماجدة الاعراق باد عفافها

منهاج المسلم


بعد ذلك سنتناول باذن الله الجزء الثالث من الفصل السادس
وهو الأدب مع الأخوة
 
الان نتناول الجزء الثالث من الفصل السادس فصل الادب مع النفس

الأدب مع الأخوة

المسلم يرى ان الأدب مع الأخوه كالأدب مع الآباء والابناء سواء ,
فعلى الاخوة الصغار من الادب نحو اخوتهم الكبار ما كان عليهم لأبائهم
وأن على الاخوة الكبار نحو اخوتهم الصغار ما كان لأبويهم عليهم من حقوق
وواجبات وآداب وذلك لما ورد (( حق كبير الاخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده ))(البيهقى وهو عيف)
ولقوله صلى الله عليه وسلم (( بر أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك ))(البزار بسند حسن )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد ذلك باذن الله سنتناول الجزء الرابع من الفصل السادس فصل الادب مع النفس وهو
(( الزوجان ))
 
الان نتناول الجزء الرابع من الفصل السادس وهو الأدب مع

4 – الزوجان

المسلم يعترف باآداب المتبادله بين الزوج وزوجته ، وهى حقوق كل منهما على صاحبه ،

وذلك لقوله تعالى (( ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهمن درجه )) ( البقره )

فهذه الايه الكريمه قد أثبتت لكل من الزوجين حقوقا على صاحبه وخصت الرجل بمزيد درجه لاعتبارات خاصه وقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع (( ألا ان لكم

على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا ))( رواه الترمذى 1163 وصححه وذكره القرطبى فى تفسيره 5/173) غير ان هذه الحقوق بعضها مشترك بين كل من الزوجين وبعضها

خاص بكل منهما على حده .. فالحقوق المشتركه هى :

1 – الأمانة ::

اذ يجب على كل من الزوجين أن يكون أمينا مع صاحبه فلا يخونه فى قليل ولا كثير ، اذ الزوجان أشبه بشريكين فلا بد من توفر الامانه ، والنصح والصدق والاخلاص بينهما فى

كل شأن من شؤون حياتهما الخاصه والعامه .

2 – المودة والرحمة ::

بحيث يحمل كل منهما لصاحبه أكبر قدر من المودة الخالصه ، والرحمة الشامله يتبادلانها بينهم طيلة الحياة مصداقا لقوله تعالى (( ومن ءايته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا

اليها وجعل بينكم مودة ورحمه ))(الروم) وتحقيقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام (( من لا يرحم لا يرحم ))( رواه البخارى 8/9 ، 12 وروه مسلم 65 كتاب الايمان

ورواه ابو داوود 157 كتاب الادب )

3 – الثقة المتبادلة ::

بحيث يكون كل منهما واثقا فى الاخر ولا يخامره ادنى شك فى صدقه ونصحه واخلاصه له وذلك لقوله تعالى (( انما المؤمنون اخوه ))(الحجرات )

وقول الرسول عليه الصلاة والسلام (( لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ))(رواه البخارى 1/10 ورواه مسلم 17 كتاب الايمان ورواه الترمذى 2515) والرابطة

الزوجية لا تزيد اخوة الايمان الا توثيقا وتوكيدا وتقوية .. وبذلك يشعر كل من الزوجين انه هو عين الاخر وذاته ، وكيف لا يثق الانسان فى نفسه ولا ينصح لها ؟ أو كيف يغش

المرء نفسه او يخدعها ؟!!

4 – الاداب العامة ::

من رفق فى المعاملة ، وطلاقة وجه ، وكرم قول وتقدير واحترام وهى المعاشرة بالمعروف التى أمر الله بها فى قوله تعالى (( وعاشروهن بالمعروف ))(النساء)

وهى الاستيصاء بالخير الذى أمر به الرسول العظيم فى قوله (( واستوصوا بالنساء خيرا ))(رواه البخارى كتاب الانبياء 1)

فهذه جملة من الاداب المشتركة بين الزوجين والتى ينبغى ان يتبادلاها بينهما عملا بالميثاق الغليظ الذى اشير اليه فى قوله تعالى (( وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم الى بعض

وأخذنا منكم ميثاقا غليظا ))(النساء)

وطاعة لله القائل سبحانه(( ولا تنسوا الفضل بينكم ان الله بما تعملون بصير ))(البقرة )
 
نتطرق الآن الى معرفة الحقوق المختصة ، الاداب التى يلزم كلا من الزوجين ان يقوم بها نحو الآخر

أولا : حقوق الزوجة على الزوج ::

يجب على الزوج ازاء زوجته القيام بالآداب التالية :

1 – أن يعاشرها بالمعروف لقوله تعالى (( وعاشروهن بالمعروف))(النساء) فيطعمها اذا طعم ، ويكسوها اذا اكتسى ، ويؤدبها اذا خاف

نشوزها بما أمر الله ان يؤدب النساء بأن

يعظها فى غير سب ولا شتم ولا تقبيح ، فان أطاعت والا هجرها فى الفراش ، فان اطاعتوالا ضربها فى غير الوجه ضربا غير مبرح ، فلا يسيل دما ولا يشين جارحه أو يعطل

عمل

عضو من الاعضاء عن اداء وظيفته لقوله تعالى (( والتى تخافزن نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ))(النساء) ولقول

الرسول

عليه الصلاة والسلام للذى قال له : ما حق زوجة احدنا عليه ؟ فقال (أن تطعمها ان طعمت وتكسوها ان اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر الا فى البيت ))(رواه ابو

داوود 2142 باسناد حسن )

وقوله (( ألا وحقهن عليكم ان تحسنوا اليهن فى كسوتهن وطعامهن ))وقوله (( لا يفرك مؤمن مؤمنه أى لا يبغضها ان كره منها خلقا رضى آخر ))(رواه مسلم 18 كتاب الرضاع

والامام احمد 329/2)

ـــــــــــــــــــ

2 – أن يعلمها الضرورى من أمور دينها ان كانت لا تعلم ذلك ، أو يأذن لها ان تحضر مجالس العلم لتتعلم ذلك ،اذ حاجتها لاصلاح دينها

وتزكية روحها ليست اقل من حاجتها الى

الطعام والشراب الواجب بذلهما وذلك لقوله تعالى (( يايها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا ))(التحريم) والمرأة من الاهل ووقايتها من النار بالايمان والعمل الصالح ،، والعمل

الصالح

لا بد له من العلم والمعرفة حتى يمكن أداؤوه والقيام به على الوجه المطلوب شرعا ،


ولقوله صلى الله عليه وسلم (( ألا واستوصوا بالنساء خيرا فانما هن عوان اسيرات عندكم ))(سبق تخريج الحديث ) ومن الاستيصاء بالخير بها ان تعلم ما تصلح به دينها وأن

تؤدب

بما يكفل لها الاستقامة وصلاح الشأن .

