كتاب ريـاض الـصالـحين بقلم خالد وكنزى وياسر

رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

فضل الرجاء
قال الله تعالى إخبارا عن العبد الصالح " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا " غافر
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول متفق عليه وهذا لفظ إحدى روايات مسلم وتقدم شرحه في الباب قبله وروي في الصحيحين وأنا معه حين يذكرني بالنون وفي هذه الرواية حيث بالثاء وكلاهما صحيح
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل رواه مسلم
وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة رواه الترمذي وقال حديث حسن عنان السماء بفتح العين قيل هو ما عن لك منها أي ظهر إذا رفعت رأسك وقيل هو السحاب و قراب الأرض بضم القاف وقيل بكسرها والضم أصح وأشهر وهو ما يقارب ملأها والله أعلم


 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

الجمع بين الخوف والرجاء

اعلم أن المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفا راجيا ويكون خوفه ورجاؤه سواء وفي حال المرض يمحض الرجاء وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك متظاهرة على ذلك
قال الله تعالى " فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " الأعراف
قال تعالى " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " يوسف
قال تعالى " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " آل عمران
قال تعالى "إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم " الأعراف
قال تعالى "إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم " الانفطار
قال تعالى " فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية" القارعة والآيات في هذا المعنى كثيرة فيجتمع الخوف والرجاء في آيتين مقترنتين أو آيات أو آية
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد رواه مسلم
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا وضعت الجنازة واحتملها الناس أو الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه لصعق رواه البخاري
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك رواه البخاري
 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم وزيارة المواضع الفاضلة

قال تعالى " وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا " إلى قوله تعالى " قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا " الكهف
قال تعالى " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه " الكهف
وعن أنس رضي الله عنه قال قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهيا إليها بكت فقالا لها ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إني لا أبكي أني لأعلم أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها عليه قال لا غير أني أحببته في الله تعالى قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه رواه مسلم يقال أرصده لكذا إذا وكله بحفظه و المدرجة بفتح الميم والراء الطريق ومعنى تربها تقوم بها وتسعى في صلاحها
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ غريب
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة متفق عليه يحذيك يعطيك
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك متفق عليه ومعناه أن الناس يقصدون في العادة من المرأة هذه الخصال الأربع فاحرص أنت على ذات الدين واظفر بها واحرص على صحبتها
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت " وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك " رواه البخاري
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي رواه أبو داود والترمذي بإسناد لا بأس به
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح وقال الترمذي حديث حسن
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرء مع من أحب متفق عليه وفي رواية قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم قال المرء مع من أحب
وعن أنس رضي الله عنه أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعددت لها قال حب الله ورسوله قال أنت مع من أحببت متفق عليه وهذا لفظ مسلم وفي رواية لهما ما أعددت لها من كثير صوم ولا صلاة ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب متفق عليه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا والأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف رواه مسلم وروى البخاري قوله الأرواح إلخ من رواية عائشة رضي الله عنها
وعن أسير بن عمرو ويقال ابن جابر وهو بضم الهمزة وفتح السين المهملة قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى أتى على أويس رضي الله عنه فقال له أنت أويس بن عامر قال نعم قال من مراد ثم من قرن قال نعم قال فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم قال نعم قال لك والدة قال نعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فاستغفر لي فاستغفر له فقال له عمر أين تريد قال الكوفة قال ألا أكتب لك إلى عاملها قال أكون في غبراء الناس أحب إلي فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس فقال تركته رث البيت قليل المتاع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فأتى أويسا فقال استغفر لي قال أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي قال لي لقيت عمر قال نعم فاستغفر له ففطن له الناس فانطلق على وجهه رواه مسلم وفي رواية لمسلم أيضا عن أسير بن جابر رضي الله عنه أن أهل الكوفة وفدوا على عمر رضي الله عنه وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس فقال عمر هل هاهنا أحد من القرنيين فجاء ذلك الرجل فقال عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له قد كان به بياض فدعا الله تعالى فأذهبه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فليستغفر لكم وفي رواية له عن عمر رضي الله عنه قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم قوله غبراء الناس بفتح الغين المعجمة وإسكان الباء وبالمد وهم فقراؤهم وصعاليكهم ومن لا يعرف عينه من أخلاطهم والأمداد جمع مدد وهم الأعوان والناصرون الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي وقال لا تنسنا يا أخي من دعائك فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا وفي رواية قال أشركنا يا أخي في دعائك حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور قباء راكبا وماشيا فيصلي فيه ركعتين متفق عليه وفي رواية كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت راكبا وماشيا وكان ابن عمر يفعله


