الكبائر

الجدل و المراء و اللدد
الكبيرة الستون : الجدل و المراء و اللدد
قال الله تعالى : و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبه و هو ألد الخصام * و إذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد
و مما يذم من الألفاظ : المراء ، و الجدال ، و الخصومة
قال الإمام حجة الإسلام الغزالي رحمه الله : المراء طعنك في كلام لإظهار خلل فيه لغير غرض سوى تحقير قائله و إظهار مزيتك عليه و قال : و أما الجدال فعبارة عن أمر يتعلق بإظهار المذاهب و تقريرها قال : و أما الخصومة فلجاج في الكلام ليستوفي به مقصوداً من مال غيره و تارة يكون ابتداءً و تارة يكون اعتراضاً و المراء لا يكون إلا اعتراضاً هذا كلام الغزالي
و قال النووي رحمه الله : اعلم أن الجدال قد يكون بحق و قد يكون بباطل ، قال الله تعالى : و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ، و قال الله تعالى : و جادلهم بالتي هي أحسن ، و قال الله تعالى : ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا ، قال : فإن كان الجدال للوقوف على الحق و تقريره كان محموداً ، و إن كان في مدافعة الحق أو كان جدالاً بغير علم كان مذموماً ، و على هذا التفصيل تنزل النصوص الواردة في إباحته و ذمه و المجادلة و الجدال بمعنى واحد قال بعضهم : ما رأيت شيئاً أذهب للدين و لا أنقص للمروءة و لا أشغل للقلب من الخصومة
( فإن قلت ) لا بد للإنسان من الخصومة لاستيفاء حقوقه ، ( فالجواب ) ما أجاب به الغزالي رحمه الله : اعلم أن الذم المتأكد إنما هو لمن خاصم بالباطل و بغير علم كوكيل القاضي فإنه يتوكل في الخصومة قبل أن يعرف الحق في أي جانب هو فيخاصم بغير علم
و يدخل في الذم أيضاً من يطلب حقه لأنه لا يقتصر على قدر الحاجة بل يظهر اللدد و الكذب و الإيذاء و التسليط على خصمه ، كذلك من خلط بالخصومة كلمات تؤذي و ليس له إليها حاجة في تحصيل حقه ، كذلك من يحمله على الخصومة محض العناد لقهر الخصم و كسره فهذا هو المذموم
و أما المظلوم الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد و إسراف و زيادة لجاج على الحاجة من غير قصد عناد و لا إيذاء ، ففعل هذا ليس حراماً و لكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا ، لأن ضبط اللسان في الخصومة على حد الإعتدال متعذر ، و الخصومة توغر الصدور و تهيج الغضب ، و إذا هاج الغضب حصل الحقد بينهما حتى يفرح كل واحد منهما بمساءة الآخر و يحزن لمسرته و يطلق لسانه في عرضه فمن خاصم فقد تعرض لهذه الآفات ، و أقل ما فيها اشتغال القلب حتى أنه يكون في صلاته ، و خاطره متعلق بالمحاججة و الخصومة فلا تبقى حاله على الإستقامة ، و الخصومة مبدأ الشر و كذا الجدال و المراء فينبغي للإنسان ألا يفتح عليه باب الخصومة إلا لضرورة لا بد منها
روينا في كتاب للترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كفى بك إثماً أن لا تزال مخاصماً
و جاء عن علي رضي الله عنه قال : إن الخصومة لها قحم قلت القحم بضم القاف و فتح الحاء المهملة و هي : المهالك
( فصل ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط حتى ينزع
و عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أتوا الجدال ثم تلا ما ضربوه لك إلا جدلاً الآية
و قال صلى الله عليه و سلم : أخوف ما أخاف عليكم زلة عالم و جدال منافق في القرآن و دنيا تقطع أعناقكم رواه ابن عمر
و قال النبي صلى الله عليه و سلم : المراء في القرآن كفر
( فصل ) : يكره التغيير في الكلام بالتشدق ، و تكلف السجع بالفصاحة بالمقدمات التي يعتادها المتفاصحون ، فكل ذلك من التكلف المذموم ، بل ينبغي أن يقصد في مخاطبته لفظاً يفهمه جلياً و لا يثقله
روينا في كتاب الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة قال الترمذي : حديث حسن و روينا فيه أيضاً عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن من أحبكم إلي و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، و إن من أبغضكم إلي و أبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون و المتشدقون و المتفيهقون قالوا : يا رسول الله قد علمنا الثرثارون و المتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون قال الترمذي حديث حسن قال : و الثرثار هو كثير الكلام ، و المتشدق من يتطاول على الناس في الكلام و يبذو عليهم
و اعلم أنه لا يدخل في الذم تحسين ألفاظ الخطب و المواعظ إذا لم يكن فيها إفراط و أغراب ، إلا أن المقصود منها تهييج القلوب إلى طاعة الله تعالى و لحسن اللفظ في هذا أثر ظاهر ، و الله أعلم