ــــــــــــــــــــ

3 – أن يلزمها بتعاليم الاسلام وآدابه وان ياخذها بذلك أخذا فيمنعها ان تسفر او تتبرج ، ويحول بينها وبين الاختلاط بغير محارمها من

الرجال كما عليه ان يوفر لها حصانة كافية

ورعاية وافية فلا يسمح لها ان تفسد فى خلق او دين ، ولا يفسح لها المجال ان تفسق عن اوامر الله ورسوله او تفجر ، اذ هو الراعى المسؤول عنها والمكلف بحفظها وصيانتها

لقوله

تعالى (( الرجال قوامون على النساء ))(النساء) وقوله عليه الصلاة والسلام (( والرجل راع فى أهله ومسؤول عن رعيته ))(رواه البخارى 6/2 و 196/3 و الترمذى 1705)

ـــــــــــــــــــــ

4 – أن يعدل بينها وبين ضرتها ان كانت لها ضره ، يعدل بينهما فى الطعام والشراب واللباس والسكن والمبيت فى الفراش وان لا يحيف

فى شئ من ذلك أو يجور ويظلم اذ حرم الله

سبحانه وتعالى ذلم فى قوله (( فان خفتم الا تعدلوا فواحده أو ما ملكت أيمانكم ))(النساء)

والرسول عليه افضل الصلاة والسلام وصى بهن الخير فقال (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى ))(رواه الترمذى 3895 ورواه ابن ماجه 1977 ورواه الدارمى 159/2

ورواه الطبرانى فى المعجم الكبير 468/7 باسناد حسن )

ـــــــــــــــــــــ

5 – أن لا يفشى سرها ، وألا يذكر عيبا فيها ، اذ هو الأمين عليها والمطالب برعايتها والذود عنها لقوله صلى الله عليه وسلم (( ان من

شر الناس عند الله منزله يوم القيامة الرجل


يفضى الى امرأته وتفضى اليه ثم ينشر سرها ))( رواه مسلم فى كتاب النكاح 21 وذكره صاحب كنز العمال 44973)
 
ثانيا : حقوق الزوج على الزوجة

يجب على الزوجة نحو زوجها القيام بالحقوق والآداب الآتية ::

1 - طاعته فى غير معصية الله تعالى (( فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ))(النساء)

وقول الرسول عليه الصلاة والسلام (( اذا دعا الرجل امرأته الى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها

لعنتها الملائكة حتى تصبح
))(رواه مسلم 122 كتاب النكاح ورواه ابو داوود 2141)

وقوله (( لو كنت آمرا أحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأةأن تسجد لزوجها ))(رواه ابو داوود 41 كتاب النكاح )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2 - صيانة عرض الزوج والمحافظة على شرفها ورعاية ماله وولده وسائر شؤون منزله لقوله تعالى

(( قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ))(النساء)

وقول الرسول عليه الصلاة والسلام (( والمرأة راعيه على بيت زوجها وولده))(سبق تخريجه)

وقوله (( فحقكم عليهن ان لا يوطئن فرشكم من تىكرهون ولا يؤذن فى بيوتكم ما تكرهون ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3 - لزوم بيت زوجها فلا تخرج منه الا باذنه ورضاه وغض طرفها - عينها - وخفض صوتها

وكف يدها عن السوء

ولسانها عن النطق بالفحش والبذاء ومعاملة أقاربه بالاحسان الذى يعاملهم هو به ، اذ ما أحسنت الى زوجها من اساءت الى والديه واقاربه

وذلك لقوله تعالى (( وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ))(الاحزاب )

وقوله سبحانه (( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض ))(الاحزاب)

وقوله (( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول ))(النساء)

وقوله (( قل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها ))(النور)

وقول الرسول عليه الصلاة والسلام(( خير النساء اذا نظرت اليها سرتك واذا أمرتها أطاعتك واذا غبت عنها حفظتك فى نفسها ومالها ))(رواه القرطبى 179/5 والطبرى 39/5)

وقوله (( لا تمنعوا اماء الله مساجد الله واذا استأذنت امرأة احدكم الى المسجد فلا يمنعها ))(رواه مسلم 30 كتاب الصلا)

وقوله (( ائذنوا للنساء بالليل الى المساجد))(رواه مسلم 139 كتاب الصلاه)
 
نتطرق الآن أيها الأحبة لمعرفة الأدب مع الأقارب

فالمسلم يلتزم لأقاربه وذوى رحمه بنفس الآداب التى يلتزم بها لوالديه وولده واخوته

فيعامل خالته معاملة أمه ، وعمته معاملة أبيه ، وكما يعامل الأب والأم يعامل الخال

والعم فى كل مظهر من مظاهر طاعة الوالدين وبرهما والاحسان اليهما

فكل من جمعتهم واياه رحم واحدة من مؤمن وكافر اعتبرهم من ذوى رحمه الواجب

صلتهم وبرهم والاحسان اليهم فيوقر كبيرهم ، ويرحم صغيرهم ، ويعود مريضهم

ويواسى منكوبهم ، ويعزى مصابهم ، يصلهم وان قطعوه ، ويلين لهم وان قسوا عليه

وجاروا عليه ، وكل ذلك منه تمشيا مع ما توحيه هذه الايات الكريمه والاحاديث

النبوية الشريفة وتأمر به ، قال تعالى (( واتقوا الله الذى تساءلون به والارحام ))(النساء

وقال(( وأواوا الارحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله ))(الاحزاب


وقال (( فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا فى الارض وتقطعوا ارحامكم ))(محمد)

