قصة الرسول صلى الله عليه وسلم

--------------------------------------------------------------------------------


ولقد ارت ان تعرفوا ما يحدث على الساحه الامريكيه
بارك الله بالذي خطت يديه هذا المقال وهم كل من عبد الله الرشيد/يوسف السالم

منذ ألف وأربعمائة عام تمكن تاجر أمي بسيط من تغيير وجه بلاد العرب .. كان اسمه محمداً، واليوم انتشر تأثيره في جميع أركان الأرض بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه قصته، وقصة ملايين الأمريكيين الذين يؤمنون بكونه آخر الأنبياء.
لم يكن طويلاً نحيلاً ولا قصيراً ممتلئ الجسم، حينما كان ينظر إلى أي إنسان كان ينظر إلى عينيه، لقد كان أكثر الناس كرماً، وأكثرهم صدقاً في حديثه، وأكثرهم وداعة، وأنبلهم في النسب، حينما يصفه أي شخص فإنه يقول : لم أرى قبله ولا بعده شخصاً مثله، هذا هو محمد)
هذه هي بداية الفيلم الوثائقي (محمد .. تراث رسول) لقطات من الصحراء، وغار حراء، وأمريكا، والحرم المكي، وعرفات ... يجمعها صوت مقدم الفيلم.
فلم أمريكي على مدى ساعتين مزج سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ـ مقتصراً على الروايات الصحيحةـ بسيرة عائلات وشخصيات إسلامية تصارع البقاء في الولايات المتحدة الأمريكية. صديقان يهوديان اعتنقا الإسلام، وحاولا أن يقدما شيئاً للدين الجديد الذي آمنا به بعد رحلة طويلة من البحث عن الحقيقة. فقدما هذا الفيلم في إخراج فني راقٍ، و توزيع درامي مثير للأحداث يغوص إلى أعماق الشخصية الإسلامية، ويمزج الماضي بالحاضر، وكأنه يقول لنا: "هذا محمد ... وهؤلاء أتباع محمد". عرض الفيلم شخصية النبي -عليه السلام- بصورة مؤثرة جداً، ابتدأت بمسلسل متوالٍ من الأحداث من قُبيل ولادته إلى حين وفاته، يرويها مفكرون ومؤرخون غربيون، ومسلمون مقيمون في الغرب.
حاول الفيلم أن يوصل حقيقة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بخطاب منطقي هادئ يلامس العقلية الغربية، ويجيب عن كل التساؤلات والشُّبه التي يكثر تداولها في أمريكا والغرب بشكل عام بأسلوب منطقي متدرّج مع أحداث السيرة النبوية، كما أن الفيلم لم يكتف فقط بعرض أحداث حياة النبي عليه السلام، بل أبرز من خلالها القيم الإسلامية الحقيقية التي انبنت عليها شخصية النبي عليه السلام، ثم ينتقل المشهد بعدها إلى نماذج حية من المسلمين في أمريكا تعيش حياتها وفق هذه القيم ... قيم الإصلاح والعدل والعطاء والإيجابية والتفاعل.
تولت شبكة (PBS) التلفزيونية الأمريكية إنتاج هذا الفيلم الذي استغرق إعداده ثلاث سنوات.
لم يكن الفيلم جديداً على الساحة الفنية، لكن إساءة الصحيفة الدنماركية للنبي عليه السلام ساعدت في تسليط الضوء عليه مجدداً، فقد عرض الفيلم لأول مره في قناة (PBS) يوم الأربعاء 18 من ديسمبر الساعة التاسعة مساءً من عام 2002م ، وشاهده الملايين في أمريكا.
أُعيد بث الفيلم أكثر من (500) مرة في مختلف القنوات الأمريكية، وتُرجم إلى (12) لغة، و بُثّ في (national geographic channel)
كما عُرض الفيلم في العديد من الدول كهولندا، وجنوب إفريقية، والأردن، واستراليا، وماليزيا. ومتوفر في أكثر من (23) ألف مدرسة و مكتبة أمريكية.
و على الرغم من الجهل الكبير بالفيلم في البلدان العربية، والتجاهل الغريب من قبل قنوات العالم العربي للفلم، إلاّ أنه قوبل بالحماس الشديد من مشاهدي قناة (PBS) حيث وصل لإيميل القناة أكثر من (8000) رسالة، فقط في أول شهر من عرضه.
أما في الصحافة الأمريكية فجاءت أكثر المراجعات السينمائية التي كتبت عن الفيلم في أكثر من مائة صحيفة أمريكية إيجابية ومتفاعلة مع الإنجاز السينمائي المتميز.