 
منع فضل الماء
الكبيرة الحادية و الستون منع فضل الماء
قال الله تعالى
قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين
قال النبي صلى الله عليه و سلم لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به الكلأ
و قال عليه الصلاة و السلام من منع فضل مائه و فضل كلئه منعه الله فضله يوم القيامة
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بفلاة يمنعه ابن السبيل ، و رجل بايع إماماً لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه منها و فى له و إن لم يعطه منها لم يف له ، و رجل بايع رجلاً بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذتها بكذا و كذا فصدقه و هو على غير ذلك أخرجاه في الصحيحين و زاد البخاري و رجل منع فضل مائه فيقول الله اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك​
 
نقص الكيل و الزراع و ما أشبه ذلك
الكبيرة الثانية و الستون : نقص الكيل و الزراع و ما أشبه ذلك
قال الله تعالى : ويل للمطففين يعني الذين ينقصون الناس و يبخسون حقوقهم بالكيل و الوزن قوله : الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون يعني يستوفون حقوقهم منها قال الزجاج : المعنى إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم و كذلك إذا اتزنوا و لم يذكر إذا اتزنوا لأن الكيل و الوزن بهما الشراء و البيع فيما يكال و يوزن فأحدهما يدل على الآخر و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون أي ينقصون في الكيل و الوزن و قال السدي : لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة و بها رجل يقال له أبو جهينة له مكيالان يكيل بأحدهما و يكتال بالآخر فأنزل الله هذه الآية
و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس بخمس قالوا يا رسول الله و ما خمس بخمس ؟ قال : ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ، و ما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ، و ما ظهرت فيهم الفاحشة إلا أنزل الله بهم الطاعون ـ يعني كثرة الموت ـ و لا طففوا الكيل إلا منعوا النبات و أخذوا بالسنين ، و لا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم المطر ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون قال الزجاج : المعنى لو ظنوا أنهم مبعوثون ما ما نقصوا في الكيل و الوزن ليوم عظيم أي يوم القيامة يوم يقوم الناس من قبورهم لرب العالمين أي لأمره و لجزائه و حسابه ، و هم يقومون بين يديه لفصل القضاء و عن مالك بن دينار قال دخل علي جار لي و قد نزل به الموت و هو يقول : جبلين من نار ، جبلين من نار قال قلت : ما تقول ؟ قال يا أبا يحيى كان لي مكيالان كنت أكيل بأحدهما و أكتال بالآخر و قال مالك بن دينار : فقمت فجعلت أضرب أحدهما بالآخر ، فقال يا أبا يحيى كلما ضربت أحدهما بالآخر ازداد الأمر عظماً و شدة فمات في مرضه
و المطفف : هو الذي ينقص الكيل و الوزن مطففاً لأنه لا يكاد يسرق إلا الشيء الطفيف ، و ذلك ضرب من السرقة و الخيانة و أكل الحرام ثم وعد الله من فعل ذلك بويل و هو شدة العذاب و قيل واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره و قال بعض السلف : أشهد على كل كيال أو وزان بالنار لأنه لا يكاد يسلم إلا من عصم الله ، و قال بعضهم : دخلت على مريض و قد نزل به الموت فجعلت ألقنه الشهادة و لسانه لا ينطق بها ؟ فلما أفاق قلت له : يا أخي ما لي ألقنك الشهادة و لسانك لا ينطق بها ؟ قال يا أخي لسان الميزان على لساني يمنعني من النطق بها فقلت له : بالله أكنت تزن ناقصاً ؟ قال : لا و الله و لكن ما كنت أقف مدة لأختبر صحة ميزاني فهذا حال من لا يعتبر صحة ميزانه فكيف حال من يزن ناقصاً ؟ !
و قال نافع : كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول : اتق الله و أوف الكيل و الوزن ، فإن المطففين يوقفون حتى أن العرق ليلجمهم إلى أنصاف آذانهم ، و كذا التاجر إذا شد يده في الذراع وقت البيع و أرخى وقت الشراء ، و كان بعض السلف يقول : ويل لمن يبيع بحبة يعطيها ناقصة جنة عرضها السماوات و الأرض ، و ويح لمن يشتري الويل بحبة يأخذها زائدة فنسأل الله العفو و العافية من كل بلاء و محنة إنه جواد كريم