وقال تعالى (( فئات ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون

وجه الله واولئك هم المفلحون ))(الروم

وقال عز من قائل (( ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى))(النحل

وقال سبحانه وتعالى (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذى

القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب

وابن السبيل وما ملكت ايمانكم )) (النساء


وقوله (( واذا حضر القسم أولو القربى واليتامى والمساكين

فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا ))(النساء
وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (( يقول الله تعالى : أنا الرحمن وهذه الرحم
شققت لها اسما من اسمى ، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته

وقال له عليه الصلاة والسلام أحد اصحابه : من أبر ؟ فقال (( أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أباك ، ثم الأقرب
فالأقرب )) وسئل عليه الصلاة والسلام عما يدخل الجنة من الأعمال ، ويباعد عن النار
فقال : (( تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتى الزكاة ، وتصل الرحم ))(رواه البخارى 130/2 ،
618 ورواه مسلم 15 كتاب الايمان ورواه الترمذى 2616 )
وقال فى الخاله (( انها بمنزلة الأم ))(رواه البخارى كتاب الصلح 6 )
وقال (( الصدقة على صدقة وعلى ذى الرحم صدق وصلة ))( رواه الترمذى 658 ورواه ابن ماجه 1844
ورواه الامام احمد 214/4)
وقال لأسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنه وقد سألته عن صلتها أمها حينما قدمت عليها من مكة
مشركة فقال لها (( نعم صلى أمك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــ

فى المشاركة القادمة باذن الله نتطرق الى معرفة
الأدب مع الجيران
 
نتناول الآن الجزء السادس وهو الأدب مع الجيران

الأدب مع الجيران ::

المسلم يعترف بما للجار على جاره من حقوق وآداب ، يجب على كل المتجاورين بذلها لجاره واعطاؤها له كاملة

وذلك لقوله تعالى (( وبالوالدين احسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى

والجار الجنب
))(النساء) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره ))(رواه

مسلم 74

كتاب الايمان ورواه الامام احمد 31/4 و 385/6 ورواه الدارمى 98/2)



1– عدم أذيته بقول أو فعل لقوله عليه الصلاة والسلام

(( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذى جاره ))

(رواه البخارى 13/8 ، 39 ، 125 ورواه مسلم 75 ، 76 ، 77 كتاب الايمان )

وقوله (( والله لا يؤمن والله لا يؤمن ))

فقيل له : من هو يارسول الله ؟ فقال (( الذى لا يأمن جاره بوائقه ))(رواه

البخارى 12/8 ورواه الامام احمد 288/2 و 31/4 ورواه الحاكم 10 / 1 ).

وقوله (( هى فى النار )) للتى قيل له انها تصوم النهار

وتقوم الليل وتؤذى جيرانها . (الامام احمد والحاكم )


2 – الاحسان اليه وذلك بأن ينصره اذا استنصره ويعينه

اذا استعانه ويعوده اذا مرض ويهنئه اذا فرح ويعزيه اذا

أصيب ويساعده اذا احتاج يبدؤه بالسلام يلين له الكلام يتلطف فى مكالمة ولده ويرشده الى ما فيه صلاح دينه

ودنياه ، يرعى جانبه ويحمى حماه ، يصفح عن زلاته ، ولا يتطلع الى عوراته ، لا يضايقه فى بناء أو ممر ، ولا

يؤذيه بميزاب يصب عليه ، أو بقذر أوسخ يلقيه أمام منزله ،

كل هذا من الاحسان اليه المأمور به فى قول الله تعالى (( والجار ذى القربى والجار الجنب ))

وقال الرسول عليه الصلاة والسلام (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن الى جاره ))( الدارمى 89/2).


3 – اكرامه باسداء المعروف والخير اليه لقوله صلى الله عليه وسلم

(( يانساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها

ولو فرسن شاة
))( رواه البخارى 201/3 ورواه مسلم 90 كتاب الزكاة ).

وقوله لأبى ذر (( ياأبا ذر اذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ))(رواه مسلم 142 كتاب البر والصلة )

وقوله لعائشة رضى الله عنها لما قالت له : ان لى جارين فالى ايهما اهدى ؟ قال (( الى أقربهما منك بابا ))(رواه

البخارى 208 ، 15/2 و 13/8 ورواه الامام احمد 239/6 ورواه الحاكم 167/4 )


4 – احترامه وتقديره فلا يمنعه أن يضع خشبة فى جداره

ولا يبيع أو يؤجر ما يتصل به أو يقرب منه حتى

يعرض عليه ذلك ويستشيره لقول الرسول عليه الصلاة والسلام (( لا يمنعن أحدكم جاره ان يضع خشبة فى

جداره
))( رواه الامام احمد 274/2 ، 447 وذكره الطبرانى فى المعجم الكبير 68/6 و 69 )

وقوله (( من كان له جار فى حائط أوشريك فلا يبعه حتى يعرضه عليه ))(ذكر فى كنز العمال 17714 ورواه
 
> يعرف المسلم نفسه اذا كان قد أحسن الى جيرانه ، أو أساء اليهم

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك (( اذا سمعت جيرانك يقولون قد أحسنت ، فقد أحسنت ،

واذا سمعتهم يقولون قد أسأت ،، فقد أسأت
))( رواه الامام احمد 402/1 بسند جيد )


> اذا ابتلى المسلم بجار السوء فليصبر فان صبره سيكون سبب خلاصه منه ،، فقد جاء رجل

الى النبى صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال (( اذهب فاصبر)) فأتاه ملاتين أو ثلاثا ،،

فقال (( اطرح متاعك فى الطريق )) فطرحه فجعل الناس يمرون به ويقولون : مالك ؟

فيقول : أذانى جارى ن فيلعنون جاره حتى جاءه وقال له : رد متاعك والله لا أعود ))(رواه ابو داوود 5153 وهو صحيح )
 
والآن أيها الأحبة نتعرف على آداب وحقوق المسلم لأخيه المسلم :

فالمسلم يؤمن بما لأخيه المسلم من حقوق وآداب تجب له عليه ، فيلتزم بها

ويؤديها لأخيه المسلم وهو يعتقد أنها عبادة لله تعالى ، وقربة يتقرب بها اليه سبحانه وتعالى ، اذ هذه الحقوق