"هذا الفيلم يتتبع خطا الرسول محمد -صلى الله عليه و سلم- من مكة، و كيف بدأ هذا الدين الذي يُعدّ أسرع ديانة في الانتشار بين الناس، و في أمريكا يوجد حوالي سبعة ملايين مسلم، القليل منهم يعرف عن حياة هذا الرجل المميز التي حدثت قبل 1400 سنة "


منتج/مخرج الفيلم (مايكل شيرز)

"لقد تناقل المسلمون سيرة محمد جيلاً بعد جيل، سيرة التاجر، الزوج، الأب، رجل الدولة، والمحارب الذي يعتبرونه آخر الأنبياء، وتستمر سيرته في تشكيل حياتهم".

معلق فيلم (محمد)

ـ من صنع الفيلم ؟
Michael Wolfe
(مايكل وولف) صانع الفيلم الأول، ولد لأب يهودي و أم نصرانية، ذهب لإفريقية .. كان مهتماً منذ صغره بقضية العنصرية و تأثيراتها على البشرية، اضطر للعيش في إفريقية ثلاث سنوات، و هناك لاحظ أن لا وجود للعرقية .. فلا فرق بين الأسود و الأوروبي .. حيث الإسلام وحّدهم.
في منتصف العشرينيات من عمره ذهب للمغرب و هناك كانت بداية إسلامه.

يحكي (مايكل) قصة إسلامه قائلاً: "كان الحج أبرز شي جذبني للإسلام قبل أن أُسلم. وعندما أصبحت مسلماً بعد عشرين عاماً من التفكير في الأمر كان أول ما أردت فعله هو الذهاب للحج، وعندما طفت حول الكعبة -لأول مرة- كنت في حالة انبهار، أنت في الواقع تضع الله في مركز حياتك".

Alexander Kronemer
أما صديقه الآخر (ألكس كرونمر) فلم تختلف حياته هو الآخر عن حياة صديقه، اعتنق الإسلام بعد عملية بحث عن الحقيقة يقولها عن نفسه بعد مراجعة لفلم "آلام المسيح ". ألكسندر أحد صناع فيلم محمد وهو مؤلف و محاضر و صانع لأفلام وثائقية في الإسلام و حوار الحضارات.
ولد ألكسندر لأب يهودي وأم نصرانية، كتب العديد من المقالات في مختلف الصحف الأمريكية و حاضر في عدد من المحاضرات عن الإسلام خاصة بعد أحداث الحادي عشر من ديسمبر.

