لثقافة المسلم : القضاء والقدر سؤال وجواب أهل العلم

بسمه

الاعضاء
لثقافة المسلم :

القضاء والقدر
سؤال وجواب أهل العلم


السؤال:


ما منزلة الصبر في الإسلام ؟ وعلى ماذا يصبر المسلم ؟.

الجواب:

الحمد لله
الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان .. ولا يتم إيمان المسلم حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطؤه .. وما أخطأه لم يكن ليصيبه .. وأن كل شيء بقضاء الله وقدره كما قال سبحانه .. ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) القمر/49 .

الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد . والصبر صفة كريمة .. وعاقبته حميدة . والصابرون يأخذون أجرهم بغير حساب كما قال سبحانه : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر / 10.

وكل ما يقع من المصائب والفتن في الأرض , أو في النفس , أو في المال, أو في الأهل , أو في غير ذلك .. فالله سبحانه قد علمه قبل وقوعه .. وكتبه في اللوح المحفوظ كما قال سبحانه : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ) الحديد/22.

وما يصيب الإنسان من المصائب فهي خير له , علم ذلك أو لم يعلم لأن الله لا يقضي قضاءً إلا هو خير كما قال سبحانه ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) التوبة/51 .

وكل مصيبة تقع فهي بإذن الله ومن يؤمن بالله ولو شاء ما وقعت .. ولكن الله أذن بها وقدرها فوقعت كما قال سبحانه : ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم ) التغابن/11.

وإذا علم العبد أن المصائب كلها إنما بقضاء الله وقدره .. فيجب عليه الإيمان والتسليم والصبر.. والصبر جزاؤه الجنة كما قال سبحانه : ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً ) الإنسان/12.

والدعوة إلى الله رسالة عظيمة .. يتعرض من يقوم بها لكثير من الأذى والمصائب .. لذا أمر الله رسوله بالصبر كغيره من الأنبياء فقال ( فاصبر كما صبر ألوا العزم من الرسل ) الأحقاف/35.

وقد أرشد الله المؤمنين .. إذا حزبهم أمر .. أو وقعت لهم مصيبة أن يستعينوا على ذلك بالصبر , والصلاة , ليكشف الله همهم .. ويُعجل بفرجهم .. ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ) البقرة / 153.

ويجب على المؤمن الصبر على أقدار الله .. والصبر على طاعة الله .. والصبر عن معاص الله .. ومن صبر أعطاه الله الأجر يوم القيامة بغير حساب كما قال سبحانه : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر / 10 .

والمؤمن خاصة مأجور في حال السراء والضراء .. قال عليه الصلاة والسلام .. ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير , وليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن , إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم برقم 2999.

وقد أرشدنا الله إلى ما نقوله عند المصيبة .. وبين أن للصابرين مقاماً كريماً عند ربهم فقال : ( وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) البقرة /155-157 .



من كتاب أصول الدين الإسلامي تأليف الشيخ محمد بن ابراهيم التويجري .​



 
السؤال :

ما الحكمة من خلق الله حيوانات مثل الأفاعي والعقارب والفئران وما إلى ذلك إذا كنا لا نأكلها؟



الجواب:


الحمد لله

الإجابة على هذا السؤال من جانبين عام وخاصّ : أمّا العام : فإنّ المسلم يؤمن بأنّ الله حكيم عليم لا يخلق شيئا عبثا وكلّ أفعاله صادرة عن حكمة ، فإذا خفيت الحكمة من فعل من أفعاله تعالى على المؤمن فإنّه يلوذ بهذا الأصل ولا يُسيء الظنّ بربّه .
- وأما الخاص : فإنّ من الحكم في خلق مثل هذه المخلوقات ظهور إتقان صنعة الله في خلقه وتدبيره عزّ وجلّ في مخلوقاته فعلى كثرتها فإنّه يرزقها جميعا وكذلك فإنّه سبحانه يبتلي بها ويأجر من أصيب بها وتظهر شجاعة من قتلها وكذلك يبتلي بخلقها عباده من جهة إيمانهم ويقينهم فأمّا المؤمن فيرضى ويسلّم وأمّا المرتاب فيقول ماذا أراد الله بهذا الخلق !! وكذلك يظهر ضعف الإنسان وعجزه في تألمه ومرضه بسبب مخلوق هو أدنى منه في الخلقة بكثير ، وقد سئل بعض العلماء عن الحكمة من خلق الذباب فقال : ليذلّ الله به أنوف الجبابرة ، وبوجود المخلوقات الضارة تظهر عظم المنّة من خلق الأشياء النافعة كما قيل : وبضدّها تتبيّن الأشياء . ثمّ قد ظهر بالطبّ والتجربة أنّ عددا من العقاقير النافعة تُستخرج من سمّ الأفاعي وما شاكلها ، فسبحان من جعل في الأمور التي ظاهرها الضرر أمورا نافعة ، ثمّ إنّ كثيرا من هذه الحيوانات الضارّة تكون طعاما لغيرها من الدوابّ النافعة مما يشكّل حلقة في التوازن الموجود في الطبيعة والبيئة التي أحكم الله خلقها .
هذا ويجب أن يعتقد المسلم أنّ كلّ أفعاله تعالى خير وليس في مخلوقاته شرّ محض بل لابدّ أن يكون فيها خير من وجه آخر وإن خفي على بعضنا كخلق إبليس وهو رأس الشرّ . فإنّ خلقه فيه حكم ومصالح منها أن الله يبتلي به خلقه ليتبيّن أهل الطاعة من أهل المعصية وأهل المجاهدة من أهل التفريط فيتميّز أهل الجنة من أهل النار .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا قوة الإيمان والبصيرة في الدّين وصلى الله وسلّم على نبينا محمد .


الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد




 
السؤال:


نقرأ في كثير من آيات القرآن أن الله تعالى يخبر بأنه جعل على قلوب الكافرين أكنة وعلى أبصارهم غشاوة وختم عليها وأنه يصمهم ويعميهم عن الحق ، وقد علمنا – أيضاً – أن الله تعالى لا يجبر أحداً على الكفر ، فما هو توجيه هذه الآيات ؟.

الجواب:

الحمد لله

قال الشيخ الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه - :

فالجواب : أن الله جل وعلا بين في آيات كثيرة من كتابه العظيم أن تلك الموانع التي يجعلها على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ، كالختم والطبع والغشاوة والأكنة ، إنما جعلها عليهم جزاءاً وفاقاً لما بادروا إليه من الكفر وتكذيب الرسل باختيارهم ، فأزاغ الله قلوبهم بالطبع والأكنة ونحو ذلك ، جزاء على كفرهم ، فمن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى : ( بل طبع الله عليها بكفرهم ) النساء/155 ، أي بسبب كفرهم ، وهو نص قرآني صريح في أن كفرهم السابق سبب الطبع على قلوبهم ، وقوله : ( فلما أزاغوا أزاغ الله قلوبهم ) الصف/5 .

وهو دليل واضحٌ أيضاً على سبب إزاغة الله قلوبهم هو زيغهم السابق ، وقوله : ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم ) المنافقون/3 ، وقوله تعالى : ( في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضاً …) البقرة/10 ، وقوله : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ) الأنعام/110 ، وقوله تعالى : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) المطففين/14 ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الطبع على القلوب ومنعها من فهم ما ينفع عقاب من الله على الكفر السابق على ذلك ، وهذا الذي ذكرنا هو وجه رد شبهة الجبرية الذين يتمسكون بها في هذه الآيات المذكورة وأمثالها في القرآن الكريم .

 
السؤال:


أنا شابة كنت أعيش حياة سعيدة مع أنها ليست إسلامية جادة ( أصلي وأصوم وألبس حجاباً لا بأس به )، ومنذ أن تزوجت أصبحت متدينة أكثر والحمد لله وهنا بدأت مشاكلي . كثرة المشاكل تتعبني جداً فأرجو أن تجيب على سؤالي وتنصحني وأرجو كذلك أن تدلني على كتاب يساعدني في البحث عن أجوبة وحتى لو كان بالعربية .
دائماً أفكر وأقول بأنني لم أكن بذلك السوء قبل الزواج بالمقارنة بآخرين كانوا غير متدينين أبداً، ولم أقترف الكثير من الذنوب، فلماذا يحصل لي كل هذا وما هو الحل .

