رد: أنا من خذلت نفسي
تتمة الجزء الثاني والأربعون +الجزء الثالث والأربعون + الجزء الرابع والأربعون ⚘
حكا لي باقي ما حدث حتى آخر مرة تحدث معها فيها فقلت " ولما ترفض التحدث معك "
قال بحزن " لأن بحر وجد اسمي في هاتفها فقالت رنيم أنه يخصها لذلك ضربها غيث فلقد
سمعها تحدث بحر فقررت جود أن تقطع علاقتها بي "
قلت بأسى " مسكينة يا جود "
قال بضيق " هل جود هي المسكينة ماذا عني أنا "
قلت بحزن " بل رنيم المسكينة لقد تحملت ذلك عنها وها هي تعاني حتى الآن جود معها
حق يا زبير فهي رأت نتائج تحدثها معك فقررت ذلك "
قال بضيق " ولكنني أخبرتها بكل شيء عن الوصية حتى أنك شقيقتي ووعدتها أن أتزوج
بها ما أن تنتهي ظروفي وقبل حتى أن اعرف من تكون وهي وعدتني أن تنتظرني "
قلت بهدوء " لما لا تخطبها إذا وتتزوجا جود فتاة رائعة جدا كم أحببتها وأتمنى أن تكون زوجتك "
قال " أخشى أن يغضب بحر من الأمر ويرفض أو أن تكون جود لا تريدني زوجا لأني زبير وقد
حدثت لي مواقف سيئة معها في القصر "
قلت بحماس " إن كانت تحبك فهي ستراك ذاك الشاب صدقني حدثت لأشخاص كثيرين "
قال بفضول " من "
ضحكت وقلت " في الأفلام والمسلسلات "
قال بضيق " حور يبدوا أنك تسخرين مني "
قلت نافية " أبدا يا زبير أقسم أنني لم أقصد ذلك ولكن انظر لنفسك عندما علمت
أنها جود ما شعرت ناحيتها "
تنهد وقال " كدت أقفز أمامها وأحتضنها من فرحتي "
قلت بابتسامة " إذا سيحدث معها ذات الشيء مادامت تحبك "
قال بحيرة " لا أعرف كيف أتصرف ساعديني أنتي "
قلت بحزن " لا يمكنني ذلك وأنت تعلم لما "
قال بهدوء " حور بحر يحبك ستصبين الفتى بالجنون "
نزلت من عينيا دمعتان وقلت بألم " لما لا يفهمني أحد "
توجه ناحيتي جلس بجانبي وحضنني بذراعه وقال
" لما البكاء يا حور دموعك غالية عليا توقفي هيا "
قلت بشهقات متتالية " لقد جرحني يا زبير جرحني كثيرا ووعدني
واخلف مرارا وتركني بلا أسباب "
مسح على شعري وقال بحنان
" حسننا يا حور كما تريدين يا شقيقتي ولن يجبرك أحد على شيء هيا يكفي بكاء "
مسحت دموعي وقلت بابتسامة حزينة
" عندي لك فكرة جميلة ما رأيك "
قال بحماس " هاتي بها فورا وأريحيني "
ضحكت وقلت " عاش العشاق "
قرص خدي وقال " وعاشت أروع شقيقة في الوجود "
شرحت له فكرتي فقال بحيرة " هل سينجح الأمر يا ترى "
قلت " قد ينجح "
قال بأسى "لا اعتقد ذلك قد لا يوافق بحر "
قلت بعد صمت " اشترط عليه أن يفعل ذلك كي تقنعني بالتحدث معه "
نظر لي بصدمة وقال " حقا تفعلينها , لن نقوم بخداعه يا حور "
قلت بحزن
" لن نخدعه ولن أغفر له أبدا سأفعل ذلك من أجلك فقط فلا أريد رؤيتك حزينا أبدا "
ضمني بحب وقال " وهل أراك أنتي حزينة ولا أفعل شيئا "
قلت بهدوء " لا تكترث للأمر يا زبير فقد اعتدت على ذلك "
قال " إذا سأجرب هذه المخاطرة ولو فشلت فويلك مني "
ضحكت وقلت " ولو نجحت "
قال بابتسامة " جلبت لك هدية لم تتخيليها يوما "
قلت بحماس " رائع سوف أدعوا الله كل ليلة أن ينجح الأمر "
قال بضيق " من أجل الهدية "
قلت بابتسامة " بل من أجلك أولا ثم هي بالتأكيد "
ضحك وقال " من يسمعك لا يصدق أنك تملكين ثروة "
قلت " مهما كنت ثريا فهدايا من تحبهم لها طعم آخر "
قال وهوا يقف مغادرا " إذا على بركة الله فقد نضرب عصفورين بحجر "
نظرت له بضيق وقلت
" أخبرتك أنني لن أغفر له أبدا فلا تلجأ لهذا الخيار إلا إن رفض مفهوم "
قال " مفهوم "
وقفت وقلت " هل ستغادر يا لي من حمقاء فأنت لم تشرب شيئا "
قال مغادرا وأنا أتبعه " لا تهتمي يا حور هل ستضيفينني كلما أتيت "
قلت بضيق " اللوم ليس علي بل على البقرتان في الأعلى لم تخبرا
الخادمة أن تحضر لابن عمهم شيئا "
قال وهوا يفتح الباب مغادرا
" حور لا تكبري المسألة أنا لم آتي لأشرب أو آكل بلغي سلامي للجميع "
غادر مبتعدا ثم التفت إليا وقال " صحيح كدت أنسى والدتي تريد زيارتك لقد طلبت مني
ذلك مرارا ولكني كنت منشغلا وآتي إلى هنا من الشركة مباشرة "
قلت بابتسامة " وأنا مشتاقة لها كثيرا أحضرها وميس ووالدتها في أقرب وقت "
قال مغادرا وهوا يلوح بيده " حسننا وداعا الآن "
⚘⚘⚘الجزء الثالث والأربعون⚘⚘⚘
زبير
أنا في حيرة من أمري أخشى أن أحكي لبحر كل شيء فيغضب مني ومنها وهذا ما سيحدث
بالتأكيد وليس لي أي وسيط ليتحدث مع جود التي تغلق هاتفها على الدوام سوى حور وحور
لن ترضى بأن تذهب هناك أبدا وليس لدي طريقة أراها بها لأتحدث معها وما من حل أمامي
سوى مواجهة الواقع والتحدث مع بحر
فكرت أن أخطبها منه دون إعلامه الحقيقة ولكنها قد ترفض فهي قالت أنها عند وعدها لي
دخلت القصر فوجدت ليان وأديم ووالدتي ووالدة ميس يجلسون معا ألقيت التحية ثم اقتربت
من ليان وقلت " هلا أعطيتني هذه الجميلة لأراها "
ناولتني ميسم فرميت عنها اللفافات وتركتها بلباسها فقط وأمسكتها بكلى يداي من وسطها
ورفعتها لوجهي وقبلتها فقال أديم بضيق
" زبير ماذا تفعل هي لا تزال صغيرة "
قلت بتذمر " وما علاقتك أنت لقد أخذتها من والدتها وهي لا تعترض يالك من شقيق "
قال بحدة " تزوج وأنجب لك طفلا وافعل به ما شئت "
رفعتها للأعلى حد ذراعاي وأنا انظر لها فوقف وأخذها مني بالقوة وقال بغضب
" هل تريد إيقاعها "
نظرت لوالدتي وقلت بضيق
" هل رأيت ما يفعل ابنك يضن انه لا يمكن لأحد غيره الإنجاب "
ضحكت وقالت " هل كنت ترضى لابنتك أن يفعل بها هذا "
قلت مغادرا مكانهم " سوف تندم يا أديم "
قابلت في طريقي بحر خارجا وها قد وجدت ضالتي استوقفته وقلت
" بحر أريدك قليلا لما تغلق هاتفك "
قال برود " ماذا تريد "
وهذا هوا مزاجه منذ تركت حور القصر وقد طلب مني مرارا أن أتحدث معها ولم ينجح الأمر
قلت بضيق " لماذا تعاملني هكذا ما ذنبي أنا "
قال ببرود أكبر " ذنبك أنك شقيقها ولا تريد إقناعها وشقيقي ولم تساعدني في شيء "
وضعت يدي على كتفه وقلت " اقسم أنني فعلت جهدي ولكن ضربتك كانت قاسية عليها , تعال
لدي موضوع مهم أريد التحدث معك فيه وسنجد حلا لمشكلتك "
خرجنا للجلوس في الحديقة تنفست بعمق ثم بدأت بسرد حكايتي له دون ذكر من تكون الفتاة ولم
يخلوا الأمر من بعض المشاهد الحزينة كي يرأف بحالي فكل شيء جائز في الحب والحرب
وبعدما انتهيت قال لي
" وبما يمكنني المساعدة "
تنفست بقوة ثم قلت " الفتاة هي شقيقتك جود "
وقف وقال بصدمة " جود "
وقفت وقلت " مهلك يا بحر فهي لم تخطأ بشيء معي اقسم لك وقد تركتني أيضا وقالت
أنها نادمة وأنها لا تريد خسارة شقيقها أنا من كان السبب منذ البداية يا بحر "
أحسست بالضيق لازال باديا عليه طبع بحر الهدوء والضيق وحده يعني أنه
في أقصى حالات الغضب فقلت
" بحر أقسم أنني أحبها وأريدها زوجة لي شقيقتك ألماسة نادرة لا نقابلها دائما في حياتنا بحر
لا تغضب منها افعل بي ما تشاء ولكن هي تحبك كثيرا وتركتني لأنها لا تريد أن تخسرك "
لاذ بصمت مبهم قاتل فأخرجت آخر أسلحتي وقلت
" إن خدمتني في هذا اقسم أن تكلمك حور "
نظر لي بصدمة وقال " هل أنت جاد "
قلت " وكل الجد فقط ساعدني في أمر جود "
نظر لي بتشكك فقلت " بحر أنا أريد شقيقتك ولن أتكلم معها حرفا واحدا إلا وهي
زوجتي ولكن علينا الترتيب للأمر "
قال بحيرة " لم افهم "
قلت " هيا أجلس واستمع إلي "
شرحت له الفكرة وهوا يستمع في صمت وعندما انتهيت قال
" كيف تريدني أن افعل هذا بشقيقتي من قال أنها توافق عليك "
قلت بتذمر " هيا يا بحر لا تعقد الأمور فهي تحبني أيضا "
قال بحدة " لا تقل ذلك عن شقيقتي أمامي يالك من وقح "
قلت بلامبالاة " وحور شقيقتي فلما تتحدث عنها أمامي "
قال بعد صمت " هل ستكلمني حور حقا "
قلت " نعم بكل تأكيد ولكن لا أعدك إلا بالكلام أما أن تسامحك فهذا أمر
خارج عن استطاعتي وأنت وشطارتك "
قال بضيق " وها أنت الآن تستطيع إقناعها فلما في السابق لا "
قلت بتشتت " أنت لا تعلم كم عانيت من أجل هذا لا تعتقد أنه حدث في يوم وليلة "
قال بهدوء " متى سأتكلم معها "
ضحكت وقلت " مهلك يا رجل علينا أن نتم الصفقة "
قال " ماذا إن لم ترضى بك جود كيف سنصلح الأمر حينها "
قلت بجدية " أنا من سيصلحه تأكد من ذلك ولن تكون إلا راضيا "
وقف وقال مغادرا " إذا أنا أنتظر أن تفي بوعدك أولا وعليا التأكد من أن جود لن تغضب مني فيما بعد "
تنهدت وقلت " آه حمدا لله , حور لقد خدمتني خدمة العمر فلولا لهفته للتحدث معك لما وافق "
ليان
غادر زبير مستاء من أديم وجلس هوا في ضيق أعاد لف ميسم من جديد فقالت والدته بابتسامة
" بني لا تخف عليها كثيرا هكذا فأنت كنت تصر على حمل زبير رغم أنك كنت في الرابعة
وأنا كنت أعطيك إياه , وغيث كان يلعب به كالدمية "
قال بضيق " إن كنتي أنتي ترضين ذلك لأبنائك فأنا لا أرضاه لابنتي لا أحد منكم يعلم كم
عانيت وهي بعيدة عني وأضنها ميتة "
مر حينها زبير وبحر وهوا يضع يده على كتف شقيقه ترابط أبناء هذه العائلة ببعض شديد جدا
بحر يبدوا شخصا هادئا بغرابة ومستاء بسبب تلك الفاتنة التي حضرت الوصية
" ليان ماذا قررت بشأن نصيبك من الإرث أرى أن تديري حصتك بنفسك فأنتي
محاسبة ماهرة وهذا سيكون سهلا عليك "
كان هذا صوت أديم الذي أعادني من أفكاري وأعاد نظري من أخوته له فقلت
" لا أعلم لم أفكر في الأمر أبدا "
قال " إن أردتي انتقلنا للعيش هناك أو حتى من هنا يمكنك ذلك فالمسافة قريبة لا تتعدى
الساعة وسوف أقتني لك سيارة "
قلت بهدوء " سأفكر بالأمر لاحقا "
نظر لوالدته وقال " أمي علينا جلب خادمات للقصر ومربية أيضا لتساعد ليان على ابنك
أن يقتنع بذلك أو انتقلت لمنزل خاص بي "
" ماذا اسمع هنا "
كان هذا صوت ميس تقف خلفنا واضعة يديها في وسطها بضيق ثم اقتربت وقالت
" أديم هل تكره هذا لزوجتك وكنت ترضاه لنا يالك من أناني "
ضحك وقال " لما لم يفكر بكم أزواجكم "
قالت بضيق " صهيب الأحمق ذاك سأريه "
ضحكت والدته وقالت " كنت أضنك تفعلين ذلك من أجل راحتي وليس مكرهة "
قالت ببرود " ذاك شيء وهذا شيء "
قالت والدته " سأتحدث مع غيث فأنا لا أريد أن يخرج أي منكم من القصر "
بكت ميسم فجأة فقالت والدتهم ضاحكة " أعطوها لميس إنه تخصصها "
قالت ميس وهي تلوح بيدها أمامنا
" لا لا لا لقد حرمت أن أقترب من ابن ليس ابني أنا أحبها عن بعد وأتمنى أن تسكت حالا "
ضحكنا جميعنا فدخل حينها صهيب قائلا " جيد أنك قلتي هذا وإلا غضبت منك "
نظرت للجانب الأخر بضيق وقالت " ليس من أجلك بل من اجل نفسي "
أقترب منها وقال " حبيبتي لما كل هذا الغضب لقد كانت مجرد مزحة "
قالت بضيق " طلقني حالا أريد الزواج بآخر "
قال بصدمة " تتزوجين بآخر "
قالت " نعم ألست تريد الزواج بأخرى أنا أيضا أريد ذلك "
لف يده حول خصرها وهمس لها في أذنها بكلمات فأبعدت يده
وغادرت مستاءة فقالت والدته بضيق
" صهيب ألن تتوقفا عن الشجار كالأطفال إن كانت ميس طفلة فأنت لست كذلك "
قال ببرود " عليها أن تضع عقلها من عقلي أو أضع عقلي من عقلها "
قالت " أنت تعرف أنها سريعة الغضب لذلك تتعمد استفزازها فأرفق بابنة عمك بني "
أخذ ميسم مني رفعها بين يديه وقال " يا لا هذه الجميلة "
قال أديم بحدة " إن كنت سترمي بلفافتها وترفعها للأعلى كشقيقك فأنا أحذرك مما ستلقى مني "
قال بابتسامة " كنت أفكر في مرجحتها في الهواء "
قال أديم بصدمة " ماذا !!! هات ابنتي هيا قال يمرجحها قال "
قال صهيب بضيق " وماذا في الأمر أنا افعل ذلك بأبناء أصدقائي دائما "
أخذها منه وقال " عندما يكون لديك ابن فعلقه في المروحة وطر أنت وهوا , ابنتي لا أحد
يفعل لها هذه الأشياء فهمتم , اذهب هيا وابحث عن زوجتك قبل أن تجد لها عريسا آخر "
قال مغادرا " حسننا سأذهب لإرضائها "
نظر لي أديم وقال " ليان تعالي لأريك ما جلبت لميسم "
قلت بضيق " أديم يكفي هذا فلن يتسع القصر لما تحضره لها وزد عليه ما يجلبه أخوتك كلما
سافروا , هي لن تستطيع ارتداء كل تلك الملابس لأنها ستكبر بسرعة وكل هذه الألعاب المكومة
لا تستطيع اللعب بها "
وقف وامسكني من يدي ويمسك ميسم بيده الأخرى وأخذنا معه متوجها للسلالم قائلا
" لن أحرمكما من شيء ما دمت حيا "
وصلنا للأعلى وضعها في مهدها وأمسك وجهي وقال
" ليان ما بك حبيبتي أراك غير سعيدة "
تنهدت وقلت " لا أستطيع الانسجام مع هذا العالم هوا ليس لي ولم أحبه يوما "
قال بهدوء " هل ضايقك أحدهم بشيء "
قلت نافية " لا أبدا هم يعاملونني معاملة طيبة ولكن ..... "
نزلت من عينيا دموع فحضنني وقال " ليان ما هذه الدموع ما بك حبيبتي "
قلت وأنا أشد بيدي على ثيابه بقوة " أريد وسيم ومنزلنا وعمي وأيامنا تلك لا أريد هذا كله "
تنهد وقال ماسحا على ظهري " ليان ما هذا الذي تقولينه أنا وسيم الذي عرفته لم يتغير إلا
أنه أصبح له لسانا طويلا لا يسكت "
قالت ببكاء " ضع نفسك مكاني تحب شخصا ثم تكتشف أنه شخص آخر , لن يستوعب عقلك ذلك "
