أشباه الظلال

رد: أنا من خذلت نفسي

تتمة الجزء الثاني والأربعون +الجزء الثالث والأربعون + الجزء الرابع والأربعون ⚘

حكا لي باقي ما حدث حتى آخر مرة تحدث معها فيها فقلت " ولما ترفض التحدث معك "

قال بحزن " لأن بحر وجد اسمي في هاتفها فقالت رنيم أنه يخصها لذلك ضربها غيث فلقد

سمعها تحدث بحر فقررت جود أن تقطع علاقتها بي "

قلت بأسى " مسكينة يا جود "

قال بضيق " هل جود هي المسكينة ماذا عني أنا "

قلت بحزن " بل رنيم المسكينة لقد تحملت ذلك عنها وها هي تعاني حتى الآن جود معها

حق يا زبير فهي رأت نتائج تحدثها معك فقررت ذلك "

قال بضيق " ولكنني أخبرتها بكل شيء عن الوصية حتى أنك شقيقتي ووعدتها أن أتزوج

بها ما أن تنتهي ظروفي وقبل حتى أن اعرف من تكون وهي وعدتني أن تنتظرني "

قلت بهدوء " لما لا تخطبها إذا وتتزوجا جود فتاة رائعة جدا كم أحببتها وأتمنى أن تكون زوجتك "

قال " أخشى أن يغضب بحر من الأمر ويرفض أو أن تكون جود لا تريدني زوجا لأني زبير وقد

حدثت لي مواقف سيئة معها في القصر "

قلت بحماس " إن كانت تحبك فهي ستراك ذاك الشاب صدقني حدثت لأشخاص كثيرين "

قال بفضول " من "

ضحكت وقلت " في الأفلام والمسلسلات "

قال بضيق " حور يبدوا أنك تسخرين مني "

قلت نافية " أبدا يا زبير أقسم أنني لم أقصد ذلك ولكن انظر لنفسك عندما علمت

أنها جود ما شعرت ناحيتها "

تنهد وقال " كدت أقفز أمامها وأحتضنها من فرحتي "

قلت بابتسامة " إذا سيحدث معها ذات الشيء مادامت تحبك "

قال بحيرة " لا أعرف كيف أتصرف ساعديني أنتي "

قلت بحزن " لا يمكنني ذلك وأنت تعلم لما "

قال بهدوء " حور بحر يحبك ستصبين الفتى بالجنون "

نزلت من عينيا دمعتان وقلت بألم " لما لا يفهمني أحد "

توجه ناحيتي جلس بجانبي وحضنني بذراعه وقال

" لما البكاء يا حور دموعك غالية عليا توقفي هيا "

قلت بشهقات متتالية " لقد جرحني يا زبير جرحني كثيرا ووعدني

واخلف مرارا وتركني بلا أسباب "

مسح على شعري وقال بحنان

" حسننا يا حور كما تريدين يا شقيقتي ولن يجبرك أحد على شيء هيا يكفي بكاء "

مسحت دموعي وقلت بابتسامة حزينة

" عندي لك فكرة جميلة ما رأيك "

قال بحماس " هاتي بها فورا وأريحيني "

ضحكت وقلت " عاش العشاق "

قرص خدي وقال " وعاشت أروع شقيقة في الوجود "

شرحت له فكرتي فقال بحيرة " هل سينجح الأمر يا ترى "

قلت " قد ينجح "

قال بأسى "لا اعتقد ذلك قد لا يوافق بحر "

قلت بعد صمت " اشترط عليه أن يفعل ذلك كي تقنعني بالتحدث معه "

نظر لي بصدمة وقال " حقا تفعلينها , لن نقوم بخداعه يا حور "

قلت بحزن

" لن نخدعه ولن أغفر له أبدا سأفعل ذلك من أجلك فقط فلا أريد رؤيتك حزينا أبدا "

ضمني بحب وقال " وهل أراك أنتي حزينة ولا أفعل شيئا "

قلت بهدوء " لا تكترث للأمر يا زبير فقد اعتدت على ذلك "

قال " إذا سأجرب هذه المخاطرة ولو فشلت فويلك مني "

ضحكت وقلت " ولو نجحت "

قال بابتسامة " جلبت لك هدية لم تتخيليها يوما "

قلت بحماس " رائع سوف أدعوا الله كل ليلة أن ينجح الأمر "

قال بضيق " من أجل الهدية "

قلت بابتسامة " بل من أجلك أولا ثم هي بالتأكيد "

ضحك وقال " من يسمعك لا يصدق أنك تملكين ثروة "

قلت " مهما كنت ثريا فهدايا من تحبهم لها طعم آخر "

قال وهوا يقف مغادرا " إذا على بركة الله فقد نضرب عصفورين بحجر "

نظرت له بضيق وقلت

" أخبرتك أنني لن أغفر له أبدا فلا تلجأ لهذا الخيار إلا إن رفض مفهوم "

قال " مفهوم "

وقفت وقلت " هل ستغادر يا لي من حمقاء فأنت لم تشرب شيئا "

قال مغادرا وأنا أتبعه " لا تهتمي يا حور هل ستضيفينني كلما أتيت "

قلت بضيق " اللوم ليس علي بل على البقرتان في الأعلى لم تخبرا

الخادمة أن تحضر لابن عمهم شيئا "

قال وهوا يفتح الباب مغادرا

" حور لا تكبري المسألة أنا لم آتي لأشرب أو آكل بلغي سلامي للجميع "

غادر مبتعدا ثم التفت إليا وقال " صحيح كدت أنسى والدتي تريد زيارتك لقد طلبت مني

ذلك مرارا ولكني كنت منشغلا وآتي إلى هنا من الشركة مباشرة "

قلت بابتسامة " وأنا مشتاقة لها كثيرا أحضرها وميس ووالدتها في أقرب وقت "

قال مغادرا وهوا يلوح بيده " حسننا وداعا الآن "

⚘⚘⚘الجزء الثالث والأربعون⚘⚘⚘

زبير

أنا في حيرة من أمري أخشى أن أحكي لبحر كل شيء فيغضب مني ومنها وهذا ما سيحدث

بالتأكيد وليس لي أي وسيط ليتحدث مع جود التي تغلق هاتفها على الدوام سوى حور وحور

لن ترضى بأن تذهب هناك أبدا وليس لدي طريقة أراها بها لأتحدث معها وما من حل أمامي

سوى مواجهة الواقع والتحدث مع بحر

فكرت أن أخطبها منه دون إعلامه الحقيقة ولكنها قد ترفض فهي قالت أنها عند وعدها لي

دخلت القصر فوجدت ليان وأديم ووالدتي ووالدة ميس يجلسون معا ألقيت التحية ثم اقتربت

من ليان وقلت " هلا أعطيتني هذه الجميلة لأراها "

ناولتني ميسم فرميت عنها اللفافات وتركتها بلباسها فقط وأمسكتها بكلى يداي من وسطها

ورفعتها لوجهي وقبلتها فقال أديم بضيق

" زبير ماذا تفعل هي لا تزال صغيرة "

قلت بتذمر " وما علاقتك أنت لقد أخذتها من والدتها وهي لا تعترض يالك من شقيق "

قال بحدة " تزوج وأنجب لك طفلا وافعل به ما شئت "

رفعتها للأعلى حد ذراعاي وأنا انظر لها فوقف وأخذها مني بالقوة وقال بغضب

" هل تريد إيقاعها "

نظرت لوالدتي وقلت بضيق

" هل رأيت ما يفعل ابنك يضن انه لا يمكن لأحد غيره الإنجاب "

ضحكت وقالت " هل كنت ترضى لابنتك أن يفعل بها هذا "

قلت مغادرا مكانهم " سوف تندم يا أديم "

قابلت في طريقي بحر خارجا وها قد وجدت ضالتي استوقفته وقلت

" بحر أريدك قليلا لما تغلق هاتفك "

قال برود " ماذا تريد "

وهذا هوا مزاجه منذ تركت حور القصر وقد طلب مني مرارا أن أتحدث معها ولم ينجح الأمر

قلت بضيق " لماذا تعاملني هكذا ما ذنبي أنا "

قال ببرود أكبر " ذنبك أنك شقيقها ولا تريد إقناعها وشقيقي ولم تساعدني في شيء "

وضعت يدي على كتفه وقلت " اقسم أنني فعلت جهدي ولكن ضربتك كانت قاسية عليها , تعال

لدي موضوع مهم أريد التحدث معك فيه وسنجد حلا لمشكلتك "

خرجنا للجلوس في الحديقة تنفست بعمق ثم بدأت بسرد حكايتي له دون ذكر من تكون الفتاة ولم

يخلوا الأمر من بعض المشاهد الحزينة كي يرأف بحالي فكل شيء جائز في الحب والحرب

وبعدما انتهيت قال لي

" وبما يمكنني المساعدة "

تنفست بقوة ثم قلت " الفتاة هي شقيقتك جود "

وقف وقال بصدمة " جود "

وقفت وقلت " مهلك يا بحر فهي لم تخطأ بشيء معي اقسم لك وقد تركتني أيضا وقالت

أنها نادمة وأنها لا تريد خسارة شقيقها أنا من كان السبب منذ البداية يا بحر "

أحسست بالضيق لازال باديا عليه طبع بحر الهدوء والضيق وحده يعني أنه

في أقصى حالات الغضب فقلت

" بحر أقسم أنني أحبها وأريدها زوجة لي شقيقتك ألماسة نادرة لا نقابلها دائما في حياتنا بحر

لا تغضب منها افعل بي ما تشاء ولكن هي تحبك كثيرا وتركتني لأنها لا تريد أن تخسرك "

لاذ بصمت مبهم قاتل فأخرجت آخر أسلحتي وقلت

" إن خدمتني في هذا اقسم أن تكلمك حور "

نظر لي بصدمة وقال " هل أنت جاد "

قلت " وكل الجد فقط ساعدني في أمر جود "

نظر لي بتشكك فقلت " بحر أنا أريد شقيقتك ولن أتكلم معها حرفا واحدا إلا وهي

زوجتي ولكن علينا الترتيب للأمر "

قال بحيرة " لم افهم "

قلت " هيا أجلس واستمع إلي "

شرحت له الفكرة وهوا يستمع في صمت وعندما انتهيت قال

" كيف تريدني أن افعل هذا بشقيقتي من قال أنها توافق عليك "

قلت بتذمر " هيا يا بحر لا تعقد الأمور فهي تحبني أيضا "

قال بحدة " لا تقل ذلك عن شقيقتي أمامي يالك من وقح "

قلت بلامبالاة " وحور شقيقتي فلما تتحدث عنها أمامي "

قال بعد صمت " هل ستكلمني حور حقا "

قلت " نعم بكل تأكيد ولكن لا أعدك إلا بالكلام أما أن تسامحك فهذا أمر

خارج عن استطاعتي وأنت وشطارتك "

قال بضيق " وها أنت الآن تستطيع إقناعها فلما في السابق لا "

قلت بتشتت " أنت لا تعلم كم عانيت من أجل هذا لا تعتقد أنه حدث في يوم وليلة "

قال بهدوء " متى سأتكلم معها "

ضحكت وقلت " مهلك يا رجل علينا أن نتم الصفقة "

قال " ماذا إن لم ترضى بك جود كيف سنصلح الأمر حينها "

قلت بجدية " أنا من سيصلحه تأكد من ذلك ولن تكون إلا راضيا "

وقف وقال مغادرا " إذا أنا أنتظر أن تفي بوعدك أولا وعليا التأكد من أن جود لن تغضب مني فيما بعد "

تنهدت وقلت " آه حمدا لله , حور لقد خدمتني خدمة العمر فلولا لهفته للتحدث معك لما وافق "

ليان

غادر زبير مستاء من أديم وجلس هوا في ضيق أعاد لف ميسم من جديد فقالت والدته بابتسامة

" بني لا تخف عليها كثيرا هكذا فأنت كنت تصر على حمل زبير رغم أنك كنت في الرابعة

وأنا كنت أعطيك إياه , وغيث كان يلعب به كالدمية "

قال بضيق " إن كنتي أنتي ترضين ذلك لأبنائك فأنا لا أرضاه لابنتي لا أحد منكم يعلم كم

عانيت وهي بعيدة عني وأضنها ميتة "

مر حينها زبير وبحر وهوا يضع يده على كتف شقيقه ترابط أبناء هذه العائلة ببعض شديد جدا

بحر يبدوا شخصا هادئا بغرابة ومستاء بسبب تلك الفاتنة التي حضرت الوصية

" ليان ماذا قررت بشأن نصيبك من الإرث أرى أن تديري حصتك بنفسك فأنتي

محاسبة ماهرة وهذا سيكون سهلا عليك "

كان هذا صوت أديم الذي أعادني من أفكاري وأعاد نظري من أخوته له فقلت

" لا أعلم لم أفكر في الأمر أبدا "

قال " إن أردتي انتقلنا للعيش هناك أو حتى من هنا يمكنك ذلك فالمسافة قريبة لا تتعدى

الساعة وسوف أقتني لك سيارة "

قلت بهدوء " سأفكر بالأمر لاحقا "

نظر لوالدته وقال " أمي علينا جلب خادمات للقصر ومربية أيضا لتساعد ليان على ابنك

أن يقتنع بذلك أو انتقلت لمنزل خاص بي "

" ماذا اسمع هنا "

كان هذا صوت ميس تقف خلفنا واضعة يديها في وسطها بضيق ثم اقتربت وقالت

" أديم هل تكره هذا لزوجتك وكنت ترضاه لنا يالك من أناني "

ضحك وقال " لما لم يفكر بكم أزواجكم "

قالت بضيق " صهيب الأحمق ذاك سأريه "

ضحكت والدته وقالت " كنت أضنك تفعلين ذلك من أجل راحتي وليس مكرهة "

قالت ببرود " ذاك شيء وهذا شيء "

قالت والدته " سأتحدث مع غيث فأنا لا أريد أن يخرج أي منكم من القصر "

بكت ميسم فجأة فقالت والدتهم ضاحكة " أعطوها لميس إنه تخصصها "

قالت ميس وهي تلوح بيدها أمامنا

" لا لا لا لقد حرمت أن أقترب من ابن ليس ابني أنا أحبها عن بعد وأتمنى أن تسكت حالا "

ضحكنا جميعنا فدخل حينها صهيب قائلا " جيد أنك قلتي هذا وإلا غضبت منك "

نظرت للجانب الأخر بضيق وقالت " ليس من أجلك بل من اجل نفسي "

أقترب منها وقال " حبيبتي لما كل هذا الغضب لقد كانت مجرد مزحة "

قالت بضيق " طلقني حالا أريد الزواج بآخر "

قال بصدمة " تتزوجين بآخر "

قالت " نعم ألست تريد الزواج بأخرى أنا أيضا أريد ذلك "

لف يده حول خصرها وهمس لها في أذنها بكلمات فأبعدت يده

وغادرت مستاءة فقالت والدته بضيق

" صهيب ألن تتوقفا عن الشجار كالأطفال إن كانت ميس طفلة فأنت لست كذلك "

قال ببرود " عليها أن تضع عقلها من عقلي أو أضع عقلي من عقلها "

قالت " أنت تعرف أنها سريعة الغضب لذلك تتعمد استفزازها فأرفق بابنة عمك بني "

أخذ ميسم مني رفعها بين يديه وقال " يا لا هذه الجميلة "

قال أديم بحدة " إن كنت سترمي بلفافتها وترفعها للأعلى كشقيقك فأنا أحذرك مما ستلقى مني "

قال بابتسامة " كنت أفكر في مرجحتها في الهواء "

قال أديم بصدمة " ماذا !!! هات ابنتي هيا قال يمرجحها قال "

قال صهيب بضيق " وماذا في الأمر أنا افعل ذلك بأبناء أصدقائي دائما "

أخذها منه وقال " عندما يكون لديك ابن فعلقه في المروحة وطر أنت وهوا , ابنتي لا أحد

يفعل لها هذه الأشياء فهمتم , اذهب هيا وابحث عن زوجتك قبل أن تجد لها عريسا آخر "

قال مغادرا " حسننا سأذهب لإرضائها "

نظر لي أديم وقال " ليان تعالي لأريك ما جلبت لميسم "

قلت بضيق " أديم يكفي هذا فلن يتسع القصر لما تحضره لها وزد عليه ما يجلبه أخوتك كلما

سافروا , هي لن تستطيع ارتداء كل تلك الملابس لأنها ستكبر بسرعة وكل هذه الألعاب المكومة

لا تستطيع اللعب بها "

وقف وامسكني من يدي ويمسك ميسم بيده الأخرى وأخذنا معه متوجها للسلالم قائلا

" لن أحرمكما من شيء ما دمت حيا "

وصلنا للأعلى وضعها في مهدها وأمسك وجهي وقال

" ليان ما بك حبيبتي أراك غير سعيدة "

تنهدت وقلت " لا أستطيع الانسجام مع هذا العالم هوا ليس لي ولم أحبه يوما "

قال بهدوء " هل ضايقك أحدهم بشيء "

قلت نافية " لا أبدا هم يعاملونني معاملة طيبة ولكن ..... "

نزلت من عينيا دموع فحضنني وقال " ليان ما هذه الدموع ما بك حبيبتي "

قلت وأنا أشد بيدي على ثيابه بقوة " أريد وسيم ومنزلنا وعمي وأيامنا تلك لا أريد هذا كله "

تنهد وقال ماسحا على ظهري " ليان ما هذا الذي تقولينه أنا وسيم الذي عرفته لم يتغير إلا

أنه أصبح له لسانا طويلا لا يسكت "

قالت ببكاء " ضع نفسك مكاني تحب شخصا ثم تكتشف أنه شخص آخر , لن يستوعب عقلك ذلك "

قال بهدوء " وما تريدين أن أفعل هل نعود لمنزلنا وأتوقف مجددا عن الكلام هل ترضي

أن أترك عائلتي وثروتنا ومستقبل أبنائنا ليان حبيبتي ستعتادين الوضع ضننت حبك لي

سيجعلك تتخطين الأمر بسهولة ولكن ضني لم يكن بمحله "

قلت " اقسم أنني أحبك ولكنني لم أستطع مهما حاولت "

قال " هل نخرج لمنزل بمفردنا ما رأيك "

ابتعدت عن حضنه وقلت ماسحة لدموعي " لا لن أحرم والدتك منك أبدا "

قال وهوا يمسح بقايا الدموع عن خداي

" سنقوم بزيارتها دائما إن كان ذلك سيريحك نفعله فورا "

هززت راسي بالنفي في صمت قبلني على شفتاي وقال مبتسما

" ما رأيك لو سافرنا قليلا "

قلت بابتسامة " من أجلك أوافق "

حضنني وقال " ما أسعدني بك وإن كنتي تكرهين الأغنياء , أقسم أن أجعلك الأسعد دوما "

قلت بهدوء " خدني لزيارة حياة وشروق هذا فقط ما أريد "

ضحك وقال " أمرك مولاتي "

بحر

لا أصدق أن جود تفعل ذلك ولكني لا ألومها فهي عاشت الهم والحرمان , والحب شيء

لا يمكن للإنسان التغلب عليه أو منع وقوعه وأنا أكبر مجرب

وها هي حور ترفضني بشدة وتضع كل اللوم علي رغم أني ما قررت ذلك إلا من أجلها

ولكنني لن اسمح لأحد بأخذها مني بعد أن أصبحت حرة أخيرا وسأصنع المستحيل لأفوز

بها , الناس الآن لازالوا واقعين تحت تأثير صدمة أنها شقيقة زبير ولن يخطبها أحد حتى

حين بعدها سوف ينهلون عليها كالذباب وسأقتل كل من يقترب منها , لقد وعدني عمها

أن يتحدث معها في أمر خطبتي لها فإن رفضت فلدي خيار آخر

كنت قد قررت أن ازور إخوتي في الغد ولكن الآن عليا زيارتهم اليوم لقد اشتريت لهم المنزل

الذي يقيمون فيه الآن بعدما طلبت من أخوتي أن يخصموا ثمنه من حصتي حيث أن راتبي

مرتفع جدا ولم يعد والدي يأخذ أغلبه وقد ازداد الآن بعد تقسيم الميراث , كنت أود نقلهم هنا

للعاصمة ليكونوا بقرب قصر العائلة لكنهم رفضوا ذلك وقد وعدتني جود أن تفكر في أمر

الدراسة وها هوا على ما يبدوا ستدرس في العاصمة فلن أتمنى لجود أفضل من أشقائي

ولكن عليا أخذ رأيها أولا

وصلت المنزل ودخلت فوجدتها تجلس بالأسفل وتضرب جهاز التحكم الخاص بالتلفاز

على الأرض فقلت " جود ما بك معه "

وقفت وقالت بسرور " بحر أهذا أنت "

اقتربت منها وقلت " نعم أنا هل لي شبيه ولا اعلم "

ضحكت وقالت " أنا طبعا "

قلت بابتسامة " ما تصنعين بهذا سوف تحطمينه "

قالت بضيق " لقد جن هذا الجهاز إنه يقلب المحطات على مزاجه ومتى أراد ولا يكترث

لضغطي على أزراره "

ضحكت وقلت " اتركيه وسأجلب لك غيره تعالي أجلسي أود التحدث معك "

جلست وجلستُ بجوارها وقلت " جود لا تخجلي مني أود سؤالك عن بعض الأمور "

قالت بحيرة " عن ماذا "

قلت بعد صمت " هل يمكنك التخلي عن شخص أحببته يوما "

نظرت للأرض بحزن وقالت " نعم "

قلت " لماذا "

قالت بذات النظرة والنبرة " كي لا تخسر أشخاص تحبهم فقد تكون مجبرا على تحطيم

قلبك وقلبه لأنه لا خيار أمامك "

إذا كما قال زبير يالك من رائعة يا جود قلت

" جود لقد خطبك أحدهم مني "

قالت بحيرة " من "

قلت " هل توافقي أم لا "

قالت بعد صمت " لا "

هي على الوعد إذا قلت بابتسامة " وإن طلبت منك أنا ذلك "

نظرت للأرض مطولا في صمت ثم قالت

" من أجلك أوافق لكن إن كان الخيار لي فلا "

وقفت وقلت " بل من أجلي "

نظرت للفراغ بحزن وقالت " إذا موافقة "

خرجت وتركتها , سامحيني يا جود فعلت هذا من أجل أن أحضا بفرصة لأتكلم مع حور

ولكني ما كنت لأفعلها قبل أن أتأكد من انك موافقة عليه وتحبينه , اتصلت بزبير فرد على

الفور فقلت ضاحكا " يبدوا أنك تنام في هاتفك "

قال بضيق " قل ما لديك وتوقف عن السخرية "

قلت " أعطني البشارة لأعطيك بشارتك "

قال بسعادة " هل وافقت "

قلت " نعم فدعني أتكلم مع حور أو أفسدت كل شيء "

قال بحزن " هل وافقت حقا دون أن تعلم من أكون "

قلت " نعم وقالت أنها لا توافق إلا إن كنت أنا من يريد ذلك "

قال بسرور " إذا هي لم تخل بالوعد "

قلت " نعم "

قال " إذا اتفقنا "

قلت " ومتى سأكلمها "

ضحك وقال " اقسم لو طلبت سنين من عمرك ثمنا لذلك لأعطيتني "

قلت بتذمر " يالك من مزعج "

قال " مقبولة منك يا شقيقي وصهري "

ثم ضحك وقال " حل لي هذا اللغز إن تزوجت أنا جود وأنت حور فسأكون أزوجك

شقيقتي وتزوجني شقيقتك ونحن شقيقان هههههه "

قلت " زوجني حور ولا يهمني أي لغز من هذا "

قال " وداعا الآن "

قلت باندفاع " هيه أي وداعا هذا هل كنت تخدعني "

قال " أبدا لا أخدعك ولكن عليا التحدث معها أولا انتظر مكالمتي حسننا "

قلت بنفاذ صبر " حسننا ولكن لا تتأخر أعرفك ستفعلها عمدا "

ضحك وقال " لا تخف وداعا يا بحر "

وبقيت طوال ذاك اليوم انتظر على أحر من الجمر ولم يكلمني إلا عند

المساء فأجبت من فوري قائلا " ظننتك مت "

ضحك وقال " ظننتك لا تنام في الهواتف "

قلت بتذمر " قل ما لديك بسرعة "

قال " اتصل بها وستجيب عليك "

قلت بصدمة " أقسم على ذلك "

ضحك وقال " أقسم أنها سلبتك عقلك "

قلت ببرود " قديمة , هيا وداعا الآن فلم يعد لي بك حاجة "

قال " مهلا مهلا لا تخل بالاتفاق يا بحر "

قلت بضحكة " سأفكر في الأمر "

أغلقت الخط واتصلت من فوري بحور وأنا غير مصدق أنها وافقت أخيرا على

مجرد التحدت معي أجابت بعد حين فقلت بهدوء

" حور لما تفعلين هذا بي "

بدأت بالبكاء من فورها وقالت

" أنا من عليه قول ذلك لما فعلت كل ما فعلت بي أنت لم تحبني يوما يا بحر "

قلت مباشرة " أقسم أنني احبك يا حور بل أعشقك بجنون ولا يمكنني العيش بدونك أبدا "

قالت " كاذب كنت ستسافر وتعيش بدوني كما فعلت سابقا لن أصدقك يا بحر مهما قلت "

قلت " حور لا تحكمي عليا ظلما اقسم أنني أردت فعل ذلك من أجلك "

قالت ببكاء أشد " من أجلي ترحل وتتركني من أجلي تعدني ولا تفي بوعودك "

قلت برجاء " حور توقفي عن البكاء أرجوك أنتي تعذبينني فوق عذابي إن كنتي لا تعلمين "

قالت بأسى " لو انك سألتني لما وافقتك على قرارك المجنون الذي لا تفسير له غير أنك لم تحبني يوما "

قلت بهدوء " حور قسما بـ..... "

قاطعتني قائلة بحزن " لقد خذلتني يا بحر خذلتني حقا ولن اسمح لك بأن تجرحني مجددا ولولا

إصرار زبير ما تحدثت معك "

ثم أغلقت الخط في وجهي بل وهاتفها أيضا كي لا اتصل بها وتركتني أسوء من ذي قبل

جود

لقد وضعني بحر في خيار صعب سيحطم به كل أحلامي الجميلة فلا استطيع رفض من

وافق هوا عليه لا يمكنني ذلك فيكفي ما فعلته حتى الآن , رغم أني لازلت أقرأ رسائله لي

كل ليلة وابكي بعد ذلك كثيرا فتحت هاتفي وأرسلت له الرسالة الأخيرة وكتبت فيها

( لم أفكر يوما في أن اخلف بوعدي لك ولكني أمام خيار صعب للزواج بأحدهم فإن كنت تريدني

فهذا عنوان منزلي أو لا تلمني على شيء خارج استطاعتي فإما أن تأتي أو حررني من وعدي )

أرسل بعدها على الفور ( أتمنى لك السعادة )

أغلقت هاتفي وبكيت بشدة ومرارة هذه نتائج أخطائي فهوا لم يحبني يوما وكما قالت

رنيم كان يكذب علي , فتحته من جديد واتصلت ببحر فأجاب قائلا

" نعم يا جود "

قلت بحزن " بحر أنا مقتنعة جدا بمن ستزوجني به وليس فقط لأنك تريده "

قال بحيرة " لماذا ما الذي حدث "

قلت بأسى " لا شيء يا بحر هي الحياة هكذا لا تكون دائما كما نريد وداعا يا شقيقي "

وأغلقت الهاتف من جديد وعدت لبكائي حتى غلبني النوم

صهيب

لقد بدؤوا يرسلون رسائل التهديد لي , إذا وصلنا للمراحل الأخيرة من اللعبة لابد أن

عمي نبيل تلقى مثلها سابقا فهم يهددونني بالنفي عن دولتي وبالخسارة باقي عمري كله

وهذا ما لقي عمي نبيل منهم

كنت في سيارتي عندما وصلتني رسالة من رقم مجهول فيها عنوان معين ذهبت له من

فوري وتفاجأت بأنه محل للملابس النسائية تأكدت من العنوان مرارا وكان هوا نفسه

نزلت ودخلت المحل أنظر بحيرة وخجل من وجودي بمفردي بمثل هذا المكان دون امرأة

نظرت لي البائعة بابتسامة وقالت

" هل أنت صهيب "

نظرت لها بصدمة وقلت " هل تعرفينني "

قالت " نعم أليس هذا العنوان الذي تقصد "

قلت " يبدوا ذلك "

قالت " أدخل حجرة تبديل الملابس فالتنين في انتظارك "

نظرت للحجرة ثم لها بصدمة هل سيأخذونني لزعيمهم مباشرة ولكن ماذا لو لم أرجع

فأنا لم أخبر أحد عن قدومي ولو تراجعت الآن فسيشكون بأمري في المرة القادمة

قالت بنفاذ صبر " ماذا قررت "

توجهت ناحية الغرفة في صمت دخلت وأغلق الباب بعدي آليا ثم نزلت الغرفة للأسفل

وكأنها مصعد كهربائي وصلت للأسفل بتوقفه ثم فُتح الباب أدخلت يدي في جيبي وشغلت

لاقط الصوت وآلة التصوير الصغيرة المثبتة في ثيابي كانت تعمل لتصوير كل شيء وهذا

من احتياطاتي مؤخرا , خرجت فوجدت رجالا كثر في مكان أشبه ما يكون بالقبو الواسع

كان الرجال ملثمين جميعهم اقترب أحدهم مني وقال

" اتبعني "

سرت خلفه ووصلنا لحجرة مضاءة بقوة وتفوح منها رائحة كريهة لا تبدوا سجائر وكأنها نوع

من الحشيش دخلت وخرج الرجل من فوره كان ثمة مكتب موجود ورجل يجلس عليه موليا

ظهره لي فقلت " هل أنت التنين "

دار بالكرسي فقلت بصدمة " عمــ ... عمي جسار "

قال " نعم ولن نجتمع أنا أو أنت في هذه الحياة بعد الآن "

قلت بصدمة " لذلك إذا أبعدت عمي نبيل هل اكتشف أمرك "

ضحك وقال " المغفل جاء يسدي إليا بنصائحه ويقول لأنني شقيقه سيسكت عن

الأمر إن أنا أوقفت تجارتي "

قلت بغيض " هذه ليست تجارة إنها جريمة "

وقف وقال بغضب " وهل كنت تظن أن ما كان يعطينا إياه جدك يكفي شيئا "

قلت بحدة " لكنه اقتسم عليكم تركته فيما بعد "

ضحك وقال " لقد خسرتها في أول جولة "

قلت بصدمة " تقامر "

قال " مادمت ستموت فلا بأس أن تعلم , لقد خسرت مالي بينما ازدهرت تجارة والدك

وتفوق علينا كعادته لذلك تعمقت في تجارتي أكثر حتى صرت زعيمها كنت سأدمره أيضا

لولا أن الموت كان أقرب إليا منه لأنه كان يهددني آخر أيامه "

قلت بصدمة " يهددك !!! هل علم بكل هذا "

قال بسخرية " نعم وجاء كشقيقه يسمعني محاضرات عن الشرف والوطن وتخاريف فارغة "

هززت راسي غير مصدق وقلت " وكأنني في حلم "

ضحك وقال " لم يبدأ الحلم بعد "

سمعنا حينها صوت إطلاق الرصاص من كل مكان وركض وصراخ رجال هممت بالخروج

مسرعا حين استوقفني صوت عمي جسار قائلا

" توقف وإلا .... "

التفتت إليه وكان يحمل مسدسا في يده يصوبه نحوي وقال بصراخ

" يجب أن يموت السر معك يجب أن يموت سر نبيل هنا "
قلت بغضب " سره فقط وباقي جرائمك "

قال " كلها تبقى ذاك لا "

قلت " إذا لم يكن اكتشافه لك السبب الوحيد "

قال بغضب " بلى فقد سرق مني كل شيء حتى حوراء "

قلت بحيرة " من حوراء "

قال " ابنة عمي التي أحببتها كل حياتي جاءت لتقول لي بكل صراحة أنها تحبه هوا

ولا تريدني بل تريد نبيل الوسيم الفارس المغوار سارق قلوب الفتيات لذلك كان عليها

أن تخسره أيضا وأن ترى أي الأنواع الرديئة يكون مختلس الأموال خريج السجون "

قلت وأنا أحاول تغيير مكاني ببطء لأخرج من الباب

" لذلك إذا لم تقتله ولكن ما الذي استفدت بما فعلت "

قال " أن لا تأخذ كلينا لا أنا ولا هوا "

كثر صوت الرصاص فحاولت فتح الباب ولم اشعر إلا بالدماء تنزل من جسدي

⚘⚘⚘الجزء الرابع والأربعون⚘⚘⚘

غيث

وكلت المحامي عارف ليرفع قضية مضادة لقضيتهم لأنهم يجبرونها على تركي فقد

يطلب القاضي تحكيم رأيها هي في الأمر فاتصل بي اليوم ليخبرني أن هاشم أخذ

له شهودا من المستشفى على تعرضها للضرب يوم ولادتها ولكن كيف علم إن كانت

رنيم لم تخبر أحدا لابد وانه شك في الأمر من اتصالي بهم حين ولادتها وطلبي منه

أخذها من هنا يبدوا أنه يوكل محاميا شاطرا ليفكر بهذه الطريق

هذا الخبر زلزلني فقد صرت أرى رنيم وابني يصبحان كالحلم فسافرت من فوري لهم

دون تفكير وصلت منزل رنيم ونزلت طرقت الباب بقوة ففتحت لي والدتها كما كنت

أتوقع ونظرت لي بحيرة وقالت

" مرحبا غيـ .... "

انطلقت للداخل مقاطعا لها دون رد ووقفت تحت السلالم وصرخت بكل صوتي

" رنييييييم انزلي الآن أو صعدت لك للأعلى "

أمسكتني والدتها من ذراعي وقالت " غيث ما بك تتصرف هكذا كالمجرمين "

قلت بغضب " أريد زوجتي الآن ولن أسمح لكم بأن تطلقوها مني ليتزوجها ابن خالتها "

قالت بصدمة " ومن قال ذلك "

قلت " هوا قاله ووالده لم ينكره إن لم تنزل الآن صعدت بنفسي لأخذها "

قالت بضيق " ليس بهذه الطريقة يكون حل المشكلات يا غيث "

قلت بغضب " وكيف إذا وأنتم تقفون وتتفرجون عليه وهوا يأخذها مني "

قالت بهدوء " غيث دعني أنا أتصرف في الأمر وإن لم أنجح افعل ما تريد "

قلت بحدة " عليا رؤيتها الآن ولن ارجع دون ذلك "

قالت بغضب " قلت لك سأتصرف في الأمر فرؤيتها لن تنفعك في شيء "