الجواب:

الحمد لله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القائل : ( إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لا يُحِبُّ وَلا يُعْطِي الدِّينَ إِلا لِمَنْ أَحَبَّ فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ ... ) رواه أحمد(3490) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 714 . و بناءً على هذا الحديث فعليكِ أن تحمدي الله حمداً كثيراً على هذه النعمة التي منّ بها عليكِ من الاستقامة على دينه ، واعلمي أن البلاء هو حال هذه الدار التي هي دار بلاء وامتحان ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء/35 ، وحال المسلم مع كل بلاء هي حال الموقن بأن الله لن يقدِّر عليه إلا ما فيه الخير في دينه وفي دنياه ، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) رواه مسلم (2999)

وكل ما ذكرتيه أيتها الأخت السائلة هو داخل في هذا الابتلاء بما لا يريده الإنسان والواجب عليك فيه الصبر وأن تعلمي أن كل هذا من عند الله لخيرٍ يريده بك .

وليست الاستقامة على أمر الله هي السبب فيما أصابك من بلاء ؛ لأن من المتقرر شرعا أن الاستقامة هي سبب السعادة وأن ضدها هو سبب التعاسة قال تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) النحل/97 ، وقال سبحانه ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ) طه 123 ،124 فالإيمان سبب السعادة الحقة في الدارين والإعراض عن ذكر الله سبب التعاسة والضيق ، وحقيقة السعادة في القلب فلا ينافيها ما يحصل للمؤمن من ابتلاءات ، بل إن الابتلاء الدنيوي قد حصل للأنبياء أيضاً كما في الحديث " إِنَّ مِنْ أَشَدّ النَّاس بَلاء الأَنْبِيَاء , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ " أحمد 26539 ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1165, وفي رواية" يُبْتَلَى الرَّجُل عَلَى حَسَب دِينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه حَتَّى يَمْشِي عَلَى الأَرْض وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَة " أَخْرَجَهُ ابن ماجه4013 و صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 3249. وكما تقدم في الحديث الأول فإن السعة والضيق في أمور الدنيا لا تتوقف على دين الشخص .

و الذي نوصيك به أيتها الأخت : مجاهدة النفس على الصبر ، وإبعاد الخواطر الفاسدة والظن السيئ بالله تعالى ، وعدم الضعف في الاستقامة بسبب هذه الظنون ، ومن أهم الوسائل المعينة على هذا الدعاء بل قد يكون البلاء سبباً لكثرة دعاء الإنسان لربه فيفتح له بذلك خيرات كثيرة ، واختاري من الأدعية ما يناسب تفريج البلاء من القرآن والسنة كدعاء أيوب ( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) الأنبياء/83

، وكوني موقنة بالإجابة ولا تعجلي فإن الله تعالى أرحم بعبده من الوالدة بولدها ، واحرصي على تحصين نفسك بالأذكار الشرعية .

ومن الأمور المُعينة على الصبر القراءة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وما مر عليه من البلاء والشدة وكذلك التأمل في أجور الصابرين في الدنيا والآخرة ومن الكتب المفيدة في هذا كتاب عدة الصابرين لابن القيم رحمه الله .

نسأل الله تعالى لك الصبر وثبوت الأجر ، والشفاء لك ولولدك ، وأن يعود حالك مع زوجك وأهلك إلى خير حال ، وأن يثبتنا وإياك على طريق الحق .



الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
 
السؤال :

بعض الصوفية يقول بترك الأخذ بالأسباب ، بحجة التوكل على الله والتسليم لقضائه وقدره ، فهل هذا الكلام صحيح ، وما هو المذهب الصحيح ؟.



الجواب :

الحمد لله

هذا الأمر مما عمت به البلوى ، واشتدت به المحنة ، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الأمة .

فأمة الإسلام مرت بأزمات كثيرة ، وفترات عسيرة ، وكانت تخرج منها بالتفكير المستنير ، والنظرة الثاقبة ، والتصور الصحيح ، فتبحث في الأسباب والمسببات ، وتنظر في العواقب والمقدمات ، ثم بعد ذلك تأخذ بالأسباب ، وتلج البيوت من الأبواب ، فتجتاز - بأمر الله - تلك الأزمات ، وتخرج من تلك النكبات ، فتعود لها عزتها ، ويرجع لها سالف مجدها ، هكذا كانت أمة الإسلام في عصورها الزاهية .

أما في هذه العصور المتأخرة التي غشت فيها غواشي الجهل ، وعصفت فيها أعاصير الإلحاد والتغريب ، وشاعت فيها البدع والضلالات ، فقد اختلط هذا الأمر على كثير من المسلمين ، فجعلوا من الإيمان بالقضاء والقدر تكأة للإخلاد في الأرض ، ومسوغاً لترك الحزم والجد والتفكير في معالي الأمور ، وسبل العزة والفلاح ، فآثروا ركوب السهل الوطيء الوبيء على ركوب الصعب الأشق المريء .

فكان المخرج لهم أن يتكل المرء على القدر ، وأن الله هو الفعال لما يريد ، وأن ما شاءه كان وما لم يشأه لم يكن ، فلتمض إرادته ، ولتكن مشيئئته ، وليجر قضاءه وقدره ، فلا حول لنا ولا طول ، ولا يد لنا في ذلك كله .

هكذا بكل يسر وسهولة ، استسلام للأقدار دون منازعة لها في فعل الأسباب المشروعة والمباحة .

فلا أمر بالمعروف ، ولا نهي عن المنكر ، ولا جهاد لأعداء الله ، ولا حرص على نشر العلم ورفع الجهل ، ولا محاربة للأفكار الهدامة والمبادئ المضللة ، كل ذلك بحجة أن الله شاء ذلك !

والحقيقة أن هذه مصيبة كبرى ، وضلالة عظمى ، أدت بالأمة إلى هوة سحيقة من التخلف والانحطاط ، وسببت لها تسلط الأعداء ، وجرت عليها ويلات إثر ويلات .

وإلا فالأخذ بالأسباب لا ينافي الإيمان بالقدر ، بل إنه من تمامه ، فالله عز وجل أراد بنا أشياء ، وأراد منا أشياء ، فما أراده بنا طواه عنا ، وما أراده منا أمرنا بالقيام به ، فقد أراد منا حمل الدعوة إلى الكفار وإن كان يعلم أنهم لن يؤمنوا ، وأراد منا قتالهم وإن كان يعلم أننا سُنهزم أمامهم ، وأراد منا أن نكون أمة واحدة وإن كان يعلم أننا سنتفرق ونختلف ، وأراد منا أن نكون أشداء على الكفار رحماء بيننا وإن كان يعلم أن بأسنا سيكون بيننا شديداً وهكذا ...

فالخلط بين ما أريد بنا وما أريد منا هو الذي يُلبس الأمر ، ويوقع في المحذور .

صحيح أن الله عز وجل هو الفعال لما يريد ، الخالق لكل شيء ، الذي بيده ملكوت كل شيء ، الذي له مقاليد السموات والأرض ، ولكنه تبارك وتعلى جعل لهذا الكون نواميس يسير عليها ، وقوانين ينتظم بها ، وإن كان هو عز وجل قادراًَ على خرق هذه النواميس وتلك القوانين ، وإن كان أيضاً لا يخرقها لكل أحد .

فالإيمان بأن الله قادر على نصر المؤمنين على الكافرين - لا يعني أنه سينصر المؤمنين وهم قاعدون عن الأخذ بالأسباب ، لأن النصر بدون الأخذ بالأسباب مستحيل ، وقدرة الله لا تتعلق بالمستحيل ولأنه منافٍ لحكمة الله ، وقدرته عز وجل متعلقة بحكمته .

فكون الله قادراً على الشيء لا يعني أن الفرد أو الجماعة أو الأمة قادرة عليه ، فقدرة الله صفة خاصة به ، وقدرة العبد صفة خاصة به ـ فالخلط بين قدرة الله والإيمان بها وقدرة العبد وقيامه بما أمره الله به هو الذي يحمل على القعود ، وهو الذي يخدر الأمم والشعوب .

