قصة
الجزء الأول+الثاني
- عم يفتح عيونو نادي للدكتور بسرعه ..
ابني فارس ... ابني فتح عيونك اي .. شد حالك
- عم يحرك شفافو .. بدو يحكي شي ؟
انا رح نادي للدكتور .. خليكي جنبو ..
قربت لعندو و حطت ايدها على جبينو هي وعم تبكي .. فتح عيونو وبلش يتطلع حواليه بدون ما يركز معها شو عم تحكي .. كان عم يتطلع بالسقف والحيطان والأجهزة الي مربطينو فيها .. وقعت عيونو عليها
سيدة بآواخر الأربعين ... هيئتها بتدل على ذوق رفيع ومستوى مادي عالي .. كان عم يبل شفافو بريقو صداع وتعب بكل جسمو
تدخل صوت الطبيب ( الحمدلله على السلامة ... اخيراً صحيت يا بطل .. )
إنعام : دكتور فتح عيونو ... الحمدلله فتح عيونو
قرب منو الطبيب .. عمل فحوصاتو الأولية ...
ركضت انعام لحضن جوزها منتصر هي وعم تبكي ( ابنا رجع .. مو مسدئة )
طبطب عليها ( خلص هدي اعصابك .. )
التفت الطبيب عليهن بعد دقايق هو ومبتسم ( يا جماعة ما في داعي للخوف .. نحنا تعدينا مرحلة الخطر وفحوصاتو جميعها سليمة .. )
إنعام ( يعني ابني صار بخير ؟ )
هز الطبيب براسو ( طبعاً .. شو يا ابني يا فارس ما بدك تطمن امك ؟ )
قربت لعندو هي وضامه ايديها لصدرها وعم تبكي ( خوفتني عليك كتير يا امي ... )
قعدت جنبو على التخت ... حطت ايدها على خدو بحب ( بوعدك ما خلي شي يئذيك بعد اليوم ، كل شي رح يتغير يا عيوني .. )
وقف منتصر وراها ومسح دمعة على وشك تنزل من عينو .. حط ايدو على كتفها ( أكيد كل شي رح يتغير .. بس يقوم ابني بالسلامة كل شي بدو ياه رح يصير .. )
كان عم ينقل عيونو بين إنعام ومنتصر ويتابع حديثهن .. و يرجع يتطلع بالطبيب الي واقف على جنب ..
حاول يرفع راسو حس بتعب و دوخه .. استسلم ورمي حالو بالسيرير وغمض عيونو بقوة
حطت ايدها على صدرو لتقلو يضل مكانو ( امي حبيبي لا تتحرك لنطمن عليك بالأول )
رفع ايديه وضغط على راسو بتعب .. ( مين انتو ... انا وين ؟؟ )
كانت اول كلماتو بداية الكارثة ..
تطلعو التلاته ببعض ..
وقفت انعام ومسكت ببدلة منتصر بقوة ( شو عم يحكي ابني .. )
التفتت على الطبيب الي تغيرت ملامح وشو المستبشرة لملامح قلق واستغراب وسألتو ( شو عم يصير ؟!)
______________________________________________
خلص يا بنتي هلكتي حالك من البكي والله ما بجوز ... الله يرحمو عمرو خالص
بعدت ايديها عن وشها لتكشف عن عيونها الورمانين من البكي و وشها المنتفخ : شكراً يا خالة غلبتك معي خلص انا منيحه ما تفكري فيني ..
- ما تحكي هيك حبيبتي .. انتي بنت حارتنا و حسابك بحساب بناتني و ازا الله راد ما بتركك لاتطمن عليكي
شهد : ما ضللي حدا ... صفيت لحالي ... امي راحت وابي راح واخي راح .. وسامي الكلب عم يلاحقني .. وين روح بحالي مشان الله
ضمتها ام قصي لحضنها وقلبها عم يتقطع على حالتها .. ( خلص يا بنتي وكلي الله ..مو طالع بايدي اعملك شي .. هاد ابتلاء من رب العالمين ولازم تكوني قوية .. )
شهد : والله انا قوية .. بس انهد حيلي .. ليش هيك حياتي يا الله ليش لييييييييييش والله تعببببببببببببت تعبت بدي ارتاااااااااااح
شدتها لصدرها وتركتها تطلق صرخاتها و تفرغ ألمها مشان ما تغص وتختنق فيهن ...
__________________________________________________
الطبيب : تفضلو اقعدو
إنعام : ما بدي اقعد هلأ فهمني شبو ابني شو صايرلو ؟
الطبيب : اعتقد ، مركز الذاكرة عند فارس تضرر .. نتيجة الحادث الي تعرضلو ..
منتصر : شو يعني ؟
الطبيب : انا طلبت نحكي بمكتبي لاقدر اشرحلكن ، عم تتوترو وتوتروني ... ما تنسو انو كنتو رح تفقدو ابنكن ... المهم انو على قيد الحياة والباقي كلو بينحل
إنعام : يعني شو ؟ ابني هلأ ما رح يتزكرني ؟ .. ما رح يعرف انو انا امو ؟ منتصر ... منتصر سمعان شو عم يحكي ؟
منتصر بنفاذ صبر : اعصابنا مو متحمله تخبرنا الوضع بالتقطير .. سؤال واحد ما في غيرو ... رح ترجعلو ذاكرتو ولا لأ ؟
الطبيب بارتباك : منحاول منحاول ... بس اعطونا شوية وقت الأطباء حالين عندو بالغرفة ما بقدر احكيلكن شي لاستلم التشخيص منهن ..
قعد منتصر على الكرسي و ضرب جبينو بايدو . ... لبعد مرور ساعتين ... كان التقرير الطبي بين ايديهن ...
كان وقع الخبر صعب كتير وتقيل عليهن ..
ضلو يومين إضافيات بالمستشفى عايشين بدوامة .. قعدو مع فارس بحضور طبيب مختص ليشرحولو الي صار وانو تعرض لحادث على اثرو فقد ذاكرتو ..
ما قدر فارس يسترجع أي ذكرى او إشارة تساعدو يسدء انو هدول ابوه و امو ...
جمعولو اغراضو و طلع معهن على مضض ...
وصل على بيت أشبه بالقصر الملكي..
كان عم يلتفت حواليه باستغراب وانزعاج ...
إنعام ( يلا حبيبي فوت .. تعبان في شي بيوجعك ؟ )
هز راسو بــ لأ وتابع طريقو مكان ما هي بتوجهو ...
إنعام : هي غرفتك .. تزكرتها شي ؟
بلش يمل من هاد السؤال الي تكرر خلال يومين فوق المية مرة ..
تجاهلها و مشي باتجاه تختو .. قعد عليه وحط راسو بين ايديه ( انا متزوج شي ؟ )
ضحكت بلطف وقربت لعندو ( لا .. )
فارس ( معك حق تضحكي .. لان الي بحالتي ممكن يكون عندو اولاد وناسيهن )
إنعام ( لا يا عمري مو هيك قصدي ، بس استغربت سؤالك اسفه لسه ما تعودت على الوضع .. بس اتطمن ما في حدا بينسى اولادو )
فارس ( صحيح .. اكيد ما في حدا بينسى اولادو .. )
إنعام ( رح اتركك ترتاح فيك تتفتل بالغرفة وتعرف كل شغله وين موجوده .. واي مساعده انده على ماري )
فارس ( ماري اختي ؟ )
إنعام ( لا حبيبي شو اختك .. ماري اللفاية ... انت وحيد ما عندك اخوه )
فارس ( ليش ؟)
إنعام ( مممم هيك الله راد ... انا وابوك اكتفينا فيك وكنا حابين ندللك ونعطي كل حبنا ورعايتنا الك لوحدك )
فارس ( طيب .. بما انو عمري 25.. انا شو دارس .. شو بشتغل شو بعمل بحياتي ؟ )
فركت ايديها على حضنها ( بكير امي .. لاحقين على هاد الحكي .. بالأول تذكرني انا وابوك وبعدين منحكي بباقي التفاصيل .. مابدي تتعب حالك بالتفكير .. )
قامت من مكانها ومشت خطوتين ..