قلت بضيق " إذا اجلبي لي ابني لأراه "

صعدت وبعد مدة عادت تحمل شامخ أخذته منها حضنته وقبلته ثم جلست به فجلست بجانبي وقالت

" ماذا حدث بينكما أخبرني "

تنهدت بضيق ثم حكيت لها ما حدث فقالت بصدمة " ضربتها يا غيث "

ها قد ساءت الأمور أكثر قلت بهدوء

" لقد كانت ساعة غضب وأي رجل في مكاني ما كان ليفعل اقل من ذلك حتى عمها ذاك "

قالت بحدة " هذا لا يبرر لك ضربها ومن ثم طردتها من حياتك كنت فعلت الأخرى مباشرة "

قلت برجاء " أقسم أنه خطأ ولن يتكرر وأنا مستعد لتنفيذ كل شروطك وشروطها فقط أعيدوها إلي "

قالت بضيق " سأرى "

قلت " لا تقولي سأرى قولي أنك ستفعلين ذلك "

قالت " لا أعدك بشيء ولكنني سأحاول جهدي "

أعطيتها الطفل وقلت مغادرا "

لقد قلتي بنفسك إن لم تنجحي أفعل ما أريد وسوف أحاربهم جميعا ولن يطالها ابنه ولا غيره "

ثم خرجت مستاء وغاضبا كما أتيت وهذه ذي رنيم التي كنت أراها لعنة حلت بي وأنتظر

الفكاك منها صرت اليوم أحارب الهواء كي لا يأخذها مني , من كنت أشعر أنها كارثة

حلت بحياتي أصبحت اليوم لا استطيع عيش هذه الحياة بدونها ما أن ركبت الطائرة حتى

جاءني اتصال من أديم ليخبرني أن صهيب أصيب وحالته خطيرة وها هي المصائب التي

لا تتوقف عن الانهيال علينا وها هي الوصية لازالت لعنتها موجودة رغم اختفائها فأنا

خسرت رنيم وبحر خسر حور وزبير خسر زمرد وها هوا صهيب يصارع الموت

نزلت المطار وتوجهت من فوري للمستشفى حيث كان جميع أخوتي هناك وصلت ركضا وقلت

" ماذا حدث وكيف هي حالته "

نظروا للأرض في حزن وصمت فصرخت بهم " ماذا ..... هل مات قولوا ماذا حدث "

قال بحر بهدوء " هون عليك يا غيث لا ...... "

قلت بصراخ " كيف تركناه يموت كنا نعلم أنه يحارب المجهول ووقفنا نتفرج لقد انشغلنا عنه بأنفسنا "

قال زبير بحدة " وما يدرينا بذلك ثم هوا ..... "

قاطعته بغضب " توقف عن التبرير يا زبير "

خرج حينها طبيب من الحجرة خلفي وركضوا جميعهم نحوه وأنا أنظر لهم في

حيرة فقالوا بصوت واحد " هل هوا بخير "

أزال الكمامة عن وجهه وقال بهدوء " أجرينا له عملية لقد أصابت أحدى الرصاصتين جزءا

من الكبد أحمدوا الله أنهما تخطتا كليته حمدا لله على سلامته حاليا والباقي بين يدي الله "

قلت بصدمة " لم يمت !!! لما لم تخبروني "

قال زبير بضيق " وهل تركت لنا مجالا لأخبارك كلما تكلم أحدنا قاطعته بصراخك "

تهاويت على الكرسي وحمدت الله من قلبي ثم نظرت لهم وقلت

" ماذا حدث من الذي حاول قتله "

نظر كل واحد منهم للجانب الأخر بضيق وصمت فقلت بحدة

" من يا أديم "

قال " عمي جسار "

وقفت من صدمتي وقلت " من عمي .... جســــ جسار "

قال بغيض " نعم وهوا وراء ما حدث لعمي نبيل أيضا ومصائب أخرى أكبر "

قلت " وأين هوا الآن "

قال " أمسكوا به وعصابته "

قلت بصدمة أشد " عصابة "

قال " نعم عصابة غسيل أموال إنه تحت التحقيق الآن ولولا أن ميس أخبرتني سابقا وأخبرت

خيري لكان صهيب الآن في خبر كان فقد كان ينوي قتله ورميه دون رحمة "

عدت للجلوس مصعوقا مما سمعت كيف لكل هذا أن يحدث كيف , عمي جسار لم أتوقع ذلك يوما

رنيم

كنت أغير ثياب شامخ عندما سمعت صراخ غيث في الأسفل كنت أعلم أن الأمور

ستسوء وأنها لن تمر على خير أبدا حتى دخلت عليا والدتي وقالت أنها ستأخذ شامخ

له فحضنته بقوة وقلت " لا لن يأخذه مني "

ثم قلت ببكاء " أمي لا تدعيه يأخذه أرجوك فسأموت حينها "

قالت بهدوء " ما بك يا ابنتي لا تقلقي فهوا يريد رؤيته فقط "

قلت بتشكك " متأكدة "

قالت " لقد قال ذلك بنفسه وما كان ليحضره لك لو كان سيأخذه "

أعطيتها إياه وعيناي تتبعانهما وكل ما أخشاه أن لا أراه ثانيتا وأن يستخدمه غيث للضغط

على الجميع بعد وقت قصير عادت به فأخذته منها بسرعة وحضنته وقبلته وقلت

" حمدا لله كنت سأنزل بنفسي لو تأخرت به قليلا "

قالت " لو علم غيث لفعلها لتنزلي "

نظرت لها فوجدتها تنظر إليا بنظرة غريبة لم افهمها ثم قالت

" رنيم لما لم تخبريني أنه ضربك "

نظرت للأرض في صمت فقالت " ولا حتى ما حدث يومها .... لماذا "

لذت بالصمت فقالت بجدية " لأنك تحبينه أليس كذلك "

نزلت الدموع من عينيا مباشرة وقلت

" وفيما يجدي قولي لذلك لقد حدث ما حدث وانتهى "

قالت بحدة " لا يحق له ضربك تحت أي ظرف كان , سأتحدث مع هاشم وستعودين إليه "

نظرت لها بصدمة فقالت " غيث لن يسكت عن الأمر خصوصا أن أدهم أخبره أنه سيتزوجك

ما أن تتحرري منه وسندخل في مشكلات لسنا ندا لها ولقد رأينا جميعا ما فعله بطالبي الثأر ولكن

إن تكرر الأمر فأنا من سيمنعه عنك وإن تكتمتِ ثانيتا عنه فلست ابنتي ولا أعرفك "

وخرجت وتركتني دون أي رد مني ولم تنتظر لتسمع مني شيئا

بعد ساعات جاءت لتخبرني أن عمي هاشم في الأسفل لن يمر هذا اليوم على خير أبدا أخذت ابني

ونزلت ألقيت التحية ثم جلست وجلس هوا ووالدتي فقالت

" هاشم علينا إرجاع رنيم لزوجها هذا هوا الرأي السليم "

قال بحدة " وهل تعلمي أنه ضربها "

قالت بهدوء " أعلم وأعلم السبب الذي لا تعلمه فرنيم شاركت به أيضا وإن كان دون قصد وهوا

جاء مرارا لإرجاعها وقال أنه نادم على فعلته ومستعد لتنفيذ كل شروطنا "

تنهد وقال " أردت أن يتأدب كي لا يكرر فعلته ثانيتا فما كنت لأجبركما مادمتما تريدان ذلك

ولكن لن أسمح له بضربها ولا حتى اهانتها "

قالت " إن تكرر ذلك فأنا من سيتصرف ولن يراها مادمت حيه "

نظر لي وقال " لم أسمع رأيك يا رنيم "

نظرت للأرض في صمت فليس لدي ما أقول فقالت والدتي

" رأي رنيم من رأيي وكلمتي هي النافذة "

قال بضيق " وهل ستجبرينها إن لم تكن موافقة "

قالت " أراك تريد تطليقها منه بأي طريقة "

قال " لم أفهم ما تصبين إليه بكلامك "

تنهدت وقالت " رنيم وغيث بينهما طفل وكل منهما من دولة وما سنفعله سيؤثر فيه فلنكن

حياديين ونفكر في مصلحته كي لا يدفع شامخ ثمن عنادنا ثم غيث ندم على ما فعل ويصر على

إرجاعها وأنت تعلم أن البعض يركضون خلف الرجل ليعيد ابنتهم ولا يحتاج أن أشرح لك أي

المشاكل التي سنواجهها معه وقد يتهور ويأخذ من رنيم ابنها وستكون هي الخاسر الوحيد حينها "

نظر للجانب الأخر بضيق وقال " مادام هذا قراركما فلن أناقشكم فيه ولكن اعلموا أني غير راض

عن هذا وإن تكرر ما حدث فلن يراها حتى يقتلني أولا , هذه المرة كانت درسا له فقط في المرة

القادمة سيكون التنفيذ وحده "

ثم وقف وقال " أعلموني وقت قدومه فلدي ما سأقوله له "

وخرج من فوره وغادر المنزل نظرت إليا والدتي وقالت

" اتصلي به ليأتي متى ناسبه الوقت "

نظرت لها بصدمة وقلت " ولما أنا "

قالت مغادرة " لأنه زوجك طبعا أم نسيتي "

خرجت وبدأ شامخ بالبكاء فوقفت عند الباب وقالت

" ما به ابنك لا يتركك تنامين ليلا ولا نهار "

قلت " لا أعلم لا يبدوا لي يشتكي من شيء "

قالت مغادرة " ابن والده كيف سيكون "

ضحكت من جملتها وتذكرت كم كان يرفس بطني وأنا حامل به ثم صعدت للأعلى

توجهت لغرفتي أمسكت الهاتف الذي أهداه لي ترددت كثيرا ولا أعرف لما ثم فتحته

واتصلت به فأجاب من فوره قائلا

" هل أنا في حلم أم ماذا "

قلت " بل في بلادك طبعا "

قال بقلق " هل أنتم بخير هل شامخ به مكره "

قلت " لا تقلق فجميعنا بخير "

قال بهدوء " هل اتصلت بي سرا "

آه غيث أنت لا تتغير أبدا هل هذا ما تقوله لي بعد كل هذه المدة

تنهدت وقلت " لا طبعا "

قال بصدمة " زوج خالتك يعلم "

قلت " غيث يمكنك المجيء لأخذي "

قال بصدمة أشد " هل أنتي جادة هل آتي لأخذكما "

قلت " نعم متى ناسبك الأمر "

قال بدهشة " وكيف أقتنع هل فعلتها والدتك "

قلت بهدوء " أجل وهي من أصرت أن أتكلم معك "

قال " رنيم تبدين عاتبة عليا جدا "

قلت " كيف خمنت ذلك "

قال بهدوء " من نبرة صوتك "

قلت بحزن " أترك ما في القلب في القلب لا أريد لأبننا أن يتشرد ويعاني "

قال " هل تجبرك والدتك على العودة "

قلت بعد صمت " لا , تعالى إلى هنا وتفهم كل شيء "

قال بحزن " ليس الآن بالتأكيد وإلا لكنت طرت لكم دون طائرة "

قلت بخوف " ماذا هناك يا غيث "

قال " صهيب مصاب وأنا في المستشفى الآن "

قلت بفزع " صهيب ولكن ما به "

قال " أصيب بعيارين ناريين وأجروا له عملية "

قلت بحزن " يا إلهي حمدا لله على سلامته هل علمت والدته "

قال " لا حتى الآن ما أحوجني لوجودك بجانبي يا رنيم لكنت حللت لي المشكلة "

قلت " لن تصدق خطتي بعد الآن , حسننا لن أعطلك أكثر طمئنا عن حالته "

قال " حسننا شكرا لاهتمامك رنيم "

قلت " لا تشكرني هم عائلتي مهما حدث وداعا "

أغلقت الهاتف وتنهدت بحزن أعانكم الله وأعان والدته أتمنى أن يقوم لها ولزوجته سالما

سماح

تصرف أبنائي اليوم لا يعجبني غادروا مسرعين من القصر يتهامسون ووجوههم لا تبشر

بخير غيث مختفي منذ الصباح ترى هل أصابه مكروه أتصل ولا أحد يجيب هم لا يتعلمون

درسا من إخفاء الأمور عني

" خالتي ما بك تجوبين المكان جيئة وذهابا ووجهك مكفهر هكذا هل من مكروه "

قلت بتوتر " لا أعلم يا ميس حركة أبنائي اليوم لم تعجبني قلبي يقول لي أن مكروها أصاب أحدهم "

أمسكت قلبها وقالت بخوف " صهيب "

قلت بفزع " ماذا به صهيب "

ركضت مسرعة للأعلى وأنا أتبعها تناولت هاتفها واتصلت مرارا دون رد فقلت بخوف

" ماذا هناك يا ميس ألا يجيب "

قالت بشرود " لا لم يجب أخشى أن ...... "

أمسكت كتفيها وهززتها بقوة وقلت

" تخشين من ماذا ما الذي تخفيه عني يا ميس "

قالت ببكاء " أنا السبب ... إن حدث له مكروه فبسببي "

ثم أمسكتني من يداي وقالت " خالتي خذوني إليه أين هوا "

قلت بقلة حيلة " وما في يدي أفعله فحالي من حالك "

أمسكت هاتفها واتصلت بأرقام كثيرة ولا يجيب أحد ثم أعادت الاتصال وقالت

" مرحبا حور اعذريني فليس لي غيرك "

ثم قالت ببكاء " لا لسنا بخير "

" لا شيء... بل لا أعلم اتصلي بزبير واسأليه عن صهيب أرجوك "

أغلقت الخط وهي تنظر للأرض بحزن فقلت " ماذا حدث معك "

قالت " طلبت من حور أن تتكلم مع زبير , وحدها وسيلتنا فجود هاتفها مقفل و رنيم لا نعرف

لها رقما وليان ليست هنا وليس لدي رقمها "

رن هاتفها فأجابت من فورها قائلة " نعم يا حور هل ...... "

قالت بحزن " حسننا شكرا لك "

ثم قالت مندفعة " حور حور أتصلي ببحر قد يجيب عليك أفعليها من أجلنا أرجوك "

نظرت لها بصدمة من طلبها هذا فأغلقت الخط منها ونظرت إليا وقالت

" لا حل لدينا غيره "

قلت " اتصلي بوالدة رنيم "

قالت " نعم كيف فآتتني هذه "

اتصلت بها وطلبت منها أن تعطيها رنيم تحدثت معها ثم بدأت دموعها تنزل وشهقاتها

ترتفع ثم أغلقت الهاتف ورمت به على السرير وبدأت بالبكاء حاولت فهم شيء منها

ودون جدوى رن هاتفها فنظرت إليه فكانت حور فأجبت من فوري قائلة

" ماذا هناك يا حور يا ابنتي "

قالت بهدوء " خالتي "

قلت " نعم أنا هي , أريحي قلبي أراحك الله "

قالت بتردد " نعم ولكن أين ميس ما بها لم تجب "

قلت " تحدثت مع رنيم ودخلت في نوبة بكاء ولم أفهم منها شيئا "

قالت بعد صمت " خالتي صهيب مصاب وهوا في المستشفى "

شعرت بالعالم يدور من حولي وبدأت أتهاوى حين أمسكت بي ميس نومتني

على سريرها وخرجت مسرعة

ميس

كنت أعلم أن هذا ما سيحدث بعد تلك الأوراق التي أعطاها لي والكلام الذي قاله , لن

أسامح نفسي لو أصابه مكروه

خرجت من عند خالتي وأرسلت رسالة لأديم وفيها

( لقد علمنا كل شيء رد على اتصالي فوالدتكم متعبة )

اتصل بي من فوره فأجبت بغضب " أليس لكم قلوبا , كيف تفعلون ذلك "

قال بخوف " هل والدتي بخير "

قلت بحدة " لا أرى أن أمرها يهمكم أجل هي ليست بخير ماذا حدث لصهيب يا أديم "

قال " أصيب بعيارين ناريين وقد أجروا له جراحة ونجحت "

قلت ببكاء " من الذي أراد قتله هم أليس كذلك "

قال بهدوء " نعم وقد أمسكتهم الشرطة لقد كانوا يراقبونه والمباحث

تراقبهم حتى عثروا عليهم "

قلت " وما الفائدة التي جنيناها , هل سيموت يا أديم "

قال " لا أعلم حالته حرجة ولا أخفي عليك فحتى الأطباء لم يعطونا أملا ولم

يقطعوه , علينا بالدعاء له فقط "

زاد بكائي ولم اعد أسمع شيئا ثم سمعته يقول

" ميس ما بك كوني قوية كما كنتي دائما من ستساعد والدتي غيرك على الصمود

أنا في طريقي الآن لأخذها للمستشفى ....وداعا "

تهاويت على الكرسي واستمرت عيناي في البكاء فعن أي قوة يتحدث وأنا من أقحمه في ذلك, وصل

أديم بسرعة وأخذ خالتي للمستشفى ورافقتهم لأبقى معها فوالدتي لا يمكنها البقاء هناك لأنها لا تزال

لا تفهم كل منهما الأخرى إلا قليلا وتركنا والدتي وحدها في القصر ولست اعلم كيف ستتصرف

حور

لقد فاجأتني ميس بطلبها وكدت أن ارفض لكن لم يطاوعني قلبي وهي تترجاني وهما

مشغولتان عليه فلم أستطع غير قول كلمة ( سأحاول ) وتمنيت من قلبي أن لا يجيب

على اتصالي فليست لدي القوة لأتحدث معه ثانيتا ولكنه أجاب من فوره قائلا بصوت هادئ

" حور "

قلت من دون مقدمات " اتصلت بي ميس و ..... "

قاطعني قائلا " نعم فهمت الآن لقد طلبت منك هي ذلك "

قلت بعد صمت " هل جميعكم بخير "

لاذ بالصمت فقلت " بحر تحدث "

تنهد وقال " حور ألن ترأفي بحالي "

قلت ببرود " ليس من أجل هذا اتصلت "

قال " أعلم ولكنك لا تعطينني أي مجال "

قلت " إنهم منشغلون عليكم وأنتم كعادتكم لا تردون على اتصالاتهم هل صهيب به مكروه "

تنهد بضيق وقال " صهيب مصاب ونحن الآن في المستشفى هذا كل شيء "

قلت بصدمة " مصاب يا إلهي أتمنى له السلامة "

ثم قلت مباشرة " وداعا الآن وعذرا على الإزعاج "

أغلقت الخط فورا لأغلق أي مجال للحديث اعلم أنني أقسوا عليه ولكن هذا لا شيء أمام ما

رأيته منه بقيت على اتصال بميس وزبير وعلمت منها أن والدتها لوحدها في القصر ويصعب

عليها التصرف وليان في الجنوب ولم يتمكن أديم من إحضارها لذلك وجب عليا الذهاب إليها

حتى تأتي ليان لليوم فقط على الأقل من أجل العائلة التي عاشرتها لعامين ومن أجل ابنهم الذي

هوا شقيقي استأذنت عمي واتصلت بزبير ليأخذني هناك قضيت اليوم اشرف على العاملات

لتنظيف القصر وطهوت الطعام فكنت طوال النهار اركض من هنا إلى هناك كالنحلة ,

وضعت الطعام على الطاولة وغادرت من فوري لحجرة والدة ميس وأكلنا سويا تمنيت من قلبي

أن لا ألتقي بحر وأمنيتي تحققت والحمد لله فقد طلبت من زبير أن يتجنب إخبار أحد فلم يرني سوى

غيث لأنه من استقبل عمال الشركة وأشرف على من في الخارج منهم أما البقية فكلهم منشغلون

فالبعض في المستشفى والآخر ينام ليتناوب عليه

طهوت لهم العشاء مبكرا وطلبت من والدة ميس أن تسكبه وقت قدومهم جميعا لكي أغادر مبكرا

واتصلت بزبير ليأتي لأخذي فقد علمت منه أن غيث سيذهب لجلب رنيم كم أسعدني ذلك وأخيرا

عادت لزوجها والثم شمل عائلتها من جديد

لم أدخل هذا القصر منذ ذهابي من هنا يوم فتح الوصية الثانية أي منذ قرابة الشهرين ولم أرى بحر

خلالها لازلت أعاني ولازال يؤلمني شوقي إليه فهذا يعني أنني لم أشفى بعد ويجب أن يحدث ذلك

مهما طال الوقت كان عليا المغادرة سريعا ولكن ليس كل ما نتمنى ندركه

بحر

كان وقع خبر إصابة صهيب عليا كسقوط جبل فوق قلبي فهوا المفضل لدي من بين رجال

العالم كلهم وإن مات لا سمح الله كنت سأحزن عليه كل العمر كم أتمنى لو أنه بإمكاني أن

أعطيه من سنين عمري ومن حياتي ومن الهواء الذي أتنفسه ليعيش وإن كنت سأموت أنا مكانه

ذاك اليوم مر من أصعب الأيام التي عشتها في عمري اتكأت برأسي على الجدار وحدثت نفسي

(ليث حور تكون بجانبي الآن تساندني وتواسيني تلك القاسية العنيده )

سمعت رنين هاتفي ولم أصدق أن يتحقق حلمي بهذه السهولة وأرى اسمها يتصل بي

حتى نظرت للشاشة فكان ( حوريتي يتصل )

أجبت من فوري ولم اسأل نفسي لما ستتصل أعلم أنها لن تغفر لي بسهولة ولكنني

أبعدت أي سؤال قد يخطر على بالي جانبا حينها فلا وقت للتفسير فلن أحضا بمثل

هذه الفرصة دائما للتحدث معها وأجبت ولكنها لم تعطني أي مجال للحديث ككل مرة

تنهدت بحزن واعدت الهاتف لجيبي فنظر لي زبير وقال " هل هذه كانت حور "

نظرت باتجاهه ثم عدت بنظري للأرض وقلت بهدوء " نعم "

قال بحيرة " غريب لما تتصل بك هل تصالحتما "

ابتسمت بألم وقلت " يبدوا أنك لم تسمع كل المكالمة , ميس اتصلت بها

لتتحدث معي وتعلم ما يجري "

لاذ بالصمت مطولا ثم قال

" لا تيأس يا بحر فحور تحبك , فقط هي مجروحة منك كثيرا "

قلت بحزن " ومن قال أنني يائس فلن أرتاح قبل أن تصير إلي أو أصير للموت "

قال باستغراب " بحر ما هذا الكلام "

قلت بجدية " كما سمعت أقسم لو صارت لغيري لقتلته "

نظر لي بصدمة وقال

" لا تقسم يا بحر فهل تعي معنى ذلك سوف يسجنوك وتتزوج هي بغيره "

قلت ببرود " أخرج من السجن وأقتله أيضا "

قال بهمس " لقد جن هذا الفتى "

نظرت له وقلت بحزم " لن تصير لغيري يا زبير أقسم وأقسم ألف مرة إن وافقت

على غيري فسأختطفها وأهرب بها وأرغمها على الزواج بي "

بقي يحملق بي في صدمة فنظرت للأرض وقلت " لست أمزح في هذا "

لاذ بالصمت وعدت أنا لصمتي عليهم أن يعلموا ولا يلومونني على أي شيء قد أفعله فهوا

لا يعلم كم أحترق من الداخل وكم أموت لهفة وشوق وأحسده كل لحظة على رؤيته لها متى أراد

بعد يومين ونحن نتناول الغداء أحسست الطعام غريبا فمذاقه كبعض الأطباق التي كنت أتذوقها

سابقا لا يبدوا لي أن والدة ميس أعدت هذا هل احضروا الطعام من الخارج يا ترى ولكن غيث

ما كان ليأكل لو كان كذلك , نظرت للجالسان معي غيث وزبير فأديم في المستشفى وقلت

" من أعد الطعام "

نظرا لبعضهما في صمت أو صدمة لا افهم حقا ثم قال زبير

" حور من قامت بإعداده "

لابد أن زبير أحضره من منزل عمها أكملنا طعامنا صعدت لغرفتي استحممت وغيرت

ثيابي وعدت للمستشفى ولكن الأمر لم يركب على رأسي فحتى ترتيب الأطباق على الطاولة

ليس كما فعلت والدة ميس فطريقتهم مختلفة عنا ولم يكن هناك أحد في القصر ولا المطبخ ,

بعد العصر ذهبت من فوري للقصر لأثبت شكوكي أو انفيها دخلت وتوجهت للمطبخ ووجدت

ضالتي هناك حور حوريتي في نفس المكان وغير الزمان والظروف كم التقيت بها هنا وكم

مت واحترقت وأنا أراها أمامي و ليست لي بل لأخي واليوم ها هي أمامي في ذات المكان

والمشهد ولكن ليست لأحد بل لي , لي أنا وحدي ورغما عنها وعن الجميع

نظرنا لبعضنا مطولا ثم قلت بهمس " حور كنت أعلم "

نظرت للأرض تم عبرت أمامي تريد الخروج ولكن مهلا ليس بهذه السهولة وأنا من لم يصدق

أن يجدها أمامه أمسكتها من يدها سحبتها ناحية الجدار وأسندتها عليه وحاصرتها بكلى ذراعاي

مستندا بيداي على الجدار وهي بينهما ووجهها أمام وجهي تماما الوجه الذي فتنني لسنوات

كانت تنظر للأرض وأنا أتنفسها في كل نفس وأتنقل بنظري بين كل تقاسيمها فكسرت الصمت

والتأمل قائلة " بحر ابتعد عني قد يأتي أحد ويرانا لما تفعل هذا "

قلت " لأنه عليك الاستماع إلي دون أن تهربي مني ككل مرة فلا هاتف تغلقيه في وجهي الآن "

قالت " زبير قادم لا أريد أن يرانا هكذا بحر ابتعد أرجوك هذا لا يجوز "

قلت بعتب " وما الذي يجوز أن تعذبينني فوق عذابي أن تحرميني منك هل ذلك يجوز "

رفعت وجهها إليا وقالت بحدة

" أنت من أراد ذلك يا بحر فلا تلقي باللوم علي , هل هذا فقط ما تفلح فيه "

لم أجب بل بقيت أتأمل وجهها في صمت فأشاحت به عني وقالت

" ابتعد ولن أغادر أقسم "

قلت بحزم " لا لن ابتعد "

ثم تابعت " حور أقسم أنني ما فعلت ذلك إلا من أجلك لأني لم أرد لك أن تتعذبي وتتعبي أكثر كان

ذلك أقسى عليا من الموت من أن أحترق حيا وأقسمت على نفسي أن تحرم عليا النساء غيرك ما حييت "

قالت ببكاء " بل تركتني في الماضي وأردت فعل ذلك الآن ولم تكترث لي ولا حتى تسألني , لو

كنت قلت ذلك لي لما وافقتك لأني غبية وأحببتك بشدة وأنت لا تستحق "

قلت بغضب " حور ما الذي تقولينه هل أنا بنظرك لا استحق , لقد كنت أقف أمام جامعتك كل

يوم لأراقبك وأنتي تخرجي دون أن تريني , سنتين وأنا أراك وتتقطع أحشائي ألما وشوقا ثم

اختفيتِ وتركتني كالتائه لتظهري بعدها زوجة لأخي لينتهي بحر أتعس نهاية لم يحلم بها يوما "

قالت ببكاء أشد وهي تنظر لعيناي " لما لم تتحدث معي حينها وبقينا ولو على اتصال بل وكنت

تعلم هنا أنني وزبير كل في حال سبيله ولم تكلف نفسك عناء الانتظار بل خذلتني وكسرتني ولست

تعلم حجم الذي فعلته بي من أسى "

ضربت على صدري بقبضتي وقلت بألم " بل أنتي من لا تعلمي بما كنت أشعر ولم تشعري بالنيران

تأكلني وأنا أراك تذهبين مني ما كان بإمكاني الاحتمال كان عليا أن أرحم نفسي وأريحك مني "

أكتفت بالبكاء الذي لا يزداد إلا حدة أبعدت يداي وخللت أصابعهما في شعري وقلت

" حور توقفي عن البكاء أو .... "

لم أكمل جملتي ولم يسمح لي قلبي أو عقلي أو جوارحي بإكمالها فرفعت يداي من رأسي وأمسكتها

وحضنتها بقوة وقلت " أقسم أنني أحبك وأنك كل حياتي ولن أسمح لأحد بأن يقترب منك فإما أن

أقتله أو أموت فأنا وهوا لا يمكن أن نجتمع سويا في الحياة "

ثم مسحت على ظهرها بحنان وقلت " حور سامحيني أرجوك "

ابتعدت عن حضني وخرجت راكضة في بكاء وصمت دون أن ترحمني ولا بكلمة أخذت

هاتفها الذي كان يرن وخرجت من فورها فيبدوا أن زبير جاء لأخذها

زبير

مضى يومين على صهيب ولم يستفيق حتى الآن حالته مستقرة ولكن لا تحسن ولا تقدم ولا

شيء سوى الأجهزة متصلة به من كل جانب الإصابة كانت خطيرة وكادت تودي بحياته وقد

تفعلها في أي وقت والدتي ترافقه هناك فهي أصبحت مثله أحد نزل المستشفى وضغطها مرتفع

جدا وميس معها , حمدا لله أن حور جاءت اليوم فوالدة ميس المسكينة لم تعرف كيف تتصرف

هناك فهي لا تعلم حتى عن أماكن الحاجيات والأدوات ومتعبة والحركة الزائدة تتعبها أكثر

لابد وأنكم تتساءلون عن أحوالي مع جود إنها كما هي عليه لم أتصل بها أبدا ولابد وأنها الآن

غاضبة مني حد الجنون وبل تكرهني اعرفها شديدة الحساسية وأنا الآن أتسبب لها بحزن كبير

لكن المفاجأات لم تنتهي بعد وسأعلمها معنى أن تتركني بعدما علقتني بها حد الجنون , آه كم

أنا مشتاق لها لرؤيتها لعيناها لضحكتها وحيائها ولكل شيء فيها تلك النسيم الهادئ ألماستي الحبيبة

وأمسك نفسي بصعوبة عن محادثتها فقط لأني أعلم أنها غاضبة مني الآن وإلا ما كنت لأصبر أبدا

فما أن تتحسن حالة صهيب سأتحدث مع بحر مجددا في الأمر

وصلت القصر واتصلت بحور لتخرج فأنا مستعجل وعليا العودة للمستشفى حالا ولكنها لم تجب

فكرت في النزول فرأيتها تخرج مسرعة ودموعها تنسكب من عينيها نزلت توجهت ناحيتها حضنتها

وقلت " سيارة بحر هنا هل تشاحنتما مجددا يا غبيان "

قالت ببكاء " خذني من هنا "

فتحت لها باب السيارة ركبت وأوصلتها في صمت تام منها رغم كل محاولاتي للتحدث معها

فاحترمت رغبتها تلك وسكتت

ليان

لقد اتصل بي أديم ليخبرني أنه لن يحظر لاصطحابي بسبب دخول صهيب للمستشفى وحتى

والدتهم أصبحت هناك حال هذه العائلة في إطراب دائم

" خالة ليان هل امسكها "

قلت بابتسامة " لا يمكن حبيبتي هي صغيرة وأنتي كذلك وستقع منك "

قالت برجاء " قليلا فقط أنا أحبها "

خرجت حياة من المطبخ وقالت ضاحكة

" سيحرمنا والدها من رؤيتها حينها هيا ابتعدي عنها يا مروى"

ضحكت وقلت " آخر وصياه لي كانت لا تدعي الأطفال يحملونها , تصوري أنه يضع

شروطا حتى لأخوته في طرق حملهم لها "

قالت بابتسامة وهي تجلس " لم أرى أبا هكذا أبدا "

نظرت لميسم وقلت " لقد كان يتمنى أن تكون فتاة منذ أول يوم سمع فيه بحملي بل كان يقول

سأضربك إن كان ولدا "

ثم تنهدت بحزن فقالت " ليان ما بك هل هنالك مشاكل تواجهك مع زوجك "

نظرت لها بتشتت وقلت " لا أعلم يا صديقتي أشعر أنني غير مرتاحة وفي مكان وعالم ليس لي

أريده كما عرفته سابقا , فقط ذلك ما أريد لا مال ولا جاه ولا أي شيء "

قالت بهدوء " ليان هذه الأفكار ستفسد عليك حياتك لو كان هوا مكان شقيقه الآن لا قدر الله

لكنت شعرت بشيء مختلف وكانت أقصى أمنياتك أن يرجع سالما ولا شيء آخر "

فكرت لو أنه هوا المصاب ويتعلق مصيره بين الحياة والموت ما سأفعله بالثروة ولا حتى

بثروتي الجديدة ولا حتى بذكرياتنا القديمة سيضيع فقط وبكل سهولة نزلت من عينيا دمعة

مسحتها وقلت " لا يمكنني تصور ذلك أبدا "

قالت " هل فهمتي الآن معنى ما أقول الإنسان يا ليان بطبعة ملول إن كانت لديه السعادة بحت

عن التعاسة إن كان في الصيف قال ما أجمل برد الشتاء وإن كان في الشتاء قال ما أجمل الصحة

والنشاط في الصيف ولا يرسى على حال حتى يفسد على نفسه فحاذري أن تدمري حياتك وتبقي

دون وسيم ولا أديم فلو عدت أنتي وهوا كالسابق لقلتي لو فقط يتكلم ويبوح لي بما في قلبه لو أنني

اسمع صوته يوما لو أنني أرى عائلته وعائلة ابنتي ولن يعجبك حالك حينها "

قلت بعد صمت " أجل تمنيت ذلك قديما "

قالت بهدوء " الزوج المحب لم يعد موجودا بكثرة هذه الأيام فمن تحظى به ليس عليها أن تدعه

لغيرها ومهما كان الرجل يحب المرأة فإن سوء وجفاف المعاملة منها تجعله ينفر ويبتعد ويبحث

عما ينقصها في غيرها فلا تعطي زوجك لمن لا تستحقه "

ثم وقفت وعادت للمطبخ وتركتني مع حيرتي وأفكاري وكل كلماتها كانت تدور في

راسي كالشريط أمسكت هاتفي وأرسلت له

( أحبك أديم واشتاق لك وأحتاج إليك )

وما هي إلا لحظات واتصل بي قائلا " لا تجعليني أتهور وأسافر لك حالا "

قلت بدمعة غلبتني نزولا وصوت حزين

" لست غاضب من تصرفاتي أليس كذلك "

قال بهدوء " لا ولكني عاتب عليك كثيرا حبيبتي "

قلت بهمس " أحبك أديم "

قال " ماذا لا أسمعك ماذا تريدي قوله ارفعي صوتك "

ضحكت وقلت " كاذب "

قال " ما أسعدني بمن لم يملكها رجل غيري في الوجود قوليها مجددا هيا "

قلت بهمس " أديم حفيدة حياة بالمقربة مني سنتسبب بانحرافها على صغر "

ضحك وقال " حسننا سأفوتها لك هذه المرة "

قلت " ما هوا حال شقيقك ووالدتك "

تنهد وقال " هوا على حاله وأمي ضغطها ينزل بصعوبة وبطء "

قلت " أتمنى لهما السلامة طمئني عنهما "

قال " حسننا , أين أصبحت الصغيرة الآن "

ضحكت وقلت " لا تزال هنا "

قال بحدة " حاذري أن يحملوا ميسم يا ليان "

قلت " لا تقلق فالقوانين سارية المفعول وبقوة "

قال بهدوء " جيد هكذا أفضل وداعا الآن حبيبتي "

قلت بهدوء " وداعا "

يتبع ........??????
 