 
التعديل الأخير:
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

الزهد في الدنيا والحث على التقلل منها وفضل الفقر

قال الله تعالى " إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون " يونس
قال تعالى " واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا " الكهف
قال تعالى " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " الحديد
قال تعالى " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب " آل عمران
قال تعالى " يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " فاطر
قال تعالى " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين " التكاثر
قال تعالى " وما هذه الحيوة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون " العنكبوت والآيات في الباب كثيرة مشهورة وأما الأحاديث فأكثر من أن تحصر فننبه بطرف منها على ما سواه
عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى البحرين يأتي بجزيتها فقدم بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ثم قال أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين فقالوا أجل يا رسول الله فقال أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم متفق عليه
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله فقال إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها متفق عيه
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء رواه مسلم
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة متفق عليه
وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتبع الميت ثلاثة أهله وماله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله متفق عليه
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتي بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يارب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط فيقول لا والله ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط رواه مسلم
وعن المستورد بن شداد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع رواه مسلم
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق والناس كتفيه فمر بجدي أسك ميت فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم فقالوا ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به ثم قال أتحبون أنه لكم قالوا والله لو كان حيا كان عيبا إنه أسك فكيف وهو ميت فقال فو الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم رواه مسلم قوله كتفيه أي عن جانبيه و الأسك الصغير الأذن
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة بالمدينة فاستقبلنا أحد فقال يا أبا ذر قلت لبيك يا رسول الله فقال ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا تمضي علي ثلاثة أيام وعندي منه دينار إلا شيء أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ثم سار فقال إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وقليل ما هم ثم قال لي مكانك لا تبرح حتى آتيك ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى فسمعت صوتا قد ارتفع فتخوفت أن يكون أحد عرض للنبي صلى الله عليه وسلم فأردت أن آتيه فذكرت قوله لا تبرح حتى آتيك فلم أبرح حتى أتاني فقلت لقد سمعت صوتا تخوفت منه فذكرت له فقال وهل سمعته قلت نعم قال ذاك جبريل أتاني فقال من مات من أمتك لايشرك بالله شيئا دخل الجنة قلت وإن زني وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق متفق عليه وهذا لفظ البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو كان لي مثل أحد ذهبا لسرني أن لا تمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين متفق عليه
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم متفق عليه وهذا لفظ مسلم وفي رواية البخاري إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض رواه البخاري
وعنه رضي الله عنه قال لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته رواه البخاري
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر رواه مسلم
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك رواه البخاري قالوا في شرح هذا الحديث معناه لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنا ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق به الغريب في غير وطنه ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله وبالله التوفيق
وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما أصاب الناس من الدنيا فقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه رواه مسلم الدقل بفتح الدال المهملة والقاف ردئ التمر
وعن عائشة رضي الله عنها قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني متفق عليه شطر شعير أي شيء من شعير كذا فسره الترمذي
وعن عمر بن الحارث أخي جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنهما قال ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة رواه البخاري
وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله تعالى فوقع أجرنا على الله فمنا من مات ولم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير رضي الله عنه قتل يوم أحد وترك نمرة فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه وإذا غطينا بها رجليه بدا رأسه فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئا من الإذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها متفق عليه النمرة كساء ملون من صوف وقوله أينعت أي نضجت وأدركت وقوله يهدبها هو بفتح الباء وضم الدال وكسرها لغتان أي يقطفها ويجتنيها وهذه استعارة لما فتح الله تعالى عليهم من الدنيا وتمكنوا فيها
وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى وما والاه وعالما ومتعلما رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نعالج خصا لنا فقال ما هذا فقلنا قد وهي فنحن نصلحه فقال ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك رواه أبو داود والترمذي بإسناد البخاري ومسلم وقال الترمذي حديث حسن صحيح
وعن كعب بن عياض رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن لكل أمة فتنة فتنة أمتي المال رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن أبي عمرو ويقال أبو عبد الله ويقال أبو ليلى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال بيت يسكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبز والماء رواه الترمذي وقال حديث صحيح قال الترمذي سمعت أبا داود سليمان بن سالم البلخي يقول سمعت النضر بن شميل يقول الجلف الخبز ليس معه إدام وقال غيره هو غليظ الخبز وقال الراوي المراد به هنا وعاء الخبز كالجوالق والخرج والله أعلم
وعن عبد الله بن الشخير بكسر الشين والخاء المشددة المعجمتين رضي الله عنه أنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ " ألهاكم التكاثر " قال يقول ابن آدم مالي مالي وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت رواه مسلم
وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال قال رجل للنبي ص يارسول الله والله إني لأحبك فقال انظر ماذا تقول قال والله إني لأحبك ثلاث مرات فقال إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه رواه الترمذي وقال حديث حسن التجفاف بكسر التاء المثناة فوق وإسكان الجيم وبالفاء المكررة وهو شيء يلبسه الفرس ليتقى به الأذى وقد يلبسه الإنسان
وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه قلنا يا رسول اله لو اتخذنا لك وطاء فقال مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام رواه الترمذي وقال حديث صحيح
وعن ابن عباس وعمران بن الحصين رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال آطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء متفق عليه من رواية ابن عباس ورواه البخاري أيضا من رواية عمران بن الحصين
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار متفق عليه و الجد الحظ والغنى وقد سبق بيان هذا الحديث في باب فضل الضعفة
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد متفق عليه