قال بهدوء " وما تريدين أن أفعل هل نعود لمنزلنا وأتوقف مجددا عن الكلام هل ترضي
أن أترك عائلتي وثروتنا ومستقبل أبنائنا ليان حبيبتي ستعتادين الوضع ضننت حبك لي
سيجعلك تتخطين الأمر بسهولة ولكن ضني لم يكن بمحله "
قلت " اقسم أنني أحبك ولكنني لم أستطع مهما حاولت "
قال " هل نخرج لمنزل بمفردنا ما رأيك "
ابتعدت عن حضنه وقلت ماسحة لدموعي " لا لن أحرم والدتك منك أبدا "
قال وهوا يمسح بقايا الدموع عن خداي
" سنقوم بزيارتها دائما إن كان ذلك سيريحك نفعله فورا "
هززت راسي بالنفي في صمت قبلني على شفتاي وقال مبتسما
" ما رأيك لو سافرنا قليلا "
قلت بابتسامة " من أجلك أوافق "
حضنني وقال " ما أسعدني بك وإن كنتي تكرهين الأغنياء , أقسم أن أجعلك الأسعد دوما "
قلت بهدوء " خدني لزيارة حياة وشروق هذا فقط ما أريد "
ضحك وقال " أمرك مولاتي "
بحر
لا أصدق أن جود تفعل ذلك ولكني لا ألومها فهي عاشت الهم والحرمان , والحب شيء
لا يمكن للإنسان التغلب عليه أو منع وقوعه وأنا أكبر مجرب
وها هي حور ترفضني بشدة وتضع كل اللوم علي رغم أني ما قررت ذلك إلا من أجلها
ولكنني لن اسمح لأحد بأخذها مني بعد أن أصبحت حرة أخيرا وسأصنع المستحيل لأفوز
بها , الناس الآن لازالوا واقعين تحت تأثير صدمة أنها شقيقة زبير ولن يخطبها أحد حتى
حين بعدها سوف ينهلون عليها كالذباب وسأقتل كل من يقترب منها , لقد وعدني عمها
أن يتحدث معها في أمر خطبتي لها فإن رفضت فلدي خيار آخر
كنت قد قررت أن ازور إخوتي في الغد ولكن الآن عليا زيارتهم اليوم لقد اشتريت لهم المنزل
الذي يقيمون فيه الآن بعدما طلبت من أخوتي أن يخصموا ثمنه من حصتي حيث أن راتبي
مرتفع جدا ولم يعد والدي يأخذ أغلبه وقد ازداد الآن بعد تقسيم الميراث , كنت أود نقلهم هنا
للعاصمة ليكونوا بقرب قصر العائلة لكنهم رفضوا ذلك وقد وعدتني جود أن تفكر في أمر
الدراسة وها هوا على ما يبدوا ستدرس في العاصمة فلن أتمنى لجود أفضل من أشقائي
ولكن عليا أخذ رأيها أولا
وصلت المنزل ودخلت فوجدتها تجلس بالأسفل وتضرب جهاز التحكم الخاص بالتلفاز
على الأرض فقلت " جود ما بك معه "
وقفت وقالت بسرور " بحر أهذا أنت "
اقتربت منها وقلت " نعم أنا هل لي شبيه ولا اعلم "
ضحكت وقالت " أنا طبعا "
قلت بابتسامة " ما تصنعين بهذا سوف تحطمينه "
قالت بضيق " لقد جن هذا الجهاز إنه يقلب المحطات على مزاجه ومتى أراد ولا يكترث
لضغطي على أزراره "
ضحكت وقلت " اتركيه وسأجلب لك غيره تعالي أجلسي أود التحدث معك "
جلست وجلستُ بجوارها وقلت " جود لا تخجلي مني أود سؤالك عن بعض الأمور "
قالت بحيرة " عن ماذا "
قلت بعد صمت " هل يمكنك التخلي عن شخص أحببته يوما "
نظرت للأرض بحزن وقالت " نعم "
قلت " لماذا "
قالت بذات النظرة والنبرة " كي لا تخسر أشخاص تحبهم فقد تكون مجبرا على تحطيم
قلبك وقلبه لأنه لا خيار أمامك "
إذا كما قال زبير يالك من رائعة يا جود قلت
" جود لقد خطبك أحدهم مني "
قالت بحيرة " من "
قلت " هل توافقي أم لا "
قالت بعد صمت " لا "
هي على الوعد إذا قلت بابتسامة " وإن طلبت منك أنا ذلك "
نظرت للأرض مطولا في صمت ثم قالت
" من أجلك أوافق لكن إن كان الخيار لي فلا "
وقفت وقلت " بل من أجلي "
نظرت للفراغ بحزن وقالت " إذا موافقة "
خرجت وتركتها , سامحيني يا جود فعلت هذا من أجل أن أحضا بفرصة لأتكلم مع حور
ولكني ما كنت لأفعلها قبل أن أتأكد من انك موافقة عليه وتحبينه , اتصلت بزبير فرد على
الفور فقلت ضاحكا " يبدوا أنك تنام في هاتفك "
قال بضيق " قل ما لديك وتوقف عن السخرية "
قلت " أعطني البشارة لأعطيك بشارتك "
قال بسعادة " هل وافقت "
قلت " نعم فدعني أتكلم مع حور أو أفسدت كل شيء "
قال بحزن " هل وافقت حقا دون أن تعلم من أكون "
قلت " نعم وقالت أنها لا توافق إلا إن كنت أنا من يريد ذلك "
قال بسرور " إذا هي لم تخل بالوعد "
قلت " نعم "
قال " إذا اتفقنا "
قلت " ومتى سأكلمها "
ضحك وقال " اقسم لو طلبت سنين من عمرك ثمنا لذلك لأعطيتني "
قلت بتذمر " يالك من مزعج "
قال " مقبولة منك يا شقيقي وصهري "
ثم ضحك وقال " حل لي هذا اللغز إن تزوجت أنا جود وأنت حور فسأكون أزوجك
شقيقتي وتزوجني شقيقتك ونحن شقيقان هههههه "
قلت " زوجني حور ولا يهمني أي لغز من هذا "
قال " وداعا الآن "
قلت باندفاع " هيه أي وداعا هذا هل كنت تخدعني "
قال " أبدا لا أخدعك ولكن عليا التحدث معها أولا انتظر مكالمتي حسننا "
قلت بنفاذ صبر " حسننا ولكن لا تتأخر أعرفك ستفعلها عمدا "
ضحك وقال " لا تخف وداعا يا بحر "
وبقيت طوال ذاك اليوم انتظر على أحر من الجمر ولم يكلمني إلا عند
المساء فأجبت من فوري قائلا " ظننتك مت "
ضحك وقال " ظننتك لا تنام في الهواتف "
قلت بتذمر " قل ما لديك بسرعة "
قال " اتصل بها وستجيب عليك "
قلت بصدمة " أقسم على ذلك "
ضحك وقال " أقسم أنها سلبتك عقلك "
قلت ببرود " قديمة , هيا وداعا الآن فلم يعد لي بك حاجة "
قال " مهلا مهلا لا تخل بالاتفاق يا بحر "
قلت بضحكة " سأفكر في الأمر "
أغلقت الخط واتصلت من فوري بحور وأنا غير مصدق أنها وافقت أخيرا على
مجرد التحدت معي أجابت بعد حين فقلت بهدوء
" حور لما تفعلين هذا بي "
بدأت بالبكاء من فورها وقالت
" أنا من عليه قول ذلك لما فعلت كل ما فعلت بي أنت لم تحبني يوما يا بحر "
قلت مباشرة " أقسم أنني احبك يا حور بل أعشقك بجنون ولا يمكنني العيش بدونك أبدا "
قالت " كاذب كنت ستسافر وتعيش بدوني كما فعلت سابقا لن أصدقك يا بحر مهما قلت "
قلت " حور لا تحكمي عليا ظلما اقسم أنني أردت فعل ذلك من أجلك "
قالت ببكاء أشد " من أجلي ترحل وتتركني من أجلي تعدني ولا تفي بوعودك "
قلت برجاء " حور توقفي عن البكاء أرجوك أنتي تعذبينني فوق عذابي إن كنتي لا تعلمين "
قالت بأسى " لو انك سألتني لما وافقتك على قرارك المجنون الذي لا تفسير له غير أنك لم تحبني يوما "
قلت بهدوء " حور قسما بـ..... "
قاطعتني قائلة بحزن " لقد خذلتني يا بحر خذلتني حقا ولن اسمح لك بأن تجرحني مجددا ولولا
إصرار زبير ما تحدثت معك "
ثم أغلقت الخط في وجهي بل وهاتفها أيضا كي لا اتصل بها وتركتني أسوء من ذي قبل
جود
لقد وضعني بحر في خيار صعب سيحطم به كل أحلامي الجميلة فلا استطيع رفض من
وافق هوا عليه لا يمكنني ذلك فيكفي ما فعلته حتى الآن , رغم أني لازلت أقرأ رسائله لي
كل ليلة وابكي بعد ذلك كثيرا فتحت هاتفي وأرسلت له الرسالة الأخيرة وكتبت فيها
( لم أفكر يوما في أن اخلف بوعدي لك ولكني أمام خيار صعب للزواج بأحدهم فإن كنت تريدني
فهذا عنوان منزلي أو لا تلمني على شيء خارج استطاعتي فإما أن تأتي أو حررني من وعدي )
أرسل بعدها على الفور ( أتمنى لك السعادة )
أغلقت هاتفي وبكيت بشدة ومرارة هذه نتائج أخطائي فهوا لم يحبني يوما وكما قالت
رنيم كان يكذب علي , فتحته من جديد واتصلت ببحر فأجاب قائلا
" نعم يا جود "
قلت بحزن " بحر أنا مقتنعة جدا بمن ستزوجني به وليس فقط لأنك تريده "
قال بحيرة " لماذا ما الذي حدث "
قلت بأسى " لا شيء يا بحر هي الحياة هكذا لا تكون دائما كما نريد وداعا يا شقيقي "
وأغلقت الهاتف من جديد وعدت لبكائي حتى غلبني النوم
صهيب
لقد بدؤوا يرسلون رسائل التهديد لي , إذا وصلنا للمراحل الأخيرة من اللعبة لابد أن
عمي نبيل تلقى مثلها سابقا فهم يهددونني بالنفي عن دولتي وبالخسارة باقي عمري كله
وهذا ما لقي عمي نبيل منهم
كنت في سيارتي عندما وصلتني رسالة من رقم مجهول فيها عنوان معين ذهبت له من
فوري وتفاجأت بأنه محل للملابس النسائية تأكدت من العنوان مرارا وكان هوا نفسه
نزلت ودخلت المحل أنظر بحيرة وخجل من وجودي بمفردي بمثل هذا المكان دون امرأة
نظرت لي البائعة بابتسامة وقالت
" هل أنت صهيب "
نظرت لها بصدمة وقلت " هل تعرفينني "
قالت " نعم أليس هذا العنوان الذي تقصد "
قلت " يبدوا ذلك "
قالت " أدخل حجرة تبديل الملابس فالتنين في انتظارك "
نظرت للحجرة ثم لها بصدمة هل سيأخذونني لزعيمهم مباشرة ولكن ماذا لو لم أرجع
فأنا لم أخبر أحد عن قدومي ولو تراجعت الآن فسيشكون بأمري في المرة القادمة
قالت بنفاذ صبر " ماذا قررت "
توجهت ناحية الغرفة في صمت دخلت وأغلق الباب بعدي آليا ثم نزلت الغرفة للأسفل
وكأنها مصعد كهربائي وصلت للأسفل بتوقفه ثم فُتح الباب أدخلت يدي في جيبي وشغلت
لاقط الصوت وآلة التصوير الصغيرة المثبتة في ثيابي كانت تعمل لتصوير كل شيء وهذا
من احتياطاتي مؤخرا , خرجت فوجدت رجالا كثر في مكان أشبه ما يكون بالقبو الواسع
كان الرجال ملثمين جميعهم اقترب أحدهم مني وقال
" اتبعني "
سرت خلفه ووصلنا لحجرة مضاءة بقوة وتفوح منها رائحة كريهة لا تبدوا سجائر وكأنها نوع
من الحشيش دخلت وخرج الرجل من فوره كان ثمة مكتب موجود ورجل يجلس عليه موليا
ظهره لي فقلت " هل أنت التنين "
دار بالكرسي فقلت بصدمة " عمــ ... عمي جسار "
قال " نعم ولن نجتمع أنا أو أنت في هذه الحياة بعد الآن "
قلت بصدمة " لذلك إذا أبعدت عمي نبيل هل اكتشف أمرك "
ضحك وقال " المغفل جاء يسدي إليا بنصائحه ويقول لأنني شقيقه سيسكت عن
الأمر إن أنا أوقفت تجارتي "
قلت بغيض " هذه ليست تجارة إنها جريمة "
وقف وقال بغضب " وهل كنت تظن أن ما كان يعطينا إياه جدك يكفي شيئا "
قلت بحدة " لكنه اقتسم عليكم تركته فيما بعد "
ضحك وقال " لقد خسرتها في أول جولة "
قلت بصدمة " تقامر "
قال " مادمت ستموت فلا بأس أن تعلم , لقد خسرت مالي بينما ازدهرت تجارة والدك
وتفوق علينا كعادته لذلك تعمقت في تجارتي أكثر حتى صرت زعيمها كنت سأدمره أيضا
لولا أن الموت كان أقرب إليا منه لأنه كان يهددني آخر أيامه "
قلت بصدمة " يهددك !!! هل علم بكل هذا "
قال بسخرية " نعم وجاء كشقيقه يسمعني محاضرات عن الشرف والوطن وتخاريف فارغة "
هززت راسي غير مصدق وقلت " وكأنني في حلم "
ضحك وقال " لم يبدأ الحلم بعد "
سمعنا حينها صوت إطلاق الرصاص من كل مكان وركض وصراخ رجال هممت بالخروج
مسرعا حين استوقفني صوت عمي جسار قائلا
" توقف وإلا .... "
التفتت إليه وكان يحمل مسدسا في يده يصوبه نحوي وقال بصراخ
" يجب أن يموت السر معك يجب أن يموت سر نبيل هنا "
قلت بغضب " سره فقط وباقي جرائمك "
قال " كلها تبقى ذاك لا "
قلت " إذا لم يكن اكتشافه لك السبب الوحيد "
قال بغضب " بلى فقد سرق مني كل شيء حتى حوراء "
قلت بحيرة " من حوراء "
قال " ابنة عمي التي أحببتها كل حياتي جاءت لتقول لي بكل صراحة أنها تحبه هوا
ولا تريدني بل تريد نبيل الوسيم الفارس المغوار سارق قلوب الفتيات لذلك كان عليها
أن تخسره أيضا وأن ترى أي الأنواع الرديئة يكون مختلس الأموال خريج السجون "
قلت وأنا أحاول تغيير مكاني ببطء لأخرج من الباب
" لذلك إذا لم تقتله ولكن ما الذي استفدت بما فعلت "
قال " أن لا تأخذ كلينا لا أنا ولا هوا "
كثر صوت الرصاص فحاولت فتح الباب ولم اشعر إلا بالدماء تنزل من جسدي
⚘⚘⚘الجزء الرابع والأربعون⚘⚘⚘
غيث
وكلت المحامي عارف ليرفع قضية مضادة لقضيتهم لأنهم يجبرونها على تركي فقد
يطلب القاضي تحكيم رأيها هي في الأمر فاتصل بي اليوم ليخبرني أن هاشم أخذ
له شهودا من المستشفى على تعرضها للضرب يوم ولادتها ولكن كيف علم إن كانت
رنيم لم تخبر أحدا لابد وانه شك في الأمر من اتصالي بهم حين ولادتها وطلبي منه
أخذها من هنا يبدوا أنه يوكل محاميا شاطرا ليفكر بهذه الطريق
هذا الخبر زلزلني فقد صرت أرى رنيم وابني يصبحان كالحلم فسافرت من فوري لهم
دون تفكير وصلت منزل رنيم ونزلت طرقت الباب بقوة ففتحت لي والدتها كما كنت
أتوقع ونظرت لي بحيرة وقالت
" مرحبا غيـ .... "
انطلقت للداخل مقاطعا لها دون رد ووقفت تحت السلالم وصرخت بكل صوتي
" رنييييييم انزلي الآن أو صعدت لك للأعلى "
أمسكتني والدتها من ذراعي وقالت " غيث ما بك تتصرف هكذا كالمجرمين "
قلت بغضب " أريد زوجتي الآن ولن أسمح لكم بأن تطلقوها مني ليتزوجها ابن خالتها "
قالت بصدمة " ومن قال ذلك "
قلت " هوا قاله ووالده لم ينكره إن لم تنزل الآن صعدت بنفسي لأخذها "
قالت بضيق " ليس بهذه الطريقة يكون حل المشكلات يا غيث "
قلت بغضب " وكيف إذا وأنتم تقفون وتتفرجون عليه وهوا يأخذها مني "
قالت بهدوء " غيث دعني أنا أتصرف في الأمر وإن لم أنجح افعل ما تريد "
قلت بحدة " عليا رؤيتها الآن ولن ارجع دون ذلك "
قالت بغضب " قلت لك سأتصرف في الأمر فرؤيتها لن تنفعك في شيء "
قلت بضيق " إذا اجلبي لي ابني لأراه "
صعدت وبعد مدة عادت تحمل شامخ أخذته منها حضنته وقبلته ثم جلست به فجلست بجانبي وقالت
" ماذا حدث بينكما أخبرني "
تنهدت بضيق ثم حكيت لها ما حدث فقالت بصدمة " ضربتها يا غيث "
ها قد ساءت الأمور أكثر قلت بهدوء