فارس ( بدي شوف حدا من اصدقائي .. )
ضغطت على ايدها بتوتر ( ما الك اصدقاء .. )
فارس ( كيف ؟ معقول ؟ )
إنعام ( انت لازم ترتاح .. )
تركتو وراها غرقان ببحر من الأسئلة ..
سكرت باب غرفتو .. ولقت منتصر واقف عم يستناها .. حطت ايدها على تمها لتكتم صوت بكيها ( ما عم يتذكر شي .. حاسة حالي رح موت .. )
منتصر ( هاد نتيجة اهمالك و دلالك .. الولد كان رح يموت ... اشكري ربك انو خلصت القصة على هيك .. الشب الي معو مات بنفس اللحظة .. الله اعطى عمر جديد لابنا )
إنعام ( عم يسأل كتير اسئلة .. ما عم اعرف جاوبو )
ابتسم بغضب ( وكيف بدك تعرفي ... ليش انتي شو كنتي تعرفي عن ابنك غير كم بحتاج مصروف ! )
إنعام ( بكفي تلومني .. انا ام .. انا ام وقلبي عم يحترق على ابني .. حالتو بتبكي الحجر .. كأنو طفل حاسستو ضايع وفي خوف بعيونو )
منتصر ( خلينا نحكي مع حدا بيعرفو يجي يقعد معو .. بس يكون ثقة )
إنعام ( مافي حدا .. ما بعرف حدا .. بس بعرف رفيقو ماجد الي مات )
سكت منتصر شوي هو وعم يفكر ..
منتصر ( عهد .. وعد .. شو كان اسمها اختو لماجد ؟ )
إنعام ( شهد .. اسمها شهد .. اجت اشتغلت عندي مرتين هون بالبيت )
منتصر ( اها مزبوط ... انا جمعت معلومات عن ماجد لان كنت بدي ادفع لاهلو مصاري كــ تعويض .. الشب لا الو اب ولا ام ولا اقارب .. ما الو غير اختو شهد .. رح ابعت وراها وشوف شو وضعها
بلكي بتفيدنا بشي )
أنعام بانفعال ( شو انت مجنون ؟ بشو بدها تفيدنا ؟ ممكن تضر ابني ازا حكتلو عن الحادثة .. مستحيل خليها تقرب منو )
منتصر ( يا مدام حضرتك ما بتعرفي شي عن ابنك لترجعيلو ذاكرتو ... ولا اي شي ..مضطرين نتنازل لشهد وامثالها لتساعدنا نخليه يسترجع ماضيه .. إلا ازا عاجبتك حالتو هيك ؟ )
مشت بسرعه من جنبو هي وعم تبكي ( لا .. لا ما بدي ياه يضل هيك ... لا .. )
_________________________________________________
بعد مرور يومين كانت شهد قاعده وحاطه ايدها على خدها وعم تتزكر الحديث الي صار بينها وبين ابوه لفارس قبل ساعات ...
منتصر ( ابني فقد الذاكرة .. )
شهد ( واخي مات .. )
منتصر ( بعرف ، الله يرحمو )
شهد ( شو بدكن مني ؟ )
منتصر ( حسب حكي الأطباء .. ابني بحاجة ليعيش مواقف و يسمع معلومات سابقة عن حياتو ليقدر يسترجع هويتو .. اخوكي ماجد .. )
قاطعتو بغضب ( الله يرحمو )
تابع بملل ( اها صحيح صحيح .. الله يرحمو .. المهم .. كان اقرب شخص لابني ... متل ظلو ... واكيد هو بيعرف كل كبيرة وصغيرة عنو .. وطبعاً انتي على اطلاع بكل شي كونك اختو الوحيده .. ؟ )
شهد ( ما فهمت شو المطلوب مني ؟ )
منتصر ( بدي تقعدي مع فارس وتساعديه شوي ليسترجع ذاكرتو ... تذكريه بمواقف واحداث وتفاصيل عاشهن .. ذكرياتو مع ماجد .. معلومات عن هواياتو .. اكلاتو المفضلة لونو المفضل فريقو المفضل
كل هي الشغلات رح تساعدو ليستعيد ذاكرتو )
شهد بابتسامة تحدي ( وبدك زكرو كيف مات اخي ؟ )
منتصر ( لا لا ما في داعي ... بكفي تقليلو مات بحادث بدون تفاصيل اضافية )
شهد ( وانا شو جابرني على هاد الشي ؟ )
تطلع منتصر حواليه باحتقار لحالة و وضع شهد .. ( حياة نظيفه ممكن ؟ )
شهد ( كيف ؟ )
منتصر( بأمنلك وظيفه محترمة بأحد شركاتي وبيت بمنطقة محترمة .. وراتب شهري .. طبعاً هاد مو بس مقابل مساعدتك .. و نوع من التعويض عن حادث اخوكي )
شهد ( ليش مين قلك الوجع بينشرى وبينباع ؟ )
تطلع بساعتو باهتمام ( انا لازم امشي ... رح انتظر منك خبر لنتفق على التفاصيل .. انا حالياً ما في شي بهمني إلا انو ابني يتذكرني ويتذكر امو .. وبدفع اي مبلغ .. )
قام من مكانو بقرف .. ( اه بعرف وين الطريق ارتاحي .. ) وطلع من البيت على استعجال ..
صحيت من ذكريات الموقف على صوت حدا عم يضرب على الشبابيك ..
سامي بصوت عالي ( يا اميرتي الحلووووووووووووة ... اطلعي وارميلي خصل شعرك مشان اتسلق وافوت البرج .. )
شهد ( الكلب ما بدو يحل عني يا الله .. )
ركضت باتجاه شباك المطبخ وشافتو كيف واقف تحت وعم يصرخ والناس بتفرجو عليه ..
سامي ( ما ضللك إلا حضني يا عيوني ... زتي حالك لعندي يلا .. ولا بطلعلك يا قمري ؟ )
ركضت على الباب قفلتو منيح .. سحبت خزانة الأحذية وحطتها ورا الباب ..
وقفلت الشبابيك و قعدت تبكي ..
___________________________________________
كان فارس متسطح بتختو وحاط ايديه تحت راسو وعم يتطلع بالسقف .. ( الي اسبوع على هالحالة .. ما شفت حدا غير الي عم تقول عن حالها امي والي بقول عن حالو ابي .. حتى ماري حاسسها اختي ومخبين علي هههه
العمى على هالحالة !! )
تجلس وقام فتح خزانتو ...
وقعت فوراً منها كفة ملاكمة لونها اسود ..
نزل عالارض وتناولها ..
حطها بايدو و وقف قدام المراية .. وحاول يقلد وضعية الملاكم وحركاتو .. اخد نفس طويل وشلحها من ايدو ( مااااااااا عم اتذكر شي .. ولا شييي )
دق باب غرفتو .. فتحت امو الباب وميلت راسها ( حبيبي ممكن تنزل لتحت شوي ؟ )
فارس ( لأ تعبان ومو حابب اطلع من الغرفة )
إنعام ( في ضيف بدو يشوفك .. )
فارس ( ضيف ؟ لعندي انا ؟ )
إنعام ( ايه .. شخص بيعرفك وبيهمو امرك .. كنت كتير عم تلح علي تشوف حدا من اصدقائك .. لهيك ابوك فوراً اتواصل مع شخص وجابو لهون لتحكو سوا .. يمكن تتزكر شي .. )
مشي فارس بخطوات سريعه .. تجاوزها ونزل باستعجال هو وعم يفكر شو هيئة او طبيعة الشخص الي بانتظارو ..