الجزء الخامس والأربعون + الفصل السادس والأربعون

غيث كان عليا الذهاب اليوم لجلب رنيم لقد أخافني اتصالها ذلك اليوم أكثر

مما فاجئني أنا لا اصدق أن يتركها تأتي معي هكذا بسهولة لابد وأن ثمة

مفاجئة تنتظرني منه

عند وصولي وجدت سيارة عمها في الخارج هذا لا يبشر بالخير ولكني لن

أخرج من دونها هذه المرة بعدما علمت منها عن ذلك

طرقت الباب وفتح لي السيد هاشم ودخل من فوره ما يزال ناقما عليا على

ما يبدوا , دخلت ألقيت التحية وكانت رنيم تجلس معهما ترتدي فستانا شتويا أحمر

اللون مخصر وواسع من الأسفل ويصل طوله عند نصف الساق تمسك ابني بين

يديها ما أن رأتني حتى وقفت آه كم اشتقت لك يا رنيم

توجهت ناحيتها أخذت شامخ منها وحضنته وقبلته وجلست به في الطرف الآخر لاذ الجميع

بالصمت فنظرت لهم فتح هاشم فمه ليتكلم فقلت

" أنا مستعد لكل ما تطلبونه مني ولن أغادر إلا بهما "

قال بحزم " ضربك لها يا غيث شيء لا أسامح عليه أبدا وزد عليه رميك لها كقطعة أثاث ولولا

طلب والدتهاما كنت تركتك تأخذها ولو حفيت لقد خذلتني يا غيث ظننتك كوالدك لذلك لم أمانع

زواجكم الغامض "

قلت بضيق " لما تهينني وأنا جئت طالبا رضاكم لقد كان سوء فهم وأي شخص مكاني كان سيفعل ذلك "

قال بحدة " كله إلا الضرب يا غيث كلنا نتشاجر مع زوجاتنا ولكن المهانة ورفع اليد ليس من شيمة الرجال وأنت

عرفتك في مواقف عدة شهما ونزيها "

نظرت للأرض وقلت بهدوء " أنا آسف وأعتذر منكم جميعا "

قال بحزم " ولن يتكرر ذلك "

قلت بجدية " إن تكرر ذلك لكم ما تصنعونه بي "

قال " لن نصنع حينها إلا أنك لن تحلم بها أبدا ولو كان بينكم مئة طفل "

ثم نظر لرنيم وقال " وإن تكتمت عنه ثانيتا سيكون القرار لي حينها لا لك ولا لوالدتك "

ثم وقف وقال موجها كلامه لي " غيث خاف الله في هذه اليتيمة فإن كرهتها فأرجعها فنحن لم نملها ولكن لا تظلمها "

ثم خرج من فوره نظرت رنيم للأرض بصمت وقالت والدتها " اسمع يا بني أنت تعلم كما نعلم أنك ما تزوجتها إلا حفاظا

على ثروة عائلتك لا حبا فيها ولا في نسبنا ولكن هذا لا يعني أن تجعلها موطئا لقدمك أنا من أصر على إرجاعها لك لأني

لا أريد لابنكم أن يظلم أما أمر وصية والدك فما كان يهمني بعد ما أنذلت ابنتي وانهانت نحن نقدر لك وقوفك بجانبنا وقت

شدتنا , وتقديرا لوالدك على ما صنع لنا لسنوات لا أريد مخالفة ما تمناه وليس ما أوصى به ولطالما أخبرني أنه يتمنى رنيم

لأحد أبنائه ولكنه يعي جيدا أنها تريد أن تنهي دراستها وتنجح في المجال الذي طالما حلمت به وأن الزواج آخر همها , غيث

رنيم أمانتك ما دمت حيا فطمئن قلبي عليها كي أموت مطمئنة فليس لي في هذه الدنيا سواها "

قلت بهدوء " أطال الله في عمرك وأبقاك , وتأكدي أنها في عيني وأن ما حدث لن يتكرر , صحيح أنني تزوجتها مكرها ولكني

بالفعل أريدها أن تعود إلي فلم يعد هناك وصية ترغمني فهذه رغبتي حقا "

وقفت وقالت " تعالي معي يا رنيم لنرتب باقي حقابكم حقائبكم وننزلها ‏"

غادرت معها في صمتها ذاته كان هذا اليوم العالمي للتوبيخ ولكن لا بأس من أجل عين نستحمل عيون

رنيم

خرجت خلف والدتي صعدت لغرفتي كانت الحقائب جاهزة فكل ما أرادته الحديث معي اعلم ذلك وقفت وقابلتني وقالت

" رنيم لا تستحملي شيئا من أجل مشاعرك فالرجل إن شعر بضعف المرأة أو أنه ليس لها سند جعلها كالكرة يركلها

كلما مر بها ولا يكترث , أعتقد أنه تعلم الدرس جيدا وهوا يعي أنه إن وصلتي هنا فلن ترجعي معه ولكن إياك أن

تفسدي كل هذا فإن شعر أنك ستتسترين عليه فلن يرحمك "

حضنتها وقلت ببكاء " أمي غيث كان رائعا معي مؤخرا لذلك غفرت له لو كانت حالنا كما كانت عليه في البداية ما

رجعت له لحظة وهوا عانى في حياته كثيرا لذلك تصرف هكذا "

مسحت على ظهري وقالت " ليسعدك الله يا ابنتي "

نظرت لها وقلت " أمي لدي شرط يجب على غيث أن يعلم به "

قالت بحيرة " شرط ماذا "

نظرت للأرض وقلت " أمر سري لا يمكنني إطلاعك عليه ولا أي أحد ولكن عليه الموافقة عليه أولا "

قالت بضيق " وكيف يكون سريا وأنا أكون جزءا فيه "

قلت " فقط تعالي معي ثم أخرجي "

نزلت خلفي وفي عينيها نظرة عدم اقتناع وصلنا عند غيث نظرت لها ثم له وقلت

" غيث أنا لدي شرط أريدك أن تقول أمام والدتي أنك موافق عليه "

قال بحيرة " ما هوا "

قلت " عدني أولا أنك ستوافق عليه "

قال بعد صمت " وإن لم أوافق "

قلت بجدية " لن أرجع معك "

نظر لي مطولا بصمت ثم قال " أعدك , ماذا هناك "

نظرت لوالدتي فأخذت شامخ وقالت

" سأترككما الآن أنا في الخارج "

ثم خرجت فنظرت له ثم للأرض وقلت " غيث لقد زارتني والدتك "

عم صمت غريب فنظرت له فكانت عيناه تنظران لي وستخرجان من الصدمة فتابعت

" وحكت لي كل شيء عن الماضي "

قال بصدمة " والدتي "

قلت " نعم لقد كانت في السجن ولم تمت لا أحد يعلم بذلك ولا حتى والدتي "

شرد بعينيه في الفراغ وكأنه يحاول استيعاب ما سمع فتابعت

" كانت تبكي طالبة مني أن ترى شامخ ولكنه وقتها لم يكن عندي "

نظر لي وقال " قالت ترى شامخ "

قلت " نعم كانت تريد رؤيته لمرة واحدة فقط لقد كانت مريضة كما يبدوا "

نظر للجانب الآخر بغيض وقال " لا لن تراه أبدا "

قلت بحدة " غيث والدتك أخطأت أنا معك في ذلك وقد لمتها وعاتبتها بنفسي ولكن

من منا معصوم من الخطأ "

قال بغضب " ليس ذلك أي خطأ أنتي لم تجربي ما عشته "

قلت " أتعلم ما سبب كل ذلك إنه طلاق والديها والفراغ العاطفي الذي عاشته وعانت

ما عانت عند صغرها لذلك لم أرضى لأبني ذلك لن يتكرر معه نموذج والدتك ومن ثم أنت "

نظر لي بصدمة وقال " أنا "

قلت بحزم " نعم أنت فقد خلف ذلك في نفسك ما خلف وقد عانيت أنا منه الأمرين غيث شرطي أن ترى

والدتك شامخ ولو لمرة واحدة كما طلبت "

نظر لي بصدمة فقلت " من أجلي يا غيث أرجوك أنا أم وجربت شعورها "

نظر للجانب الآخر في صمت طويل فقلت " ماذا قررت "

نظر لي وقال بحدة " أنا لن أراها "

قلت " شامخ فقط فهي تعلم أنك لن ترضى برؤيتها ولا رؤيتها له "

قال بضيق " وأين سنجدها "

قلت " لم تترك لي شيئا يدل عليها ولكن ذلك لن يصعب عليك "

تنهد بضيق وقال " من أجلك فقط بل لأنه شرطك الوحيد لتعودي لي "

قلت " نعم هوا شرطي الوحيد "

تنهد وقال " أغرب ما فيك يا رنيم هوا كتمانك لما تعرفي عن كل الناس مهما كانوا مقربين لك "

ابتسمت بألم وقلت " خصلة سيئة كادت تخسرني ابني للأبد "

قال بهدوء " ابنك فقط "

لذت بالصمت ونظري للأرض فوضع يده على كتفي وأخرجني معه حيث والدتي ودعناها وخرجنا بعدها

وغادرنا المنزل والبلاد ركبنا الطائرة وأنا في صمتي منذ خرجنا أجلس على الأريكة وأنظر للنافدة خلفي بشرود

أمسك بيدي قبلها وقال " رنيم ألازلت غاضبة مني "

سحبت يدي منه ونظرت للأسفل فنزلت مني دمعة مسحتها في صمت ضمني بذراعه وقال

" رنيم حبيبتي أقسم أنني آسف ونادم أيضا "

قلت بحزن " لم أتصور ذلك منك يوما "

قال بعتب " رنيم أنتي لك دور كبير في ذلك أم نسيتي "

ابتعدت عنه ونظرت للنافدة مجددا وقلت بغضب " لا تتحجج "

أمسك يدي مجددا قبلها وقال " صحيح أنني أكرهت على الزواج بك سابقا ولكنك الآن

كل حياتي وما أملك لقد كانت أيامي جوفاء بدونك حتى في وقت غضبي منك , أنتي سعادتي يا رنيم "

اكتفيت بالصمت والنظر للنافذة فقال

" رنيم لقد نفذ مخزوني ولا يوجد لدي غيرها "

ضحكت رغما عني فقال " المغفل بحر لم يعلمني شيئا لهذه المواقف "

نظرت له بصدمة وقلت " بحر كان السبب إذا وأنا أقول كيف أصبحت رجلا آخر فجأة "

حك أذنه بإحراج وقال " لقد فضحت نفسي "

ضحكت كثيرا ثم قلت من بين ضحكاتي " غيث أنت لا أمل فيك أبدا "

قال بتذمر " لا تلوميني فأنا كرهت النساء كل حياتي حتى في التلفاز لم أكن أراهن بسبب

كرهي لهن فمن أين كنت سآتي بذلك "

قلت بنصف عين " لهذا إذا سرقت كلام الممثل "

ضحك وقال " هل كشفتني "

قلت بابتسامة " وكيف لا أكشفك وأنت سرقت الصوت والصورة "

حضنني وقال " أحبك يا رنيم لا أعرف غيرها , الله خلقني هكذا "

قلت بدموع " وحدها تكفيني مادامت من قلبك "

قال " بل من صميم قلبي ولا تتوقعي مني الكثير أنا أفعل أكثر مما أتحدث لا اعلم لما

أنتن النساء غبيات هكذا تعجبكن الكلمات السخيفة ولا تعبرن الأفعال "

ضحكت وقلت " لو لم نكن كذالك ما وجد الرجال من يصدق كذباتهم "

انطلق صياح شامخ حينها مزلزلا الطائرة فضحكت وقلت

" حمدا لله أنها طائرة خاصة لكانوا أنزلونا منها في الجو "

أخذه من جانبي وقال بحدة " خسئوا ينزلوا شامخ ابن غيث هاتي إنه كوالده لا يحب النساء "

نظرت له بضيق وقلت " ولا حتى والدته "

ضحك ثم قبلني على خدي وقال " بل هي وحدها حبيبتي "

قلت بمكر " أخشى أن تتحول لزير نساء على يدي "

ضحك كثيرا ووضعه في كرسيه المخصص ثم قال " لا استبعد ذلك "

نظرت جهة النافذة وقلت بضيق " يالك من خائن "

أمسك وجهي من ذقني وأداره ناحيته وقال

" هل جننت أنا لأفكر بأخرى "

قلت بابتسامة " غيث أبعد يدك فهذه الحركة لها ذكريات سيئة عندي "

ضحك بصوت عالي ثم قال " ما أجمل تلك الأيام "

نظرت له بصدمة فزاد من شده لذقني وقال " تذكرني بالقبلة الأولى في حياتي "

ثم قبلني بعمق فابتعدت عنه بصعوبة وقلت " غيث هل جننت "

قال بصدمة " ولكن ماذا في ذلك "

قلت " ابنك , انظر كيف ينظر إلينا "

نظر له وقال " وتوقف عن البكاء أيضا , يالك من منحرف يبدوا أنه هوا سيكون زير النساء وليس أنا "

ضحكت وقلت " زير نساء خير ألف مرة من عدو لهن "

اقترب ليقبلني مجددا فقلت مبتعدة عنه " غيث ما بك مستعجل هكذا "

قال بتذمر " ولما لا , هل سنقيم وزننا لطفل عمره بضعة أشهر فقط "

قلت بحدة " لن يحدث ذلك أمامه ولو كان عمره يوم واحد "

تأفف وقال " يعني لن احلم بذلك أبدا لأنه يبكي ليلا ونهارا وأنتي ستكونين معه "

ضحكت وقلت " سنجد لذلك حلا "

نظر للجانب الآخر بضيق وقال

" هذي أنتي أيضا جافة ولا تعرفين الرومانسية فلا تلوميني بعد اليوم "

نظرت له بابتسامة وحب أخيرا عدنا لنكون معا دائما ما علمته من والدته غير الكثير من مشاعري اتجاهه فغيث

بحاجة لمن ينسيه كل ألمه ذاك وصلنا وكان سيأخذنا للقصر فاعترضت وطلبت منه أخذي للمستشفى أولا لأرى

والدته وميس سريعا ومن ثم نذهب هناك

ميس

ها أنا ذي أقف ملتصقة بالزجاج الفاصل لغرفة صهيب المكان الوحيد الذي يمكنني

رؤيته من خلاله

صهيب لما لا تفتح عينيك وتراني وتتحدث معي كالسابق ثم نتشاجر ككل مرة , لن

أتوقف عن لوم نفسي لو أصابك مكروه , نزلت من عينيا دمعة مسحتها ثم شعرت بيد

تمسك بكتفي درت للوراء فكانت رنيم ارتميت في حضنها وقلت ببكاء

" رنيم كم اشتقت لك "

مسحت على ظهري وقالت " وأنا أيضا يا صغيرة اشتقت لك كثيرا "

قلت ببكاء أشد " صهيب سيموت ويتركني يا رنيم "

قالت بهمس " من هذه التي تتحدث أليست التي أرته النجوم في النهار لتوافق عليه "

قلت بعبرة " لم يعد الأمر كذلك أبدا , أنا السبب يا رنيم أنا "

أبعدتني عن حضنها وقالت " ميس أعرفك قوية وصلبة دائما وشرسة وعنيفة "

ضربتها على كتفها وقلت بابتسامة حزينة

" توقفي عن سرد عيوب ليست بي "

ضحكت وقالت " تلك عيوبك مهما أنكرتي "

قلت بابتسامة " أنا سعيدة بعودتك حقا "

ثم نظرت جهة غيث وقلت بتساؤل " أين هوا ابني "

ضحكت والتفتت خلفها حيث غيث وأخذت منه شامخ فأخذته منها مباشرة وحضنته بحب فتعلق

بي ضحكت وقلت " لم تنسني إذا لقد كبرت قليلا صغيري الحبيب "

ثم نظرت لهما وقلت " عليكما إنجاب غيره هذا لي "

ضحك غيث وقال " أنتم من عليكم إنجاب واحد لكم ابني لن يأخذه أحد "

تجاهلته وتوجهت نحو الزجاج ورفعت شامخ وقلت

" انظر بني ذلك هوا والدك صحيح أنه كان يغار منك وسبب لنا مشكلات لكنه يحبك وسنجد له حلا "

ضحكا معا وقال غيث " لقد احتكرته لها "

قالت رنيم بهدوء " كيف هي حالته الآن وخالتي "

قلت بحزن وأنا أنظر إليه " لقد أفاق اليوم وحقنوه بالمسكن لأنه كان يتألم كثيرا وخالتي ستخرج اليوم من هنا "

قال غيث " هل أفاق حقا حمدا لله لقد خشينا أن يدخل في غيبوبة سأذهب لرؤية الطبيب أجدكم عند والدتي حسننا "

قالت رنيم " حسننا , ميس هيا خذيني لها لأراها "

ترافقنا لغرفة خالتي وما أن دخلنا حتى استقبلتهم بدموع وسعادة حمدا لله هذه رنيم عادت بقيت حور , ليان

سيجلبها أديم غدا لأن اليوم غيث غير موجود سيلثم شمل العائلة من جديد أخيرا

جاء غيث بعد وقت وخرجناجميعنا من المستشفى راجية من الله أن نخرج قريبا بصهيب

حور

عدت يومها للبيت دموعي تنسكب بغزارة صعدت لغرفتي ارتميت على السرير وبكيت

حتى تعبت فدخلت مرام جلست بجانبي وقالت

" حور ما بك , قابلتي بحر هناك أليس كذلك "

قلت ببكاء " أنا متعبة جدا يا مرام لماذا لا يرحمني لما ألتقي به "

قالت بحزم " حور ما الذي تريدينه بالتحديد لا رجعت له ولا نسيته وارتحتِ "

رن صوت رسالة في هاتفي ففتحتها مرام وقالت

" هذه رسالة منه يا حور "

قلت " لا أريد منه شيئا "

قالت بتجاهل " أنتي حرة ولكنني سوف اقرأها وبصوت عالي أيضا فأنا لا أفهم إلا هكذا

( حور حبيبتي اقسم إن لم تكوني لي فلن أكون لغيرك وإن لم تسامحيني فلن أسامح نفسي أحبك حوريتي ) "

تم تنهدت وقالت بحسرة وهي تظم الهاتف " ما كل هذا يا قلبي سأموت "

جلست وأخذته منها وقلت بحدة " من سمح لك بفتحها يالك من حشرية "

ضحكت وقالت " إنها الغيرة الله أكبر "

قلت بغضب " مرام توقفي عن قول السخافات "

وقفت وقالت " العشاء جاهز وإن لم تنزلي فسيأتي والدي لإنزالك "

وخرجت وتركتني وها قد مرت أيام على ذلك اليوم و قد تحسنت حالة صهيب قليلا والحمد لله وعادت

رنيم كم أشتاق لها ولطفلها ك

نت جالسة فوق الأريكة ضامه لساقاي أشاهد برنامجا وثائقيا وكان الوقت ليلا عندما طرق الباب ودخل

عمي راجي فأنزلت ساقاي اقترب مني وجلس وقال بهدوء ممزوج بالجدية

" حور لقد خطبك بحر مني منذ مدة وهوا يلح عليا كثيرا وصديق لي من عائلة كبيرة ومعروفة رآك معي

وقد حدثني يريد خطبتك أيضا فما تقولين "

قلت وعينيا أرضا " لا أريد أحدا عمي أرجوك أنا لا أريد الارتباط بأحد "

وقف وقال " لن أجبرك على شيء متى غيرتي رأيك أخبريني "

قلت بهدوء" إنه قرار نهائي "

تنهد وقال " كما تشائين سوف أخبرهما بذلك , لقد خلصتني من مشكلة مع بحر فلقد اقسم أمامي إن

أنا أعطيتك لغيره قتله , لقد جن بالتأكيد "

خرج وعدت للبكاء الذي لا يتوقف واستمر ذلك لساعات حتى مر أكثر من نصف الليل ثم سمعت صوتا لمنبه سيارة

يضرب بصوت مرتفع ومرات متتالية تحت منزلنا لم أعر الأمر انتباها حتى طرق أحدهم باب غرفتي ودخلت منه مرام

كالصاروخ وقالت " حور حور إنه بحر في الأسفل "

نظرت لها بصدمة فقالت " هنا تحت نافذتك تماما "

قلت بخوف " مجنون ماذا يفعل وماذا لو رآه والدك "

توجهت مرام مسرعة جهة النافذة أبعدت الستار قليلا ونظرت للخرج ثم قفزت وقالت

" حور تعالي وانظري "

قلت بحدة " مرام أغلقي الستار وغادري فورا "

لم تعرني اهتماما وبدأت تؤشر بيديها إشارات لشخص في الخارج فصرخت بها

" مرام ما الذي تفعلينه "

تركت النافذة وتوجهت ناحيتي وقالت " أتحدث معه هل تمانعي , أنتي لا تريدينه كما تقولين "

قلت بضيق " وأنتي مخطوبة أم نسيتي يا خائنة "

ضحكت وقالت " سأتركه من أجله "

رميتها بالوسادة فتخطتها وقالت ضاحكة " هل كل هذا من أجل بحر "

قلت بضيق " بل من أجل جبير المسكين "

ثم قلت بحدة " ماذا كنتي تقولين له سأقتلك إن لم تعترفي "

ضحكت وقالت " قلت له أنك تحبينه وتبكي لأجله ليل نهار "

ركضت ناحيتها وخنقتها فقالت بضحكات

" توقفي يا حور أمزح أقسم لك "

ابتعدت عنها فقالت " أشار لي أنه يريد التحدث معك أو أن أتحدث معك لم أفهم حاولت أن اشرح له أن والدي

موجود وسيقتله لكنه لن يفهم أو لم يكترث "

ضحكت وقلت " لهذا إذا كنتي تمررين يدك على رقبتك "

ضحكت وقالت " نعم ولا أعلم ما فهمها سأقتلك أم حور ستقتلك هههههه "

عاد الصوت من جديد فقفزت مرام وقالت

" تعالي وانظري ما فعل بالطريق "

قلت بصدمة " ماذا فعل "

قالت " ملئه بالورد ياله من فتى رومانسي وكأنني في فيلم "

أمسكتها وقلت " توقفي عن الجنون سيسمعونك "

عاد الصوت أقوى وأشد فقلت بغضب " سيفضحنا مع عمي والجيران ياله من أحمق "

توجهت لهاتفي فلو شعر به عمي ستكون كارثة لأنه سيغضب كثيرا وأنا أعرفه حين يغضب

اتصلت به فأجاب من فوره قائلا " لم تري شيئا بعد "

قلت بحدة " بحر هل جننت "

قال بهدوء " ومن الذي يحبك ولا يجن , انظري لي من النافذة فورا "

قلت بغضب " لا "

قال بحدة " حور أنا لن أغادر حتى تفعليها فهمتي "

قلت بضيق " بحر ما الذي تريده "

قال بعتب " لي تسألي هذا السؤال , وترفضينني يا حور هل تعتقدي أنني بذلك سأتركك أنتي تحلمين بالتأكيد "

قلت برجاء " بحر غادر قبل أن يراك أحد "

قال بحزم " لا وسأنادي عليك بأعلى صوتي إن لم تنظري لي من النافذة "

رميت الهاتف وقلت بضيق " مجنون "

ثم توجهت للنافذة أبعدت الستار كان واقفا مستندا على سيارته وينظر لنافدة غرفتي وقد ملأ الرصيف والطريق

بالأزهار وأوراقها أخرج شيئا من السيارة ثم فجأة أضاء ذاك الشيء بألوان مختلفة كانت مجموعة كلمات مرتبطة

ببعض وهي ( حور عودي إلي ) وكانت مكتوبة بالإنجليزية غلبتني دموعي فابتعدت عن النافذة قالت مرام

" ما كل هذا الحب سيغمى علي "

ثم توجهت للنافذة وعادت وقالت " لقد غادر ولكنه ترك تلك الكلمات معلقة بالسياج "

نظرت لها بخوف وقلت " تركها هنا "

قالت " نعم وما أن يخرج والدي فسيراها "

قلت " مرام اذهبي وأبعديها "

قالت وهي تهز رأسها نفيا " لا أستطيع إنها معلقة بسياج المنزل المقابل "

شهقت ووضعت يدي على فمي وقلت

" يا إلهي ما سيقوله الجيران عندما يرونها واسمي فيها "

عدت لهاتفي واتصلت به فلم يجب تبا له من عنيد ومتهور اتصلت بزبير فهوا حلي الوحيد وقلت

بغضب ما أن فتح الخط " زبير تحدث مع المجنون شقيقك ليزيل الفضيحة التي علقها "

قال بحيرة " حور ما بك أفزعتني تتصلين في هذا الوقت ضننت أن مكروها أصابكم "

حكيت له ما حدث فضحك كثيرا فقلت بضيق " تضحك يا زبير هل يعجبك هذا "

قال " ياله من عاشق متهور لن يدع شيئا ليفعله صدقيني ولن يستطيع أحد منعه بيدك أنتي وحدك إنهاء كل ذلك "

قلت بحدة " زبير لما لا يوجد لديك غير الحلول الفاشلة "

قال " حسننا حسننا لا تغضبي ماذا عليا أن أفعل الآن "

قلت " أخبره أن يأتي ويزيله أو تعالى أنت "

تنهد وقال " أمري لله لو كانت جود ما خرجت في هذا الوقت لأجلها "

ضحكت وقلت " كاذب لكنت ركضت لها دون سيارة "

ضحك وقال " يالك من شقيقة سأخرج حالا فسيكون عليا إزالة قمامته كل ليلة أعلم ذلك "

لم أفارق النافذة حتى جاء زبير وأزالها , حينها فقط شعرت بالارتياح حمدا لله أن عمي نومه الليلة عميق ولم يسمع كل ذاك الضجيج

⚘⚘⚘الفصل السادس والأربعون ⚘⚘⚘

زمرد" توقفي عن البكاء يا زمرد فهذا لن يجدي في شيء "

قلت ببكاء أشد " كيف يفعل بي والدي هذا كيف يزوجني لذاك العجوز "

قالت " هوا ليس عجوز "

قلت بغضب " وماذا يكون وهوا متزوج من اثنتين "

قالت بحزن " هذا قدرنا وعلينا استحماله "

قلت بأسى " هذا لأنها ليست أنتي "

قالت بحدة " بل دوري سيكون القادم ولن يأتيني أفضل منه "

قلت بغيض " كله بسببه , بسبب ذاك المتوحش صهيب هوا من تسبب بفضيحة ميس تلك بسبب استهتاره

في جلبها منهم ثم تسبب الآن بفضيحة عمي جسار ولم يعد أحد يفكر بخطبتنا لم يفكر سوى بها تزوجها

وطردني لأجلها .... "

قاطعتني بحدة " توقفي عن إلقاء اللوم على الآخرين هوا لم يجبرك على ترك زبير الذي كان يترجاك أن

تنتظريه وها قد أضعته من يدك فأين من كنتي تتحررين من قفصه لأجلهم لما لم يأتي أحد منهم لخطبتك "

قلت ببكاء " علياء دعيني وشأني لا ينقصني توبيخك الآن "

وقفت وقالت مغادرة

"أنتي الوحيدة التي لا يحق لها إلقاء اللوم على أحد أما أنا فهي من ستدفع ثمن أخطاء الآخرين "

وخرجت وتركتني لدموعي وأحزاني , لهذا إذا كان زبير يحاول التكلم معي دائما وهوا متزوج بها كانت

شقيقته وهوا يعلم بذلك لقد حاولت الاتصال به ولم يجب ولا استغرب ذلك منه يبدوا أنه لم يعد يحبني وأن

الله يعاقبني لأجله

صهيب

هل تمنيتم موتي لا لن أموت وأترك لكم الرواية أبدا حمدا لله هذه حقيقة عمي قد

ظهرت أخيرا ولم يعد للناس حديث غير أن عمي نبيل كان بريئا وأن عمي جسار

هوا المذنب الحقيقي , الآن فقط ارتاح بالي ها قد نفذت وصيتك لي يا والدي غير

أنني لم أتمكن من إرجاع حقهم في ورثة جدي

لقد صرنا شغل الناس الشاغل من ميس لأديم لحور وزبير والآن جديد أعمامي ولابد

وأنهم ينتظرون الفضيحة الجديدة للعائلة

اليوم فقط تمكنت من الجلوس على السرير لأن أحد الرصاصتين أصابت جانبي الأيمن

طرق أحدهم الباب فدخلت والدتي ملقية التحية ومبتسمة تتبعها والدة ميس ثم ميسونتي

الحبيبة التي لم أرها منذ أصبت نظرت لي وامتلأت عينيها بالدموع وركضت باتجاهي

وارتمت في حضني فقلت بألم " آآآآه ميس حبيبتي لقد ألمتني "

ولكنها لم تكترث لذلك بل شدت من احتضانها لي وقالت ببكاء

" ما كنت سأسامح نفسي لو حدث لك مكروه كيف تفعل هذا بنفسك يا متهور "

همست لها مبتسما " ميس والدتي ووالدتك هنا أين طار الحياء "

غمرت وجهها في كتفي العاري فلا شيء يغطي جسمي سوى الشاش وقالت ببكاء

" صهيب لا تذهب وتتركني "

مسحت بيدي على رأسها وقلت بصعوبة " ميس أنتي حقا تؤلمينني ابتعدي هيا "

جلست وقالت وهي تمسح دموعها

" لم يتركوني أزرك حتى اليوم يالا قسوة أخوتك كنت سأهرب وآتي لولا أنهم لا يفارقونك أبدا "

ضحكت وقلت " سأريهم كيف يفعلون ذلك "

دخل حينها أديم الذي كان يقف في الخارج وقال بضيق

" كاذب ألست من طلب ذلك منا "

نظرت لي بصدمة وقالت " هل ذلك صحيح "

لقد فضح أمري , قلت بهدوء " ميس لم أرد أن تتعبوا لرؤيتي حتى أتحسن "

وقفت غاضبة وتوجهت جهتهم وأشاحت بنظرها عني وقالت

" لو كنت أعلم بذلك ما أتيت اليوم ولا بعده "

نظرت لأديم بضيق فضحك وقال " لم أقصد بذلك سوءا "

اقتربت والدتي جلست بجانبي وأمسكت يدي وقالت

" حمدا لله على سلامتك بني "

اقتربت والدة ميس وقالت " سلامة حمدا لله "

ضحكنا فنظرت لنا باستغراب فقالت والدتي

" منذ الصباح وأنا أعلمها إياها وقالتها الآن مقلوبة "

ابتسمت وقالت بالانجليزية " حمدا لله على سلامتك بني لقد خفنا عليك كثيرا "

قلت بامتنان " شكرا لاهتمامك الأهم عندي هوا براءة عمي نبيل علكم الآن

تعذروا لنا تقصيرنا في حقكم "

قالت بابتسامة " لم ألمكم يوما لأني لم أكن أعرف حقيقة ما حدث "

نظرت لميس وقلت " ولكن غيرك لم يكن كذلك لذلك وجب علينا الاعتذار "

لم تنظر إليا ولم تجب ولازال الضيق باديا عليها فقلت

" ميس لا تغضبي مني "

قال أديم " لولا أنها أوشت بك ما أنقذنا حياتك وما حدث شيء "

نظرت لها بصدمة وقلت " إذا أنتي وراء حضور الشرطة ذاك الوقت "

قال أديم " لقد أعطتني الأوراق لعلمها أن من وجد ليان صديق لي في المخابرات وأنا سلمتها له

من فوري وبدأنا العمل لقد كانت العصابة تراقبك ونحن نراقبكما معا حتى وجدنا وكرهم أخيرا "

نظرت للأعلى وقلت " إذا لست أنا من أعاد حقكم هي أنتي يا ميس كما أردتي "

قال " بل أنت فما كانت ميس لتصل لما وصلت أنت إليه "

خرجت حينها ميس تمسح دموعها وبقيت في الخارج نظرت لهم وقلت

" هيا أخرجوا وأدخلوا لي زوجتي "

قال أديم بضيق " هل تطردنا علنا هكذا , احترم والدتك وزوجة عمك "

ضحكت وقلت " والدتي لن تغضب مني وزوجة عمي لا تفهم شيئا أنت فقط من أغضبك ذلك "

ضحكت والدتي وقالت " هيا لنخرج فما رضيتم بجلبنا هنا إلا بسبب إصرارها "

قال بضيق " معك حق يالها من شرسة وعنيدة ومزعجة "

قلت بحدة " أديم لا تتحدث هكذا عن زوجتي "

قال متجها نحو الباب وراميا بيده " لا تعلم ما فعلته بنا هذه الطفلة "

خرجت والدتي ووالدتها خلفه كانوا يتناقشون في الخارج ثم دخلت والدتي تسحب ميس من

يدها وخرجت من فورها وأغلقت الباب

وقفت ميس تنظر للأرض بحزن فقلت بهدوء " ميس "

رفعت رأسها ونضرت إلي وجفناها كانا محمرين من البكاء فمددت يدي اليسرى لها بصعوبة وقلت

" تعالي يا ميس "

اقتربت ببطء وجلست بجواري فسحبتها لتتكئ على كتفي وقلت ماسحا على رأسها بحنان

" لا تغضبي مني حبيبتي ما كنت أريد أن أرى دموعك وأنتي ترينني متعبا جدا "

قالت ببكاء " كان سيكون أرحم علي من عدم رؤيتك "

ضحكت وقلت " ماذا كنتي تفعلين لهم "

جلست ومسحت دموعها وقالت بابتسامة " كنت استقبلهم بالصراخ الغاضب وأودعهم به حتى الباب

وخاصمتهم جميعا ولم أكن أكلمهم , متحجرين القلوب حتى يوم أصبت لم يخبرونا وتركونا مشغولين "

مسحت بأصابعي على خدها وقلت

" توقفي عن البكاء ميس هل تعلمي كم بكيتي منذ علمتِ بما كنت أفعل "

ابتسمت وقالت " ما لم أبكه كل سنين حياتي "

ضحكت وقلت " وما هي سنين حياتك "