" لقد كانت ساعة غضب وأي رجل في مكاني ما كان ليفعل اقل من ذلك حتى عمها ذاك "
قالت بحدة " هذا لا يبرر لك ضربها ومن ثم طردتها من حياتك كنت فعلت الأخرى مباشرة "
قلت برجاء " أقسم أنه خطأ ولن يتكرر وأنا مستعد لتنفيذ كل شروطك وشروطها فقط أعيدوها إلي "
قالت بضيق " سأرى "
قلت " لا تقولي سأرى قولي أنك ستفعلين ذلك "
قالت " لا أعدك بشيء ولكنني سأحاول جهدي "
أعطيتها الطفل وقلت مغادرا "
لقد قلتي بنفسك إن لم تنجحي أفعل ما أريد وسوف أحاربهم جميعا ولن يطالها ابنه ولا غيره "
ثم خرجت مستاء وغاضبا كما أتيت وهذه ذي رنيم التي كنت أراها لعنة حلت بي وأنتظر
الفكاك منها صرت اليوم أحارب الهواء كي لا يأخذها مني , من كنت أشعر أنها كارثة
حلت بحياتي أصبحت اليوم لا استطيع عيش هذه الحياة بدونها ما أن ركبت الطائرة حتى
جاءني اتصال من أديم ليخبرني أن صهيب أصيب وحالته خطيرة وها هي المصائب التي
لا تتوقف عن الانهيال علينا وها هي الوصية لازالت لعنتها موجودة رغم اختفائها فأنا
خسرت رنيم وبحر خسر حور وزبير خسر زمرد وها هوا صهيب يصارع الموت
نزلت المطار وتوجهت من فوري للمستشفى حيث كان جميع أخوتي هناك وصلت ركضا وقلت
" ماذا حدث وكيف هي حالته "
نظروا للأرض في حزن وصمت فصرخت بهم " ماذا ..... هل مات قولوا ماذا حدث "
قال بحر بهدوء " هون عليك يا غيث لا ...... "
قلت بصراخ " كيف تركناه يموت كنا نعلم أنه يحارب المجهول ووقفنا نتفرج لقد انشغلنا عنه بأنفسنا "
قال زبير بحدة " وما يدرينا بذلك ثم هوا ..... "
قاطعته بغضب " توقف عن التبرير يا زبير "
خرج حينها طبيب من الحجرة خلفي وركضوا جميعهم نحوه وأنا أنظر لهم في
حيرة فقالوا بصوت واحد " هل هوا بخير "
أزال الكمامة عن وجهه وقال بهدوء " أجرينا له عملية لقد أصابت أحدى الرصاصتين جزءا
من الكبد أحمدوا الله أنهما تخطتا كليته حمدا لله على سلامته حاليا والباقي بين يدي الله "
قلت بصدمة " لم يمت !!! لما لم تخبروني "
قال زبير بضيق " وهل تركت لنا مجالا لأخبارك كلما تكلم أحدنا قاطعته بصراخك "
تهاويت على الكرسي وحمدت الله من قلبي ثم نظرت لهم وقلت
" ماذا حدث من الذي حاول قتله "
نظر كل واحد منهم للجانب الأخر بضيق وصمت فقلت بحدة
" من يا أديم "
قال " عمي جسار "
وقفت من صدمتي وقلت " من عمي .... جســــ جسار "
قال بغيض " نعم وهوا وراء ما حدث لعمي نبيل أيضا ومصائب أخرى أكبر "
قلت " وأين هوا الآن "
قال " أمسكوا به وعصابته "
قلت بصدمة أشد " عصابة "
قال " نعم عصابة غسيل أموال إنه تحت التحقيق الآن ولولا أن ميس أخبرتني سابقا وأخبرت
خيري لكان صهيب الآن في خبر كان فقد كان ينوي قتله ورميه دون رحمة "
عدت للجلوس مصعوقا مما سمعت كيف لكل هذا أن يحدث كيف , عمي جسار لم أتوقع ذلك يوما
رنيم
كنت أغير ثياب شامخ عندما سمعت صراخ غيث في الأسفل كنت أعلم أن الأمور
ستسوء وأنها لن تمر على خير أبدا حتى دخلت عليا والدتي وقالت أنها ستأخذ شامخ
له فحضنته بقوة وقلت " لا لن يأخذه مني "
ثم قلت ببكاء " أمي لا تدعيه يأخذه أرجوك فسأموت حينها "
قالت بهدوء " ما بك يا ابنتي لا تقلقي فهوا يريد رؤيته فقط "
قلت بتشكك " متأكدة "
قالت " لقد قال ذلك بنفسه وما كان ليحضره لك لو كان سيأخذه "
أعطيتها إياه وعيناي تتبعانهما وكل ما أخشاه أن لا أراه ثانيتا وأن يستخدمه غيث للضغط
على الجميع بعد وقت قصير عادت به فأخذته منها بسرعة وحضنته وقبلته وقلت
" حمدا لله كنت سأنزل بنفسي لو تأخرت به قليلا "
قالت " لو علم غيث لفعلها لتنزلي "
نظرت لها فوجدتها تنظر إليا بنظرة غريبة لم افهمها ثم قالت
" رنيم لما لم تخبريني أنه ضربك "
نظرت للأرض في صمت فقالت " ولا حتى ما حدث يومها .... لماذا "
لذت بالصمت فقالت بجدية " لأنك تحبينه أليس كذلك "
نزلت الدموع من عينيا مباشرة وقلت
" وفيما يجدي قولي لذلك لقد حدث ما حدث وانتهى "
قالت بحدة " لا يحق له ضربك تحت أي ظرف كان , سأتحدث مع هاشم وستعودين إليه "
نظرت لها بصدمة فقالت " غيث لن يسكت عن الأمر خصوصا أن أدهم أخبره أنه سيتزوجك
ما أن تتحرري منه وسندخل في مشكلات لسنا ندا لها ولقد رأينا جميعا ما فعله بطالبي الثأر ولكن
إن تكرر الأمر فأنا من سيمنعه عنك وإن تكتمتِ ثانيتا عنه فلست ابنتي ولا أعرفك "
وخرجت وتركتني دون أي رد مني ولم تنتظر لتسمع مني شيئا
بعد ساعات جاءت لتخبرني أن عمي هاشم في الأسفل لن يمر هذا اليوم على خير أبدا أخذت ابني
ونزلت ألقيت التحية ثم جلست وجلس هوا ووالدتي فقالت
" هاشم علينا إرجاع رنيم لزوجها هذا هوا الرأي السليم "
قال بحدة " وهل تعلمي أنه ضربها "
قالت بهدوء " أعلم وأعلم السبب الذي لا تعلمه فرنيم شاركت به أيضا وإن كان دون قصد وهوا
جاء مرارا لإرجاعها وقال أنه نادم على فعلته ومستعد لتنفيذ كل شروطنا "
تنهد وقال " أردت أن يتأدب كي لا يكرر فعلته ثانيتا فما كنت لأجبركما مادمتما تريدان ذلك
ولكن لن أسمح له بضربها ولا حتى اهانتها "
قالت " إن تكرر ذلك فأنا من سيتصرف ولن يراها مادمت حيه "
نظر لي وقال " لم أسمع رأيك يا رنيم "
نظرت للأرض في صمت فليس لدي ما أقول فقالت والدتي
" رأي رنيم من رأيي وكلمتي هي النافذة "
قال بضيق " وهل ستجبرينها إن لم تكن موافقة "
قالت " أراك تريد تطليقها منه بأي طريقة "
قال " لم أفهم ما تصبين إليه بكلامك "
تنهدت وقالت " رنيم وغيث بينهما طفل وكل منهما من دولة وما سنفعله سيؤثر فيه فلنكن
حياديين ونفكر في مصلحته كي لا يدفع شامخ ثمن عنادنا ثم غيث ندم على ما فعل ويصر على
إرجاعها وأنت تعلم أن البعض يركضون خلف الرجل ليعيد ابنتهم ولا يحتاج أن أشرح لك أي
المشاكل التي سنواجهها معه وقد يتهور ويأخذ من رنيم ابنها وستكون هي الخاسر الوحيد حينها "
نظر للجانب الأخر بضيق وقال " مادام هذا قراركما فلن أناقشكم فيه ولكن اعلموا أني غير راض
عن هذا وإن تكرر ما حدث فلن يراها حتى يقتلني أولا , هذه المرة كانت درسا له فقط في المرة
القادمة سيكون التنفيذ وحده "
ثم وقف وقال " أعلموني وقت قدومه فلدي ما سأقوله له "
وخرج من فوره وغادر المنزل نظرت إليا والدتي وقالت
" اتصلي به ليأتي متى ناسبه الوقت "
نظرت لها بصدمة وقلت " ولما أنا "
قالت مغادرة " لأنه زوجك طبعا أم نسيتي "
خرجت وبدأ شامخ بالبكاء فوقفت عند الباب وقالت
" ما به ابنك لا يتركك تنامين ليلا ولا نهار "
قلت " لا أعلم لا يبدوا لي يشتكي من شيء "
قالت مغادرة " ابن والده كيف سيكون "
ضحكت من جملتها وتذكرت كم كان يرفس بطني وأنا حامل به ثم صعدت للأعلى
توجهت لغرفتي أمسكت الهاتف الذي أهداه لي ترددت كثيرا ولا أعرف لما ثم فتحته
واتصلت به فأجاب من فوره قائلا
" هل أنا في حلم أم ماذا "
قلت " بل في بلادك طبعا "
قال بقلق " هل أنتم بخير هل شامخ به مكره "
قلت " لا تقلق فجميعنا بخير "
قال بهدوء " هل اتصلت بي سرا "
آه غيث أنت لا تتغير أبدا هل هذا ما تقوله لي بعد كل هذه المدة
تنهدت وقلت " لا طبعا "
قال بصدمة " زوج خالتك يعلم "
قلت " غيث يمكنك المجيء لأخذي "
قال بصدمة أشد " هل أنتي جادة هل آتي لأخذكما "
قلت " نعم متى ناسبك الأمر "
قال بدهشة " وكيف أقتنع هل فعلتها والدتك "
قلت بهدوء " أجل وهي من أصرت أن أتكلم معك "
قال " رنيم تبدين عاتبة عليا جدا "
قلت " كيف خمنت ذلك "
قال بهدوء " من نبرة صوتك "
قلت بحزن " أترك ما في القلب في القلب لا أريد لأبننا أن يتشرد ويعاني "
قال " هل تجبرك والدتك على العودة "
قلت بعد صمت " لا , تعالى إلى هنا وتفهم كل شيء "
قال بحزن " ليس الآن بالتأكيد وإلا لكنت طرت لكم دون طائرة "
قلت بخوف " ماذا هناك يا غيث "
قال " صهيب مصاب وأنا في المستشفى الآن "
قلت بفزع " صهيب ولكن ما به "
قال " أصيب بعيارين ناريين وأجروا له عملية "
قلت بحزن " يا إلهي حمدا لله على سلامته هل علمت والدته "
قال " لا حتى الآن ما أحوجني لوجودك بجانبي يا رنيم لكنت حللت لي المشكلة "
قلت " لن تصدق خطتي بعد الآن , حسننا لن أعطلك أكثر طمئنا عن حالته "
قال " حسننا شكرا لاهتمامك رنيم "
قلت " لا تشكرني هم عائلتي مهما حدث وداعا "
أغلقت الهاتف وتنهدت بحزن أعانكم الله وأعان والدته أتمنى أن يقوم لها ولزوجته سالما
سماح
تصرف أبنائي اليوم لا يعجبني غادروا مسرعين من القصر يتهامسون ووجوههم لا تبشر
بخير غيث مختفي منذ الصباح ترى هل أصابه مكروه أتصل ولا أحد يجيب هم لا يتعلمون
درسا من إخفاء الأمور عني
" خالتي ما بك تجوبين المكان جيئة وذهابا ووجهك مكفهر هكذا هل من مكروه "
قلت بتوتر " لا أعلم يا ميس حركة أبنائي اليوم لم تعجبني قلبي يقول لي أن مكروها أصاب أحدهم "
أمسكت قلبها وقالت بخوف " صهيب "
قلت بفزع " ماذا به صهيب "
ركضت مسرعة للأعلى وأنا أتبعها تناولت هاتفها واتصلت مرارا دون رد فقلت بخوف
" ماذا هناك يا ميس ألا يجيب "
قالت بشرود " لا لم يجب أخشى أن ...... "
أمسكت كتفيها وهززتها بقوة وقلت
" تخشين من ماذا ما الذي تخفيه عني يا ميس "
قالت ببكاء " أنا السبب ... إن حدث له مكروه فبسببي "
ثم أمسكتني من يداي وقالت " خالتي خذوني إليه أين هوا "
قلت بقلة حيلة " وما في يدي أفعله فحالي من حالك "
أمسكت هاتفها واتصلت بأرقام كثيرة ولا يجيب أحد ثم أعادت الاتصال وقالت
" مرحبا حور اعذريني فليس لي غيرك "
ثم قالت ببكاء " لا لسنا بخير "
" لا شيء... بل لا أعلم اتصلي بزبير واسأليه عن صهيب أرجوك "
أغلقت الخط وهي تنظر للأرض بحزن فقلت " ماذا حدث معك "
قالت " طلبت من حور أن تتكلم مع زبير , وحدها وسيلتنا فجود هاتفها مقفل و رنيم لا نعرف
لها رقما وليان ليست هنا وليس لدي رقمها "
رن هاتفها فأجابت من فورها قائلة " نعم يا حور هل ...... "
قالت بحزن " حسننا شكرا لك "
ثم قالت مندفعة " حور حور أتصلي ببحر قد يجيب عليك أفعليها من أجلنا أرجوك "
نظرت لها بصدمة من طلبها هذا فأغلقت الخط منها ونظرت إليا وقالت
" لا حل لدينا غيره "
قلت " اتصلي بوالدة رنيم "
قالت " نعم كيف فآتتني هذه "
اتصلت بها وطلبت منها أن تعطيها رنيم تحدثت معها ثم بدأت دموعها تنزل وشهقاتها
ترتفع ثم أغلقت الهاتف ورمت به على السرير وبدأت بالبكاء حاولت فهم شيء منها
ودون جدوى رن هاتفها فنظرت إليه فكانت حور فأجبت من فوري قائلة
" ماذا هناك يا حور يا ابنتي "
قالت بهدوء " خالتي "
قلت " نعم أنا هي , أريحي قلبي أراحك الله "
قالت بتردد " نعم ولكن أين ميس ما بها لم تجب "
قلت " تحدثت مع رنيم ودخلت في نوبة بكاء ولم أفهم منها شيئا "
قالت بعد صمت " خالتي صهيب مصاب وهوا في المستشفى "
شعرت بالعالم يدور من حولي وبدأت أتهاوى حين أمسكت بي ميس نومتني
على سريرها وخرجت مسرعة
ميس
كنت أعلم أن هذا ما سيحدث بعد تلك الأوراق التي أعطاها لي والكلام الذي قاله , لن
أسامح نفسي لو أصابه مكروه
خرجت من عند خالتي وأرسلت رسالة لأديم وفيها
( لقد علمنا كل شيء رد على اتصالي فوالدتكم متعبة )
اتصل بي من فوره فأجبت بغضب " أليس لكم قلوبا , كيف تفعلون ذلك "
قال بخوف " هل والدتي بخير "
قلت بحدة " لا أرى أن أمرها يهمكم أجل هي ليست بخير ماذا حدث لصهيب يا أديم "
قال " أصيب بعيارين ناريين وقد أجروا له جراحة ونجحت "
قلت ببكاء " من الذي أراد قتله هم أليس كذلك "
قال بهدوء " نعم وقد أمسكتهم الشرطة لقد كانوا يراقبونه والمباحث
تراقبهم حتى عثروا عليهم "
قلت " وما الفائدة التي جنيناها , هل سيموت يا أديم "
قال " لا أعلم حالته حرجة ولا أخفي عليك فحتى الأطباء لم يعطونا أملا ولم
يقطعوه , علينا بالدعاء له فقط "
زاد بكائي ولم اعد أسمع شيئا ثم سمعته يقول
" ميس ما بك كوني قوية كما كنتي دائما من ستساعد والدتي غيرك على الصمود
أنا في طريقي الآن لأخذها للمستشفى ....وداعا "
تهاويت على الكرسي واستمرت عيناي في البكاء فعن أي قوة يتحدث وأنا من أقحمه في ذلك, وصل
أديم بسرعة وأخذ خالتي للمستشفى ورافقتهم لأبقى معها فوالدتي لا يمكنها البقاء هناك لأنها لا تزال
لا تفهم كل منهما الأخرى إلا قليلا وتركنا والدتي وحدها في القصر ولست اعلم كيف ستتصرف
حور
لقد فاجأتني ميس بطلبها وكدت أن ارفض لكن لم يطاوعني قلبي وهي تترجاني وهما
مشغولتان عليه فلم أستطع غير قول كلمة ( سأحاول ) وتمنيت من قلبي أن لا يجيب
على اتصالي فليست لدي القوة لأتحدث معه ثانيتا ولكنه أجاب من فوره قائلا بصوت هادئ
" حور "
قلت من دون مقدمات " اتصلت بي ميس و ..... "
قاطعني قائلا " نعم فهمت الآن لقد طلبت منك هي ذلك "
قلت بعد صمت " هل جميعكم بخير "
لاذ بالصمت فقلت " بحر تحدث "
تنهد وقال " حور ألن ترأفي بحالي "
قلت ببرود " ليس من أجل هذا اتصلت "
قال " أعلم ولكنك لا تعطينني أي مجال "
قلت " إنهم منشغلون عليكم وأنتم كعادتكم لا تردون على اتصالاتهم هل صهيب به مكروه "