لاقتو ماري بابتسامة ( بغرفة الاستقبال يا بيك .. )
فارس ( شكراً .. )
فتح باب الغرفة ... التقط انفاسو و بادر بالتحية ( اهلا وسهـــ ـ ـ )
انقطع كلامو ..
كانت واقفه ومعطيتو ضهرها ..
لما سمعت صوتو التفتت عليه وابتسمت بهدوء ..
فتح تمو باستغراب ..
بنت لابسه اسود باسود (كنزة سودا .. و جينز اسود بسيطين) ... رافعه خصل شعرها باناقه و نعومة ...
بشرتها بيضا متل بياض الياسمين ..
وشعرها دهبي ... كانت عم تقرب منو وهو لسه عم يتفحصها ... جمالها جمال غربي وساحر ..
مدت ايدها وعرفت عن حالها .. ( شهد ... اخت رفيقك ماجد الله يرحمو .. )
بلع ريقو ومدلها ايدو بتردد .. ( فــ ـ ـ ارس .. يعني هيك حكولي .. والظاهر اني رفيق اخوكي .. )
حك راسو بغباء وتابع .. ( الله يرحمو ! )
شهد ( ما تزكرتني ابداً؟ )
فارس ( هاد السؤال صار متل الكابوس.... انا مو متزكر شي ولا شي!! )
شهد ( روق مو مشكلة.... انا اصلاً هون مشان نسترجع ذاكرتك)
فارس ( كيف؟ )
اعطتو ضهرها و ابتسمت ( بدنا نلعب لعبة صغيرة كتير اسمها لعبة الذكريات..... وانا بعرفك لاعب محترف....)
عقد حواجبو بعدم ارتياح...
كزت اسنانها على بعض و حاولت تحكي بصوت هادي ( جاهز تلعب يا فارس ؟ )
الجزء الثاني
فارس ( _ _ _ )
شهد ( شو ليش ساكت ؟ )
فارس ( خابت آمالي .. كنت متوقع لاقي شخص جاي يساعدني .. جاي يمسك بايدي .. مو جاي يلعب لعبه ! ... عموماً .. واضح انك طفلة ما رح اعتب عليكي
بس ياريت تفهمي انو الي انا عايشو مو لعبه ابداً .. انا بدون ماضي .. بدون هوية .. مو عدل تلعبي بحياة الناس يا انسة .. شهد )
حطت اصبعها على شفافها وضيقت عيونها .. ( ما عم سدء .. مو عدل تلعبي بحياة الناس ؟ .. طيب خليني احكيلك شغله .. )
قربت منو كتير .. وقفت على روس اصابعها لتقدر توصل لادنو وتهمسلو ( الناس الي برا .. يعني ابوك وامك هن الي بدهن يلعبو بحياتك ، وانا جايه ورجيك الحقيقة .. لعبة الذاكرة هي اكبر حقيقة رح تعيشها بحياتك
وبدك تتحمل كل نتائجها لان انا لو محلك كنت بتمنى ما اتزكر شي .. فتح عيونك لان اهلك بدهن يعملولك غسيل دماغ وانت ما لازم تحكيلهن كل الي حكيتو معك من شوي ، بتقلهن انو دردشنا عن هواياتك وبس فهمت علي ؟ مبدئياً انت بتحب الملاكمة .. الدراجات الهوائية .. والصيد
صيد الحيوانات وصيد البشر .. )
كان عم يتنفس ريحة عطرها ... غمض عيونو و ركز بانفاسها وحروفها .. بعدت عنو خطوة وحده وابتسمت ( انا رح امشي ... بس تحب تعرف انت مين وشو .. انا جاهزة )
غمزتو ( ومنلعب سوا ) ..
طلعت من الغرفة وهو ثابت بمطرحو ..
اول ما طلعت قامت إنعام الي كانت عم تنتظرهن بالصالة بتوتر .. وركضت لعند شهد . .
إنعام ( شو ؟ )
رفعت اكتافها باريحيه ( ولاشي !... عادي قعدنا وحكينا عن هواياتو ... عملت متل ما طلب مني منتصر بيك ، حكيت بس الي مطلوب مني .. بس ما بعرف ازا فارس بدو يرجع يشوفني
انا جاهزة بأي وقت ... لان الظاهر الي بعرفو عن فارس اكتر من الي بتعرفوه انتو ... عن ازنك )
إنعام بهس ( هاد الي كان ناقص تعطينا حكم ومواعظ .. )
فاتت لعند ابنها باستعجال ولقتو واقف بنفس مكانو بدون اي حركة ..
حطت ايدها على كتفو ( شو حبيبي ارتحت ؟ هي عملنا الي بدك ياه .. )
فارس ( انا قلت بدي شوف حدا من رفقاتي ، لي جبتولي هي ؟ )
إنعام ( ليش زعجتك بشي ؟ )
فارس ( طالع ارتاح .. منحكي بعدين .. )
تركها عم تسأل كتير اسئلة وتوجه على غرفتو وحكي شهد عم يدور براسو . ..
( الي برا بدهن يعملولك غسيل دماغ )
( انت بتحب الملاكمة والدراجات الهووائية وبتصيد .. بتصيد حيوانات وبشر )
( بس تحب تعرف انت مين وشو انا جاهزة .. )
(لعبة الذاكرة هي اكبر حقيقة رح تعيشها بحياتك .. )
ضرب باب الغرفة بغضب ..
___________________
كانت ماشيه بالشارع وعم تفكر .. ( يمكن قدرت اقنعو ما بعرف ... بس ازا حكى لامو وابوه رح اتبهدل .. ما بعرف شو ما كان
القدر قدملي فارس على طبق من دهب .. وبايدي الشوكة والسكين ... فيني بلش من وين ما بدي .. وما رح ارحمو .. مستحيل اسمحلو يرتاح بهي الطريقة
هاد مو عدل ... مو عدل انا كل يوم عيش على اثر الألم الي سببلنا ياه وهو ينسى ! مستحيل اسمحلو .. )
__________________
( احكو معها بدي شوفها .. )
منتصر ( مممم الك اسبوعين رافض تشوفها شو تغير ؟ )
فارس ( ولا شي بس حاسس ما في غيرها رح يقدر يساعدني .. )
إنعام ( لا حبيبي انا جنبك )
فارس ( اها اكيد امي شكراً الك .... انا طالع جهز حالي بلكي بتكون وصلت شهد بعد ساعه ؟ )
منتصر ( طيب متل ما بدك .. رح ابعت الشوفير يجيبها ويجي .. بس وين بدكن تروحو ؟ )
فارس وهو طالع على غرفتو ( اي مكان ، المهم اطلع من هون .. )
....
طلعت شهد فوراً بعد ما اجاها تليفون من منتصر ... حاولت تطلع من بين الحارات مشان ما يشوفها سامي ويعمللها جرصة .. اخدت تكسي ونزلت هي ومبسوطة
كانت فقدت الأمل بعد ما مرق اسبوعين بدون ما يردولها خبر ..
فوتتها ماري لجوا لتقابل منتصر وإنعام الي عادو عليها التعليمات الصارمة والقوانين .. ( بتزكريه بس بالشي الي لازم يتزكرو
نحنا منعرف ماضي فارس السيء ولو بدنا نزكرو فيه ما كنا جبناكي .. فهمانه ؟ )
هزت راسها ( اي طبعاً ولو .. )
نزل فارس من فوق وقاطعهم ( وصلتي بسرعه .. )
التفتت عليه بمرح ( انا بين الأيادي فارس بيك .. )
ابتسم بس شافها ... كانت احلى من المره الماضيه .. تاركة شعرها الدهبي الطويل على كتفها .. خددودها موردين وعيونها عم يلمعو ..