وهذا ما لاحظه وألمح إليه أحد المستشرقين الألمان فقال وهو يؤرخ لحال المسلمين في عصورهم المتأخرة : ( طبيعة المسلم التسليم لإرادة الله ، والرضا بقضائه وقدره ، والخضوع بكل ما يملك للواحد القهار )

وكان لهذه الطاعة أُثران مختلفان ؛ ففي العصر الإسلامي الأول لعبت دوراً كبيراً في الحروب ، وحققت نصراً متواصلاً ، لأنها دفعت في الجندي روح الفداء .

وفي العصور المتأخرة كانت سبباً في الجمود الذي خيم على العالم الإسلامي ، فقذف به إلى الإنحدار ، وعزله وطواه عن تيار الأحداث العالمية . العلمانية للشيخ سفر الحوالي نقلاً عن باول شمتز في كتابه الإسلام قوة الغد العالمية ص 87



من كتاب الإيمان بالقضاء والقدر لـ محمد بن إبراهيم الحمد ص 144.
 
السؤال:


صديقتي غير مسلمة ، وكنت أحاول مساعدتها كي تتعرف على الدين الحقيقي ، ومن بين الأسئلة التي طرحتها علي هذا السؤال :
"أفهم الاعتقاد بأن الله يختبر ، وكي أستخدم مثالك ، فالأم التي ترمي بطفلها في صندوق النفايات ، لأنها لم تكن تريده ، فإنها تكون قد أخفقت في اختبار الحب بشكل مخز . وكذلك المرأة التي كان عندها الكثير من الحب والشوق لأن يكون عندها طفل ، ثم سرقت طفلا كي تشبع رغبتها . فإنها تكون أيضا قد أخفقت في اختبارها بسبب الطريق الخاطئة التي مكنتها الحصول على طفل . أنا لا أطرح أسئلتي بخصوص الكبار الذين ارتكبوا أخطاء . لكني أسأل عن الأساس المنطقي المتعلق بالأطفال . وبعبارة أخرى ، هل كان الله يختبر الصغير لأنه سمح لوالدته أن ترميه في صندوق النفايات ؟ أي نوع من الاختبارات هذا ؟ هل الصغير الذي يؤذيه والداه جسديا يُختبر ؟ أي نوع من الاختبارات هذا ؟ على ماذا يُختبر الطفل ؟ كم من الآلام يستطيع أن يتحمله الطفل ؟ لذلك، فأسئلتي تتعلق بالأبرياء – وليس بالمذنبين . لماذا يسمح الله لهؤلاء الأبرياء أن يتعرضوا للأذى في جميع أنحاء العالم ؟؟ أنا لا أستطيع فهم ذلك" .

الجواب:

الحمد لله

الحمد لله المحمود بكل لسان ، المعبود في كل زمان ، الذي لا يخلو من علمه مكان ، ولا يُشغله شأن عن شأن ، جلَّ عن الأشباه والأنداد ، وتنزه عن الصاحبة والأولاد ، ونفذ حكمه في جميع العباد ، { ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير } .

والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين ، وحجةً للناس أجمعين ، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ، وجاهد في الله حق الجهاد ، حتى تركنا على محجةٍ بيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ... وبعد :

ـ فيجب أن نعلم يا أخي أن أي مؤمن بوجود الله ، وكونه ربا خالقا ولو كان هذا المؤمن بوجود الرب من غير المسلمين ، يعلم أن هذا الرب يتميز عن خلقه من جميع الوجوه فليس هناك مجال للمشابهة والمقارنة بينه وبين خلقه ولذا يقول الله تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) الشورى/11 .

ـ وإذا كان المالك للشيء في الدنيا يتصرف فيه كيف شاء دون أن يحاسبه الخلق على ذلك لأن هذا الشيء هو ملكه ؛ فإن الله الخالق الذي ليس كمثله شيء له أن يتصرف في ملكه كيف يشاء ، ونوقن نحن المسلمين أن ربنا الذي خلقنا له الحكمة البالغة التي لايمكن أن يتطرق إليها أدنى نقص بأي وجه من الوجوه ،بل وكل مؤمن بوجود الرب وقد رضي به ربا يلزمه أن يؤمن بذلك وإلا فهو يؤمن برب ناقص ومعلوم عند من له أدنى عقل وإيمان أن الرب لا يمكن أن يكون ربا حتى يكون كاملا من كل وجه بعيدا عن أي نقص ، وإلا فهو ليس برب على الحقيقة . ونحن بدورنا ولأننا خلق من خلق الله ، لايمكن أن نصل إلى إدراك شيء يسير من حكمته إلا بعد تعليمه لنا فما علّمناه من حِكم أفعاله فهمناه ، و صدقناه . وما كتمه عنا مما اختص بعلمه آمنا به وعلمنا أنه لا يفعل شيئا إلا لحكمة عظيمة ،لأنه هو الحكيم العليم ، ولايمكن بحال أن يتطرق إلى قلوبنا احتمال أن نحاسبه على ما يفعل في ملكه وخلقه ، وإلا فقد تعدينا على مقام الربوبية وتعدينا طورنا وزعمنا أن بإمكاننا أن نعلم ما يعلمه سبحانه ، وهذا لايمكن أن يقوله إلا ملحد لايؤمن بوجود رب أصلا ـ نعوذ بالله من ذلك ـ .

ـ وإذا كنا نقر لأهل التخصص في تخصصهم وهم من البشر دون أن نناقشهم في ذلك كالأطباء والمهندسين وغيرهم ، وذلك لأن مستوانا التعليمي لا يسمح لنا بفهم كل ما يذكرونه ، فلأن نقر للعليم الذي لا يغيب عن علمه شيء بأن ما يتصرف به في شؤون خلقه ونحن لا نفهمه أنه هو الحكمة والصواب ولاشك ؛ من باب أولى وأحرى .

ـ إننا نحن البشر نعد من الحكمة أحيانا أن نفعل بعض الأمور المكروهة لنا لما فيها من الفائدة ولو لم نفعلها لأصبحنا متهمين بنقص الحكمة والعقل ، فمثلا المريض الذي يخاف على نفسه الهلاك ويعلم أن شفاءه بإذن الله إذا شرب هذا الدواء ، فإن الحكمة هي أن يشرب ذلك الدواء ولو كان مُراً ، ولو لم يشربه لعد تقصيرا منه ونقصا في عقله ، وهكذا في أمور كثيرة في حياتنا نفعلها ونحن لها كارهون لما يترتب عليها من المصالح .

ولله عز وجل المثل الأعلى ، وليس هناك مجال لقياسه على خلقه ، فهو يفعل سبحانه في ملكه بعض ما يبغضه لما يترتب على ذلك من الحكم العظيمة ؛ التي نعجز عن إدراكها أو كثير منها ، وقد تتضح لنا بعض الحكم اليسيرة ، وذلك من رحمة الله بعباده المؤمنين أن يريهم بعض حكمه في الدنيا لتطمئن قلوبهم ، فمثلا لو أردنا أن نلتمس بعض ما يمكن أن نفهمه من بعض الحكم من خلق الله للصبي ثم وفاته بعد ذلك ، فربما لو عاش هذا الصبي لارتكب الموبقات والمعاصي العظيمة ، فأوجب له ذلك الخلود في النار أو دخولها مدة طويلة ، أو إغواء غيره كأبويه كحال الغلام الذي قتله الخضر في قصته مع موسى عليه السلام ( وهي في سورة الكهف ) .

كما أنه ربما لو عاش هذا الصبي لتعرض لمتاعب كثيرة يكون الموت بالنسبة لها رحمة من الله .

وأيضا فلو خلقه معاقا مثلا فربما منعته هذه الإعاقة عن كثير من المعاصي التي لولاها لفعل هذه المعاصي فعوقب عليها يوم القيامة .