قالت بضيق واضعة يدها في وسطها " سبعة عشرة سنة ألا تعجبك "

شدتها لحضني برفق وقلت " بلى تعجبني , أخبريني ما هي أخبار شامخ "

قالت ببرود " لا أعلم ولا يهمني "

قبلت رأسها وقلت ضاحكا " كاذبة اعترفي الآن "

دست وجهها في صدري وقالت " أحبه يا صهيب ما عساي أفعل فلم أتعلق بطفل مثله في حياتي "

قلت بهدوء " أتعلمي أن ذكرك لاسمي الآن وحده من أنقذك لكنت دفعتك ثمن كلماتك "

ضحكت وقالت " وجدت سلاحا سريا إذا "

قلت " لكن إن كثر لم يعد له مفعول "

فتحت والدتي حينها الباب فابتعدت ميس ووقفت من فورها فضحكت وقلت

" هل عدنا لنقطة البداية "

قالت والدتي " هيا الزيارة انتهت "

نظرت لي ميس ثم ابتسمت ووضعت يدها على كتفي وقالت بهدوء

" وداعا الآن "

قلت بضيق " وداعا فقط هكذا حاف "

نظرت لي بصدمة ثم ضربتني بقبضتها بسرعة وقالت بهمس

" لما لا تستحي قليلا "

قلت بعبوس " يالك من جافة "

نظرت لي والدتي بمكر ولم تتحرك من مكانها وقالت

" ميس بسرعة سنغادر "

نظرت لها نظرة رجاء فابتسمت وقبلتني على خدي بسرعة وغادرت راكضة كم أحب

هذه الطفلة الشرسة الخجولة رغم كثرة خلافاتنا وشجارنا المستمر

اتكأت برأسي ناظرا للأعلى فانفتح الباب ودخل من لم يزرني أبدا ولم أتوقعه نظرت له

بتشتت ثم أخفضت بصري وقلت

" ظننت أنك لن تزورني أبدا "

اقترب وقال " حمدا لله على السلامة , فكرت أن لا أزورك ولكني لم أستطع "

نظرت له وقلت " هل أنت غاضب مني يا عوف "

قال بابتسامة ألم " بل خجل منك ومن الجميع "

قلت بهدوء " لا ذنب لك فيما حدث "

أشاح بوجهه وقال بضيق " لم أتخيل يوما أن يكون والدي هكذا "

تنهدت وقلت " ليس كل ما نتمناه ونريده نحصل عليه "

قال بأسى " أقسى الصدمات تأتيك من المقربين "

قلت ابتسامة " هيا أجلس وأخبرني عن آخر أخبارك "

جلس على الكرسي وقال بحزن " أنت تعلمها جيدا لقد كرهت الخروج للناس "

قلت بهدوء " أنا آسف يا عوف "

قال بابتسامة حزينة " ولما تعتذر وهوا من كان يريد قتلك دون رحمة "

قلت " سينسى الجميع الحدث وتتعايش مع الواقع فأنت لم تعتمد عليه يوما وكان عملك خاصا بك "

قال " الأمر ليس سهلا ولكن كما قلت سأعتاد على الوضع "

ابتسمت وقلت " وتتزوج معي نفس اليوم أيضا "

قال بضيق " ومن سيزوجني بابنته "

قلت بحدة " ما بك يا عوف سيزوجك من يعرف قيمتك أنت وليس والدك "

نظر لي مطولا ثم قال

" عمي عاصم سيزوج زمرد مرغمة من رجل يكبرها بكثير وله زوجتان أيضا "

قلت بصدمة " ماذا "

قال " هذا ما حدث ولابد أن علياء ستلقى ذات المصير زمرد تستحق وكم نبهت

إساف لتصرفاتها ولم يكترث لي أما علياء فليست مثلها "

قلت بضيق " لما يفعل ذلك ببناته "

قال " أنت تعلم فبعدما قد حدث لميس صرنا حديث الناس والآن ساءت الأمور أكثر "

سكت قليلا ثم قال ناظرا للأرض " سوف أخطب علياء منه "

قلت بصدمة " تخطب علياء "

قال بهدوء " نعم فهي ابنة عمي ولن يرضى بي غيره وهوا سيزوجها من أول طارق "

قلت " ولكنك .... "

قاطعني قائلا " ولكني قلت لا أريدها صحيح ولكن هذا الزواج من أجل مصلحتي ومصلحتها "

قلت بجدية " عوف إن كنت لا تريدها فلا تظلمها معك "

قال " لا لن أظلمها يا صهيب لا تقلق "

قلت بابتسامة " إذا على بركة الله وسيكون زواجنا في يوم واحد رغما عنك "

ابتسم وقال " ولكن حالتك قد تطول "

ضحكت وقلت " تبدوا لي مستعجلا "

ضحك وقال " ليس أكثر منك "

قلت بابتسامة " لو كان الأمر بيدي لكان ذلك منذ شهور "

قال بابتسامة " لقد غلبتك بعنادها تستحق جائزة "

ضحكنا سويا , حمدا لله أن عوف لم يعتب علي لقد افتقدته الأيام الماضية فقد زارني كل

من يعرفني إلا هوا فكرت أن اتصل به ولكني فضلت زيارته بنفسي حين أتعافى تماما

رنيم

منذ عدت للقصر وأحوالي وغيث عادت لسابق عهدها ولم أنسى له ذاك اليوم

بسهولة حتى اعتذر مني عشرات المرات ولقد خرجت للتسوق أكثر من مرة

عمدا مع ميس وحدنا لأتأكد أننا لن نرجع لخط البداية

دخل مبتسما جلس بجواري امسك يدي وقبلها وقال

" وأخيرا هذه اليد فارغة ولا تحمل صفارة الإنذار تلك "

قلت بضيق " غيث بارك الله هل تريد أن تصيب ابني بعينك "

ضحك وقال " كيف أدعوا الله أن يبارك لنا في صراخه "

ابتسمت وقلت بهدوء " غيث هل لي بطلب "

قال مبادلا الابتسامة " واحد فقط قولي عشرة ولك كلها "

قلت بحماس " حقا قل قسما تفعله لي "

قال بتشكك " يبدوا أمرا خطيرا لذلك لن أقسم "

تنهدت بحسرة وقلت " غيث لا تردني خائبة أرجوك "

قبل عيني وقال " لو في استطاعتي وتقبلته نفسي من عيني حبيبتي "

ابتسمت وقلت " لقد مر عامان .... أعني منذ تخرجت والــ .. الصحافة "

هز رأسه نفيا دون كلام فقلت برجاء ممسكة بيده " غيث أرجوك "

هز رأسه رافضا مرة أخرى في صمت فقلت بلوم

" ما تفعله بي ظلم حقيقي "

ثم قلت برجاء " غيث إنه حلمي الذي حلمت به كل حياتي ومنذ طفولتي لا تحرمني منه "

قال بجفاف " ليس كل ما يحلم به المرء يحصل عليه "

قلت بضيق " لماذا لو كان ممكنا "

قال بحدة " رنيم هذا أنا أمامك لم أطمح بشيء وتحصلت عليه "

نظرت له بصمت فقال " حلمت كل طفولتي أن أصبح طيارا ولكني كرهت الدراسة ولم

أكملها وتمنيت منزلا فيه أب وأم أنجباني وسعداء ولم أحصل عليه وتمنيت أيضا أن لا

أرتبط يوما بامرأة ولم يحدث ذلك وها أنتي وابنك في رقبتي "

قلت بغضب " غيث ما تعني بما قلته أخر كلامك "

أمسك وجهي قبلني وقال

" وأنتي أيضا لم تتمني الزواج لتكملي أحلامك وتزوجتني وها قد ربطتك بعنقي إنها الحقيقة "

قلت بأسى " بلى تمنيت حفل زواج ولم أحصل عليه وشهر عسل ولم أحضا ولا بيوم واحد منه

وزوج يسعد بي ما أن يراني وياله من حلم لم يتحقق "

قال بابتسامة " ها قد اعترفتِ بنفسك مضى وقت تحقيق ما فات "

قلت بحزن "لا لم يمضي لا يزال هناك وقت وعمر "

ابتعد عني وقال بحدة " قلت لا يعني لا فأنتي لا تحتاجين للمال لتعملي "

قلت بضيق " أنا لا أريد ذلك من أجل المال إنه حلمي يا غيث هل تعي ما أعني "

قال مشيحا بوجهه عني " انتهي الحديث في الأمر "

قلت بدموع " غيث لا تحرمني من حلمي ومن أن أصبح صحافية يكفي

أنني أضعت عامين حتى الآن "

وقف مغادرا فصرخت به " غيث لم ننهي كلامنا بعد عد الآن "

ولكنه خرج ولم يعرني اهتماما ضننت أنه شفي من عقده ولكن يبدوا لي ليس بعد

لماذا يفعل بي هذا , لما لا يكون كإخوته فهذه ليان ستدير أملاكها بنفسها وقد أهداها

أديم سيارة فاخرة لتذهب بها إلى هناك وميس ستكمل دراستها لتلتحق بالجامعة فيما

بعد وليس غيري التعيسة ربة المنزل , من حقي أن أحقق حلمي الذي حلمت به كل

حياتي لما يريد دفنه تحت هذا القصر , عليه أن يزور طبيبا بسرعة فيبدوا لي حالته

متطورة جدا صحيح أننا صرنا نخرج معا وأخرج حتى برفقة ميس وخالتي ولكن رفضه

لعملي يعني أنه لازال يشك بي , هذا عوضا على أن يشتري لي دار نشر خاصة ولكنه

يمنعني حتى من العمل فيها , كان عليا أن أشترط عليه هذا وليس رؤية والدته لشامخ

التي اكتشفنا أنها ماتت لأنها كانت تعاني المراحل الأخيرة من السرطان ولكني شعرت

بشعورها لأني جربت الحرمان من الابن , آه هل أيأس من ذلك يا ترى أم أحاول مجددا

طرق أحدهم الباب ثم فتحته ميس ودخلت قائلة

" هيا يا كسولة لتساعدينا "

قلت بضيق " أنا بمزاج سيء فاتركوني وشأني "

اقتربت مني وقالت واضعة يديها في وسطها

" ومن التي وقفت في صف زوجها وأصرت على أن لا نحظر خدما للقصر "

قلت بضيق " لأن غيث محق فهم شر ولا ينجوا منهم حتى الأطفال "

قالت وهي تسحبني من يدي

" إذا هيا لمساعدتنا فالخادمة ستغادر قريبا وعلينا تجهيز كل شيء "

قلت وأنا أتبعها " هذا وليس زوجك خارجا اليوم فما كنتي ستفعلين بنا حينها "

ضحكت وقالت " ستري وقتها ما سأفعل بك , ثم عقد قران زبير حدث مهم أيضا لا يمكننا إهماله "

وقفت وقلت " أمازال أمر العروس سرا "

قالت " نعم ووالدته تكاد تجن وستضربه عما قريب "

ضحكت وقلت " معها حق , أنا أكاد أموت فضولا لمعرفتها فزبير لا يخفي أمرها إلا لسر ما يخبأه "

وصلنا المطبخ فكانت خالتي وليان والخادمة منهمكات في التحضير ووالدة ميس تمسك بميسم

, المسكينة رغم تعبها لا يرحمها أحد فقد أصبحت مربية أطفال , جيد أن زبير أخذ شامخ اليوم

لحور وبنات عمها لكنا في مشكلة من بكائه الآن لا أعلم لما لا يتوقف فعمره الآن خمس شهور وهوا

على حاله , نظرت لكل شيء وقلت " هل أحضروا الكعك والحلويات "

قالت ليان " نعم وجهزناها هناك في مجلس الرجال "

قالت ميس " كل شيء وصل جاهزا من شركة التحضير للحفلات بقي علينا العمل هنا

وإعداد العشاء بسبب زوجك المعقد لا أعلم لما يكره طعام المطاعم "

تأففت خالتي في ضيق وصمت فاقتربت منها حضنت كتفيها وقلت

" من المفترض أن تكوني سعيدة "

قالت بغيض " كيف يفعل الأحمق ذلك كيف يتزوج دون أن نعرف من

تكون ولا نذهب لخطبتها ولا رؤيتها "

قلت بابتسامة " يبدوا أن أبنائك يعشقون الزواج الغامض الغريب "

قالت بضيق " حسننا من أجلها على الأقل ألا يحق لها أن تحتفل بقرانها وأن نكون معها كأي فتاة

يكفي زواجك وغيث المأساوي وأديم بليان التي حرمها مثلك من حفل زواج ومن أن نعرفها حتى "

قلت " المهم أن يكون سعيدا وراضيا هذا المهم "

قالت بغضب " كلهم يعلمون ولا يريدوا إخبارنا سيرون "

ضحكت وقلت " ما كل هذا التشويق أكاد أموت فضولا "

استمر العمل الدءوب حتى المساء وكان كل شيء جاهزا أما الرجال هنا فكانوا شبه غير

موجودين وينادونا سرا أو يحدثوننا عبر الهاتف بعد وقت

دخلت حور فاستقبلتها بالأحضان وقلت

" حور كم أشتقت لك يا ظالمة لما لا تزورينا "

قالت مبتسمة " ولما لم تفكري أنتي بذلك يا ناكرة العشرة التعيسة "

ضحكت وقلت " يبدوا أنني تشاءمت منك "

ضحكت وسلمت على الجميع فقالت خالتي

" حور أين أنتي حتى المساء لتحضري قران شقيقك "

قالت بابتسامة " اسكتي فزبير غاضب مني رغم أنه يتصل بي كل حين ثم في نهاية

المكالمة يقول أنا غاضب منك "

قالت خالتي " لابد وأنه أخبرك من تكون العروس "

قالت بابتسامة " لن أحرق له المفاجئة "

قالت خالتي بضيق " لم أعد أريد معرفتها "

ضحكت وقلت " هل من قلبك هذا الكلام "

ضحكنا جميعنا وجلسنا نتبادل الأحاديث حتى دخل زبير وقال

" أمي لقد تزوجت ألن تباركي لي "

نظرت للجانب الآخر بضيق فقفزت حور وحضنته مباركة له وباركنا له جميعا ثم

توجه ناحية والدته قبل رأسها وقال

" سامحيني يا ملاكي فعلت ذلك مرغما "

قالت بضيق ونظرها للأرض " ألن تخبرنا الآن من تكون "

قال بابتسامة " بلى إنها جود "

صدمنا جميعا بذلك ونظرت له والدته بصدمة وقالت " جود شقيقة بحر "

قال بابتسامة " أجل لقد أصبح شقيقي وصهري عليه أن يتبرأ من صهيب الآن "

قالت بصدمة " ولما أخفيت ذلك "

قال " لسبب ما ستعلمونه لاحقا , لا يخبر أي منكم جود عن أمر الوصية وأن حور

شقيقتي رجاءا حتى أخبرها بنفسي "

قلت " الخبر وصل الجميع كيف لم يصلها "

قال مغادرا " لأنها ليست من هنا ولا تخرج من المنزل , حور متى أردتي المغادرة اتصلي بي "

قالت " الآن إن لم تكن مشغولا "

قال خارجا " حسننا أنا انتظرك "

قال خالتي " لما تغادرين مبكرا نحن لم نرك جيدا بعد "

قالت وهي تقف " في وقت آخر عليا العودة الآن كنت أتمنى أن أكون معكم منذ

الصباح ولكن الظروف هكذا "

قلت بابتسامة " لا تفوتي يوم الزفاف إذا "

تنهدت خالتي وقالت " حور ألن ترحمي ابني إني أتعذب لرؤيته حزينا لا تكوني قاسية "

نظرت حور للأرض وقالت بحزن " لن يشعر أحد بما أشعر به "

وغادرت من فورها لحقت بها وقلت " حور انتظري "

وقفت والتفتت إلي فوقفت أمامها وقلت " حور لما تفعلي به ذلك "

قالت بدموع محبوسة " أنتي تقوليها يا رنيم "

قلت " أعلم أنه مخطئ في حقك ولكنه يحبك وأنتي كذلك ولن تنكري "

قالت مغادرة " بقدر الحب يكون الجرح يا رنيم وجرحي منه بحجم الكون كله "

جود

كنت مع الخادمة في المطبخ حين سمعت الباب يفتح غسلت يداي وخرجت مسرعة مؤكد

أنه بحر فلم يزرنا من أيام وجدت كراتين حلويات وهدايا كثيرة على الأرض ثم دخل حاملا

غيرها وضعها وقال " مرحبا بالعروس أين مازن ليساعدني "

نزل مازن راكضا من الأعلى وقال " ما كل هذا هل سنقيم حفلا "

ضحك بحر وقال " أجل وأنت لك الأكل فقط الهدايا من أجل العروس "

قلت بحيرة " أي عروس هذه هل ستخطب "

قال مبتسما " لا إنها هنا "

قلت بحيرة " من "

قال بضيق " من ستكون والدتك مثلا , إنها أنتي طبعا "

نظرت له بصدمة وقلت " أنا !!! ولكن من ومتى "

قال بهدوء " الم توافقي على من اخترته "

قلت " نعم ولكن .... "

قال مقاطعا " من غير لكن لقد عقدنا القران اليوم "

صرخت بصدمة " عقد قران "

قال خارجا لسيارته " نعم مساء اليوم هيا تعالى يا مازن لننزل باقي الحاجيات "

تبعته وأنا أقول " دون علمنا يا بحر "

قال داخلا وأنا أتبعه " أنتي موافقة والأمر حدث بسرعة "

خرجت والدتي وقالت " ما كل هذا يا بحر "

قال مبتسما " هذا من أجل جود لقد عقدنا القران اليوم "

حضنتني بحب وقالت " مبارك يا ابنتي "

ابتعدت عنها وقلت بغضب " كلكم تعلمون إلا أنا "

تنهد بحر وقال " جود لا تفسدي فرحتنا "

قلت " ولكن لما كل هذه السرعة حتى أنك لم تخبرني من يكون "

قال " أنتي لم تسألي ولم تكترثي لذلك "

قلت " وإن يكن من حقي أن أعلم ثم أين أهله لم يأتوا لخطبتي "

أمسكني وأجلسني وقال " جود ألا تثقين في اختياري "

قلت بهدوء " بلى ولكن هذا لا يجوز هل أنا بدون أهل يخطبونني منهم "

قال بهدوء " جود أنا من وافق عليه ومتأكد منه وبسبب ظروف طارئة حدث

هذا فجأة وسنقيم لك حفل زواج كبير جدا "

نظرت له بحيرة وقلت " من يكون يا بحر أنا لا أريد زوجا يعيرني ليل نهار "

قال " لا تقلقي من هذه الناحية "

قلت بحدة " ولما هل هوا أخرس "

ضحك وقال " لا أبدا "

قلت " من هذا الذي تتق به كل هذه الثقة "

نظر لوالدتي ثم لمازن ثم نظر لي وقال " إنه زبير "

قلت بحيرة " من زبير "

قال " زبير شقيقي "

شهقت من الصدمة ووقفت وقلت " زبير زوج حور "

يتبع ......
 
الجزء السابع والأربعون + الفصل الثامن والأربعون

جود قلت بحيرة " من زبير "

قال " زبير شقيقي "

شهقت من الصدمة ووقفت وقلت " زبير زوج حور "

نظر للأرض وقال " لم يعد زوجها "

قلت باستغراب " ماذا يعني لم يعد زوجها "

نظر لي وقال " يعني لم يعودا متزوجان "

قلت بصدمة " انفصلا "

قال " نعم "

قلت بغضب " كيف زوجتني له يا بحر حور كانت المقربة لي هناك ما هذا الذي فعلته "

قال ببرود " وماذا في ذلك هل ترين في زبير عيبا "

تركتهم وصعدت لغرفتي غاضبة وجدت هاتفي يرن نظرت للمتصل وجدتها والدة بحر لم

أرغب في الرد عليها لكني خجلت منها فهي كانت طيبة معي والآن أنا ..... آه يا إلهي كيف

صرت فجأة زوجة ابنها لماذا يا بحر لماذا فعلت ذلك

أجبت فجاءني صوتها حنونا " مرحبا يا جود يا ابنتي مبارك لكما اعذريني لأني لم أكن معكم

ولم نقم لك حفلا زبير الأحمق لم يخبرنا من تكون العروس إلا بعد عقد قرانكما "

يا إلهي لهذا إذا لم يأتوا معه ولكن .... قلت بهدوء " لماذا لم يخبروكم "

قالت " لا أعلم لقد أخفى وأخوته الأمر عنا ولا نعلم لما "

لابد أنهم كانوا يخشون رفضي , بحر وزبير لعباها جيدا قلت بتوجس

" هل علمت حور , أنا لم أكن أعلم انه هوا لكنت رفضت من أجلها كيف

انفصلا ولما إنها فتاة ينذر وجودها "

تنهدت وقالت " لولا خوفي من غضب زبير لكنت ..... "

قلت " ماذا هناك يا خالة "

قالت " لا شيء يا ابنتي لقد تم الأمر برضا منهما الاثنين وقد حضرت العقد معنا أيضا "

قلت بصدمة " حضرت معكم "

قالت بهمس محدثة أحدهم " حسننا حسننا لن أقول شيئا "

قلت " خالتي هل تسمعينني "

قالت " نعم يا ابنتي أسمعك هلا أعطيتني والدتك لأكلمها "

قلت " هي ليست بجانبي سأتصل بك لتكلميها "

قالت " حسننا وداعا الآن يا عروسنا الجميلة "

ضحك أحدهم بجانبها يبدوا أحد أبنائها وقد يكون زبير ذاك , سأريه هوا وشقيقه المحتالان

كيف يفعلا بي هذا من قال أنني أوافق عليه آه ولكنني أخبرته أني موافقة على من اختاره

ولم يخطر في بالي أخوته أبدا لأنهم متزوجون جميعهم

طرق أحدهم الباب ثم دخل بحر أعطيته ظهري وأنا أجلس على السرير اقترب وجلس بجانبي وقال

" اسمعيني يا جود لو كنت أشك للحظة أنك ستكونين تعيسة معه أو أنه شاب سيء ما

وافقت ولا أصررت عليك رغم علمي عدم موافقتك إلا من أجلي "

بدأت بالبكاء فأمسك ذراعي ولفني جهته وحضنني وقال

" جود شقيقتي الحبيبة لن أجد أفضل من زبير زوجا لك إنه اختياري فلا تعارضيني "

قلت ببكاء " كيف أعارضك بعد أن صرت زوجته هل أنت من طلب منه هذا "

قال من فوره " لا أبدا ولم يخطر الأمر في بالي هوا من تحدث معي وأصر أيضا ولم

يتركني في حالي حتى حددنا وقت العقد "

إذا كانت نظراته الغريبة تلك مؤخرا ليست عفوية كما ضننت , ابتعدت عنه وقلت

" ولما لم تخبرني من يكون ولا متى ستزوجني به "

نظر للأرض في صمت ثم قال " تلك رغبته وليست رغبتي "

قلت " ولكن لما "

مسح دمعة نزلت من عيني وقال

" جود ما يهمك في هذا الآن , هل كنتي تنتظرين غيره "

نظرت للأسفل وقلت بحزن " لا قطعا "

قال " إذا هوا أفضل من غيره بكثير "

قلت بأسى " ولكن ..... "

قال مقاطعا " من غير لكن هوا يريدك ومصر عليك فلا تفسدي ليلتنا وتعالي لتري ما جلبت

لك وستتجهزين من أغلى الماركات وأجودها وسيكون زواجك كما تتمنين وأكثر "

حضنته وقلت " بحر ما أسعدني بك لو لم تكن فعلت ما فعلت ولو كان ..... "

أبعدني وقال " لو كان ماذا يا جود "

نظرت للأسفل وقلت بحزن " لا شيء يا بحر لا تكترث للأمر "

وقف وسحبني من يدي وأنزلني للأسفل احتفلوا جميعهم وفتحوا كل الهدايا التي جلبها لي

بحر والتي أرسلها عريس الغفلة وأنا وحدي من لم يشعر بطعم السعادة ولكن الأمر انتهى

وما باليد حيلة وكما قال بحر من كنت أنتظر ذاك الذي كذب علي وتلاعب بمشاعري أم

المجهول الذي سيعيرني بوالدي ما فاجئني حقا أن إحدى الهدايا كانت بسم حور كيف يحدث

هذا لا أفهم لابد وأنها تريد إشعاري أن الأمر عادي بالنسبة لها لا أستغرب ذلك فقد كانت

حزينة وشاردة الذهن دائما هما لم يكونا على وفاق على ما يبدوا ترى ما حدث لذلك الخائن

مع شقيقه وشقيقته آه جود ألازلت تصدقين تخاريفه التي كان يوهمك بها لا أصدق أنه كان

يكذب عليا طوال تلك الأشهر

أُديم دخلت على صوت بكاء ابنتي المرتفع فوجدت زبير وميس يمسكانها ويفعلان لها

شيئا ما اقتربت وقلت " ماذا تفعلان "

نظرت لي ميس بصدمة ثم ضحكت ضحكة صفراء وقال زبير

" لاشيء كنا نرى إن أصبح لابنتك أسنان "

قلت بضيق " وما ستفعله بهم هل ستبردهم لها , ثم أي أسنان في هذا العمر "

قالت ميس " ألا يفترض بها أن تنبت لها سن "

ضحكت ليان وقالت " أخبرتكم انه ليس الآن "

نظرت لليان بضيق وقلت " هل تتركينهم يلعبون بابنتك يالك من أم "

قالت " هم يرون أسنانها فقط ما في ذلك "

أخذتها منهم وقلت " ألا تسمعون بكائها افحصوا شامخ إن كنتم خبراء "

ضحك زبير وقال " كل شيء إلا ذاك الأسد سوف يزأر ما أن يرانا من بعيد "

جلست بجانب ليان وهمست لها " لدي مفاجئة لك "

قالت بابتسامة " ما هي "

نظر زبير لميس وقال

" ألا ترين أنهما يتعمدان إغاظتنا فزوجك في المستشفى وزوجتي في مدينة أخرى "

ضحكت وقلت " ما الذي يبقيكما هنا إذا "

قال زبير مغادرا " ميس سننجز المهمة فيما بعد حسننا "

صرخت به قائلا " إن اقتربتما من ابنتي فستريان "

ثم نظرت لميس بغيض فضحكت وهربت راكضة نظرت لليان التي كانت تضحك عليهما وقلت

" لما تتركينهم هكذا يلعبون بها فزبير متهور ومشاكس منذ صغره وميس تبدوا لي مثله "

قالت بابتسامة " أديم أنت تبالغ في خوفك عليها الأطفال يتعرضون لأكثر من ذلك في

صغرهم وقد أخبرتنا والدتك ما كنت تفعل بإخوتك الأصغر منك "

قلت بضيق " ليان لا تدعيهم يبكونها وكفى "

قالت بهدوء " حسننا لا تغضب ما هي المفاجأة أم أنها كانت خدعة كما قالا "

ابتسمت وقلت " بل حقيقية "

أخرجت بطاقة من جيبي وقلت " مبارك إنها شهادة القيادة "

قالت بسرور وأنا آخذها من يده" حقا هل نجحت لم أتوقع ذلك "

قرصت خدها وقلت " وكيف لا تنجح أذكى طالبات الجنوب "

قالت بسعادة " هل سيكون بإمكاني قيادتها منذ الغد "

قلت " نعم ستركبين أفخم السيارات وتقودينها ولكن كثرة خروج وإركاب من هب وذب ممنوع "

قالت " بالتأكيد من دون كلام "

قلت " سأرتاح من مشاوير المستشفى لابنتك المتمارضة دوما ومن مشاوير الأسواق "

قالت بضيق " لأجل هذا إذا "

قلت بابتسامة " بل لأنك تستحقين الكثير , ليان هل أنتي سعيدة حقا معي "

قالت بابتسامة " سعيدة جدا يا وسيم "

قلت بغيض " ولما وسيم , كم صرت أكرهه "

ضحكت وقالت " الست أنت من قال أنك وهوا واحد من حقه أن نحيي ذكراه بعض الأحيان "

قلت بضيق " على حساب أديم ليأخذ هوا المميزات ويترك لي العيوب , عندما نتشاجر فقولي

لي أكرهك يا وسيم حسننا "

ضحكت وقالت " لا استطيع "

قلت بعتب " أديم لا بأس ها "

قالت " نعم "

وقفت بابنتي وقلت " إذا هذه ابنة أديم وأنا لا أعترف بوسيم فسنرحل

ونتركك فانتظري وسيمك ذاك "

ضحكت وقالت " إلى أين "

التفتت وقلت " لنبحث لنا عن ليان أخرى لا تعرف وسيم "

وغادرت القصر وأخذت ابنتي الحبيبة في جولة بالسيارة وأبقيت ليان المزعجة هناك , من

الجيد أنها أصبحت تتأقلم مع الوضع شيئا فشيئا ولكنها لا تتوقف عن تذكر وسيم الذي صرت

أراه شخصا آخر كانت تحبه قبلي أبدوا مجنونا ولكنها الحقيقة وأنا أعذرها فليان أطباعها تختلف

عنا وعن حياتنا وقد أحبتني كوسيم لأنها رأت بي رجلا يشبههم لذلك عليا التحمل والصبر رغم

أني أراها أصبحت تتعمد ذلك من أجل إغاظتي فقط

حور لازال زبير يعتب عليا حتى الآن لأني لم أحضر يوم عقد قرانه كاملا بل ذهبت عند المساء

وعدت سريعا هوا لا يريد أن يعذرني ولا يفهمني رغم أني اتصلت به ذاك اليوم كثيرا وهوا

لم يفعل شيء إلا وأعلمني به حتى أني أرسلت هدية له ولجود أيضا , زبير طيب القلب فرغم

عتبه عليا لم يغضب مني أبدا , كم أتمنى لهما السعادة فجود فتاة رائعة وتستحق وزبير مهما

تحدثت عنه فلن أفيه حقه

دخلت مرام تحمل جهازها الحاسوب وقالت

" انظري حور أي القطعتين أشتري فكلاهما جميلة "

نظرت لهما وقلت " خديهما الاثنين مادامتا تعجبانك "

قالت " لا لقد أخذت الكثير من هذه واحدة فقط تكفي "

قلت " إذا خذي الزرقاء هذا اللون لم تركزي عليه في جهازك "

قالت بابتسامة " صحيح معك حق شكرا لك "

وقفت ثم التفتت إليا وقالت

" صوت رسالة وصلتك لابد وأنها من روميو "

قلت بضيق " هيا انصرفي ولا شان لك هي من زبير "

قالت بنصف عين " دعيني أرى إذا "

خبئت الهاتف خلف ظهري وقلت " لن تري شيئا أبدا "

وضعت حاسوبها وقفزت بجواري على السرير وبدأت تصارعني لتأخذه

مني وفي النهاية أخذته وقالت وهي تفتحها

" حور لقد تزوجت أتمنى لك السعادة "

نظرت لها بصدمة فضحكت وقالت

" أقسم أنك تحبينه أكثر مما يحبك "

أشحت بنظري عنها بضيق فقالت " اسمعي ما يقول

( حور يا قاسية القلب إن لم تجيبي على اتصالاتي سترين ما سأفعله ) "

ثم قفزت وقالت " رائع لن أنام الليلة ما الذي سيجري يا ترى "

وقد كان عند تهديده فما أن مر أكثر من نصف الليل حتى عاد لعادته السيئة بمنبه

سيارته المزعج وها قد بدأنا ... واحد .... اثنان .... ثلاثة وانفتح باب الغرفة ودخلت

منه مرام كالقذيفة وقالت " لقد جاء "

قلت بضيق " لما لا تنزلي له وتريحيني "

ضحكت وقالت " لست من يريدها لكنت فعلتها "

سمعنا حينها صوته صارخا ومناديا " حوووووووووووور "

وضعت يداي على أذناي وقلت بصدمة

" ما هذا الذي يفعله لقد جن بالتأكيد "

بعدها بقليل جاء صوته ثانيتا " حور عودي إلي حبيبتي "

قفزت من السرير مفزوعة وتوجهت للنافذة أشرت له بيدي أن يسكت ويغادر

فأجاب بصراخ " ليس قبل أن تصفحي عني "

ياله من مغفل توجهت لهاتفي اتصلت به ولم يجب سحقا له اتصلت بزبير فقال بتذمر

قبل أن أتحدث " حور جدا لكما حلا غيري "

قلت بغضب " إنه ينادي باسمي في الشارع زبير هل ترضى لي بالفضيحة "

قال " عليك أن تعديه بشيء أغريه به فلن يأبه لكلامي أبدا "

قلت " سأجيب على اتصاله "

قال " لا هذا ليس عرضا مغريا "

قلت بضيق " ماذا إذا أنزل له في الشارع "

قال " تقابلينه وتتفاهمان بهدوء "

قلت بإصرار " مستحيل "

قال ببرود " سيبقى يصرخ إذا "

نادى مجددا بصوت أعلى فقلت " حسننا هيا اتصل به بسرعة "

وما هي إلا لحظات وسمعنا صوت سيارته تغادر فقلت بخوف

" مرام تفقدي والدك هل هوا نائم "

غادرت وعادت بسرعة قائلة " نعم نائم والغرفة مظلمة تماما "

تنهدت براحة وجلست فقالت " ماذا حدث ليغادر هكذا "

قلت " وعده زبير أنني سأقابله ونتحدث "

قالت " هل ستقابلينه سأذهب معك "

قلت بضيق " أين تذهبين معي يا حمقاء "

قالت بعبوس " سيفوتني الحدث هذه المرة "

ضحكت وقلت " اذهبي بدلا عني إذا "

قالت بهدوء " حور يكفيه عقاب أقسم أنه متيم بك لا تخسريه بسبب عنادك "

نظرت للأرض في صمت فقالت " قد يموت قريبا وتعيشي عمرك كله تبكي ندما "

نظرت لها بصدمة وقلت " يموت "

قالت " من منا يعيش كل العمر وكم من أناس ماتوا لهم أشخاص تمنوا لو سامحوهم قبل موتهم "

قلت بدموع " مرام لا تقولي هذا كيف يموت ويتركني "

قفزت على السرير وقالت

" ها قد وقعتي أخيرا عليك تليين رأسك العنيد يا غبية "

مسحت دموعي وقلت ببرود

" غادري غرفتي حالا أريد النوم "

خرجت ووقفت عند الباب وقالت

" إن لم ترجعي إليه اتصلت به بنفسي وقلت له ما قلتي قبل قليل "

رفعت الوسادة لأرميها بها لكنها أغلقت الباب وهربت وأمضيت طوال تلك الليلة أفكر

أن يموت ويتركني ولم يغمض لي جفن ولم أستطع إبعاد الفكرة عن رأسي بكل الطرق

وفي الصباح اتصل بي زبير وأيقظني من النوم فأجبت بصوت متعب وقلت

" زبير ما بك هكذا عند الصباح الباكر أنا لم أنم البارحة "