فارس ( بدنا نطلع من البيت .. )
شهد ( وين بدنا نروح ؟ )
فارس ( عم تسأليني انا ؟ ما بعرف .. انتي لازم تعرفي .. )
شهد ( ممم اي صح صح خلص رح اخدك .. )
تطلع فيها منتصر ( وين ؟ )
عضت على شفايفها ( على نادي الملاكمة عمو .. وين يعني .. بلكي بيتزكر شي .. يلا فارس ؟ )
مدتلو ايدها ..
تطلع بايدها ورفع حواجبو باستغراب ومدلها ايدو .. وسحبتو فوراً وراها ..
إنعام ( ماما اخدت الموبايل والمصاري الي جنب تختك ؟ )
فارس ( اي اي .. اخدتهن .. سلام )
إنعام ( سلام .. ) .. التفتت على منتصر وسألتو بقلق ( اكيد هي البنت ما رح تعمللنا وجع راس ؟ )
منتصر ( بتمنى .. )
_______________________________
فارس ( النا ساعه منمشي بنفس الشارع .. وبعدين ؟ )
شهد بارتباك (بتعرف ؟ انت اكتر انسان محظوظ شفتو بحياتي .. )
فارس ( اوف .. كيف هيك ؟ )
شهد ( تطلع حواليك .. شايف كل هالناس الي حواليك ؟ كلهن بيتمنو يكونو متلك .. ينسو كل شي ... ينسو مين هن وشو هن .. ينسو ذنوبهن
و مصايبهن ... بس من بين الكل ربنا اختارك لتنسى .. بس انا رح زكرك )
فارس ( نحنا كان في بينا علاقة ؟ )
شبكت حواجبها و وقفت ( شو هالسؤال ؟ طبعاً لأ ... ولا يمكن .. )
فارس ( اي طولي بالك بدك ما تقرفي ..لكن ليش شابكة اصابعك باصابعي هيك ؟ )
شهد (مشان ما تضيع .. بلا ما البابا والماما تبعك يقتلوني .. )
سحب ايدو من ايدها ( نحنا ليش هون ؟ )
شهد ( هاد الشارع اسمو شارع الرامبو .. كل ما كنت احكي مع اخي كان يقلي انكن هون .. متل مو شايف .. مقاهي كتيرة .. مطاعم نوادي وهيك .. ما عم تتزكر شي ؟ )
اتطلع حواليه وحاول يركز .. الوجوه والناس و الأماكن ..وقف مكانو و صارت نبضات قلبو تتباطئ
لمعت براسو متل ضربة كهربا ..
////
صوت اغاني ... عتمة ... ضحكات ناس كتار ..
( فارس مشان الله ساعدني ... فارس ساعدني .. لك اتركووووووني ....... فااااااااررررررررس .. لأأأأأأأ ... لأأأأأأأأأأا اتركوووني )
( فارس لا تخليهن ياخدوها ،،، بحيات الي خلقك لأ ... خود غيرها .. خود غيرها .. اي وحده اي وحده لأ .. مايا لأ فارس )
( لك خلي الشباب ينبسطو يا زلمة هههههههه)
////
قعد على ركبتو و مسك راسو بايديه .. قربت منو شهد ( شو صارلك ؟ وقف .. )
فارس ( مين مايا ؟ )
عقدت حواجبها باستغراب ( مايا ؟ .. قوم من الأرض )
مسك ايدها و وقف على رجليه .. قعدتو على كرسي وقعدت جنبو
فارس ( اول مره بتزكر شي بهاد الوضوح .. يمكن بشي محل هون .. هون متل .. متل )
شهد ( متل شو ؟ )
بلع ريقو ( متل نادي ليلي .. )
شهد ( اصوات مين ؟ لون وشك مخطوف .. انت تعبان ؟ )
فارس ( اصوات مين ما بعرف ... بس اسمها مايا ... )
تطلعت بفارس بتفحص .. ( مايا ... معقول تكون مايا الي بعرفها ؟ )
فارس ( في شي بيربط مايا الي بتعرفيها فيني ؟ )
شهد ( اي .. في ماجد ! )
فارس ( كيف ؟ )
شهد ( معقول تكون انت ؟ انت السبب ؟ )
حس حالو محاصر بنظراتها ... يمكن ما لازم يوثق فيها كتير ... يمكن عم يعترف بشغلات ما لازم يحكيهن !! .. بس ما عندو حل تاني ..
فارس بخوف ( انا السبب بشو ؟ )
شهد ( انت الي قتلتها لــ مايا ؟ )
فارس ( قـــ .. قتلت ؟ شو ؟ )
صارت تهز رجلها بتوتر و انفاسها تسارعت ( انت السبب !! حتى بهي انت السبب ... انت شيطان ... انت لازم تتزكر كل شي .. تطلع فيني .. رد علي
شو عملت بمايا احكي ؟ )
فارس ( ما بعرف .. انا مو فهمان شي ... وما بعرف مين مايا ! )
وقفت من مكانها وشدتو من ايدو بقوة ( انا رح خليك تعرف مين مايا قوم معي ..)
مشي معها بدون اعتراض ... كان خايف ... للحظة ما عاد بدو يتزكر .. كيف قتلها !!
طلعو بتكسي ... كان كل شوي يتطلع فيها ويلاقيها عم تتطلع فيه .. نظراتها عم تلتهمو .. عم يحس بالتعذيب بدون ما يفهم ليش ..
نزلو بحارة صغيرة ..
كان خايف يسأل اي شي .. عم يمشي وراها بصمت ..
دقت باب بيت .. وفتحتلها الباب ست كبيرة بالعمر ..
شهد ( كيفك خالة ؟ )
- اهلين .. مين ؟
شهد ( ما تزكرتيني خالتو ؟ انا شهد .. بنت طارق ؟ .. اختو لماجد الله يرحمو ؟ )
- ييي ماجد مات ؟
شهد ( ايه و ابي مات )
- ييي و طارق مات ؟
شهد ( ممكن نفوت ؟ )
- اي اي تفضلو خالتي .. وانت ماجد فوت فوت حبيبي انت و اختك
شهد ( ماجد مات يا خالة )
- هههه من يوم يومك بتحبي المزح .. يلا فوتو حبيباتي فوتو مشان بس تيجي مايا تعمللكن اكل طيب ... بنتي مايا نفسها على الأكل بيشهي
شهد ( ماشي .. )
اشرت لفارس مشان يفوت ..
فاتو لجوا وكان بيت بسيط كتير و مكركب ..
قعدو جنب بعض عالأرض
- مايا ما بتتأخر بس تيجي بتشوفوها وازا عجبتكن منجيب الشيخ
شهد ( لشو الشيخ يا خالة ؟ )
- مو انتو جاين تخطبو بنتي ؟ رح اعمللكن قهوة يلا
تركتهن وفاتت على المطبخ وفوراً سأل فارس ( انتي كتير ذكية .. اكيد هلأ إزا شفت مايا رح اتزكر كتير شغلات .. )
ردت بصوت حازم ( ما رح تشوف مايا ... لان مايا ميته يا فارس )
فارس ( كيف ؟ )
شهد ( وعلى الأغلب انت قتلتها ... هلأ رح نفهم كل شي .. )
وقف فوراً وهو عم ينتفض ( انتي شو بدك مني ؟ بدك تقنعيني اني قاتل ؟ )
شهد بصوتت منخفض ( اقعد وبلا مشاكل ، انت الي تزكرت مايا مو انا .. ما كنت بعرف انو الك علاقه فيها .. بس شكلو ماضيك مشرف اكتر مما كنت بتخيل
اقعد )
قعد باستسلام ( انا مستحيل كون قتلت حدا .. )
شهد ( قلتلك انت بتحب تصيد حيوانات .. وتصيد بشر ... يمكن ما عرفت تصيب وقتلت فريستك )
رجعت ام مايا وهي حاملة صينية الشاي ..