والآداب أوجبها الله تعالى على المسلم ليقوم بها نحو أخيه المسلم ، ففعلها اذا طاعة لله عز وجل ، وقربة له

بدون شك ، ومن هذه الآداب والحقوق ما يلى ::

1 – أن يسلم عليه حين يلقاه قبل ان يكلمه فيقول : السلام عليكم ورحمة الله ،
ويصافحه ويرد المسلم عليه قائلا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
، وذلك لقوله تعالى (( واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ))(النساء) .
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( يسلم الراكب على الماشى ، والماشى على القاعد ، والقليل على الكثير))(رواه البخارى 62/8 ورواه مسلم 1 كتاب السلام ورواه ابو داوود 5199 ورواه الترمذى 2703)،

وقوله (( ان الملائكة تعجب من المسلم يمر على المسلم ولا يسلم عليه ))
(قال الزين العراقى : لم أقف له على أصل )

، وقوله (( وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ))
(رواه البخارى 154 كتاب الايمان ومسلم 63 كتاب الايمان )،

وقوله (( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان الا غفر لهما قبل ان يتفرقا ))
(رواه ابو داوود 154 كتاب الادب ورواه ابن ماجه 3703 ورواه الترمذى 2727)،

وقوله (( من بدأ بالكلام فلا تجيبوه حتى يبدأ بالسلام ))
(رواه الطبرانى وأبو نعيم وورد فى كنز العمال 25336) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2 – أن يشمته اذاعطس بأن يقول له اذا حمد الله تعالى : يرحمك الله ويرد العاطس عليه
قائلا : يغفر الله لى ولك أو يهديكم الله ويصلح بالكم ،

لقوله صلى الله عليه وسلم (( اذا عطس أحدكم فليقل له أخوه : يرجمك الله ، فاذا قال له يرحمك الله ،
فليقل له يهديكم الله ويصلح بالكم
))(رواه البخارى 61/8) ،

وقال ابو هريرة رضى الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه
وخفض بها صوته ( رواه ابو داوود 97 كتاب الادب والامام احمد 439/2 والحاكم 193/4)
ـــــــــــــــــــــــــــــ

3 – أن يعوده اذا مرض ويدعو له بالشفاء لقوله صلى الله عليه وسلم (( حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام ، وعيادة المريض ،

واتباع الجنائز ، واجابة الدعوة ، وتشميت العاطس
))(رواه البخارى 90/2 ورواه مسلم 1704 ورواه الامام احمد 540/2 ) ،

ولقول البراء بن عازب رضى الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيادة المريض واتباع الجنائز وتشميت العاطس

وابرار المقسم ونصر المظلوم واجابة الداعى وافشاء السلام ( رواه البخارى 150/7) ،

ولقوله صلى الله عليه وسلم (( عودوا المريض وأطعموا الجائع وفكوا العانى – الاسير -))(متفق عليه )

وقول عائشة رضى الله عنها : ان لنبى صلى الله عليه وسلم كان يعود بعض اهله

فيمسح بيده اليمنى ويقول (( الله مرب الناس اذهب الباس ، اشف وأنت الشافى لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما))(رواه ابو داوود 3890 ورواه الامام احمد 151/3)
ـــــــــــــــــــــــــــــ

4 – أن يشهد جنازته اذا مات لقوله صلى الله عليه وسلم (( حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام وعيادة المريض

واتباع الجنائز واجابة الدعوة وتشميت العاطس
))
ـــــــــــــــــــــــــــــ

5 – أن يبر قسمه اذا أقسم عليه فى شئ وكان لا محذور فيه فيفعل ما حلف له من اجله حتى لا يحنث فى يمينه .

وذلك لحديث البراء بن عازب : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيادة المريض واتباع الجنائز

وتشميت العاطس وابرار القسم ونصر المظلوم واجابة الداعى وافشاء السلام .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

6 – أن ينصح له اذا استنصحه فى شيئ من الاشياء ،

أو أمر من الامور بمعنى انه يبين له ما يراه الخير فى شئ لو الصواب فى االامر وذلك

لقوله صلى الله عليه وسلم (( اذا استنصح احدكم أخاه فلينصح له ))(رواه البخارى 150/7) وقوله (( الدين النصيحه ))

وسئل لمن ؟ فقال (( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ))(رواه مسلم 27 كتاب الايمان ورواه البخارى 22/1) والمسلم

قطعا من جملتهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

7 – أن يحب له ما يحب لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه .

لقوله صلى الله عليه وسلم (( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه))( رواه البخارى 10/1 ورواه مسلم 17 كتاب الايمان ورواه الترمذى 2515

ويكره له – هذه الزيادة ليست فى الصحيح ولكنها فى مسند الامام احمد )

وقوله (( مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ))

(رواه مسلم 66 كتاب البر والصله ورواه الامام احمد 270/4 )

وقوله (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ))(رواه البخارى 129/1 و 169/3 ورواه مسلم 65

كتاب البر والصلة ورواه الترمذى 1928)
ـــــــــــــــــــــــــــــ

8 - أن ينصره ولا يخذله فى أى موطن احتاج فيه الى نصرة أو تأييد

لقوله صلى الله عليه وسلم (( وانصر أخاك ظالما أو مظلوما ))وسئل عليه الصلاة والسلام عن كيفية نصره

وهو ظالم فقال : ((تأخذ فوق يديه ))بمعنى : تحجزه عن الظلم وتحول بينه وبين فعله فذلك نصرك له ،

وقوله عليه الصلاة والسلام (( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ))(رواه البخارى 168/3 ورواه الترمذى 2282)

وقوله عليه الصلاة والسلام (( ما من امرئ مسلم ينصر مسلما فى موطن تنتهك فيه حرمته

الا خذله الله فى موضع يحب فيه نصره
))(رواه الاملم احمد 99/3 وفى سنده لين )

وقوله (( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ))(رواه الترمذى 1931 والامام احمد 450/6).
ـــــــــــــــــــــــــــــ

9 – أن لا يمسه بسوء أو يناله بمكروه وذلك

لقوله عليه الصلاة والسلام (( كل المسلم على المسلم حرمة دمه وماله وعرضه ))(رواه مسلم كتاب البر والصلة 15 ) ،