ضحك وقال " ضننت أن شخصا واحدا لم ينم ويجلس أمامي الآن "

جلست مفزوعة وقلت بهمس " زبير يا أحمق ما الذي تقوله "

قال بحزم " سآتي اليوم لأجلبك هنا وتتحدثان وتخرجان بحل ليس ككل مرة "

لذت بالصمت فقال " حور هل عدتي للنوم "

قلت " لا ولكن أين "

قال " في القصر بالتأكيد هل تريدين مني أن أتركه يقابلك في الخارج سأقتله قبل أن يفعلها "

تنهدت وقلت " أمري لله فأنا لا أريد كسر وعدك له "

قال " إذا سآتي لأخذك عند الخامسة مناسب "

قلت " حسننا "

قال " وداعا الآن يا فاتنة يا جميلة يا حياتي كلها "

ثم ضحك صارخا وقال لأحدهم

" حسننا حسننا توقف عن ضربي إنها شقيقتي ما دخلك أنت "

أغلقت الهاتف بابتسامة من تصرفهم , علينا أن نجد حلا لكل هذا كما قال زبير

عند الخامسة ودقائق جاء زبير فخرجت له وقلت

" على الموعد تماما "

ضحك وقال " ذاك العاشق الولهان يجلس لي منذ الظهيرة ويراقب ساعته "

ركبت السيارة دون تعليق وانطلق بي متوجها للقصر فقال بعد صمت

" حور عليكما أن تجدا حلا إما أن تصيري له لكل العمر أو تجعليه يفقد منك الأمل أنا

لا أريد لك المشاكل والفضائح ولا أريد له الحزن والعناء فكلاكما شقيقي "

قلت بهدوء وعينيا للأسفل " وما الذي سيجعله يقتنع "

نظر لي وقال " هل تريدين تركه نهائيا "

تنهدت وقلت " لا أعلم "

لاذ بالصمت حتى وصلنا القصر نزلنا فقال

" تعالي معي هنا في الحديقة "

قلت " هنا "

قال " نعم أين سيكون ذلك في الداخل , سأكون قريبا استنجدي بي لو اطر الأمر "

ضحكت وقلت " ولما استنجد بك "

قال بابتسامة " لأنه يهدد باختطافك "

نظرت له بصدمة فغادر وتركني

بحر وأخيرا حظيت بفرصة لنتفاهم ولن أتركها هذه المرة قبل أن ترضى عني أو سأختطفها

وأهرب بها , كنت جالسا بتململ أنظر لساعتي كل حين فضحك زبير وقال بغناء

" أيتها الخامسة القاسية لما ترفضين المجيء "

رميته بوسادة الأريكة فتخطاها ضاحكا فقالت والدتي

" ما بكما هكذا كالأطفال "

ضحك وقال " يبدوا أن ابنك أشترى ساعة جديدة فهوا يراها كل حين "

أمسكت هاتفي أقفلته ووضعته على أذني وقلت

" مرحبا جود هناك أمر أريد إخبارك به "

قفز ناحيتي وأخذ الهاتف ونظر له فوجده مقفل فضحكنا أنا ووالدتي فقال بغيض

" يالك من مخادع سأريك لقد ألغيت مشوار اليوم فلن أذهب "

قلت " لا بأس وأنا سأذهب لمكان ما "

عاد لمكانه وجلس وقال بلامبالاة " أفعل ما تريد فهي زوجتي الآن وانتهى "

قلت بمكر " سأجعلها تكرهك لآخر العمر "

وقف وقال " بحر أحذرك "

نظرت لساعتي وقلت " ها قد حان الوقت هيا غادر بسرعة "

ضحك وقال مغادرا بغناء

" شكرا لك أيتها الخامسة لأنك أتيتي "

توجهت للحديقة انتظر بتململ ما به هذا وكأنه ذهب لإحضارها من المريخ

بعد قليل دخلت سيارة زبير ونزلا منها ياآآآآه حوريتي كم اشتقت لك يا متحجرة

توجها بالمقربة من الحديقة ووقفا يتحدثان قليلا ثم غادر زبير وتقدمت حور بخطوات

بطيئة حتى اقتربت توجهت نحوها حتى صرت خلفها وهي لا تعلم وقلت بهدوء

" حوريتي "

التفتت وقالت " لو كنت حوريتك ما تسببت لي بفضيحة في الشارع "

رفعت يداي جانبا وقلت

" لم تتركي لي أي خيار , أحبك حور أحبك حد الجنون حد الوجع حد ألا حدود "

نزلت دموعها حارقتي ومدمرتي فقلت

" حور لا تبكي رجاءا كي لا أتهور ثانيتا "

مسحت دموعها وقالت بحزن موشحه بوجهها عني

" لقد جرحتني يا بحر جرحتني كثيرا "

قلت برجاء " آسف حبيبتي وأقسم لن يتكرر ذلك ثانيتا حتى الموت "

قالت بحدة " لا تقل الموت لا تذكر ذلك "

قلت بهدوء " حور سامحيني لما أنتي قاسية هكذا "

لاذت بالصمت فقلت بجدية

" إن لم تسامحيني سرقتك الآن وخبأتك عن الجميع "

نظرت لي بصدمة فقلت بجدية " سأفعلها دون تردد "

ابتسمت وقالت وهي تهز رأسها بيأس

" لا فائدة منك أبدا "

قلت بابتسامة مماثلة

" نعم هكذا دعيني أرى الابتسامة التي غابت عني كثيرا كصاحبتها المتحجرة "

قالت " بشرط "

قلت بدهشة وسرور " فقط شرك قولي شروط قولي مليون شرط كلها أحققها لك "

قالت والدموع ملأت عينيها " لا ترحل وتتركني لا تمت "

نظرت لها بصدمة مما قالت ثم قلت

" ولكن الموت ليس بيدي هذا تعجيز يا حور ليس شرطا "

خبأت وجهها في يديها ورأسها للأسفل وقالت ببكاء

" لا تذهب كوالدي ووالدتي وتتركني وحدي لا تتركني يا بحر "

اقتربت منها أمسكت ذراعيها وقلت بهدوء

" حور , ما بك حوريتي لما هذا الكلام الآن "

نظرت لي وقالت " لم أنم البارحة لأن فكرة موتك لم تغادرني "

قلت بحيرة " وما الذي جعلك تفكرين بذلك "

قالت ونظرها للأسفل " الغبية مرام "

ضحكت وقلت " اقسم أنها تستحق وساما , حور قولي أنك سامحتني قوليها وأريحيني "

نظرت لي مطولا في صمت فقلت برجاء

" حور لا تعذبيني أكثر من عذابي "

قالت بهدوء " لن تتركني ثانيتا "

قلت من فوري " أقسم لن يحدث "

ثم نظرت للسماء وقلت " يا رب إن فعلتها وتركتها خذ روحي على الفور "

ضربتني بقبضة يدها على صدري وقالت

" أحمق ألم أقل لك أن لا تتحدث عن الموت "

نظرت لها وقلت بابتسامة " إذا تسامحينني وتعودين إلي "

قالت " نعم ولكن لن أتحدث معك حتى نتزوج "

قلت " بل سنتزوج على الفور "

خرج زبير حينها وقال مصفقا بيديه

" هيا هيا لقد انتهى اللقاء ابعد يديك عنها حالا "

نظرت له بضيق وقلت " من أين خرجت لنا أنت "

ضحك وقال " من أحلامك طبعا "

قلت مبعدا يداي عنها " بل من كوابيسي يا هادم اللذات "

قالت حور بحدة " بحررر "

ضحكت وقلت " حسننا توبة "

ضحك زبير وقال

" وأخيرا ستريحانني من عنائكما وسأنام مرتاح البال دون إزعاجات ليلية "

ضحكنا جميعنا فقالت حور " هيا زبير علينا المغادرة "

قلت بصدمة " ولما تغادران سريعا "

قال " انتهى اللقاء فلما البقاء "

نظرت لها وقلت " حور يا ظالمة هل ستحرمينني منك حتى نتزوج "

ابتسمت وقالت " لا تنسى أنك وافقت "

قلت " إذا سوف أخطبك غدا ونتزوج حالا "

قال زبير " مهلك مهلك لن تتزوج حور هكذا هذا في أحلامك "

تنهدت بضيق وقلت

" أمري لله ولكن إن تأخرت في تحضيراتك الفارغة تزوجتها وهربت بها "

أمسكها من يدها وقال ناظرا إلي

" هيا فلن يراك بعد الآن إلا عروسا بفستانها الأبيض "

قلت بانزعاج " اللوم ليس عليك بل على والدك الذي لم يجد غيرك ليرضعه معها "

ضحك وغادر بها تتبعها عيناي وقلبي بل وكل جوارحي أخيرا عادت إلي أخيرا أنا لا أصدق ذلك

ميس

خرج صهيب اليوم من المستشفى فقد تحسنت حالته تماما ولم يتبقى سوى نزع الضمادات

قريبا , كان الجميع مجتمعا هنا اليوم وصهيب يجلس بجانبي ممسكا بيدي ويقبلها كل حين

حاولت نزعها من يده مرارا ودون جدوى ألا يخجل هذا من أخوته ياله من إحراج

همس في أذني قائلا " إن لم تهدئي وتتركيها فعلت المزيد "

وكزته وقلت هامسة بغيض " لما لا تستحي من أخوتك "

لم يكترث لكلامي وبقي ممسكا لها قال زبير بابتسامة

" لدي خبر رائع لكم "

سكت الجميع فقال بابتسامة " بحر سوف يتزوج "

نظر الجميع لبحر بحيرة فأبتسم وقال بصوته الهادئ

" زبير لا يعرف الصبر أبدا "

قالت خالتي بفضول " حور قل أنها حور "

قال بابتسامة " نعم هي حور وما كانت ستكون سواها "

وقفت وتوجهت راكضة باتجاهه وجلست بجواره وعانقته وقالت بدموع

" مبارك بني أخيرا وجدت السعادة ووجدتك "

قال زبير " هذا ظلم وعنصرية لما أنا لم أحضا بهذا "

نظرت له بضيق وقالت " أنت أكثر من يعرف لما "

قال بتذمر " لما أنا المظلوم هنا "

نظر لغيث بضيق وقال " أحدهم صفعني ظلما "

ثم نظر لبحر وقال " وأحدهم ظن بي ظلما "

ثم نظر لوالدته وقال " وأحدهم لم يبارك لي ظلما "

ثم نظر لي فقلت منكرة " لا ... أنا لم افعل لك شيئا "

ضحك وضحك بعده الجميع ثم قال " أنتي وحدك حليفتي "

قال أديم بضيق

" بل شريكتك في جرائمك أعلم أنكما وضعتما ميسم في الأرجوحة اليوم "

نظر لي زبير بصدمة وقال " نحن يا ميس "

لم أستطع إمساك نفسي فضحكت فقال مغتاظا

" لقد فضحتنا يالك من حليفة "

قالت والدتهم بسرور " إذا نزوجكم ثلاثتكم معا "

قال زبير " لا حور في يوم لوحدها "

قالت معترضة " ولما "

قال " هكذا , زواج حور لن يشاركها أحد فيه "

قالت بضيق " ولما لا نفرح بكم جميعا "

قال " هذا أمر لا نقاش فيه زواج حور لن يكون آخر مثله "

قلت بضيق " هذا وأنا حليفتك لا تريد أن تزوجني معها "

قال " حتى نفسي لن أزوجها معها "

قال بحر " إذا نتزوج قبلكم "

قال زبير " لا , وأنت تعلم لما "

قال بتذمر " لما تعقدها يا رجل "

ضحك غيث وقال " وقعت في قبضة زبير يا بحر فلن يرحمك أبدا "

قال صهيب " إذا نتزوج نحن قريبا "

ضحك أديم وقال " بضماداتك هذه "

قال " وما في الأمر لا تحشر أنفك أنت "

قال بابتسامة " إن وافقتك العروس افعل ما شئت "

آآآآه يالا الإحراج المتكرر في هذه الجلسة

همس لي صهيب قائلا

" ما رأيك حبيبتي فهذه الشرائط اللاصقة لن تعيقني "

وكزته بخجل وأنا اشعر أن دم جسمي كله انتقل لوجهي فصرخ شامخ منقذا الوضع

فقالت رنيم " ها هوا ابنك سمع بخبر زواجك فلم يعجبه "

قال صهيب بضيق " ليس ابنها أبعدوه عنا "

ضحكت والدته وقالت " لا أعلم كيف ستستحمل أبنائكم "

قال ناظرا لي " إن تعلقت بهم هكذا رميتهم في دار الأيتام "

نظرت له بصدمة فقال بحزم " ولن أتوانى عن فعلها لحظة "

ضحكوا جميعهم يضنونه مازحا ولكني وحدي من يعلم انه لا يمزح

ليان

" أديم أين سنذهب ألن تخبرني أبدا "

قال بابتسامة " مفاجأة "

قلت " مفاجأة في الطائرة أتمنى أن لا تقع بنا من قوة مفاجأتك "

ضحك ولاذ بالصمت أنا لا أفهمه حقا ولا ما ينوي عليه أصر أن تبقى ميسم مع

والدته وأخذني لحيت لا أعلم وما أن نزلنا حتى ربط لي عيناي فقلت

" أديم لما كل هذا سوف نصبح سخرية للجميع "

قال وهوا يشد الرباط

" لا يهم ما سيقولون ولن يفسد أحد مفاجئتي لك "

أمسك بيدي وأخذني معه وأكمل كل شيء وهوا يقودوني ونحن نستمع لتعليقات الكثيرين

منها المضحك ومنها الغير مفهوم ومنها المحرج ركبنا السيارة وانطلقنا وهوا يتوعدني

إن أزلت العصابة عن عيناي يغضب مني ويتركني هنا وكيف يتركني في مكان لا أعرفه

نزلنا بعد مشوار طويل نسبيا وأدخلني لمكان ثم أزالها عن عينيا برفق نظرت حولي ببطء

وبدهشة ثم صرخت وقفزت كالأطفال وارتميت في حضنه وطوقت عنقه بيدي وقلت ببكاء

" أديم لا أصدق إنه منزل والدتي كيف استرجعته "

مسح على ظهري وقال " لقد اشتريته من ساكنيه ودفعت لهم مبلغا مغريا وتعبت كثيرا

كي وافقوا وكنت سأدفع أضعافه حتى أعيده إليك سبق ووعدتك أن أشتري لك منزلا يكون

باسمك أتذكرين ذلك ها هوا الوعد "

قلت بدموع وأنا أزيد من احتضانه أكثر

" شكرا لك يا أديم إنها أجمل هدية قدمت إلي "

أبعدني عن حضنه ومسح دموعي بأصابعه وقال بابتسامة

" تعالي لتري التعديلات التي أجريتها فيه "

تنقلنا فيه حجرة حجرة لقد جدد طلاء الغرف والأثاث والحمام أصبح رائعا ومختلفا

وحتى المطبخ كأنه ليس هوا ذاته وملأ وسط المنزل بالنباتات وكأني في منزل شامي

قديم كان ذلك كالحلم قبلته واحتضنته من جديد وقلت ببكاء

" هذا من أسعد أيام حياتي "

أمسك يدي وأخرجني من المنزل أغلقه بالمفتاح ثم أعطاه لي وقال

" منزلك يا ليان هوا لك الآن ولن يستطيع أحد أخذه منك ولا حتى أنا "

احتضنت المفتاح وأنا أنظر له من الخارج لقد تغير كله وحتى بابه قام بتغييره بأخر جديد

وجميل لقد أصبح منزلا رائعا لا يليق بباقي المنازل هنا

أمسك بيدي وسحبني معه وقفنا عند المنزل الذي استأجره سابقا نظرنا لبعضنا

وضحكنا ثم غادرنا سيرا على الأقدام لأن سيارته الضخمة الفخمة تلك لا يمكنها

الدخول هنا وصلنا للسيارة وأخذني لكل الأماكن التي زرناها سويا في السابق

وتذكرنا كل مكان وكل لحظة وتناولنا العشاء في المطعم ذاته الذي أخذني له سابقا

وطلب من كل أنواع الطعام حتى امتلأت الطاولة ونظر لي وقال

" يوم جلسنا هنا سابقا تمنيت أن أتحدث معك وأبوح لك بكل ما أشعر به اتجاهك

فلم أجد أمامي غير أن أمسك يدك وأقبلها أتذكرين ذلك "

ابتسمت وقلت بعينان امتلأتا بالدموع " هل تصدق أني لحظتها تمنيت أن تتكلم لتخبرني

بما تشعر به فعيناك كانتا تريدان قول شيء ما عجزت عن فهمه , لم أتمنى أن تكون

غير أخرس إلا في تلك اللحظة "

امسك يدي وقبلها بعمق ثم نظر لعيناي مطولا وقال

" عيناك كانتا معذبتاي دائما كلما نظرت لهما مطولا أمسكت نفسي بصعوبة عن التحدث "

أمضينا يوما رائعا عدنا في نهايته إلى قصر عائلته لا أكذب إن قلت أني تمنيت أن نبقى

هناك للأبد ولكن هذا هوا عالم أديم وعائلته ومدينته وكل شيء عرفه في كل حياته فعليا أن

أتعايش مع كل هذا إن كنت أحبه

كنت أغير ثياب ميسم فأمسك يدي قبلها وقال

" هل تعلمي لما لففت بك اليوم كل تلك الأماكن "

نظرت له في حيرة وصمت فقال

" لكي يصبح لأديم ولسانه الطويل مكانا في كل تلك الذكريات "

ضحكت وقلت " يالك من محتال ثم لو كنت أنت بلسان طويل ما سأكون

أنا وأنا التي لم تسكت اليوم أبدا "

حضنني وقال " أروع وأجمل ثرثارة صادفتها في حياتي , حبيبتي سنذهب

غدا لمجمع مصانعك حسننا "

قلت " حسننا ولكن نصف مجمعي فقط أم نسيت "

ابتعد وأمسك وجهي وقبلني وقال

" ستكونين الآمر الناهي هناك نصف أو كل "

في الصباح خرجنا سويا وما أن وصلنا هناك حتى تقدم الحرس وفتحوا له ولي

باب السيارة دخل أديم بخطوات ثابتة ورأس مرفوع وهم يتبعونه بخطواته الواسعة

يلتفت يميننا ويسارا ويعطي الأوامر سريعا لكل من يتكلم معه وأنا خلفهم لم أستطع

مجاراة خطواتهم أمشي خلفهم بسرعة شبه راكضة

هذه هي شخصيته أديم الحقيقية يبدوا شخصا مختلفا عن ذاك الشاب الذي يعمل في قسم

الحسابات وحتى عن أديم الذي يعيش معي في القصر كم يبدوا هذا العالم مختلفا فمن يرى

الوضع هنا لا يصدق أنه لا يوجد في القصر خدم وحرس وسائقين

تقدمت فتاة بدون حجاب وتنوره قصيرة وقميص بأكمام وماكياج ألوان أشكال وقف أديم

فتحدثت معه فالتفتت ومد يده لي وقال " ليان حبيبتي تعالي "

جيد أنه تذكرني وإلا كنت قتلت هذه الوقحة تقدمت منه فهمس في أذني

" لقد ذكرني وجودها بك لا أعلم كيف نسيت انك خلفنا أنا آسف "

نظرت له بضيق وقلت " لقد جعلتني أركض خلفك "

ضحك ثم نظر لهم وقال

" هذه زوجتي ليان مالكة نصف المجمع وهي من سيدير كل شيء هنا "

وضع يده على كتفي وقال وهوا يسير بي

" عامر الحق بنا وأنتي يا ريحانه أخبري صبا أن تأتي لمكتب المدير فورا "

قالت تلك الشاحبة " حاضر سيدي في الحال "

سترين فهذا آخر يوم لك هنا

توجهنا لمكتب مدير المجمع الذي كان هذا المدعو عامر هوا مديره التنفيذي على ما يبدوا

كدت أضحك فقد ضننت أنه بواب حين استقبل أديم عند الباب , دخلنا المكتب وتبعتنا على

الفور فتاة محجبة في منتصف الثلاثين تقريبا وقفت وقالت

" مساء الخير سيدي "

قال أديم واضعا يده على كتفي " مساء النور هذه زوجتي ليان يا صبا عليك إطلاعها

على كل شيء هنا هي ستكون مديرة المجمع كاملا هي خبيرة ونابغة ولكنها ستحتاج

بعض التوضيحات بادئ الأمر أنا أعتمد عليك "

قالت بابتسامة " أنا في الخدمة متى ما احتاج الأمر "

نظرت لأديم وابتسمت فابتسم لي ثم نظر لعامر وقال " عامر أنت ستستلم شركة الساحل كما اتفقنا

سأطلع أنا وليان على كل شيء هنا قبل مغادرتك فستكون صبا بمثابة مدير أعمالها من اليوم "

قال بابتسامة " بالتأكيد سيدي "

قال أديم " يمكنكما الانصراف الآن "

خرجا وأغلقا الباب خلفهم نظر لي وأمسك وجهي وقال " أريدك ليان الشجاعة دائما إن خفت من

المسئولية فشلتي عليك أن تكوني قوية أمام الجميع ليضعوا لك وزنا ويحترمونك حتى في غيابك

صبا ستكون مساعدتك في كل شيء كلها فترة بسيطة وستستغنين عنها فقط أنا اخترتها ليكون

طقما نسائيا هوا المقرب لك هنا لكي لا تطري للاحتكاك بالرجال كثيرا حتى تعتادي الوضع

سأزورك هنا دائما "

ابتسمت وقلت " وإن لم يعجبني الوضع هنا "

ضحك وقال " يجب أن يعجبك هذه أملاكك حبيبتي "

قلت بصف عين " وإن لم يعجبني شيء هنا "

قال بابتسامة " تغيرينه طبعا "

قلت بذات الابتسامة

" إذا صاحبة النصف تنوره تلك تغادر وشروق ستعمل هنا أريدها معي "

ضحك وقال " لما تقطعين رزقها "

قلت بضيق " ومن قال لها أن تقطع تنورتها أراك مرتاحا لوجودها "

حضنني وقال " كما تريدين يا غيورة "

طرق أحدهم الباب فابتعدت عنه ودخلت تلك الشاحبة وقالت

" سيدي السيد منصور لديه موعد الآن "

أشار لي وقال " ليان من سيستقبله أخبري صبا أن تأتي حالا "

قالت مغادرة " حاضر سيدي "

نظر لي وقال " سأذهب لأرى عامر ما أن تنتهيا منه ألحقي بي هناك حسننا حبيبتي "

قلت بضيق " حسننا ولكن هل هذه سكرتيرتي "

ضحك وقال " أجل ولن تكون بعد اليوم لقد وقعت بين يديك "

قلت واضعة يداي وسط جسدي

" وهل كل شركاتكم توجد بها كهذه "

قال " لا حبيبتي سكرتيرات لا يوجد موظفات بلى "

نظرت له بضيق فقبلني وقال

" من تساوي عندي ظفرك يا غبية أنا أراهم منذ سنين "

طرق أحدهم الباب وأنفتح فدخلت صبا وقال أديم

" عليا المغادرة سأنتظركما هناك "

قبلني على خدي وخرج ثم دخل المدعو منصور وبدأنا أول خطوات عملي هنا

⚘⚘⚘الفصل الثامن والأربعون ⚘⚘⚘

سماح اليوم من أروع أيام حياتي وهوا يوم زواج صهيب وزبير وحتى عوف رغم رفض

والد علياء أن تكون العروس معنا هنا لكن عوف سيحتفل مع أبنائي أردت أن تكتمل

فرحتي ببحر وحور معهم أيضا ولكن لا بأس مادام المانع خيرا

أنا أعتبر هذا الزواج زواجا لأبنائي وبناتي فميس وجود وعلياء كلهم بناتي وأحببتهم

دائما كما أن عوف أحد أولادي أيضا فهوا الوحيد جيد السلوك معنا من أبناء أخوة شامخ

وافق غيث أخيرا وبعد جهد كبير من الجميع أن يثبت خادمات للمطبخ فقط على أن لا

يتعدين باب المطبخ ولا يرى إحداهن داخل القصر ولا تبات أي منهن في القصر فوافقنا

جميعا مكرهين يبدوا أن سببا ما وراء ذلك الرفض وحتى رنيم تعرفه وأصبحت توافقه عليه

أنا ووالدة ميس اليوم تخصصنا في رعاية الأطفال وحور المسكينة تتعذب فيهما معنا وتتنقل

رنيم وليان بين العروستان وهم يجهزونهم مع خبيرات التجميل والشعر

ميس تحتاج لوجود رنيم معها كي تجبرها على ما سيفعلون لها لأنها لم تعتد على حياتنا ولم

تتربى فيها وتريد أن تكون عروسا كالآتي هناك وكأنها مستيقظة من النوم

جود أيضا أصر زبير وبحر على أن تتجهز هنا ووالدتها معها منذ وصلت فبقيت حور تركض

خلف الخادمات وتراقب التحضيرات وأساعدها كلما سكت هذا الطفل قليلا لقد أصبح عمر شامخ

الآن ست شهور ونصف وقد ظهر له سنا واحدة وازداد معها صراخه على ما يبدوا , هههههه

ميس وزبير يتلمسان هذه السن كل يوم ويختليان بميسم خلسة عن أديم ليروا إن ظهر لها واحدا

حتى أنهما البساهما اليوم لباسان متشابهان تماما في الألوان وكأنهما تؤمان

الطفلان أصبح بإمكانهما الجلوس إنهما يكبران بسرعة

" حور بنيتي تعالي واجلسي قليلا سأذهب أنا لمتابعة التحضيرات "

قالت بابتسامة " لا عليك خالتي العاملون بشركة ترتيب الحفلات سيقومون بكل شيء لقد

اتفقت معهم وزبير منذ قليل وسننتقل لقاعة الأفراح هناك لنشرف على كل شيء "

قلت بسرور " باركك الله يا حور وأقر عيني برؤيتك عروسا لبحر "

نظرت للأسفل بخجل وقالت " شكرا لك خالتي "

تنهدت وقلت " لقد خشيت أن لا يسعد بحر يوما فمنذ علمت بما كان بينكما

وأنتي زوجة زبير وأنا أتعذب لأجله "

نظرت لي بصمت فقلت " لقد تمنيت حينها أني لم أعرف ذلك لكن الله عوضك وعوض بحر

المسكين الذي تشتت كل حياته بأن حقق له حلمه , حور بنيتي كوني له العوض عن كل ما عانى "

نزلت منها دمعتان مسحتهما وقالت " وأنا أحتاج لبحر ليكون عوضا لي عن كل ما قاسيته في

حياتي فكلانا سيجبر صدع الآخر ولن اتركه ما حييت "

كنت سأتكلم لولا أنني سمعت طرقات لأحدهم على باب المجلس وصوت يقول

" أمي هل أنتي هنا "

كان هذا صوت بحر نظرت لحور فأشارت لي أن لا أخبره أنها هنا وأن أخرج إليه ففعلت

وقفت عند الباب وقلت " نعم يا بحر هل تريد شيئا "

كانت عيناه تحاولان معرفة من في الداخل ثم نظر إلي وقال

" أمي من معك هنا "

قلت " هل هذا ما جئت لأجله "

قال بتذمر " أمي أجيبي الآن "

نظرت له بحدة وقلت

" بحر منذ متى كنت تسأل عن النساء وعن الموجودين معي لو سمعتك حور لغضبت "

قال بتذمر أكبر " أقسم أنها حور من في الداخل هيا أخبريها أن تخرج إلي "

قلت بضيق " بحر هذا لا يجوز كيف تطلب هذا هي ليست زوجتك حتى الآن وأنتما متفقان

على هذا حتى الزواج على حد علمي "

قال بذات الضيق " لما تحرمني من رؤيتها والتحدث معها كل هذا الوقت هذا ليس عدلا أبدا "

قلت بحدة " بحر استحي مني قليلا لم أعرفك هكذا "

تأفف وغادر متضايقا عدت للداخل ضاحكة فقالت حور

" ماذا أراد ولما كل هذا الضحك "

قلت " يبدوا أنك لم تتركي له مجالا اليوم "

ضحكت وقالت " هربت منه عدة مرات بأعجوبة فزبير يحاصره بشدة "

ضحكت وقلت " أعرف زبير جيدا وقد وقع بحر في قبضته سيكون

زواجكما قريبا لا أعلم لما كل هذا "

نظرت للأرض في حياء فقلت مغيرة لمجرى الحديث

" أين أصبحت العروستان "

قالت بابتسامة " يكادون ينتهوا منهما إنهما جميلتان جدا "

قلت بابتسامة " كم تمنيتك معهم اليوم "

قالت " زبير يصر بشدة حتى أنه حكم على عمي في كل ما يخص

زواجي والغريب أنه يطاوعه في كل شيء "

قلت بحنان " ليسعدكم الله جميعا كم تمنيت لو فرحت بغيث وأديم في يوم كهذا "

قالت بهدوء " أحمدي الله أنهم بخير وسعداء "

قلت بامتنان " حمدا لك يا رب , آه صحيح عليا تفقد زوجة نبيل لابد وأنها تعاني الأمرين من

ميسم فقد أصبحت تلك الطفلة حركية كثيرا "

حور

أحسست اليوم أنني أحتفل بزفاف شقيق لي من والداي وليس شقيق من الرضاعة فقط

أشعر بفرحة غامرة من أجله وحتى من أجل جود وميس وصهيب فقد عشت أياما كثيرة

مع هذه العائلة وعايشت فيها كل ما مروا به من عقبات في تلك الأيام فعامان مرا بي معهم

هنا وها أنا اليوم أشاركهم الفرح كما شاركتهم كل ذلك الحزن

كان اليوم من أكثر الأيام الشاقة التي مرت علي , رن هاتفي فكان زبير أجبت بترحاب

" مرحبا بعريسنا "

قال ضاحكا " حاذري من عينك أن تصيبني "

قلت بضيق " كنت أجاملك لأزيدك ثقة فقط "

ضحك وقال " أخرجوا لي عروسي ولا أريد منك أي دفعات تشجيعية "

قلت بتذمر " يالك من شقيق "

قال " هيا أخرجي يا شقيقتي الغالية علينا الذهاب لقاعة الحفل ورائك عمل كثير هناك "

قلت مبتسمة " فورا ولكن راقب لي الطريق جيدا "

ضحك وقال " لا تخافي لقد صرفته للتو هيا أخرجي "

أقسم أنني أموت شوقا له أكثر منه ولكن عليه أن يفتقد وجودي كي لا أكون عروسا عادية ثم

لا يجوز هذا أمام الناس وأمام نفسي وحتى أمامه لذلك عليا الهرب منه فلم يبقى سوى أسبوع على

زواجنا وصلنا الصالة نزلنا هناك توجهت للداخل وبدأت بمراقبة كل شيء والتحضير له وقد غادر

زبير لإحضار الهدايا من أجل طاولات المعازيم تنقلت بين الطاولات ووقفت عند باقات الورود

الكبيرة عندما سمعت صوت حداء زبير خلفي كنت أقف على طرف أصابعي بحدائي العالي

أحاول تثبيت أحدى الزهور حينما شعرت بيده تمسك يدي الأخرى أمسكتها بقوة وأنا منشغلة

بالزهرة وقلت " لقد تأخرت "

ثم سحبته معي قائلة " هيا علينا ترتيب الهدايا وتوزيعها حسب الألوان "

كان يتبعني في صمت , غريب هي ليست من عادة زبير وقفت فجئه شممت العطر بقوة

إنه ليس عطر زبير إنه ...