 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

البكاء من خشية الله تعالى وشوقا إليه

قال الله تعالى " ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا " الإسراء
قال تعالى " أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون" النجم
وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ علي القرآن قلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " الآية قال حسبك الآن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان متفق عليه
وعن أنس رضي الله عنه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قال فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين متفق عليه وسبق بيانه في باب الخوف
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لايلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه متفق عليه
وعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي في الشمائل بإسناد صحيح
وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا قال وسماني قال نعم فبكى أبي متفق عليه وفي رواية فجعل أبي يبكي
وعنه قال قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهيا إليها بكت فقالا لها ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت إني لا أبكي أني لأعلم أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها رواه مسلم وقد سبق في باب زيارة أهل الخير
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له في الصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة رضي الله عنها إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن غلبه البكاء فقال مروه فليصل وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء متفق عليه
وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أتي بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة إن غطي بها رأسه بدت رجلاه وإن غطي بها رجلاه بدا رأسه ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا قد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام رواه البخاري
وعن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله تعالى وأما الأثران فأثر في سبيل الله تعالى وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي الباب أحاديث كثيرة منها
حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وقد سبق في باب النهي عن البدع


 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات

قال الله تعالى " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا " مريم
قال تعالى " فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا " القصص
قال تعالى " ثم لتسألن يؤمئذ عن النعيم" التكاثر
قال تعالى " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا " الإسراء والآيات في الباب كثيرة معلومة
وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض متفق عليه وفي رواية ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعا حتى قبض
وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار قلت يا خالة فما كان يعيشكم قالت الأسودان التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار وكانت لهم منايح وكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقينا متفق عليه
وعن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية فدعوه فأبى أن يأكل وقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير رواه البخاري مصلية بفتح الميم أي مشوية
وعن أنس رضي الله عنه قال لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات وما أكل خبزا مرققا حتى مات رواه البخاري وفي رواية له ولا رأى شاة سميطا بعينه قط
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه رواه مسلم الدقل تمر رديء
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال ما رأى رسول صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله تعالى فقيل له هل كان لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلا من حين ابتعثه الله تعالى حتى قبضه الله تعالى فقيل له كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول قال كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثريناه رواه البخاري قوله النقي هو بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء وهو الخبز الحوارى وهو الدرمك قوله ثريناه هو بثاء مثلثة ثم راء مشددة ثم ياء مثناة من تحت ثم نون أي بللناه وعجناه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة قالا الجوع يا رسول الله قال وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوما فقاما معه فأتى رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأة قالت مرحبا وأهلا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين فلان قالت ذهب يستعذب لنا الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم قال الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال كلوا وأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك والحلوب فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم رواه مسلم قولها يستعذب أي يطلب الماء العذب وهو الطيب و العذق بكسر العين وإسكان الذال المعجمة وهو الكباسة وهي الغصن و المدية بضم الميم وكسرها هي السكين و الحلوب ذات اللبن والسؤال عن هذا النعيم سؤال تعديد النعم لا سؤال توبيخ وتعذيب والله أعلم وهذا الأنصاري الذي أتوه هو أبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه كذا جاء مبينا في رواية الترمذي وغيره