وقوله عليه الصلاة والسلام (( لا يحل لمسلم ان يروع مسلما ))(رواه الامام احمد 362/5 وابو داوود 5004)

وقوله (( لا يحل لمسلم ان يشير الى اخيه بنظر تؤذيه ))(اتحاف السادة المتقين 255/6)

وقوله عليه الصلاة والسلام (( ان الله يكره أذى المؤمنين))(المغنى عن حمل الاسفار 192/2)

وقوله عليه الصلاة والسلام (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده))(رواه البخارى 9/1 ورواه مسلم 65 كتاب الايمان ورواه الترمذى 5627)

وقوله عليه الصلاة والسلام (( المؤمن من أمنه المؤمنون على انفسهم وأموالهم ))(روا هالامام احمد 379/2 والترمذى 2627 والحاكم 11/1 وصححه ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

10 – أن يتواضع له ولا يتكبر عليه وأن لا يقيمه من مجلسه المباح ليجلس فيه .

لقوله تعالى (( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور ))(لقمان)

ولقوله صلى الله عليه وسلم (( ان الله تعالى أوحى الى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ))

(رواه ابو داوود 4895 ورواه ابن ماجه 4187)

وقوله صلى الله عليه وسلم (( ما تواضع أحد لله الا رفعه الله تعالى ))

ولما عرف عنه صلى الله عليه وسلم من تواضعه لكل مسلم وهو سيد المرسلين ،

ومن أنه كان لا يأنف ولا يتكبر ان يمشى مع الأرملة والمسكين ، ويقضى حاجتهما ،

وأنه قال (( اللهم أحيينى مسكينا ، وأمتنى مسكينا ، واحشرنى فى زمرة المساكين ))(رواه ابن ماجه 4126 وراه الحاكم فى المستدرك 322/4)

وقوله عليه الصلاة والسلام (( لا يقيمن أحدكم رجلا من مجلسه ثم يجلس فيه ،

ولكن توسعوا وتفسحوا
))( رواه مسلم 11 كتاب السلام ورواه الامام احمد 124/2)
ـــــــــــــــــــــــــــــ

11 – أن لا يهجره أكثر من ثلاث أيام

لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( لا يحل لمسلم ان يهجر أخاهخ فوق ثلاث ، يلتقيان فيعرض

هذا ويعرض هذا وخيرهما من يبدأ بالسلام
))(رواه البخارى 65،25،23/8 ورواه مسلم 8

كتاب البر والصلة ورواه ابو داوود 4911 ، 4914)

وقوله (( ... ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا ))(رواه مسلم 9 كتاب البر والصلة ) والتدابر هو التهاجر

واعطاء كل دبره للآخر معرض عنه .
 

12 – أن لا يغتابه او يحتقره أو يعيبه أو يخر منه أو ينبزه بلقب سوء ،

أو ينم عنه حديثا للافساد ،

لقوله تعالى (( يايها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ))(الحجرات)

وقوله (( يايها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء

عسى أن يكن خيرا منهن ولا لمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون
))(الحجرات )

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( أتدرون ما الغيبة ؟ )) قالوا : الله ورسوله أعلم

قال (( ذكرك أخاك بما يكره )) قيل : أرأيت ان كان فى أخى ما أقول ؟

قال : (( ان كان فيه ما تقول ، فقد اغتبته ، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ))(رواه مسلم فى صحيحه وذكره

البيهقى فى سننه الكبرى 247/10 ) .

وقوله فى حجة الوداع (( ان دماؤكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم ))(رواه مسلم 29 كتاب القسامة)

وقوله (( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه))( رواه مسلم 10 كتاب البر والصلة )

وقوله صلى الله عليه وسلم (( بحسب امرئ من الشر ان يحقر أخاه المسلم ))(رواه مسلم 32 كتاب البر والصلة )

وقوله (( لا يدخل الجنة قتات ))يعنى نمام .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

13 – أن لا يسبه بغير حق حيا كان أو ميتا

لقوله عليه الصلاة والسلام (( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ))(رواه البخارى 19/1 و 18/8 ورواه الترمذى 1927)

وقوله (( لا يرمى رجلا رجلا بالفسق أو الكفر الا ارتد عليه ان لم يكن صاحبه كذلك ))(رواه الامام احمد 181/5) .

وقوله (( المتسابان ما قالا فعلى البادى منهما حتى يعتدى المظلوم ))(رواه الامام احمد 517/2) .

وقوله (( لا تسبوا الاموات فانهم قد أفضوا الى ما قدموا))(رواه البخارى 129/2 و 116/8

ورواه النسائى 53/4 ورواه الحاكم 385/1) .

وقوله (( من الكبائر شتم الرجل والديه )) قالوا : وهل يشتم الرجل والديه ؟

قال : (( نعم ! يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه ))(صحيح مسلم كتاب الايمان 145)
ـــــــــــــــــــــــــــــ

14 - أن لا يحسده أو يظن به سوءا أو يبغضه أو يتجسس عليه

لقوله تعالى (( يايها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ))(الحجرات ) .

وقوله تعالى (( لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خير ))( النور) .

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا

ولايبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا
))(رواه مسلم 9 كتاب البر والصلة ) .

وقوله (( اياكم والظن فان الظن أكذب الحديث ))(رواه البخارى 4/5 و 7/24)
ـــــــــــــــــــــــــــــ

15 - أن لا يغشه أو يخدعه

لقوله تعالى (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا )) ( الأحزاب )

وقوله (( ومن يكسب خطيئة أو اثما ثم يرمى به بريئا فقد احتمل بهتانا واثما مبينا ))( النساء)

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا ))(رواه مسلم 22 المقدمه )

وقوله (( من بايعت فقل : لا خلابة ))(رواه الامام احمد 72/2 ) يعنى لا خديعة .

وقوله عليه الصلاة والسلام (( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة ))(رواه مسلم 21 كتاب الاماره)

وقوله (( من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا ))(رواه ابو داوود 4883) ومعنى خبب اى أفسد وأخدع .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

16 – أن لا يغدره أو يخونه أو يكذبه أو يماطله فى قضاء

دينه لقول الله تبارك وتعالى (( يايها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ))(المائدة) وقوله (( والموفون بعهدهم اذا عاهدوا ))(البقرة) .