تنهد بضيق وقال " صهيب مصاب ونحن الآن في المستشفى هذا كل شيء "
قلت بصدمة " مصاب يا إلهي أتمنى له السلامة "
ثم قلت مباشرة " وداعا الآن وعذرا على الإزعاج "
أغلقت الخط فورا لأغلق أي مجال للحديث اعلم أنني أقسوا عليه ولكن هذا لا شيء أمام ما
رأيته منه بقيت على اتصال بميس وزبير وعلمت منها أن والدتها لوحدها في القصر ويصعب
عليها التصرف وليان في الجنوب ولم يتمكن أديم من إحضارها لذلك وجب عليا الذهاب إليها
حتى تأتي ليان لليوم فقط على الأقل من أجل العائلة التي عاشرتها لعامين ومن أجل ابنهم الذي
هوا شقيقي استأذنت عمي واتصلت بزبير ليأخذني هناك قضيت اليوم اشرف على العاملات
لتنظيف القصر وطهوت الطعام فكنت طوال النهار اركض من هنا إلى هناك كالنحلة ,
وضعت الطعام على الطاولة وغادرت من فوري لحجرة والدة ميس وأكلنا سويا تمنيت من قلبي
أن لا ألتقي بحر وأمنيتي تحققت والحمد لله فقد طلبت من زبير أن يتجنب إخبار أحد فلم يرني سوى
غيث لأنه من استقبل عمال الشركة وأشرف على من في الخارج منهم أما البقية فكلهم منشغلون
فالبعض في المستشفى والآخر ينام ليتناوب عليه
طهوت لهم العشاء مبكرا وطلبت من والدة ميس أن تسكبه وقت قدومهم جميعا لكي أغادر مبكرا
واتصلت بزبير ليأتي لأخذي فقد علمت منه أن غيث سيذهب لجلب رنيم كم أسعدني ذلك وأخيرا
عادت لزوجها والثم شمل عائلتها من جديد
لم أدخل هذا القصر منذ ذهابي من هنا يوم فتح الوصية الثانية أي منذ قرابة الشهرين ولم أرى بحر
خلالها لازلت أعاني ولازال يؤلمني شوقي إليه فهذا يعني أنني لم أشفى بعد ويجب أن يحدث ذلك
مهما طال الوقت كان عليا المغادرة سريعا ولكن ليس كل ما نتمنى ندركه
بحر
كان وقع خبر إصابة صهيب عليا كسقوط جبل فوق قلبي فهوا المفضل لدي من بين رجال
العالم كلهم وإن مات لا سمح الله كنت سأحزن عليه كل العمر كم أتمنى لو أنه بإمكاني أن
أعطيه من سنين عمري ومن حياتي ومن الهواء الذي أتنفسه ليعيش وإن كنت سأموت أنا مكانه
ذاك اليوم مر من أصعب الأيام التي عشتها في عمري اتكأت برأسي على الجدار وحدثت نفسي
(ليث حور تكون بجانبي الآن تساندني وتواسيني تلك القاسية العنيده )
سمعت رنين هاتفي ولم أصدق أن يتحقق حلمي بهذه السهولة وأرى اسمها يتصل بي
حتى نظرت للشاشة فكان ( حوريتي يتصل )
أجبت من فوري ولم اسأل نفسي لما ستتصل أعلم أنها لن تغفر لي بسهولة ولكنني
أبعدت أي سؤال قد يخطر على بالي جانبا حينها فلا وقت للتفسير فلن أحضا بمثل
هذه الفرصة دائما للتحدث معها وأجبت ولكنها لم تعطني أي مجال للحديث ككل مرة
تنهدت بحزن واعدت الهاتف لجيبي فنظر لي زبير وقال " هل هذه كانت حور "
نظرت باتجاهه ثم عدت بنظري للأرض وقلت بهدوء " نعم "
قال بحيرة " غريب لما تتصل بك هل تصالحتما "
ابتسمت بألم وقلت " يبدوا أنك لم تسمع كل المكالمة , ميس اتصلت بها
لتتحدث معي وتعلم ما يجري "
لاذ بالصمت مطولا ثم قال
" لا تيأس يا بحر فحور تحبك , فقط هي مجروحة منك كثيرا "
قلت بحزن " ومن قال أنني يائس فلن أرتاح قبل أن تصير إلي أو أصير للموت "
قال باستغراب " بحر ما هذا الكلام "
قلت بجدية " كما سمعت أقسم لو صارت لغيري لقتلته "
نظر لي بصدمة وقال
" لا تقسم يا بحر فهل تعي معنى ذلك سوف يسجنوك وتتزوج هي بغيره "
قلت ببرود " أخرج من السجن وأقتله أيضا "
قال بهمس " لقد جن هذا الفتى "
نظرت له وقلت بحزم " لن تصير لغيري يا زبير أقسم وأقسم ألف مرة إن وافقت
على غيري فسأختطفها وأهرب بها وأرغمها على الزواج بي "
بقي يحملق بي في صدمة فنظرت للأرض وقلت " لست أمزح في هذا "
لاذ بالصمت وعدت أنا لصمتي عليهم أن يعلموا ولا يلومونني على أي شيء قد أفعله فهوا
لا يعلم كم أحترق من الداخل وكم أموت لهفة وشوق وأحسده كل لحظة على رؤيته لها متى أراد
بعد يومين ونحن نتناول الغداء أحسست الطعام غريبا فمذاقه كبعض الأطباق التي كنت أتذوقها
سابقا لا يبدوا لي أن والدة ميس أعدت هذا هل احضروا الطعام من الخارج يا ترى ولكن غيث
ما كان ليأكل لو كان كذلك , نظرت للجالسان معي غيث وزبير فأديم في المستشفى وقلت
" من أعد الطعام "
نظرا لبعضهما في صمت أو صدمة لا افهم حقا ثم قال زبير
" حور من قامت بإعداده "
لابد أن زبير أحضره من منزل عمها أكملنا طعامنا صعدت لغرفتي استحممت وغيرت
ثيابي وعدت للمستشفى ولكن الأمر لم يركب على رأسي فحتى ترتيب الأطباق على الطاولة
ليس كما فعلت والدة ميس فطريقتهم مختلفة عنا ولم يكن هناك أحد في القصر ولا المطبخ ,
بعد العصر ذهبت من فوري للقصر لأثبت شكوكي أو انفيها دخلت وتوجهت للمطبخ ووجدت
ضالتي هناك حور حوريتي في نفس المكان وغير الزمان والظروف كم التقيت بها هنا وكم
مت واحترقت وأنا أراها أمامي و ليست لي بل لأخي واليوم ها هي أمامي في ذات المكان
والمشهد ولكن ليست لأحد بل لي , لي أنا وحدي ورغما عنها وعن الجميع
نظرنا لبعضنا مطولا ثم قلت بهمس " حور كنت أعلم "
نظرت للأرض تم عبرت أمامي تريد الخروج ولكن مهلا ليس بهذه السهولة وأنا من لم يصدق
أن يجدها أمامه أمسكتها من يدها سحبتها ناحية الجدار وأسندتها عليه وحاصرتها بكلى ذراعاي
مستندا بيداي على الجدار وهي بينهما ووجهها أمام وجهي تماما الوجه الذي فتنني لسنوات
كانت تنظر للأرض وأنا أتنفسها في كل نفس وأتنقل بنظري بين كل تقاسيمها فكسرت الصمت
والتأمل قائلة " بحر ابتعد عني قد يأتي أحد ويرانا لما تفعل هذا "
قلت " لأنه عليك الاستماع إلي دون أن تهربي مني ككل مرة فلا هاتف تغلقيه في وجهي الآن "
قالت " زبير قادم لا أريد أن يرانا هكذا بحر ابتعد أرجوك هذا لا يجوز "
قلت بعتب " وما الذي يجوز أن تعذبينني فوق عذابي أن تحرميني منك هل ذلك يجوز "
رفعت وجهها إليا وقالت بحدة
" أنت من أراد ذلك يا بحر فلا تلقي باللوم علي , هل هذا فقط ما تفلح فيه "
لم أجب بل بقيت أتأمل وجهها في صمت فأشاحت به عني وقالت
" ابتعد ولن أغادر أقسم "
قلت بحزم " لا لن ابتعد "
ثم تابعت " حور أقسم أنني ما فعلت ذلك إلا من أجلك لأني لم أرد لك أن تتعذبي وتتعبي أكثر كان
ذلك أقسى عليا من الموت من أن أحترق حيا وأقسمت على نفسي أن تحرم عليا النساء غيرك ما حييت "
قالت ببكاء " بل تركتني في الماضي وأردت فعل ذلك الآن ولم تكترث لي ولا حتى تسألني , لو
كنت قلت ذلك لي لما وافقتك لأني غبية وأحببتك بشدة وأنت لا تستحق "
قلت بغضب " حور ما الذي تقولينه هل أنا بنظرك لا استحق , لقد كنت أقف أمام جامعتك كل
يوم لأراقبك وأنتي تخرجي دون أن تريني , سنتين وأنا أراك وتتقطع أحشائي ألما وشوقا ثم
اختفيتِ وتركتني كالتائه لتظهري بعدها زوجة لأخي لينتهي بحر أتعس نهاية لم يحلم بها يوما "
قالت ببكاء أشد وهي تنظر لعيناي " لما لم تتحدث معي حينها وبقينا ولو على اتصال بل وكنت
تعلم هنا أنني وزبير كل في حال سبيله ولم تكلف نفسك عناء الانتظار بل خذلتني وكسرتني ولست
تعلم حجم الذي فعلته بي من أسى "
ضربت على صدري بقبضتي وقلت بألم " بل أنتي من لا تعلمي بما كنت أشعر ولم تشعري بالنيران
تأكلني وأنا أراك تذهبين مني ما كان بإمكاني الاحتمال كان عليا أن أرحم نفسي وأريحك مني "
أكتفت بالبكاء الذي لا يزداد إلا حدة أبعدت يداي وخللت أصابعهما في شعري وقلت
" حور توقفي عن البكاء أو .... "
لم أكمل جملتي ولم يسمح لي قلبي أو عقلي أو جوارحي بإكمالها فرفعت يداي من رأسي وأمسكتها
وحضنتها بقوة وقلت " أقسم أنني أحبك وأنك كل حياتي ولن أسمح لأحد بأن يقترب منك فإما أن
أقتله أو أموت فأنا وهوا لا يمكن أن نجتمع سويا في الحياة "
ثم مسحت على ظهرها بحنان وقلت " حور سامحيني أرجوك "
ابتعدت عن حضني وخرجت راكضة في بكاء وصمت دون أن ترحمني ولا بكلمة أخذت
هاتفها الذي كان يرن وخرجت من فورها فيبدوا أن زبير جاء لأخذها
زبير
مضى يومين على صهيب ولم يستفيق حتى الآن حالته مستقرة ولكن لا تحسن ولا تقدم ولا
شيء سوى الأجهزة متصلة به من كل جانب الإصابة كانت خطيرة وكادت تودي بحياته وقد
تفعلها في أي وقت والدتي ترافقه هناك فهي أصبحت مثله أحد نزل المستشفى وضغطها مرتفع
جدا وميس معها , حمدا لله أن حور جاءت اليوم فوالدة ميس المسكينة لم تعرف كيف تتصرف
هناك فهي لا تعلم حتى عن أماكن الحاجيات والأدوات ومتعبة والحركة الزائدة تتعبها أكثر
لابد وأنكم تتساءلون عن أحوالي مع جود إنها كما هي عليه لم أتصل بها أبدا ولابد وأنها الآن
غاضبة مني حد الجنون وبل تكرهني اعرفها شديدة الحساسية وأنا الآن أتسبب لها بحزن كبير
لكن المفاجأات لم تنتهي بعد وسأعلمها معنى أن تتركني بعدما علقتني بها حد الجنون , آه كم
أنا مشتاق لها لرؤيتها لعيناها لضحكتها وحيائها ولكل شيء فيها تلك النسيم الهادئ ألماستي الحبيبة
وأمسك نفسي بصعوبة عن محادثتها فقط لأني أعلم أنها غاضبة مني الآن وإلا ما كنت لأصبر أبدا
فما أن تتحسن حالة صهيب سأتحدث مع بحر مجددا في الأمر
وصلت القصر واتصلت بحور لتخرج فأنا مستعجل وعليا العودة للمستشفى حالا ولكنها لم تجب
فكرت في النزول فرأيتها تخرج مسرعة ودموعها تنسكب من عينيها نزلت توجهت ناحيتها حضنتها
وقلت " سيارة بحر هنا هل تشاحنتما مجددا يا غبيان "
قالت ببكاء " خذني من هنا "
فتحت لها باب السيارة ركبت وأوصلتها في صمت تام منها رغم كل محاولاتي للتحدث معها
فاحترمت رغبتها تلك وسكتت
ليان
لقد اتصل بي أديم ليخبرني أنه لن يحظر لاصطحابي بسبب دخول صهيب للمستشفى وحتى
والدتهم أصبحت هناك حال هذه العائلة في إطراب دائم
" خالة ليان هل امسكها "
قلت بابتسامة " لا يمكن حبيبتي هي صغيرة وأنتي كذلك وستقع منك "
قالت برجاء " قليلا فقط أنا أحبها "
خرجت حياة من المطبخ وقالت ضاحكة
" سيحرمنا والدها من رؤيتها حينها هيا ابتعدي عنها يا مروى"
ضحكت وقلت " آخر وصياه لي كانت لا تدعي الأطفال يحملونها , تصوري أنه يضع
شروطا حتى لأخوته في طرق حملهم لها "
قالت بابتسامة وهي تجلس " لم أرى أبا هكذا أبدا "
نظرت لميسم وقلت " لقد كان يتمنى أن تكون فتاة منذ أول يوم سمع فيه بحملي بل كان يقول
سأضربك إن كان ولدا "
ثم تنهدت بحزن فقالت " ليان ما بك هل هنالك مشاكل تواجهك مع زوجك "
نظرت لها بتشتت وقلت " لا أعلم يا صديقتي أشعر أنني غير مرتاحة وفي مكان وعالم ليس لي
أريده كما عرفته سابقا , فقط ذلك ما أريد لا مال ولا جاه ولا أي شيء "
قالت بهدوء " ليان هذه الأفكار ستفسد عليك حياتك لو كان هوا مكان شقيقه الآن لا قدر الله
لكنت شعرت بشيء مختلف وكانت أقصى أمنياتك أن يرجع سالما ولا شيء آخر "
فكرت لو أنه هوا المصاب ويتعلق مصيره بين الحياة والموت ما سأفعله بالثروة ولا حتى
بثروتي الجديدة ولا حتى بذكرياتنا القديمة سيضيع فقط وبكل سهولة نزلت من عينيا دمعة
مسحتها وقلت " لا يمكنني تصور ذلك أبدا "
قالت " هل فهمتي الآن معنى ما أقول الإنسان يا ليان بطبعة ملول إن كانت لديه السعادة بحت
عن التعاسة إن كان في الصيف قال ما أجمل برد الشتاء وإن كان في الشتاء قال ما أجمل الصحة
والنشاط في الصيف ولا يرسى على حال حتى يفسد على نفسه فحاذري أن تدمري حياتك وتبقي
دون وسيم ولا أديم فلو عدت أنتي وهوا كالسابق لقلتي لو فقط يتكلم ويبوح لي بما في قلبه لو أنني
اسمع صوته يوما لو أنني أرى عائلته وعائلة ابنتي ولن يعجبك حالك حينها "
قلت بعد صمت " أجل تمنيت ذلك قديما "
قالت بهدوء " الزوج المحب لم يعد موجودا بكثرة هذه الأيام فمن تحظى به ليس عليها أن تدعه
لغيرها ومهما كان الرجل يحب المرأة فإن سوء وجفاف المعاملة منها تجعله ينفر ويبتعد ويبحث
عما ينقصها في غيرها فلا تعطي زوجك لمن لا تستحقه "
ثم وقفت وعادت للمطبخ وتركتني مع حيرتي وأفكاري وكل كلماتها كانت تدور في
راسي كالشريط أمسكت هاتفي وأرسلت له
( أحبك أديم واشتاق لك وأحتاج إليك )
وما هي إلا لحظات واتصل بي قائلا " لا تجعليني أتهور وأسافر لك حالا "
قلت بدمعة غلبتني نزولا وصوت حزين
" لست غاضب من تصرفاتي أليس كذلك "
قال بهدوء " لا ولكني عاتب عليك كثيرا حبيبتي "
قلت بهمس " أحبك أديم "
قال " ماذا لا أسمعك ماذا تريدي قوله ارفعي صوتك "
ضحكت وقلت " كاذب "
قال " ما أسعدني بمن لم يملكها رجل غيري في الوجود قوليها مجددا هيا "
قلت بهمس " أديم حفيدة حياة بالمقربة مني سنتسبب بانحرافها على صغر "
ضحك وقال " حسننا سأفوتها لك هذه المرة "
قلت " ما هوا حال شقيقك ووالدتك "
تنهد وقال " هوا على حاله وأمي ضغطها ينزل بصعوبة وبطء "
قلت " أتمنى لهما السلامة طمئني عنهما "
قال " حسننا , أين أصبحت الصغيرة الآن "
ضحكت وقلت " لا تزال هنا "
قال بحدة " حاذري أن يحملوا ميسم يا ليان "
قلت " لا تقلق فالقوانين سارية المفعول وبقوة "
قال بهدوء " جيد هكذا أفضل وداعا الآن حبيبتي "
قلت بهدوء " وداعا "
يتبع ........??????
