كتاب فنون الحرب فى الإسلام

عن بعض من اقوال الخلفاء الراشدين

انا مش هارتب انا عايز تسمعوا الخلفاء و هم بيتكلموا عن تكتيكات الحرب
لا أظن ان عمر بن الخطاب قرأ كتاب فن الحرب لصن تزو مثلا أو اتعلم من حروب الجاهلية بين القبائل العربية .. السؤال هو العلم ده منين ؟

كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما ومن معه من الأجناد‏:

‏ أما بعد فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو وأقوى المكيدة في الحرب‏.‏

وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم‏.‏

وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة وإلا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا‏.‏

واعلموا أن عليكم في مسيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا وإن أسأنا فرب قوم قد سلط عليهم شر منهم كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفار المجوس فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً‏.‏ واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم‏.‏

أسأل الله ذلك لنا ولكم‏.‏

وترفق بالمسلمين في مسيرهم ولا تجشمهم مسيراً يتعبهم ولا تقصر بهم على منزل يرفق بهم حتى يبلغوا عدوهم والسفر لم ينقص قوتهم فإنهم سائرون إلى عدو مقيم حامي الأنفس والكراع‏.‏

وأقم ومن معك في كل جمعة يوم وليلة حتى تكون لهم راحة يحيون فيها أنفسهم ويرمون أسلحتهم وأمتعتهم

ونح منازلهم عن قرى أهل الصلح والذمة فلا يدخلها من أصحابك إلا من تثق بدينه ولا يرزأ أحداً أهلها شيئاً فإن لهم حرمة وذمة ابتليتم بالوفاء بها كما ابتلوا بالصبر عليها فما صبروا لكم فتولوهم خيراً‏.‏

ولا تستنصروا على أهل الحرب بظلم أهل الصلح‏.‏


وإذا وطئت لأرض العدو فأذك العيون بينك وبينهم ولا يخف عليك أمرهم‏.‏


وليكن عندك العرب أو من أهل الأرض من تطمئن إلى نصحه وصدقه فإن الكذوب لا ينفعك خيره وإن صدقك في بعضه والغاش عين عليك وليس عينا لك‏.‏


وليكن منك عند دنوك من أرض العدو أن تكثر الطلائع وتبث السرايا بينك وبينهم فتقطع السرايا أمدادهم وموافقهم وتتبع الطلائع عوراتهم‏.‏

وانتق للطلائع أهل الرأي والبأس من أصحابك وتخير لهم سوابق الخيل‏.‏


فإن لقوا عدوا كان أول ما تلقاهم القوة من رأيك واجعل أمر السرايا إلى أهل الجهاد والصبر على الجلاد لا تخص بها أحداً يهوى فيضيع من أمرك ورأيك اكثر مما حابيت به أهل خاصتك‏.‏


ولا تبعثن طليعة ولا سرية في وجه تتخوف عليها فيه غلبة أو ضيعة ونكاية‏.‏

فإذا عاينت العدو فاضمم إليك أقاصيك وطلائعك وسراياك واجمع إليك مكيدتك وقوتك

ثم لا تعاجلهم المناجزة ما لم يستكرهك قتال حتى تبصر عورة عدوك ومقالته وتعرف الأرض كلها كمعرفة أهلها بها فتصنع بعدوك كصنعه بك‏.‏

ثم أذك أحراسك على عسكرك وتيقظ من البيات جهدك‏.‏

ولا تؤتي بأسير ليس له عقد إلا ضربت عنقه لترهب بذلك عدو الله وعدوك‏.‏

والله ولي أمرك ومن معك وولي النصر لكم على عدوكم والله المستعان‏.‏


الله .. الله.. ماشاء الله
لله در امير المؤمنين .. يرى و يسمع و يخطط و يناور و يضع استراتيجية و ينتصر في الحرب قبل ان يخوضها

الله.. ماشاء الله​


خطة حربية في 6 نقاط :​


1- تقوى الله افضل عدة​


2- الاحتراس من الخطايا​


3- ان لا نستوي و جيش الاعداء في المعصية​


4-الأستحياء من الله​


5-عدم الاتكال على اننا مسلمون و هم كفار ..مش كفاية​


6-الدعاء.. نسأل الله العون على انفسنا كما نسأله النصر على الاعداء​


واضح مش كدة ..... علشان ننتصر لازم نبدأ بنفسنا​

علشان ننتصر لازم نتقي الله..لازم نستحي من الله ..​


علشان نحارب لازم نكون جاهزين ..نجتنب المعصية .. نجتنب الخطايا ..لا نستوي نحن و اعدائنا امام الله​


و الناس اللي بيقولوا... كفاية اننا مسلمين و هم كفار ...اظن لازم يتدبروا قول الفاروق كويس​

وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة لأن عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة وإلا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا‏.‏​


الله......​

في الغرب بيقولوا مقولة شهيرة جدا" .. بيقولوا " في الحروب ..كل شئ مباح "​


في الأسلام بنقول .. " ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلطه علينا وإن أسأنا..... فرب قوم قد سلط عليهم شر منهم كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفار المجوس فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً‏.‏ "​


احنا كده اتكلمنا عن الخطة الحربية .. لسة ماتكلمناش عن التكتيك العسكري في الوصية العمرية لسعد بن الوقاص​


 
جاء في كتاب
غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب
محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي (المتوفى : 1188هـ)

وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الْمَرْفُوعِ { لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، وَلَكِنَّ الشَّدِيدَ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ } .
وَكُلَّمَا تَمَرَّنَ عَلَى مُخَالَفَةِ هَوَاهُ اكْتَسَبَ قُوَّةً عَلَى قُوَّتِهِ ، وَبِمُخَالَفَتِهِ لِهَوَاهُ تَعْظُمُ حُرْمَتُهُ وَتَغْزُرُ مُرُوءَتُهُ .
قَالَ مُعَاوِيَةُ : الْمُرُوءَةُ تَرْكُ الشَّهَوَاتِ وَعِصْيَانُ الْهَوَى .

قِيلَ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ جِهَادُك هَوَاك .


قَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ ابْنُ الْقَيِّمِ : وَسَمِعْت شَيْخَنَا يَعْنِي شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ يَقُولُ : جِهَادُ النَّفْسِ وَالْهَوَى أَصْلُ جِهَادِ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ ، فَإِنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى جِهَادِهِمْ حَتَّى يُجَاهِدَ نَفْسَهُ وَهَوَاهُ أَوَّلًا حَتَّى يَخْرُجَ إلَيْهِمْ ، فَمَنْ قَهَرَ هَوَاهُ عَزَّ وَسَادَ ، وَمَنْ قَهَرَهُ هَوَاهُ ذَلَّ وَهَانَ وَهَلَكَ وَبَادَ .


فِي رَوْضَةِ الْمُحِبِّينَ لِلْإِمَامِ ابْنِ الْقَيِّمِ : لِكُلِّ عَبْدٍ بِدَايَةٌ وَنِهَايَةٌ ، فَمَنْ كَانَتْ بِدَايَتُهُ اتِّبَاعُ الْهَوَى كَانَتْ نِهَايَتُهُ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْحِرْمَانُ وَالْبَلَاءُ الْمَتْبُوعُ بِحَسَبِ مَا اتَّبَعَ مِنْ هَوَاهُ ، بَلْ يَصِيرُ لَهُ ذَلِكَ فِي نِهَايَتِهِ عَذَابًا يُعَذَّبُ بِهِ فِي قَلْبِهِ كَمَا قِيلَ : مَآرِبُ كَانَتْ فِي الشَّبَابِ لِأَهْلِهَا عِذَابًا فَصَارَتْ فِي الْمَشِيبِ عَذَابَا فَلَوْ تَأَمَّلْت حَالَ كُلِّ ذِي حَالٍ شِينَةٍ زَرِيَّةٍ لَرَأَيْت بِدَايَتَهُ الذَّهَابُ مَعَ هَوَاهُ وَإِيثَارُهُ عَلَى عَقْلِهِ .
وَمَنْ كَانَتْ بِدَايَتُهُ مُخَالَفَةَ هَوَاهُ وَطَاعَةُ دَاعِي رُشْدِهِ كَانَتْ نِهَايَتُهُ الْعِزَّ وَالشَّرَفَ وَالْغِنَى وَالْجَاهَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ النَّاسِ .

قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ : مُخَالَفَةُ الْهَوَى تُورِثُ الْعَبْدَ قُوَّةً فِي بَدَنِهِ وَقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ .

وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : الْغَالِبُ لِهَوَاهُ أَشَدُّ مِنْ الَّذِي يَفْتَحُ الْمَدِينَةَ وَحْدَهُ .


 
جاء في كتاب
غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

رَوَى مُسْلِمٌ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ { مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ قَبْلِي إلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يَقُولُونَ ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ } .


وَأَخْرَجَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ عَنْ عُمَرَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَرْفُوعًا { يُوشِكُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ تَهْلَكَ إلَّا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ ، رَجُلٌ أَنْكَرَ بِيَدِهِ وَبِلِسَانِهِ وَبِقَلْبِهِ ، فَإِنْ جَبُنَ بِيَدِهِ فَبِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ ، فَإِنْ جَبُنَ بِلِسَانِهِ وَيَدِهِ فَبِقَلْبِهِ } .


وَأَخْرَجَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ أَيْضًا بِإِسْنَادٍ مُنْقَطِعٍ عَنْ عَلِيٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَرْفُوعًا { سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ لَا يَسْتَطِيعُ الْمُؤْمِنُ فِيهَا أَنْ يُغَيِّرَ بِيَدٍ وَلَا بِلِسَانٍ .
قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ قَالَ يُنْكِرُونَهُ بِقُلُوبِهِمْ .
قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ يُنْقِصُ ذَلِكَ إيمَانَهُمْ شَيْئًا ؟ قَالَ لَا إلَّا كَمَا يُنْقِصُ الْقَطْرُ مِنْ الصَّفَا } وَخَرَّجَهُ الطَّبَرَانِيُّ بِمَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ مَرْفُوعًا .


فَهَذِهِ الْأَخْبَارُ وَنَحْوُهَا دَلَّتْ عَلَى وُجُوبِ إنْكَارِ الْمُنْكَرِ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ وَالْقُدْرَةِ عَلَيْهِ ، وَأَنَّ الْإِنْكَارَ بِالْقَلْبِ لَا بُدَّ مِنْهُ ، فَمَنْ لَمْ يُنْكِرْ قَلْبُهُ الْمُنْكَرَ دَلَّ عَلَى ذَهَابِ الْإِيمَانِ مِنْ قَلْبِهِ ،

وَقَدْ قَالَ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ " إنَّ أَوَّلَ مَا تُغْلَبُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْجِهَادِ الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ ، ثُمَّ الْجِهَادُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ، ثُمَّ الْجِهَادُ بِقُلُوبِكُمْ ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ قَلْبُهُ الْمَعْرُوفَ وَيُنْكِرْ قَلْبُهُ الْمُنْكَرَ نُكِسَ فَجَعَلَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ .


فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد عَنْ الْعُرْسِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { إذَا عُمِلَتْ الْخَطِيئَةُ فِي الْأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا كَمَنْ غَابَ عَنْهَا ، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا } .


 
التكتيك العسكري في وصية سيدنا عمر بن الخطاب اللي سبق و كتبناها

يا اخوتي في الله ...انا كل ما اتدبر الوصية دي .. .. أحب سيدنا عمر اكتر و اكتر .. و استغرب هو اتعلم منين التكتيك العسكري .. .. الاسترتيجية الحربية .. .. و العلم اللي بيسمية الغرب Logistics .. او فن ادارة الامدادات العسكرية

علي العموم خلينا نسمع اية التكتيك
سيدنا عمر اتكلم علي الجيش من اول ما يسيب المدينة لحد ما تبدأ المعركة على أربعة مراحل

أولا: السير من المدينة في أرض المسلمين و المعاهدين

ثانيا : السير في أرض العدو

ثالثا : عند تحديد العدو و معاينة الجيش

رابعا : عند انتهاء المعركة

أولا: السير من المدينة في أرض المسلمين و المعاهدين [/U]

1- ترفق بالمسلمين في مسيرهم

أ- ولا تجشمهم مسيراً يتعبهم
ب- ولا تقصر بهم على منزل يرفق بهم

اية السبب ؟

حتى يبلغوا عدوهم والسفر لم ينقص قوتهم فإنهم سائرون إلى عدو مقيم حامي الأنفس والكراع‏.‏

2- وأقم ومن معك في كل جمعة يوم وليلة

و السبب

حتى تكون لهم راحة يحيون فيها أنفسهم ويرمون أسلحتهم وأمتعتهم

3- ونح ( ابعد ) منازلهم عن قرى أهل الصلح والذمة

أ- فلا يدخلها من أصحابك إلا من تثق بدينه
ب- ولا يرزأ أحداً أهلها شيئاً ( لا يظلم احد اهلها ..)

و السبب

فإن لهم حرمة وذمة ابتليتم بالوفاء بها كما ابتلوا بالصبر عليها فما صبروا لكم فتولوهم خيراً‏.‏

4- ولا تستنصروا على أهل الحرب بظلم أهل الصلح‏.‏

ثانيا : السير في أرض العدو

الحكاية هنا اختلفت تماما... العدو موجود ..وسيدنا عمر بيتكلم من دلوقت علي قوات الاستطلاع و الجواسيس

1- وإذا وطئت لأرض العدو فأذك العيون بينك وبينهم ولا يخف عليك أمرهم‏.‏


2- وليكن عندك العرب أو من أهل الأرض من تطمئن إلى نصحه وصدقه فإن الكذوب لا ينفعك خيره وإن صدقك في بعضه والغاش عين عليك وليس عينا لك‏.‏


3- وليكن منك عند دنوك من أرض العدو أن تكثر الطلائع وتبث السرايا بينك وبينهم

و السبب

فتقطع السرايا أمدادهم وموافقهم وتتبع الطلائع عوراتهم‏.‏

4- وانتق للطلائع أهل الرأي والبأس من أصحابك وتخير لهم سوابق الخيل‏.‏

فإن لقوا عدوا كان أول ما تلقاهم القوة من رأيك

5- واجعل أمر السرايا إلى أهل الجهاد والصبر على الجلاد لا تخص بها أحداً يهوى فيضيع من أمرك ورأيك اكثر مما حابيت به أهل خاصتك‏.‏


6- ولا تبعثن طليعة ولا سرية في وجه تتخوف عليها فيه غلبة أو ضيعة ونكاية‏.‏

ثالثا : عند تحديد العدو و معاينة الجيش

1- فإذا عاينت العدو فاضمم إليك أقاصيك وطلائعك وسراياك واجمع إليك مكيدتك وقوتك

2- ثم لا تعاجلهم المناجزة ما لم يستكرهك قتال حتى تبصر عورة عدوك ومقالته

3- وتعرف الأرض كلها كمعرفة أهلها بها فتصنع بعدوك كصنعه بك‏.‏

4- ثم أذك أحراسك على عسكرك وتيقظ من البيات جهدك‏.‏


رابعا : عند انتهاء المعركة


1- ولا تؤتي بأسير ليس له عقد إلا ضربت عنقه لترهب بذلك عدو الله وعدوك‏.‏

2- الدعاء و التأكيد " والله ولي أمرك ومن معك .. .. وولي النصر لكم على عدوكم .. .. والله المستعان‏.‏ "


سيدنا عمر اتكلم عن المسير.. طريقة معاملة أهل الكتاب و المعاهدين ..استخدام الاستطلاع و الجواسيس ... معرفة الارض ...خطوات المعركة .... نهاية المعركة


 
جاء في كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي حديد

من كلام سيدنا علي عليه السلام كان يقوله لاصحابه في بعض أيام صفين : معاشر المسلمين .استشعروا الخشية ، وتجلببوا السكينة ، وعضوا على النواجذ ، فإنه أنبى للسيوف عن الهام ، وأكملوا اللامة ، وقلقلوا السيوف في أغمادها قبل سلها .
والحظوا الخزر ، واطعنوا الشزر ، ونافحوا بالظبا ، وصلوا السيوف بالخطا .
واعلموا أنكم بعين الله ، ومع ابن عم رسول الله .
فعاودوا الكر ، واستحيوا من الفر ، فإنه عار في الاعقاب ، ونار يوم الحساب ، وطيبوا عن أنفسكم نفسا ، وامشوا إلى الموت مشيا سجحا ، وعليكم بهذا السواد الاعظم ، والرواق المطنب ، فاضربوا ثبجه ، فإن الشيطان كامن في كسره ، وقد قدم للوثبة يدا ، وأخر للنكوص رجلا .
فصمدا صمدا ! حتى ينجلى لكم عمود الحق وأنتم الاعلون ، والله معكم ولن يتركم أعمالكم .