وعن خالد بن عمر العدوي قال خطبنا عتبة بن غزوان وكان أميرا على البصرة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوى فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا والله لتملأن أفعجبتم ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مالنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا رواه مسلم وله آذنت هو بمد الألف أي أعلمت وقوله بصرم هو بضم الصاد أي بانقطاعها وفنائها وقوله وولت حذاء هو بحاء مهملة مفتوحة ثم ذال معجمة مشددة ثم ألف ممدودة أي سريعة و الصبابة بضم الصاد المهملة وهي البقية اليسيرة وقوله يتصابها هو بتشديد الباء أي يجمعها و الكظيظ الكثير الممتلئ وقوله قرحت هو بفتح القاف وكسر الراء أي صارت فيها قروح
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال أخرجت لنا عائشة رضي الله عنها كساء وإزارا غليظا قالت قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين متفق عليه
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة ماله خلط متفق عليه الحبلة بضم الحاء المهملة وإسكان الباء الموحدة وهي والسمر نوعان معروفان من شجر البادية
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا متفق عليه قال أهل اللغة والغريب معنى قوتا أي ما يسد الرمق
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف ما في وجهي وما في نفسي ثم قال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق ومضى فاتبعته فدخل فاستأذن فأذن لي فدخلت فوجد لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن قالوا أهداه لك فلان أو فلانة قال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد وكان إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها فإذا جاءوا أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا واستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال خذ فأعطهم قال فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فأعطيه الآخر فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال اقعد فاشرب فقعدت فشربت فقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا قال فأرني فأعطيته القدح فحمد الله تعالى وسمى وشرب الفضلة رواه البخاري
وعن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة رضي الله عنها مغشيا علي فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون وما بي إلا الجوع رواه البخاري
وعن عائشة رضي الله عنها قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعا من شعير متفق عليه
وعن أنس رضي الله عنه قال رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعه بشعير ومشيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سنخة ولقد سمعته يقول ما أصبح لآل محمد صاع ولا أمسى وإنهم لتسعة أبيات رواه البخاري الإهالة بكسر الهمزة الشحم الذائب والسنخة بالنون والخاء المعجمة وهي المتغيرة
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم منها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته رواه البخاري
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدم حشوه ليف رواه البخاري
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من الأنصار فسلم عليه ثم أدبر الأنصاري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أخا الأنصار كيف أخي سعد بن عبادة فقال صالح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعوده منكم فقام وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي في تلك السباخ حتى جئناه فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين معه رواه مسلم
وعن عمران بن الحصين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فما أدري قال النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثا ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن متفق عليه
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وأن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن عبيد الله بن محصن الأنصاري الخطمي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها رواه الترمذي وقال حديث حسن سربه بكسر السين المهملة أي نفسه وقيل قومه
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أسلم وكان رزقه كفافا وقنعه الله بما آتاه رواه مسلم
وعن أبي محمد فضالة بن عبيد الأنصاري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاويا وأهله لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب هؤلاء مجانين فإذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف إليهم فقال لو تعلمون ما لكم عند الله تعالى لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة رواه الترمذي وقال حديث صحيح الخصاصة الفاقة والجوع الشديد
وعن أبي كريمة المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه رواه الترمذي وقال حديث حسن أكلات أي لقم
وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الأنصاري الحارثي رضي الله عنه قال ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما عنده الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تسمعون ألا تسمعون إن البذاذة من الإيمان إن البذاذة من الإيمان يعني التقحل رواه أبو داود البذاذة بالباء الموحدة والذالين المعجمتين وهي رثاثة الهيئة وترك فاخر اللباس وأما التقحل فبالقاف والحاء قال أهل اللغة المتقحل هو الرجل اليابس الجلد من خشونة العيش وترك الترفه