- يا حبيبتي يا مايا انتي وجوزك بتجننو مع بعض
شهد ( خالة .. عندك صور لــمايا ؟)
- مين مايا ؟
شهد ( لا حول ولاقوة إلا بالله .. طيب ممكن فوت على الحمام ؟ )
- اي اي طبعاً فوتي تفضلي
شهد ( شكراً ..)
التفتت على فارس (انت خليك مكانك .. )
قامت من مكانها ... التفتت حواليها .. الحمام جنب المطبخ .. و جنبهن غرفة صغيرة .. مشت باتجاها وفتحت الباب .. شغلت الضو .. وصارت تسعل من الغبرة والرطوبة
غرفة مايا .. فيها تختها و خزانة ..
قربت من الخزانة وفتحتها وصارت تدور فيها ... كان قلبها يدق بسرعه وايديها يرجفو هي وعم تدور
بسبب استعجالها وقعت تيابب على الأرض .. نزلت جمعتهن هي وعم ترجف .. و وقع من بيناتهن صورة ..
تركت التياب على الأرض ... و اخدت الصورة .. وقلبتها ... واول ما شافت شو فيها صارو ينزلو دموعها متل المطر و جسمها كلو ينتفض ..
قبل ما توقف على رجليها .. مسكها حدا من شعرها ... و شدها منو بقوة خلتها تصرخ بصوت عالي وبخوف ..
يتبع ....
الجزء الأول+الثاني
- عم يفتح عيونو نادي للدكتور بسرعه ..
ابني فارس ... ابني فتح عيونك اي .. شد حالك
- عم يحرك شفافو .. بدو يحكي شي ؟
انا رح نادي للدكتور .. خليكي جنبو ..
قربت لعندو و حطت ايدها على جبينو هي وعم تبكي .. فتح عيونو وبلش يتطلع حواليه بدون ما يركز معها شو عم تحكي .. كان عم يتطلع بالسقف والحيطان والأجهزة الي مربطينو فيها .. وقعت عيونو عليها
سيدة بآواخر الأربعين ... هيئتها بتدل على ذوق رفيع ومستوى مادي عالي .. كان عم يبل شفافو بريقو صداع وتعب بكل جسمو
تدخل صوت الطبيب ( الحمدلله على السلامة ... اخيراً صحيت يا بطل .. )
إنعام : دكتور فتح عيونو ... الحمدلله فتح عيونو
قرب منو الطبيب .. عمل فحوصاتو الأولية ...
ركضت انعام لحضن جوزها منتصر هي وعم تبكي ( ابنا رجع .. مو مسدئة )
طبطب عليها ( خلص هدي اعصابك .. )
التفت الطبيب عليهن بعد دقايق هو ومبتسم ( يا جماعة ما في داعي للخوف .. نحنا تعدينا مرحلة الخطر وفحوصاتو جميعها سليمة .. )
إنعام ( يعني ابني صار بخير ؟ )
هز الطبيب براسو ( طبعاً .. شو يا ابني يا فارس ما بدك تطمن امك ؟ )
قربت لعندو هي وضامه ايديها لصدرها وعم تبكي ( خوفتني عليك كتير يا امي ... )
قعدت جنبو على التخت ... حطت ايدها على خدو بحب ( بوعدك ما خلي شي يئذيك بعد اليوم ، كل شي رح يتغير يا عيوني .. )
وقف منتصر وراها ومسح دمعة على وشك تنزل من عينو .. حط ايدو على كتفها ( أكيد كل شي رح يتغير .. بس يقوم ابني بالسلامة كل شي بدو ياه رح يصير .. )
كان عم ينقل عيونو بين إنعام ومنتصر ويتابع حديثهن .. و يرجع يتطلع بالطبيب الي واقف على جنب ..
حاول يرفع راسو حس بتعب و دوخه .. استسلم ورمي حالو بالسيرير وغمض عيونو بقوة
حطت ايدها على صدرو لتقلو يضل مكانو ( امي حبيبي لا تتحرك لنطمن عليك بالأول )
رفع ايديه وضغط على راسو بتعب .. ( مين انتو ... انا وين ؟؟ )
كانت اول كلماتو بداية الكارثة ..
تطلعو التلاته ببعض ..
وقفت انعام ومسكت ببدلة منتصر بقوة ( شو عم يحكي ابني .. )
التفتت على الطبيب الي تغيرت ملامح وشو المستبشرة لملامح قلق واستغراب وسألتو ( شو عم يصير ؟!)
______________________________________________
خلص يا بنتي هلكتي حالك من البكي والله ما بجوز ... الله يرحمو عمرو خالص
بعدت ايديها عن وشها لتكشف عن عيونها الورمانين من البكي و وشها المنتفخ : شكراً يا خالة غلبتك معي خلص انا منيحه ما تفكري فيني ..
- ما تحكي هيك حبيبتي .. انتي بنت حارتنا و حسابك بحساب بناتني و ازا الله راد ما بتركك لاتطمن عليكي
شهد : ما ضللي حدا ... صفيت لحالي ... امي راحت وابي راح واخي راح .. وسامي الكلب عم يلاحقني .. وين روح بحالي مشان الله
ضمتها ام قصي لحضنها وقلبها عم يتقطع على حالتها .. ( خلص يا بنتي وكلي الله ..مو طالع بايدي اعملك شي .. هاد ابتلاء من رب العالمين ولازم تكوني قوية .. )
شهد : والله انا قوية .. بس انهد حيلي .. ليش هيك حياتي يا الله ليش لييييييييييش والله تعببببببببببببت تعبت بدي ارتاااااااااااح
شدتها لصدرها وتركتها تطلق صرخاتها و تفرغ ألمها مشان ما تغص وتختنق فيهن ...
__________________________________________________
الطبيب : تفضلو اقعدو
إنعام : ما بدي اقعد هلأ فهمني شبو ابني شو صايرلو ؟
الطبيب : اعتقد ، مركز الذاكرة عند فارس تضرر .. نتيجة الحادث الي تعرضلو ..
منتصر : شو يعني ؟
الطبيب : انا طلبت نحكي بمكتبي لاقدر اشرحلكن ، عم تتوترو وتوتروني ... ما تنسو انو كنتو رح تفقدو ابنكن ... المهم انو على قيد الحياة والباقي كلو بينحل
إنعام : يعني شو ؟ ابني هلأ ما رح يتزكرني ؟ .. ما رح يعرف انو انا امو ؟ منتصر ... منتصر سمعان شو عم يحكي ؟
منتصر بنفاذ صبر : اعصابنا مو متحمله تخبرنا الوضع بالتقطير .. سؤال واحد ما في غيرو ... رح ترجعلو ذاكرتو ولا لأ ؟
الطبيب بارتباك : منحاول منحاول ... بس اعطونا شوية وقت الأطباء حالين عندو بالغرفة ما بقدر احكيلكن شي لاستلم التشخيص منهن ..
قعد منتصر على الكرسي و ضرب جبينو بايدو . ... لبعد مرور ساعتين ... كان التقرير الطبي بين ايديهن ...
كان وقع الخبر صعب كتير وتقيل عليهن ..
ضلو يومين إضافيات بالمستشفى عايشين بدوامة .. قعدو مع فارس بحضور طبيب مختص ليشرحولو الي صار وانو تعرض لحادث على اثرو فقد ذاكرتو ..
ما قدر فارس يسترجع أي ذكرى او إشارة تساعدو يسدء انو هدول ابوه و امو ...
جمعولو اغراضو و طلع معهن على مضض ...
وصل على بيت أشبه بالقصر الملكي..
كان عم يلتفت حواليه باستغراب وانزعاج ...