الشرح :

قوله : (استشعروا الخشية) ، أي اجعلوا الخوف من الله تعالى من شعاركم ، والشعار من الثياب : ما يكون دون الدثار ، وهو يلى الجلد ، وهو ألصق ثياب الجسد ، وهذه استعارة حسنة ، والمراد بذلك أمرهم بملازمة الخشية والتقوى ، كما أن الجلد يلازم الشعار .


قوله : (وتجلببوا السكينة) أي اجعلوا السكينة والحلم والوقار جلبابا لكم ، والجلباب : الثوب المشتمل على البدن .


قوله : (وعضوا على النواجذ) جمع ناجذ ، وهو أقصى الاضراس ، وللانسان أربعة نواجذ في كل شق ، والنواجذ بعد الارحاء ، ويسمى الناجذ ضرس الحلم ، لانه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل ، ويقال : إن العاض على نواجذه ينبو السيف عن هامته نبواما ، وهذا مما يساعد التعليل الطبيعي عليه ، وذلك أنه إذا عض على نواجذه تصلبت الاعصاب والعضلات المتصلة بدماغه ، وزال عنها الاسترخاء ، فكانت على مقاومة السيف أقدر ، وكان تأثير السيف فيها أقل .


وقوله : (فإنه أنبى) ، الضمير راجع إلى المصدر الذى دل الفعل عليه ، تقديره : فإن العض أنبى ، كقولهم : من فعل خيرا كان له خيرا ، أي كان فعله خيرا ، وأنبى (أفعل) ، من نبا السيف ، إذا لم يقطع .
قال الراوندي : هذا كلام ليس على حقيقته ، بل هو كناية عن الامر بتسكين القلب وترك اضطرابه واستيلاء الرعدة عليه ، إلى أن قال : ذلك أشد إبعادا لسيف العدو عن هامتكم .


قوله : (وأكملوا اللامة) ، اللامة بالهمزة : الدرع ، والهمزة ساكنة على (فعلة) ، مثل النأمة للصوت ، وإكمالها أن يزاد على البيضة والسواعد ونحوها .
ويجوز أن يعبر باللامة عن جميع أداة الحرب ، كالدرع والرمح والسيف ، يريد : أكملوا السلاح الذى تحاربون العدو به .


قوله : (وقلقلوا السيوف في أغمادها قبل سلها) ، يوم الحرب لئلا يدوم مكثها في الاجفان فتلحج (1) فيها ، فيستصعب (2) سلها وقت الحاجه إليها .


وقوله : (والحظوا الخزر) ، الخزر أن ينتظر الانسان بعينه ، وكأنه ينظر بمؤخرها وهى أمارة الغضب ، والذى أعرفه (الخزر) بالتحريك ، قال الشاعر :
ذا تخازرت وما بى من خزر ثم كسرت العين وما بى من عور ألفيتني ألوى بعيد المستمر أحمل ما حملت من خير وشر فإن كان قد جاء مسكنا فتسكينه جائز للسجعة الثانية ،

وهى قوله : (واطعنوا الشزر) .
والطعن شزرا ، هو الطعن عن اليمين والشمال ولا يسمى الطعن تجاه الانسان شزرا ، وأكثر ما تستعمل لفظة (الشزر) في الطعن ، لما كان عن اليمين خاصة ، وكذلك إدارة الرحا .
وخزرا وشزرا ، صفتان لمصدرين محذوفين ، تقديره : الحظوا لحظا خزرا ، واطعنوا طعنا شزرا ، وعين (اطعنوا) مضمومة ، يقال : طعنت بالرمح أطعن ، بالضم ، وطعنت في نسبه أطعن ، بالفتح ، أي قدحت ، قال : يطوف بى عكب في معد ويطعن بالصملة في قفيا (1)


قوله : (نافحوا بالظبا) أي ضاربوا نفحة بالسيف ، أي ضربة ، ونفحت الناقة برجلها ، أي ضربت .
والظبا : جمع ظبة ، وهى طرف السيف .


قوله : (وصلوا السيوف بالخطا) ، مثل قول الشاعر : إذا قصرت أسيافنا كان وصلها خطانا إلى أعدائنا فنضارب وقال آخر : نصل السيوف إذا قصرن بخطونا يوما ونلحقها إذا لم

قوله : (فعاودوا الكر) أي إذا كررتم على العدو كرة فلا تقتصروا عليها ، بل كروا كرة أخرى بعدها ، ثم قال لهم : (واستحيوا من الفرار ، فإنه عار في الاعقاب) ، أي في الاولاد ، فإن الابناء يعيرون بفرار الآباء .
ويجوز أن يريد بالاعقاب جمع عقب ، وهو العاقبة وما يؤول إليه الامر ، قال سبحانه : (خير ثوابا وخير عقبا) (5) ، أي خير عاقبة ، فيعنى على هذا الوجه أن الفرار عار في عاقبة أمركم ، وما يتحدث به الناس في مستقبل الزمان عنكم .

ثم قال : (ونار يوم الحساب) ، لان الفرار من الزحف ذنب عظيم ، وهو عند
قال الله تعالى : (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم) (1) ، والجهاد بين يدى الامام ، كالجهاد بين يدى الرسول عليه السلام .


قوله عليه السلام : (وطيبوا عن أنفسكم نفسا) ، لما نصب (نفسا) على التمييز وحده ، لان التمييز لا يكون إلا واحدا ، وإن كان في معنى الجمع ، تقول : انعموا بالا ، ولا تضيقوا ذرعا ، وأبقى (الانفس) على جمعها لما لم يكن به حاجة إلى توحيدها ، يقول : وطنوا أنفسكم على الموت ولا تكرهوه ، وهو نوه عليكم ، تقول : طبت عن مالى نفسا ، إذا هونت ذهابه .


وقوله : (وامشوا إلى الموت مشيا سجحا) ، أي سهلا ، والسجاحة : السهولة ، يقال (2) : في أخلاق فلان سجاحة ، ومن رواه (سمحا) أراد سهلا أيضا .

والسواد الاعظم ، يعنى به جمهور أهل الشام .

قوله : (والرواق المطنب) ، يريد به مضرب معاوية ذا الاطناب ، وكان معاوية في مضرب عليه قبة عالية ، وحوله صناديد أهل الشام .

وثبجه : وسطه ، وثبج الانسان : ما بين كاهله إلى ظهره .
والكسر : جانب الخباء .

وقوله : (فإن الشيطان كامن في كسره) ، يحتمل وجهين : أحدهما أن يعنى به الشيطان الحقيقي ، وهو إبليس ، والثانى : أن يعنى به معاوية .

والثانى هو الاظهر للقرينة التى تؤيده ، وهى قوله : (قد قدم للوثبة يدا ، وأخر للنكوص رجلا) ، أي إن جبنتم وثب ، وإن شجعتم نكص ، أي تأخر وفر ، ومن حمله على الوجه الاول جعله من باب المجاز ، أي أن إبليس كالانسان الذى يعتوره دواع مختلفة بحسب المتجددات ، فإن أنتم صدقتم عدوكم القتال فر عنكم بفرار عدوكم ، وإن تخاذلتم وتواكلتم طمع فيكم بطمعه ، وأقدم عليكم بإقدامه

وقوله عليه السلام : (فصمدا صمدا) أي اصمدوا صمدا صمدا ، صمدت لفلان أي قصدت له .


وقوله : (حتى ينجلى لكم عمود الحق) ، أي يسطع نوره وضوءه ، وهذا من باب الاستعارة ، والواو في قوله : (وأنتم الاعلون) واو الحال .


ولن يتركم أعمالكم ، أي لن ينقصكم وهاهنا مضاف محذوف تقديره : جزاء أعمالكم ، وهو من كلام الله تعالى رصع به خطبته ، عليه السلام .


وهذا الكلام خطب به أمير المؤمنين عليه السلام في اليوم الذى كانت عشيته ليلة الهرير في كثير من الروايات .