تتمة الجزء الثاني والأربعون +الجزء الثالث والأربعون + الجزء الرابع والأربعون ⚘
حكا لي باقي ما حدث حتى آخر مرة تحدث معها فيها فقلت " ولما ترفض التحدث معك "
قال بحزن " لأن بحر وجد اسمي في هاتفها فقالت رنيم أنه يخصها لذلك ضربها غيث فلقد
سمعها تحدث بحر فقررت جود أن تقطع علاقتها بي "
قلت بأسى " مسكينة يا جود "
قال بضيق " هل جود هي المسكينة ماذا عني أنا "
قلت بحزن " بل رنيم المسكينة لقد تحملت ذلك عنها وها هي تعاني حتى الآن جود معها
حق يا زبير فهي رأت نتائج تحدثها معك فقررت ذلك "
قال بضيق " ولكنني أخبرتها بكل شيء عن الوصية حتى أنك شقيقتي ووعدتها أن أتزوج
بها ما أن تنتهي ظروفي وقبل حتى أن اعرف من تكون وهي وعدتني أن تنتظرني "
قلت بهدوء " لما لا تخطبها إذا وتتزوجا جود فتاة رائعة جدا كم أحببتها وأتمنى أن تكون زوجتك "
قال " أخشى أن يغضب بحر من الأمر ويرفض أو أن تكون جود لا تريدني زوجا لأني زبير وقد
حدثت لي مواقف سيئة معها في القصر "
قلت بحماس " إن كانت تحبك فهي ستراك ذاك الشاب صدقني حدثت لأشخاص كثيرين "
قال بفضول " من "
ضحكت وقلت " في الأفلام والمسلسلات "
قال بضيق " حور يبدوا أنك تسخرين مني "
قلت نافية " أبدا يا زبير أقسم أنني لم أقصد ذلك ولكن انظر لنفسك عندما علمت
أنها جود ما شعرت ناحيتها "
تنهد وقال " كدت أقفز أمامها وأحتضنها من فرحتي "
قلت بابتسامة " إذا سيحدث معها ذات الشيء مادامت تحبك "
قال بحيرة " لا أعرف كيف أتصرف ساعديني أنتي "
قلت بحزن " لا يمكنني ذلك وأنت تعلم لما "
قال بهدوء " حور بحر يحبك ستصبين الفتى بالجنون "
نزلت من عينيا دمعتان وقلت بألم " لما لا يفهمني أحد "
توجه ناحيتي جلس بجانبي وحضنني بذراعه وقال
" لما البكاء يا حور دموعك غالية عليا توقفي هيا "
قلت بشهقات متتالية " لقد جرحني يا زبير جرحني كثيرا ووعدني
واخلف مرارا وتركني بلا أسباب "
مسح على شعري وقال بحنان
" حسننا يا حور كما تريدين يا شقيقتي ولن يجبرك أحد على شيء هيا يكفي بكاء "
مسحت دموعي وقلت بابتسامة حزينة
" عندي لك فكرة جميلة ما رأيك "
قال بحماس " هاتي بها فورا وأريحيني "
ضحكت وقلت " عاش العشاق "
قرص خدي وقال " وعاشت أروع شقيقة في الوجود "
شرحت له فكرتي فقال بحيرة " هل سينجح الأمر يا ترى "
قلت " قد ينجح "
قال بأسى "لا اعتقد ذلك قد لا يوافق بحر "
قلت بعد صمت " اشترط عليه أن يفعل ذلك كي تقنعني بالتحدث معه "
نظر لي بصدمة وقال " حقا تفعلينها , لن نقوم بخداعه يا حور "
قلت بحزن
" لن نخدعه ولن أغفر له أبدا سأفعل ذلك من أجلك فقط فلا أريد رؤيتك حزينا أبدا "
ضمني بحب وقال " وهل أراك أنتي حزينة ولا أفعل شيئا "
قلت بهدوء " لا تكترث للأمر يا زبير فقد اعتدت على ذلك "
قال " إذا سأجرب هذه المخاطرة ولو فشلت فويلك مني "
ضحكت وقلت " ولو نجحت "
قال بابتسامة " جلبت لك هدية لم تتخيليها يوما "
قلت بحماس " رائع سوف أدعوا الله كل ليلة أن ينجح الأمر "
قال بضيق " من أجل الهدية "
قلت بابتسامة " بل من أجلك أولا ثم هي بالتأكيد "
ضحك وقال " من يسمعك لا يصدق أنك تملكين ثروة "
قلت " مهما كنت ثريا فهدايا من تحبهم لها طعم آخر "
قال وهوا يقف مغادرا " إذا على بركة الله فقد نضرب عصفورين بحجر "
نظرت له بضيق وقلت
" أخبرتك أنني لن أغفر له أبدا فلا تلجأ لهذا الخيار إلا إن رفض مفهوم "
قال " مفهوم "
وقفت وقلت " هل ستغادر يا لي من حمقاء فأنت لم تشرب شيئا "
قال مغادرا وأنا أتبعه " لا تهتمي يا حور هل ستضيفينني كلما أتيت "
قلت بضيق " اللوم ليس علي بل على البقرتان في الأعلى لم تخبرا
الخادمة أن تحضر لابن عمهم شيئا "
قال وهوا يفتح الباب مغادرا
" حور لا تكبري المسألة أنا لم آتي لأشرب أو آكل بلغي سلامي للجميع "
غادر مبتعدا ثم التفت إليا وقال " صحيح كدت أنسى والدتي تريد زيارتك لقد طلبت مني
ذلك مرارا ولكني كنت منشغلا وآتي إلى هنا من الشركة مباشرة "
قلت بابتسامة " وأنا مشتاقة لها كثيرا أحضرها وميس ووالدتها في أقرب وقت "
قال مغادرا وهوا يلوح بيده " حسننا وداعا الآن "
⚘⚘⚘الجزء الثالث والأربعون⚘⚘⚘
زبير
أنا في حيرة من أمري أخشى أن أحكي لبحر كل شيء فيغضب مني ومنها وهذا ما سيحدث
بالتأكيد وليس لي أي وسيط ليتحدث مع جود التي تغلق هاتفها على الدوام سوى حور وحور
لن ترضى بأن تذهب هناك أبدا وليس لدي طريقة أراها بها لأتحدث معها وما من حل أمامي
سوى مواجهة الواقع والتحدث مع بحر
فكرت أن أخطبها منه دون إعلامه الحقيقة ولكنها قد ترفض فهي قالت أنها عند وعدها لي
دخلت القصر فوجدت ليان وأديم ووالدتي ووالدة ميس يجلسون معا ألقيت التحية ثم اقتربت
من ليان وقلت " هلا أعطيتني هذه الجميلة لأراها "
ناولتني ميسم فرميت عنها اللفافات وتركتها بلباسها فقط وأمسكتها بكلى يداي من وسطها
ورفعتها لوجهي وقبلتها فقال أديم بضيق
" زبير ماذا تفعل هي لا تزال صغيرة "
قلت بتذمر " وما علاقتك أنت لقد أخذتها من والدتها وهي لا تعترض يالك من شقيق "
قال بحدة " تزوج وأنجب لك طفلا وافعل به ما شئت "
رفعتها للأعلى حد ذراعاي وأنا انظر لها فوقف وأخذها مني بالقوة وقال بغضب
" هل تريد إيقاعها "
نظرت لوالدتي وقلت بضيق
" هل رأيت ما يفعل ابنك يضن انه لا يمكن لأحد غيره الإنجاب "
ضحكت وقالت " هل كنت ترضى لابنتك أن يفعل بها هذا "
قلت مغادرا مكانهم " سوف تندم يا أديم "
قابلت في طريقي بحر خارجا وها قد وجدت ضالتي استوقفته وقلت
" بحر أريدك قليلا لما تغلق هاتفك "
قال برود " ماذا تريد "
وهذا هوا مزاجه منذ تركت حور القصر وقد طلب مني مرارا أن أتحدث معها ولم ينجح الأمر
قلت بضيق " لماذا تعاملني هكذا ما ذنبي أنا "
قال ببرود أكبر " ذنبك أنك شقيقها ولا تريد إقناعها وشقيقي ولم تساعدني في شيء "
وضعت يدي على كتفه وقلت " اقسم أنني فعلت جهدي ولكن ضربتك كانت قاسية عليها , تعال
لدي موضوع مهم أريد التحدث معك فيه وسنجد حلا لمشكلتك "
خرجنا للجلوس في الحديقة تنفست بعمق ثم بدأت بسرد حكايتي له دون ذكر من تكون الفتاة ولم
يخلوا الأمر من بعض المشاهد الحزينة كي يرأف بحالي فكل شيء جائز في الحب والحرب
وبعدما انتهيت قال لي
" وبما يمكنني المساعدة "
تنفست بقوة ثم قلت " الفتاة هي شقيقتك جود "
وقف وقال بصدمة " جود "
وقفت وقلت " مهلك يا بحر فهي لم تخطأ بشيء معي اقسم لك وقد تركتني أيضا وقالت
أنها نادمة وأنها لا تريد خسارة شقيقها أنا من كان السبب منذ البداية يا بحر "
أحسست بالضيق لازال باديا عليه طبع بحر الهدوء والضيق وحده يعني أنه
في أقصى حالات الغضب فقلت
" بحر أقسم أنني أحبها وأريدها زوجة لي شقيقتك ألماسة نادرة لا نقابلها دائما في حياتنا بحر
لا تغضب منها افعل بي ما تشاء ولكن هي تحبك كثيرا وتركتني لأنها لا تريد أن تخسرك "
لاذ بصمت مبهم قاتل فأخرجت آخر أسلحتي وقلت
" إن خدمتني في هذا اقسم أن تكلمك حور "
نظر لي بصدمة وقال " هل أنت جاد "
قلت " وكل الجد فقط ساعدني في أمر جود "
نظر لي بتشكك فقلت " بحر أنا أريد شقيقتك ولن أتكلم معها حرفا واحدا إلا وهي
زوجتي ولكن علينا الترتيب للأمر "
قال بحيرة " لم افهم "
قلت " هيا أجلس واستمع إلي "
شرحت له الفكرة وهوا يستمع في صمت وعندما انتهيت قال
" كيف تريدني أن افعل هذا بشقيقتي من قال أنها توافق عليك "
قلت بتذمر " هيا يا بحر لا تعقد الأمور فهي تحبني أيضا "
قال بحدة " لا تقل ذلك عن شقيقتي أمامي يالك من وقح "
قلت بلامبالاة " وحور شقيقتي فلما تتحدث عنها أمامي "
قال بعد صمت " هل ستكلمني حور حقا "
قلت " نعم بكل تأكيد ولكن لا أعدك إلا بالكلام أما أن تسامحك فهذا أمر
خارج عن استطاعتي وأنت وشطارتك "
قال بضيق " وها أنت الآن تستطيع إقناعها فلما في السابق لا "
قلت بتشتت " أنت لا تعلم كم عانيت من أجل هذا لا تعتقد أنه حدث في يوم وليلة "
قال بهدوء " متى سأتكلم معها "
ضحكت وقلت " مهلك يا رجل علينا أن نتم الصفقة "
قال " ماذا إن لم ترضى بك جود كيف سنصلح الأمر حينها "
قلت بجدية " أنا من سيصلحه تأكد من ذلك ولن تكون إلا راضيا "
وقف وقال مغادرا " إذا أنا أنتظر أن تفي بوعدك أولا وعليا التأكد من أن جود لن تغضب مني فيما بعد "
تنهدت وقلت " آه حمدا لله , حور لقد خدمتني خدمة العمر فلولا لهفته للتحدث معك لما وافق "
ليان
غادر زبير مستاء من أديم وجلس هوا في ضيق أعاد لف ميسم من جديد فقالت والدته بابتسامة
" بني لا تخف عليها كثيرا هكذا فأنت كنت تصر على حمل زبير رغم أنك كنت في الرابعة
وأنا كنت أعطيك إياه , وغيث كان يلعب به كالدمية "
قال بضيق " إن كنتي أنتي ترضين ذلك لأبنائك فأنا لا أرضاه لابنتي لا أحد منكم يعلم كم
عانيت وهي بعيدة عني وأضنها ميتة "
مر حينها زبير وبحر وهوا يضع يده على كتف شقيقه ترابط أبناء هذه العائلة ببعض شديد جدا
بحر يبدوا شخصا هادئا بغرابة ومستاء بسبب تلك الفاتنة التي حضرت الوصية
" ليان ماذا قررت بشأن نصيبك من الإرث أرى أن تديري حصتك بنفسك فأنتي
محاسبة ماهرة وهذا سيكون سهلا عليك "
كان هذا صوت أديم الذي أعادني من أفكاري وأعاد نظري من أخوته له فقلت
" لا أعلم لم أفكر في الأمر أبدا "
قال " إن أردتي انتقلنا للعيش هناك أو حتى من هنا يمكنك ذلك فالمسافة قريبة لا تتعدى
الساعة وسوف أقتني لك سيارة "
قلت بهدوء " سأفكر بالأمر لاحقا "
نظر لوالدته وقال " أمي علينا جلب خادمات للقصر ومربية أيضا لتساعد ليان على ابنك
أن يقتنع بذلك أو انتقلت لمنزل خاص بي "
" ماذا اسمع هنا "
كان هذا صوت ميس تقف خلفنا واضعة يديها في وسطها بضيق ثم اقتربت وقالت
" أديم هل تكره هذا لزوجتك وكنت ترضاه لنا يالك من أناني "
ضحك وقال " لما لم يفكر بكم أزواجكم "
قالت بضيق " صهيب الأحمق ذاك سأريه "
ضحكت والدته وقالت " كنت أضنك تفعلين ذلك من أجل راحتي وليس مكرهة "
قالت ببرود " ذاك شيء وهذا شيء "
قالت والدته " سأتحدث مع غيث فأنا لا أريد أن يخرج أي منكم من القصر "
بكت ميسم فجأة فقالت والدتهم ضاحكة " أعطوها لميس إنه تخصصها "
قالت ميس وهي تلوح بيدها أمامنا
" لا لا لا لقد حرمت أن أقترب من ابن ليس ابني أنا أحبها عن بعد وأتمنى أن تسكت حالا "
ضحكنا جميعنا فدخل حينها صهيب قائلا " جيد أنك قلتي هذا وإلا غضبت منك "
نظرت للجانب الأخر بضيق وقالت " ليس من أجلك بل من اجل نفسي "
أقترب منها وقال " حبيبتي لما كل هذا الغضب لقد كانت مجرد مزحة "
قالت بضيق " طلقني حالا أريد الزواج بآخر "
قال بصدمة " تتزوجين بآخر "
قالت " نعم ألست تريد الزواج بأخرى أنا أيضا أريد ذلك "
لف يده حول خصرها وهمس لها في أذنها بكلمات فأبعدت يده
وغادرت مستاءة فقالت والدته بضيق
" صهيب ألن تتوقفا عن الشجار كالأطفال إن كانت ميس طفلة فأنت لست كذلك "
قال ببرود " عليها أن تضع عقلها من عقلي أو أضع عقلي من عقلها "
قالت " أنت تعرف أنها سريعة الغضب لذلك تتعمد استفزازها فأرفق بابنة عمك بني "
أخذ ميسم مني رفعها بين يديه وقال " يا لا هذه الجميلة "
قال أديم بحدة " إن كنت سترمي بلفافتها وترفعها للأعلى كشقيقك فأنا أحذرك مما ستلقى مني "
قال بابتسامة " كنت أفكر في مرجحتها في الهواء "
قال أديم بصدمة " ماذا !!! هات ابنتي هيا قال يمرجحها قال "
قال صهيب بضيق " وماذا في الأمر أنا افعل ذلك بأبناء أصدقائي دائما "
أخذها منه وقال " عندما يكون لديك ابن فعلقه في المروحة وطر أنت وهوا , ابنتي لا أحد
يفعل لها هذه الأشياء فهمتم , اذهب هيا وابحث عن زوجتك قبل أن تجد لها عريسا آخر "
قال مغادرا " حسننا سأذهب لإرضائها "
نظر لي أديم وقال " ليان تعالي لأريك ما جلبت لميسم "
قلت بضيق " أديم يكفي هذا فلن يتسع القصر لما تحضره لها وزد عليه ما يجلبه أخوتك كلما
سافروا , هي لن تستطيع ارتداء كل تلك الملابس لأنها ستكبر بسرعة وكل هذه الألعاب المكومة
لا تستطيع اللعب بها "
وقف وامسكني من يدي ويمسك ميسم بيده الأخرى وأخذنا معه متوجها للسلالم قائلا
" لن أحرمكما من شيء ما دمت حيا "
وصلنا للأعلى وضعها في مهدها وأمسك وجهي وقال
" ليان ما بك حبيبتي أراك غير سعيدة "
تنهدت وقلت " لا أستطيع الانسجام مع هذا العالم هوا ليس لي ولم أحبه يوما "
قال بهدوء " هل ضايقك أحدهم بشيء "
قلت نافية " لا أبدا هم يعاملونني معاملة طيبة ولكن ..... "
نزلت من عينيا دموع فحضنني وقال " ليان ما هذه الدموع ما بك حبيبتي "
قلت وأنا أشد بيدي على ثيابه بقوة " أريد وسيم ومنزلنا وعمي وأيامنا تلك لا أريد هذا كله "
تنهد وقال ماسحا على ظهري " ليان ما هذا الذي تقولينه أنا وسيم الذي عرفته لم يتغير إلا
أنه أصبح له لسانا طويلا لا يسكت "
قالت ببكاء " ضع نفسك مكاني تحب شخصا ثم تكتشف أنه شخص آخر , لن يستوعب عقلك ذلك "