Michael Schwarz
(مايكل شيرز) وهو مخرج هذا الفيلم له خبرة في مجال الإخراج التلفزيوني تزيد عن العشرين عاماً، بعد ذلك انتقل للعمل كصانع لأفلام وثائقية لقناة (PBS) ، درس في ماليزيا و سنغافورة في صناعة التقارير المصورة.
أنتج الفيلم بواسطة (Kikim Media) وهي شركة متخصصة من عشرين سنة في التحقيقات الصحفية، مستخدمة أحدث التقنيات الفنية المتوفرة من إنترنت أو تلفزيون، مع متابعة دقيقة لصحة المعلومات. شعارها "قصة حقيقية، تُنشر بصدق، يمكنها أن تغير في حياة الناس".
وشارك في إنتاج الفيلم (Unity Productions Foundation) (UPF)و هي منظمة غير ربحية تُعنى بإنتاج أفلام عن الثقافات في العالم، و بالأخص الروحية منها لزيادة التفاهم و التعاون بين شعوب العالم، و يُعدّ هذا الفيلم هو الأول من إنتاجها.
يُذكر أن عائلة القرشي السعودية ذات المشاريع التجارية قد ساهمت في دعم هذا الفيلم، وهي كما سماها الفيلم: (The Qureishi Family Trust).
نتج عن عرض الفيلم مشروع (the islam project) الذي يُعنى بتنشيط الوعي الإسلامي في جميع القطاعات الاجتماعية و بإشراف أكثر من منظمة، و قد صرحت منظمة (Active Voice) و هي تحت مظلة (PBS) أنه من أنجح البرامج التي وصلت إلى جمهور كبير، و لا يزال هذا المشروع قائماً.
كما أُرفق مع الفيلم خدمة إضافية تعرض خطوات الحج ـ خطوة ، خطوة ـ عن طريق الفلاش.

حكاية "محمد"