التفتت للخلف بسرعة فكان بحر أمامي وأنا ممسكة بيده نظرت له بصدمة وهوا يدقق في

ملامحي وشعري الملفوف وفستاني القصير العاري فقلت بصدمة

" بحر "

قال بهدوء وابتسامة " نعم بحر ويا ويل بحر اليوم "

تركت يده وتراجعت للخلف بضع خطوات فأقترب مني شدني إليه من ذراعي حتى ألصقني

بجسده وقال " حور لما تعذبيني بحرماني منك "

قلت وأنا أدفعه بيدي من صدره كي يبتعد

" بحر أتركني سيأتي زبير في أي لحظة ثم هذا لا يجوز ألا ترى أنني بدون حجاب وبهذه

الملابس بحر ابتعد وغادر فورا من أجلي أرجوك "

ترك ذراعي وقال وهوا ينظر لعيناي وأصابعه تلعب بخصلات من شعري تنزل على خدي

" حسننا من أجلك فقط أما لو كان الأمر لي لكنت سرقتك الآن وهربت بك , أحبك حوريتي "

وغادر وتركني بقلب يكاد يتفجر من كثر دقاته دخل حينها زبير توجه مسرعا نحوي وقال

" هل كان بحر هنا "

قلت " لا اعلم لا تقل أنه جاء "

التفت للخلف وقال " لقد رأيته يغادر المكان بسيارته ألم تريه "

قلت " لا "

قال بابتسامة " جيد أنه لم يرك هكذا لكان أصر على أن يكون زواجكم عند الغد أو يهرب بك "

ضحكت وقلت " هل تراه يجن ويفعلها "

قال ضاحكا " أجزم بذلك بل ولن ينام حتى الصباح "

نظرت للأرض بخجل فسحبني من يدي وقال

" هيا تعالي لنكمل العمل لتأتي العاملات للتوزيع أيتها الخجولة "

زبير كان اليوم شاقا وغامرا بالسعادة بالنسبة للجميع ولأن حور ستكون المشرفة على التحضيرات

فوجب عليا أن أكون أنا المساعد الأول لها وحارسا شخصيا لبحر أيضا لأبعده عن ساحة الحرب

هههههه هوا منزعج مني اليوم حد الجنون

تكفل أخوتي بكل ما يخص صالة الرجال واستقبال التهاني في القصر وها أنا أخيرا أنهيت مهمتي

أنا وحور وأعدتها للقصر وعدت حيث البقية وما أن دخلت حتى نظر لي بحر نظرة انتصار اقسم

أنه رآها لكن لما لم تعترف حور هل رآها دون علمها يا ترى أم أنها أخفت الأمر عني

جلست أنظر له ببرود فقد يكون هذا مجرد لعبة منه ولكنه كان هناك سأريه

نظرت له بضيق وقلت " لما عليك أن تأخذ أنت جود هي زوجتي أنا وليس أنت "

ضحك وقال " في أحلامك , جود شقيقتي ولن يأخذها من هنا أحد غيري "

قلت بحزم " وحور شقيقتي ولن تراها يوم زفافكم حتى الصباح "

نظر لي بصدمة فنظرت له نظرة تحدي فضحك أديم وقال

" أما أنا فكنت من أخذ ليان من منزلي لمنزلي هههههه وحدي دون مساعدات "

نظرنا جميعنا جهة غيث الذي كان يستمع للحديث من بعيد فنظر للجانب الآخر متجنبا للتحدث في

الأمر فضحكنا في صمت ولكنه رمانا بنظراته النارية فسكتنا ثلاثتنا همس بحر غامزا جهة صهيب

" إنه غاضب من غيث اليوم وكادا يتشاجران "

قلت بصدمة " ولما "

ضحك بحر وقال " لأنه هوا من سيأخذ ميس ويصر على إيصالهم للفندق أيضا "

ضحكت وقلت " لا أحسد صهيب على هذا "

لقد صرخت ميس وبكت بالأمس حد الجنون عندما أخبروها أن جدي من عليه أخذها وزفها

لزوجها وكادت تدمر لنا الدنيا ولم تهدأ حتى قال غيث أنه من سيتولى ذلك فقد هددت بصريح

العبارة أن الزواج لن يتم حينها يالها من حادة طباع أعانك الله عليها يا صهيب وأعانها عليك

لأنك لست بأقل منها وها هوا اليوم غاضب فهوا زوجها لما شقيقه من يأخذها

نظرت باحثا عن أحدهم وما أن وقعت عيني عليه حتى توجهت ناحيته من فوري وجلست

بجانبه وضحكت بخبث وقلت " العاقبة عندكم "

قال بضيق " أنا خطبت قبلك بكثير لما تتزوج قبلي "

ضحكت وقلت " هذا قدري وذاك قدرك "

لوا شفتيه باستياء وقال " ألم تحضر حتى الآن "

قلت " لا ليس بعد "

تأفف وقال " يبدوا أنها لن تأتي "

ضحكت وقلت " لا تقلق فلديها شقيقاك رهائن لابد وأن تحظر بهم "

تنهد وقال " كنت أود سرقة نظرة ولكن لا بأس فزواجنا قريب "

قلت بضيق " هيه جبير لا تنسى أنها ابنة عمي "

نظر للجانب الآخر وتجاهلني ابتعدت عنه وأمسكت بهاتفي , جود الحبيبة لم تغب ثانية

عن بالي اليوم ولو كان الأمر بيدي لدخلت لها الآن وطرت بها للفندق سأختبرها اختبارا

صغيرا اتصلت بها عدة مرات ولم تجب كنت أتوقع ذلك منها أرسلت لها رسالة كتبت فيها

( أجيبي على اتصالي يا بلسم )

لم تجب فأرسلت أخرى ( أجيبي علي برسالة أو فعلت مالا يعجبك )

أرسلت ( ماذا تريد مني يا هذا ألا يكفيك ما فعلت كاذب ومخادع وخذلتني لا أريدك

أن تتصل بي ثانيتا أنا متزوجة الآن وزوجي إنسان محترم لن أخونه ما حييت )

ضحكت وحضنت الهاتف يالا جود الحبيبة وفية في كل الظروف أرسلت لها

( لقد نقضتِ العهد إذا )

أرسلت ( بموافقتك أم نسيت ولا ترسل لأني لن أجيب )

جربت الاتصال بها فكان هاتفها مقفلا اقترب مني بحر وجلس وقال

" ما بك تحتضن الهاتف كالمجانين "

نظرت له بضيق وقلت " وما بك أنت تراقبني "

قال باستياء " جود اتصلت بي وقالت أنها ستتصل بي على رقم رنيم

وأن أكلمها عليه ماذا فعلت يا زبير "

قلت ببرود " زوجتي يا رجل أم نسيت "

قال مغتاظا " نعم زوجتك ولكني ما وافقتك على لعبتك تلك لتدمر مشاعر شقيقتي

لقد كان صوتها سيئا جدا ولم يعجبني يبدوا أنها بكت كثيرا "

نظرت له بصدمة وصمت فقال " زبير إياك وإغضاب جود مهما حدث بينكما أعرفك جيدا تحب إغاظة

من تحبهم فجود حساسة للغاية ولكي تكسبها زوجة لك كل العمر تعامل معها كقطعة الزجاج الثمينة "

قلت بابتسامة " لا تخف يا أخي وإن اشتكت لك يوما فخدها مني ولكن عليك قتلي أولا "

ضحك وقال " أخشى أن تقتلني أنت "

ثم غادر وتركني , آه جود حبيبتي موعدي معك الليلة

صهيب غيث المجرم ذاك سأريه وميس كيف توافق على هذا هل هي غابة , لا أريد إزعاجها يوم

زفافنا لكني لن أنساها لهما أبدا , تلك العنيدة ما في الأمر لو أن جدي زفها لي هوا جدها

وإن لم يعتذر منها من أجل والدها وجدي أخطأ أيضا

كنت أتأفف بتذمر طوال الوقت فجلس عوف بجواري وقال

" ما بك يا رجل من يراك يضنك مكره على الزواج "

قلت بضيق " لا يعجبني شيء مما يحدث سوى أن ميس زوجتي "

ضحك وقال " وهذا المهم "

قلت باستياء " تبدوا لي منبسطا جدا "

تنهد وقال " أحاول أن أكون كذلك فأي سعادة ستحل بي يا صديقي ووالدي مسجون وأخوتي

لم يحظر منهم أحد وكلاهما خارج البلاد ووالدتي غاضبة مني وعلياء ستزف لي دون حفل

ولابد وأنها مجبرة على الزواج بي "

نظرت له وقلت بهدوء " آسف يا عوف لم أقصد تقليب مواجعك علياء فتاة رائعة وستجد

السعادة معها وستعوضك عن كل ما فات من حياتك وقاسيته "

ابتسم وقال " إذا هيا ابتسم وفك هذه التكشيرة كي لا تلتصق بك وتدخل بها على

عروسك فتظن ميس أنها لم تعجبك "

ضحكت وقلت " سوف تعاقبني حينها عقابا عسيرا "

ضحك وقال " وستكون تستحق ذلك "

رن هاتفه فوقف وقال " عليا المغادرة لأخذها والتوجه للمنزل "

قلت " لما لا تأتي بها هنا "

قال " لا يمكنني فعل ذلك قد نتسبب في مشكلات نحن في غنى عنها "

وقفت واحتضنته وقلت " مبارك لك يا عوف لا تنسى أن تكون لطيفا معها "

قال بابتسامة " شكرا لك يا صهيب ولا تنسى زيارتنا أنت وميس قبل أن تسافرا "

وخرج مغادرا مسكين عوف لم يحضا حتى بحضور أهله يوم زفافه وعلياء ليست بأقل

منه فلم تحظى بحفل كغيرها أتمنى أن يكونا على وفاق

جلس بحر بجانبي فهوا لم يفارقني اليوم إلا قليلا وهمس قائلا

" كم أحسدكم لما فعل بي شقيقك ذلك "

ضحكت وقلت بذات الهمس

" اصبر قليلا يا رجل لقد صبرت وعانيت الأمرين كله أسبوع واحد فقط "

تنهد وقال " أنت لا تعلم ما أشعر به لكنت عذرتني يالي من غبي هل كان عليا أن أراها "

نظرت له بصدمة فضحك وقال

" من الجيد أن زواجنا ليس اليوم لكانت حور أفسدت على عروستيكما بجمالها "

قلت بضيق " ما تعني بذلك هل ترى ميس قبيحة "

قال مدافعا " لا لا لم أقصد ميس وجود جميلتان دون خلاف في الأمر "

ثم غمز بعينه وقال " ولكن حور أجمل لا تنكر "

ضحكت كثيرا وقلت " بل كنت حينها أنا من سأفسد عليك فكل الأضواء ستوجه

إلي , لا أعلم كيف أحبتك فتاة بجمالها الخارق "

قال بضيق " بائس من تظن نفسك سأدخل أديم معكم وسترى أي أضواء ستسلط عليك "

ضحكت وقلت " لا كله إلا أديم فلن يروا أحد حينها حتى العروسان هل

ستدخله بكل هذه الأناقة على النساء "

ضحك وقال " لا تخف فزوجته هددته "

ضحكنا سويا وانظم إلينا البقية وأمضينا الوقت حتى جهزت العروستان لننتقل لصالة الحفل

علياء لقد صعقني والدي حين قال لي مباشرة أن زواجي من عوف سيكون الأسبوع القادم قد أكون

تخلصت من كبار السن والمتزوجين ولكن عوف قد يحقد عليا بسبب رفضي الدائم له ولكن لما

طلبني من والدي إذا قد يكون انتقاما مني أو بسبب ما حدث مع عمي جسار فلن يزوجه أحد

غير والدي كم أتمنى أن يمضي هذا اليوم على خير

" علياء هيا زوجك جاء لأخذك "

وقفت واحتضنتها بدموع فقالت

" توقفي عن البكاء يا غبية ستفسدين الماكياج "

قلت ببكاء " زمرد سأشتاق لك أعتني بنفسك "

مسحت دموعها وأبعدتني عنها فتوجهت لوالدتي وارتميت في حضنها باكية فمسحت

على رأسي وقالت " سماح وأبنائها يعيشون السعادة ويتعسوننا نحن "

قلت مبتعدة عنها " وما دخلها في ذلك "

قالت بغضب " توقفي عن الدفاع عنهم لا أعلم لما تحبينهم وحتى زوجك هذا

كان مثلك دائما ما أشرفه من زواج "

قلت بضيق " أمي لما تقولين هذا هوا زوجي الآن وابن عمي ولم يخطأ يوما في حقنا "

نظرت للجانب الآخر باستياء فلبست عباءتي وغطاء الرأس وأنزلتني زمرد للأسفل حيث

والدي وعوف أما إساف فلم يكن مرحبا بكل هذا الزواج وقد خرج منذ الأمس ولم يرجع

حتى الآن , زمرد ألغي زواجها بذاك الرجل وهذا ما يهون عليها الأمر وقد تلقت درسا

جيدا مما حدث لها بعد أن تسرعت وخسرت زبير وكادت تكون زوجة لرجل متزوج

من اثنتين وكانت لن تكون هي الزوجة الأخيرة بالتأكيد

وصلنا للأسفل فسمعت عوف يقول لوالدي

" أعذرني يا عمي فعلينا المغادرة لأننا سنسافر غدا باكرا "

قال والدي " إذا على بركة الله وأوصيك خيرا في ابنة عمك يا عوف فعلياء ابنتي وأعرفها

حقها مهضوم منذ كانت صغيرة ولا تعرف سوى الصمت عن الأذى فكن رحيما بها "

قال عوف " لا تخف يا عمي ولا توصيني بها كن مطمئنا "

شعرت بيده تمسك كتفي مساعدا لي على السير وخرجنا وركبنا السيارة وانطلقنا حتى وصلنا

المنزل في صمت قاتل وعند دخولنا وصله اتصال فأجاب من فوره ضاحكا وقال

" علمت أنك ستفعلها إن اتصلت ثانيتا أفسدت عليك ليلتك "

ثم ضحك وقال " نعم نعم وداعا "

يبدوا انه صهيب أو زبير تنفست بقوة أمسك بيدي وصعدنا السلالم ثم دخلنا لحجرة أقفل

بابها خلفنا ثم رفع الغطاء عن وجهي نظر لي مطولا في صمت وأنا عينيا أرضا من شدة

الخجل قبل رأسي ثم رفع وجهي دقق مطولا في ملامحي فنزلت دموعي دون إرادة مني فقال

" علياء هل أنتي مجبرة على الزواج بي "

نظرت لعينيه ثم هززت رأسي وقلت " لا لست مجبرة "

ولم أخبره أن والدي لم يأخذ رأيي أبدا فقبلني على شفتي بسرعة وغادر الغرفة مسحت دموعي

يالي من غبية هل كان هذا وقت الدموع ولكنني خفت حقا من ردة فعله توقعته حينها سيصفعني

أو سيبصق على وجهي لكن حمدا لله هذا هوا عوف لم يتغير شاب مهذب ولطيف أنا من كنت

غبية دائما ولم أعرف أين أوجه مشاعري

غيرت ثيابي وارتديت فستانا قصيرا قرمزي اللون بحمالة واحدة وفككت تسريحة الشعر لتنزل

لفافاته على ظهري وأكتافي غيرت من الماكياج قليلا وخرجت وجدته يعد طاولة الطعام نظرت له

مطولا في صمت , عوف ليس أفضل حالا مني فلم يحتفل معه أحد من عائلته عليا أن لا أفسد هذه

الليلة اقتربت منه ببطء وقفت خلفه وقلت بهدوء

" هل أساعدك "

التفتت إلي نظر مطولا لجسدي ووجهي وشعري فابتسمت وقلت

" ألا يعجبك "

ابتسم وقال " بلى يعجبني ولطالما كنتي تعجبينني "

قلت بحياء وعينيا أرضا " اقسم أن أسعدك ما حييت "

رأيت يده ترتفع ثم أمسكت بخصري وقربني إليه وحضنني برفق وقال

" وأنا سأسعى جاهدا ليحصل ذلك , علياء هل أنتي سعيدة حقا "

قلت ببكاء " نعم كثيرا جدا "

أبعدني عنه وأمسك وجهي وقال " ولما البكاء إذا "

قلت بشهقة " خشيت أنك غاضب مني "

قال باستغراب " ولما أغضب منك فما فات قد مات وعلينا أن لا نذكره "

ابتسمت وقلت " سأفعل كل ما في وسعي لأكون زوجة صالحة لك طول العمر "

ابتسم وقبلني بعمق ثم سحبني من يدي وقال

" هيا تعالي لنتناول أول وجبة عشاء لنا في عش الزوجية "

ضحكت وقلت " ولن تكون الأخيرة "

حمدا لله كم حملت هم هذه اللحظات وهذه الليلة لقد كان لطيفا معي طوال الوقت وتعامل مع كل

الأمور برفق مراعيا لي وكانت ليلة جميلة مرت على خير أخيرا

ميس كم كان هذا اليوم متعبا وخبيرات التجميل ينهشونني كالكلاب كل واحدة تمسكني من جانب لا

اعلم لما كل هذه الكلفة وصهيب لا يتوقف عن إزعاجي باتصالاته لقد هددته إن فعلها مجددا ودخل

هذه المرة لغرفتي فلن أغادر معه كما هددت رنيم أيضا وبعد عناء طويل أنهين عملهن أخيرا

وقفت فقالت ليان " رائع كم أنتي جميلة يا ميس "

ابتسمت وقلت " شكرا لك يا ليان "

قالت " ما رأيك لو تحملين ابنتي ستكونان ثنائيا رائعا "

ضحكت وقلت " سيرميها صهيب حينها خارج القاعة في رمية واحدة "

ضحكت وقالت " لا لا لا سأطلب ذلك من جود إذا خذي أنتي شامخ "

ضحكت كثيرا وقلت " سيفسد الزفة كلها بصراخه "

وقفت أمام المرآة لأنظر لخارطة الألوان التي على وجهي كان الماكياج كثيرا جدا ولكنه

رائع وتسريحة الشعر ضمت بها شعري كله للأعلى في تداخلات غريبة ومدهشة وقد

صبغته بالون الأسود من أجل التغيير وقد غير في شكلي كثيرا رغم غرابته مع العينين

الزرقاء ولكنه أبرز لونهما كثيرا الفستان كان من تصميم المصممة ذاتها التي صممت

فستان العقد ولا تحتاج لتوصية في العري فهوا بدون أكمام ولا حمالات باللون الأبيض

ومطرز بالذهبي وحتى الطرحة كذلك وعند الخصر شكل التطريز يشبه الفراشة نازلا

للأسفل , أحضرت رنيم الغطاء ودخلت وقالت

" يااااه ما كل هذا يا ليلة صهيب الليلة "

ضحكت وقلت " ها قد فعلت كل ما تريدينه "

اقتربت مني وضعت الغطاء على راسي وقالت وهي تربطه من الأمام

" ستري إن لم تشكرينا , هيا بسرعة فغيث ينتظر في الأسفل سنأخذك معا "

رفعت غطاء الرأس وقلت " أين هي والدتي لم أرها منذ وقت "

قالت بابتسامة " إنها تبكي في الأسفل فلم تنشف عينيها اليوم أبدا "

ابتسمت بحزن ونزلت دموعي وقلت

" حبيبتي أمي كم تمنت أن تراني عروسا "

قالت رنيم بانزعاج

" ميس يا غبية ستفسدين كل شيء ستعيشين معها هنا فلما كل هذا الفيلم الهندي "

ضحكت وقلت " حسننا لن أبكي ولكن أين ابني لأودعه هنا فلا يمكنني الاقتراب منه هناك "

أمسكتني من خصري وغطت لي رأسي وقالت

" هيا بسرعة فلم يبقى إلا أن تحتضني الجدران مودعة لها "

نزلت بمساعدتها للأسفل احتضنتني خالتي بحب وقالت " ميس يا ابنتي لن أوصيك على صهيب

وكما قلت له عليكما نبذ الخلافات الدائمة فالحياة تحتاج للكثير من التنازلات لتسير بتفاهم "

قلت بهدوء " سأحاول "

ضحكت وقالت " لا فائدة ترجى منكما ما يطمئنني حب صهيب الشديد لك "

ابتعدت عنها وقلت بضيق

" هل تعني أنه لو كان الأمر علي لفسدت حياتنا أم أني أنا لا أحبه "

قالت بصوت مصدوم " لا يا ميس لا تفهميني خطأ "

رفعت الغطاء قليلا وقلت " أين هي والدتي "

اقتربت أمي مني فحضنتها بحب وقبلت رأسها وقلت

" أمي لما كل هذا البكاء ماذا أبقيتي لنهاية الحفل "

ضحكت من بين دموعها وقالت

" حمدا لله أني رأيتك عروسا وكما تمنيت دائما لأحد أبناء عائلتك "

قلت بضيق " من ورائي كنتي تتمنينها "

قالت ضاحكة " لو علمتِ بي حينها لقتلتني "

غطيت وجهي وقلت باستياء " لا بأس فأنا السيئة دائما "

اقترب غيث وقال

" بسرعة سنتأخر بحر ينتظر في الخارج لأخذ شقيقته ونمضي معا "

وكزت رنيم وقلت " أين حور "

ضحكت وقالت " هربت من جود منذ فترة فهما لم يتقابلا طوال اليوم "

أخرجاني غيث و رنيم ووالدتي كانت معنا أما خالتي فسترافق بحر وجود ووالدتها

وصلنا القاعة جميعا أدخلني غيث أولا وبغطائي طبعا لتدخل جود بعدي أوصلني عند

المنصة ثم خرج كانت الزفة جميلة جدا وكأن غيث هوا زوجي هههه اقتربت مني

رنيم وأزالت الغطاء عني كانت القاعة كبيرة بشكل مخيف والحاضرات بعدد خيالي

من جميع الأشكال والأحجام همست لرنيم قائلة

" ألست وغيث نليق ببعض اليوم "

نظرت لي بصدمة ثم قالت بضيق

" أي تليقان إنه أكبر منك بقرابة العشرين عاما "

ضحكت وقلت " لا بأس بذلك "

قالت بحدة " ميس ستري إن لم أخبر صهيب "

ضحكت وقلت " سأنكر ذلك طبعا يا غيورة "

تنهدت وقالت " كم تحبين تقليب المواجع علي يا ميس ألم تجدي غير غيث

كم تمنيت هذا اليوم وتلك اللحظة التي أدخلك فيها "

قلت بهمس حزين " أنا آسفة حقا يا رنيم فلم أفكر في هذا "

ابتسمت وقالت " لا عليك يا ميس "

أرسلت رسالة من فوري لزبير فأنا أعرفه صاحب أفكار جنونية وقد أعطتني رنيم هاتفي

بأعجوبة , كانت أعين الجميع ترصدني فتاة العصابة تتزوج اليوم لو أن جود تدخل بسرعة

غطتني رنيم وغادرت جهة المعازيم بعد لحظات سمعت صوت زفة جود ووصلت خطواتها

وشقيقيها بقربي ووضع غطائها ورحلا لو كان لي شقيق أو والد الآن لفعل ذلك آه حمدا لله على

كل حال رفعت الغطاء عني بمساعدة ليان التي صعدت لنا ثم جلست ونظرت لجود وقلت بابتسامة

" لم أتصور أننا سنجتمع هنا "

ابتسمت وقالت " ولا أنا "

تبدوا لي جود حزينة أو غير مقتنعة زبير المحتال ذاك كم يعشق المقالب

بعد حفل طويل مرهق ومتعب هنأنا فيه عدد خيالي من النساء الآتي لم أعرف فيهن أحدا غير بنات

عم حور ووالدتهم وابنة عم والدي غطتني رنيم ليدخل بحر ويزف جود لزبير الذي سيدخل بعده وأنا

كنت مجرد مستمع فقط بعدها أزالت رنيم الغطاء عني وأوقفتني استغربت ذلك فلما تزيله وغيث سيدخل

بعد لحظات دخل الجد بمساعدة صهيب نظرت لهما بصدمة هل يضعانني في الأمر الواقع أمام الناس

أم يحسبون أنني سأخجل من هذا الحضور لقد جنوا على أنفسهم

اقتربا مني ساعده صهيب على الصعود ونزل من فوره وقف أمامي وعيناي أرضا

ودموعي ملأت أطراف الفستان فقال

" ميس سامحيني يا ابنتي "

قلت ببكاء " أطلب من ابنك أن يسامحك إن استطعت فهوا من مات والحسرة تأكل قلبه أكلا "

تنهد وقال " لقد أخطأت ومنكم السماح "

لم أزد كلمة واحدة ونزلت بمفردي من المنصة بغضب حاملة غطائي في يدي وتجاوزت

حتى صهيب سيرا على البساط والكل مندهش لما يحدث من توقف الجميع عن الحديث

وكأن القاعة لا يوجد بها أحد تبعني صهيب أمسك يدي وقال

" ميس توقفي هل جننتي "

قلت هامسة ببكاء " هل تضعونني أمام الأمر الواقع يا صهيب لما تفسدون عليا حتى

يوم زفافي لماذا لا أسعد أبدا "

لم يتحدث ولكنه سحبني لحظنه وطوقني بيديه بقوة فسمعت صوت تصفيق الحاضرات

وتصفيرهن مشجعات فقال صهيب

" لقد طلب هوا ذلك هل نكسر بخاطره "

قلت ببكاء " لا أريده لا أريد "

مسح على ظهري وقبل رأسي وقال

" حسننا توقفي هيا لقد أصبحنا فرجة للجميع "

ابتعدت عن حضنه محاولة مسح دموعي فقبلني على خدي وغطى رأسي وجسدي جيدا

وخرج بي خارجا بين التصفيق الحار صهيب المجنون هذا لا يتوقف عن جنونه أبدا

ضننت أن الأمر لن يتعدى والدتي ووالدته ولكنه تخطاهم بكثير

وصلنا الفندق في صوت شهقاتي طوال الطريق وصهيب يحاول تهدئتي دون جدوى صعدنا

لجناحنا أدخلني الغرفة أزال اللحاف عني ثم قال

" ميس متى ستتوقفين عن البكاء "

ارتميت على السرير وانخرطت في بكاء طويل وشديد جلس بجانبي يمسح على ظهري وقال

" ميس حبيبتي لما كل هذا "

قلت بنحيب " لما ... وتسأل لما , هذا لأنك لا تشعر بي أبدا ولا أحد يشعر بما

أشعر ألم أرفض ذلك لما فعلتموه لما "

قال بغيض " أخبرتهم أن الأمر لن ينجح ولن أجني منه إلا التعب ووحدي

من سيخسر وها هوا حدث ما قلت "

جلست وقلت " لم أتوقعها منك في ليلتنا هذه لماذا وافقتهم على ذلك الأمر "

قال بضيق " كنت واحد ضد الجميع من كان سيأخذ برأيي ميس لقد كان يريد

الاعتذار منك أمام الجميع لما خذلته "

قلت ببكاء " أنا التي خذلته الآن وماذا عني لما لم يفكر أحد بي أين كان عندما اتهمني

أبنائه بالخزي والعار أمامه وهوا ساكت وأين كان عندما طردوا ابنه وسجنوه "

امسك وجهي وقال " حسننا امسحيها في وجهي هذه المرة ولن يتكرر ذلك "

قلت بحزن " لقد مضى الحفل وانتهى ولن يتكرر أيضا لما تفسدون فرحتي دائما "

قال " سنعيد الحفل أيضا فقط توقفي عن كل هذا البكاء "

قلت باستياء " إنها عين رنيم الحسودة لقد حسدتني وأفسدتها عليا "

ضحك وقال " وما دخل رنيم بما حدث "

قلت بضيق " لو كنت مثلها لاتصلت بزبير الآن ليلغي كل شيء لكن لا بأس

من أجل غيث وليس من أجلها "

نظر لي باستغراب وقال " لا افهم من هذا شيئا "

قلت بضيق " لا تتحدث معي أنا غاضبة منك ومنهم جميعا "

قال بصدمة " اغضبي منهم كما تشائين أما مني أنا الليلة فمستحيل "

وقفت وقلت بضيق " هيا أخرج أريد تغيير ملابسي ثم .... "

وقف واضعا يديه في وسطه وقال بحزم " وثم ماذا "

قلت ببرود " ثم أنام "

خرج منزعجا وأغلق الباب بقوة هذا لكي يتأدب سأريهم جميعا أعلم أنه سيعود عما قريب

استحممت وغيرت ثيابي ارتديت فستانا من الحرير الطويل بالون الوردي فقد حكم عليا

أن تكون جميع ملابسي بهذا اللون , الرجال يحتكرون المرأة ويتحكمون بها في كل شيء

فتحت تسريحة الشعر ونزل متموجا على ظهري حتى الخصر أمسكته من الأمام بقوس

شعر فضي اللون ونزلت بضع خصلات منه من تلقاء نفسها

مصففة الشعر الغبية تلك لقد جدعت لي غرتي , جلست طويلا وانتظرت ولم يأتي رغم

انزعاجي منه لا أريد إغضابه مني كما فعلوا بي خرجت بحثا عنه ولم أجده بأي مكان هل

خرج وتركني هنا وحدي توجهت للشرفة فتحتها فكان في الخارج يقف مستندا بمرفقيه على

حافة الشرفة ينظر للأسفل فقلت بهدوء " صهيب "

نظر لي وعاد كما كان ولم يجب فقلت

" لما تغضب مني الآن أنا من يحق له ذلك "

لم يجب أيضا فقلت " الجو بارد هنا ستمرض "

تجاهلني تماما وتوجه لطرف الشرفة دخلت للداخل توجهت للغرفة بكيت كثيرا ثم نزعت

الفستان ورميته بطول يدي على الجدار ليسقط أرضا ثم ارتديت بيجامة قطنية زهرية

اللون ببنطلون قصير يصل للركبة وقميص يصل طوله عند حافة البنطلون وله حمالات

عريضة وكتابة حمراء في المنتصف ولممت شعري كله للأعلى مثل ذيل الحصان ونزلت

غرتي متدرجة على طرف وجهي نظرت للمرآة كنت كطفلة في العاشرة تماما نظرت

للخلف فوجدت الفستان مرميا على الأرض عدت للسرير ارتميت عليه وعددت للبكاء

بعد لحظات قليلة سمعت صوت باب الغرفة يفتح وتوجهت خطواته نحوي جلس بجانبي وقال

" ميس هيا توقفي عن البكاء واجلسي "

جلست أمسح دموعي فشدني لحظنه وطوقني بيديه وقال

" حبيبتي أنتي يا ميس ودموعك غالية على قلبي "

قلت وقد عدت للبكاء من جديد

" لما غضبت مني ما الذي فعلته أنا "

قبل رأسي وشد يديه عليا بقوة وقال

" آسف حبيبتي كان عليا أن ابتعد قليلا كي لا أفرغ موجة غضبي فيك "

لففت يداي لظهره وشددت قميصه بقبضتي بقوة وقلت

" لا تغضب مني لقد جرحتموني كثيرا بما فعلتم وأفسدتم زفتي "

ضحك وقال " كان مشهدا رائعا وأنتي تزفين نفسك بنفسك "

ابتعدت عنه وقلت باستياء " أراك منبسطا بذلك "

قرص خدي وقال " لما رميتي الفستان على الأرض "

أبعدت يده وقلت " لم أعد أريده لقد كرهته ولن البسه ما حييت "

ضحك وقال " وهل ستفعلين ذلك مع كل الثياب كلما تشاجرنا "

قلت بحزن وعينيا للأسفل " لا فهذا ارتديته من أجلك "

أمسك يدي قبلها وقال " إذا سنرميه وسأشتري لك غيره "

ثم مرر يده على ظهري ببطء حتى لفها حول خصري وقبل عنقي فابتعدت عنه وقلت

" ألسنا متعبين قليلا "

أقترب وقال بابتسامة " لا لست متعبا إطلاقا "

قلت وأنا أقف مبتعدة " ولكنني متعبة لما لا ننام الآن "

وقف ووضع يديه وسط جسده وقال بحدة

" ميس لا تجعليني أغضب منك مجددا "

صعدت واقفة فوق السرير حافية القدمين وقلت

" لما لا ندع كل شيء للغد "

لف من الجانب الآخر القريب لي من السرير وهوا يقول

" ولا ثانية أخرى بعد أعرفك جيدا في الغد ستكررين هذا مجددا "

قفزت للجهة الأخرى وقلت ضاحكة

" اسمع سوف أصرخ فابتعد عني "

ركض لجهتي قائلا " في أحلامك يا طفلتي "

ركضت هاربة فأمسك بي من خصري وحملني جهة السرير ورماني عليه فقلت بصراخ

" صهيب انتظر قليلا لنتفاهم على أمر مهم أولا "

حاصرني بيديه واضعا لهما على السرير كل منهما في جانب ووجهه مقابل وجهي وقال

" نتفاهم في أي أمر إلا هذا "

حاولت الصراخ لكنه كتم صرخاتي بقبلاته ولم يكترث لي أبدا

عند الصباح تسللت بخفة من السرير وتوجهت للحمام استحممت وارتديت فستانا أسود قصيرا

بنقوش زهرية اللون طبعا وسرحت شعري

وقفت عند الشرفة وفتحت الستائر أشاهد منظر البحر شعرت بأصابع تتخلل بين أصابعي فابتسمت

ونظرت لصورته في الزجاج تسللت يديه الأخرى لخصري وسحبني إليه فقلت بضحكة

" صهيب يكفي ارحمني "

ضحك ورفعني بيديه وقال " أروع ما فيك أنك نحيلة وقصيرة "

قلت بضحكة " وأنك عملاق "

رماني على السرير وقال " لست عملاقا سوى بجانبك "

رن حينها هاتفه تأفف وضحكت بخفة وتسللت مبتعدة من تحته أمسكه وأجاب متذمرا

" نعم "

ثم قال بضيق " ليس لدينا واحدة اسمها ميس "

صرخ ضاحكا " لاااااااااااا , وداعا "

نظرت له بصدمة فباغتني وامسك بيدي وسحبني إليه قلت وأنا أحاول التخلص منه

" من كان يريدني "

قال وهوا يشدني لحظنه " دعينا من ذلك الآن "

قلت بضيق " صهيب اتركني وأعطني هاتفي لما تغلقه "

قال بهمس " أشششششششش "

يتبع .........
 