 
الأمن من مكر الله
الكبيرة الثالثة و الستون الأمن من مكر الله
قال الله تعالى حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة أي أخذهم عذابنا من حيث لا يشعرون قال الحسن من وسع الله عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له ، و من قتر عليه فلم ير أنه ينظر إليه فلا رأي له ثم قرأ هذه الآية
حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون
و قال مكر بالقوم و رب الكعبة أعطوا حاجتهم ثم أخذوا
و عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب و هو مقيم على معصيته فإنما ذلك منه استدراج ثم قرأ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون
الإبلاس اليأس من النجاة عند ورود الهلكة ، و قال ابن عباس أيسوا من كل خير و قال الزجاج المبلس الشديد الحسرة اليائس الحزين
و في الأثر أنه لما مكر بإبليس ـ و كان من الملائكة ـ طفق جبريل و ميكال يبكيان ، فقال الله عز و جل لهما مالكما تبكيان ؟ قالا يا رب ما نأمن مكرك فقال الله تعالى هكذا كونا لا تأمنا مكري و كان النبي صلى الله عليه و سلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك فقيل له يا رسول الله أتخاف علينا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
و في الحديث الصحيح إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها
و في صحيح البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليعمل بعمل أهل النار و إنه من الجنة ، و يعمل الرجل بعمل أهل الجنة و إنه من أهل النار ، و إنما الأعمال بالخواتيم
و قد قص الله تعالى في كتابه العزيز قصة بلعام و إنه سلب الإيمان بعد العلم و المعرفة ، و كذلك برصيصاً العابد مات على الكفر ، و روي أنه كان رجل بمصر ملتزم المسجد لللآذان و الصلاة ، و عليه بهاء العبادة و أنوار الطاعة ، فرقي يوماً المنارة على عادته للآذان ، و كان تحت المنارة دار لنصراني ذمي فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار ـ و كانت جميلة ـ فافتتن بها و ترك الآذان و نزل إليها فقالت له ما شأنك و ما تريد ؟ فقال أنت أريد قالت لا أجيبك إلى ريبة قال لها أتزوجك ، قالت له أنت مسلم و أبي لا يزوجني بك ، قال أتنصر قالت له إن فعلت أفعل ، فتنصر ليتزوجها و أقام معهم في الدار ، فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقى إلى سطح كان في الدار فسقط فمات ، فلا هو فاز بدينه و لا هو تمتع بها نعوذ بالله من مكره و سوء العافية و سوء الخاتمة و عن سالم عن عبد الله قال كان كثيراً ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحلف لا و مقلب القلوب رواه البخاري ، و معناه يصرفها أسرع من ممر الريح على اختلاف في القبول و الرد و الإرادة و الكراهة و غير ذلك من الأوصاف و في التنزيل و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه قال مجاهد المعنى يحول بين المرء و عقله حتى لا يدري ما تصنع بنانه إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أي عقل ، و اختار الطبري أن يكون ذلك إخباراً من الله تعالى أنه أملك لقلوب العباد منهم و أنه يحول بينهم و بينها إن شاء حتى لا يدرك الإنسان شيئاً إلا بمشيئة الله عز و جل و قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك فقلت يا رسول الله إنك تكثر أن تدعو بهذا فهل تخشى ؟ قال و ما يؤمنني يا عائشة و قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه فإذا كانت الهداية معروفة و الإستقامة على مشيئته موقوفة و العاقبة مغيبة و الإرادة غير مغالبة ، فلا تعجب بإيمانك و عملك و صلاتك و صومك و جميع قربك ذلك إن كان من كسبك ، فإنه من خلق ربك و فضله الدار عليك ، فمهما افتخرت بذلك كنت مفتخراً بمتاع غيرك ، ربما سلبه عنك فعاد قلبك من الخير أخلى من جوف العير
فكم من روضة أمست و زهرها يانع عميم ، أضحت و زهرها يابس هشيم ، إذ هبت عليها الريح العقيم ، كذلك العبد يمسي و قلبه بطاعة الله مشرق سليم و يصبح و هو بمعصية الله مظلم سقيم ، ذلك تقدير العزيز العظيم
ابن آدم الأقلام عليك تجري ، و أنت في غفلة لا تدري ، ابن آدم دع المغاني و الأوتار ، و المنازل و الديار ، و التنافس في هذه الدار ، حتى ترى ما فعلت في أمرك الأقدار ، قال الربيع سئل الإمام الشافعي رحمه الله
تعالى
ينادي مناد من قبل العرش أين فلان أين فلان فلا يسمع أحد ذلك الصوت إلا و تضطرب فرائصه ، قال ، فيقول الله عز و جل لذلك الشخص أنت المطلوب هلم إلى العرض على خالق السموات و الأرض فيشخص الخلق بأبصارهم اتجاه العرش و يوقف ذلك الشخص بين يدي الله عز و جل ، فيلقي الله عز و جل عليه من نوره يستره عن المخلوقين ثم يقول له عبدي أما علمت أني كنت أشاهد عملك في دار الدنيا ؟ فيقول بلى يا رب ، فيقول الله تعالى عبدي أما سمعت بنقمتي و عذابي لمن عصاني ؟ فيقول بلى يا رب ، فيقول الله تعالى أما سمعت بجزائي و ثوابي لمن أطاعني ؟ فيقول بلى يا رب ، فيقول الله تعالى يا عبدي عصيتني ؟ فيقول يا رب قد كان ذلك ، فيقول الله تعالى عبدي فما ظنك اليوم بي ؟ فيقول يا رب أن تعفو عني ، فيقول الله تعالى عبدي تحققت أني أعفو عنك ؟ فيقول نعم يا رب لأنك رأيتني على المعصية و سترتها علي قال فيقول الله عز و جل قد عفوت عنك و غفرت لك و حققت ظنك ، خذ كتابك بيمينك فما كان فيه من حسنة فقد قبلتها ، و ما كان من سيئة فقد غفرتها لك و أنا الجواد الكريم
إلهنا لولا محبتك للغفران ما أمهلت من يبارزك بالعصيان ، و لولا عفوك و كرمك ما سكنت الجنان
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
اللهم انظر إلينا نظر الرضى ، و أثبتنا في ديوان أهل الصفا ، و نجنا من ديوان أهل الجفا
اللهم حقق بالرجاء آمالنا ، و حسن في جميع الأحوال أعمالنا ، و سهل في بلوغ رضاك سبلنا و خذ إلى الخيرات بنواصينا ، و آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار




 
تارك الجماعة فيصلي وحده من غير عذر
الكبيرة الخامسة و الستون : تارك الجماعة فيصلي وحده من غير عذر
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لقوم يتخلفون عن الجماعة : لقد هممت أن آمر رجل يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجماعة بيوتهم رواه مسلم و قال عليه الصلاة و السلام : لينتهين أقوام عن ودعهم الجماعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين رواه مسلم
و قال صلى الله عليه و سلم : من ترك ثلاث جمع تهاوناً بها طبع الله على قلبه أخرجه أبو داود و النسائي و قال : من ترك الجمعة من غير عذر و لا ضرر كتب منافقاً في ديوان لا يمحى و لا يبدل
و عن حفصة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : رواح الجمعة واجب على كل محتلم أي على كل بالغ
فنسأل الله التوفيق لما يحب و يرضى إنه جواد كريم




 
الإصرار على ترك صلاة الجمعة و الجماعة من غير عذر
الكبيرة السادسة و الستون : الإصرار على ترك صلاة الجمعة و الجماعة من غير عذر
قال الله تعالى : يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة و قد كانوا يدعون إلى السجود و هم سالمون
قال كعب الأحبار : ما نزلت هذه الآية إلا في الذين يتخلفون عن الجماعات
و قال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله : كانوا يسمعون حي على الصلاة حي على الفلاح فلا يجيبون و هم سالمون أصحاء
و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : و الذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب يحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة في الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار و في رواية لمسلم من حديث أبي هريرة : لقد هممت أن آمر فتيتي أن يجمعوا لي حزماً من حطب ثم آتي قوماً يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم و في هذا الحديث الصحيح و الآية التي قبله وعيد شديد لمن يترك صلاة الجماعة من غير عذر فقد روى أبو داود في سننه بإسناد إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من سمع المنادي فلم يمنعه من إتيانه عذر ـ قيل و ما العذر يا رسول الله قال خوف أو مرض ـ لم تقبل منه الصلاة التي صلى يعني في بيته
و روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن رجل يصوم النهار و يقوم الليل و لا يصلي في جماعة و لا يجمع ، فقال : إن مات هذا فهو في النار
و روى مسلم أن رجلاً أعمى جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فرخص له ، فلما ولى دعاه فقال : هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال : نعم ، قال : فأجب و في رواية أبي داود أن ابن أم مكتوم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و قال : يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام و السباع و أنا ضرير البصر فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ؟ قال : نعم قال : فأجب ، فحي هلا و في رواية أنه قال : يا رسول الله إني ضرير شاسع الدار و لي قائد لا يلائمني فهل لي رخصة : و قوله ( فحي هلا ) أي تعال و أقبل
و روى الحاكم في مستدركه على شرط الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر فلا صلاة له قالوا و ما العذر يا رسول الله ؟ قال : خوف أو مرض و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : لعن الله ثلاثة ـ من تقدم قوماً و هم له كارهون ، و امرأة باتت و زوجها عليها ساخط ، و رجلاً سمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لم يجب
قال أبو هريرة : لأن تمتلىء أذن ابن آدم رصاصاً مذاباً خير من أن يسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لا يجيب
و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد ، قيل من جار المسجد ؟ قال : من يسمع الآذان ، قال أيضاً : من سمع النداء فلم يأته لم تجاوز صلاته رأسه إلا من عذر
و قال ابن مسعود رضي الله عنه : من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن ، فإن الله تعالى شرع لنبيكم صلى الله عليه و سلم سنن الهدى ، و إنها من سنن الهدى ، و لو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ، و لو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، و لقد رأيتنا و ما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض و لقد كان الرجل يؤتى به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف ، يعني يتكىء عليهما من ضعفه حرصاً على فضلها و خوفاً من الإثم في تركها
( فصل ) : و فضل صلاة الجماعة عظيم كما في تفسير قوله تعالى : و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إنهم المصلون الصلوات الخمس في الجماعات و في قوله تعالى : و نكتب ما قدموا و آثارهم أي خطاهم
و في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته أحدهما تحط خطيئة و الأخرى ترفع درجة ، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه الذي صلى فيه يقولون : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ما لم يؤذ فيه أو يحدث فيه
و قال صلى الله عليه و سلم : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، و كثرة الخطا إلى المساجد ، و انتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط فذلكم الرباط رواه مسلم




 
الإضرار في الوصية
الكبيرة السابعة و الستون : الإضرار في الوصية
قال الله تعالى : من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار
أي غير مدخل الضرر على الورثة ، و هو أن يوصي بدين ليس عليه يريد بذلك ضرر الورثة فمنع الله منه و قال الله تعالى : وصية من الله و الله عليم حليم
قال ابن عباس : يريد ما أحل الله من فرائضه في الميراث و من يطع الله و رسوله في شأن المواريث يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله قال مجاهد فيما فرض الله من المواريث
و قال عكرمة عن ابن عباس من لم يرض بقسم الله و يتعد ما قال الله يدخله ناراً
و قال الكلبي يعني يكفر بقسمة الله المواريث و يتعدى حدوده استحلالاً يدخله ناراً خالداً فيها و له عذاب مهين و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الرجل أو المرأة ليعمل بطاعة الله ستين سنة ثم يحضرهما الموت فيضاران في الوصية فتجب لهما النار ثم قرأ أبو هريرة هذه الآية من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار رواه أبو داود
و جاء عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : من فر بميراث وارث قطع الله ميراثه من الجنة
و قال عليه الصلاة و السلام : إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث صححه الترمذي