وعن أبي عبد الله جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر علينا أبا عبيدة رضي الله عنه نتلقي عيرا لقريش وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة فقيل كيف كنتم تصنعون بها قال نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها من الماء فتكفينا يومنا إلى الليل وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله بالماء فنأكله قال وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر فقال أبو عبيدة ميتة ثم قال لا بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا فأقمنا عليه شهرا ونحن ثلاثمائة حتى سمنا ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن ونقطع منه الفدر كالثور أو كقدر الثور ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في وقب عينه وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها وتزودنا من لحمه وشائق فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكله رواه مسلم الجراب وعاء من جلد معروف وهو بكسر الجيم وفتحها والكسر أفصح قوله نمصها بفتح الميم والخبط ورق شجر معروف تأكله الإبل والكثيب التل من الرمل والوقب بفتح الواو وإسكان القاف وبعدها باء موحدة وهو نقرة العين والقلال الجرار والفدر بكسر الفاء وفتح الدال القطع رحل البعير بتخفيف الحاء أي جعل عليه الرحل و الوشائق بالشين المعجمة والقاف اللحم الذي اقتطع ليقدد منه والله أعلم
وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت كان كم قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرصغ رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن الرصغ بالصاد والرسغ بالسين أيضا هو المفصل بين الكف والساعد
وعن جابر رضي الله عنه قال إنا كنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هذه كدية عرضت في الخندق فقال أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم فقلت يا رسول الله ائذن لي إلى البيت فقلت لامرأتي رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا مافي ذلك صبر فعندك شيء فقالت عندي شعير وعناق فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافي قد كادت تنضج فقلت طعيم لي فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان قال كم هو فذكرت له فقال كثير طيب قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي فقال قوموا فقام المهاجرون والأنصار فدخلت عليها فقلت ويحك جاء النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار ومن معهم قالت هل سألك قلت نعم قال ادخلوا ولا تضاغطوا فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع فلم يزل يكسر ويغرف حتى شبعوا وبقي منه فقال كلي هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة متفق عليه وفي رواية قال جابر لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمصا فانكفأت إلى امرأتي فقلت هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن فذبحتها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه فجئته فساررته فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير فتعال أنت ونفر معك فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سؤرا فحيهلا بكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء فجئت وجاء النبي صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك فقلت قد فعلت الذي قلت فأخرجت عجينا فبسق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال ادع خابزة فلتخبز معك واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وأن عجيننا ليخبز كما هو قوله عرضت كدية بضم الكاف وإسكان الدال وبالياء المثناة تحت وهي قطعة غليظة صلبة من الأرض لا يعمل فيها الفأس والكثيب أصله تل الرمل والمراد هنا صارت ترابا ناعما وهو معنى أهيل و الأثافي الأحجار التي يكون عليها القدر و تضاغطوا تزاحموا و المجاعة الجوع وهو بفتح الميم والخمص بفتح الخاء المعجمة والميم الجوع و انكفأت انقلبت ورجعت والبهيمة بضم الباء تصغير بهمة وهي العناق بفتح العين و الداجن هي التي ألفت البيت والسؤر الطعام الذي يدعى الناس إليه وهو بالفارسية وحيهلا أيتعالوا وقولها بك وبك أي خاصمته وسبته لأنها اعتقدت أن الذي عندها لا يكفيهم فاستحيت وخفي عليها ما أكرم الله سبحانه وتعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم من هذه المعجزة الظاهرة والآية الباهرة بسق أي بصق ويقال أيضا بزق ثلاث لغات و عمد بفتح الميم قصد و اقدحي أي اغرفي والمقدحة المغرفة و تغط أي لغليانها صوت والله أعلم
وعن أنس رضي الله عنه قال قال أبو طلحة لأم سليم قد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء فقالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخذت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك أبو طلحة فقلت نعم فقال ألطعام فقلت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت الله ورسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم معه حتى دخلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلمي ما عندك يا أم سليم فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله ففت وعصرت عليه أم سليم عكة فآدمته ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم حتى أكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون رجلا أو ثمانون متفق عليه وفي رواية فما زال يدخل عشرة ويخرج عشرة حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتى شبع ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا منها وفي رواية فأكلوا عشرة عشرة حتى فعل ذلك بثمانين رجلا ثم أكل النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وأهل البيت وتركوا سؤرا وفي رواية ثم أفضلوا ما بلغوا جيرانهم وفي رواية عن أنس قال جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فوجدته جالسا مع أصحابه وقد عصب بطنه بعصابة فقلت لبعض أصحابه لم عصب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطنه فقالوا من الجوع فذهبت إلى أبي طلحة وهو زوج أم سليم بنت ملحان فقلت يا أبتاه قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عصب بطنه بعصابة فسألت بعض أصحابه فقالوا من الجوع فدخل أبو طلحة على أمي فقال هل من شيء قالت نعم عندي كسر من خبز وتمرات فإن جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده أشبعناه وإن جاء آخر معه قل عنهم وذكر تمام الحديث