لقد اتممت 14ساعة ونصف متتالية من قراأت باقي الاجزاء، رواية جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى شكرا لك (لحن الحياة) على نشرها واتمنى اضافت الاجزاء الباقية وشكرا لك على الرد
 
الجزء التاسع والأربعون والأخير

جود

لا اصدق أن هذا اليوم يوم زفافي , وكأنني أشاهد مسلسلا وسينتهي وأعود لمنزلنا

وعائلتي فلم أتخيل يوما أن أتزوج أحد أشقاء بحر وزبير تحديدا , لا اعلم لما أرادني أنا

زوجة له لما ترك حور وتزوجني لقد بكيت البارحة كما لم ابكي من قبل , بحر أثنى على

زبير كثيرا كما أنه أحظر لي جهازا غير جهاز بحر لي وغضب بحر منه كثيرا لولا حبي

الفاشل ذاك لكان تقبلي للأمر أكثر يسرا وسهولة حمدا لله أنني لم ألتقي به لكان الأمر أصعب

من الآن , هه وهل أسمي كل هذا غير تعلق

نحن هنا منذ الظهيرة وخبيرات التجميل لم يفارقوني إلا وقت الصلاة أرسل لي ذاك الخائن

رسالة ألم يجد غير اليوم ليرسل رسائله لقد حررني من وعده ليعود الآن ويلقي باللوم علي

لابد وأنه شعر بالملل ويريد أن يتسلى معي بكذباته ويضنني سأصدقه من جديد لقد أغلقت هاتفي

وسأغير رقمي نهائيا ولن يجدني بعد اليوم , ضننت الأمر انتهى على ذلك ولكن دموعي بدأت

بالنزول دون توقف وأربكت المزينة كثيرا من كثرة بكائي لقد افسد عليا ليلتي أفسد الله عليه حياته

انتهت أخيرا أوقفتني وقالت " جميلة جدا هيا انظري لنفسك في المرآة "

وقفت أمام المرآة كان الفستان سكري اللون مطرز ومزركش بالأبيض ليكون خلافا لفستان ميس

طرف من أعلاه له كثف وطرف بحمالة رقيقة من الكريستال فقط موصولا به سلاسل من الكريستال

الفضي تلتف حول ذاك الكتف وحول الخصر بشكل بيضاوي وذيل طويل وورود بيضاء صغيرة

منتشرة فيه بعشوائية لقد غيروا لون شعري من الأسود للبني الفاتح مع خصلات ذهبية وقد قامت

بلفه وجمعه ورفعه بطريقة غريبة ومدهشة كنت أنظر لنفسي وأقول أيعقل أن تكون هذه أنا لقد تغيرت

كثيرا حتى أني لم أعرف نفسي نظرت للخلف بحثا عن والدتي فوجدتها تجلس مكانها وتنظر لي

وتمسح دموعها توجهت ناحيتها وحضنتها ببكاء كم سأشتاق لها ولهذا الحضن الدافئ لما على الفتيات

الزواج من المفترض أن يزوجوهن منذ ولادتهن وتربينهن أمهات أزواجهم كي لا يقفوا مثل هذا الموقف

دخلت رنيم وقالت بغضب

" جود ما كل هذا البكاء لن نجد وقتا لنعدل الماكياج من جديد "

ثم شهقت بدهشة ما أن نظرت باتجاهها وقالت

" جود ما أروعك ما كل هذا الجمال أنتي وميس ستبهران الحاضرات جميعهن فكل

واحدة منكما أجمل من الأخرى "

ثم سحبتني من يدي وقالت " هيا بحر سيدخل بعد قليل فنحن سنخرج الآن أنزلي للأسفل فورا "

نزلت أنا ووالدتي لم يكن هناك أحد غير خالتي حضنتني وباركت لي وقالت بفرح

" جود كم أنا سعيدة أنك زوجة لأحد أبنائي ليكن زبير في عينيك صحيح أنه مشاكس وكثير

السخرية ويهوى استفزاز الغير لكنه طيب القلب ومحب لك كثيرا فأرعه واجعليه في عينيك "

نظرت للأرض بحزن وقلت " نعم سأفعل "

دخل حينها بحر نظر لي بدهشة وابتسامة ثم حضنني وقال " ما كل هذا الحسن كنتي تشبهينني

أما الآن فصرتي أجمل , مبارك يا شقيقتي الغالية ها قد تخلصت مني أخيرا "

قلت ببكاء " ليثني أبقى تحت رعايتك طول العمر فأنت لست كأي شقيق ولا حتى زوج "

همس ضاحكا " لو سمعك زبير لرمى بي خارجا وقطع لسانك هيا فغيث ينتظرنا "

غطاني وأخرجني ركبنا السيارة جميعنا وحتى مازن معنا فقال بحر بمرح

" أنظروا نحن أسعد حظا من تلك السيارة فوالدتي معي ووالدة جود معها سوف نسبقهم الآن "

وانطلق مسرعا وتخطى سيارتهم حتى كاد يوقع قلوبنا فقالت والدته بغضب

" بحر ما بك جننت فجأة هذه ليست عادتك يبدوا أن زبير قد عداك اليوم "

ضحك وقال " لن تكون شقيقتي في الخلف أبدا "

زبير هذا يشتكي الجميع هنا من مشاكسته ومقالبه أتمنى أن لا يهدي لي مقلب منها الليلة

وصلنا قاعة الحفل أنزلني بحر ثم أدخلني هوا ومازن ورفع الغطاء عني وأوصلني حتى المنصة

قبل رأسي وحضنني ثم حضنني مازن ونزلا وبحر واضعا يده على كتف مازن يحدثه مبتسما وما

أن اختفيا خارجا حتى صعدت ليان لنا وأجلستني وساعدت ميس في نزع غطائها هذه الأغطية مزركشة

وطويلة وثقيلة جدا والقاعة كانت فخمة للغاية بعد وقت رأيت حور بين الحضور صعقت لرؤيتها هنا حتى

كاد يغمى علي , لما حضرت اليوم يا ترى نظرت لها مطولا وهي تنظر لي ثم وقفت وتوجهت ناحيتنا

صعدت لنا فوقفت من فوري ونظرت للأرض وقلت

" حور سامحيني أقسم أنك كنتي المفضلة لدي وأنني لم أتزوج زبير إلا لأنني لم أكن أعلم من

يكون وإلا ما كنت لأفعلها وأوافق عليه "

حضنتني وقالت " لا عليك يا جود فزبير لم يرد غيرك زوجة وأنا لست غاضبة منك ولا منه مبارك

لك يا صديقتي فأنتي وزبير تستحقان كل الخير "

ثم نزلت وتركتني جامدة كالتمثال أنظر إليها بصدمة وكأنني في حلم أم أن حور ليست إنسانة

طبيعية بتاتا , عند نهاية الحفل دخل بحر وزبير لإخراجي كان يرتدي البذلة السوداء وربطة العنق

كان مختلفا ووسيما كعادته ترى لما تركته حور ما ينقصه لتنفصل عنه , وصلا عند منتصف الطريق

ووقف زبير ليتابع بحر سيره حتى صعد لي وأنزلني ممسكا يدي للأمام حتى أوصلني عند زبير ووضع

يدي في يده وقال له " زبير لا تنسى ما أوصيتك به "

ضحك زبير وقال " لقد نسيت هلا أعدته "

قال بحر بضيق " زبير هذا ليس وقت مزاحك "

قال " حسننا حسننا هيا أخرج قبل أن يغضب منك أحدهم ظننا منه أنك تتعمد البقاء ليرينك الفتيات "

ضحك بحر وخرج وتقدمت منا والدة زبير ووالدتي باركا له وحضناه ثم ابتعدا وجاءت حور

لتضربني بسهم من سهامها الغريبة اليوم فاحتضنت زبير وقالت

" مبارك لك يا زبير كن رفيقا بجود فهي صديقتي "

قال وهوا يشد من احتضانه لها

" شكرا لك يا حور ولكن لما الجميع يوصيني بها أوصوها بي ولو مرة واحدة "

ضحكت ثم ابتعدت وعيناي يتبعانها بصدمة ترى أمازالت زوجته ولكن لما تزوجني إذا , هل حور

تعاني مرضا ما أو أنها لا تنجب الأبناء أنا لا أفهم شيئا من هذا , نظرت لزبير للمرة الأولى بصدمة

فأمسك وجهي وقبل جبيني ثم قال " مبارك لك ولي يا جود "

قلت " ولكن حو ..... "

قاطعني قائلا " سنتحدث لاحقا "

غطاني وسار بي للخارج وأنا في بحر من الحيرة والتيه ولا أفهم شيئا مما يجري ركبنا السيارة

ووصلنا الفندق وصلنا الجناح أدخلني للداخل عند الردهة وكشف عن وجهي نظر لي مطولا وقال

" كم أنتي جميلة يا جود كنتي دائما رائعة وها أنتي اليوم أجمل "

نظرت له وقلت " زبير ماذا عن حور أنا لا افهم "

تنهد بضيق وقال " جود أنا أسبح في وادي وأنتي في وادي آخر "

نزلت دموعي وقلت " لما تزوجتني عليها لما "

ضحك بصوت مرتفع فقلت بضيق " هل قلت ما يضحك "

ابتعد عني وأولاني ظهره وقال بلهجة غريبة

" جود لن تحاسبيني على ماضيا لأني لم افعل ذلك بك أضنك تفهمينني "

ما الذي يعنيه بهذا , قلت بصدمة " ماضيا أنا "

التفت إليا وقال " نعم ماضيك "

قلت بتلعثم " ولـــ لكن عـــ عن أي ماضي "

قال بحزم " جود لما التغابي "

هل علم بأمر اتصالاتي تلك ولكن كيف هل رنيم أخبرته مستحيل لابد وأنه غيث كيف لم يخطر

هذا ببالي هاهي العقوبة الحقيقية على ما فعلت تنزل بي الآن قلت

" لما تزوجتني إذا "

اقترب مني وقال " لأنني أحببتك بل وعشقتك بجنون "

نظرت له بصدمة فقال " لما فعلتي ذلك يا جود "

نظرت للأرض وسقطت دموعي تباعا وقلت " من أخبرك بذلك هل هوا غيث "

لاذ بالصمت فنظرت له وقلت

" لما تزوجتني وتركت حور بل يبدوا أنك تزوجتني معها لماذا وأنت تعلم عني كل ذلك "

قال بابتسامة سخرية " لأن حور لا تحبني "

نظرت له بصدمة حتى كادت تخرج عيناي وقلت " هل تعاقبها بي أنا "

ضحك وقال " جود من أين تأتي بكل هذه الأفكار ثم أنا أخبرتك أنني تزوجتك لأنني أحبك "

هززت رأسي وقلت " أنا لا أفهم شيئا وسأصاب بالجنون "

قال مبتسما " حور ليست زوجتي "

قلت بدهشة " ماذا تكون إذا وهي تحتضنك أمام الجميع في القاعة "

نظر للسقف بابتسامة ثم نظر لي وقال " هي شقيقتي "

شهقت بصدمة وقلت " شقيقتك "

قال هازا رأسه وعيناه في عيناي

" نعم شقيقتي وتحب شقيقي وأنا أحب بلسم جروحي التي أخرجت الرجل الكئيب من عالم كآبته المظلم "

قلت بصدمة " أنــــ .... أنت من "

قال بابتسامة " الرجل الكئيب "

ثم بدأ بسرد قصائدي التي كنت أرسلها إليه تباعا وكان يحفظها بالحرف وبالترتيب وأنا

أستمع له بصدمة وعقلي يحاول برمجة ما أسمع ثم مددت يدي وأغلقت فمه وقلت

" أصمت , كاذب "

أبعد يدي وقال " بل صادق وسوف أتبث لك ذلك "

أخرج هاتفه وأراني إحدى رسائلي له من بعيد ثم قال

" افتحي هاتفك الذي أقفلته بعد اتصالي اليوم وبعد أن تراسلنا لكي اتصل بك الآن وتتأكدي "

أخرجت هاتفي كمن تبحث عن أي ثغرة لتخرج من هذا الكابوس فتحته فأتصل بي وظهر أسم

الرجل الكئيب على شاشة هاتفي فرميت الهاتف وارتميت في حضنه باكية فشد يديه حولي وقال

" لما البكاء الآن ألماستي الحبيبة "

قلت ببكاء " لما فعلت كل ذلك بي لما أخفيت عني "

ضحك وقال " لكي تكون مفاجأة , أحبك يا جود أحبك بجنون وكم سرني أنك لم تستنكري حقيقة

أنني زبير هوا نفسه ذاك الشاب الذي أحببته "

شددت من يداي حول جسده وقلت " مخادع محتال لقد أبكيتني لليالي طويلة وأنا أضنك خدعتني

وكذبت علي لو كان بواب الفندق لما استنكرت كونه هوا ولرأيته الشاب الذي أحببت "

قال ضاحكا " سنغيره منذ الغد فيبدوا أن البواب يعجبك "

ضحكت وابتعدت عنه وقلت " محتال منذ متى تعلم أنها أنا "

ابتسم وأمسك وجهي وقبلني وقال " منذ نسيتي هاتفك في جناحي "

شهقت وقلت " منذ ذاك الوقت لهذا إذا لم تعد تصر على رؤيتي يالك من محتال يا زبير "

ضحك وقبلني ثانيتا وقال " كدت أصاب بالجنون وأنا أراك أمامي ولا أستطيع التحدث معك "

قلت بابتسامة والدموع ملأت عيناي

" لقد أحببتك كما لم أحب أحدا قبلك ولقد جرحتني كما لم يجرحني أحد غيرك "

قال بابتسامة " لقد كنتي الهواء الذي أتنفسه يا جود وما كنت لأتركك لحظة تضيعين مني كيف

تتصوري ذلك فما كنت لأخلف وعدي لك أبدا "

نزلت دموعي من جديد فمسحها وقبلني فدفعته وقلت

" زبير أليس لديك شيء غير هذا دعني أفهم منك أولا "

ضحك وقال " بلى لدي الكثير هل أريك ذلك في الغرفة "

ضربته بقبضتي وقلت " ابتعد هناك هيا "

حضنني وقال " قال أبتعد قال هل جننت أم جننت "

قلت بهدوء " إذا أنتم من ربطتكم الوصية لقد عشت معكم لأشهر ولم ألحظ ذلك "

ثم ابتعدت عنه وقلت " ومن شقيقك ذاك "

ثم شهقت بصدمة وقلت واضعة يدي على فمي " بحر ..... وحور "

قال بابتسامة " نعم هما "

قلت بصدمة " بحر ... معقول , لهذا كان حزنه يتضاعف كل يوم ولهذا كانت حور حزينة

دائما لقد اخبرنا انه خطب فتاة وسيتزوجها قريبا لكن لم يخبرنا من تكون "

قال " نعم حور هي من ستكون زوجة شقيقك وهي شقيقتي "

أمسكت بباقة الزهور ورميتها عليه وقلت " سترى يا محتال لقد اتفقتم عليا إذا "

ثم أخذت حقيبتي ودخلت إحدى الغرف وأغلقتها خلفي بالمفتاح لأخرج ملابسي وأغير الفستان

وتركته في الخارج فتشت الحقيبة ولم أجد فيها سوى قميص نوم وبنطلون جينز وقميص وعباءة

ليان المخادعة لقد هددت وفعلتها ما كان عليا تركها هي ترتب حقيبتي لم يكن أمامي من خيار سوى

ارتداء قميص النوم هذا إنه قصير جدا وشفاف للغاية , جيد أننا تناقشنا وهربت منه لكنت مطره

لارتدائه الليلة , ما كان عليا أن اسخر من ليان لأنها ارتدت قميص النوم مرغمة في أول يوم لزواجها

فها هي انتقمت مني آه لا أصدق كل هذا وكأنني في حلم لقد كنت أبكي عليه لأيام وأسابيع وأنا زوجته

وكنت أبكي جرحه لي وهوا لم يجرحني وابكي تركه لي وخذلانه وهوا لم ينقض عهده أبدا , زبييييييييييير

يالك من محتال لقد خفت من مقالبه ولكني لم أتوقع أن يكون المقلب قد وضعت فيه من قبل قدومي إليه

بعد قليل طرق الباب وقال " جود أفتحي الباب "

وقفت عند الباب وقلت

" لا لن أفتح لك أبدا وعند الصباح سأتصل ببحر ليأتي ويأخذني "

قال بصدمة " ولكن لماذا "

قلت " لأنك مخادع ولن أسامحك "

قال " بحر أيضا يعلم قبل زواجنا "

قلت بغضب " هوا شريكك أيضا ستريان "

قال برجاء " جود حبيبتي أيعقل أن تتركيني هكذا ليلة زواجنا الأولى افتحي الباب هيا "

قلت بحدة " لا لن أفتح "

قال بهدوء " اقسم أني احبك جود وما فعلت ذلك إلا لتوافقي علي "

قلت بغضب " ولما لم تتحدث معي لما مثلت علي دورين زوج وحبيب خائن في وقت واحد "

قال " وكيف كنت سأتحدث معك وأنتي تغلقين هاتفك "

تجاهلته ولم أجب ناداني كثيرا ولم أجب أيضا ثم قال بحدة

" جود إن لم تفتحي خرجت من الفندق وتركتك وحدك هنا "

فلم أجب أيضا بعد قليل سمعت صوت باب الجناح يفتح وهوا يخرج منه ويغلقه خلفه هل فعلها

وذهب وتركني انتظرت قليلا ولا صوت في الخارج قررت فتح الباب لأتأكد فسمعت باب الجناح

يفتح حمدا لله أنني لم أفعلها لو رآني بقميص النوم هذا فسيغمى عليا بالتأكيد إنه الأسوأ بين المجموعة

كلها وما هي إلا لحظات ورأيت ضوء الباب يشير صرخت بذعر لقد ذهب لجلب بطاقة الباب من

الأسفل لقد خدعني ركضت جهة الخزانة واختبأت بها سمعت صوت الباب يفتح وخطواته تقترب ثم

رأيت ظله من أسفل الباب ثم فتح الخزانة بسرعة وأنا كنت مختبئة في الزاوية أحاول ستر جسدي

بظلام المكان ومغمضة عيناي فمد يده وقال

" أخرجي هيا يا محتالة "

لم أخرج ولم أتحرك فأمسك يدي وسحبني للخارج بقوة فوقعت من حافة الخزانة في

حضنه فقال مبتسما " ما هذا السقوط الرائع "

تلمس ظهري بصمت واستغراب وكأنه يستكشف شيئا ثم أبعدني عنه وقال وهوا ينظر لجسدي

" دعيني دعيني أرى "

قلت ببكاء " زبير توقف عن النظر لجسدي , كله بسببها سأريها "

وانخرطت في نوبة بكاء طويلة من شدة الإحراج ولكنه لم يكترث لحالتي تلك بل حملني بين ذراعيه

وتوجه بي لغرفة النوم , ما كنت سأتوقع منه وهوا يراني هكذا شبه عارية دخل الحجرة وأغلق الباب

بقدمه وأنا متمسكة به أخفي وجهي في عنقه وليس لي إلا البكاء من الإحراج وضعني على السرير

وهمس في أذني " لما البكاء ألماستي "

اكتفيت بالشهقات في صمت وغطيت وجهي بيداي وأنا أشعر بيده تلمس جسدي نزولا وكأنه

يتفقده كله همس في أذني " جود ما بك حبيبتي هيا توقفي عن البكاء ودعيني أرى وجهك "

قلت بنحيب " كله بسببها كله منها "

ضحك وقال " وهل كنتي تحلمي أن أتركك ترتدي غير هذا "

قلت ببكاء " ما كنت سأرتدي هذا ولو قتلتني "

ضحك ورفع يداي عن وجهي ووضع أنفه على أنفي وقال مبتسما

" حتى هذا بالنسبة لي كثير "

أغمضت عيناي بشدة ولم أشعر سوى بشفتاه تلامس شفتاي وقال هامسا

" أنتي وجودي يا جود "

قبلني بعمق ثم قال

" لولا شقيقك الأحمق ذاك وزواجه بعد أسبوع لسافرت بك لأجمل مكان في هذا العالم "

لم أعلق بكلمة لأنني لازلت تحت تأثير الخوف وعيناي مغلقتان بشدة فضحك وقال

" جود متى ستفتحين عينيك "

قلت " لن أفتحهما أبدا "

قال ضاحكا " ولماذا "

قلت " كي لا أرى نفسي "

ضحك كثيرا ثم قال " وما الحل الآن "

قلت " أطفأ النور "

ابتعد عن السرير ثم عاد جلس وقال " ها قد أطفأته "

فتحت عينيا بسرعة ووجدته فوقي والنور لم يطفأ بل ازداد بتشغيله لباقي المصابيح فصرخت

وغطيت وجهي حضنني وقال " ما سأفعله بك الليلة ستصيبينني بالجنون "

رنيم

كم كانت هذه الليلة رائعة وها هم من دمرت أحلامهم الوصية تجبر كسورهم إرادة الله ولم

يبقى سوى حور وبحر , حور التي عانت ما لم يعانيه الجميع كم مرضت وبكت وتعذبت

تنهدت وأنا أراقبها تغادر وعائلة عمها ولا اعلم من منا جميعا عانى أكثر من البقية ها قد بدأ

بعض الحضور بالمغادرة دخلت عاملتان من الفندق وأغلقتا الباب نظرنا جميعنا لهما باستغراب

جاءني اتصال من حور طلبت مني البحث عن قرطها في كرسي المنصة المخصصة للعروسين

صعدت أبحث عنه وما هي إلا لحظات وسمعنا صوت موسيقى هادئة لأغنية رومانسية وقفت ابحث

عن مصدر الصوت وأظلمت القاعة فجئه إلا من نور موجه للباب وفتح على مصراعيه ودخل منه

غيث صفقت كل الحاضرات الآتي لم يغادرن بعد واشتغلت الأنوار مجددا دخل بخطوات ثابتة وعينان

موجهة لي وابتسامة ساحرة وجميلة كنت أنظر له بصدمة ودهشة واستغراب صعد المنصة وقف

أمامي أمسك بيدي قبلها ونظر لعيناي وقال

" رنيم سامحيني لأني لم أقدم لك شيئا بسيطا كهذه الليلة التي تتمناها كل الفتيات "

نزلت دموعي واحتضنته وأزداد التصفيق والتصفير والصراخ طوقني بيديه بقوة وقال

" لو كان بإمكاني إرجاع الوقت للوراء لحظيتي بأجمل من هذه الليلة "

قلت ببكاء " يكفيني هذا يا غيث أقسم أنك عوضتني الآن "

أبعدني وقبل جبيني وعينيا وهمس ضاحكا

" يبدوا لي وزنك ازداد قليلا لكنت حملتك الآن لقد أفسدت على نفسك "

ضحكت وقلت " كاذب أعرفك جيدا تريد التهرب من ذلك "

ضحك ثم حملني بين ذراعيه وغادر بي نازلا من المنصة وخارجا من القاعة غطاني بعباءتي

وأركبني السيارة وركب قلت بصدمة " غيث أين سنذهب وشامخ إنه بالداخل "

قال بابتسامة " دعيه لوالدتي تستمتع بصراخه الليلة فليس لدينا ابن نحن عروسان ولسنا أقل منهم "

قلت بابتسامة " أين سنذهب "

قال " لحيت ذهبوا بالطبع "

حضنت ذراعه وقلت " غيث ما أسعدني بك "

أمسك يدي بيده قبلها وقال " هذا أقل ما تستحقينه وأبسط حقوقك "

وصلنا الفندق فتحوا لنا باب السيارة ونزلنا على صوت زفة وكأننا عروسان فعلا صعدنا

بالمصعد للطابق المخصص لهم الليلة فهذا الفندق من ضمن أملاك العائلة كان مليئا بالورود

والزينة أمسك يدي بيده وأدخلني أحد الأجنحة بعدما فتحه بالبطاقة كان فخما ورائعا ومزينا

لعروسين بالفعل دخلنا غرفة بطاولة وأضواء خفيفة وأكل فاخر قال بابتسامة

" أنتي من سيأكله طبعا "

قلت بضحكة " لو أخبرتني لأعددت أنا الطعام هنا الليلة "

ضحك وقال " الجميع هنا في خدمتك كيف تخدمينهم أنتي "

ثم حضنني وقال هامسا في أذني

" لو كان القمر بيدي لأهديته لك الليلة لأنك لا تستحقين أقل من الشيء المعلق في قلب السماء "

غصت في حضنه أكثر وقلت ضاحكة

" من علمك هذه الكلمات الرائعة بحر بالتأكيد "

ضحك وقال " أقسم أنها مني أنا , لقد ألمني رأسي من كثرة ما كنت أعصره ليخرج بشيء "

قلت بحنان " يكفيني قلبك يا غيث هوا وحده قمري "

قال متبسما " ها قد تغلبتي علي الآن وليس لدي ما أقول غيرها "

شددت بيدي عليه وقلت " قل أحبك قلها هي وحدها تكفيني منك "

أبعدني عنه أمسك وجهي وقال " أحبك رنيم "

ثم نظر للأرض بصمت ثم لي وقال

" هل تعلمي حين اختفيت ذاك اليوم الذي رأيت فيه الكابوس ليلا أين كنت "

قلت بحيرة " أين "

احتضنني وقال " للبحر ولأول مرة ألجأ للذهاب إليه لوحدي كنت أحاول فهم نفسي وجمع شتات

أفكاري كنتي بدأتي تسيطرين على مشاعري وأنا أحاول إنكار الحقيقة أدركت أنني كنت أحاول

إعطاء فرصة لنا ليس لتحسين حياتنا بل لأن مشاعري بدأت تتغير اتجاهك بالفعل وكلما صددتِ

محاولاتي استغربت شعوري بالإحباط لذلك كنت تائها وخائفا من انجراف مشاعري اتجاهك

ومن خذلانك لي مستقبلا فحاولت الهرب لأكذب على نفسي وأوهمها أن النساء خائنات والماضي

هوا الدليل وانه عليا أن لا أتق بواحدة أبدا ولكني بعدها ضربت تلك الأفكار عرض الحائط "

شددت من حضني له وقلت " غيث أقسم أنك وحدك بقلبي حتى آخر العمر "

ومرت تلك الليلة رائعة وهادئة كما حلمت دوما أن تكون وعوضني فيها عن كل ما فقدته

منه زفة وحفل وليلة في فندق فخم ومشهور وزوج محب وحضن دافئ

سماح

حمدا لله الذي طمأن قلبي على أبنائي أسأله وحده أن لا يغيبوا عني فكم القصر كئيبا بغياب

أغلبهم فحتى بحر ذهب منذ يومين لأخذ شقيقه ووالدته ولم يرجع حتى اليوم غيث و رنيم

سافرا أيضا ليومين ياله من بخيل ومدمن على الأعمال لكن لا بأس قد يكون عوضها قليلا بذلك

ليس بالقصر اليوم عداي أنا ووالدة ميس وليان وأديم الذي لم نره منذ الصباح وهذان الطفلان

بصراخهما المزعج نظرت لليان وقلت

" ما بها ابنتك اليوم "

قالت بتذمر " لا أعلم لم تدعني أنم البارحة وهاهي قد حرمتني من الذهاب لعملي اليوم "

قلت بهدوء " مادامت لا تشتكي من شيء لما لم تذهبي وتتركيها معنا "

تنهدت بضيق وقالت

" أنتي تعرفي أديم جيدا لن أحلم بذلك مادامت هي تبكي هكذا "

دخل حينها بحر فضحكت وقلت " ها قد جاء صديقها "

قالت ليان ضاحكة " ابنتي هذه انحرفت منذ الصغر ستريها حور "

توجه ناحيتنا ألقى التحية وقبل رأسي وقال بانزعاج

" ما بهما هذان "

ضحكت وقلت " لديهما حفلة أوبرا الليلة "

ضحك ضحكته الهادئة وقال " هل هذا كله تدريب فقط "

ضحكت وقلت " هيا صديقتك تبدوا مشتاقة لك "

ضحك وأخذها من ليان وما أن حملها حتى سكتت كعادتها هذه المدللة التي لا تعترف سوى

بأديم ولا تسكت إلا عند بحر , رفعها للأعلى ثم قربها لوجهه قبلها وقال بابتسامة

" ما بها الجميلة اليوم "

ضحكت وقلت " لو يراك أديم ترفعها هكذا لقتلك ولو تسمعك حور تغضب منك "

قال بضحكة " سوف آخذها في جولة إن جاء أديم أخبروه أنها نائمة "

ضحكت ليان وقالت " سيتفقدها بالتأكيد ولن يجدها "

قال مغادرا " إذا أخبروه أنها هربت مع حبيبها "

ضحكنا سويا ثم قلت بهدوء

" أفرحني الله برؤية أبنائك يا بحر وأخيرا عادت الابتسامة الصافية لوجهه "

دخل حينها صهيب وميس فأعطيت شامخ لليان ووقفت مرحبة بهما حضنت صهيب وباركت

له ومن ثم ميس التي قالت على الفور " أين هي والدتي "

قلت بابتسامة " إنها نائمة قالت تريد النوم قليلا "

نظر صهيب لشامخ وقال بضيق " أين ذهبا وتركاه يصرخ هكذا "

ضحكت وقلت " هل وجودهما سيغير شيئا دعهما يستمتعان قليلا بدونه "

نظر جهة ميس التي كانت تنظر لشامخ وقال ببرود

" أعلم أن يداك تأكلانك الآن "

نظرت له بصدمة ثم عتب ثم أشاحت بوجهها للجانب الآخر في حزن وما هي إلا لحظة

وشهقت باكية فقال بتذمر " ها قد تنوع البكاء "

كانت تلك اللكمة قوية على ميس التي غادرت من أمامنا غاضبة وباكية نظرت له وقلت

" صهيب لقد أخطأت "

قال بضيق " وفيما الخطأ هل ستنكر أنني كنت صادقا "

قلت بحزم " صهيب هذا الذي تفعله لا يعقل ولقد أهنتها أيضا وسخرت من دموعها بدل

أن تطبطب عليها وتسكتها "

قال بغضب " أمي كم مرة كررت أني لا أريدها أن تقترب منه لا أريد ذلك أبدا "

قلت بحدة " صهيب هل جننت ما معنى هذا "

قال بضيق " معناه كما فهمته "

وقفت ليان قائلة " سوف أذهب لرؤيتها "

وتركت شامخ لدي نظرت لصهيب وقلت بجدية

" بني كيف تتضايق منه إنه طفل وهي تعلقت به لأنها رعته لشهور "

قال ملوحا بيده في غضب

" لا أحتمل أن تهتم به في وجودي لا أحتمل , الله خلقني هكذا "

قلت بحدة " صهيب لم أعرفك مريضا بالغيرة "

قال بهدوء وضيق " ليست غيرة "

قلت " وما تسميها إذا "

قال " حب أمي أحبها ولا أريد أن تهتم بغيري "

هززت رأسي بيأس وقلت

" هذا تملك وليس حبا ثم هي لم تفعل شيئا "

وضع يديه وسط جسده وقال " أعلم ما كانت تريد "

قلت بضيق " هل دخلت قلبها لتعلم , صهيب لا تفسد حياتكما بأمور تافهة "

دخل حينها أديم ووضع يده على كتف صهيب وقال

" ما به العريس "

قلت بضيق " نعم ذكره بأنه عريس وبأن زوجته عروس "

ضحك وقال " هل تشاجرا كنت أعلم أنهما لن يصبرا قليلا "

رمى صهيب بيد أديم عن كتفه وقال بضيق

" لا دخل لك بنا "

قال أديم صاعدا للأعلى

" لن يكون هناك خاسر غير ميس تذكر ذلك جيدا يا أخي "

معه حق إن فشل زواجهما وانفصلا فلن يخسر أحد غيرها أتمنى أن لا يحدث ذلك فميس

ما تزال صغيرة ولن تحتمل ذلك فالطلاق أمر صعب خصوصا في ظروف مثل ظروفها

أخرجني من أفكاري صوت زبير داخلا وهوا يقول

" لقد سبقتمانا إذا "

توجهت ناحيتهما باركت لهما فقال زبير ضاحكا

" وأخيرا باركتِ لي يا قاسية "

ضحكت وقلت " كي لا تعيدها ثانيتا "

ضحك وقال " أعدك في المرة القادمة أن أخبرك باسم العروس "

نظرت له جود بصدمة فضحك وقلت بضيق

" زبير متى ستقلع عن عاداتك السيئة "

قال بتذمر " أمزح فقط أمي ما في ذلك "

قلت بحدة " المزاح الثقيل لا ضرورة له ولن يأتي إلا بالشجار "

قال حاضنا لكتف جود

" يستحيل أن أتشاجر مع عروسي سأكون مجرما حينها "

نظرت جهة صهيب بنصف عين وهوا جالس يقلب هاتفه وقلت بضيق

" هناك من أجرم قبلك فلا أستغرب أن تفعلها أنت أيضا "

قال بصدمة هامسا " هل تشاجرا "

نظرت جهة صهيب بضيق ولم أتحدث فقالت جود بذات الهمس

" هل تشاجرا هناك "

قلت " لا هنا , هيا تفضلا بالجلوس "

دخلت حينها الخادمات بالعصائر والكعك والحلوى فضحك زبير قائلا

" يا غيبتك يا غيث لو كان هنا لدفعتم ثمن هذا "

ضحكت وقلت " لقد أقسم علينا إن رأى إحداهن في القصر طردهن جميعا ولم

يدخل المطبخ منذ حضروا "

نظر زبير جهة صهيب وقال " مرحبا هل أنت هنا ظننتك كرسي "

نظر له صهيب بحدة فرمش زبير بعينيه وقال

" جود ستدخلين العدة منذ اليوم "

ضحكت جود وقال زبير

" أمي هل سمعتي أجمل من هذه الضحكة "

قلت مبتسمة " أسعدكما الله بني "

نظر جهة صهيب مجددا بعبوس مقلدا له وقال

" ما بك يا رجل عابس هكذا "

قال له صهيب بحدة " دعني وشأني يا زبير فلست بمزاج دعاباتك "

تنهد زبير وقال " أعانها الله "

نظر له صهيب وقال بغضب " من تقصد "

قال زبير بخوف " الشمس "

لم نستطع إمساك أنفسنا فما أن نظرت لجود ونظرت لي حتى انفجرنا ضاحكتان

وقف صهيب غاضبا وتوجه للأعلى فقال زبير

" يبدوا الأمر خطيرا "

تنهدت بضيق وقلت " كم أخشى على حياتهما معا "

قال " أمي صهيب يحبها كثيرا كما أن ميس كذلك فأنتي تذكري جيدا أنها كادت تجن حين منعناها

من الذهاب له في المستشفى سوف يتجاوزان كل هذا فميس ما تزال صغيرة على تحمل مزاج

صهيب كما أنها تحمل نفس أطباعه "

قلت بهدوء " أخشى أننا أخطأنا وتسرعنا في تزويجهما وسنندم يوما "

ضحك وقال " وكيف كنتي ستمنعين صهيب من ذلك لقد كان يصر عليها بجنون "

تنهدت وقلت " صهيب يحبها حبا مخيفا "

نظرا لي باستغراب فنظرت لشامخ وقلت

" عليا أخذه لسريره لقد نام أخيرا "

خرجت ليان فقلت لها " ماذا حدث معك "

قالت " ما تزال تبكي تبدوا غاضبة منه جدا "

أعطيتها شامخ وقلت " خذيه لسريره سأتحدث معها "

توجهت لمجلس الضيوف وجدتها تستند على طرف الأريكة وتبكي اقتربت جلست بجانبها

وقلت ماسحة على ظهرها " ميس بنيتي لما كل هذا البكاء صهيب يغضب ويثور ثم سرعان

ما يهدأ ويعود كما كان أنتي أكثر من يعرف ذلك ثم لم أعرفك بكائه هكذا "

جلست معتدلة وقالت ببكاء أشد " لما لا أسعد أبدا لماذا فزواجي تعيس وبعده تعيس وقبله تعيس

وحتى يوم قابلته كان من أتعس أيامي وهوا لا يراعي مشاعري أبدا "

قلت بحنان "ميس صهيب يحبك وأنتي تعلمين ذلك جيدا وحبه لك هوا الذي يجعله يتصرف هكذا "

قالت بأسى " أبدا هوا لا يحبني ولم يحبني يوما "

دخل حينها صهيب توجه ناحيتها أمسكها من يدها وسحبها جهة الخارج قائلا

" أمي تعالي "

خرجت أتبعهما للخارج حيث زبير وجود وحتى أديم وليان جلست معهم فأمسك صهيب وجهها

ومسح دموعها وقال " ميس توقفي عن البكاء أنا آسف وها أنا أمام الجميع أعتذر منك "

عادت للبكاء فقبل خدها وأحتضنها أمامنا كعادته وقال

" ميس أقسم أنني أحبك وليس كما تضنين بي فقط راعي مشاعري "

قالت من بين شهقاتها " ما الذي فعلته لتغضب مني "

مسح على ظهرها وقبل رأسها فابتعدت عنه تمسح دموعها بكفها وقالت

" أنا لا أستغرب شيئا أعرف نفسي تعيسة دائما وكل من يدخل حياتي لا يجلب لي إلا التعاسة "

قال صهيب بضيق " آه انظروا ما تقول هل أصبحت أنا مصدر لتعاستك حبيبتي "

دخل بحر حينها يحمل ميسم بين ذراعيه ضاحكة فشهق أديم بصدمة وقال

" أين كانت هذه المنحرفة الصغيرة "

ضحكنا جميعنا فأقترب بها وأعطاها لليان فبكت من فورها فقلت ضاحكة وأنا أنظر لصهيب

" أتمنى أن لا تسبب لنا مشكلة مع حور فيما بعد "

ضحكت ميس وقالت " لا أحسد بحر على ذلك حينها "

نظر لها صهيب بضيق وقال " ميييييييييس "

أغلقت فمها بيدها ضاحكة فقال بحدة

" لما لا تتزوجينه وأتزوج أنا بحور "

نظرت له بصدمة وقالت " أقتلك إن فعلتها "

ضحك بحر وقال " بل أنا من سيقتله قبلك "

قالت بضيق " في وجهي ترفضني يا بحر "

قال مبتسما " أنتي رفضتني أولا أم نسيتي "