ـ كما أنه ليس بالضرورة أن يكون كل مرض أو إعاقة عقوبة ، بل قد تكون امتحانا لوالديه ، فيكفرالله عنهم من سيئا تهما ، أو يرفع في درجاتهما في الجنة إذا صبرا على هذا البلاء ، ثم إذا كبر هذا الصبي يمتد الامتحان له ، فإن صبر مع الإيمان فقد أعد الله للصابرين أجرا عظيما لايمكن أن يقدر ولا يحسب ، فقال سبحانه ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب) الزمر/10 ، ونحن المسلمين لا تنتهي حياتنا بوفاتنا بل نحن نؤمن أن وراء الموت جنة ونارا ، هي التي فيها الحياة الحقيقية ، فأهل الخير يجدون جزاء ما عملوه من الخير في الدنيا بانتظارهم عند الله ، وأهل الشر كذلك ، فلا يمكن أن يستوي الطيب والخبيث ، وهكذا فمن ابتلي وصبر لايمكن أن يضيع هذا الصبر عند الله ، بل ربما يتمنى الذي لم يصب في الدنيا بمثل مصيبته أن يكون قد أصيب بمثل مصابه لما يرى له من المكانة العظيمة . والأدلة على هذا كثيرة في الكتاب والسنة فمنها :

قوله سبحانه ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) البقرة/155 .

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " رواه مسلم 2999

وبهذا يتبين لك أن المصائب التي تجري على الأبرياء في نظرنا ، بل وعلى جميع الناس ليس بالضرورة أن تكون عقوبة ؛ بل قد تكون رحمة من الله لكن لأن عقولنا قاصرة فإننا في كثير من الأحيان نعجز عن فهم حكمة الله في ذلك ، فإما أن نكون مؤمنين بأن الله أعدل منا وأحكم وأعلم وأرحم بخلقه ، فنسلّم له ، ونرضى ونحن مقرين بعجزنا لمعرفتنا بحقيقة أنفسنا ، وإما أن نتبجح بعقولنا القاصرة ونغتر بأنفسنا الضعيفة ونأبى إلا محاسبة الله والاعتراض عليه ، وهذا لا يمكن أن يخطر بقلب أي مؤمن بوجود ربٍ خالقٍ مالك حكيم كامل من كل وجه . ولو فعلنا فقد عرضنا أنفسنا لغضب الله ومقته، ولن يضر الله شيئا .

ولذا فقد نبه الله على ذلك بقوله سبحانه: ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) الأنبياء/23

ـ كما أن من ضعف الإنسان وقصر نظره ؛أن يقتصر على رؤية المصائب ولا يتفطن لما فيها من الفوائد ، ولا ينظر في بقية النعم الأخرى له وفيما حوله ، فنِعم الله على بني البشر لا تقارن بمقدار ما يصيبهم به من المصائب .ولو كان هناك إنسانٌ كثير الإحسان ولكنه لا يحسن أحياناً فإن نسيان إحسانه يعد من الجحود والنكران ، فكيف بالله سبحانه وله المثل الأعلى ، فكل تصرفاته في الكون هي خير ولا يمكن أن تكون شراً من جميع الوجوه.

وأيضاً فإن الأنبياء والرسل هم أحب الخلق إلى الله ومع ذلك فهم أشد الناس بلاء وأكثرهم مصائب ، فلماذا ؟ ليس عقوبة لهم ولا لهوانهم على ربهم ، ولكن لأن الله يحبهم فقد ادخر لهم كامل الأجر ليستوفوه في الجنة و كتب عليهم هذه المصائب ليزيدهم رفعة ودرجة. فهو سبحانه يفعل ما شاء كيف شاء متى شاء لا معقب لحكمه ولا راد لأمره وهو الحكيم العليم . والله أعلى وأعلم وأحكم .



الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
 
السؤال :

لماذا خلق الله عز وجل أناساً معوقين ذهنياً؟.

الجواب :


الحمد لله


إن من أصول الدين الإيمان بحكمة الرب سبحانه وتعالى في خلقه وأمره ، وفي قدره وشرعه ، بمعنى أنه لا يخلق شيئا عبثا ، ولا يشرع ما لا مصلحة فيه للعباد ، فكل ما في الوجود فهو بقدرته ومشيئته ، قال تعالى : ( الله خالق كل شيء ) . وقد اقتضت حكمته البالغة خلق الأضداد ، فخلق الملائكة والشياطين ، والليل والنهار ، والطيب والخبيث ، والحسن والقبيح ، وخلق الخير والشر ، وفاضل وفاوت بين العباد في أبدانهم وفي عقولهم ، وفي قواهم ، فجعل منهم الغني والفقير ، والسليم والسقيم ، والعاقل وغير العاقل . ومن حكمة الله في خلقه أن يبتليهم ويبتلي بعضهم ببعض ، ليتبين من يشكره ومن يكفره ، قال تعالى : ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ... إلى قوله تعالى إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) . وقال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) .


فالمؤمن المعافى إذا شاهد المعوقين عرف نعمة الله عليه فشكره على إنعامه ، وسأله العافية ، وعلم أن الله على كل شيء قدير .


والعباد عاجزون عن الإحاطة بحكمته ، لايسئل عما يفعل وهم يسألون سبحانه وتعالى ، فما علمت أيها المسلم من حكمة ربك فآمن به ، وما عجزت عنه فسلّم فيه لربك وقل : الله أعلم وأحكم ، لاعلم لنا إلا ماعلمتنا وهو العليم الحكيم .




الشيخ عبد الرحمن البراك




 
السؤال


قال الله تعالى "من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له " و بناء عليه فإننا مهما التزمنا فلن نهتدى إلا إذا أراد الله . فلماذا نحاسب على ما ليس لنا فيه تصرف؟ . و بما أننا خلقنا على قدرات و نفوس مختلفة فكيف لى أن أطلب من سيارة أقصى سرعة لها 200 أن تتساوى مع سيارة سرعتها 500 . فما دمنا لسنا مثل بعض فى القدرات فلماذا الواجبات واحدة.
و ما دامت القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء . فالناتج أن الأمر كله ليس لنا شأن به . فربما أكون ملتزما و أعمل كل الواجبات ثم يقلب الله قلبى فانقلب دون ذنب منى؟ . أرجو الأفادة بالأدلة و المنطقيات وجزاكم الله خيراً