قال بهدوء " وما تريدين أن أفعل هل نعود لمنزلنا وأتوقف مجددا عن الكلام هل ترضي
أن أترك عائلتي وثروتنا ومستقبل أبنائنا ليان حبيبتي ستعتادين الوضع ضننت حبك لي
سيجعلك تتخطين الأمر بسهولة ولكن ضني لم يكن بمحله "
قلت " اقسم أنني أحبك ولكنني لم أستطع مهما حاولت "
قال " هل نخرج لمنزل بمفردنا ما رأيك "
ابتعدت عن حضنه وقلت ماسحة لدموعي " لا لن أحرم والدتك منك أبدا "
قال وهوا يمسح بقايا الدموع عن خداي
" سنقوم بزيارتها دائما إن كان ذلك سيريحك نفعله فورا "
هززت راسي بالنفي في صمت قبلني على شفتاي وقال مبتسما
" ما رأيك لو سافرنا قليلا "
قلت بابتسامة " من أجلك أوافق "
حضنني وقال " ما أسعدني بك وإن كنتي تكرهين الأغنياء , أقسم أن أجعلك الأسعد دوما "
قلت بهدوء " خدني لزيارة حياة وشروق هذا فقط ما أريد "
ضحك وقال " أمرك مولاتي "
بحر
لا أصدق أن جود تفعل ذلك ولكني لا ألومها فهي عاشت الهم والحرمان , والحب شيء
لا يمكن للإنسان التغلب عليه أو منع وقوعه وأنا أكبر مجرب
وها هي حور ترفضني بشدة وتضع كل اللوم علي رغم أني ما قررت ذلك إلا من أجلها
ولكنني لن اسمح لأحد بأخذها مني بعد أن أصبحت حرة أخيرا وسأصنع المستحيل لأفوز
بها , الناس الآن لازالوا واقعين تحت تأثير صدمة أنها شقيقة زبير ولن يخطبها أحد حتى
حين بعدها سوف ينهلون عليها كالذباب وسأقتل كل من يقترب منها , لقد وعدني عمها
أن يتحدث معها في أمر خطبتي لها فإن رفضت فلدي خيار آخر
كنت قد قررت أن ازور إخوتي في الغد ولكن الآن عليا زيارتهم اليوم لقد اشتريت لهم المنزل
الذي يقيمون فيه الآن بعدما طلبت من أخوتي أن يخصموا ثمنه من حصتي حيث أن راتبي
مرتفع جدا ولم يعد والدي يأخذ أغلبه وقد ازداد الآن بعد تقسيم الميراث , كنت أود نقلهم هنا
للعاصمة ليكونوا بقرب قصر العائلة لكنهم رفضوا ذلك وقد وعدتني جود أن تفكر في أمر
الدراسة وها هوا على ما يبدوا ستدرس في العاصمة فلن أتمنى لجود أفضل من أشقائي
ولكن عليا أخذ رأيها أولا
وصلت المنزل ودخلت فوجدتها تجلس بالأسفل وتضرب جهاز التحكم الخاص بالتلفاز
على الأرض فقلت " جود ما بك معه "
وقفت وقالت بسرور " بحر أهذا أنت "
اقتربت منها وقلت " نعم أنا هل لي شبيه ولا اعلم "
ضحكت وقالت " أنا طبعا "
قلت بابتسامة " ما تصنعين بهذا سوف تحطمينه "
قالت بضيق " لقد جن هذا الجهاز إنه يقلب المحطات على مزاجه ومتى أراد ولا يكترث
لضغطي على أزراره "
ضحكت وقلت " اتركيه وسأجلب لك غيره تعالي أجلسي أود التحدث معك "
جلست وجلستُ بجوارها وقلت " جود لا تخجلي مني أود سؤالك عن بعض الأمور "
قالت بحيرة " عن ماذا "
قلت بعد صمت " هل يمكنك التخلي عن شخص أحببته يوما "
نظرت للأرض بحزن وقالت " نعم "
قلت " لماذا "
قالت بذات النظرة والنبرة " كي لا تخسر أشخاص تحبهم فقد تكون مجبرا على تحطيم
قلبك وقلبه لأنه لا خيار أمامك "
إذا كما قال زبير يالك من رائعة يا جود قلت
" جود لقد خطبك أحدهم مني "
قالت بحيرة " من "
قلت " هل توافقي أم لا "
قالت بعد صمت " لا "
هي على الوعد إذا قلت بابتسامة " وإن طلبت منك أنا ذلك "
نظرت للأرض مطولا في صمت ثم قالت
" من أجلك أوافق لكن إن كان الخيار لي فلا "
وقفت وقلت " بل من أجلي "
نظرت للفراغ بحزن وقالت " إذا موافقة "
خرجت وتركتها , سامحيني يا جود فعلت هذا من أجل أن أحضا بفرصة لأتكلم مع حور
ولكني ما كنت لأفعلها قبل أن أتأكد من انك موافقة عليه وتحبينه , اتصلت بزبير فرد على
الفور فقلت ضاحكا " يبدوا أنك تنام في هاتفك "
قال بضيق " قل ما لديك وتوقف عن السخرية "
قلت " أعطني البشارة لأعطيك بشارتك "
قال بسعادة " هل وافقت "
قلت " نعم فدعني أتكلم مع حور أو أفسدت كل شيء "
قال بحزن " هل وافقت حقا دون أن تعلم من أكون "
قلت " نعم وقالت أنها لا توافق إلا إن كنت أنا من يريد ذلك "
قال بسرور " إذا هي لم تخل بالوعد "
قلت " نعم "
قال " إذا اتفقنا "
قلت " ومتى سأكلمها "
ضحك وقال " اقسم لو طلبت سنين من عمرك ثمنا لذلك لأعطيتني "
قلت بتذمر " يالك من مزعج "
قال " مقبولة منك يا شقيقي وصهري "
ثم ضحك وقال " حل لي هذا اللغز إن تزوجت أنا جود وأنت حور فسأكون أزوجك
شقيقتي وتزوجني شقيقتك ونحن شقيقان هههههه "
قلت " زوجني حور ولا يهمني أي لغز من هذا "
قال " وداعا الآن "
قلت باندفاع " هيه أي وداعا هذا هل كنت تخدعني "
قال " أبدا لا أخدعك ولكن عليا التحدث معها أولا انتظر مكالمتي حسننا "
قلت بنفاذ صبر " حسننا ولكن لا تتأخر أعرفك ستفعلها عمدا "
ضحك وقال " لا تخف وداعا يا بحر "
وبقيت طوال ذاك اليوم انتظر على أحر من الجمر ولم يكلمني إلا عند
المساء فأجبت من فوري قائلا " ظننتك مت "
ضحك وقال " ظننتك لا تنام في الهواتف "
قلت بتذمر " قل ما لديك بسرعة "
قال " اتصل بها وستجيب عليك "
قلت بصدمة " أقسم على ذلك "
ضحك وقال " أقسم أنها سلبتك عقلك "
قلت ببرود " قديمة , هيا وداعا الآن فلم يعد لي بك حاجة "
قال " مهلا مهلا لا تخل بالاتفاق يا بحر "
قلت بضحكة " سأفكر في الأمر "
أغلقت الخط واتصلت من فوري بحور وأنا غير مصدق أنها وافقت أخيرا على
مجرد التحدت معي أجابت بعد حين فقلت بهدوء
" حور لما تفعلين هذا بي "
بدأت بالبكاء من فورها وقالت
" أنا من عليه قول ذلك لما فعلت كل ما فعلت بي أنت لم تحبني يوما يا بحر "
قلت مباشرة " أقسم أنني احبك يا حور بل أعشقك بجنون ولا يمكنني العيش بدونك أبدا "
قالت " كاذب كنت ستسافر وتعيش بدوني كما فعلت سابقا لن أصدقك يا بحر مهما قلت "
قلت " حور لا تحكمي عليا ظلما اقسم أنني أردت فعل ذلك من أجلك "
قالت ببكاء أشد " من أجلي ترحل وتتركني من أجلي تعدني ولا تفي بوعودك "
قلت برجاء " حور توقفي عن البكاء أرجوك أنتي تعذبينني فوق عذابي إن كنتي لا تعلمين "
قالت بأسى " لو انك سألتني لما وافقتك على قرارك المجنون الذي لا تفسير له غير أنك لم تحبني يوما "
قلت بهدوء " حور قسما بـ..... "
قاطعتني قائلة بحزن " لقد خذلتني يا بحر خذلتني حقا ولن اسمح لك بأن تجرحني مجددا ولولا
إصرار زبير ما تحدثت معك "
ثم أغلقت الخط في وجهي بل وهاتفها أيضا كي لا اتصل بها وتركتني أسوء من ذي قبل
جود
لقد وضعني بحر في خيار صعب سيحطم به كل أحلامي الجميلة فلا استطيع رفض من
وافق هوا عليه لا يمكنني ذلك فيكفي ما فعلته حتى الآن , رغم أني لازلت أقرأ رسائله لي
كل ليلة وابكي بعد ذلك كثيرا فتحت هاتفي وأرسلت له الرسالة الأخيرة وكتبت فيها
( لم أفكر يوما في أن اخلف بوعدي لك ولكني أمام خيار صعب للزواج بأحدهم فإن كنت تريدني
فهذا عنوان منزلي أو لا تلمني على شيء خارج استطاعتي فإما أن تأتي أو حررني من وعدي )
أرسل بعدها على الفور ( أتمنى لك السعادة )
أغلقت هاتفي وبكيت بشدة ومرارة هذه نتائج أخطائي فهوا لم يحبني يوما وكما قالت
رنيم كان يكذب علي , فتحته من جديد واتصلت ببحر فأجاب قائلا
" نعم يا جود "
قلت بحزن " بحر أنا مقتنعة جدا بمن ستزوجني به وليس فقط لأنك تريده "
قال بحيرة " لماذا ما الذي حدث "
قلت بأسى " لا شيء يا بحر هي الحياة هكذا لا تكون دائما كما نريد وداعا يا شقيقي "
وأغلقت الهاتف من جديد وعدت لبكائي حتى غلبني النوم
صهيب
لقد بدؤوا يرسلون رسائل التهديد لي , إذا وصلنا للمراحل الأخيرة من اللعبة لابد أن
عمي نبيل تلقى مثلها سابقا فهم يهددونني بالنفي عن دولتي وبالخسارة باقي عمري كله
وهذا ما لقي عمي نبيل منهم
كنت في سيارتي عندما وصلتني رسالة من رقم مجهول فيها عنوان معين ذهبت له من
فوري وتفاجأت بأنه محل للملابس النسائية تأكدت من العنوان مرارا وكان هوا نفسه
نزلت ودخلت المحل أنظر بحيرة وخجل من وجودي بمفردي بمثل هذا المكان دون امرأة
نظرت لي البائعة بابتسامة وقالت
" هل أنت صهيب "
نظرت لها بصدمة وقلت " هل تعرفينني "
قالت " نعم أليس هذا العنوان الذي تقصد "
قلت " يبدوا ذلك "
قالت " أدخل حجرة تبديل الملابس فالتنين في انتظارك "
نظرت للحجرة ثم لها بصدمة هل سيأخذونني لزعيمهم مباشرة ولكن ماذا لو لم أرجع
فأنا لم أخبر أحد عن قدومي ولو تراجعت الآن فسيشكون بأمري في المرة القادمة
قالت بنفاذ صبر " ماذا قررت "
توجهت ناحية الغرفة في صمت دخلت وأغلق الباب بعدي آليا ثم نزلت الغرفة للأسفل
وكأنها مصعد كهربائي وصلت للأسفل بتوقفه ثم فُتح الباب أدخلت يدي في جيبي وشغلت
لاقط الصوت وآلة التصوير الصغيرة المثبتة في ثيابي كانت تعمل لتصوير كل شيء وهذا
من احتياطاتي مؤخرا , خرجت فوجدت رجالا كثر في مكان أشبه ما يكون بالقبو الواسع
كان الرجال ملثمين جميعهم اقترب أحدهم مني وقال
" اتبعني "
سرت خلفه ووصلنا لحجرة مضاءة بقوة وتفوح منها رائحة كريهة لا تبدوا سجائر وكأنها نوع
من الحشيش دخلت وخرج الرجل من فوره كان ثمة مكتب موجود ورجل يجلس عليه موليا
ظهره لي فقلت " هل أنت التنين "
دار بالكرسي فقلت بصدمة " عمــ ... عمي جسار "
قال " نعم ولن نجتمع أنا أو أنت في هذه الحياة بعد الآن "
قلت بصدمة " لذلك إذا أبعدت عمي نبيل هل اكتشف أمرك "
ضحك وقال " المغفل جاء يسدي إليا بنصائحه ويقول لأنني شقيقه سيسكت عن
الأمر إن أنا أوقفت تجارتي "
قلت بغيض " هذه ليست تجارة إنها جريمة "
وقف وقال بغضب " وهل كنت تظن أن ما كان يعطينا إياه جدك يكفي شيئا "
قلت بحدة " لكنه اقتسم عليكم تركته فيما بعد "
ضحك وقال " لقد خسرتها في أول جولة "
قلت بصدمة " تقامر "
قال " مادمت ستموت فلا بأس أن تعلم , لقد خسرت مالي بينما ازدهرت تجارة والدك
وتفوق علينا كعادته لذلك تعمقت في تجارتي أكثر حتى صرت زعيمها كنت سأدمره أيضا
لولا أن الموت كان أقرب إليا منه لأنه كان يهددني آخر أيامه "
قلت بصدمة " يهددك !!! هل علم بكل هذا "
قال بسخرية " نعم وجاء كشقيقه يسمعني محاضرات عن الشرف والوطن وتخاريف فارغة "
هززت راسي غير مصدق وقلت " وكأنني في حلم "
ضحك وقال " لم يبدأ الحلم بعد "
سمعنا حينها صوت إطلاق الرصاص من كل مكان وركض وصراخ رجال هممت بالخروج
مسرعا حين استوقفني صوت عمي جسار قائلا
" توقف وإلا .... "
التفتت إليه وكان يحمل مسدسا في يده يصوبه نحوي وقال بصراخ
" يجب أن يموت السر معك يجب أن يموت سر نبيل هنا "
قلت بغضب " سره فقط وباقي جرائمك "
قال " كلها تبقى ذاك لا "
قلت " إذا لم يكن اكتشافه لك السبب الوحيد "
قال بغضب " بلى فقد سرق مني كل شيء حتى حوراء "
قلت بحيرة " من حوراء "
قال " ابنة عمي التي أحببتها كل حياتي جاءت لتقول لي بكل صراحة أنها تحبه هوا
ولا تريدني بل تريد نبيل الوسيم الفارس المغوار سارق قلوب الفتيات لذلك كان عليها
أن تخسره أيضا وأن ترى أي الأنواع الرديئة يكون مختلس الأموال خريج السجون "
قلت وأنا أحاول تغيير مكاني ببطء لأخرج من الباب
" لذلك إذا لم تقتله ولكن ما الذي استفدت بما فعلت "
قال " أن لا تأخذ كلينا لا أنا ولا هوا "
كثر صوت الرصاص فحاولت فتح الباب ولم اشعر إلا بالدماء تنزل من جسدي
⚘⚘⚘الجزء الرابع والأربعون⚘⚘⚘
غيث
وكلت المحامي عارف ليرفع قضية مضادة لقضيتهم لأنهم يجبرونها على تركي فقد
يطلب القاضي تحكيم رأيها هي في الأمر فاتصل بي اليوم ليخبرني أن هاشم أخذ
له شهودا من المستشفى على تعرضها للضرب يوم ولادتها ولكن كيف علم إن كانت
رنيم لم تخبر أحدا لابد وانه شك في الأمر من اتصالي بهم حين ولادتها وطلبي منه
أخذها من هنا يبدوا أنه يوكل محاميا شاطرا ليفكر بهذه الطريق
هذا الخبر زلزلني فقد صرت أرى رنيم وابني يصبحان كالحلم فسافرت من فوري لهم
دون تفكير وصلت منزل رنيم ونزلت طرقت الباب بقوة ففتحت لي والدتها كما كنت
أتوقع ونظرت لي بحيرة وقالت
" مرحبا غيـ .... "
انطلقت للداخل مقاطعا لها دون رد ووقفت تحت السلالم وصرخت بكل صوتي
" رنييييييم انزلي الآن أو صعدت لك للأعلى "
أمسكتني والدتها من ذراعي وقالت " غيث ما بك تتصرف هكذا كالمجرمين "
قلت بغضب " أريد زوجتي الآن ولن أسمح لكم بأن تطلقوها مني ليتزوجها ابن خالتها "
قالت بصدمة " ومن قال ذلك "
قلت " هوا قاله ووالده لم ينكره إن لم تنزل الآن صعدت بنفسي لأخذها "
قالت بضيق " ليس بهذه الطريقة يكون حل المشكلات يا غيث "
قلت بغضب " وكيف إذا وأنتم تقفون وتتفرجون عليه وهوا يأخذها مني "
قالت بهدوء " غيث دعني أنا أتصرف في الأمر وإن لم أنجح افعل ما تريد "
قلت بحدة " عليا رؤيتها الآن ولن ارجع دون ذلك "
قالت بغضب " قلت لك سأتصرف في الأمر فرؤيتها لن تنفعك في شيء "
قلت بضيق " إذا اجلبي لي ابني لأراه "
صعدت وبعد مدة عادت تحمل شامخ أخذته منها حضنته وقبلته ثم جلست به فجلست بجانبي وقالت
" ماذا حدث بينكما أخبرني "
تنهدت بضيق ثم حكيت لها ما حدث فقالت بصدمة " ضربتها يا غيث "
ها قد ساءت الأمور أكثر قلت بهدوء