وقوله (( وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا ))(الاسراء)

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة

منهن كان فيه خصل من النفاق حتى يدعها : اذا أؤتمن خان ، واذا حدث كذب ، واذا عاهد غدر ، واذا خاصم فجر
))(رواه البخارى 15/1و 13/3

ورواه مسلم 106 كتاب الايمان )

وقوله (( قال الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بى ثم غدر ، ورجل باع

حرا فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره
))( رواه ابن ماجه2442 ) .

وقوله (( مطل الغنم ظلم واذا ابتاع احدكم على ملئ فليتبع ))( رواه البخارى 123/2 و 155 )
ـــــــــــــــــــــــــــــ

17 - أن يخالقه بخلق حسن فيبذل له المعروف ويكف عنه الأذى ،

ويلاقيه بوجه طلق يقبل منه احسانه ويعفو عن اساءته ولا يكلفه ما ليس عنده فلا يطلب العلم من جاهل

ولا البيان من عيى لقوله تعالى (( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ))( الأعراف )

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسن تمحها وخالق الناس بخلق حسن))(رواه الترمذى 1987 ورواه الحاكم 5/1 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

18 – أن يوقره ان كان كبيرا ويرحمه ان كان صغيرا

لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ))(رواه الامام احمد 207/2) .

وقوله (( ان من اجلال الله اكرام ذى الشيبة المسلم ))(رواه ابو داوود 4843 باسناد حسن ) .

وقوله (( كبر كبر )) أى ابدأ بالكبير ، ولما عرف عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يؤتى

بالصبى فيدعو له بالبركه ويسميه فيضعه فى حجره فربما بال الصبى فى حجره عليه الصلاة والسلام ،

وروى انه اذا قدم من سفر تلقاه الصبيان فيقف عليهم ثم يأمر بهم فيرفعون اليه فيجعل منهم بين يديه

ومن خلفه ويأمر اصخابه ان يحملوا بعضهم رحمة منه صلى الله عليه وسلم بالصبيان .
ـــــــــــــــــــــــــــــ

19 – أن ينصفه من نفسه ويعامله بما يحب ان يعامل به

لقوله صلى الله عليه وسلم (( لا يستكمل العبد الايمان حتى يكون فيه ثلاث خصال : الانفاق من الاقتار ، والانصاف من نفسه ، وبذل السلام ))(اتحاف السادة المتقين 26/6) .

وقوله (( من سره ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يشهد أن لا اله الا الله

وأن محمدا عبده ورسوله وليؤت الى الناس ما يحب ان يؤتى اليه
))(رواه ابن ماجه 3956 )
ـــــــــــــــــــــــــــــ

20 – أن يعفو عن زلته ويستر من عورته وأن لا يستمع الى حديث يخفيه عنه

لقوله تعالى (( فاعف عنهم واصفح ان الله يحب المحسنين ))(المائدة )

وقوله جلت قدرته (( فمن عفى له من أخيه شئ فاتباع من معروف أو اداء اليه باحسان ))(البقرة )

وقوله (( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ))(الشورى )

وقوله (( فليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ))(النور )

وقوله تعالى (( ان الذين يحبون أن تشيع الفاحش فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا ولآخر والله يعلم وأنتم لا تعلمون ))( النور )

ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا))(رواه مسلم 19 كتاب البر والصلة)

وقوله : (( وأن تعفو عمن ظلمك ))

وقوله (( لا يستر عبد عبدا فى الدنيا الا ستره الله يوم القيامة ))(رواه مسلم 21 كتاب البر والصلة ) .

وقوله (( يامعشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان فى قلبه لا تعتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم

فانه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو كان فى جوف بيته
))(رواه ابو داوود 4880)

وقوله (( من استمع الى حديث قوم وهم له كارهون صب فى أذنه الآنك يوم القيامة ))(رواه البخارى 54/9)
ـــــــــــــــــــــــــــــ

21 – أن يساعده اذا احتاج لمساعدته وأن يشفع له فى قضاء حاجته ان كان يقدر على ذلك

لقول الله تعالى (( وتعاونوا على البر والتقوى ))(المائدة )

وقوله سبحانه (( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ))( النساء )

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب

يوم القيامة ومن بشر على معسر بشر الله عليه فى الدنيا والآخره من ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخره

والله فى عون العبد ما دام العبد فى عون اخيه
))(رواه مسلم 38 كتاب الذكر ) .

وقوله عليه الصلاة والسلام (( اشفعوا تؤجروا ويقضى الله على لسان نبيه ما شاء ))( رواه البخارى 140/2 و 14/8 ورواه النسائى 78/5 ورواه الامام احمد 404 ، 409 /4 )


ـــــــــــــــــــــــــــــ

22– أن يعيذه اذا استعاذ بالله وان يعطيه اذا سأله بالله وان يكافئه على معروفه ويدعو له وذلك

لقوله صلى الله عليه وسلم (( من استعاذكم بالله فأعيذوه ومن سألكم فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن صنع اليكم

معروفا فكافئوه فان لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا انكم قد كافأتموه
))

( رواه ابو داوود 5109 ورواه الامام احمد 99/2 ورواه الحاكم 64/2 )
ـــــــــــــــــــــــــــــ

نتناول باذن الله المشاركة القادمة >> الأدب مع الكافر ... فى أمان الله ...
 
والآن نتناول أيها الأحبة الجزء السابع من باب الأدب : الأدب مع الكافر ...

يعتقد المسلم أن سائر الملل والأديان باطلة ، وأن أصحابها كفار الا الدين الاسلامى فانه الدين الحق ،،،

والا أصحابه فانهم المؤمنون المسلمون وذلك لقوله تعالى (( ان الدين عند الله الاسلام ))(آل عمران) .

وقوله سبحانه (( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين ))(آل عمران) .

وقوله (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا ))(المائدة) .

فبهذه الأخبار الالهية الصادقة علم المسلم أن سائر الأديان التى قبل الاسلام قد نسخت بالاسلام ،،

وأن الاسلام هو دين البشرية العام ، فلم يقبل الله من أحد دينا غيره ، ولا يرضى بشرع سواه ،،

، ومن هنا كان المسلم يرى ان كل من لم يدن لله تعالى بالاسلام فهو كافر .