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فالواجب على المسلم أن يعتقد أن الله تعالى يفعل ما يشاء ويختار، ويحكم لا معقب ‏لحكمه، كما قال: ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ).[الأنبياء:23]‏
والله عز وجل عدل لا يظلم أحداً من خلقه مثقال ذرة ( وما ربك بظلام للعبيد ) ‏‏[فصلت:46] (إن الله لا يظلم مثقال ذرة ).[النساء:40]‏
وأن يعتقد أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، كما قال سبحانه وتعالى: ( من يهد ‏الله فهو المهتدي، ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون) [الأعراف: 187] وقوله تعالى: ‏‏(ومن يضلل فلا هادي له) [الأعراف:168] وغير ذلك من الآيات. لكن الله سبحانه ‏وتعالى لا يحاسب العبد إلا على فعله وكسبه وتصرفه. فقد أعطاه عقلاً وسمعاً وإدراكاً ‏وإرادة ليعرف الخير من الشر، والضار من النافع، قال تعالى: ( لمن شاء منكم أن يستقيم) ‏‏[التكوير:28] وقال: سبحانه: ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) ‏‏[الشمس:9-10] ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً) [الإنسان:3] وبذلك ‏تعلقت التكاليف الشرعية به من الأمر والنهي، واستحق الثواب على الطاعة، والعقاب ‏على المعصية.‏
فقولك (فلماذا نحاسب على ما ليس لنا فيه تصرف) خطأ ظاهر، فإن كل عاقل يدرك أنه ‏فاعل بالاختيار، يأتي المعصية باختياره وإرادته ، كما يقوم بالطاعة بإرادته واختياره، وعلم ‏الله السابق بحال هذا الإنسان ومصيره لا يعني أن الإنسان مجبور على سلوك طريق معين، ‏بل قد جعل الله له الاختيار. ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).[الكهف:29]‏
وأما قولك ( وبما أننا خلقنا على قدرات ونفوس مختلفة….فلماذا الواجبات واحدة).‏
فجوابه: أن الشريعة لا تساوي بين الناس في التكاليف والواجبات، فأهل الأعذار لهم من ‏الأحكام ما يناسبهم، كما أن لأهل القدرة ما يناسبهم،ولهذا شرع التيمم، والمسح على ‏الخفين، وقصر الصلاة، والصلاة قاعداً ومستلقياً، والفطر في الصوم، والحج عن الغير، وغير ‏ذلك من الأحكام المعلومة التي تراعي حال الكبير والمريض والعاجز.‏
وأما الفروق الحاصلة بين الناس في الهمة والإرادة والعزيمة، فهذه راجعة إليهم، وهم ‏مطالبون بترقيتها وتنميتها، ويتفضل الله على من يشاء من عباده بمزيد إحسانه وتوفيقه، لا ‏سيما لمن أقبل عليه وأخذ بأسباب الهداية قال تعالى: ( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى) ‏‏[مريم:76] وقال سبحانه: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).[العنكبوت:69]‏
وأما قولك ( وما دامت القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فالناتج ‏أن الأمر ليس لنا فيه شأن به) جوابه: أنك مطالب بالعمل الذي هو راجع لاختيارك ‏وإرادتك - كما سبق- ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حيث قالوا: فيم ‏العمل؟ " عملوا فكل ميسر لما خلقه" متفق عليه.‏
فلا أعجب في هذا الإنسان الذي يدع ما أمر به، وهو في مقدرته، ويجادل في شيء غائب ‏عنه، لم يطلب منه البحث فيه، وهو يرى الناس من حوله يجتهدون ويحصلون ويفوزون ‏بالدرجات.‏
وقولك ( فربما أكون ملتزماً وأعمل كل الواجبات ثم يقلب الله قلبي، فأنقلب دون ذنب ‏منى) فإن الله تعالى ( لا يضيع أجر من أحسن عملاً ) وما هو بظلام للعبيد، وهو يحب ‏المحسنين، وهو عند ظن عبده به، وهو أرحم بعبده من الوالدة بولدها.‏
ولهذا تكون سوء الخاتمة -عياذاً بالله من ذلك- لأهل التفريط والتقصير، أو لأهل الاجتهاد ‏المدخول الذي صاحبه رياء وسمعة، فهو محسن فيما يبدو للناس، لكن الله أعلم بنيته وقلبه.‏
فالواجب على السائل أن يحسن الظن بالله تعالى، وأن يعلم أن الله لا يظلم مثقال ذرة، ‏وأنه هو الغفور الرحيم الكريم الجواد، يسبغ على عباده ألوان النعم رغم تقصيرهم ‏وعصيانهم، بل مع كفرهم وطغيانهم.‏
وعليك أن تشتغل بما ينفعك، وأن تدأب في تحصيل الطاعة لتفوز مع الفائزين، فإن اليوم ‏عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، وكن متشبها بأصحاب النبي صلى الله عليه ‏وسلم ورضي الله عنهم، لم يكن معرفتهم بالقدر وسبق القلم، وآيات الهداية والإضلال ‏موجباً لقعودهم عن الأعمال، بل دفهم ذلك إلى بذل ما في وسعهم رضي الله عنهم، ‏فهنيئاً لهم، ونسأل الله أن يلحقنا وإياك بهم، وأن يدخلنا في زمرتهم.‏
والله أعلم.‏

الإجابة
مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
 
السؤال:


لماذا يثقل الله على المؤمنين الذي يكثرون العبادة بالأمراض والبلايا في حين أن العصاة يتمتعون بكل مطايب الحياة ؟.

الجواب:

الحمد لله

هذا السؤال يَرِد على وجهين أحدهما اعتراض والثاني استرشاد ، فأما وقوعه على سبيل الاعتراض فإن دليل على جهل السائل ، فإنّ حكمة الله سبحانه وتعالى أعظم من أن تبلغها عقولنا والله عز وجل يقول : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )

فهذه الروح التي هي بين جنبينا والتي هي مادة حياتنا نحن لا نعرفها وقد عجز النظار والفلاسفة والمتكلمون عن تحديدها وكيفيتها ، فإذا كانت هذه الروح التي هي أقرب مخلوق إلينا لا نعلم منها إلا ما وُصف في الكتاب والسنة فما بالك بما وراء هذا ؟ فالله عز وجل أحكم وأعظم وأجل وأقدر ، فعلينا أن نسلم بقضائه تسليماً تاماً : قضائه الكوني وقضائه القدري ، لأننا عاجزون عن إدراك غايات حكمته سبحانه وتعالى ، وعليه فالجواب عن هذا الوجه من السؤال أن نقول : الله أعلم وأحكم وأقدر وأعظم .

وأما الوجه الثاني وهو سؤال استرشاد فإننا نقول لهذا السائل : المؤمن يبتلى وابتلاء الله له بما يؤذيه له فائدتان عظيمتان :

الفائدة الأولى اختبار هذا الرجل في إيمانه . هل إيمانه صادق أو متزعزع ، فالمؤمن الصادق في إيمانه يصبر لقضاء الله وقدره ، ويحتسب الأجر منه وحينئذ يهون عليه الأمر ، ويذكر عن بعض العابدات أنه أصيب أصبعها بقطع أو جرح ولكنها لم تتألم ولم تظهر التضجر فقيل لها في ذلك فقالت : إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها ، والمؤمن يحتسب الأجر من الله تعالى ويسلم تسليماً . وهذه فائدة .

أما الفائدة الثانية : فإن الله سبحانه أثنى على الصابرين ثناءً كبيراً وأخبر أنه معهم وأنه يوفيهم أجرهم بغير حساب ، والصبر درجة عالية لا ينالها إلا من أبتُلي بالأمور التي يُصبر عليها فإذا صبر نال هذه الدرجة العالية التي فيها هذا الأجر الكثير ، فيكون ابتلاء الله للمؤمنين بما يؤذيهم من أجل أن ينالوا درجة الصابرين ، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أعظم الناس إيماناً واتقاهم لله وأخشاهم لله كان يوعك كما يوعك الرجلان وشُدد عليه صلى الله عليه وسلم عند النزع كل ذلك لأجل أن تتم له منزلة الصبر فإنه عليه الصلاة والسلام أصبر الصابرين ، ومن هذا يتبين لك الحكمة من كون الله سبحانه وتعالى يبتلي المؤمن بمثل هذه المصائب ، أما كونه يعطي العصاة والفساق والفجار والكفار العافية والرزق يدره عليهم فهذا استدراج منه سبحانه وتعالى لهم ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر . فهم يُعطون هذه الطيبات لتُعجل لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا ، ويوم القيامة ينالون ما يستحقونه من جزاء ، قال الله تعالى : ( ويوم يُعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ) فالحاصل أن هذه الدنيا هي للكفار يُستدرجون بها وهم إذا انتقلوا إلى الآخرة من هذه الحياة الدنيا التي نعموا بها وجدوا العذاب والعياذ بالله ، فإنه يكون العذاب أشد عليهم لأنهم يجدون في العذاب النكال والعقوبة ، ولأنه مع فوات محبوبهم من الدنيا ونعيمهم وترفهم ، وهذه فائدة ثالثة يمكن أن نضيفها إلى الفائدتين السابقتين فيما سينال المؤمن من الأذى والأمراض ، فالمؤمن ينتقل من دار خير من هذه الدنيا فيكون قد انتقل من أمر يؤذيه ويؤلمه إلى أمر يسره ويفرحه ، فيكون فرحه بما قدم عليه من النعيم مضاعفاً لأنه حصل به النعيم وفات عنه ما يجري من الآلام والمصائب .



من فتاوى الشيخ ابن عثيمين في كتاب فتاوى إسلامية 1/83.​



 
السؤال :

إذا كان الله سبحانه وتعالى قضى على الإنسان بشيء فكيف يرد الدعاء ذلك القضاء ؟


المفتي : سفر الحوالي


الاجابة :

الجمع بين هذا وذاك بإيجاز: نحن الحقيقة لا نريد أن نطيل عليكم لكن أيضاً لا نريد أن نقوم ولكم بعض الأسئلة التي ما جئنا إن شاء الله إلا لنحاول أن نعطيكم من القليل –البضاعة المزجاة- التي عندنا.

