(( ديوان عـمـري ))
هــذا أنا جـمـعـت لك ديـوان عـمــري فـي كــتاب
مـن شــروق شـمـس مـيلادي لـين هـم الغــروب
ما هي قـصــيدة حــزن أو حـتى كلـمـتـين عــتاب
بل هـي رحـلة عـذاب و شـقا في دهاليز القـلـوب
كـنت صـرخـة وليـد تحـســب لهـا بالدنيـا رحـاب
مـا دريت إني ســراب و على الدنيا امـحـســـوب
من عـرفـتني و أنا طــفـل من زود هـمــه شــاب
مكسـور عـودي و إن شـفتني واقف و منصـوب
مـغـلــوب على أمــري و مـنهــوشٍ مـن كل نـاب
و يا كـثرها أنيـاب حـــدتني على أقـصـى الدروب
لكن مـا كـسـر ظـهـري إلا ناب في فـك الأقـــراب
حـسـافه عـروني و انا اللـي لبـسـتهم لبـس ثـوب
عـضـايد حـزمتهم خـصـري و طـعـنوني بالجـناب
و الضـــيـم تنـاولـني مـن كـل صـــوبٍ و صـــوب
للأســف اقـرب الناس باعـوني برخــص الـتـراب
لناس ما قـدروني و انثروني مع عـجـاج الهـبوب
و صـرت طـاير في رياح الخـوف وسـط الضـباب
ضـعـت احسـبني طـليق يدين و القاني امقـضـوب
ماعـمـري اخترت درب ممـشـاي و لا فـكـيت باب
لكنهـم قادوني للهلاك مغــمـغـم العـينين امغصوب
لو جـابهـوني بشـينهم كان ماخـفـت قـص الرقـاب
لكنهم اغـدروني و انا جاهل وعلى امري امغـلوب
ادري إنهـا بيـعـة و أنا المــبـيـوع بـدون حـســاب
لكني على النية غـيرت اسـمها و سـميتها مكتوب
رحمت الحال وعـشـت العـمر اداري هم الاغتراب
حتى في وحدتي اجهش بالبكا نوب و اتبسم نوب
شــكـيت الهـم على ربي لـين جـــرح الهـم طـــاب
و طــــاب لي بنـيان بيـت الصـــبـر طــوب طــوب
رغـم العــذاب يامـا عـذرتهم لجـل لـين الحــسـاب
و ألتمسـت ألف عـذر وعـذر لجل غـفران الذنوب
أحـباب قلبي مسـامحهم و لا اسـأل عـن الأسـباب
افـديهم براحـتي واظــل اتســتر على كل العــيوب
لكـن بقـلبي حــر القـهـر تجــاوز حــدود العـــتاب
على اللي مـلك عـمــري و بالآخــر طــلع كــذوب
خـسـران كل عـمـري رغـم فـــوزي برحـلة أيـاب
لأن الخـسـارة في ذهـابي كانت أكـبر من الذنـوب
ذاق شــهـدي لـين ارتـوى .. ثم اعـتبرني سـراب
و أنـا يـامـــا احــــترقـت له رضـى و كـنت أذوب
ذاب عــمــري و هــو مـا عـــاش هـــم الغــــيـاب
و لا درى إن زرعــه فـي بـســـاتيـني شـحــــوب
وش بيـني و بيـنك يـا اللي ســــقـيتـني ارتـيـــاب
لـين ارتـويت من الـيــاس و غــــيـوم الـهـــروب
و صـرت صـيد سـهـل بـايدين كل خـاين و لعــاب
و أنا قلبي نقـي و لا عـمـري كنت شخص لعـوب
خـليتني محـتاج اشحـد رحـمة الحـب من كل باب
دلني ويـن درب الـوفــا و أنا اســـتغـفـر و أتـوب
يارب أنا مـظــلوم و دعــوة المـظــلوم تسـتجـاب
هـونها و اسـقـني سلسـبيل المـسـامح كوب كوب
عـلني ارتـوي راحـة بـعــد ما عـشــت الـعــــذاب
و يـشـرق بعــيني نـور من زمـن كان امحـجــوب