 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة والإنفاق وذم السؤال من غير ضرورة

قال الله تعالى " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " هود
قال تعالى " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا " البقرة
قال تعالى " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " الفرقان
قال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون " الذاريات وأما الأحاديث فتقدم معظمها في البابين السابقين ومما لم يتقدم
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الغني عن كثرة العرض ولكن الغني غني النفس متفق عليه العرض بفتح العين والراء هو المال
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه رواه مسلم
وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال يا حكيم إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله فقال يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسمه الله له في هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي متفق عليه يرزأ براء ثم زاي ثم همزة أي لم يأخذ من أحد شيئا وأصل الرزء النقصان أي لم ينقص أحدا شيئا بالأخذ منه و إشراف النفس تطلعها وطمعها بالشيء و سخاوة النفس هي عدم الإشراف إلى الشيء والطمع فيه والمبالاة به والشره
وعن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه فنقبت أقدامنا ونقبت قدمي وسقطت أظفاري فكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا الخرق قال أبو بردة فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك وقال ما كنت أصنع بأن أذكره قال كأنه كره أن يكون شيئا من عمله أفشاه متفق عليه
وعن عمرو بن تغلب بفتح التاء المثناة فوق وإسكان الغين المعجمة وكسر اللام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال أو سبي فقسمه فأعطى رجالا وترك رجالا فبلغه أن الذين ترك عتبوا فحمد الله ثم أثنى عليه ثم قال أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي ولكني إنما أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغني والخير منهم عمرو بن تغلب قال عمرو بن تغلب فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم رواه البخاري الهلع هو أشد الجزع وقيل الضجر
وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غني ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله متفق عليه وهذا لفظ البخاري ولفظ مسلم أخصر
وعن سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته رواه مسلم
وعن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا حديثي عهد ببيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله ثم قال ألا تبايعون رسول الله فبسطنا أيدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك قال على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وتطيعوا وأسر كلمة خفية ولا تسألوا الناس شيئا فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه رواه مسلم
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم متفق عليه المزعة بضم الميم وإسكان الزاي وبالعين المهملة القطعة
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف عن المسألة اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة متفق عليه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر رواه مسلم
وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن المسألة كد يكد بها الرجل وجهه إلا أن يسأل الرجل سلطانا أو في أمر لابد منه رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح الكد الخدش ونحوه
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن أنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن يوشك بكسر الشين أي يسرع
وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة فقلت أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا رواه أبو داود بإسناد صحيح
وعن أبي بشر قبيصة بن المخارق رضي الله عنه قال تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ثم قال يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا رواه مسلم الحمالة بفتح الحاء أن يقع قتال ونحوه بين فريقين فيصلح إنسان بينهم على مال يتحمله ويلتزمه على نفسه و الجائحة الآفة تصيب مال الإنسان و القوام بكسر القاف وفتحها هو ما يقوم به أمر الإنسان من مال ونحوه و السداد بكسر السين ما يسد حاجة المعوز ويكفيه و الفاقة الفقر و الحجى العقل
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس متفق عليه


 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

جواز الأخذ من غير مسألة ولا تطلع إليه

عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر عن عمر رضي الله عنهم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول أعطه من هو أفقر إليه مني فقال خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت كله وإن شئت تصدق به وما لا فلا تتبعه نفسك قال سالم فكان عبد الله لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه متفق عليه مشرف بالشين المعجمة أي متطلع إليه

 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

الحث على الأكل من عمل يده والتعفف به عن السؤال والتعرض للإعطاء

قال الله تعالى " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله " الجمعة
وعن أبي عبد الله الزبير بن العوام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه متفق عليه
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده رواه البخاري
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان زكريا عليه السلام نجارا رواه مسلم
وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود صلى الله عليه وسلم كان يأكل من عمل يده رواه البخاري