إنعام ( يلا حبيبي فوت .. تعبان في شي بيوجعك ؟ )
هز راسو بــ لأ وتابع طريقو مكان ما هي بتوجهو ...
إنعام : هي غرفتك .. تزكرتها شي ؟
بلش يمل من هاد السؤال الي تكرر خلال يومين فوق المية مرة ..
تجاهلها و مشي باتجاه تختو .. قعد عليه وحط راسو بين ايديه ( انا متزوج شي ؟ )
ضحكت بلطف وقربت لعندو ( لا .. )
فارس ( معك حق تضحكي .. لان الي بحالتي ممكن يكون عندو اولاد وناسيهن )
إنعام ( لا يا عمري مو هيك قصدي ، بس استغربت سؤالك اسفه لسه ما تعودت على الوضع .. بس اتطمن ما في حدا بينسى اولادو )
فارس ( صحيح .. اكيد ما في حدا بينسى اولادو .. )
إنعام ( رح اتركك ترتاح فيك تتفتل بالغرفة وتعرف كل شغله وين موجوده .. واي مساعده انده على ماري )
فارس ( ماري اختي ؟ )
إنعام ( لا حبيبي شو اختك .. ماري اللفاية ... انت وحيد ما عندك اخوه )
فارس ( ليش ؟)
إنعام ( مممم هيك الله راد ... انا وابوك اكتفينا فيك وكنا حابين ندللك ونعطي كل حبنا ورعايتنا الك لوحدك )
فارس ( طيب .. بما انو عمري 25.. انا شو دارس .. شو بشتغل شو بعمل بحياتي ؟ )
فركت ايديها على حضنها ( بكير امي .. لاحقين على هاد الحكي .. بالأول تذكرني انا وابوك وبعدين منحكي بباقي التفاصيل .. مابدي تتعب حالك بالتفكير .. )
قامت من مكانها ومشت خطوتين ..
فارس ( بدي شوف حدا من اصدقائي .. )
ضغطت على ايدها بتوتر ( ما الك اصدقاء .. )
فارس ( كيف ؟ معقول ؟ )
إنعام ( انت لازم ترتاح .. )
تركتو وراها غرقان ببحر من الأسئلة ..
سكرت باب غرفتو .. ولقت منتصر واقف عم يستناها .. حطت ايدها على تمها لتكتم صوت بكيها ( ما عم يتذكر شي .. حاسة حالي رح موت .. )
منتصر ( هاد نتيجة اهمالك و دلالك .. الولد كان رح يموت ... اشكري ربك انو خلصت القصة على هيك .. الشب الي معو مات بنفس اللحظة .. الله اعطى عمر جديد لابنا )
إنعام ( عم يسأل كتير اسئلة .. ما عم اعرف جاوبو )
ابتسم بغضب ( وكيف بدك تعرفي ... ليش انتي شو كنتي تعرفي عن ابنك غير كم بحتاج مصروف ! )
إنعام ( بكفي تلومني .. انا ام .. انا ام وقلبي عم يحترق على ابني .. حالتو بتبكي الحجر .. كأنو طفل حاسستو ضايع وفي خوف بعيونو )
منتصر ( خلينا نحكي مع حدا بيعرفو يجي يقعد معو .. بس يكون ثقة )
إنعام ( مافي حدا .. ما بعرف حدا .. بس بعرف رفيقو ماجد الي مات )
سكت منتصر شوي هو وعم يفكر ..
منتصر ( عهد .. وعد .. شو كان اسمها اختو لماجد ؟ )
إنعام ( شهد .. اسمها شهد .. اجت اشتغلت عندي مرتين هون بالبيت )
منتصر ( اها مزبوط ... انا جمعت معلومات عن ماجد لان كنت بدي ادفع لاهلو مصاري كــ تعويض .. الشب لا الو اب ولا ام ولا اقارب .. ما الو غير اختو شهد .. رح ابعت وراها وشوف شو وضعها
بلكي بتفيدنا بشي )
أنعام بانفعال ( شو انت مجنون ؟ بشو بدها تفيدنا ؟ ممكن تضر ابني ازا حكتلو عن الحادثة .. مستحيل خليها تقرب منو )
منتصر ( يا مدام حضرتك ما بتعرفي شي عن ابنك لترجعيلو ذاكرتو ... ولا اي شي ..مضطرين نتنازل لشهد وامثالها لتساعدنا نخليه يسترجع ماضيه .. إلا ازا عاجبتك حالتو هيك ؟ )
مشت بسرعه من جنبو هي وعم تبكي ( لا .. لا ما بدي ياه يضل هيك ... لا .. )
_________________________________________________
بعد مرور يومين كانت شهد قاعده وحاطه ايدها على خدها وعم تتزكر الحديث الي صار بينها وبين ابوه لفارس قبل ساعات ...
منتصر ( ابني فقد الذاكرة .. )
شهد ( واخي مات .. )
منتصر ( بعرف ، الله يرحمو )
شهد ( شو بدكن مني ؟ )
منتصر ( حسب حكي الأطباء .. ابني بحاجة ليعيش مواقف و يسمع معلومات سابقة عن حياتو ليقدر يسترجع هويتو .. اخوكي ماجد .. )
قاطعتو بغضب ( الله يرحمو )
تابع بملل ( اها صحيح صحيح .. الله يرحمو .. المهم .. كان اقرب شخص لابني ... متل ظلو ... واكيد هو بيعرف كل كبيرة وصغيرة عنو .. وطبعاً انتي على اطلاع بكل شي كونك اختو الوحيده .. ؟ )
شهد ( ما فهمت شو المطلوب مني ؟ )
منتصر ( بدي تقعدي مع فارس وتساعديه شوي ليسترجع ذاكرتو ... تذكريه بمواقف واحداث وتفاصيل عاشهن .. ذكرياتو مع ماجد .. معلومات عن هواياتو .. اكلاتو المفضلة لونو المفضل فريقو المفضل
كل هي الشغلات رح تساعدو ليستعيد ذاكرتو )
شهد بابتسامة تحدي ( وبدك زكرو كيف مات اخي ؟ )
منتصر ( لا لا ما في داعي ... بكفي تقليلو مات بحادث بدون تفاصيل اضافية )
شهد ( وانا شو جابرني على هاد الشي ؟ )
تطلع منتصر حواليه باحتقار لحالة و وضع شهد .. ( حياة نظيفه ممكن ؟ )
شهد ( كيف ؟ )
منتصر( بأمنلك وظيفه محترمة بأحد شركاتي وبيت بمنطقة محترمة .. وراتب شهري .. طبعاً هاد مو بس مقابل مساعدتك .. و نوع من التعويض عن حادث اخوكي )
شهد ( ليش مين قلك الوجع بينشرى وبينباع ؟ )
تطلع بساعتو باهتمام ( انا لازم امشي ... رح انتظر منك خبر لنتفق على التفاصيل .. انا حالياً ما في شي بهمني إلا انو ابني يتذكرني ويتذكر امو .. وبدفع اي مبلغ .. )
قام من مكانو بقرف .. ( اه بعرف وين الطريق ارتاحي .. ) وطلع من البيت على استعجال ..
صحيت من ذكريات الموقف على صوت حدا عم يضرب على الشبابيك ..
سامي بصوت عالي ( يا اميرتي الحلووووووووووووة ... اطلعي وارميلي خصل شعرك مشان اتسلق وافوت البرج .. )
شهد ( الكلب ما بدو يحل عني يا الله .. )
ركضت باتجاه شباك المطبخ وشافتو كيف واقف تحت وعم يصرخ والناس بتفرجو عليه ..
سامي ( ما ضللك إلا حضني يا عيوني ... زتي حالك لعندي يلا .. ولا بطلعلك يا قمري ؟ )
ركضت على الباب قفلتو منيح .. سحبت خزانة الأحذية وحطتها ورا الباب ..