و يأتي ان شاء الله تكملة لبعض وصايا الأمام علي كرم الله وجهه .. نفعنا و اياكم الله


 
ومن كلام الأمام علي عليه السلام في حث اصحابه على القتال

: فقدموا الدارع ،

واخروا الحاسر ،

وعضو على الاضراس ، فانه انبى للسيوف عن الهام ،

والتووا في اطراف الرماح ، فانه امور للاسنة ،

وغضوا الابصار ، فإنه اربط للجاش ،

واسكن للقلوب واميتوا الاصوات ، فانه اطرد للفشل ،

ورايتكم فلا تميلوها ولا تخلوها ، ولا تجعلوها الا بأيدى شجعانكم ، والمانعين الذمار منكم ،

فان الصابرين على نزول الحقائق هم الذين يحفون براياتهم ، ويكتنفونها : حفافيها ، ووراءها وامامها ، لا يتاخرون عنها فيسلموها ، ولا يتقدمون عليها فيفردوها .ما شاء الله انتهى كلام الخليفة الراشد و الامام

أما الشرح فلا حول و لا قوة الا بالله
كما قال الرسول : ان من البيان لسحرا :


: الدارع : لابس الدرع ،

والحاسر : الذى لا درع عليه و لا مغفر ، امرهم عليه السلام بتقديم المستلئم على غير المستلئم لان سوره الحرب وشدتها تلقى وتصادف الاول فالاول فواجب ان يكون اول القوم مستلئما ،

وان يعضوا على الاضراس ، وقد تقدم شرح هذا ، وقلنا : انه يجوز ان يبدءوهم بالحنق والجد ، ويجوز أن يريد أن العض على الاضراس يشد شؤون الدماغ ورباطاته ، فلا يبلغ السيف منه مبلغه لو صادفه رخوا .


وأمرهم بأن يلتووا إذا طعنوا ،لانهم إذا فعلوا ذلك ، فبالحر أن يمور السنان ، أي يتحرك عن موضع الطعنة ، فيخرج زالقا ، وإذا لم يلتووا لم يمر السنان ، ولم يتحرك عن موضعه فيخرق وينفذ ، فيقتل .


وامرهم بغض الابصار في الحرب ، فانه أربط للجأش ، أي اثبت للقلب ، لان الغاض ، بصره في الحرب احرى ألا يدهش ولا يرتاع لهول ما ينظر .


وامرهم باماتة الاصوات واخفائها ، فانه اطرد للفشل ، وهو الجبن والخوف وذلك لان الجبان يرعد ويبرق ، والشجاع صامت .


وامرهم بحفظ رايتهم الا يميلوها ، فإنها إذا مالت انكسر العسكر ، لانهم انما ينظرون إليها وألا يخلوها من محام عنها ، وألا يجعلوها بايدى الجبناء وذوى الهلع منهم كى لا يخيموا ويجبنوا عن امساكها .


والذمار : ما وراء الرجل مما يحق عليه ان يحميه ، وسمى ذمارا ، لانه يجب على اهله التذمر له ، أي الغضب .


والحقائق : جمع حاقه ، وهى الامر الصعب الشديد ، ومنه قول الله تعالى : (الحاقه ما الحاقه) ، يعنى الساعه .


ويكتنفونها : يحيطون بها .


وحفافيها : جانباها

 
نكمل ان شاء الله من اقوال ألأمام علي كرم الله وجهه



: أجزأ امرؤ قرنة ، وآسى أخاه بنفسه ، ولم يكل قرنة إلى أخيه ، فيجتمع عليه قرنه وقرن اخيه .

وايم الله لئن فررتم من سيف العاجلة ، لا تسلموا من سيف الاخرة .

وانتم لهاميم العرب ، والسنام الاعظم .

إن في الفرار موجدة الله ، والذل اللازم ، والعار الباقي .

وإن الفار لغير مزيد في عمره ، ولا محجوز بينه وبين يومه .

من رائح إلى الله كالظمآن يرد الماء !

الجنه تحت اطراف العوالي اليوم تبلى الاخبار .

والله لانا اشوق إلى لقائهم منهم إلى ديارهم .

اللهم فإن ردوا الحق فافضض جماعتهم ، وشتت كلمتهم وابسلهم بخطاياهم .


الشرح : من الناس من يجعل هذه الصيغة وهى صيغة الاخبار بالفعل الماضي ، في قوله : " أجزأ امرؤ قرنه " في معنى الامر ، كأنه قال : ليجز كل امرئ قرنه ، لانه إذا جاز الامر بصيغة الاخبار في المستقبل جاز الامر بصيغة الماضي ، وقد جاز الاول ، نحو قوله تعالى : (والوالدات يرضعن أولادهن) (1) ، فوجب ان يجوز الثاني .
ومن الناس من قال : معنى ذلك : هلا أجزأ امرؤ قرنه ! فيكون تحضيضا محذوف الصيغة للعلم بها .


وأجزأ بالهمزة ، أي كفى .

وقرنك : مقارنك في القتال أو نحوه .

وآسى أخاه بنفسه مؤاساة ، بالهمز ، أي جعله اسوة نفسه وفيه ، ويجوز : واسيت زيدا بالواو ، وهى لغة ضعيفة .

ولم يكل قرنه إلى اخيه ، أي لم يدع قرنه ينضم إلى قرن أخيه ، فيصيرا معا فى مقاومة الاخ المذكور ، وذلك قبيح محرم ،

مثاله : زيد وعمرو مسلمان ، ولهما قرنان كافران في الحرب ، لا يجوز لزيد ان ينكل عن قرنه فيجتمع قرنه وقرن عمرو على عمرو .


ثم اقسم عليه السلام أنهم إن سلموا من الالم النازل بهم لو قتلوا بالسيف في الدنيا ، فإنهم لم يسلموا من عقاب الله تعالى في الاخرة ، على فرارهم وتخاذلهم .

وسمى ذلك سيفا على وجه الاستعارة وصناعة الكلام ، لانه قد ذكر سيف الدنيا ، فجعل ذلك في مقابلته .


واللهاميم : السادات الاجواد من الناس ، والجياد من الخيل ، الواحد لهموم .


والسنام الاعظم ، يريد شرفهم وعلو أنسابهم ، لان السنام أعلى اعضاء البعير .


وموجدة الله : غضبه وسخطه .


ويروى : " والذل اللاذم " بالذال المعجمة ، وهو بمعنى اللازم ايضا ، لذمت المكان بالكسر ، أي لزمته .


ثم ذكر أن الفرار لا يزيد في العمر ،

ثم قال لهم : أيكم يروح إلى الله فيكون كالظمآن يرد الماء .


ثم قال : الجنه تحت أطراف العوالي ، وهذا من قول رسول الله صلى الله عليه وآله : " الجنه تحت ظلال السيوف " .


وسمع بعض الانصار رسول الله صلى الله عليه وآله ، يقول يوم احد " الجنه تحت ظلال السيوف " ، وفي يده تميرات يلوكها فقال : بخ بخ ! ليس بينى وبين الجنه إلا هذه التميرات ! ثم قذفها من يده ، وكسر جفن سيفه ، وحمل على قريش فقاتل حتى قتل .


ثم قال : " اليوم تبلى الاخبار ، ، هذا من قول الله تعالى : (ونبلو أخباركم) (1) ، أي نختبر أفعالكم .


ثم دعا على أهل الشام إن ردوا الحق بأن يفض الله جماعتهم ، أي يهزمهم .
ويشتت ، أي يفرق كلمتهم ، وان يبسلهم بخطاياهم أي يسلمهم لاجل خطاياهم التى اقترفوها ولا ينصرهم .


ابسلت فلانا ، إذا اسلمته إلى الهلكة ، فهو مبسل ، قال تعالى : (ان تبسل نفس) (1) ، أي تسلم ، وقال : (اولئك الذين ابسلوا بما كسبو) ، أي أسلموا للهلاك لاجل ما اكتسبوه من الاثم ، وهذه الالفاظ كلها لا يتلو بعضها بعضا ، وانما هي منتزعة من كلام طويل انتزعها الرضى رحمه الله واطرح ما عداها .


الاصل : إنهم لن يزولوا عن مواقفهم دون طعن دراك ، يخرج منه النسيم ، وضرب يفلق الهام ، ويطيح العظام ، ويندر السواعد والاقدام .

 
أخوتي في الله

الحقيقة .. الابحار في بحور الأمام علي بن ابي طالب .. صعب جدا"

و خصوصا " ان المعارك اللي خاضها كانت اثناء الفتنة ... و سيدنا علي وضع قوانين خاصة للفترة الحرجة دي .. انا باحاول انتقي الاقوال اللي تخص آداب الفروسية ..واستراتيجيات المعركة .. لكن الحقيقة كل ما احاول ادخل في التكتيكات .. اتعب ..