 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير ثقة بالله

تعالى
قال الله تعالى " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه " سبأ
قال تعالى "وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون " البقرة
قال تعالى " وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم" البقرة
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها متفق عليه معناه ينبغي أن لا يغبط أحد إلا على إحدى هاتين الخصلتين
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر رواه البخاري
وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة متفق عليه
وعن جابر رضي الله عنه قال ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا متفق عليه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا متفق عليه
وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
قال الله تعالى أنفق يا ابن آدم ينفق عليك متفق عليه
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف متفق عليه
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله تعالى بها الجنة رواه البخاري وقد سبق بيان هذا الحديث في باب بيان كثرة طرق الخير
عن أبي أمامة صدي بن عجلان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى رواه مسلم
وعن أنس رضي الله عنه قال ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه ولقد جاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين فرجع إلى قومه فقال يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيرا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها رواه مسلم
وعن عمر رضي الله عنه قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقلت يا رسول الله لغير هؤلاء كانوا أحق به منهم قال إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش فأعطيهم أو يبخلوني ولست بباخل رواه مسلم
وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه قال بينما هو يسير مع النبي صلى الله عليه وسلم مقفله من حنين فعلقه الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعطوني ردائي فلو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا رواه البخاري مقفله أي حال رجوعه و السمرة شجرة و العضاه شجر له شوك
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل رواه مسلم
وعن أبي كبشة عمرو بن سعد الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيته فوزرهما سواء رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وعن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بقي منها قالت ما بقي منها إلا كتفها قال بقي كلها غير كتفها رواه الترمذي وقال حديث صحيح ومعناه تصدقوا بها إلا كتفها فقال بقيت لنا في الآخرة إلا كتفها
وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا توكي فيوكي الله عليك وفي رواية أنفقي أو أنفحي أو أنضحي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك متفق عليه و انفحي بالحاء المهملة هو بمعنى أنفقي وكذلك أنضحي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت أو وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها فلا تتسع متفق عليه و الجبة الدرع ومعناه أن المنفق كلما أنفق سبغت وطالت حتى تجر وراءه وتخفي رجليه وأثر مشيه وخطواته
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل متفق عليه الفلو بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو ويقال أيضا بكسر الفاء وإسكان اللام وتخفيف الواو وهو المهر
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك قال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبد الله لم تسألني عن اسمي فقال إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لإسمك فما تصنع فيها فقال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأرد فيها ثلثه رواه مسلم الحرة الأرض الملبسة حجارة سوداء والشرجة بفتح الشين المعجمة وإسكان الراء وبالجيم هي مسيل الماء

 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

النهي عن البخل والشح

قال الله تعالى " وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ماله إذا تردى " الليل
قال تعالى " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " التغابن وأما الأحاديث فتقدمت جملة منها في الباب السابق
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم رواه مسلم

 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

الإيثار والمواساة

قال الله تعالى " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " الحشر
قال تعالى " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " الدهر إلى آخر الآيات
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يضيف هذا الليلة فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية قال لامرأته هل عندك شيء فقالت لا إلا قوت صبياني قال علليهم بشيء وإذا أرادوا العشاء فنوميهم وإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة متفق عليه
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة متفق عليه وفي رواية لمسلم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل رواه مسلم
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فقالت نسجتها بيدي لأكسوكها فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها فخرج إلينا وإنها لإزاره فقال فلان اكسنيها ما أحسنها فقال نعم فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه فقال له القوم ما أحسنت لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها ثم سألته وعلمت أنه لا يرد سائلا فقال إني والله ما سألته لألبسها إنما سألته لتكون كفني قال سهل فكانت كفنه رواه البخاري
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم متفق عليه أرملوا فرغ زادهم أو قارب الفراغ

 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

فضل الغني الشاكر وهو من أخذ المال من وجهه وصرفه في وجوهه المأمور بها

قال الله تعالى " فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى " الليل
قال تعالى " وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى " الليل
قال تعالى " إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير " البقرة
قال تعالى " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم " آل عمران والآيات في فضل الإنفاق في الطاعات كثيرة معلومة
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها متفق عليه وتقدم شرحه قريبا
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار متفق عليه الآناء الساعات
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم فقال وما ذاك فقالوا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم قالوا بلى يا رسول الله قال تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء متفق عليه وهذا لفظ رواية مسلم الدثور الأموال الكثيرة والله أعلم

 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

التنافس في أمور الآخرة وبالاستكثار مما يتبرك به

قال الله تعالى " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " المطففين
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام أ تأذن لي أن أعطي هؤلاء فقال الغلام لا والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده متفق عليه تله بالتاء المثناة فوق أي وضعه وهذا الغلام هو ابن عباس رضي الله عنهما
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا أيوب عليه السلام يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثي في ثوبه فناداه ربه عز وجل يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى وعزتك ولكن لا غنى بي عن بركتك رواه البخاري


 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر

عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها رواه مسلم وفي رواية فمن أراد أن يزور القبور فليزر فإنها تذكرنا بالآخرة
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد رواه مسلم
وعن بريدة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أسأل الله لنا ولكم العافية رواه مسلم
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور بالمدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر رواه الترمذي وقال حديث حسن



 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

كراهية تمني الموت بسبب ضر نزل به ولا بأس به لخوف الفتنة في الدين

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتمن أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب متفق عليه وهذا لفظ البخاري وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتمن أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا
وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لابد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي متفق عليه
وعن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب بن الأرت رضي الله عنه نعوده وقد اكتوى سبع كيات فقال إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعا إلا التراب ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطا له فقال إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب متفق عليه وهذا لفظ رواية البخاري