 
المكر و الخديعة
الكبيرة الثامنة و الستون : المكر و الخديعة
قال الله عز و جل : و لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
و قال النبي صلى الله عليه و سلم : المكر و الخديعة في النار
و قال صلى الله عليه و سلم : لا يدخل الجنة خب و لا بخيل و لا منان و قال الله تعالى عن المنافقين : يخادعون الله و هو خادعهم قال الواحدي يعاملون عمل المخادع على خداعهم و ذلك أنهم يعطون نوراً كما يعطى المؤمنون ، فإذا مضوا على الصراط أطفىء نورهم و بقوا في الظلمة
و قال صلى الله عليه و سلم في حديث : و أهل النار خمسة ، و ذكر منهم رجلاً لا يصبح و لا يمسي إلا و هو يخادعك عن أهلك و مالك





 
من جس على المسلمين و دل على عوراتهم
الكبيرة التاسعة و الستون : من جس على المسلمين و دل على عوراتهم
فيه حديث حاطب بن أبي بلتعة و أن عمر أراد قتله بما فعل ، فمنعه رسول الله صلى الله عليه و سلم من قتله لكونه شهد بدراً ، إذا ترتب على جسه وهن على الإسلام و أهله و قتل أو سبي أو نهب أو شيء من ذلك ، فهذا ممن سعى في الأرض فساداً و أهلك الحرث و النسل فيتعين قتله و حق عليه العذاب فنسأل الله العفو و العافية
و بالضرورة يدري كل ذي جس أن النميمة إذا كانت من أكبر المحرمات فنميمة الجاسوس أكبر و أعظم
نعوذ بالله من ذلك و نسأله العفو و العافية ، إنه لطيف خبير جواد كريم