خوفا" اني الاقي نفسي باناقش ظروف الفتنة ... و انا رافض تماما اعمل كده

يعني انا انشاء الله ... هابتدي اناقش معاكوا بعض تكتيكات المعارك و اثناء كدة هانحاول نستشهد بأقوال الأمام علي

و الله الموفق و المستعان

تابعوا معانا ان شاء الله

 
جاء في كتاب الفروسية لابن القيم

فصل الأمور المترتبة على الشجاعة


ولما كانت الشجاعة خلقا كريما من أخلاق النفس ترتب عليها أربعة أمور وهي مظهرها وثمرتها

1 - الإقدام في موضع الإقدام

2 - والإحجام في موضع الإحجام

3 - والثبات في موضع الثبات

4 - والزوال في موضع الزوال



وضد ذلك مخل بالشجاعة وهو

1 - إما جبن

2 - وإما تهور

3 - وإما خفة

4 - وطيش


وإذا اجتمع في الرجل الرأي والشجاعة فهو الذي يصلح لتدبير الجيوش وسياسة أمر الحرب


والناس ثلاثة

رجل

ونصف رجل

ولا شيء


فالرجل من اجتمع له إصالة الرأي والشجاعة فهذا الرجل الكامل



كما قال أحمد بن الحسين المتنبي

الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني

فإذا هما اجتمعا لنفس مرة ... بلغت من العلياء كل مكان


ونصف الرجل وهو من انفرد بأحد الوصفين دون الآخر


والذي هو لا شيء من عري من الوصفين جميعا


 
الفتوحات الإسلامية


مقدمة أولاً حول تشريع الجهاد.

تشريع الجهاد من الأسس التي قامت علها دولة الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة


وقد كان أهم الأسس التي قامت عليها الدولة الإسلامية في المدينة:

1- بناء المسجد الجامع بالمدينة.

2- المؤاخاة بين المهاجرين والانصار.

3- الصحيفة والتي نظمت الحياة الإجتماعية بالمدينة وحددت العلاقات بين أهل المدينة المسلمين وبين اليهود.

4- تشريع الجهاد.

**تشريع الجهاد**


ظل رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد ان هاجر إلي يثرب يفضل الوسائل السلميةفي الدعوة إلي الإسلام وينفر من إصطناع سياسة العنف والقوة ولكن الظروف الجديدة التي قامت فيها دولته في المدينة وما نتج عن ذلك من تبييت قريش في مكة النية للقضاء عليها

هذه الظروف دعت إلي تشريع الجهاد لتأمين دولة الإسلام في المدينة من خطر الوثنيين من قريش وغيرها من قبائل العرب المناهضة للإسلام

ومن مؤامرات اليهود في داخل المدينة مع أعدائها في الخارج ولتمكين المسلمين من الدفاع عن انفسهم ممن أخرجوهم من ديارهم بغير حق.

فنزل الوحي علي النبي في المدينة يدعو المسلمين إلي القتال للذود عن أنفسهم :

قال تعالي : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله علي نصرهم لقدير . الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا ان يقولوا ربنا الله)
سورة الحج آية 39.

ثم نزلت آيات أخري كان الغرض منها تحريك عواطف المسلمين إلي ناحية القتال لا من أجل العدوان أو الإعتداء علي المشركين وإنما للدفاع عن أنفسهم والرد علي عدوان المشركين عليهم، وللحفاظ علي الإسلام من الفتنة:
قال تعالي : ( وقاتلوهم حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)

سورة الأنفال آية 39.
وقوله تعالي :
( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ، وعسي أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون. يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله ، والفتنة أكبر من القتل، ولا يزالون يقاتلونكم حتي يردوكم عن دينكم إن إستطاعوا ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ). سورة البقرة آية( 216- 217).

وقوله تعالي :
( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين . واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ، ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتي يقاتلوكم فيه، فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين). سورة البقرة ( 190- 192).

والله يعد المسلمين المقاتلين بالجنة ويضاعف ثواب المجاهدين في سبيله ، ويتجلي ذلك في قوله عز وجل : ( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة) .
سورة النساء آية( 74- 75) .

وفي قوله تعالي :

( الذين آمنوا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون . يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبدا، إن الله عنده أجر عظيم).
سورة التوبة( 20- 22).

وفي قوله تعالي :

( إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم).
سورة التوبة (آية 111).

وكان لتشريع الجهاد آثار هامة بالنسبة لدولة الرسول في المدينة ، فقد إكتسبت به صفة سياسية لم تكن لديها من قبل ، وأصبح لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد التيارات المعادية لها في الداخل والخارج.
 
فيه معركة حصلت في عهد الخليفة الراشد أبو بكر

بعد وفاة الرسول عليه الصلاة و السلام ارتدت العرب .. و ارسل ابوبكر جيش اسامة بن زيد

و في شمال المدينة مباشرة على بُعد أميال قليلة من المدينة قبائل عبس، وذبيان،

وهذه القبائل بمجرد خروج جيش أسامة بن زيد إلى منطقة الشمال، ولقربها من المدينة،

عرفت أنها بدون جيش يحميها،

وأن هذا الجيش هو كل طاقة المدينة،

فخرجت جيوش عبس وذبيان تترصد للمدينة،

وهجموا بالفعل على المدينة،

وعلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أن الجيوش تترصد المدينة لتهجم عليها، فما كان من الصديق رضي الله عنه وأرضاه، إلا أن جهز بقية الصحابة الموجودين بالمدينة، ليحاربوا هؤلاء القوم،

ولا ينتظرهم حتى يدخلوا عليهم المدينة،

وجعل نفسه رئيسًا للجيوش، وهذه أول معركة يقودها بنفسه،

فقاد المعركة بنفسه رضي الله عنه وأرضاه،

فخرج على رأس الجيش،

وأشار عليه بعض الصحابة أن يبقى بالمدينة،

حتى إذا قتل لا ينفك أمر المسلمين، إلا أنه أصر على الخروج،

وجعل على ميمنته النعمان بن مقرن, وعلى الميسرة عبد الله بن مقرن، وعلى المؤخرة سويد بن المقرن،

وخرج الجيش في آخر الليل،

وعسكر الجيش قرب جيوش عبس وذبيان،

ولم تعرف عبس وذبيان أن أبا بكر وصل إلى هذا المكان،

حتى إذا صلى المسلمون صلاة الفجر،

هجموا على جيوش عبس وذبيان،

وانتصروا عليهم انتصارا عظيما،

ولم يكتفوا بالانتصار فقط، بل طاردهم أبو بكر حتى منطقة تسمى ذا القصة على بعد أميال،

وتتبع الفارين منهم، وأهلك منهم الكثير،

وعاد بجيشه إلى المدينة المنورة،

فكان لهذا الأمر الأثر الكبير على الجزيرة العربية، فلم يجرؤ أحد أن يهاجم المدينة مرة أخرى.


