ولكى الاختيار

خالدالطيب

شخصية هامة
( و لكى الإختيار )
**************
من أنت ..
و من أى الجهات أتيتى ..
تنبشين الرماد فى صدرى ..و تنفخين النار ؟
من انت ..
و من منحك تأشيرة الدخول فيما مضى ..
تُقلبين صفحات ما أنطوى ..
و تنفضين عن ذاكرتى الأتربة و الغُبار ؟
من أعطاك حق التنقل بأعماقى ..
تتنزهين فى شرايينى ..
و ترسمين بدمى زهوراً حمراء ..
على أوجه البنايات و الأسوار ؟
من سمح لك أن تنامى بداخلى ..
و تحلمى ..
و تمارسين فى أوردتى شقاوات الصغار ؟
تغتسلين فى مدامعى ..
و تمشطين جدائلك بأضلعى ..
و تُقيمين حول أعصابى حصار ؟
تلبسين ثوبُ الزفاف ..
و تمشين بممرات الحُلم ..
و تعيشين فى حالة إنتظار ؟
لن اّتى كفارس أحلامك ..
أنا طيفا يمر بأيامك ..
و السعى إلى ً .. مثلُ إنتظارى ..مثلُ الفرار !
صبراً صغيرتى ..
كلُ الذى تتخيلنهُ .. كان ..
صار أنقاضاً قد طالها نابُ الدمار .
كلًُ الذى تدخلينهُ الأن أطلالاً ..
هجرتها البلابل .. و الزنابق ..
و جافتها الطيور ..و تركتها الأنوار .
كلُ الذى ترينهُ ..حُطام قلب ..
و أكفانٌ تضمُ رفات ذكرى ..
و فتاتُ مشاعر .. و بقايا أشعار .
ما عاد فى جوفى ..غير قبرى ..
أحملهُ و أمضى ..
و أرحلُ بالسنين الباقيات نحو القرار .
أنتظر كلُ صباح و مساء ..
أن يأتى بريد الموت ..
وأزرع حولى أشجارالسنط والصبًار .
فلا تنكأى الجراح بعفوية ..
قاتلة يا صغيرتى أوجاع الكبار .
دعى كلُ شيئ كما هو و أرحلى ..
فأجمل ما عندك و أحلاه ..
هو عندى بمذاق الصبر و طعمُ المرار .
و صعبٌ جداً أن نكون كما تتمنين ..
و عسيرٌ جداً أن نتلاقى فى حوار .
لا تسألينى عن الأسباب ..
ففى قلبى الواهى ألافُ الأسرار .
أخافُ عليك منها ..
و أخشى عليك السير فى كتابى ..
مشطورو ما بين أحرف الخوف ..
و بين سطور الإنبهار .
ستكرهيننى .. و تعشقيننى ..
و تأخذك الحيرة مثلُ دوامات البحار .
فصعبٌ أن تتفهمى تاريخى ..
و أن تصدقين ما تقرأين فى الأسفار .
أنا فاتحُ الألف مدينة ..
و أنا قرصان الألف سفينة ..
و أنا عاشق الألف جميلة ..
و أنا الذى ترينهُ الأن فى نهاية المشوار .
مصلوياً على جدار الزمن ..
مقهوراً أجتر العمر إجترار .
لا تنظرى إلىً هكذا عجباً ..
قد كنتُ موجوداً مثلُ الهواء ..
لا يقفُ فى وجهى باباً أو جدار .
كنتُ ترنيمة الحب و العطاء ..
و حكاية كلُ أنثى فى المساء ..
و لمسة الدفء تحت الدثار .
كنتُ رب أرباب العشق أوزعه ..
على العاشقين بحكمة و إقتدار .
هُنا نظرة .. هُنا بسمة ..
هُنا لقيا .. هُنا لوعة ..
و هُناك ريحٌ للشوق و إعصار .
فى كل مقلة تريننى ..و على كل شفة ..
نصير أنثى تحاول الإنتحار .
كنتُ همس القرط المدلى ..
وبوحُ العُقد للجيد ..
و غرام المعصم و السوار .
فى قوارير العطر تركت عبقى ..
و فى أقلام الروج سكبتُ دمى ..
و فى الملاءات رائحة عرقى ..
و لى فى كل فراش مقام و مزار .
كنتُ الحب فى كل شىء ..
فى الرجل المتعب أمام المدفأة ..
و فى الراقص و البرد القارص تحت الامطار .
فى الورع القائم يتعبد ..
و فى الفاسق بالليل يعربد و يهتكُ الأستار .
كنتُ الحقيقة فى الهوى ..
و كنتُ السراب ..
كنتُ جلاءُ اليقين .. وكنتُ الضباب ..
كنتُ أول أنبياء العشق ..و أخر الكفار .
كنتُ الرجلُ الذى ما اّمن يوماً لإمرأة ..
و ما نام يوماً بغير إمرأة ..
مشدوداً نحو الجنة ..مزروعاً وسط النار .
مامن شعور مرً فى الحب إلا و كنتُ به ..
و عشقتُ حواءَ بكل الأعمار .
لكن رغم حضورى هذا ..
ماكان لى أبداً خيار .
ولديك يا صغيرتى الأن فرصة ..
فأغنميها ..
و أحسنى أرجوك الإختيار .
 
خالــد

نثر وبوح أمتزج بالروعة

فكانت خاطرة بقمة البذخ الجميل

لكـ مني على هذا الابداع

جنة من الورود والرياحين

مع خالص ودي​
 
خالد الطيب راق لي ما طرحت من اول العنقود لاخرة دمت بكل خير
 
الوسوم
الاختيار ولكى
عودة
أعلى