روضة من رياض الجنة

خالدالطيب

شخصية هامة
بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه سلم إلى يوم الدين

روضة من رياض الجنة


يقول النبي صلى الله عليه وسلم( القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار )

ولا أخفيكم حالا ، أنني كثيرا عندما أقرأ حول هذا الموضوع ، فإن أغلب العناوين التي أصادفها تكون بعنوان ( عذاب القبر) وكثيرا ما كنت أتساءل: هل القبر للعذاب فقط ؟ أليس هناك نعيم في القبر؟
بلى يوجد نعيم ، وراحة..
إذا لماذا التركيز فقط على العذاب؟!!

لست أحاول بهذا إنكار عذاب القبر أو التقليل من هوله ، فنحن ولله الحمد جميعا بإذن الله عز وجل على العقيدة الصافية ، ونعتقد جازمين به وقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يكثر من التعوذ منه..

غير أنني لا أتفق مع أولئك الدعاة الذين لا يحدثوننا إلا على عذاب القبر ، فينقلون لنا صورة واحدة له، كلها عذاب وسخط وجحيم ، عقارب..
حتى ويخيل لأحدنا وكأن نهايته قد تمت ، وكأنه لم يفعل أي خير في حياته ، وكأن كل طاعاتنا ومعاملاتنا قد ذهبت هباءً منثورا..

لكننا لم نخلق لهذا فقط ، الله عز وجل بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالملة السمحة ، وبدين اليسر
وبالتبشير ، يسروا ولا تعسروا ، بشروا ولا تنفروا..


والأحاديث التي تتكلم على نعيم القبر وعذابه كثيرة وكثيرة جدا ، وكذلك الآثار المنقولة عن السلف الصالح

لهذا سأحاول في هذا الموضوع التركيز فقط على نعيم القبر ، وهذا من باب بشروا ولا تنفروا

وأشير بداية إلى أن أغلب الأحاديث – إن لم أقل جميعها – إما صحيحة ، أو حسنة ، أو لها شواهد تعضد من سندها ومتنها


قَالَ صلى الله عليه وسلم : " اسْتَعِيذُوابِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ إِذَاكَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَإِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلائِكَةٌ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ عَلَىوُجُوهِهِمُ الشَّمْسَ ، مَعَهُمْ حَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ ،وَكَفَنٌ مِنْ كَفَنِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِفَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ اخْرُجِي إِلَىمَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ : فَتَخْرُجُ نَفْسُهُفَتَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِيِّ السِّقَاءِ ، فَأَخَذَهَافَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّىيَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ رِيحِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَىظَهْرِ الأَرْضِ ، فَلا يَمُرُّونَ بِمَلأٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلاقَالُوا : مَا هَذِهِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلانُ بْنُفُلانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِيالدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُفْتَحُلَهُ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِالَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِفَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِيعِلِّيِّينَ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ ،فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَاأُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى ، فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِفَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ ، فَيَقُولانِ : مَنْ رَبُّكَ ؟فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ، فَيَقُولانِ : مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : دِينِيَ الإِسْلامُ ، فَيَقُولانِ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَفِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ : هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَيَقُولانِ : مَا يُدْرِيكَ؟ فَيَقُولُ : قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَآمَنْتُ بِهِوَصَدَّقْتُ قَالَ : فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ : صَدَقَعَبْدِي فَافْرُشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِوَافْتَحُوا لَهُ بابا مِنَ الْجَنَّةِ فَيَأْتِيهِ مِنْ رُوحِهَاوَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ ، وَيَأْتِيهِرَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ طَيِّبُ الرِّيحِ ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْبِالَّذِي يَسُرُّكَ ، فَهَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ ،فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الَّذِي يَجِيءُ بِالْخَيْرِ ؟فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ ، فَيَقُولُ : رَبِّ أَقِمِالسَّاعَةَ ، رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِيوَمَالِي رواه أحمد وأبو داود

وخرجالترمذي وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليهوسلم - قال : إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقاللأحدهما : المنكر ، والآخر النكير ، فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجلفيقول ما كان يقول : هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأنمحمداً عبده ورسوله ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ، ثم يفسح له فيقبره سبعون ذراعاً في سبعين ذراعاً ، ثم ينور له فيه ، ثم يقال له : نم ،فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم ، فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظهإلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك..