" لقد كانت ساعة غضب وأي رجل في مكاني ما كان ليفعل اقل من ذلك حتى عمها ذاك "
قالت بحدة " هذا لا يبرر لك ضربها ومن ثم طردتها من حياتك كنت فعلت الأخرى مباشرة "
قلت برجاء " أقسم أنه خطأ ولن يتكرر وأنا مستعد لتنفيذ كل شروطك وشروطها فقط أعيدوها إلي "
قالت بضيق " سأرى "
قلت " لا تقولي سأرى قولي أنك ستفعلين ذلك "
قالت " لا أعدك بشيء ولكنني سأحاول جهدي "
أعطيتها الطفل وقلت مغادرا "
لقد قلتي بنفسك إن لم تنجحي أفعل ما أريد وسوف أحاربهم جميعا ولن يطالها ابنه ولا غيره "
ثم خرجت مستاء وغاضبا كما أتيت وهذه ذي رنيم التي كنت أراها لعنة حلت بي وأنتظر
الفكاك منها صرت اليوم أحارب الهواء كي لا يأخذها مني , من كنت أشعر أنها كارثة
حلت بحياتي أصبحت اليوم لا استطيع عيش هذه الحياة بدونها ما أن ركبت الطائرة حتى
جاءني اتصال من أديم ليخبرني أن صهيب أصيب وحالته خطيرة وها هي المصائب التي
لا تتوقف عن الانهيال علينا وها هي الوصية لازالت لعنتها موجودة رغم اختفائها فأنا
خسرت رنيم وبحر خسر حور وزبير خسر زمرد وها هوا صهيب يصارع الموت
نزلت المطار وتوجهت من فوري للمستشفى حيث كان جميع أخوتي هناك وصلت ركضا وقلت
" ماذا حدث وكيف هي حالته "
نظروا للأرض في حزن وصمت فصرخت بهم " ماذا ..... هل مات قولوا ماذا حدث "
قال بحر بهدوء " هون عليك يا غيث لا ...... "
قلت بصراخ " كيف تركناه يموت كنا نعلم أنه يحارب المجهول ووقفنا نتفرج لقد انشغلنا عنه بأنفسنا "
قال زبير بحدة " وما يدرينا بذلك ثم هوا ..... "
قاطعته بغضب " توقف عن التبرير يا زبير "
خرج حينها طبيب من الحجرة خلفي وركضوا جميعهم نحوه وأنا أنظر لهم في
حيرة فقالوا بصوت واحد " هل هوا بخير "
أزال الكمامة عن وجهه وقال بهدوء " أجرينا له عملية لقد أصابت أحدى الرصاصتين جزءا
من الكبد أحمدوا الله أنهما تخطتا كليته حمدا لله على سلامته حاليا والباقي بين يدي الله "
قلت بصدمة " لم يمت !!! لما لم تخبروني "
قال زبير بضيق " وهل تركت لنا مجالا لأخبارك كلما تكلم أحدنا قاطعته بصراخك "
تهاويت على الكرسي وحمدت الله من قلبي ثم نظرت لهم وقلت
" ماذا حدث من الذي حاول قتله "
نظر كل واحد منهم للجانب الأخر بضيق وصمت فقلت بحدة
" من يا أديم "
قال " عمي جسار "
وقفت من صدمتي وقلت " من عمي .... جســــ جسار "
قال بغيض " نعم وهوا وراء ما حدث لعمي نبيل أيضا ومصائب أخرى أكبر "
قلت " وأين هوا الآن "
قال " أمسكوا به وعصابته "
قلت بصدمة أشد " عصابة "
قال " نعم عصابة غسيل أموال إنه تحت التحقيق الآن ولولا أن ميس أخبرتني سابقا وأخبرت
خيري لكان صهيب الآن في خبر كان فقد كان ينوي قتله ورميه دون رحمة "
عدت للجلوس مصعوقا مما سمعت كيف لكل هذا أن يحدث كيف , عمي جسار لم أتوقع ذلك يوما
رنيم
كنت أغير ثياب شامخ عندما سمعت صراخ غيث في الأسفل كنت أعلم أن الأمور
ستسوء وأنها لن تمر على خير أبدا حتى دخلت عليا والدتي وقالت أنها ستأخذ شامخ
له فحضنته بقوة وقلت " لا لن يأخذه مني "
ثم قلت ببكاء " أمي لا تدعيه يأخذه أرجوك فسأموت حينها "
قالت بهدوء " ما بك يا ابنتي لا تقلقي فهوا يريد رؤيته فقط "
قلت بتشكك " متأكدة "
قالت " لقد قال ذلك بنفسه وما كان ليحضره لك لو كان سيأخذه "
أعطيتها إياه وعيناي تتبعانهما وكل ما أخشاه أن لا أراه ثانيتا وأن يستخدمه غيث للضغط
على الجميع بعد وقت قصير عادت به فأخذته منها بسرعة وحضنته وقبلته وقلت
" حمدا لله كنت سأنزل بنفسي لو تأخرت به قليلا "
قالت " لو علم غيث لفعلها لتنزلي "
نظرت لها فوجدتها تنظر إليا بنظرة غريبة لم افهمها ثم قالت
" رنيم لما لم تخبريني أنه ضربك "
نظرت للأرض في صمت فقالت " ولا حتى ما حدث يومها .... لماذا "
لذت بالصمت فقالت بجدية " لأنك تحبينه أليس كذلك "
نزلت الدموع من عينيا مباشرة وقلت
" وفيما يجدي قولي لذلك لقد حدث ما حدث وانتهى "
قالت بحدة " لا يحق له ضربك تحت أي ظرف كان , سأتحدث مع هاشم وستعودين إليه "
نظرت لها بصدمة فقالت " غيث لن يسكت عن الأمر خصوصا أن أدهم أخبره أنه سيتزوجك
ما أن تتحرري منه وسندخل في مشكلات لسنا ندا لها ولقد رأينا جميعا ما فعله بطالبي الثأر ولكن
إن تكرر الأمر فأنا من سيمنعه عنك وإن تكتمتِ ثانيتا عنه فلست ابنتي ولا أعرفك "
وخرجت وتركتني دون أي رد مني ولم تنتظر لتسمع مني شيئا
بعد ساعات جاءت لتخبرني أن عمي هاشم في الأسفل لن يمر هذا اليوم على خير أبدا أخذت ابني
ونزلت ألقيت التحية ثم جلست وجلس هوا ووالدتي فقالت
" هاشم علينا إرجاع رنيم لزوجها هذا هوا الرأي السليم "
قال بحدة " وهل تعلمي أنه ضربها "
قالت بهدوء " أعلم وأعلم السبب الذي لا تعلمه فرنيم شاركت به أيضا وإن كان دون قصد وهوا
جاء مرارا لإرجاعها وقال أنه نادم على فعلته ومستعد لتنفيذ كل شروطنا "
تنهد وقال " أردت أن يتأدب كي لا يكرر فعلته ثانيتا فما كنت لأجبركما مادمتما تريدان ذلك
ولكن لن أسمح له بضربها ولا حتى اهانتها "
قالت " إن تكرر ذلك فأنا من سيتصرف ولن يراها مادمت حيه "
نظر لي وقال " لم أسمع رأيك يا رنيم "
نظرت للأرض في صمت فليس لدي ما أقول فقالت والدتي
" رأي رنيم من رأيي وكلمتي هي النافذة "
قال بضيق " وهل ستجبرينها إن لم تكن موافقة "
قالت " أراك تريد تطليقها منه بأي طريقة "
قال " لم أفهم ما تصبين إليه بكلامك "
تنهدت وقالت " رنيم وغيث بينهما طفل وكل منهما من دولة وما سنفعله سيؤثر فيه فلنكن
حياديين ونفكر في مصلحته كي لا يدفع شامخ ثمن عنادنا ثم غيث ندم على ما فعل ويصر على
إرجاعها وأنت تعلم أن البعض يركضون خلف الرجل ليعيد ابنتهم ولا يحتاج أن أشرح لك أي
المشاكل التي سنواجهها معه وقد يتهور ويأخذ من رنيم ابنها وستكون هي الخاسر الوحيد حينها "
نظر للجانب الأخر بضيق وقال " مادام هذا قراركما فلن أناقشكم فيه ولكن اعلموا أني غير راض
عن هذا وإن تكرر ما حدث فلن يراها حتى يقتلني أولا , هذه المرة كانت درسا له فقط في المرة
القادمة سيكون التنفيذ وحده "
ثم وقف وقال " أعلموني وقت قدومه فلدي ما سأقوله له "
وخرج من فوره وغادر المنزل نظرت إليا والدتي وقالت
" اتصلي به ليأتي متى ناسبه الوقت "
نظرت لها بصدمة وقلت " ولما أنا "
قالت مغادرة " لأنه زوجك طبعا أم نسيتي "
خرجت وبدأ شامخ بالبكاء فوقفت عند الباب وقالت
" ما به ابنك لا يتركك تنامين ليلا ولا نهار "
قلت " لا أعلم لا يبدوا لي يشتكي من شيء "
قالت مغادرة " ابن والده كيف سيكون "
ضحكت من جملتها وتذكرت كم كان يرفس بطني وأنا حامل به ثم صعدت للأعلى
توجهت لغرفتي أمسكت الهاتف الذي أهداه لي ترددت كثيرا ولا أعرف لما ثم فتحته
واتصلت به فأجاب من فوره قائلا
" هل أنا في حلم أم ماذا "
قلت " بل في بلادك طبعا "
قال بقلق " هل أنتم بخير هل شامخ به مكره "
قلت " لا تقلق فجميعنا بخير "
قال بهدوء " هل اتصلت بي سرا "
آه غيث أنت لا تتغير أبدا هل هذا ما تقوله لي بعد كل هذه المدة
تنهدت وقلت " لا طبعا "
قال بصدمة " زوج خالتك يعلم "
قلت " غيث يمكنك المجيء لأخذي "
قال بصدمة أشد " هل أنتي جادة هل آتي لأخذكما "
قلت " نعم متى ناسبك الأمر "
قال بدهشة " وكيف أقتنع هل فعلتها والدتك "
قلت بهدوء " أجل وهي من أصرت أن أتكلم معك "
قال " رنيم تبدين عاتبة عليا جدا "
قلت " كيف خمنت ذلك "
قال بهدوء " من نبرة صوتك "
قلت بحزن " أترك ما في القلب في القلب لا أريد لأبننا أن يتشرد ويعاني "
قال " هل تجبرك والدتك على العودة "
قلت بعد صمت " لا , تعالى إلى هنا وتفهم كل شيء "
قال بحزن " ليس الآن بالتأكيد وإلا لكنت طرت لكم دون طائرة "
قلت بخوف " ماذا هناك يا غيث "
قال " صهيب مصاب وأنا في المستشفى الآن "
قلت بفزع " صهيب ولكن ما به "
قال " أصيب بعيارين ناريين وأجروا له عملية "
قلت بحزن " يا إلهي حمدا لله على سلامته هل علمت والدته "
قال " لا حتى الآن ما أحوجني لوجودك بجانبي يا رنيم لكنت حللت لي المشكلة "
قلت " لن تصدق خطتي بعد الآن , حسننا لن أعطلك أكثر طمئنا عن حالته "
قال " حسننا شكرا لاهتمامك رنيم "
قلت " لا تشكرني هم عائلتي مهما حدث وداعا "
أغلقت الهاتف وتنهدت بحزن أعانكم الله وأعان والدته أتمنى أن يقوم لها ولزوجته سالما
سماح
تصرف أبنائي اليوم لا يعجبني غادروا مسرعين من القصر يتهامسون ووجوههم لا تبشر
بخير غيث مختفي منذ الصباح ترى هل أصابه مكروه أتصل ولا أحد يجيب هم لا يتعلمون
درسا من إخفاء الأمور عني
" خالتي ما بك تجوبين المكان جيئة وذهابا ووجهك مكفهر هكذا هل من مكروه "
قلت بتوتر " لا أعلم يا ميس حركة أبنائي اليوم لم تعجبني قلبي يقول لي أن مكروها أصاب أحدهم "
أمسكت قلبها وقالت بخوف " صهيب "
قلت بفزع " ماذا به صهيب "
ركضت مسرعة للأعلى وأنا أتبعها تناولت هاتفها واتصلت مرارا دون رد فقلت بخوف
" ماذا هناك يا ميس ألا يجيب "
قالت بشرود " لا لم يجب أخشى أن ...... "
أمسكت كتفيها وهززتها بقوة وقلت
" تخشين من ماذا ما الذي تخفيه عني يا ميس "
قالت ببكاء " أنا السبب ... إن حدث له مكروه فبسببي "
ثم أمسكتني من يداي وقالت " خالتي خذوني إليه أين هوا "
قلت بقلة حيلة " وما في يدي أفعله فحالي من حالك "
أمسكت هاتفها واتصلت بأرقام كثيرة ولا يجيب أحد ثم أعادت الاتصال وقالت
" مرحبا حور اعذريني فليس لي غيرك "
ثم قالت ببكاء " لا لسنا بخير "
" لا شيء... بل لا أعلم اتصلي بزبير واسأليه عن صهيب أرجوك "
أغلقت الخط وهي تنظر للأرض بحزن فقلت " ماذا حدث معك "
قالت " طلبت من حور أن تتكلم مع زبير , وحدها وسيلتنا فجود هاتفها مقفل و رنيم لا نعرف
لها رقما وليان ليست هنا وليس لدي رقمها "
رن هاتفها فأجابت من فورها قائلة " نعم يا حور هل ...... "
قالت بحزن " حسننا شكرا لك "
ثم قالت مندفعة " حور حور أتصلي ببحر قد يجيب عليك أفعليها من أجلنا أرجوك "
نظرت لها بصدمة من طلبها هذا فأغلقت الخط منها ونظرت إليا وقالت
" لا حل لدينا غيره "
قلت " اتصلي بوالدة رنيم "
قالت " نعم كيف فآتتني هذه "
اتصلت بها وطلبت منها أن تعطيها رنيم تحدثت معها ثم بدأت دموعها تنزل وشهقاتها
ترتفع ثم أغلقت الهاتف ورمت به على السرير وبدأت بالبكاء حاولت فهم شيء منها
ودون جدوى رن هاتفها فنظرت إليه فكانت حور فأجبت من فوري قائلة
" ماذا هناك يا حور يا ابنتي "
قالت بهدوء " خالتي "
قلت " نعم أنا هي , أريحي قلبي أراحك الله "
قالت بتردد " نعم ولكن أين ميس ما بها لم تجب "
قلت " تحدثت مع رنيم ودخلت في نوبة بكاء ولم أفهم منها شيئا "
قالت بعد صمت " خالتي صهيب مصاب وهوا في المستشفى "
شعرت بالعالم يدور من حولي وبدأت أتهاوى حين أمسكت بي ميس نومتني
على سريرها وخرجت مسرعة
ميس
كنت أعلم أن هذا ما سيحدث بعد تلك الأوراق التي أعطاها لي والكلام الذي قاله , لن
أسامح نفسي لو أصابه مكروه
خرجت من عند خالتي وأرسلت رسالة لأديم وفيها
( لقد علمنا كل شيء رد على اتصالي فوالدتكم متعبة )
اتصل بي من فوره فأجبت بغضب " أليس لكم قلوبا , كيف تفعلون ذلك "
قال بخوف " هل والدتي بخير "
قلت بحدة " لا أرى أن أمرها يهمكم أجل هي ليست بخير ماذا حدث لصهيب يا أديم "
قال " أصيب بعيارين ناريين وقد أجروا له جراحة ونجحت "
قلت ببكاء " من الذي أراد قتله هم أليس كذلك "
قال بهدوء " نعم وقد أمسكتهم الشرطة لقد كانوا يراقبونه والمباحث
تراقبهم حتى عثروا عليهم "
قلت " وما الفائدة التي جنيناها , هل سيموت يا أديم "
قال " لا أعلم حالته حرجة ولا أخفي عليك فحتى الأطباء لم يعطونا أملا ولم
يقطعوه , علينا بالدعاء له فقط "
زاد بكائي ولم اعد أسمع شيئا ثم سمعته يقول
" ميس ما بك كوني قوية كما كنتي دائما من ستساعد والدتي غيرك على الصمود
أنا في طريقي الآن لأخذها للمستشفى ....وداعا "
تهاويت على الكرسي واستمرت عيناي في البكاء فعن أي قوة يتحدث وأنا من أقحمه في ذلك, وصل
أديم بسرعة وأخذ خالتي للمستشفى ورافقتهم لأبقى معها فوالدتي لا يمكنها البقاء هناك لأنها لا تزال
لا تفهم كل منهما الأخرى إلا قليلا وتركنا والدتي وحدها في القصر ولست اعلم كيف ستتصرف
حور
لقد فاجأتني ميس بطلبها وكدت أن ارفض لكن لم يطاوعني قلبي وهي تترجاني وهما
مشغولتان عليه فلم أستطع غير قول كلمة ( سأحاول ) وتمنيت من قلبي أن لا يجيب
على اتصالي فليست لدي القوة لأتحدث معه ثانيتا ولكنه أجاب من فوره قائلا بصوت هادئ
" حور "
قلت من دون مقدمات " اتصلت بي ميس و ..... "
قاطعني قائلا " نعم فهمت الآن لقد طلبت منك هي ذلك "
قلت بعد صمت " هل جميعكم بخير "
لاذ بالصمت فقلت " بحر تحدث "
تنهد وقال " حور ألن ترأفي بحالي "
قلت ببرود " ليس من أجل هذا اتصلت "
قال " أعلم ولكنك لا تعطينني أي مجال "
قلت " إنهم منشغلون عليكم وأنتم كعادتكم لا تردون على اتصالاتهم هل صهيب به مكروه "