ويلتزم حياله بالاداب الآتية ::


1 – عدم اقراره على الكفر ، وعدم الرضاء به ، اذ الرضا بالكفر كفر .



2 – بغضه ببغض الله تعالى له ، اذ الحب فى الله والبغض فى الله وما دام الله

عز وجل قد أبغضه لكفره به فالمسلم يبغض الكافر ببغض الله تعالى له .



3 – عدم موالاته ومودته لقول الله تعالى (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ))(آل عمران)

وقوله تعالى (( لا تجد قوما يؤمنون بالله يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءآباءهم أو أبنائهم أو اخوانهم أو عشيرتهم ))(المجادلة )



4 – انصافه والعدل معه واسداء الخير له ان لم يكن محاربا

لقوله تعالى (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين ))(الممتحنة)
فقد أباحت هذه الآية الكريمة المحكمة الاقساط الى الكفار وهو العدل فى انصافهم واسداء المعروف اليهم

ولم تستثن من الكفار الا المحاربين فقط فان لهم سياسة خاصة تعرف بأحكام المحاربين .



5 – يرحمه بالرحمة العامة كاطعامه ان جاع ، وسقيه ان عطش ،،،

ومداواته ان مرض أو انقاذه من تهلكة ، وتجنبه الأذى لقوله صلى الله عليه وسلم (( ارحم من فى الارض يرحمك من فى السماء))(رواه الطبرانى فى المعجم الكبير 183/10) .

وقوله (( فى كل ذى كبد رطبة أجر ))(رواه البخارى وابن ماجه ).



6 – عدم أذيته فى ماله او دمه أو عرضه ان كان غير محارب ،

لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( يقول الله تعالى : ياعبادى ! انى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ))(رواه الترمذى )

وقوله (( من أذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة ))(ورد فى الموضوعات لابن الجوزى وورد فى الآلئ المصنوعه للسيوطى ) .



7 – جواز الاهداء اليه وقبول هديته وأكل طعامه ان كان كتابيا : يهوديا أو نصرانيا

لقوله تعالى (( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ))(المائدة)

ولما صح عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يدعى الى طعام يهود بالمدينه فيجيب الدعوة ويأكل مما قدم اليه من طعامهم .



8 – عدم انكاحه المؤمنة وجواز نكاح الكتابيات من الكفار لقوله تعالى فى منع المؤمنه الزواج بالكافر مطلقا

(( لا هن حل لهم ولا هم حل لهن ))(الممتحنة )

وقوله (( والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم اذا ءآتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذى أخدان ))(المائدة)



9 – تشميته اذا عطس وحمد الله تعالى بأن يقول له : يهديكم الله ويصلح بالكم .

اذ كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعاطس عنده يهود رجاء أن يقول لهم : يرحمكم الله فكان يقول لهم يهديكم الله ويصلح بالكم .



10 – لا يبدؤه بالسلام وان سلم عليه رد عليه بقوله : وعليكم :

لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( اذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا : وعليكم ))(رواه الترمذى وابن ماجة )



11 – يضطره عند المرور به فى الطريق الى أيقه

لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام فاذا لقيتم أحدهم

فى طرق فاضطروه الى أضيقه
))( رواه مسلم فى كتاب السلام ورواه ابو داوود فى كتاب الأدب ) .



12 – مخالفته وعدم التشبه به فيما ليس بضرورى كاعفاء اللحية اذا كان هو يحلقها وصبغها اذا كان هو لا يصبغها

وكذا مخالفته فى اللباس من عمة وطربوش ونحوه لقوله عليه الصلاة والسلام (( من تشبه بقوم فهو منهم ))(رواه ابو داوود ورواه الامام احمد ) .

وقوله (( خالفوا المشركين : أعفوا اللحى وقصوا الشوارب ))(رواه البخارى ورواه مسلم فى كتاب الطهاره ) .

وقوله (( ان اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ))( رواه البخارى ورواه مسلم ) يعنى خضاب اللحية

او شعر الرأس بصفرة أو حمرة ، لأن الصبغ بالسواد قد نعى عنه

رسول الله صلى الله عليه وسلم لما روى مسلم انه قال (( غيروا هذا – الشعر الأبيض – واجتنبوا السواد ))




فى المشاركة القادمة باذن الله نتناول : الأدب مع الحيوان ..
فى أمان الله ...
 