البخاري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنالعبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكانفيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم؟فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: أنظر إلى مقعدك منالنار قد أبدلك الله تعالى به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا))، قال قتادة: ( وذكر لنا أنه يفسح له في قبره أربعون ذراعا)، وقال مسلم: (( سبعونذراعا، ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون))


من مجمل هذه الأحاديث الكريمة نرى أنه
[font=&quot]- يفرش له من فراش الجن[font=&quot]ة - [/font][font=&quot]ويُلبس من لباس الجن[/font][font=&quot]ة - [/font][font=&quot]ويفتح له باب إلي الجنة ، لِيَأْتِيَهُ مِنْ نَسِيمِهَا وَيَشَمُّ مِنْ[/font][font=&quot]طِيبِهَا وَتَقَرُّ عَيْنُهُ بِمَا يَرَى فِيهَا مِنْ النعي[/font][font=&quot]م - [/font][font=&quot]ويفسح له في قبر[/font][font=&quot]ه - [/font][font=&quot]ويبشر برضوان الله وجنته . ولذلك يشتاق إلى قيام الساعة[/font] .[/font]

أليست هذه كلها بشارات طيبة لنا ؟ بلى

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلاه فرأى ناساً يكشرون ، فقال : أما أنكم لو أكثرتم من ذكر هادماللذات لشغلكم عما أرى ـ يعني الموت ـ فأكثروا ذكر هادم اللذات : الموت . فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه . فيقول : أنا بيت الغربة ، و أنابيت الوحدة ، و أنا بيت التراب ، و أنا بيت الدود . فإذا دفن العبد المؤمن . قال له القبر : مرحباً و أهلاً أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري إلي ،فإذا وليتك اليوم و صرت إلي فسترى صنيعي بك فيتسع له مد بصره ، و يفتح لهباب الجنة.. (روه الترمذي)

.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول القبر للميت إذا وضع فيه : ويحك يا ابن آدم ما غرك بي ؟ ألم تعلم أني بيت الفتنة . و بيت الظلمة . وبيت الدود ؟ ما غرك إذ كنت تمر بي فداداً ؟ قال : فإنا كان صالحاً أجاب عنهمجيب القبر . فيقول : أرأيت إن كان ممن يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ؟قالفيقول القبر : فإني أعود عليه خضراً و يعود جسده نوراً . و تصعد روحه إلى رب العالمين .
ذكر هذا الحديث أبو أحمد الحاكم في كتاب الكنى
(أبو أحمد الحاكم الكبير هذا غير الحاكم صاحب المستدرك بل هو شيخ الحاكم صاحب المستدرك)

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :إِذَا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ ، وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَىأَعْنَاقِهِمْ ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ : قَدِّمُونِيقَدِّمُونِي ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ : يَا وَيْلَهَاأَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهَا ؟ يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاالإِنْسَانَ ، وَلَوْ سَمِعَهَا الإِنْسَانُ لَصَعِقَ " . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ ,

حديث موقوف عَنِابْنِ مَسْعُودٍرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : " إِنَّأَحَدَكُمْ لَيَجْلِسُ فِي قَبْرِهِ إِجْلاسًا ، فَيُقَالُ لَهُ : مَاأَنْتَ ؟ فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا , قَالَ : أَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَيًّاوَمَيِّتًا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّمُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَا شَاءَاللَّهُ فَيَرَى مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُنَزَّلُ عَلَيْهِ كِسْوَةٌيَلْبَسُهَا مِنَ الْجَنَّةِ.