وقفلت الشبابيك و قعدت تبكي ..
___________________________________________
كان فارس متسطح بتختو وحاط ايديه تحت راسو وعم يتطلع بالسقف .. ( الي اسبوع على هالحالة .. ما شفت حدا غير الي عم تقول عن حالها امي والي بقول عن حالو ابي .. حتى ماري حاسسها اختي ومخبين علي هههه
العمى على هالحالة !! )
تجلس وقام فتح خزانتو ...
وقعت فوراً منها كفة ملاكمة لونها اسود ..
نزل عالارض وتناولها ..
حطها بايدو و وقف قدام المراية .. وحاول يقلد وضعية الملاكم وحركاتو .. اخد نفس طويل وشلحها من ايدو ( مااااااااا عم اتذكر شي .. ولا شييي )
دق باب غرفتو .. فتحت امو الباب وميلت راسها ( حبيبي ممكن تنزل لتحت شوي ؟ )
فارس ( لأ تعبان ومو حابب اطلع من الغرفة )
إنعام ( في ضيف بدو يشوفك .. )
فارس ( ضيف ؟ لعندي انا ؟ )
إنعام ( ايه .. شخص بيعرفك وبيهمو امرك .. كنت كتير عم تلح علي تشوف حدا من اصدقائك .. لهيك ابوك فوراً اتواصل مع شخص وجابو لهون لتحكو سوا .. يمكن تتزكر شي .. )
مشي فارس بخطوات سريعه .. تجاوزها ونزل باستعجال هو وعم يفكر شو هيئة او طبيعة الشخص الي بانتظارو ..
لاقتو ماري بابتسامة ( بغرفة الاستقبال يا بيك .. )
فارس ( شكراً .. )
فتح باب الغرفة ... التقط انفاسو و بادر بالتحية ( اهلا وسهـــ ـ ـ )
انقطع كلامو ..
كانت واقفه ومعطيتو ضهرها ..
لما سمعت صوتو التفتت عليه وابتسمت بهدوء ..
فتح تمو باستغراب ..
بنت لابسه اسود باسود (كنزة سودا .. و جينز اسود بسيطين) ... رافعه خصل شعرها باناقه و نعومة ...
بشرتها بيضا متل بياض الياسمين ..
وشعرها دهبي ... كانت عم تقرب منو وهو لسه عم يتفحصها ... جمالها جمال غربي وساحر ..
مدت ايدها وعرفت عن حالها .. ( شهد ... اخت رفيقك ماجد الله يرحمو .. )
بلع ريقو ومدلها ايدو بتردد .. ( فــ ـ ـ ارس .. يعني هيك حكولي .. والظاهر اني رفيق اخوكي .. )
حك راسو بغباء وتابع .. ( الله يرحمو ! )
شهد ( ما تزكرتني ابداً؟ )
فارس ( هاد السؤال صار متل الكابوس.... انا مو متزكر شي ولا شي!! )
شهد ( روق مو مشكلة.... انا اصلاً هون مشان نسترجع ذاكرتك)
فارس ( كيف؟ )
اعطتو ضهرها و ابتسمت ( بدنا نلعب لعبة صغيرة كتير اسمها لعبة الذكريات..... وانا بعرفك لاعب محترف....)
عقد حواجبو بعدم ارتياح...
كزت اسنانها على بعض و حاولت تحكي بصوت هادي ( جاهز تلعب يا فارس ؟ )
الجزء الثاني
فارس ( _ _ _ )
شهد ( شو ليش ساكت ؟ )
فارس ( خابت آمالي .. كنت متوقع لاقي شخص جاي يساعدني .. جاي يمسك بايدي .. مو جاي يلعب لعبه ! ... عموماً .. واضح انك طفلة ما رح اعتب عليكي
بس ياريت تفهمي انو الي انا عايشو مو لعبه ابداً .. انا بدون ماضي .. بدون هوية .. مو عدل تلعبي بحياة الناس يا انسة .. شهد )
حطت اصبعها على شفافها وضيقت عيونها .. ( ما عم سدء .. مو عدل تلعبي بحياة الناس ؟ .. طيب خليني احكيلك شغله .. )
قربت منو كتير .. وقفت على روس اصابعها لتقدر توصل لادنو وتهمسلو ( الناس الي برا .. يعني ابوك وامك هن الي بدهن يلعبو بحياتك ، وانا جايه ورجيك الحقيقة .. لعبة الذاكرة هي اكبر حقيقة رح تعيشها بحياتك
وبدك تتحمل كل نتائجها لان انا لو محلك كنت بتمنى ما اتزكر شي .. فتح عيونك لان اهلك بدهن يعملولك غسيل دماغ وانت ما لازم تحكيلهن كل الي حكيتو معك من شوي ، بتقلهن انو دردشنا عن هواياتك وبس فهمت علي ؟ مبدئياً انت بتحب الملاكمة .. الدراجات الهوائية .. والصيد
صيد الحيوانات وصيد البشر .. )
كان عم يتنفس ريحة عطرها ... غمض عيونو و ركز بانفاسها وحروفها .. بعدت عنو خطوة وحده وابتسمت ( انا رح امشي ... بس تحب تعرف انت مين وشو .. انا جاهزة )
غمزتو ( ومنلعب سوا ) ..
طلعت من الغرفة وهو ثابت بمطرحو ..
اول ما طلعت قامت إنعام الي كانت عم تنتظرهن بالصالة بتوتر .. وركضت لعند شهد . .
إنعام ( شو ؟ )
رفعت اكتافها باريحيه ( ولاشي !... عادي قعدنا وحكينا عن هواياتو ... عملت متل ما طلب مني منتصر بيك ، حكيت بس الي مطلوب مني .. بس ما بعرف ازا فارس بدو يرجع يشوفني
انا جاهزة بأي وقت ... لان الظاهر الي بعرفو عن فارس اكتر من الي بتعرفوه انتو ... عن ازنك )
إنعام بهس ( هاد الي كان ناقص تعطينا حكم ومواعظ .. )
فاتت لعند ابنها باستعجال ولقتو واقف بنفس مكانو بدون اي حركة ..
حطت ايدها على كتفو ( شو حبيبي ارتحت ؟ هي عملنا الي بدك ياه .. )
فارس ( انا قلت بدي شوف حدا من رفقاتي ، لي جبتولي هي ؟ )
إنعام ( ليش زعجتك بشي ؟ )
فارس ( طالع ارتاح .. منحكي بعدين .. )
تركها عم تسأل كتير اسئلة وتوجه على غرفتو وحكي شهد عم يدور براسو . ..
( الي برا بدهن يعملولك غسيل دماغ )
( انت بتحب الملاكمة والدراجات الهووائية وبتصيد .. بتصيد حيوانات وبشر )
( بس تحب تعرف انت مين وشو انا جاهزة .. )
(لعبة الذاكرة هي اكبر حقيقة رح تعيشها بحياتك .. )
ضرب باب الغرفة بغضب ..
___________________
كانت ماشيه بالشارع وعم تفكر .. ( يمكن قدرت اقنعو ما بعرف ... بس ازا حكى لامو وابوه رح اتبهدل .. ما بعرف شو ما كان
القدر قدملي فارس على طبق من دهب .. وبايدي الشوكة والسكين ... فيني بلش من وين ما بدي .. وما رح ارحمو .. مستحيل اسمحلو يرتاح بهي الطريقة
هاد مو عدل ... مو عدل انا كل يوم عيش على اثر الألم الي سببلنا ياه وهو ينسى ! مستحيل اسمحلو .. )
__________________
( احكو معها بدي شوفها .. )
منتصر ( مممم الك اسبوعين رافض تشوفها شو تغير ؟ )
فارس ( ولا شي بس حاسس ما في غيرها رح يقدر يساعدني .. )
إنعام ( لا حبيبي انا جنبك )
فارس ( اها اكيد امي شكراً الك .... انا طالع جهز حالي بلكي بتكون وصلت شهد بعد ساعه ؟ )
منتصر ( طيب متل ما بدك .. رح ابعت الشوفير يجيبها ويجي .. بس وين بدكن تروحو ؟ )
فارس وهو طالع على غرفتو ( اي مكان ، المهم اطلع من هون .. )
....