 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

الورع وترك الشبهات

قال الله تعالى " وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم " النور
قال تعالى "إن ربك لبالمرصاد " الفجر
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب متفق عليه وروياه من طرق بألفاظ متقاربة
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة في الطريق فقال لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها متفق عليه
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس رواه مسلم حاك بالحاء المهملة والكاف أي تردد فيه
وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر قلت نعم فقال استفت قلبك البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك حديث حسن رواه أحمد والدارمي في مسنديهما
وعن أبي سروعة بكسر السين المهملة وفتحها عقبة بن الحارث رضي الله عنه أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت إني قد أرضعت عقبة والتي قد تزوج بها فقال لها عقبة ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف وقد قيل ففارقها عقبة ونكحت زوجا غيره رواه البخاري إهاب بكسر الهمزة و عزيز بفتح العين وبزاي مكررة
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ومعناه اترك ما تشك فيه وخذ ما لا تشك فيه
وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام تدري ما هذا فقال أبو بكر وما هو قال كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه رواه البخاري الخراج شيء يجعله السيد على عبده يؤديه إلى السيد كل يوم وباقي كسبه يكون للعبد
وعن نافع أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف وفرض لابنه ثلاثة آلاف وخمسمائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته فقال إنما هاجر به أبوه يقول ليس هو كمن هاجر بنفسه رواه البخاري
وعن عطية بن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لايبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع مالا بأس به حذرا مما به بأس رواه الترمذي وقال حديث حسن

 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

استحباب العزلة عند فساد الزمان أو لخوف من فتنة في الدين أو وقوع في حرام وشبهات ونحوها

قال الله تعالى " ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين " الذاريات
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يحب العبد التقي الغني رواه مسلم والمراد ب الغني غني النفس كما سبق في الحديث الصحيح
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رجل أي الناس أفضل يارسول الله قال مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله قال ثم من قال ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه وفي رواية يتقي الله ويدع الناس من شره متفق عليه
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن رواه البخاري و شعف الجبال أعلاها
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم فقال أصحابه وأنت قال نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة رواه البخاري
وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من خير معاش الناس رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل أو الموت مظانه أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير رواه مسلم يطير أي يسرع ومتنه ظهره والهيعة الصوت للحرب والفزعة نحوه و مظان الشيء المواضع التي يظن وجوده فيها والغنيمة بضم الغين تصغير الغنم الشعفة بفتح الشين والعين هي أعلى الجبل

 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

فضل الاختلاط بالناس وحضور جمعهم وجماعتهم ومشاهد الخير ومجالس الذكر معهم وعيادة مريضهم وحضور جنائزهم

اعلم أن الاختلاط بالناس على الوجه الذي ذكرته هو المختار الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وكذلك الخلفاء الراشدون ومن بعدهم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين وأخيارهم وهو مذهب أكثر التابعين ومن بعدهم وبه قال الشافعي وأحمد وأكثر الفقهاء رضي الله عنهم أجمعين
قال تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى " المائدة والآيات في معنى ما ذكرته كثيرة معلومة


 
رد: رياض الصالحين بقلم (ياسر وكنزى)

التواضع وخفض الجناح للمؤمنين

قال الله تعالى " واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين " الشعراء
قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " المائدة
قال تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " الحجرات
قال تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" النجم
قال تعالى " ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون " الأعراف
وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله رواه مسلم
وعن أنس رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله متفق عليه
وعنه قال إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت رواه البخاري
وعن الأسود بن يزيد قال سئلت عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته قالت كان يكون في مهنة أهله يعني خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة رواه البخاري
وعن أبي رفاعة تميم بن أسيد رضي الله عنه قال انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتى بكرسي فقعد عليه وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها رواه مسلم
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث قال وقال إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان وأمر أن تسلت القصعة قال فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم قال أصحابه وأنت فقال نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة رواه البخاري
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو دعيت إلى كراع أو ذراع لقبلت ولو أهدى إلي ذراع أو كراع لقبلت رواه البخاري
وعن أنس رضي الله عنه قال كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء لا تسبق أو لا تكاد تسبق فجاء أعرابي على قعود له فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه النبي صلى الله عليه وسلم فقال حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه رواه البخاري


 
الوسوم
الـصالـحين بقلم خالد ريـاض كتاب وكنزى وياسر
عودة
أعلى