جَاءَ رَجُلٌ إِلَىأَبِي الدَّرْدَاءِرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَاالدَّرْدَاءِ ، إِنَّكَ قَدْ أَصْبَحْتَ عَلَى جَنَاحِ فِرَاقِ الدُّنْيَا ،فَمُرْنِي بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ وَأَذْكُرُكَ بِهِ ، فَقَالَ : " إِنَّكَ بَيْنَ أُمَّةٍ مُعَافَاةٍ فَأَقِمِالصَّلاةَ وَأَدِّ زَكَاةَ مَالِكَ إِنْ كَانَ لَكَ ، وَصُمْ رَمَضَانَوَاجْتَنِبِ الْفَوَاحِشَ ، ثُمَّ أَبْشِرْ ، فَأَعَادَ الرَّجُلُ عَلَىأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : اجْلِسْ ثُمَّ اعْقِلْ مَا أَقُولُ لَكَ ، أَيْنَ أَنْتَ مِنْ يَوْمٍلَيْسَ لَكَ مِنَ الأَرْضِ إِلا عَرْضَ ذِرَاعَيْنِ فِي طُولِ أَرْبَعَةِأَذْرُعٍ ؟ أَقْبَلَ بِكَ أَهْلُكَ الَّذِينَ كَانُوا لا يُحِبُّونَفِرَاقَكَ ، وَجُلَسَاؤُكَ وَإِخْوَانُكَ فَأَتْقَنُوا عَلَيْكَالْبُنْيَانَ ، ثُمَّ أَكْثَرُوا عَلَيْكَ التُّرَابَ ، ثُمَّ تَرَكُوكَ ،ثُمَّ جَاءَكَ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ جَعْدَانِ ،أَسْمَاؤُهُمَا مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ، فَأَجْلَسَاكَ ثُمَّ سَأَلاكَ مَاأَنْتَ ؟ أَمْ عَلَى مَاذَا كُنْتَ ؟ أَمْ مَاذَا تَقُولُ فِي هَذَاالرَّجُلِ ؟ فَإِنْ قُلْتَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي ، سَمِعْتُ النَّاسَقَالُوا قَوْلا فَقُلْتُ قَوْلَ النَّاسِ ، فَقَدْ وَاللَّهِ رَدِيتَوَهَوِيتَ ، فَإِنْ قُلْتَ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَنْزَلَ عَلَيْهِكِتَابَهُ فَآمَنْتُ بِهِ وَبِمَا جَاءَ مَعَهُ ، فَقَدْ وَاللَّهِنَجَوْتَ وَهُدِيتَ ، وَلَنْ تَسْتَطِيعَ ذَلِكَ إِلا بِتَثْبِيتٍ مِنَاللَّهِ تَعَالَى مَعَ مَا تَرَى مِنَ الشِّدَّةِ وَالتَّخْوِيفِ "

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّوا عَنْهُ ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَانَتِ الصَّلاةُ عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَكَانَ الصِّيَامُ عَنْ يَمِينِهِ ، وَالزَّكَاةُ عَنْ يَسَارِهِ ، وَكَانَ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ، فَتَقُولُ الصَّلاةُ : مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ فَيَقُولُ الصِّيَامُ : مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَسَارِهِ فَتَقُولُ الزَّكَاةُ : مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَيَقُولُ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ إِلَى النَّاسِ : مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ .رواه ابن حبان وله شواهد عدة


فهذه الأحاديث تدل في مجملها على أن العبد الصالح ، المحسن ، الذي يطيع الله عز وجل في أوامره ونواهيه.. فإنّ أعماله تشفع له ، وهي التي تدافع عنه وتنجّيه من عذاب القبر


عَنِ الْبَرَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ سورة إبراهيم آية 27 قَالَ : " فِي الْقَبْرِ إِذَا قِيلَ لَهُ مَنْ رَبُّكَ وَمَا دِينُكَ وَمَنْ نَبِيُّكَ " ، قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا سُئِلَ فِي الْقَبْرِ ، فَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ أبو داود
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْمُؤْمِنُ إِِذَا شَهِدَ أَنْ لا إِِلَهَ إِِلا اللَّهُ ، وَعَرَفَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَبْرِهِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ابن حبان
عَنِابْنِ عَبَّاسٍفِي قَوْلِهِ : يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِيالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَسورة إبراهيم آية 27 , قَالَ : " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُالْمَوْتُ شَهِدَتْهُ الْمَلائِكَةُ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِوَيُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ فَإِذَا مَاتَ مَشَوْا مَعَ جِنَازَتِهِثُمَّ صَلُّوا عَلَيْهِ مَعَ النَّاسِ ، فَإِذَا دُفِنَ أُجْلِسَ فِيقَبْرِهِ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ،وَيُقَالُ لَهُ : مَنْ رَسُولُكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا شَهَادَتُكَ ؟ فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُوَرَسُولُهُ ، فَيُوسَعُ لَهُ قَبْرُهُ مَدَّ بَصَرِهِ ،(حديث موقوف)