 
موضوعا يتحدث عن طبيعة الجيوش الاسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم سانقله حالا
تمهيد:
كان العرب قبل الإسلام أهل بداوة، لا نظام للجند عندهم، كانوا قبائل متفرقة، فإذا غزت إحداها جردت رجالها من فرسان ومشاة، واندفعوا بحماس للغزو[1]، وكلما زاد رجال القبيلة غدت قوية البأس، لان كل عربي يعد لان يكون جنديا لأنها مثال للرجولة، وكان الفتية العرب يدربون تدريباً دقيقاً على المبارزة بالسيف، والرماية بالنبال والرماح على حين كان المؤسرون من العرب ينشئون أبنائهم على الفروسية تنشئة خاصة[2]، والفارس فخر القبيلة لأنه المدافع عنها في الحروب، والمهاجم الكاسر للأعداء، وهو من أهم الرجال في القتال، لما له من أثر في كسب النصر، وفى إيقاع الرعب، والفوضى في صفوف العدو، ولهذا فخرت القبائل بفرسانها، وفى كثرة الفرسان في القبيلة دلالة على عظمتها وقوتها[3].
استخدم العرب قبل الإسلام عدة أنواع من الأسلحة مثلا. السيوف، والسهام، والرماح، والأقواس، وكانوا يلبسون الدروع، ومعظم المحاربين من المشاة إلى جانب الفرسان، وكان الأطباء يصحبون الجيوش إلى جانب الموسيقي الحماسية، والأناشيد[4].
النظام العسكري في الإسلام:
ارتبط النظام الدفاعي، والحربي في الدولة الإسلامية بالتنظيم السياسي لأنها كانت محاطة بالأعداء من كل جهة بحيث جعل الإسلام الجهاد فرض عين على المسلمين، عليه تناول البحث وسائل الدفاع البرية والبحرية منذ البعثة النبوية وخلال فترة بناء الدولة العربية الإسلامية.
لذا سعى الإسلام إلى توحيد سائر القبائل العربية بجامعة الدين الإسلامي، يداً واحدة في محاربة الأعداء، ولم يكن للمسلمين في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم جيش ثابت منظم، له وحدات على شكل فرق وكتائب وأفواج وسرايا، إنما كان المسلمون كلهم جنودا مقاتلة، إذا دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى القتال لبوا نداءه، وقد يكون فيهم الكهل، والشاب، والتاجر، والمزارع، ومن لا عمل له، والفارس بفرسه، والراكب على جمله، والراجل ماشيا، كل يحارب في سبيل الله، والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائد الأعلى، وهو الذي يرسم الأهداف والخطط ويختار القادة ومسيري المعركة إذ لا قادة ثابتون، وكان يستشير ذوي الرأي والخبرة في المواضيع التي يقصدها، وفى إدارة الحرب مع العدو، وإذا كانت المعركة معركة مبارزة نظر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى من معه، واختار منهم من يصلح للمبارزة، وكان إذا أراد إرسال سرياه اختار للسرية رجلا من أصحابة فأمره عليها، وأرسل معه من يختارهم ليكونوا له جنودا، ولم يكن عدد أفراد السرية ثابتا، بل كان مختلف ويتوقف العدو على حسب تقدير الرسول صلى الله عليه وسلم للموقف[5].
وقد ازداد الجيش الإسلامي مع انضمام مزيد من المسلمين إليه، وهكذا حضر في معركة بدر 314 رجلا مقابل 950 لدى قريش، وفى معركة أحد 1000 الف مقاتل مقابل 3000 ثلاثة ألاف من المشركين، وفى معركة مؤتة 3000 ثلاثة ألاف مقاتل مقابل 100000 مئة الف لدى الروم، وفى فتح مكة 10000 عشرة الآف فارس، وفى معركة حنين 14000 أربعة عشرة الف، وفى تبوك 30000 ثلاثون ألفا منهم 10000 عشرة الآف فارس 12000 وأثنى عشر ألف راكب، و8000 ثمانية الآف راجل[6]، وكان تشكيل الجيش يتضمن فرق الاستطلاع، ومقدمة، وقلبا، وميمنة، وميسرة، ومجنتين، ومؤخرة، ثم يأتي النساء بعد ذلك يضربن الدفوف، ويسقين الماء، ويضمدن الجراح، وإعداد الطعام[7].
ولعل من المفيد القول إن الجيش الإسلامي كان جيشا تلقائيا لم تتكلف الدولة الناشئة في المدينة في أعداده، وتدريبه شئنا، فهي لا تجند الجند تجنيدا رسميا، وتقيم له معسكرات التدريب والإقامة، وتتكفل بإطعامهم وتسليحهم، ومسألة التموين مسألة عينية، فالعربي ليس في حاجة إلى تزويده بالمؤن، وإنما هو يكتفي بقدر قليل من الطعام يحمله معه الجيش في ساحات القتال، ويستمد تموينه من المناطق التي يحارب فيها، ويستخلصه من عدوه، كما إن رواتب الجيش نفسه هي عبارة عن الغنائم التي يحصل المحاربون من أعدائهم، وبدل أن تتحمل الدولة شيئا كانت تستفيد من الجيش، إذ كانت تحصل على خمس الغنائم التي تقع في يده[8].
وقد خاض المسلمون الأوائل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم المعارك مستمدين الآت الحصار التي تتمثل بالدبابات، والمنجنيقات[9] وغيرها، التي تستعمل في حصار المدن وهدمها، وثقب الأسوار، وكانت المجانيق أعظم الآلات الحربية الهجومية، وأشدها تأثيرا لاسيما في الحصار، إذ هي بمثابة مدفعية التدمير في عصرنا الحاضر، ومنها مجانيق قذف الحجارة[10]، قد اثبت فاعليتها في حصار الطائف عام 629م،[11] وان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من رمي في الإسلام بالمنجنيق في هذه المعركة[12].
كما واستخدم الجند الدروع وهى إما من صفائح من الحديد " لأمة " وإما أن تكون من زرد الحديد فتدعى " الزرد " كما استخدموا الخوذة، وتسمى بيضة الحديد التي تغطى الرأس، والترس للوقاية من ضربات السيوف، ومن الأسلحة الفردية، والسيف، والرمح، والدبوس، والطبر[13]، والفأس، والخنجر، والسهام، والقوس[14]، والأسلحة الجماعية منها القسي الثقيلة، والمجانيق، والدبابات، والسلالم لأبراج الحصار، والحسك الشائك[15].
وكان للخيل أهمية كبيرة في العمليات الحربية، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يخصص مبالغ كبيرة لشراء السلاح توقعا لهجوم الجهات المعادية، ويخصص جزءا كبيرا من مورد الفئ لشراء الخيول[16].
وبمرور الوقت أصبح لكل معسكر من المعسكرات الحربية حضيرة كبيرة للخيل بها ما لا يقل عن 4000 أربعة ألاف حصان بمعداتها في أتم استعداد، حتى انه يمكن وضع 36000 من الفرسان في وقت قصير في ميدان القتال، وخصصت مراع واسعة لتلك الخيول، وكان كل حصان يوسم على فخذه بعلامة " جيش في سبيل الله "، كما بذلت عناية كبيرة لتربية سلالات ممتازة من عتاق الخيل[17].
اتبع الخلفاء الراشدون السياسة العسكرية التي كان يسير عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأضافوا من التطورات، والتنظيمات ما رأوه لازما للفترة التي تلت عصر النبوة، وخاصة وان الفتوحات الإسلامية كانت قد بدأت تأخذ طريقها في سرعة كبيرة تطلبت من القوة البشرية، والمادية ما استطاع خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يوفروه لها بالإضافة إلى التخطيط العسكري السليم والمتجدد وفقا للظروف، والميادين التي كانت تحارب فيها أجناد المسلمين.
وكان من نتيجة ذلك أن أصبح للمسلمين جيش دائم لا يعمل لغير الجهاد، فقد منع الخليفة عمر بن الخطاب (رض) الجند من الاشتغال بأعمال الزراعة والتجارة، خوفا من أن يركنوا إلى الراحة والهدوء، وتأخذهم مظاهر الدنيا، ومباهرها، ويتركوا الجهاد ونشر الإسلام.
هكذا ابتداء ديوان الجند على ترتيب الإنسان مبتدأ من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأقرب فالأقرب،[18]حيث وضعه الخليفة عمر بن الخطاب (رض) في عام 631م[19]، وإحصاء العساكر بأسمائهم وتقدير أرزاقهم، وصرف اعطياتهم، والرجوع في ذلك إلى القوانين التي " يرتبها قومية تلك الأعمال وهى كلها مسطرة في كتاب شاهد بتفاصيل ذلك في الدخل والخرج ".
ونتيجة لتضخم الجيوش العربية الإسلامية، حيث أصبحت قوة كبيرة، فقد توزعت على مختلف البلدان لغرض الفتح، حتى إن مجموع الأجناد الذين شاركوا في معركة القادسية بقيادة سعد بن أبى وقاص بلغ 18000 بالعراق[20]، أما في مواجهة الروم فكانوا 36000 ستة وثلاثين ألف[21].
وبنهاية عهد الخلفاء الراشدين كان المسلمون قد اعدوا جيشا على جانب كبير من الكفاية مؤلفا من محاربين من الطبقة الأولى في التنظيم والتدريب، ومزودا بجميع أسلحة ذلك العصر الذي استملت على جميع ألآت الحصار الهامة، كما أنهم ابتدعوا عن جدارة طرق وخطط للمسير، وإقامة المعسكرات، والنقل والتموين وغيرها من النظم الحربية لجيوش مثالية، وكذلك تعلموا أساليب الدفاع المنظمة من حيث فرق الحصار، والاستيلاء على الحصون عنوة ومواجهة جيوش كثيرة العدد بأقل منها، ولذا تفوق العرب المسلمون على جميع معاصريهم في التنظيم والتموين والأسلحة، والمهارة الفنية، وصفات الجند والقادة، وفنون القتال، وفرق هذا كله في الروح المعنوية[22].
 