فما نريد ايضاً أن نبخل عليكم بشيء، لكن في نفس الوقت ما نريد أن نمللكم. فالجمع بإيجاز أنه إما أن يُقال إن الله سبحانه وتعالى كما قال: "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمُّ الكتاب" فأم الكتاب عند الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ لا تغيير فيها ولا تبديل. ولكن هناك كما تعلمون هناك تقدير يقدره الله عز وجل تقدير سنوي حولي في السنة ليلة القدر. وهناك تقدير عمري كل إنسان يُقدر له في عمره إذا نفخ الملك فيه الروح هذا يُقدر له أموره. وهناك التقدير الكوني الذي هو ما في اللوح المحفوظ. فيجوز أنه يكون في التقدير العمري أو التقدير الحولي أو اليومي الذي الله سبحانه وتعالى يقدره يومياً أن يكون فيه ما هو أمر معلق ولكنه في اللوح المحفوظ ثابت. كيف الأمر المعلق؟ المعلق إن فعل يعني إن دعا.. إن دعا الله عز وجل وإلا يُبتلى بمرض. كالتقدير الحولي، أو العمري أو اليومي.

لكن في التقدير الكوني أنه لا بد إما أنه مكتوب أنه يدعو فينجو من المرض مثلاً أو لا يدعو فيصيبه المرض فيكون هذا حافزاً لنا نحن. هذه يا إخواني هي العبرة.. هذا هو الأصل أن يكون حافزاً لنا أن ندعو الله سبحانه وتعالى. هل نحن نعلم القضاء؟ نعلم أن الله قدر علينا شر؟ ما نعلم أصلاً ما نعلم. لكن لما ندعو، ندعو الله سبحانه وتعالى ونستيقن أن هذا الدعاء بإذن الله سيصرف الله تعالى عنا به شيئاً من الشر أو يجد لنا شيئاً من الخير أو يدخره لنا عنده. إما أن يحقق لنا ما دعونا أو يعطينا مثله أو غيره أفضل منه أو يدخره لنا في الجنة.

والوجه الثاني يبين ذلك، وهو أن الدعاء سبب من الأسباب ... الدعاء سبب من الأسباب. أنت تخشى أن تقع في مثلاً مصيبة –عافانا الله وإياكم- مثلاً أنك لو سرت مشيت في آخر الليل سهران ممكن يقع لك حادث ممكن يعني ممكن تقع يتوقع ذلك. إيش العمل؟

تقول: ما أسوق وأنا سهران. هذا سبب، تتخذ السبب تنجو بإذن الله.

أمامك سيل قضى الله عز وجل أن الإنسان إذا وقع في السيل وما يريد السباحة- يعني بحسب ما نرى نحن ولّا ما نعلم الغيب- إنه غالباً ما يغرق –سيل عميق أو بحر عميق- يغرق يموت. أنا أتخذ السبب وهو إيش؟ أنني أتعلم السباحة فأنا اتخذت سبباً من الأسباب.

فالدعاء سبب من الأسباب المشروعة شرعها الله سبحانه وتعالى لنا فنتخذه لندرأ به ما نتوقعه من الشرور فإن لله عز وجل أقدار تمشي وفق السنن المعروفة لدينا. فنحن نعلم من السنة الربانية –وكل إنسان يعلم هذا- أنه كثير من الناس دعوا الله عز وجل فجنبهم الله سبحانه وتعالى مصائب حاقت بمن حولهم. وهذا إن شاء الله بفضل دعائهم لله عز وجل. بل حتى المشركين إذا دعوا الله في البحر ينجيهم نتيجة الإخلاص. إذن الدعاء مجرب.. الدعاء سبب واضح مجرب يدفع بعض ما يقتضي في حسِّنا الإنساني البشري وفي علمنا البشري ما يقتضي وقوع الشر ووقوع المصيبة التي قد تكون مكتوبة عند الله أنها تقع أو لا تقع.. لا ندري.. لكن في الظاهر البشري. فأنا أتخذ هذا السبب. فالمسلم مطلوب منه أن يدعو الله عز وجل يتخذ ذلك الدعاء سبباً لدفع الشر ودفع البلاء الذي يتوقعه والذي يخافه. فلا ننسى دعاء الله سبحانه وتعالى أيها الإخوة في كل وقت وفي كل حين ولو من أجل شيء بسيط مهما كان بسيطاً.​

 
السؤال:


إذا كان مصير الفرد كتب مسبقا عند الله. وكان في قسمة شخص ما أنه سيقتل شخصا معينا. كيف يمكنه أن يمنع هذا من الوقوع؟ ولماذا يكون عرضة للمعاقبة على هذا الذنب وهو لا يملك ما يمنع به ذلك من الوقوع ؟.




الجواب :


الحمد لله
قدَر الله قدرته ، ومن أركان الإيمان ؛ الإيمان بالقضاء والقدر فإن الله خلق الخلق وهو يعلم ما هم عاملون لعلمه الواسع ، واطلاعه جل وعلا . وأعطى العبد اختيارا ، ورسم له طريق الخير ، فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها ، قال تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) .

وقال تعالى : ( ونفس وما سواها . فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسّاها ) .

فلا يحل له إيذاء أحد بغير حق من القتل أو غيره ، ومن فعل ذلك استحق العقوبة في الدنيا ، والعذاب في الآخرة لمخالفته ما شرعه الله .



الشيخ وليد الفريان
 
السؤال:

إذا كان الله قد كتب الرزق لكل إنسان فلماذا يموت الناس من الجوع ؟.


الجواب:

الحمد لله
فإن الله هو الرزاق وهو خير الرازقين وما من دابة إلا على الله رزقها ، وإنّ رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ، ومن حكمة الله تعالى أن فارق بين العباد في أرزاقهم كما فارق بينهم في خلقهم وأخلاقهم فهو تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر أن يوسع الرزق على قوم ويضيقه على آخرين فهو تعالى متكفل بأرزاق العباد على ما سبق به علم الله وكتابه وقد علم سبحانه وتعالى وكتب أن من العباد من يبسط له في رزقه ومنهم من يضيق عليه ولله في ذلك حكم بالغة لا تحيط به العقول ، ومن حكمته تعالى في البسط والتضييق ابتلاء العباد بالنعم والمصائب كما قال تعالى : ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) ، وقال تعالى : ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن - وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ) الفجر ثم قال تعالى : ( كلا ) أي ليس الأمر كما يظن هذا الإنسان بل تنعيمه تعالى وتضييقه على من شاء ليس إلاّ ابتلاء لا إكراماً ولا إهانة ، ، وبهذا الإبتلاء يتبين الشاكر والصابر من ضدهما والله بكل شيء عليم .

كتبه فضيلة الشيخ
عبدالرحمن بن ناصر البراك
 

لماذا نحاسب على أمور مقدرة علينا ؟


قال الله تعالى "من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له " و بناء عليه فإننا مهما التزمنا فلن نهتدى إلا إذا أراد الله . فلماذا نحاسب على ما ليس لنا فيه تصرف؟ . و بما أننا خلقنا على قدرات و نفوس مختلفة فكيف لى أن أطلب من سيارة أقصى سرعة لها 200 أن تتساوى مع سيارة سرعتها 500 . فما دمنا لسنا مثل بعض فى القدرات فلماذا الواجبات واحدة.
و ما دامت القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء . فالناتج أن الأمر كله ليس لنا شأن به . فربما أكون ملتزما و أعمل كل الواجبات ثم يقلب الله قلبى فانقلب دون ذنب منى؟ . أرجو الأفادة بالأدلة و المنطقيات وجزاكم الله خيراً