الآن أيها الأحبة نتناول الأدب مع الحيوان ...فالمسلم يعتبر أغلب الحيوانات خلقا محترما فيرحمها برحمة الله تعالى لها ويلتزم نحوها لالآداب الآتية ...
1 - إطعامها وسقيها اذا جاعت وعطشت لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( فى كل ذات كبد حراء أجر ))وقوله (( من لا يرحم لا يرحم ))( رواه البخارى )
وقوله (( ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء ))( ذكره البيهقى فى السنن الكبرى ) .
2 – رحمتها والاشفاق عليها لقول الرسول الكريم لما رآهم قد اتخذوا حيوانا – طيرا – غرضا ( هدفا )يرمونه بسهامهم (( لعن الله من اتخذ شيئا فيه روح غرضا ))(رواه البخارى ومسلم ) ولنهيهعن صبر البهائم أى حبسها للقتل ولقوله (( من فجع هذه بولدها ؟ ردوا عليها ولدها اليها ))(رواه ابو داوود)قاله لما رأى الحمرة ( طائر ) تحوم تطلب أفراخها التى أخذها الصحابة من عشها .
3 – اراحها عند ذبحها أو قتلها لقوله صلى الله عليه وسلم (( ان الله كتب الاحسان على كل شئفاذا قتلتم فأحسنوا القتلة واذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليرح أحدكم ذبيحته وليحد شفرته ))(رواه مسلم كتاب البائح ) .
4 – عدم تعذيبها بأى نوع من أنواع التعذيب سواء كان بتجويعها أ, ضربها أو بتحميلهامالا تطيق أو حرقها بالنار.وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( دخلت امرأة النار فى هرة حبستها حتى ماتت فدخلت فيها النار فلا هى أطعمتها وسقتها اذ حبستها ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض ))(رواه البخارى) . وقد مر عليه الصلاة والسلام بقربة نمل – موضع نمل – وقد أحرقت
فقال (( انه لا ينبغى أن يعذب بالنار الا رب النار ))(رواه ابو داوود ) يعنى الله عز وجل .
5 - اباحة قتل المؤذى منها كالكلب العقور والذئب والحية والعقرب والفأر وما الى هذالقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( خمس فواسق تقتلن فى الحل والحرم : الحي والغرابالأبقع والفأره والكلب العقور والحديا ))(رواه مسلم ) . كما صح عن ذلك قتل العقرب ولعنها .
6 – جواز وسم النعم فى آذانها للمصلحة اذ روى ان صلى الله عليه وسلم يسم بيده الشريفى ابل الصدقة . أما غير النعم وهى الابل والغنم والبقرة من سائر الحيوان فلا يجوز وسمهلقوله صلى الله عليه وسلم وقد رأى حمارا موسوما فى وجهه (( لعن الله من وسم فى وجهه ))(رواه مسلم ) .
7 - معرفة حق الله فيها بأداء زكاتها اذا كانت مما يزكى .8 – عدم التشاغل بها عن طاعة الله او اللهو بها عن ذكرهلقوله تعالى (( ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ))( المنافقون ) . ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى الخيل (( الخيل لثلاثة : لرجل أجر ولرجل ستر وعلىرجل وزر فأما الذى له أجر فرجل ربطها فى سبيل الله فأطال لها فى مرج أو روضةفما أصابت فى طيلها من المرج أو الروضة كانت له حسنات ، ولو أنها مرت بنهرفشربت ولم يرد أن يسقيها كان ذلك له حسنات وهى لذلك الرجل أجر .ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله فى رقابها ولا ظهورها فهى له ستر .ورجل ربطها فخر ورياء لأهل الاسلام فهى عليه وزر ))(رواه مسلم واللفظ للبخارى ) .فهذه جملة الاداب التى يجب على المسلم مراعاتها ازاء الحيوان طاعة لله عز وجلوطاعة للرسول الكريم وعملا بما تأمر به شريعة الاسلام شريعة الرحمه شريعة الخيرالعام لكل مخلوق من انسان وحيوان .
 
الآن نتناول أيها الأحبة ...

آداب الأخوة فى الله والحب والبغض فيه سبحانه وتعالى

المسلم بحكم ايمانه بالله تعالى لا يحب اذا أحب إلا فى الله ، ولا يبغض الا فى الله ولأنه لا يحب الا ما يحب

الله ورسوله ولا يكره الا ما يكره الله ورسوله ، فهو اذا بحب الله

ورسوله يحب وببغضهما يبغض . ودليله فى هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم
(( من أحب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان ))(رواه مسلم )

وبناء على هذا فجميع عباد الله الصالحين يحبهم المسلم ويواليهم ، وجميع عباد الله الفاسقين عن أمر الله ورسوله
يبغضهم ويعاديهم ، بيد ان هذا غير مانع للمسلم أن يتخذ اخوانا اصدقاء فى الله تعالى يخصهم بمزيد محبة ووداد

اذ رغب الرسول صلى الله عليه وسلم فى اتخاذ مثل هؤلاء الاخوان والاصدقاء

بقوله (( المؤمن إلف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ))(رواه الامام احمد)
وقوله (( ان حول العرش منابر من نور عليها قوم لباسهم نور ، ووجوهم نور ليسوا بأنبياء

ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء ))
فقالوا : يارسول الله صفهم لنافقال (( المتحابون فى الله والمتجالسون فى الله والمتزاورون فى الله ))( اتحاف السادة المتقين )
وقوله صلى الله عليه وسلم (( ان الله تعالى يقول : حقت محبتى للذين يتزاورون من اجلى

وحقت محبتى للذين يتناصرون من اجلى ))(رواه الامام احمد)
وقوله صلى الله عليه وسلم (( ان رجلا زار أخا له فى الله فأرصد الله له ملكا ، فقال : اين تريد ؟
قال : اريد ان ازوراخى فلانا . فقال : لحاجة لك عنده ؟ قال : لا . قال : لقرابة بينك وبينه ؟

قال : لا . قال : فبنعمة لك عنده ؟ قال : لا . قال : فيم؟ قال : أحبه فى الله . قال : فان الله ارسلنى
اليك اخبرك انه يحبك لحبك اياه ، وقد أوجب لك الجنة ))

فى المشاركة القادمة سنتعرف ان شاء الله على آداب الأخوة فى الله ...
 

آداب الأخوة فى الله
يجب على من يتخذ أخا فى الله يكون : 1 – عاقلا : لأنه لا خير فى أخوة الأحمق وصحبته ، إذ قد ير الأحمق الجاهل من حيث يريد ان ينفع
.
2 – حسن الخلق : إذ سئ الخلق وان كان عاقلا فقد تغلبه شهوة او يتحكم فيه غضب فيسئ الى صاحبه
.
3 – تقيا : لأن الفاسق الخارج عن طاعة ربه لا يؤمن جانبه اذ قد يرتكب ضد صاحبه جريمة لا يبالى معها بأخوة او غيرها لان من يخاف الله تعالى لا يخاف غيره بحال من الاحوال
.
4 – ملازما للكتاب والسنة بعيدا عن الخرافة والبدعة : اذ المبتدع قد ينال صديقه من شؤم بدعته ولان المبتدع وصاحب الهوى هجرتهما متعينه ومقاطعتهما لازمه فكيف تمكن خلتهما وصداقتهما .

وقد أوجز هذه الآداب فى اختيار الاصحاب احد الصالحين فقال يوصى ابنه
:
يابنى اذ عرضت لك الى صحبة الرجال حاجة فاصحب من اذا خدمته صانك وان صحبته زانك وان قعدت بك مؤونه مانك . اصحب من اذا مددت يدك بخير مدها وان راى منك حسنة عدها وان راى سيئة سدها اصحب من اذا سالته اعطاك وان سكت ابتداك وان نزلت بك نازلة واساك ، اصحب من اذا قلت صدق قولك وان حاولتما امرا أمرك وان تنازعتما شيئا آثرك .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فى أمان الله
نتناول باذن الله المشاركة القادمة
حقوق الأخوة فى الله
 
الوسوم
المسلم منهاج
عودة
أعلى