جاء في كتاب شرح السير الكبير

باب الحرب خدعة

ذَكَرَ عَنْ سَعِيدٍ بْنِ ذِي حَدَّانِ قَالَ : أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : { قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَرْبُ خُدْعَةٌ أَوْ خَدْعَةٌ } بِالنَّصْبِ .

وَكِلَاهُمَا لُغَةٌ .


وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ لِلْمُجَاهِدِ أَنْ يُخَادِعَ قِرْنَهُ فِي حَالَةِ الْقِتَالِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ غَدْرًا مِنْهُ .


وَأَخَذَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بِالظَّاهِرِ فَقَالُوا : يُرَخَّصُ فِي الْكَذِبِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ ، وَاسْتَدَلُّوا بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ إلَّا فِي ثَلَاثٍ : فِي الصُّلْحِ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، وَفِي الْقِتَالِ ، وَفِي إرْضَاءِ الرَّجُلِ أَهْلَهُ } .


وَالْمَذْهَبُ عِنْدَنَا أَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ الْكَذِبَ الْمَحْضَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا رُخْصَةَ فِيهِ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ اسْتِعْمَالُ الْمَعَارِيضِ .


وَهُوَ نَظِيرُ مَا رُوِيَ أَنَّ إبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ كَذَبَ ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ .


وَالْمُرَادُ أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالْمَعَارِيضِ ، إذْ الْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ مَعْصُومُونَ عَنْ الْكَذِبِ الْمَحْضِ .


وَقَالَ عُمَرُ : إنَّ فِي مَعَارِيضِ الْكَلَامِ لَمَنْدُوحَةً عَنْ الْكَذِبِ .


وَتَفْسِيرُ هَذَا مَا ذَكَرَهُ مُحَمَّدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي " الْكِتَابِ " : وَهُوَ أَنْ يُكَلِّمَ مَنْ يُبَارِزُهُ بِشَيْءٍ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا قَالَ .

وَلَكِنَّهُ يُضْمِرُ خِلَافَ مَا يُظْهِرُهُ لَهُ .

كَمَا فَعَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ حِينَ بَارَزَهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ ، قَالَ : أَلَيْسَ قَدْ ضَمِنْت لِي أَنْ لَا تَسْتَعِينَ عَلَيَّ بِغَيْرِك ؟ فَمَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ دَعَوْتهمْ ؟ .

فَالْتَفَتَ كَالْمُسْتَبْعِدِ لِذَلِكَ ، فَضَرَبَ عَلَى سَاقَيْهِ ضَرْبَةً قَطَعَ رِجْلَيْهِ .

 
جاء في الكتاب : نهاية الأرب في فنون الأدب
المؤلف : النويري
باب المكيدة و الخداع فى الحروب

وكان مالك بن عبد الله الخثعمي وهو على الصافة ( الصائفة هي غزوة الصيف ) يقوم في الناس، إذا أراد أن يرحل، فيحمد الله ويثني عليه، ثم يقول: إني داربٌ بالغداة درب كذا؛ فتتفرق الجواسيس عنه بذلك، فإذا أصبح سلك طريقاً غيرها.
فكانت الروم تسميه الثعلب.


وقال المهلب لبنيه: عليكم في الحرب بالمكيدة، فإنها أبلغ من النجدة.


وسئل بعض أهل التمرس بالحروب: أي المكايد فيها أحزم؟ فقال: إذكاء العيون، وإفشاء الغلبة، واستصلاح الأخبار، وإظهار السرور، وإماتة الفرق، والاحتراس من البطانة، من غير إقصاءٍ لمستنصح ولا استنصاح لمستغشٍ، وإشغال الناس عما هم فيه من الحرب بغيره.

قال حكيم: اللطف في الحيلة، أجدى للوسيلة.


وقيل: من لم يتأمل الأمر بعين عقله لم يقع سيف حيلته إلا على مقالته، والتثبت يسهل الطريق الرأي إلى الإصابة، والعجلة تضمن العثرة.

قال الشعبي: وجهني عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم، فلما قدمت عليه ودفعت إليه كتاب عبد الملك، جعل يسألني عن أشياء فأخبره بها، فأقمت عنده أياماً، ثم كتب جواب كتابي، فلما انصرفت دفعته إلى عبد الملك، فجعل يقرؤه ويتغير لونه، ثم قال: يا شعبي، علمت ما كتب به إلي الطاغية؟ قلت: يا أمير المؤمنين، كانت الكتب مختومة ما قرأتها وهي إليك؛ فقال: إنه كتب إلي: إن العجب من قوم يكون فيهم مثل من أرسلت به إلي فيملكون غيره؛ فقال: قلت يا أمير المؤمنين لأنه لم يرك؛ قال: فسري عنه، ثم قال: إنه حسدني عليك فأراد أن أقتلك.


 
جاء في الكتاب : نهاية الأرب في فنون الأدب
المؤلف : النويري
باب المكيدة و الخداع فى الحروب
ومن مكايد معاوية أن رجلاً من قريش أسر فحمل إلى صاحب القسطنطينية، فكلمه ملك الروم فجاوبه القرشي بجواب لم يوافقه؛ فقام إليه رجل من بطارقة صاحب القسطنطينية فوكزه، فقال القرشي: وامعاوياه! لقد أغفلت أمورنا وأضعتنا.

فوصل الخبر إلى معاوية فطوى عليه واحتال في فداء الرجل.

فلما وصل إليه سأله عن أمره مع صاحب القسطنطينية وعن اسم البطريق الذي وكزه؛

فلما عرفه أرسل إلى رجل من قواد صور الذين كانوا قواد البحر ممن عرف بالنجدة وغزو الروم،

وقال له: أنشئ مركباً يكون له مجاديف في جوفه، واستعمل السفر إلى بلاد الروم، وأظهر أنك إنما تسافر لبلادهم على وجه السر والاستتار منا، وتوصل إلى صاحب القسطنطينية ومكنه من المال واحمل إليه الهدايا وإلى جميع أصحابه،

ولا تعرض لفلان يعني الذي لطم الرجل القرشي واعمل كأنك لا تعرفه،

فإذا كلمك وقال لك: لأي معنى تهادي أصحابي وتتركني، فاعتذر إليه

وقل له: أنا رجل أدخل هذه المواضع مستتراً ولا أعرف إلا من عرفت به، فلو عرفت أنك من وزراء الملك لهاديتك كما هاديت أصحابك، ولكني إذا انصرفت إليكم مرةً أخرى سأعرف حقك.
ففعل القائد ذلك.

ولما انصرف إليهم ثانية هاداه وألطفه وأربى في هديته على أصحابه، ولم يزل حتى اطمأن إليه العلج.

فلما كان في إحدى سفراته قال له البطريق: كنت أحب أن تجلب لي من بلاد المسلمين وطاء ديباج يكون على ألوان الزهر؛ قال: نعم.

فلما انصرف أخبر معاوية بما طلبه البطريق؛ فأمر له ببساط على ما وصف،

وقال: إذا دخلت وادي القسطنطينية فأخرجه وابسطه على ظهر المركب وتربص في الوادي حتى يصل الخبر إلى ذلك العلج، وابعث له في السر وتحين خروجه إلى ضيعته التي له على ضفة وادي القسطنطينية، فإذا وصلت إلى حد ضيعته فابتدئ بها، لعل يحمله الشره على الدخول إليك؛ فإذا حصل عندك في المركب فمر الرجال بإشارة تكون بينك وبينهم أن يستعملوا المجاديف التي في جوف المركب، وكر به راجعاً إلى الشام.

ففعل ما أمره به معاوية.

وصادف وصول ذلك القائد وجود البطريق في ضيعته، فبسط ذلك البساط على ظهر المركب ووصل إلى عرض ضيعة العلج؛ فلما عاين البساط حمله الشره والحرص على أن دخل المركب، فلما صار في المركب أشار القائد إلى رجاله فرجعوا بالمركب بعد أن أوثق البطريق ومن معه، وسار بهم حتى قدم على معاوية.

فأحضر معاوية البطريق ووقفه بين يديه،

وأحضر القرشي وقال: هذا صاحبك؟

قال: نعم؛

قال: قم فاصنع به ما صنع بك ولا تزد؛

فقام القرشي فوكزه كما كنا فعل به العلج.

