تضعييف حديث: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه!

ياسر المنياوى

شخصية هامة
قال أبو يعلى الموصلي في ( مسنده ) : [رقم/4386 ]:
حدثنا مصعب حدثني بشر بن السري عن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ).

ـــــــــــــــــــــــ
[4386 ] ( ضعيف ) أخرجه الطبراني في الأوسط [1/ رقم/ 897]، والبيهقي في الشعب [4/ رقم/ 5314]، وابن عدي في الكامل [361/6]، وغيرهم من طرق عن مصعب بن عبد الله الزبيري عن بشر بن السري عن مصعب بن ثابت الزبيري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به ....
قال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا مصعب، تفرد به بشر!!).
قلت: إن كان يقصد أن بِشْرًا تفرد به بهذا اللفظ، فنعم ! وإلا فلم يتفرد به بشر أصلا ! بل تابعه عليه غيره كما سيأتي.
وبِشْر: حافظ ثقة مأمون ثبت؛ رماه بعضهم بقول جهم!! وهو منه براء!! فالعجب للمناوي!! يعل الحديث به في الفيض [286/2]!! ويقول: (فيه بشر بن السري، تُكلِّم فيه من قبل تجهُّمه!!).
قلت: نعم: تُكُلِّمَ فيه بذلك!! وما كل من تُكلِّم فيه بشيء يثبت عليه بمجرد الكلام!!
وبشر قد بدرتْ منه هفوة ظن بعضهم منها أنه يتجهَّم!! ومع ذلك فقد تاب الرجل واعتذر مما صدر منه!!
وقد شاهده ابن معين وهو مستقبل الكعبة يدعو على قوم يرمونه برأي جهم!!
كما نقله عنه الحافظ في تهذيبه [450/1]، ونقل عنه أيضًا أنه كان يقول: (معاذ الله أن أكون جهميا)!! وهو مُصدَّق في هذا، وقد كان واعظًا خاشعًا من الصالحين -يرحمه الله.
فانظر كيف طاب للمناوي أن يعل الحديث بهذا الرجل الفاضل!! ثم يغفل عن علته الحقيقية!! وهي قول الحافظ مغلطاي البكجري في شرح سنن ابن ماجه [1668/1]، بعد أن عزا الحديث لابن عدي وحده!!: ( تفرد به مصعب بن ثابت، وهو ضعيف!!).
وقال البوصيري في الإتحاف [116/3]، بعد أن ساقه من طريق المؤلف به..: (هذا إسناد ضيعف؛ لضعف مصعب بن ثابت) أما صاحبه الهيثمي فإنه قال في المجمع [175/4]: (رواه أبو يعلي، وفيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان!! وضعفه جماعة!!).قلت: قد توقف ابن حبان عن توثيقه!! فإنه لما ذكره في الثقات [478/7]، قال: ( وقد أدخلته في الضعفاء، وهو ممن استخرت الله فيه!!) وقد ترجمه في المجروحين [28/3-29]، وقال: (منكر الحديث، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير؛ فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه!!) وقوله الثاني هو المتبع؛ لكون جميع النقاد على تضعييف مصعب!! ضعَّفه أحمد وأبو حاتم وابن معين والدارقطني وابن سعد وأبو زرعة وغيرهم!! وساق له ابن عدي هذا الحديث في ترجمته من (الكامل). وقال الذهبي في (الكاشف): (لين لغلطه!!) وقال الحافظ في (التقريب): (لين الحديث، وكان عابدًا!!)
قلت: فَلَمْ تُجْديه عبادته وزهده في تمشية حاله!! كما لم ينفع فقه أبي حنيفة وابن أبي ليلي وشريك القاضي وأضرابهم أن كانوا ضعفاء في الرواية!! فالإسناد منكر من هذا الطريق!!
وقد اختلف فيه على مصعب بن عبد الله الزبيري!! فرواه عنه المؤلف وأحمد بن يحيي الحلواني ومحمد بن إسحاق الصغاني، وإدريس بن عبد الكريم وبهلول بن إسحاق وغيرهم كلهم على الوجه الماضي به ...
وخالفهم جميعًا :أحمد بن محمد بن المستلم!! فرواه عن مصعب فقال: ثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به ....!!
فأسقط منه (بشر بن السري) وأبدل: (مصعب بن ثابت) بـ (مالك بن أنس!!) هكذا أخرجه البيهقي في الشعب [4/ رقم/ 5313]، من طريق شيخه الحاكم عن أبي بكر ابن أبي دارم عن أحمد بن محمد به ...
قال البيهقي: (كذا قال!!وأظنه غلطًا!!).
قلت: بل هو كذب له قُرُون!! ما رواه مالك ولا حدَّث به قط !
وابن أبي دارم حافظ معروف!! إلا أنه كان رافضيا محترقاً!! ساقط العدالة مطروح الأمر!! وقد كذَّبه الذهبي في (الميزان) بخط عريض!! ونقل عن تلميذه الحاكم أنه قال عنه: (رافضي غير ثقة!!) ونقل عن الحافظ محمد بن أحمد بن حماد الكوفي -وليس بأبي بشر الدولابي- أنه شهد عليه بالوضع!! وشيخه ابن المسلم وإن كنتُ لم أقف على توثيقه بعد!! إلا أنه لا يحتمل مثل هذا الباطل!! وترجمته في تاريخ بغداد [99/5].
وقال البيهقي بعد أن ساق الحديث بالإسناد الأول عن مصعب الزبيري عن بشر بن السري عن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة بإسنده به ... قال: (هذا أصح، وليس لمالكٍ فيه أصل!! ورواه أيضًا أبو الأزهر عن بشر بن السري).وهكذا رواه محمود بن غيلان أيضًا عن بشر به ...... .عند البيهقي في الشعبب [4/ رقم 5312].
ولم ينفرد به بشر عن مصعب، بل تابعه عليه الفضل بن موسى السيناني بلفظ: ( إن الله يحب إذا عمل العبد عملاً أن يحكمه) أخرجه ابن أبي داود في المصاحف [ص/344/طبعة الفاروق]، والعسكري كما في المقاصد الحسنة [ص/204].
وللحديث شاهد مرفوعًا من رواية عاصم بن كليب عن أبيه عن جده ... .نحوه .... عند البيهقي في الشعب [4/ رقم/ 5315]، وجماعة وهو واهٍ !! مع كونه اختلف في سنده أيضًا كما ذكره السخاوي في المقاصد [ص/ 205].
وفي الباب أيضًا: عن أبي هريرة عند ابن عدي في الكامل [288/6]، وسنده باطل!!
وعن أسماء بن يزيد الأنصارية عند ابن سعد في الطبقات [143/1]، وسنده مظلم جدًا!!
وعن أم عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عند ابن سعد أيضًا [215/8]، والطبراني في الكبير [24 / رقم 776]، وسنده ساقط أيضًا!!
وله شاهد مرسل عند ابن سعد في الطبقات [141/1-142]، وهو مع إساله ضعيف جدًا!! ولا يصح في هذا الباب حديث!! والله المستعان..

انتهى بحروفه من : ( رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى ) [رقم/4386 ].
__________________
رُوِّينا بالإسناد الصحيح عن إمام دار الهجرة أنه قال : ( لَيْسَ فِي النَّاسِ شَيْءٌ أَقَلُّ مِنَ اْلإِنْصَاف )! !

 
الوسوم
أحدكم أن إذا إن الله تضعييف حديث عمل عملا يتقنه يحب
عودة
أعلى