الى من كانت حبيبتى

خالدالطيب

شخصية هامة

الى من كانت حبيبتى


لأَنِّي دَائِماً بِالْحَقِّ أَشْهَدُ لَوْ عَلَى رَأْسِي
وَأَنَّكِ قَدْ لَعِبْتِ الدَّوْرَ مُمْتَدّاً بِلاَ يَأْسِ
وَمِنْ كَفَّيْكِ كَمْ قَدْ ذُقْتُ طَعْمَ الْغَدْرِ فِي كَأْسِي
فَأَكْتُبُ الاِعْتِرَافَ الآنَ بَيْنَ يَدَيْكِ كَالشَّمْسِ
بِأَنِّي كُنْتُ مَخْدُوعاً... وَأَخْدَعُ دَاخِلِي نَفْسِي!!

رَفَعْتُ عَلَى حُصُونِ الْحُبِّ بَيْنَ يَدَيْكِ رَاَياتِي
وَشَطُّكِ فَوْقَهُ ثَبَّتُّ دُونَ سِوَاهُ مَرْسَاتِي
وَأَبْدَلْتُ الْهَوَى عِنْدِي بِمَاضِي الْكَوْنِ وَالآتِي
وَكُنْتُ كَخَادِمِ الْمِصْبَاحِ أَمْحُو دَاخِلِي ذَاتِي
وَأَخْفِضُ جَبْهَتِي طَوْعاً... وَأَرْجُو عَفْوَ مَوْلاَتِي...

فَكَيْفَ وَكَيْفَ تَاهَ الْقَلْبُ مِنِّي وَانْتَهَى غَدُهُ؟!
وَحُبِّي مِثْلُ نُورِ الشَّمْسِ... قَلْبُكِ كَيْفَ يَجْحَدُهُ؟!
وَكَيْفَ أَعِيشُ مَخْدُوعاً بِزَيْفٍ طَالَ مَوْعِدُهُ؟!
وَكَيْفَ يُجِيبُكِ الْمِصْبَاحُ لَوْ قَدْ مَاتَ سَيِّدُهُ؟!
وَمَنْ سَيُصَافِحُ الدُّنْيَا إِذَا مَا قُطِّعَتْ يَدُهُ؟!

أَنَا الْمَخْدُوعُ مَرَّاتٍ بِوَهْمٍ خِلْتُهُ دُرَّةْ
أَنَا الأَعْمَى الَّذِي سَاوَى ضِيَاءَ الشَّمْسِ بِالْغُرَّةْ
وَخَلَّى قَلْبَهُ لِلْغَدْرِ لَمْ يَشْرَحْ لَهُ ضُرَّهْ
أَنَا الظَّمْآنُ... لَمْ أَشْرَبْ سِوَى مِنْ كَأْسِهَا الْمُرَّةْ
وَصَكُّ الرِّقِّ فِي يَدِهَا... فَكَيْفَ أَظُنُّهَا حُرَّةْ؟!

عُهُودِي عِشْتُ أَحْفَظُهَا... أَهَذَا مَا كَتَبْنَاهُ؟!
وَتَحْتَ (الصِّدْقِ) وَ(الإِخْلاَصِ) كَمْ خَطّاً رَسَمْنَاهُ؟!
فَكَيْفَ ظَنَنْتِ أَنَّ الْخَطَّ يَعْنِي غَيْرَ مَعْنَاهُ؟!
وَأَنَّ (الصِّدْقَ) وَ(الإِخْلاَصَ) جُرْمٌ سَوْفَ نَنْسَاهُ؟!
وَكَيْفَ هَدَمْتِ مَا قَدْ خِلْتُهُ صَرْحاً بَنَيْنَاهُ؟!

فَيَا صَنَماً مِنَ الأَوْهَامِ وَالأَحْلاَمِ كَوَّنْتُهْ
وَفِي مِحْرَابِهِ الْوَهْمِيِّ بِالإِذْعَانِ مَكَّنْتُهْ
وَأَحْرَقْتُ الْبَخُورَ لَهُ وَفِي الأَعْمَاقِ أَسْكَنْتُهْ
وَتَحْتَ السَّيْفِ كَالْقُرْبَانِ نِمْتُ وَمَا تَخَوَّنْتُهْ
فَخُنْتِ الْعَهْدَ يَا وَيْلِي!... وَهَذَا الْعَهْدُ مُا خُنْتُهْ!

فَلاَ لاَ تَفْرَحِي... إِنِّي وَضَعْتُ لِشِقْوَتِي حَدَّا
أَنَا الْبَحْرُ الَّذِي قَدْ صَارَ مُنْذُ الْيَوْمِ مُسْوَدَّا
خُذِي جَزْرِي... فَمُنْذُ الْيَوْمِ مِنِّي لَنْ تَرَيْ مَدَّا
فَلَوْ كَانَ الْهَوَى دِيناً... وَكَانَ الْمَوْتُ لِي
بِكُلِّ الْفَخْرِ أُعْلِنُهَا: أَنَا أَصْبَحْتُ مُرْتَدَّا

 
الوسوم
الى حبيبتى كانت من
عودة
أعلى