ثم قال معاوية للبطريق: ارجع إلى ملكك وقل له: تركت ملك الإسلام يقتص من أصحاب بساطك،

وقال للذي ساقه: انصرف به إلى أول أرض الروم وأخرجه، واترك له البساط وكل ما سألك أن تجمل له من هدية.

فانصرف به إلى فم وادي القسطنطينية، فوجد ملك الروم قد صنع سلسلةً على فم الوادي ووكل بها الرجال، فلا يدخل أحد إلى الوادي إلا بإذنه؛ فأخرج العلج ومن معه وما معه.

فلما وصل إلى ملكه ووصف له ما صنع به معاوية قال: هذا ملك كبير الحيلة.

فعظم معاوية في أعينهم وفي نفوسهم فوق ما كان.

 
نزل عمر بن العاص وشرحبيل بن حسنة على بيسان فافتتحها، وصالحه أهل الأردن،
واجتمع عسكر الروم بغزة وأجنادين وبيسان إلى الأرطبون بأجنادين،
فسار عمرو وشرحبيل إليهم بها،

واستخلف عمرو على الأردن أبا الأعور، وكان الأرطبون أدهىالروم وأبعدها غوراً، وكان قد وضع بالرملة جنداً عظيماً، وبإيلياء كذلك،

فلما بلغ عمر بن الخطاب الخبر قال: قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب، فانظروا عم تنفرج.

وان معاوية قد شغل أهل قيسارية عن عمرو،

وجعل عمرو علقمة بن حكيم، مسروقاً العكى على قتال أهل إيلياء، فشغلوا من بهاعنه،

وتتابعت الأمداد من عمر رضي الله عنه إلى عمرو، فأقام عمرو على أجنادين لا يقدر من الأرطبون على شيء، ولا تشفيه الرسل،

فسار إليه بنفسه، ودخل إليه كأنه رسول،

ففطن به أرطبون، وقال: لاشك أن هذا الأمير، أو من يأخذ الأمير برأيه، فأمر إنساناً أن يقعد على طريقه، فإذا مر به يقتله،

فأدرك عمرو، فقال له: قد سمعت مني، وسمعت منك، وقد وقع قولك مني بموقع، وأنا واحد من عشرة، بعثنا عمر إلى هذا الوالي لنكاتفه فأرجع وآتيك بهم، فإن رأوا ما رأيت فقد رآه الأمير وأهل العسكر، وإن لم يروه رددتهم إلى مأمنهم.


فقال: نعم، ورد الرجل الذي أمره بقتله، فخرج عمرو من عنده، وعلم الرومي بعد مفارقته أن خدعه.

فقال: هذا أدهى الخلق، وبلغت هذه الواقعة عمر.

فقال: لله در عمرو!

ثم التقوا، واقتتلوا بأجنادين قتالاً شديداً كقتال اليرموك،

فانهزم أرطبون إلى إيلياء، ففتح عمرو غزة،

 
الكتاب :
البصائر والذخائر

المؤلف : أبو حيان التوحيدي


قال صلّى الله عليه: " لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرّتين " ؛


هذا قاله لأبي عزّة الشاعر،


وذلك أن النبيّ صلّى الله عليه وآله أسره يوم بدر،


فسأله أن يمنّ عليه على أن لا يحضّض ولا يحرّض ولا يهجو رسول الله صلّى الله عليه وآله؛


فلما خلص إلى مكة خدعه المشركون وأرغبوه، وكان ذا عيالٍ كثير وكرشٍ كبير، فعاد إلى الحال الأولى، وأخفر الذّمّة


- هكذا يقال بالألف - ونبذ العهد، وكفر اليد، وجحد المنّة، واستحقّ اللعنة.


فلما أسر من بعد أتي به إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله،


فطلب العفو،


فقال عليه السلام: " والله لا رجعت إلى مكة، ولا قعدت بفناء الكعبة تمسح عارضيك وتقول: سخرت من محمد مرّتين،


ثم أمر فضرب عنقه " .


 
معركة القادسية .. من وقائع يوم أغواث .. اليوم الثاني

وصل قائد من جيش الشام بعد ما انتصر فى معركة اليرموك فى طليعة مدد مكون من ألف فارس .. الى القادسيه في فارس


قائد .. واحد ..معاه طليعة مدد .. ألف فارس يعملوا فرق ؟؟
صدقوني .. هو ده اللي حصل



عارفين مين القائد .. ؟؟


هو القعقاع بن عمرو التميمي


كتاب فنون الحرب فى الإسلام
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
كتاب فنون الحرب فى الإسلام


هو من قال عنه خليفة المسلمين ابوبكر .. لا يهزم جيش فيه القعقاع بن عمرو



وقال ايضا" .. ان صوت القعقاع في المعركة يعدل الف فارس



يا اخواني .. ده صوته .. ما اتكلمناش لسه عن شجاعته عن بطولته عن فروسيته عن سيفه .. ده احنا بنتكلم عن صوته..


تعالوا نشوف هو هايفرق مع المسلمين ليه ؟



امر القعقاع رجاله .. فألبسوا الابل براقع من قماش الخيام وقطعوا فيها فتحات امام عيون الابل و منخارها .. ثم جللوها تشبها بالفيلة الحربية .. و المعروف ان الجمل اعلى في الطول من الفيل و امر خيالة المسلمين بحماية الابل و دفعوها الى ساحة القتال امامهم فى وجه خيول فارس .. فما ان رأت الخيول الفارسية هذه الابل المبرقعة المجلله حتى ذعرت و جفلت و اوقعت الرجال من على ظهورها وولت هاربة .. فانكبت خيالة المسلمين يعملون فيهم قتلا"



الله أكبر..


 
جاء فى كتاب .. فيض القدير شرح الجامع الصغير
لمؤلفه ... الإمام عبد الرؤوف المناوي

باب حرف الحاء

- ‏(‏الحرب خدعة‏)‏

[‏ بفتح الخاء وضمها مع سكون الدال وبضمها مع فتح الدال والأول أفصح وأصل الخدع إظهار أمر وإضمار خلافه يعني الحرب الكامل إنما هو المخادعة لا المواجهة وحصول الظفر مع المخادعة بغير حظر

وفيه التحريض على أخذ الحذر في الحرب والندب إلى خداع الكفار إلا أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فلا يجوز

قال ابن العربي‏:‏ الخداع في الحرب يقع بالتعويض وبالكمين ونحو ذلك وفي الحديث الإشارة إلى استعمال الرأي في الحرب بل الاحتياج إليه آكد من الشجاعة ولهذا وقع الاقتصار على ما يشير إليه بهذا الحديث وهو كقوله الحج عرفة‏]‏ بفتح فسكون أو فضم أي هي خدعة واحدة من تيسرت له حق له الظفر

وبضم فسكون أي هي خداعة للمرء بما تخيل إليه وتمنيه فإذا لابسها وجد الأمر بخلاف ما تخيله

وبضم ففتح كهمزة ولمزة صيغة مبالغة وبفتحتين جمع خادع وبكسر فسكون أي تخدع أهلها أو هي محل الخداع وموضعه ومظنته

قال النووي‏:‏ وأفصح اللغات فيها فتح الخاء وسكون الدال وهي لغة النبي

قيل‏:‏ والتاء للدلالة على الوحدة أو الخداع إن كان من المسلمين فكأنه حضهم على ذلك ولو مرة واحدة أو الكفار فكأنه حذرهم من مكرهم ولو وقع مرة فلا ينبغي التهاون بهم لما ينشأ عنه من المفسدة

وقال العسكري‏:‏ أراد بالحديث أن المماكرة في الحرب أنفع من الطعن والضرب والمثل السائر إذا لم تغلب فاخلب أي اخدع وهذا قاله في غزوة الخندق لما بعث نعيم بن مسعود مخذلاً بين قريش وغطفان واليهود ذكره الواقدي

وتكون بالتورية واليمين وإخلاف الوعد قال النووي‏:‏ اتفقوا على حل خداع الكفار في الحرب كيف كان حيث لا نقض عهد ولا أمان فينبغي قدح الفكر وإعمال الرأي في الحرب حسب الاستطاعة فإنه فيها أنفع من الشجاعة وهذا الحديث قد عد من الحكم والأمثال

قال الحرالي‏:‏ والحرب مدافعة بشر عن اتساع المدافع بما يطلب منه الخروج فلا يسمح به ويدافع عنه بأشد مستطاع‏.‏

 
الوسوم
الإسلام الحرب فنون فى كتاب
عودة
أعلى