تدل هذه الآثار على جانب مهم جدا ، وهو الأساس في كل شيء ، ألا وهو توفيق الله عز وجل ، وتثبيته لنا في ذلك الموقف العظيم

عَنْعَبْدِ اللَّهِ بن مسعودقَالَ : تُوُفِّيَ رَجُلٌ فَأُتِيَ مِنْ جَوَانِبِ قَبْرِهِ ، فَجَعَلَتْ سُورَةٌمِنَ الْقُرْآنِ تُجَادِلُ عَنْهُ حَتَّى مَنَعَتْهُ قَالَ : فَنَظَرْتُأَنَا وَمَسْرُوقٌ فَإِذَا هِيَ سُورَةُ الْمُلْكِ "

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ "رواه الترمذي وله شواهد أخرى

عنعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ماتيوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر» أخرجه الترمذي.

وأخرج الترمذي والحاكم وابن مردويه وابن نصر والبيهقي في الدلائل عن ابنعباس قال : ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لايحسب أنه قبر فإذا هو بإنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النبي صلىالله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هي المانعةهي المنجية تنجيه من عذاب القبر "

عنابن عباس رضي الله عنهما، عن النبيصلى الله عليه وسلممن قرأ سورة الملك كل ليلة جاءتتجادل عن صاحبها» وروي أنها المجادلة تجادل عن صاحبها يعني قارئها فيالقبر, وروي أن من قرأها كل ليلة لم يضره الفتان (أخرجه الترمذي)

روى مسلم عن سلمان قال: قال رسول اللهقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ ": «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كانيعمله وأجري عليه رزقه وأمن من الفتن» أخرجه مسلم.

عن المقداد بن معد يكربرضي الله عنهقال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة،ويرى مقعده من الجنة،ويجارمن عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر،ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتةمنه خير من الدنيا وما فيها،ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العينويشفع في سبعين من أقاربه» أخرجه الترمذي وابن ماجه.

روى النسائي في سننه عن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا قاليا رسول الله ! ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة )


قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلا الْمُرَابِطَ ، فَإِنَّهُيَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَيُؤَمَّنُ مِنْفَتَّانِ الْقَبْرِ رواه الترمذي وأبو داود

من مجمل هذه الأحاديث وغيرها نرى أنّ الشهيد والمرابط في سبيل الله عز وجل ، والذي مات يوم الجمعة أو ليلتها ، والذي يقرأ سورة الملك كل ليلة.. أن هؤلاء جميعا ينعمون في قبورهم وهم آمنون بإذن الله عز وجل من عذاب القبر

قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: «من يقتله بطنه لم يعذب في قبره» أخرجه النسائي
المبطون: هو الذي يموت بالإسهال ونحوه،.


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ ، وَخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ ، وَهُمَا يُرِيدَانِ أَنْ يَتْبَعَا جِنَازَةَ مَبْطُونٍ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ يَقْتُلُهُ بَطْنُهُ ، فَلَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ " ؟ فَقَالَ : بَلَى .ابن حبان والترمذي والطبراني ..

وهذا مما نص عليه العلماء أن الذي يقتله بطنه لا يعذب في قبره

قال جابر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول : يبعث كل عبد على ما مات عليه ، المؤمن على إيمانه ، والمنافق على نفاقه

الحديث وإن كان على يوم القيامة والبعث ، إلا أن فيه إشارة لطيفة على حال القبر ، فالذي مات على حال الإيمان والطاعة يكون في قبره منعما ومن ثم يبعث على حال الإيمان..

بل وثبت أن أهل القبور يتزاورون في قبورهم :

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : حسنوا أكفان موتاكم ، فإنهم يتباهون و يتزاورون في قبورهم (الترمذي)


 
اثابك الله الجنه
على الطرح المتميز
اخي خالد
في ميزان حسناتك أن شاء الله
 
خالد
بسم الله ماشاء الله
موضوع رائع
ومجهود اروع
فى انتظار المزيد من الابداع
ودائما وابد
بحفظ الله
 
روضة من رياض الجنة

 
الوسوم
الجنة روضة رياض من
عودة
أعلى