تنهد بضيق وقال " صهيب مصاب ونحن الآن في المستشفى هذا كل شيء "
قلت بصدمة " مصاب يا إلهي أتمنى له السلامة "
ثم قلت مباشرة " وداعا الآن وعذرا على الإزعاج "
أغلقت الخط فورا لأغلق أي مجال للحديث اعلم أنني أقسوا عليه ولكن هذا لا شيء أمام ما
رأيته منه بقيت على اتصال بميس وزبير وعلمت منها أن والدتها لوحدها في القصر ويصعب
عليها التصرف وليان في الجنوب ولم يتمكن أديم من إحضارها لذلك وجب عليا الذهاب إليها
حتى تأتي ليان لليوم فقط على الأقل من أجل العائلة التي عاشرتها لعامين ومن أجل ابنهم الذي
هوا شقيقي استأذنت عمي واتصلت بزبير ليأخذني هناك قضيت اليوم اشرف على العاملات
لتنظيف القصر وطهوت الطعام فكنت طوال النهار اركض من هنا إلى هناك كالنحلة ,
وضعت الطعام على الطاولة وغادرت من فوري لحجرة والدة ميس وأكلنا سويا تمنيت من قلبي
أن لا ألتقي بحر وأمنيتي تحققت والحمد لله فقد طلبت من زبير أن يتجنب إخبار أحد فلم يرني سوى
غيث لأنه من استقبل عمال الشركة وأشرف على من في الخارج منهم أما البقية فكلهم منشغلون
فالبعض في المستشفى والآخر ينام ليتناوب عليه
طهوت لهم العشاء مبكرا وطلبت من والدة ميس أن تسكبه وقت قدومهم جميعا لكي أغادر مبكرا
واتصلت بزبير ليأتي لأخذي فقد علمت منه أن غيث سيذهب لجلب رنيم كم أسعدني ذلك وأخيرا
عادت لزوجها والثم شمل عائلتها من جديد
لم أدخل هذا القصر منذ ذهابي من هنا يوم فتح الوصية الثانية أي منذ قرابة الشهرين ولم أرى بحر
خلالها لازلت أعاني ولازال يؤلمني شوقي إليه فهذا يعني أنني لم أشفى بعد ويجب أن يحدث ذلك
مهما طال الوقت كان عليا المغادرة سريعا ولكن ليس كل ما نتمنى ندركه
بحر
كان وقع خبر إصابة صهيب عليا كسقوط جبل فوق قلبي فهوا المفضل لدي من بين رجال
العالم كلهم وإن مات لا سمح الله كنت سأحزن عليه كل العمر كم أتمنى لو أنه بإمكاني أن
أعطيه من سنين عمري ومن حياتي ومن الهواء الذي أتنفسه ليعيش وإن كنت سأموت أنا مكانه
ذاك اليوم مر من أصعب الأيام التي عشتها في عمري اتكأت برأسي على الجدار وحدثت نفسي
(ليث حور تكون بجانبي الآن تساندني وتواسيني تلك القاسية العنيده )
سمعت رنين هاتفي ولم أصدق أن يتحقق حلمي بهذه السهولة وأرى اسمها يتصل بي
حتى نظرت للشاشة فكان ( حوريتي يتصل )
أجبت من فوري ولم اسأل نفسي لما ستتصل أعلم أنها لن تغفر لي بسهولة ولكنني
أبعدت أي سؤال قد يخطر على بالي جانبا حينها فلا وقت للتفسير فلن أحضا بمثل
هذه الفرصة دائما للتحدث معها وأجبت ولكنها لم تعطني أي مجال للحديث ككل مرة
تنهدت بحزن واعدت الهاتف لجيبي فنظر لي زبير وقال " هل هذه كانت حور "
نظرت باتجاهه ثم عدت بنظري للأرض وقلت بهدوء " نعم "
قال بحيرة " غريب لما تتصل بك هل تصالحتما "
ابتسمت بألم وقلت " يبدوا أنك لم تسمع كل المكالمة , ميس اتصلت بها
لتتحدث معي وتعلم ما يجري "
لاذ بالصمت مطولا ثم قال
" لا تيأس يا بحر فحور تحبك , فقط هي مجروحة منك كثيرا "
قلت بحزن " ومن قال أنني يائس فلن أرتاح قبل أن تصير إلي أو أصير للموت "
قال باستغراب " بحر ما هذا الكلام "
قلت بجدية " كما سمعت أقسم لو صارت لغيري لقتلته "
نظر لي بصدمة وقال
" لا تقسم يا بحر فهل تعي معنى ذلك سوف يسجنوك وتتزوج هي بغيره "
قلت ببرود " أخرج من السجن وأقتله أيضا "
قال بهمس " لقد جن هذا الفتى "
نظرت له وقلت بحزم " لن تصير لغيري يا زبير أقسم وأقسم ألف مرة إن وافقت
على غيري فسأختطفها وأهرب بها وأرغمها على الزواج بي "
بقي يحملق بي في صدمة فنظرت للأرض وقلت " لست أمزح في هذا "
لاذ بالصمت وعدت أنا لصمتي عليهم أن يعلموا ولا يلومونني على أي شيء قد أفعله فهوا
لا يعلم كم أحترق من الداخل وكم أموت لهفة وشوق وأحسده كل لحظة على رؤيته لها متى أراد
بعد يومين ونحن نتناول الغداء أحسست الطعام غريبا فمذاقه كبعض الأطباق التي كنت أتذوقها
سابقا لا يبدوا لي أن والدة ميس أعدت هذا هل احضروا الطعام من الخارج يا ترى ولكن غيث
ما كان ليأكل لو كان كذلك , نظرت للجالسان معي غيث وزبير فأديم في المستشفى وقلت
" من أعد الطعام "
نظرا لبعضهما في صمت أو صدمة لا افهم حقا ثم قال زبير
" حور من قامت بإعداده "
لابد أن زبير أحضره من منزل عمها أكملنا طعامنا صعدت لغرفتي استحممت وغيرت
ثيابي وعدت للمستشفى ولكن الأمر لم يركب على رأسي فحتى ترتيب الأطباق على الطاولة
ليس كما فعلت والدة ميس فطريقتهم مختلفة عنا ولم يكن هناك أحد في القصر ولا المطبخ ,
بعد العصر ذهبت من فوري للقصر لأثبت شكوكي أو انفيها دخلت وتوجهت للمطبخ ووجدت
ضالتي هناك حور حوريتي في نفس المكان وغير الزمان والظروف كم التقيت بها هنا وكم
مت واحترقت وأنا أراها أمامي و ليست لي بل لأخي واليوم ها هي أمامي في ذات المكان
والمشهد ولكن ليست لأحد بل لي , لي أنا وحدي ورغما عنها وعن الجميع
نظرنا لبعضنا مطولا ثم قلت بهمس " حور كنت أعلم "
نظرت للأرض تم عبرت أمامي تريد الخروج ولكن مهلا ليس بهذه السهولة وأنا من لم يصدق
أن يجدها أمامه أمسكتها من يدها سحبتها ناحية الجدار وأسندتها عليه وحاصرتها بكلى ذراعاي
مستندا بيداي على الجدار وهي بينهما ووجهها أمام وجهي تماما الوجه الذي فتنني لسنوات
كانت تنظر للأرض وأنا أتنفسها في كل نفس وأتنقل بنظري بين كل تقاسيمها فكسرت الصمت
والتأمل قائلة " بحر ابتعد عني قد يأتي أحد ويرانا لما تفعل هذا "
قلت " لأنه عليك الاستماع إلي دون أن تهربي مني ككل مرة فلا هاتف تغلقيه في وجهي الآن "
قالت " زبير قادم لا أريد أن يرانا هكذا بحر ابتعد أرجوك هذا لا يجوز "
قلت بعتب " وما الذي يجوز أن تعذبينني فوق عذابي أن تحرميني منك هل ذلك يجوز "
رفعت وجهها إليا وقالت بحدة
" أنت من أراد ذلك يا بحر فلا تلقي باللوم علي , هل هذا فقط ما تفلح فيه "
لم أجب بل بقيت أتأمل وجهها في صمت فأشاحت به عني وقالت
" ابتعد ولن أغادر أقسم "
قلت بحزم " لا لن ابتعد "
ثم تابعت " حور أقسم أنني ما فعلت ذلك إلا من أجلك لأني لم أرد لك أن تتعذبي وتتعبي أكثر كان
ذلك أقسى عليا من الموت من أن أحترق حيا وأقسمت على نفسي أن تحرم عليا النساء غيرك ما حييت "
قالت ببكاء " بل تركتني في الماضي وأردت فعل ذلك الآن ولم تكترث لي ولا حتى تسألني , لو
كنت قلت ذلك لي لما وافقتك لأني غبية وأحببتك بشدة وأنت لا تستحق "
قلت بغضب " حور ما الذي تقولينه هل أنا بنظرك لا استحق , لقد كنت أقف أمام جامعتك كل
يوم لأراقبك وأنتي تخرجي دون أن تريني , سنتين وأنا أراك وتتقطع أحشائي ألما وشوقا ثم
اختفيتِ وتركتني كالتائه لتظهري بعدها زوجة لأخي لينتهي بحر أتعس نهاية لم يحلم بها يوما "
قالت ببكاء أشد وهي تنظر لعيناي " لما لم تتحدث معي حينها وبقينا ولو على اتصال بل وكنت
تعلم هنا أنني وزبير كل في حال سبيله ولم تكلف نفسك عناء الانتظار بل خذلتني وكسرتني ولست
تعلم حجم الذي فعلته بي من أسى "
ضربت على صدري بقبضتي وقلت بألم " بل أنتي من لا تعلمي بما كنت أشعر ولم تشعري بالنيران
تأكلني وأنا أراك تذهبين مني ما كان بإمكاني الاحتمال كان عليا أن أرحم نفسي وأريحك مني "
أكتفت بالبكاء الذي لا يزداد إلا حدة أبعدت يداي وخللت أصابعهما في شعري وقلت
" حور توقفي عن البكاء أو .... "
لم أكمل جملتي ولم يسمح لي قلبي أو عقلي أو جوارحي بإكمالها فرفعت يداي من رأسي وأمسكتها
وحضنتها بقوة وقلت " أقسم أنني أحبك وأنك كل حياتي ولن أسمح لأحد بأن يقترب منك فإما أن
أقتله أو أموت فأنا وهوا لا يمكن أن نجتمع سويا في الحياة "
ثم مسحت على ظهرها بحنان وقلت " حور سامحيني أرجوك "
ابتعدت عن حضني وخرجت راكضة في بكاء وصمت دون أن ترحمني ولا بكلمة أخذت
هاتفها الذي كان يرن وخرجت من فورها فيبدوا أن زبير جاء لأخذها
زبير
مضى يومين على صهيب ولم يستفيق حتى الآن حالته مستقرة ولكن لا تحسن ولا تقدم ولا
شيء سوى الأجهزة متصلة به من كل جانب الإصابة كانت خطيرة وكادت تودي بحياته وقد
تفعلها في أي وقت والدتي ترافقه هناك فهي أصبحت مثله أحد نزل المستشفى وضغطها مرتفع
جدا وميس معها , حمدا لله أن حور جاءت اليوم فوالدة ميس المسكينة لم تعرف كيف تتصرف
هناك فهي لا تعلم حتى عن أماكن الحاجيات والأدوات ومتعبة والحركة الزائدة تتعبها أكثر
لابد وأنكم تتساءلون عن أحوالي مع جود إنها كما هي عليه لم أتصل بها أبدا ولابد وأنها الآن
غاضبة مني حد الجنون وبل تكرهني اعرفها شديدة الحساسية وأنا الآن أتسبب لها بحزن كبير
لكن المفاجأات لم تنتهي بعد وسأعلمها معنى أن تتركني بعدما علقتني بها حد الجنون , آه كم
أنا مشتاق لها لرؤيتها لعيناها لضحكتها وحيائها ولكل شيء فيها تلك النسيم الهادئ ألماستي الحبيبة
وأمسك نفسي بصعوبة عن محادثتها فقط لأني أعلم أنها غاضبة مني الآن وإلا ما كنت لأصبر أبدا
فما أن تتحسن حالة صهيب سأتحدث مع بحر مجددا في الأمر
وصلت القصر واتصلت بحور لتخرج فأنا مستعجل وعليا العودة للمستشفى حالا ولكنها لم تجب
فكرت في النزول فرأيتها تخرج مسرعة ودموعها تنسكب من عينيها نزلت توجهت ناحيتها حضنتها
وقلت " سيارة بحر هنا هل تشاحنتما مجددا يا غبيان "
قالت ببكاء " خذني من هنا "
فتحت لها باب السيارة ركبت وأوصلتها في صمت تام منها رغم كل محاولاتي للتحدث معها
فاحترمت رغبتها تلك وسكتت
ليان
لقد اتصل بي أديم ليخبرني أنه لن يحظر لاصطحابي بسبب دخول صهيب للمستشفى وحتى
والدتهم أصبحت هناك حال هذه العائلة في إطراب دائم
" خالة ليان هل امسكها "
قلت بابتسامة " لا يمكن حبيبتي هي صغيرة وأنتي كذلك وستقع منك "
قالت برجاء " قليلا فقط أنا أحبها "
خرجت حياة من المطبخ وقالت ضاحكة
" سيحرمنا والدها من رؤيتها حينها هيا ابتعدي عنها يا مروى"
ضحكت وقلت " آخر وصياه لي كانت لا تدعي الأطفال يحملونها , تصوري أنه يضع
شروطا حتى لأخوته في طرق حملهم لها "
قالت بابتسامة وهي تجلس " لم أرى أبا هكذا أبدا "
نظرت لميسم وقلت " لقد كان يتمنى أن تكون فتاة منذ أول يوم سمع فيه بحملي بل كان يقول
سأضربك إن كان ولدا "
ثم تنهدت بحزن فقالت " ليان ما بك هل هنالك مشاكل تواجهك مع زوجك "
نظرت لها بتشتت وقلت " لا أعلم يا صديقتي أشعر أنني غير مرتاحة وفي مكان وعالم ليس لي
أريده كما عرفته سابقا , فقط ذلك ما أريد لا مال ولا جاه ولا أي شيء "
قالت بهدوء " ليان هذه الأفكار ستفسد عليك حياتك لو كان هوا مكان شقيقه الآن لا قدر الله
لكنت شعرت بشيء مختلف وكانت أقصى أمنياتك أن يرجع سالما ولا شيء آخر "
فكرت لو أنه هوا المصاب ويتعلق مصيره بين الحياة والموت ما سأفعله بالثروة ولا حتى
بثروتي الجديدة ولا حتى بذكرياتنا القديمة سيضيع فقط وبكل سهولة نزلت من عينيا دمعة
مسحتها وقلت " لا يمكنني تصور ذلك أبدا "
قالت " هل فهمتي الآن معنى ما أقول الإنسان يا ليان بطبعة ملول إن كانت لديه السعادة بحت
عن التعاسة إن كان في الصيف قال ما أجمل برد الشتاء وإن كان في الشتاء قال ما أجمل الصحة
والنشاط في الصيف ولا يرسى على حال حتى يفسد على نفسه فحاذري أن تدمري حياتك وتبقي
دون وسيم ولا أديم فلو عدت أنتي وهوا كالسابق لقلتي لو فقط يتكلم ويبوح لي بما في قلبه لو أنني
اسمع صوته يوما لو أنني أرى عائلته وعائلة ابنتي ولن يعجبك حالك حينها "
قلت بعد صمت " أجل تمنيت ذلك قديما "
قالت بهدوء " الزوج المحب لم يعد موجودا بكثرة هذه الأيام فمن تحظى به ليس عليها أن تدعه
لغيرها ومهما كان الرجل يحب المرأة فإن سوء وجفاف المعاملة منها تجعله ينفر ويبتعد ويبحث
عما ينقصها في غيرها فلا تعطي زوجك لمن لا تستحقه "
ثم وقفت وعادت للمطبخ وتركتني مع حيرتي وأفكاري وكل كلماتها كانت تدور في
راسي كالشريط أمسكت هاتفي وأرسلت له
( أحبك أديم واشتاق لك وأحتاج إليك )
وما هي إلا لحظات واتصل بي قائلا " لا تجعليني أتهور وأسافر لك حالا "
قلت بدمعة غلبتني نزولا وصوت حزين
" لست غاضب من تصرفاتي أليس كذلك "
قال بهدوء " لا ولكني عاتب عليك كثيرا حبيبتي "
قلت بهمس " أحبك أديم "
قال " ماذا لا أسمعك ماذا تريدي قوله ارفعي صوتك "
ضحكت وقلت " كاذب "
قال " ما أسعدني بمن لم يملكها رجل غيري في الوجود قوليها مجددا هيا "
قلت بهمس " أديم حفيدة حياة بالمقربة مني سنتسبب بانحرافها على صغر "
ضحك وقال " حسننا سأفوتها لك هذه المرة "
قلت " ما هوا حال شقيقك ووالدتك "
تنهد وقال " هوا على حاله وأمي ضغطها ينزل بصعوبة وبطء "
قلت " أتمنى لهما السلامة طمئني عنهما "
قال " حسننا , أين أصبحت الصغيرة الآن "
ضحكت وقلت " لا تزال هنا "
قال بحدة " حاذري أن يحملوا ميسم يا ليان "
قلت " لا تقلق فالقوانين سارية المفعول وبقوة "
قال بهدوء " جيد هكذا أفضل وداعا الآن حبيبتي "
قلت بهدوء " وداعا "
يتبع ........??????