علامات قبول العمل

خالدالطيب

شخصية هامة
علامات قبول العمل

ومن علامات المقبول,عدم الرجوع إلى الذنب بعد الطاعة,فإن الرجوع إلى الذنب علامة مقت وخسران ,قال يحي بن معاذ, من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود , وعزمه أن يرجع إلى المعصية بعد الشهر ويعود , فصومه عليه مردود , وباب القبول في وجهه مسدود,استعن بالله واعزم على عدم العودة,فالله غني عن طاعاتنا وعباداتنا، قال عز وجل(وَمَن يَشْكُرْ فَإنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)والمؤمن مع شدة إقباله على الطاعات، والتقرب إلى الله بأنواع القربات؛ إلا أنه مشفق على نفسه أشد الإشفاق، يخشى أن يُحرم من القبول، فعن عائشة ,رضي الله عنها ,قالت,سألت رسول الله,صلى الله عليه وسلم ,عن هذه الآية(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون, قال(لا يا ابنة الصديق, ولكنهم الذين يصومون ويصلّون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات,
فعلى الرغم من حرصه على أداء هذه العبادات الجليلات فإنه لا يركن إلى جهده، ولا يدل بها على ربه، بل يزدري أعماله، ويظهر الافتقار التام لعفو الله ورحمته، ويمتلئ قلبه مهابة ووجلاً، يخشى أن ترد أعماله عليه، والعياذ بالله، ويرفع أكف الضراعة ملتجئ إلى الله يسأله أن يتقبل منه,إن علامة قبول الطاعة أن يوفق العبد لطاعة بعدها، وإن من علامات قبول الحسنة, فعل الحسنة بعدها، وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وفضله؛ أنه يكرم عبده إذا فعل حسنة، وأخلص فيها لله أنه يفتح له باباً إلى حسنة أخرى؛ ليزيده منه قرباً، وهذه هي الاستقامة,
إن العبد المؤمن مهما عمل وقدَّم من إعمالٍ صالحة ,فإن عمله كله لا يؤدي شكر نعمة من النعم التي في جسده من سمع أو بصر أو نطق أو غيرها، ولا يقوم بشيء من حق الله تبارك وتعالى، فإن حقه فوق الوصف، ولذلك كان من صفات المخلصين أنهم يستصغرون أعمالهم، ولا يرونها شيئاً، حتى لا يعجبوا بها، ولا يصيبهم الغرور فيحبط أجرهم، ويكسلوا عن الأعمال الصالحة, ومما يعين على استصغار العمل,معرفة الله تعالى، ورؤية نعمه، وتذكر الذنوب والتقصير, لاتمنن بعملك على ربك تستكثره,من علامات القبول ، أن يحبب الله في قلبك الطاعة ,فتحبها وتأنس بها وتطمئن إليها,وتكره المعصية والقرب منها وتدعو الله أن يُبعدك عنها,وسبحان الله إذا قبل الله منك الطاعة يسَّر لك أخرى لم تكن في الحسبان ,بل وأبعدك عن معاصيه ولو اقتربت منها,وأن يُحبب الله إلى قلبك الصالحين أهل الطاعة ويبغض إلى قلبك الفاسدين أهل المعاصي ،وإذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر أين أقامك,وأن يكون حبنا وبغضنا، وعطاؤنا ومنعنا، وفعلنا وتركنا لله -سبحانه وتعالى,لا شريك له، ممتثلين قوله، صلى الله عليه وسلم( من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع الله، فقد استكمل الإيمان )كثرة الاستغفار,فكان يقول صلى الله عليه وسلم في ركوعه وسجوده( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)المداومه على الأعمال الصالحه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)وبشرى لمن داوم على عمل صالح، ثم انقطع عنه بسبب مرض أو سفر أو نوم كتب له أجر ذلك العمل, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً) و هذا في حق من كان يعمل طاعة فحصل له ما يمنعه منها، وكانت نيته أن يداوم عليها. وقال صلى الله عليه وسلم (ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه)


اللهم حبب إليَّنا الإيمان وزينه في قلوبنا وكرَّه إليَّنا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

 
علامات قبول العمل

 
الوسوم
العمل علامات قبول
عودة
أعلى