 
سب أحد من الصحابة رضوان الله عليهم
الكبيرة السبعون : سب أحد من الصحابة رضوان الله عليهم
ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يقول الله تعالى : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، و قال صلى الله عليه و سلم : لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه مخرج في الصحيحين
و قال صلى الله عليه و سلم : الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، و من أبغضهم فببغضي أبغضهم ، و من آذاهم فقد آذاني ، و من آذاني فقد آذى الله و من آذى الله أوشك أن يأخذه أخرجه الترمذي ففي هذا الحديث و أمثاله بيان حالة من جعلهم غرضاً بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم و سبهم و افترى عليهم و عابهم كفرهم و اجترأ عليهم
و قوله صلى الله عليه و سلم : ( الله الله ) كلمة تحذير و انذار كما يقول المحذر : النار النار أي احذروا النار ، و قوله : ( لا تتخذوهم غرضاً بعدي ) أي لا تتخذوهم غرضاً للسب و الطعن ، كما يقال : اتخذ فلان غرضاً لسبه أي هدفاً للسب ) و قوله : ( فمن أحبهم فبحبي أحبهم و من أبغضهم فببغضي أبغضهم ) ، فهذا من أجل الفضائل و المناقب لأن محبة الصحابة لكونهم صحبوا رسول الله صلى الله عليه و سلم و نصروه و آمنوا به و عزروه و واسوه بالأنفس و الأموال ، فمن أحبهم فإنما أحب النبي صلى الله عليه و سلم فحب أصحابي النبي صلى الله عليه و سلم عنوان محبتي و بغضهم عنوان بغضه كما جاء في الحديث الصحيح : حب الأنصار من الإيمان و بغضهم من النفاق ، و ما ذاك إلا لسابقتهم و مجاهدتهم أعداء الله بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم و كذلك حب علي رضي الله عنه من الإيمان و بغضه من النفاق ، و إنما يعرف فضائل الصحابة رضي الله عنهم من تدبر أحوالهم و سيرهم و آثارهم في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم و بعد موته من المسابقة إلى الإيمان و المجاهدة للكفار ، و نشر الدين ، و اظهار شعائر الإسلام ، و إعلاء كلمة الله و رسوله ، و تعليم فرائضه و سننه ، و لولاهم ما وصل إلينا من الدين أصل و لا فرع ، و لا علمنا من الفرائض و السنن سنة و لا فرضاً و لا علمنا من الأحاديث و الأخبار شيئاً
فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين و مرق من ملة المسلمين ، لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم و إضمار الحقد فيهم و إنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من ثنائه عليهم ، و ما لرسول الله صلى الله عليه و سلم من ثنائه عليهم و فضائله و مناقبهم و حبهم و لأنهم أرضى الوسائل من المأثور و الوسائط من المنقول و الطعن في الوسائط طعن في الأصل ، و الازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول ، هذا ظاهر لمن تدبره ، و سلم من النفاق و من الزندقة و الإلحاد في عقيدته ، و حسبك ما جاء في الأخبار و الآثار من ذلك كقول النبي صلى الله عليه و سلم : إن الله اختارني و اختار لي أصحاباً ، فجعل لي منهم وزراء و أنصار و أصهار فمن سبهم فعليه لعنة الملائكة و الناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً و لا عدلاً
و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنا نسب ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من سب أصحابي فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين
و عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله اختارني و اختار لي أصحابي و جعل لي أصحاباً و إخواناً و أصهاراً ، و سيجيء قوم بعدهم يعيبونهم و ينقصونهم فلا تواكلوهم و لا تشاربوهم و لا تناكحوهم و لا تصلوا عليهم و لا تصلوا معهم
و عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا ذكر أصحابي فأمسكوا ، و إذا ذكر النجوم فأمسكوا ،و إذا ذكر القدر فأمسكوا قال العلماء : معناه من فحص عن سر القدر في الخلق ، و هو : أي الإمساك علامة الإيمان و التسليم لأمر الله ، و كذلك النجوم و من اعتقد أنها فعالة أو لها تأثير من إرادة الله عز و جل فهو مشرك ، و كذلك من ذم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بشيء وتتبع عثراتهم و ذكر عيباً و أضافه إليهم كان منافقاً بل الواجب على المسلم حب الله و حب رسوله ، و حب ما جاء به ، و حب من يقوم بأمره ، و حب من يأخذ بهديه و يعمل بسنته ، و حب آله و أصحابه و أزواجه و أولاده و غلمانه و خدامه ، و حب من يحبهم و بغض من يبغضهم ، لأن أوثق عرى الإيمان الحب في الله و البغض في الله
قال أيوب السختياني رضي الله عنه : من أحب أبا بكر فقد أقام منار الدين و من أحب عمر فقد أوضح السبيل ، و من أحب عثمان فقد استنار بنور الله ، و من أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى ، و من قال الخير في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد برىء من النفاق
فصل : و أما مناقب الصحابة و فضائلهم فأكثر من أن تذكر ، و أجمعت علماء السنة أن أفضل الصحابة العشرة المشهود لهم ، و أفضل العشرة : أبو بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان ، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أحمعين ، و لا يشك في ذلك إلا مبتدع منافق خبيث
و قد نص النبي صلى الله عليه و سلم في حديث العرباض بن سارية حيث قال : عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، و إياكم و محدثات الأمور الحديث
و الخلفاء الراشدون هم : أبو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم أجمعين و أنزل الله في فضائل أبي بكر رضي الله عنه آيات من القرآن ، قال الله تعالى
و لا يأتل أولو الفضل منكم و السعة أن يؤتوا أولي القربى و المساكين الآية لا خلاف إن ذلك فيه ، فنعته بالفضل رضوان الله عليه و قال تعالى : ثاني اثنين إذ هما في الغار الآية ، لا خلاف أيضاً أن ذلك في أبي بكر رضي الله عنه شهدت له الربوبية بالصحبة ، و بشره بالسكينة ، و حلاه بثاني اثنين كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من يكون أفضل من ثاني اثنين الله ثالثهم ؟ و قال الله تعالى
و الذي جاء بالصدق و صدق به أولئك هم المتقون
قال جعفر الصادق : لا خلاف إن الذي جاء بالصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم و الذي صدق به أبو بكر رضي الله عنه و أي منقبة أبلغ من ذلك فيهم ؟ رضي الله عنهم أجمعين


 
جزاك الله خيرا دريم وجعله في ميزان حسناتك
تقبل مروري
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
Dream
----
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل الخير وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
تسلم الأيادي وبارك الله فيك
دمتـ بحفظ الرحمن
 
رولا

كنزي

خالد

شرفني حضوركم هنا

بوركتم وجزيتم خيراً

احترامي​
 
الوسوم
الكبائر
عودة
أعلى