قال زبير " أقسم أنكم بالعكس تناسبون بعض أكثر "

نظر له بحر بضيق وقال

" أصمت أنت يا سبب المصائب لما أجلت زواجي وحور يومين آخرين "

قال زبير " بسبب الترتيبات هكذا شاءت الظروف "

قال بحر بحدة " وما كل هذه الترتيبات وما الداعي لها "

قال زبير ببرود " شقيقتي وأزوجها كيف ومتى أريد "

قال بحر مغتاظا

" والتي تجلس بجانبك أليست شقيقتي وزوجتك بها على مزاجك وحسب مخططاتك "

قال زبير ببروده ذاته " انتهى النقاش في الأمر "

قال بحر مغادرا " اللوم ليس عليك وحدك بل على التي تطاوعك في كل هذا "

نظرت لزبير وقلت " بني ستتسبب بمشكلة بينهما "

قال مبتسما " لا تقلقي أعرفه جيدا لا يطاوعه قلبه لإغضابها ولا بحرف "

نظرت ميس لصهيب بنصف عين وقالت بهمس وصلني بوضوح

" ليتك تتعلم منه "

ضحك صهيب وسحبها من يدها متوجها بها للأعلى فتنهدت وقلت

" كم أفتقد لغيث و رنيم في هذا المجمع "

ضحك زبير وقال " لقد غار منا ذاك المغفل لا وسافرا ونحن لم نسافر "

قلت بابتسامة " يستحقان أكثر من ذلك فدعوهما ينبسطا قليلا , ليسعدكم الله جميعكم يا أبنائي "

حور

اليوم هوا يوم زفافي وليس أي يوم وليس أي زفاف الزفاف الذي لطالما تمنيته والزوج الذي كم

حلمت به وكم رأيته حلما صعب المنال هل ابتسمت لي الحياة أخيرا هل سأنسى كل عذابي ومعاناتي

تأففت وقلت بضيق " مرام توقفي عن الدوران حولي ستصيبينني بالحول "

ضحكت وقالت " أريد أن أجد شيئا واحدا خطأ فيك "

ضحكت وقلت " ولما ذلك لكي تصلحيه "

ضحكت وقالت " بل لكي أتجنبه في زواجي "

قلت بضيق " أنانية "

قالت بابتسامة " خبيرة التجميل هذه شهرتها فوق الخيال ولا تجهز عروستين متشابهتين أبدا

ولولا رفضنا تصويرك لوضعوا صورتك في المجلات ككل من زينتهم سابقا لا أعلم كيف

تحصل لك زبير على موعد معها "

ابتسمت وقلت " بل وسافر بي لأشتري ملابسي من أكثر من دولة كما وعدني ولازالت

مفاجأاته لم تنتهي كما قال "

قالت بتنهيدة " آه أخيرا تزوجك بحر لا أصدق ذلك "

قلت بشرود " ولا أنا وأخشى أن يكون حلما وأستيقظ منه "

قالت بتذمر " حور ما بك تتعسين نفسك دائما بتشاؤمك "

ثم تنهدت وحضنت يديها لصدرها وقالت برومانسية

" لا أتخيل كيف ستكون ليلتكم احكي لي كل شيء "

قلت بصدمة " مرام يالك من وقحة "

ضحكت وقالت " لم أعني ما فهمته "

دخلت حينها شادن وشهقت بقوة ثم قالت بصراخ

" حور ما كل هذا الجمال "

قلت بابتسامة " شكرا لك يا شادن هذا من جمال عينيك فقط "

قالت والصدمة لم تغادرها بعد " أقسم لو كنت زوجك لأغمي علي "

ضحكت مرام وقالت " ألم اقل لك أن تحكي لي "

رن حينها هاتفي فقالت شادن " إنه هوا هيا أجيبي "

ضحكت وقلت " لا ليس هوا هذا زبير "

أجبت فقال مباشرة " كيف هي أخبار العروس "

قلت بضحكة " حاذر من أن تصيبني بعينك "

ضحك وقال " أنتي لا تنسي شيئا أبدا بحر سيصيبني بالجنون هل انتهى التجهيز "

قلت " نعم لقد غادرت وفريقها للتو "

قال بصوت هادئ " أنا قادم حالا عمك لم يوافق أن أزفك "

قلت برجاء " أريدكما كليكما زبير أرجوك "

قال " حسننا كنت أريدها مفاجأة ولكن لا بأس "

قلت بفرح " حقا ستزفانني معا "

قال بهمس " هناك شخص بجانبي لو سمعك لقتلك "

ثم قال بصوت مرتفع

" آآآ آسف يا حور أعلم أنك تريدين بحر أن يأخذك لكن ما باليد حيلة "

ضحكت وقلت " كاذب سأريك "

قال " وداعا الآن وسأكون لديكم في دقائق أخبري بنات عمي ليجهزن لأخذهن معي ووالدتهم "

قلت بصدمة " وأنا "

ضحك وقال " مفاجئه "

قلت بتذمر " زبير لما كل شيء مفاجئه قد لا أوافق "

قال ضاحكا " رغما عنك وداعا يا حلوتي يا ملاكي "

ثم صرخ ضاحكا لابد وأن بحر يضربه زبير المشاغب أعان الله جود عليه

وما هي إلا لحظات ودخلت زوجة عمي وقالت أنه علينا النزول جميعا وما أن وصلنا للأسفل

حتى خرجن جميعهن وتركوني وحدي في حيرة وبعد وقت دخل زبير بعد أن أوصلهم وأول ما

رآني صفر وقال " عجبا هل أنتي من أهل الأرض "

ضحكت وقلت " وهل يوجد كوكب غير الأرض به سكان "

اقترب مني ضاحكا وقبل جبيني وقال بحنان

" حور يا شقيقتي الغالية ها أنا سأزفك اليوم لزوجك ولن تنتهي مهمتي هنا فسأكون معك كل

عمري وسأقف له بالمرصاد فإن جرحك بحرف واحد فأخبريني فقط "

حضنته وقلت ببكاء " شكرا لك يا زبير على كل شيء "

قال ضاحكا " ستفسدين الماكياج يا غبية وستضيع كل النقود التي دفعتها هباء "

ضحكت وابتعدت عن حضنه فأخذ الغطاء ليغطيني به فدخل حينها عمي قبل جبيني فقبلت يده

ورأسه وقلت " لن أنسى ما فعلته لأجلي منذ صغري حتى اليوم ما حييت "

قال مبتسما " وهل تقول فتاة لأبيها هكذا "

نزلت دموعي فقال زبير بتذمر " آه ويحي على نقودي التي ضاعت "

ثم ضحك وضحكنا معه وغطى لي وجهي وخرج بي حتى الحديقة ثم سمعت خطوات

تقترب منا وقال زبير

" ها أنا أعيدها الآن إن رفعت غطاءها أو خالفت باقي أوامري لن تراها الليلة أبدا "

سمعت حينها ضحكة بحر الهادئة ثم صوته الهادئ يقول

" حسننا لقد أوجعت لي رأسي يا رجل هذا وهي زوجتي كيف لو لم تكن كذلك "

قال زبير " ما كنت ستحلم برؤيتها "

همس لي زبير قائلا " حاذري فسيختطفك ويهرب بك إن رأى وجهك فكوني حذرة "

قلت بذات الهمس " أين ستذهب هل سيأخذني هوا "

قال " نعم فكل شيء الليلة سيكون مختلفا يا أروع الشقيقات "

وخرج دون أن يضيف كلمة أو أعترض شعرت حينها بيد بحر تمسك كتفي ورفع بيده الأخرى

طرف الفستان المبالغ في طوله وسار بي للخارج في صمت يبدوا أنه هدده حتى في الكلام

أركبني السيارة ثم ركب وأنطلق وأصوات لسيارات أخرى اشتغلت فور ركوبنا وتسير معنا ببطء

وتزف سيارتنا بعد لحظات قليلة أمسك بحر

بيدي وقبلها مطولا بعمق ثم قال " حور ســ .... "

وقاطعه رنين الهاتف تأفف وترك يدي وأخرج هاتفه وأجاب ضاحكا وقال

" حسننا حسننا لن أفعل شيء "

ثم ضحك وقال " ولن أتحدث أيضا "

ثم قال بتذمر " ماذا تريد بها "

ثم تأفف ومد الهاتف وقال " شقيقك المزعج يريدك "

مددت يدي فوضع هاتفه فيها أدخلته لأذني فقال زبير " حور لا تدعيه يراك اتفقنا "

قلت بهمس " حسننا "

قال " انظري من المرأة الجانبية ولكن بحذر حسننا "

قلت بذات الهمس " حسننا "

قال " وداعا الآن "

مددت له هاتفه تم رفعت طرف الغطاء ببطء ونظرت للمرآة فكانت سيارات زبير وإخوته جميعها

خلفنا ومزينة وكأنها كلها تحمل عرائس بداخلها فنزلت دموعي من التأثر زبير الرائع أراد أن يشعرني

أنهم إخوتي جميعهم ويزفونني أمام الناس وصلنا القاعة ونزل بحر وفتح لي الباب وأنزلني ممسكا

بيدي دخلنا بضع خطوات ثم وضعها في يد أخرى ودخلوا بي القاعة رفع عني الغطاء فكان زبير

وعمي أدخلاني كليهما في زفة على بساط ممر لا يوجد به سوانا وكأن المكان فارغ وأوصلاني

للمنصة وأجلساني هناك بعدها على الفور دارت بنا المنصة نصف دورة لنجد أنفسنا في القاعة

الرئيسية المليئة بالنساء وأنا لازلت في صدمتي كانت كل القاعة مظلمة بعض الشيء إلا جهتنا

مضاءة تماما ثم نزلت أشياء مضيئة وكأنها حشرات مضيئة سلم عليا عمي وزبير ثم نزلا وغادرا

وأضاءت كل القاعة كن الحاضرات كثيرات جدا فأول ما شعرت به الغثيان لكرهي الأماكن المزدحمة

هكذا ففي زواج زبير وصهيب قضيت أغلب الوقت خارج القاعة الرئيسية صعدت رنيم وباركت

لي ثم جود وليان ثم ميس التي ضحكت وقالت

" حمدا لله أنك لم تتزوجي معنا كم أنتي فاتنة يا حور "

ضحكت وقلت " لن أكون أقل منكما أبدا "

ثم همست لرنيم " متى سينتهي الحفل "

ضحكت رنيم وقالت بهمس " ومتى بدأ لينتهي هل أنتي مشتاقة لهذا الحد "

قلت بضيق " غبية بل لأني لم أعد أحتمل سوف أختنق رنيم "

ربتت على كتفي وقالت " احتملي قليلا من أجل زبير الذي تعب في التحضير "

معها حق ولكن هذا شيء رغما عني وفوق استطاعتي

نزلوا وصعدت والدة بحر احتضنتني بدموع وباركت لي هي ووالدة ميس ووالدة جود ثم

نزلوا وصعدت لي شادن ومرام وقالت شادن بسعادة

" كم كانت زفتك رائعة وبدأت من خارج منزلنا الكل هنا كان مبهورا "

قلت بصدمة " كيف علموا بذلك "

قالت مبتسمة " من شاشة العرض هناك "

وأشارت لها بأصبعها حيث كانت شاشة ضخمة على الجدار وفيها صورتي الآن وكل ما يجري

فوق المنصة آه من زبير هذا فوق ما أتخيل

قالت مرام " هذا الزواج سيتحدث عنه الجميع لما هوا شقيقك وحدك "

ضحكت وقلت " لن يشاركني فيه أحد أبدا "

قالت بضيق " لو أني أملك رقم بحر فقط "

واستمر الحفل وأحضروا قالبا ضخما من الكعك بطوابق كثيرة كنت أشعر بكتمه في نفسي وصدري

وأغمض عيناي عن رؤية المتواجدين أغلب الوقت ثم أشرت لرنيم فصعدت فقلت لها

" رنيم أرجوك أن تتصلي بزبير لم أعد أحتمل أكثر من ذلك "

شعرت بالتعب في صوتي فقالت " حسننا سأكلم غيث حالا "

نزلت وتحدثت معه ثم جاءت وأعطتني الهاتف وقالت " خدي زبير يريدك "

قلت مباشرة " زبير آسفة حقا ولكني متعبة ولا يمكنني احتمال البقاء هنا "

قال بصوت قلق " ما بك يا حور "

قلت " لا يمكنني احتمال الأماكن المزدحمة "

قال " لماذا "

قلت " تلك حالة نفسية مرتبطة بطفولتي "

قال بغيض " سحقا لهم لذلك كان ضوء غرفتك مضاء في الليل دائما "

قلت " أجل زبير لا تغضب مني "

قال مباشرة " أبدا يا حور سامحيني لو كنتي أخبرتني ما كنت أقمت حفلا "

قلت " لا أبدا تمنيت أقل من هذا إنه أروع من توقعاتي "

قال " حسننا سندخل لإخراجك فبحر ما أن سمع غيث يكلمني جن جنونه وهوا واقف

عند الباب ينتظرني وعيناه ستأكلني غيضا "

ابتسمت وقلت " لقد أحدثت رنيم شوشرة كبيرة "

ضحك وقال " بل غيث من أحدثها ها هوا بحر جاء وسيقتلني الآن "

ثم سمعته يقول " خد خد تحدث معها وارحمني منك "

جاء حينها صوت بحر قلقا " حور ما بك "

قلت بتردد وخجل " لا شيء بحر متعبة من وجودي هنا "

قال بغيض " لو كانوا أمامي لقتلتهم جميعا على ما فعلوه بك سنخرجك الآن حسننا "

قلت " حسننا "

أغلقت الهاتف فصعدت رنيم لتأخذه ثم أظلمت القاعة وشغلوا تلك الشاشة الضخمة آه لو أنها

كانت هكذا مظلمة منذ البداية لصبرت حتى ينتهي الحفل ظهر حينها في شاشة العرض بحر

وأشقائه الأربعة خلفه داخلين من الباب الخارجي بخطواتهم الثابتة كل أبناء شامخ وحتى

شامخ الصغير معهم يحمله غيث ويرتدي مثلهم البذلة الرسمية السوداء وربطة العنق كان

مشهدا مبهرا والفتيات هنا في صرخة واحدة مؤكد أن زوجاتهم الآن ينقمن على زبير وصلوا

عند باب القاعة الرئيسية وانضم لهم عمي راجي ودخل هوا وبحر وزبير بعدما فتحت لهم

البوابة الضخمة وصلا عندي احتضنني زبير وقال

" حور سامحيني لم أكن أعلم "

قلت بدموع غلبتني " لا عليك يا أخي فأنا التي لم أخبرك "

حضنني عمي بعده وقال

" حور يا ابنتي سامحيني على كل ما حدث لك العامان الماضيان "

قلت ببكاء " كم مرة ستعتذر مني لأجل ذلك أقسم أنني لست غاضبة منك "

قال زبير " هيا يا عمي خدها لزوجها قبل أن يهجم علينا ويأخذها بنفسه "

ضحك عمي كثيرا زبير المشاغب هذا لقد أضحك عمي ضحكة لم أسمعها في حياتي التي

قضيتها معهم كلها إلا الآن ثم قال عمي

" سأترك ذلك لك "

قال زبير بصدمة مندفعا " حقا شكرا شكرا هيا يا حور "

وأمسك يدي بسرعة وكأنه يخاف أن يغير عمي رأيه فضحك عمي راجي ونزل مارا ببحر ووضع

يده على كتفه وقال له كلمات لم أسمعها طبعا فهوا يقف في منتصف البساط أمسك حينها زبير بيدي

وقال غامزا لي " ما رأيك لو جلسنا نتحدث قليلا "

ضحكت وقلت " زبير أقسم أنه سيغمى علي أخرجني الآن "

قال مبتسما " أمري لله كنت أود اللعب بأعصابه قليلا "

آه بدل أن أخاف وأتوتر وأتمنى أن يطول الحفل كباقي الفتيات ها أنا أترجى الناس ليخرجوني منه

نزل بي وأوصلني حيث بحر ووضع يدي بيده وأنا رأسي أرضا فقال بحر بضيق

" جيد أنكم تركتماها ظننتكم ستنامون هناك "

ضحك زبير وقال " لولا حور تعبت لأستمر هذا الحفل لساعات "

ثم قال بجدية ويده فوق يدي وهي في يد بحر

" اسمع يا بحر إن ضايقت شقيقتي بربع كلمة حولتك لمستنقع ليس به سوى الطحالب "

لم استطع إمساك نفس فضحكت فقال بحر

" لم ينقدك شيء مني الآن إلا ضحكة حور غادر هيا قبل أن تطردك جود "

ضحك زبير وغادر فاقتربت والدة بحر وزوجة والده وجود وباركوا له تتركه واحدة لتحتضنه

الأخرى ثم غادروا رفع لي بحر وجهي بأصابعه قبل جبيني ونظر مطولا لوجهي ثم قال

" كان زبير محقا حين منعني من رؤيتك قبل الحفل لأني كنت سأهرب بك حينها يا فاتنة "

سمعنا حينها كلمات بحر هذه بصوت مرتفع من مكبرات القاعة التي أعادت كل ما قال وصفق

الجميع فقال بحر ناظرا للأعلى " زبير سأريه "

خرج صوته من جديد من مكبرات الصوت فضحك الجميع ثم قبل خدي وقال ممسكا وجهي بيديه

ومكبر الصوت يردد خلفه " حور حبيبتي حوريتي أقسم أن أسعدك ما حييت "

ثم احتضنني وقال " ها قد حان للحورية أن تسكن أحضان البحر "

فأزداد التصفيق والصراخ لكلماته ثم حملني بين ذراعيه وخرج بي من القاعة

وما أن وصلنا الفندق حتى بدأت زفة جديدة هناك حتى دخلنا الجناح رفع بحر الغطاء عني

ورماه بعيدا ثم حضنني وتنهد وقال

" أنا لا أصدق هذا حور في حضني الآن وبين ذراعيا هذا أكثر من احتمالي "

بكيت وطوقته بيداي وشددت ثيابه بقوة وقلت

" أحبك بحر أحبك وحدك ولا أصدق أنني صرت لك "

كنت أشد من احتضانه وأبكي وأبكي حتى شعرت بشيء ينزل على طرف وجهي وكأنها

قطرة ماء ابتعدت عنه ومسحتها بيدي فكانت حقيقة نظرت له وقلت بحزن

" بحر لما تبكي "

عاد احتضنني من جديد وقال

" كم بكيت فراقك ووجعي دعيني أبكي فرحتي بك اليوم "

قلت وأنا أغوص في حضنه وأهز رأسي

" لا تبكي يا بحر لا أريد أن أراك تبكي "

مسح على شعري وقبل رأسي وقال

" هيا غيري ثيابك سنغادر "

نظرت له بصدمة وقلت " أين "

ابتسم وقال " مفاجئه "

ضحكت وقلت " هل عداك زبير بهذه الكلمة "

ابتسم ومرر أصابعه على شفتاي وعيناه عليهما ثم رفع ذقني بأصابعه وقرب وجهه مني

فأغمضت عينيا بهدوء وشعرت بشفتيه تلامس شفاهي برقة ثم قال بهمس

" أحبك حور "

وقبلني بعمق ولم تنتهي قبلته تلك حتى ابتعدت أنا عنه ونمت في حضنه وقلت

" بحر يكفي "

شد عليا بذراعيه وقال

" كلها معجزات كل هذه الأمور معجزات لم أتصور أن تتحقق يوما "

ابتعدت عنه وقلت " سأذهب لأغير ملابسي "

قال مبتسما " ارتدي شيئا يقي البرد حبيبتي "

ابتسمت وقلت " هل سنطير "

ضحك وقال " لو كان بإمكاني الطيران لطرت بك "

غيرت ثيابي وارتديت بنطلون ومعطفا يصل للركبة وحجابا بعدما مسحت الماكياج من

وجهي ثم خرجت له وقلت رافعة يداي

" هل تنفع هذه "

اقترب مني احتضنني وقال " نعم تنفع كيف خطر ببالك إحضارها "

ضحكت وقلت " جود نصحتني أن أضع من كل أنواع الملابس قطعة وأن لا أعتمد على

أحد غيري ولا أعلم لما "

أدخل خصلات من شعري بأصابعه داخل حجابي ثم قبل خدي وقال

" هيا وخدي حقيبتك "

قلت بحيرة " أين سنذهب بحر حيرتني "

ضحك وقال " لمكان ما وسنغلق هاتفينا أيضا "

خرجنا من الفندق ركبنا السيارة وتوجه بي للبحر نزلنا وكان ثمة يخت رائع ومزين وكبير في

انتظارنا ركبنا فيه وأخذنا لجزيرة وكأنها من جزر الأحلام نزل بحر ومد يده لي وأنزلني وقال

" هذا مكاني المفضل "

قلت بسرور " رائع لم أسمع به قبلا "

قال بابتسامة " لأنه لم يكن هكذا "

نظرت له بصدمة فقبلني وقال

" ليس زبير وحده يعد لك المفاجأات "

قلت بهدوء " من غيرنا هنا "

قال هامسا " أنا وأنتي والقمر فقط "

حضنته بقوة وتعلقت بعنقه وقلت " بحر كم أنت رائع "

طوق خصري بيديه وقال

" أنتي تستحقين النجوم لو بيدي لجمعتها بين كفيك حوريتي "

تنزهنا في تلك الجزيرة الصغيرة ثم جلس بي عند الشاطئ وأنا في حضنه قبل كتفي ثم قال

" انظر يا بحر هذه هي حبيبتي التي طالما حكيت لك عنها وتألمت أمام شواطئك لفراقها

وبكيت على أمواجك لفقدي لها , انظر هذه هي حوريتي "

نزلت دموعي رغما عني فمسحتها لأنه أقسم عليا أن لا أبكي ثانيتا الليلة وقلت

" ماذا أجابك البحر "

ضحك وقال " قال ما أجملها فأنا لا ألومك , لو كان رجلا لقتلته لأنه تغزل بك "

أمسكت يده التي كانت تحضن خصري وقبلتها وقلت " أنت عالمي كله يا بحر "

وها هوا حلمي ذاك اليوم على حوض الغسيل في مطبخ القصر تحول لحقيقة ولن أحكي لكم

باقي تلك الليلة لأنها كانت من الأحلام وسيطول شرحها لكم , وبعد هذه الليلة الرائعة التي

قضيناها في كوخ رائع كالجزيرة التي يوجد على ظهرها

وقف بحر وأطفأ النور فقلت " بحر لما تطفأ النور "

قال باستغراب " لأننا سننام حبيبتي "

وقفت وشغلته وقلت " لا أتركه مشتغلا "

قال بحيرة " لما "

قلت " لأني لا أنام إلا فيه هكذا "

قال بهدوء " ولكني لا أعرف النوم إلا في غرفة مظلمة "

هززت رأسي نفيا فأمسك وجهي وقبلني وقال

" حوريتي هل تخافين وأنا معك "

قلت بخوف " الأشباح بحر تخرج لي في الظلام "

قال باستغراب " أي أشباح حور "

قلت " لا أعلم ولكنها تظهر أتركه أرجوك "

أطفأه وأمسكني من يدي وسحبني للسرير وقال " لا تخافي حور لا شيء هنا هذا لأنك كنتي تنامين

وحدك وما فعلوه بك أولئك المجرمين في صغرك السبب أما الآن فأنا أنام معك فلن تخافي "

سحبني مرغمة للسرير نمت وكأنني أنام على الجمر حاولت أن أجمع شجاعتي وأقنع نفسي أنه

معي في الغرفة ولست وحدي ولن أخاف

بعد وقت قصير قلت " بحر هل نمت "

قال بهدوء " لا حبيبتي لم أنم هل تريدين شيئا "

قلت بهمس " لا "

وبعد وقت قلت مجددا " بحر "

فلم يجب لقد نام وتركني لم استطع السيطرة على خوفي لما لم يترك النور مشتعلا ولا توجد إضاءة

عند السرير هنا اقتربت منه وتمسكت بقميصه ممسكة له بكلى يداي وأغمر وجهي فيه مغمضة

عيناي فشعرت بيده تمسح على ظهري وقال بهمس

" حور حبيبتي لا تخافي نامي في حضني لا شيء هنا "

وبقيت هكذا حتى نمت بدل أن أخجل وأنام في طرف السرير ها أنا ملتصقة به وهوا من ابتعد عني

بادئ الأمر مراعاة لي لأني أنام معه للمرة الأولى

زبير

تأففت وقالت " زبير ما بك هكذا مستاء الأمر لا يستحق "

قلت بغضب " كيف يغلق هاتفه وهاتفها إنه أسبوع الآن ولا ندري عنهم وفي الفندق

يقولون أنهما غادرا ذات الليلة "

قالت بضيق " بحر ليس طفلا إنه في الثانية والثلاثين وهي زوجته فلن يرميها ويرجع "

قلت بحدة " عليها أن تكون تحت ناظري افهمي ذلك إنها وصية والدي ووالدها ما كان سيحدث

لو أنه اتصل بي ليخبرني أو ترك هاتفه مفتوحا "

نظرت للأرض بحزن وصمت فجلست بجانبها حضنتها وقلت

" جود حبيبتي لا تغصبي مني "

قالت بدموع " ولما تصرخ بي ما ذنبي أنا هذا عوض أن تخطط لسفرنا كما يفعل صهيب وميس "

قلت بحنان ماسحا على كتفها " اعذريني حبيبتي فهي لم تغب عن ناظري منذ قرأت رسالة والدي لي

وحتى حين كنت آخذها لمنزل عمها لا أنام قبل أن أتحدث معها وحتى بعد فتح الوصية الثانية كذلك "

ابتعدت عني مسحت دموعها وقالت

" إنه زوجها وهوا يحبها أكثر حتى من نفسه لما الخوف الذي لا مبرر له "

أمسكت وجهها وقلت " حسننا أيتها الحساسة ما تقرب لك الغيمة "

نظرت لي بحيرة وقالت " ماذا !!!! لماذا "

قلت بابتسامة " كلاكما تبكيان بسهولة "

ضحكت وقالت " زبير ياله من مزاج هذا الذي تملكه "

ثم حضنتني وقالت " لا أعرف كيف أسميتك بالرجل الكئيب "

ضحكت وقلت " وأنا لا أعرف لما سميتك بلسم جروحي "

ابتعدت عني وقالت بصدمة " ماذا ستسمينني إذا غيمة "

ضحكت وقلت " لا إسفنجة مبلولة "

ضربتني بالوسادة وقالت وهي تقف مغادرة

" زبير أنت تحتاج لزوجة صماء لتعيش مع دعاباتك ومزاحك السخيف "

لحقت بها شدتها من خصرها وقبلت عنقها وقلت

" أجمل ما حدث لي هوا أنتي يا جود "

ضربتني بقبضة يدها على ذراعي وقالت

" ابتعد كي لا تبللك الإسفنجة يا نجم البحر "

ضحكت وضممتها بقوة وقلت

" أحبك جود يا بلسم كل جروحي حتى آخر العمر "

طرق حينها أحدهم باب الجناح فتركتها وخرجت فتحت الباب فكانت والدتي قلت بابتسامة

" مرحبا أمي تفضلي بالدخول "

قالت مبتسمة " شكرا بني بحر وحور وصلا في الأسفل أين جود لترى شقيقها "

قلت ببرود " جاء أخيرا إذا سأريه "

ضحكت وقالت " زبير توقف عن الجنون "

أمسكت يدها وخرجت بها وأغلقت باب الجناح من الخارج وقبلت يدها وقلت

" لن يرى شقيقته مثلما فعل بي "

تنهدت وقالت " علمت الآن من قتل شامخ قبل وقته "

ضحكت وقلت " أنتي وأبنائك طبعا "

ضربتني على رأسي وقالت

" أجزم أن جود ستموت ناقصة عمر أيضا من تحت رأسك "

نزلنا للأسفل وكان الجميع هناك وضعت يداي وسط جسدي بضيق فقفزت حور واحتضنتني

فلم استطع إكمال المقطع فحضنتها بحب وقلت

" حور شقيقتي الحبيبة مبارك لك أنتي وحدك أما ذاك المستنقع فسيرى حسابه مني "

ضحكت وابتعدت عني دون تعليق فقال بحر

" أين جود أريد رؤيتها "

قلت ببرود " هربت بها وأغلقت هاتفها "

ضحك وقال " زبير بارك لي على الأقل "

أشحت بنظري عنه وقلت مخاطبا حور

" أين أخذك هذا المجرم "

نظرت لبحر ثم لي وقالت بابتسامة

" لمكان رائع لم ولن أرى مثله ما حييت "

تنهدت بضيق ونظرت له وقلت

" لم يشفع لك سوى فرح حور بذلك وهذه السعادة في عينيها "

وقف وتوجه ناحيتي مبتسما عانقته وباركت له وقلت

" لا تعيد فعلتك ثانيتا أو قتلتك "

ضحك وقال " زوجتي أم نسيت "

ابتعدت عنه وقلت بتهديد " عليا مهاتفتها كل ليلة رغما عن أنفك وإن لاحظت تغيرا بسيطا

في نبرة صوتها فويل لك مني يا بحر "

ضربني بقبضته على كتفي وقال " إن حدث ذلك فلك أن تفعل بي ما تريد ولا تنسى أن هذا

القانون ساري على شقيقتي أيضا وها قد جنيت على نفسك , أين شقيقتي هيا "

قلت بمكر " لن تراها أسبوع "

قال بضيق " أمي جدي لي حلا مع ابنك أو ضربته "

قالت والدتي " زبير بني هذا لا يجوز "

تجاهلتهم وجلست بجانب أديم وقلت

" أعطني هذه الجميلة "

قال بحدة " لا وسنها لن تلمسه ثانيتا مادمت حيا "

ضحكت وقلت " أمري لله ميس هل ظهر السن الآخر أم ليس بعد "

ضحكت وقالت " رأسه فقط "

نظر لها أديم بحدة فقال صهيب ضاحكا " إن قلت لها حرفا واحدا فلن تنجوا مني "

ضحكت والدتي وقالت " أديم لما كل هذا الخوف ها هوا شامخ يتفقدون أسنانه كل يوم "

قال أديم بضيق " ابنتي ولا أحد له علاقة بي "

قال غيث " أمي سنسافر عند الغد "

قلت بعبوس " يالك من غيور لما تقلدنا في كل شيء وابنكما بأسنانه ويحبوا أيضا "

ضحك وقال " وسنبقى مثلكم تماما "

قالت والدتي بسرور " هذا قرار جيد بني عليكما السفر أيضا "

قال غيث " وسنأخذ صفارة الإنذار معنا وأنتي وزوجة عمي نبيل "

قالت رنيم بضيق " غيث لا تقل عن ابني هكذا ثانيتا كم مرة سأعيدها "

قالت والدتي ضاحكة " اذهبا أنتما واتركاه معنا "

قال غيث " بل ستذهبان معنا أو لن نذهب من حقكما السفر والتنزه "

قالت معترضة " أديم معنا هنا اذهبا وخدا راحتكما "

قال أديم واضعا يده على كتف ليان " نحن أيضا سنسافر "

قلت بضحكة " الله أكبر على الغيرة "

رن هاتفي فكانت جود نظرت لبحر فابتسم لي بمكر أجبت عليها فقالت بغضب

" زبير أخرجني من هنا أريد رؤية شقيقي وزوجته "

قلت بحزم " لا , ليس قبل أن تغادر طائرتهما "

قالت بدموع " زبير أريد رؤيته قبل أن يسافر لا تكن قاسي هكذا معي "

تنهدت وقلت " أمري لله فلا يمكنني مقاومة هذه الدموع توقفي الآن أيتها الغيمة "

ضحكت وقالت " بسرعة إذا أيها البرق "

ضحكت وأغلقت هاتفي وصعدت لها

عارف

لا تفزعوا مني أعرف أنني نذير شؤم ولا أحد منكم يحبني ولكني ظهرت الآن لأبيض صفحتي لديكم

وسأوافيكم بأخبارهم الآن بعد ما مر على تلك الأحداث خمس سنين

غيث و رنيم رزقا بابن آخر وأصبح لرنيم عمود تابت في صفحة جريدة كبيرة ومشهورة

بحر وحور رزقا بطفلين تؤمين يبلغا من العمر أربع سنين وينتظران المولود الجديد قريبا

بالنسبة لحور فقد اختارت الاعتناء بأبنائها ورفضت العمل ولها أسبابها التي تعرفونها

أديم وليان رزقا بابنة أخرى وينتظرا مولودا جديدا أقصى أميات أديم أن تكون فتاة ثالثة

ليان أصبحت تدير أعمالها بحرفية وطورت من ذاك المجمع

صهيب وميس لديهما أبن واحد رفض صهيب أن ينجبا بعده حتى يتجاوز العاشرة والسبب

أضنكم خمنتموه كي لا تتعلق به ميس

أما ميس فقد أنهت دراستها الثانوية والجامعية للتو واختارت أن تكون محامية لتدافع عن كل

مظلومين السجون خاصة المغربين في الخارج ودون مقابل وأضنكم تعلمون السبب أيضا وقد

فتحت ملف قضايا عمها جسار مجددا لتزيد من سنين سجنه وقد اشترطت أن يترجاها كي تعدل

عن قرارها كما أقسمت يوم قابلته للمرة الأولى

زبير وجود رزقا بابنة من سنة فقط لأنه كان يرفض أن ينجبا مبكرا ويرى أنهما صغيران وعليهما

التمتع بحياتهم أولا هههههه تفكير غريب وقد سماها بلسم

جود أكملت دراستها الجامعية ودرست في كلية الآداب لحبها الكتابة والشعر

إنتهى
رواية أشباه الظلال للكاتبة المبدعة برد المشاعر ♡♡
 
شكرا لك والف شكر رواية جميلة جدا ها انا قرأتها كلها والحمدلله على نهايتها السعيدة جدا تعلمت انه مهما كثرت وزادت الهموم ستفرج بإذن الله... شكرا على اهتمامك واكمالها لي مهما احكي واحكي لن يعطيك ربع حقك شكرا لحن الحياه❤️❤️
 
شكرا لك والف شكر رواية جميلة جدا ها انا قرأتها كلها والحمدلله على نهايتها السعيدة جدا تعلمت انه مهما كثرت وزادت الهموم ستفرج بإذن الله... شكرا على اهتمامك واكمالها لي مهما احكي واحكي لن يعطيك ربع حقك شكرا لحن الحياه❤️❤️

تناهيد القلب بدي قلك أنت بسرعة بتفوتي للقلب
♡♡♡

يارب يبعد عنك الهموم وحياتك كلها حب وفرح
سرني تواجدك وأتمنى
لك حباة سعيدة
 
الوسوم
أنا خذلت من نفسي
عودة
أعلى