في بداية الفيلم يتحدث (مايكل وولف) قائلاً: " كأمريكا نفسها، مسلمو هذا البلد يأتون من كل أنحاء العالم، وتربطهم رابطة مشتركة، ليس فقط في إيمانهم ومساجدهم، بل في قصتهم هذه عن محمد، كلهم ينظرون إليها بأنه المصدر في آداب التعامل، وكيف يكون الإنسان مواطناً بناءً، وكيف يكون الوالدين صالحين، وكيف تكون الذرية صالحة، وكيف يبحث الإنسان عن العلم وعن الحقيقة، هذه قيم تتجسد بصورة أكثر وضوحاً في المسلمين التي أخذوها من سيرة محمد".
يبدأ الفيلم بتوصيف سريع لبيئة مكة قبيل بعثة النبي عليه السلام، حيث كانت الجزيرة العربية تواجه إعصار الفناء، والثارات الداخلية، والجوع، والخرافة، و كانت القبيلة أكثر الأشياء قداسة عند العرب، لكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاء وأعطاهم الأمل والأمان من جديد، والآن يتبعه مليار ومائتا مليون مسلم، في أمريكا وحدها سبعة ملايين مسلم.
تتوزع سيرة النبي عليه السلام بترتيب متناسق ينساب بين متحدثين رئيسين في الفيلم منهم (آرمستونج) مؤلفة كتاب "محمد"، والداعية حمزة يوسف، والبريسفور شريف بسيوني، وأستاذ الدراسات الإسلامية سيد حسين، و(جون فول) أستاذ التاريخ الإسلامي ... وتبدأ السيرة بولادته عليه السلام مروراً بالأحداث الكبرى في حياته: رحلاته التجارية إلى الشام، ومن ثم زواجه بخديجة -رضي الله عنها- إلى خلواته في الصحراء وغار حراء حين نزل الوحي عليه، وكانت نقطة التحول الكبرى.
ثم يتوقف الفيلم مع قصة إطفائي أمريكي مقيم في الولايات المتحدة، قادته عنصرية أمريكا إلى التفكير في الإسلام حتى وجد فيه حياته.
ثم يعود المشهد إلى حياة النبي عليه السلام، حيث وصلت إلى أوائل أيام الدعوة، في مرحلة (وأنذر عشيرتك الأقربين)، ومن مراحل الإنذار والصدع بالدعوة، يتوقف الفيلم ليجيب عن سؤال: ما هو القرآن؟ ليفصل في الجواب طرق نزول الوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وكيف كان النبي يلقيه على أصحابه ثم يدونه كتّاب الوحي. وفي ذات السياق تقول المؤرخة (آرمستونج): لقد كان القرآن مؤثراً وساحراً ليس فقط في محتواه، بل في جماله الذي يؤثر في غير الناطقين بالعربية أيضاً.
وتضيف: على الرغم من هذا الوحي الذي يأتي عن طريق الاتصال الإلهي كان محمد يحرص دائماً على التأكيد على عدم ألوهيته، وطالما حذّر أتباعه من أن يفعلوا به ما فعله المسيحيون مع عيسى، المسلمون أخذوا الأمر بجدية، لكنهم يرون في محمد الإنسان الكامل الذي تجسد الإسلام من خلاله.
ثم ينتقل الفيلم إلى مشهد آخر فبعد المضايقات التي لاقاها النبي صلى الله عليه وسلم في وبعد سنوات الحصار الشديدة التي عانى منها المسلمون في مكة، ومن ثم وفاة عمه أبو طالب وزوجته خديجة، وبعد ثلاث عشرة سنة من الدعوة ولم تزدد الأمور إلا سوء، كان ينتظر الرسول عليه السلام أعظم تجربة في حياته كنبي، وهي الإسراء والمعراج.
وبعد تفصيل لحادثة الإسراء المعراج، يتحول الفيلم إلى حدث آخر من أهم أحداث السيرة النبوية وهي الهجرة إلى المدينة، وفيها بدأت الدولة الإسلامية الأولى، و جاء الإذن المحدود بالقتال والدفاع عن النفس، ليخوض الفيلم في تفاصيل أكبر الغزوات التي تعرض لها المسلمون، وهي غزوة بدر، وغزوة أحد، وغزوة الخندق... لكنه يتوقف بعدها مع المفهوم الخاطئ للجهاد الذي قاد إلى عمليات الحادي عشر من سبتمبر، مدعماً هذا الحديث بمشاهد من معاناة الجالية المسلمة في أمريكا بعد حادث تفجير مركز التجارة العالمي.
ويستمر الفيلم في طريقة المزج المميزة بين تفاصيل السيرة النبوية والقيم الإسلامية العميقة في الشخصية الإسلامية المعاصرة، إضافة إلى نماذج حية من مسلمين مقيمين في أمريكا.
ويصل الفيلم إلى حجة الوداع، وبتوصيف إنساني بديع يعرض الفيلم آخر اللحظات في حياة النبي عليه السلام التي بدأت واضحة من خلال كلماته في خطبته في حجة الوداع، ومن ثم عودته إلى المدينة وبداية معاناته مع المرض.
يقول معلق الفيلم: "وفي وسط أمته التي أسسها في المدينة، وتحت رعاية زوجاته وصحابته، توفي محمد بسلام في الثامن من يونيو من عام 632م، وصدم الخبر أصحابه، ولم يصدقوا إلى أن جاء أبو بكر، وذكرهم بآية نزلت في أحد، ثم قال: ياقوم، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لايموت، وهكذا عاد القوم إلى صوابهم، وعرفوا أن محمداً كان رجلاً بالفعل والرجال يموتون، هذه سيرته، لقد بذل أقصى الجهد ليمنع الناس من أن يعبدوه؛ لأنه أدرك أن هذا خطر يكمن في التقاليد الدينية، أن يصبح الرسول هو المعبود، وليس من أرسل الرسالة".


(لقد أنجز محمد إنجازات عظيمة في حياته، ولكنه لم يُمكّن هذه النجاحات من أن تتغلب عليه، ولم يمكّن الغرور من أن ينال منه، إنه يمثل في اعتقادي نموذج عظيم يُحتذى).
ـ شريف البسيوني، أستاذ الدراسات الإسلامية ومقيم بأمريكا ـ
 
يعطيك العافيه ..
سلمت انأملك ودام عطائك المميز..
ارق تحياتي وعبير مودتي..
 
بنوته

جزاكى الله كل الخير

الهم اجمعنا بحبيب قلوبنا وقرة اعياننا بسيدنا محمد واشربنا من يده شربت ماء لا نظماء بعدها ابدا


 
الوسوم
الرسول الله صلى عليه قصة وسلم
عودة
أعلى