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فالواجب على المسلم أن يعتقد أن الله تعالى يفعل ما يشاء ويختار، ويحكم لا معقب ‏لحكمه، كما قال: ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ).[الأنبياء:23]‏
والله عز وجل عدل لا يظلم أحداً من خلقه مثقال ذرة ( وما ربك بظلام للعبيد ) ‏‏[فصلت:46] (إن الله لا يظلم مثقال ذرة ).[النساء:40]‏
وأن يعتقد أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، كما قال سبحانه وتعالى: ( من يهد ‏الله فهو المهتدي، ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون) [الأعراف: 187] وقوله تعالى: ‏‏(ومن يضلل فلا هادي له) [الأعراف:168] وغير ذلك من الآيات. لكن الله سبحانه ‏وتعالى لا يحاسب العبد إلا على فعله وكسبه وتصرفه. فقد أعطاه عقلاً وسمعاً وإدراكاً ‏وإرادة ليعرف الخير من الشر، والضار من النافع، قال تعالى: ( لمن شاء منكم أن يستقيم) ‏‏[التكوير:28] وقال: سبحانه: ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) ‏‏[الشمس:9-10] ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً) [الإنسان:3] وبذلك ‏تعلقت التكاليف الشرعية به من الأمر والنهي، واستحق الثواب على الطاعة، والعقاب ‏على المعصية.‏
فقولك (فلماذا نحاسب على ما ليس لنا فيه تصرف) خطأ ظاهر، فإن كل عاقل يدرك أنه ‏فاعل بالاختيار، يأتي المعصية باختياره وإرادته ، كما يقوم بالطاعة بإرادته واختياره، وعلم ‏الله السابق بحال هذا الإنسان ومصيره لا يعني أن الإنسان مجبور على سلوك طريق معين، ‏بل قد جعل الله له الاختيار. ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).[الكهف:29]‏
وأما قولك ( وبما أننا خلقنا على قدرات ونفوس مختلفة….فلماذا الواجبات واحدة).‏
فجوابه: أن الشريعة لا تساوي بين الناس في التكاليف والواجبات، فأهل الأعذار لهم من ‏الأحكام ما يناسبهم، كما أن لأهل القدرة ما يناسبهم،ولهذا شرع التيمم، والمسح على ‏الخفين، وقصر الصلاة، والصلاة قاعداً ومستلقياً، والفطر في الصوم، والحج عن الغير، وغير ‏ذلك من الأحكام المعلومة التي تراعي حال الكبير والمريض والعاجز.‏
وأما الفروق الحاصلة بين الناس في الهمة والإرادة والعزيمة، فهذه راجعة إليهم، وهم ‏مطالبون بترقيتها وتنميتها، ويتفضل الله على من يشاء من عباده بمزيد إحسانه وتوفيقه، لا ‏سيما لمن أقبل عليه وأخذ بأسباب الهداية قال تعالى: ( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى) ‏‏[مريم:76] وقال سبحانه: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).[العنكبوت:69]‏
وأما قولك ( وما دامت القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فالناتج ‏أن الأمر ليس لنا فيه شأن به) جوابه: أنك مطالب بالعمل الذي هو راجع لاختيارك ‏وإرادتك - كما سبق- ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حيث قالوا: فيم ‏العمل؟ " عملوا فكل ميسر لما خلقه" متفق عليه.‏
فلا أعجب في هذا الإنسان الذي يدع ما أمر به، وهو في مقدرته، ويجادل في شيء غائب ‏عنه، لم يطلب منه البحث فيه، وهو يرى الناس من حوله يجتهدون ويحصلون ويفوزون ‏بالدرجات.‏
وقولك ( فربما أكون ملتزماً وأعمل كل الواجبات ثم يقلب الله قلبي، فأنقلب دون ذنب ‏منى) فإن الله تعالى ( لا يضيع أجر من أحسن عملاً ) وما هو بظلام للعبيد، وهو يحب ‏المحسنين، وهو عند ظن عبده به، وهو أرحم بعبده من الوالدة بولدها.‏
ولهذا تكون سوء الخاتمة -عياذاً بالله من ذلك- لأهل التفريط والتقصير، أو لأهل الاجتهاد ‏المدخول الذي صاحبه رياء وسمعة، فهو محسن فيما يبدو للناس، لكن الله أعلم بنيته وقلبه.‏
فالواجب على السائل أن يحسن الظن بالله تعالى، وأن يعلم أن الله لا يظلم مثقال ذرة، ‏وأنه هو الغفور الرحيم الكريم الجواد، يسبغ على عباده ألوان النعم رغم تقصيرهم ‏وعصيانهم، بل مع كفرهم وطغيانهم.‏
وعليك أن تشتغل بما ينفعك، وأن تدأب في تحصيل الطاعة لتفوز مع الفائزين، فإن اليوم ‏عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، وكن متشبها بأصحاب النبي صلى الله عليه ‏وسلم ورضي الله عنهم، لم يكن معرفتهم بالقدر وسبق القلم، وآيات الهداية والإضلال ‏موجباً لقعودهم عن الأعمال، بل دفهم ذلك إلى بذل ما في وسعهم رضي الله عنهم، ‏فهنيئاً لهم، ونسأل الله أن يلحقنا وإياك بهم، وأن يدخلنا في زمرتهم.‏
والله أعلم.‏

الإجابة
مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
 
ماهو الفرق بين القضاء والقدر


الجواب :

اختلف العلماء في الفرق بينهما فمنهم من قال: إن القدر (( تقدير الله في الأزل )) والقضاء (( حكم الله بالشئ عند وقوعه )) فإذا قدر الله تعالى أن يكون الشئ المعين في وقته فهذا قدر، فإذا جاء الوقت الذي يكون فيه هذا الشيء فإنه يكون قضاء، وهذا كثير في القرآن الكريم مثل قوله تعالى: " وقضي الأمر " [سورة يوسف:41] وقوله: " والله يقضي بالحق " [سورة غافر:20] وما أشبه ذلك. فالقدر تقدير الله تعالى الشيء في الأزل، والقضاء قضاؤه به عند وقوعه .

ومنهم من قال إنهما بمعنى واحد.

والراجح أنهما إن قرناً جميعاً فبينهما فرق كما سبق، وإن أفرد أحدهما عن الآخر فهما بمعنى واحد والله أعلم.

الشيخ محمد بن صالح العثيمين
 
السؤال:


كيف ينظر الإسلام للقضاء والقدر ؟


الجواب:

الحمد لله
الإيمان بالقضاء والقدر أصل من أصول الإيمان وهو يعني أن الله عالم بكل شيء ، خالق لكل شيء ، وأنه لا يخرج شيء عن إرادته وتقديره ، وكتب كل شيء عنده في اللوح المحفوظ ، وذلك قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف عام ، وأن ما في الكون خلق لله تعالى هم وأفعالهم ، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وما أصاب العبد لا يمكن أن يخطئه وما أخطأه لا يمكن أن يصيبه وأن العبد ليس بمجبور على فعل الطاعات أو المعاصي بل له إرادة تليق بحاله ولكنها تحت إرادة الخالق . والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
 
السؤال:

هل المسلمون جبريون .

الجواب:

الحمد لله

الجبرية والمجبرة هم الذين يرون أن العبد مجبور على فعله ، وأن أفعاله كأفعال الشجرة التي تحركها الرياح ، ويقابلهم القدرية النفاة الذين يرون أن العبد يخلق فعله ، ويذهب أهل السنة والجماعة من المسلمين وسط بين الجبرية والقدرية ، فيرون أن للعبد مشيئة وإرادة لكنها تابعة لمشيئة الله وإرادته فلا العبد يخلق فعله وليس بمجبور لا يستطيع أن يتصرف في نفسه فله تصرف تابع لإرادة الله ومشيئته . والله أعلم



الشيخ عبد الكريم الخضير.
 
السؤال:

هل شريكة الحياة اختيار من العبد أو قضاء من الله؟

الجواب:


الحمد لله
يجب أن نعلم ابتداء أنه لا تعارض بين إيماننا بتقدير الله لكل شئ وإيماننا بأنه سبحانه أعطانا مشيئة وإرادة نتمكّن بها من فعل الأشياء ، قال تعالى مثبتا مشيئة العباد : (لمن شاء منكم أن يستقيم ) ، ومشيئتنا وإرادتنا هي ضمن مشيئة الله لا تخرج عنها كما قال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) وعليه فلا يصح ضرب هذا بهذا ولا يجوز نفي هذا ولا هذا لأنّ الله أثبتهما جميعا فأثبت للعبد قدرة واختيارا وأثبت مشيئته سبحانه التي لا يخرج عنها شيء ، وإذا طبّقنا هذا على ما ورد في السؤال فإننا نؤمن أنّ للعبد مشيئة يمكنه من خلالها أن يختار من يريد من النساء ليتزوجها ومهما حصل من اختيار العبد فإنّه مكتوب عند الله ، وهذه الإرادة من العبد والاختيار والمشيئة سبب لحصول مقصوده وتحقيق مطلوبه يتوصّل من خلالها إلى ما يريد ، وقد تقوم موانع تحول بين العبد وبين الوصول لمطلوبه ومراده فيعلم العبد أنّ الله لم يقدّّر له ما أراد لحكمة يعلمها سبحانه وكلّ أفعاله سبحانه خير ، والعبد لا يعلم الغيب ولا مآلات الأمور وقد يتأسّف على فوات شيء والخير في فواته ، وقد يكره وقوع شيء والخير في وقوعه كما قال سبحانه (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(216) سورة البقرة وصلى الله على نبينا محمد .


الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
 
السؤال:

إذا ضل الإنسان وانحرف هل يكون ذلك بمشيئة الله أم أن الله لا يُقدّر ذلك ؟.

الجواب:

الحمد لله

قال الشيخ الشنقيطي – رحمه الله تعالى - :

" قوله تعالى : ( من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليّاً مرشداً ) الكهف/17، بيَّن جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الهدى والإضلال بيده وحده جل وعلا فمَن هداه فلا مُضلَّ له ومن أضلَّه فلا هاديَ له ، وقد أوضح هذا المعنى في آياتٍ كثيرةٍ جدّاً كقوله تعالى : ( ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عُمياً وبكماً وصمّاً ) الإسراء/97 ، وقوله : ( من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ) الأعراف/178 ، وقوله : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) القصص/56 ، وقوله : ( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ) المائدة/41، وقوله : ( إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين ) النحل/37، وقوله تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيِّقاً حرجاً كأنَّما يصَّعَّد في السماء ) الأنعام/125 ، والآيات بمثل هذا كثيرة جدّاً .

ويؤخذ من هذه الآيات وأمثالها في القرآن بطلان مذهب القدرية : أن العبد مستقلٌّ بعمله من خيرٍ أو شرٍّ ، وأن ذلك ليس بمشيئة الله وإنما بمشيئة العبد ، سبحانه جل وعلا عن أن يقع في ملكه شئ بدون مشيئته ، وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً .



" أضواء البيان " ( 4 / 44 ) .
 
السؤال:


لدي شبه حول الإسلام فهل يمكن أن توضحها لي ؟ هل جميع تصرفات البشر كالولادة والموت والتصرفات اليومية وجميع ما نفكر في فعله قد قدّره الله ؟ هل حياتنا برمجها الله حتى قبل ولادتنا ، أم لنا حرية التصرف ونستطيع أن نقرر ونتصرف كما نشاء بدون تحكم الله ؟ باختصار ، هل نحن نتصرف كما نشاء أم كما خلقنا الله لنتصرف ؟.

الجواب:

الحمد لله
اعلم أن أحوال العباد منها ما هو جبري ليس للناس فيه أدنى إرادة مثل اختيار يوم المولد ولون البشرة والشعر والعينين والوفاة فهذا كله مما لا سلطة للناس فيه وإنما هم مجبرون عليه ونظراً لأنهم لا اختيار لهم فيه فإنه لا يترتب عليه جنة ولا نار ، ولا عذاب ولا نعيم .

وبعض الأفعال هم مخيرون فيه كاختيار الإيمان والكفر والقيام في شؤون الدنيا من اختيار المطعم والمشرب والمسكن .

وليس شيء من ذك كله يكون خارجاً عن إرادة الله تعالى ومشيئته وقدره .

ولكن كيف يكون ذلك ؟

الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان التي لا يصح إيمان المسلم إلا إذا سلّم بأن كل الأمر من الله ، قال تعالى : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) القمر/49 ، بل إن من أسماء الله تعالى القادر ، والقدير ، والمقتدر .

وأصل المسألة : أن الله تعالى يتصف بالعلم ، والقدرة ، والمشيئة .

وعليه : إذا أراد أصحاب الأفعال أن يقوموا بها سواء أكانت من المعاصي أو الطاعات فإن الله يعلمها ولا بد ، بل لقد علمها في الأزل قبل خلق الخلائق .

ثم بعد أن علمها كتبها عنده ، ثم لما أراد أصحابها أن يفعلوا ذلك شاء لهم ذلك ، ولو لم يشأ لم يفعلوا ، ثم كان قادراً فخلق هذا الفعل لأنه خالق لمن فعله من البشر .

فلذلك أفعال العباد كلها مكتوبة عند الله لأن علم الله سابق له ، وليس ذلك يعني أن الله أجبر الناس على أفعالهم ، فهم مخيرون في أفعالهم ، كما قال تعالى : ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً ) الإنسان/3 .

ولكن أفعالهم لن تكون جبراً من الله تعالى ، وليس الله يجبر العباد على شيء .

يقول الإمام ابن أبي العز الحنفي في مثل هذا :

فإن قيل : كيف يريد الله أمراً ولا يرضاه ولا يحبه ؟ وكيف يشاؤه ويكوّنه ؟ وكيف يجمع إرادته له وبغضه وكراهته ؟

قيل : هذا السؤال هو الذي افترق الناس لأجله فرقاً ، وتباينت طرقهم وأقوالهم .

فاعلم أن المراد نوعان : مراد لنفسه ، ومراد لغيره .

فالمراد لنفسه : مطلوب محبوب لذاته ، وما فيه من الخير فهو مراد إرادة الغايات والمقاصد .

والمراد لغيره : قد لا يكون مقصوداً للمريد ، ولا فيه مصلحة له بالنظر إلى ذاته ، وإن كان وسيلة إلى مقصوده ومراده ، فهو مكروه له من حيث نفسه وذاته ، مراد له من حيث قضائه وإيصاله إلى مراده فيجتمع فيه الأمران : بغضه وإرادته ، ولا يتنافيان لاختلاف متعلقهما ، وهذا كالدواء الكريه إذا علم المتناول له أن فيه شفاءه ، وقطع العضو المتآكل إذا علم أن في قطعه بقاء جسده ، وكقطع المسافة الشاقة إذا علم أنها توصل إلى مراده ومحبوبه ، بل العاقل يكتفي في إيثار هذا المكروه وإرادته بالظن الغالب وإن خفيت عنه عاقبته ، فكيف ممن لا يخفى عليه خافية فهو سبحانه يكره الشيء ولا ينافي ذلك إرادته لأجل غيره ، وكونه سبباً إلى أمر هو أحب إليه من فوقه .

ومن ذلك : أنه خلق إبليس الذي هو مادة لفساد الأديان والأعمال والاعتقادات والإرادات ... ومع هذا فهو وسيلة إلى محاب كثيرة للرب تعالى تترتب على خلقه ، ووجودها أحب إليه من عدمها . ( شرح العقيدة الطحاوية/252-253 ) .

 
السؤال:


الله عليم بكل شيء حتى الذي لم يحصل بعد ، ما رأي الإسلام في القضاء والقدر أو هل يمكن للرجل بأن يتحكم في القسمة والنصيب أم أنه شيء مكتوب ؟ مثلاً : إذا كان شخص يموت فإن بعض الناس يقولون موته في يد الله ومشيئته والبعض يحاول علاجه و إنقاذه من الموت ، هل هو مكتوب أم أن الرجل يمكن أن يكتب قدره بنفسه ؟ .

الجواب:


كل شيء مكتوب ومقدر كما قال تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ، وقال تعالى : ( وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر ) . وفي الحديث الصحيح : ( أول ما خلق الله القلم قال له : اكتب قال : يا رب وما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) وفي الحديث الآخر : ( قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ) .


وهذا التقدير غائب عنا لا نعلمه ولا يجوز أن نتكل عليه وندع العمل والأخذ بالأسباب فلا تنافي بين الأمرين وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام فإن الله ما أنزل داء وإلا أنزل له شفاء أو دواء ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) ونحن لا نعلم عن المكتوب إلا بعد حصوله ، وقد جعل الله لنا إرادة وقدرة ومشيئة واختياراً لا نخرج عن قدرة الله ومشيئته ، والخلاصة أنه لا تعارض بين محاولة إنقاذ إنسان من الموت وبين قضاء الله المقدر والمكتوب والذي لا نعلمه إلا بعد حصوله ، والله تعالى أعلم .




كتبه : د. سليمان الغصن .




 
الوسوم
أهل العلم القضاء المسلم سؤال لثقافة والقدر وجواب
عودة
أعلى