طلعت شهد فوراً بعد ما اجاها تليفون من منتصر ... حاولت تطلع من بين الحارات مشان ما يشوفها سامي ويعمللها جرصة .. اخدت تكسي ونزلت هي ومبسوطة
كانت فقدت الأمل بعد ما مرق اسبوعين بدون ما يردولها خبر ..
فوتتها ماري لجوا لتقابل منتصر وإنعام الي عادو عليها التعليمات الصارمة والقوانين .. ( بتزكريه بس بالشي الي لازم يتزكرو
نحنا منعرف ماضي فارس السيء ولو بدنا نزكرو فيه ما كنا جبناكي .. فهمانه ؟ )
هزت راسها ( اي طبعاً ولو .. )
نزل فارس من فوق وقاطعهم ( وصلتي بسرعه .. )
التفتت عليه بمرح ( انا بين الأيادي فارس بيك .. )
ابتسم بس شافها ... كانت احلى من المره الماضيه .. تاركة شعرها الدهبي الطويل على كتفها .. خددودها موردين وعيونها عم يلمعو ..
فارس ( بدنا نطلع من البيت .. )
شهد ( وين بدنا نروح ؟ )
فارس ( عم تسأليني انا ؟ ما بعرف .. انتي لازم تعرفي .. )
شهد ( ممم اي صح صح خلص رح اخدك .. )
تطلع فيها منتصر ( وين ؟ )
عضت على شفايفها ( على نادي الملاكمة عمو .. وين يعني .. بلكي بيتزكر شي .. يلا فارس ؟ )
مدتلو ايدها ..
تطلع بايدها ورفع حواجبو باستغراب ومدلها ايدو .. وسحبتو فوراً وراها ..
إنعام ( ماما اخدت الموبايل والمصاري الي جنب تختك ؟ )
فارس ( اي اي .. اخدتهن .. سلام )
إنعام ( سلام .. ) .. التفتت على منتصر وسألتو بقلق ( اكيد هي البنت ما رح تعمللنا وجع راس ؟ )
منتصر ( بتمنى .. )
_______________________________
فارس ( النا ساعه منمشي بنفس الشارع .. وبعدين ؟ )
شهد بارتباك (بتعرف ؟ انت اكتر انسان محظوظ شفتو بحياتي .. )
فارس ( اوف .. كيف هيك ؟ )
شهد ( تطلع حواليك .. شايف كل هالناس الي حواليك ؟ كلهن بيتمنو يكونو متلك .. ينسو كل شي ... ينسو مين هن وشو هن .. ينسو ذنوبهن
و مصايبهن ... بس من بين الكل ربنا اختارك لتنسى .. بس انا رح زكرك )
فارس ( نحنا كان في بينا علاقة ؟ )
شبكت حواجبها و وقفت ( شو هالسؤال ؟ طبعاً لأ ... ولا يمكن .. )
فارس ( اي طولي بالك بدك ما تقرفي ..لكن ليش شابكة اصابعك باصابعي هيك ؟ )
شهد (مشان ما تضيع .. بلا ما البابا والماما تبعك يقتلوني .. )
سحب ايدو من ايدها ( نحنا ليش هون ؟ )
شهد ( هاد الشارع اسمو شارع الرامبو .. كل ما كنت احكي مع اخي كان يقلي انكن هون .. متل مو شايف .. مقاهي كتيرة .. مطاعم نوادي وهيك .. ما عم تتزكر شي ؟ )
اتطلع حواليه وحاول يركز .. الوجوه والناس و الأماكن ..وقف مكانو و صارت نبضات قلبو تتباطئ
لمعت براسو متل ضربة كهربا ..
////
صوت اغاني ... عتمة ... ضحكات ناس كتار ..
( فارس مشان الله ساعدني ... فارس ساعدني .. لك اتركووووووني ....... فااااااااررررررررس .. لأأأأأأأ ... لأأأأأأأأأأا اتركوووني )
( فارس لا تخليهن ياخدوها ،،، بحيات الي خلقك لأ ... خود غيرها .. خود غيرها .. اي وحده اي وحده لأ .. مايا لأ فارس )
( لك خلي الشباب ينبسطو يا زلمة هههههههه)
////
قعد على ركبتو و مسك راسو بايديه .. قربت منو شهد ( شو صارلك ؟ وقف .. )
فارس ( مين مايا ؟ )
عقدت حواجبها باستغراب ( مايا ؟ .. قوم من الأرض )
مسك ايدها و وقف على رجليه .. قعدتو على كرسي وقعدت جنبو
فارس ( اول مره بتزكر شي بهاد الوضوح .. يمكن بشي محل هون .. هون متل .. متل )
شهد ( متل شو ؟ )
بلع ريقو ( متل نادي ليلي .. )
شهد ( اصوات مين ؟ لون وشك مخطوف .. انت تعبان ؟ )
فارس ( اصوات مين ما بعرف ... بس اسمها مايا ... )
تطلعت بفارس بتفحص .. ( مايا ... معقول تكون مايا الي بعرفها ؟ )
فارس ( في شي بيربط مايا الي بتعرفيها فيني ؟ )
شهد ( اي .. في ماجد ! )
فارس ( كيف ؟ )
شهد ( معقول تكون انت ؟ انت السبب ؟ )
حس حالو محاصر بنظراتها ... يمكن ما لازم يوثق فيها كتير ... يمكن عم يعترف بشغلات ما لازم يحكيهن !! .. بس ما عندو حل تاني ..
فارس بخوف ( انا السبب بشو ؟ )
شهد ( انت الي قتلتها لــ مايا ؟ )
فارس ( قـــ .. قتلت ؟ شو ؟ )
صارت تهز رجلها بتوتر و انفاسها تسارعت ( انت السبب !! حتى بهي انت السبب ... انت شيطان ... انت لازم تتزكر كل شي .. تطلع فيني .. رد علي
شو عملت بمايا احكي ؟ )
فارس ( ما بعرف .. انا مو فهمان شي ... وما بعرف مين مايا ! )
وقفت من مكانها وشدتو من ايدو بقوة ( انا رح خليك تعرف مين مايا قوم معي ..)
مشي معها بدون اعتراض ... كان خايف ... للحظة ما عاد بدو يتزكر .. كيف قتلها !!
طلعو بتكسي ... كان كل شوي يتطلع فيها ويلاقيها عم تتطلع فيه .. نظراتها عم تلتهمو .. عم يحس بالتعذيب بدون ما يفهم ليش ..
نزلو بحارة صغيرة ..
كان خايف يسأل اي شي .. عم يمشي وراها بصمت ..
دقت باب بيت .. وفتحتلها الباب ست كبيرة بالعمر ..
شهد ( كيفك خالة ؟ )
- اهلين .. مين ؟
شهد ( ما تزكرتيني خالتو ؟ انا شهد .. بنت طارق ؟ .. اختو لماجد الله يرحمو ؟ )
- ييي ماجد مات ؟
شهد ( ايه و ابي مات )
- ييي و طارق مات ؟
شهد ( ممكن نفوت ؟ )
- اي اي تفضلو خالتي .. وانت ماجد فوت فوت حبيبي انت و اختك
شهد ( ماجد مات يا خالة )
- هههه من يوم يومك بتحبي المزح .. يلا فوتو حبيباتي فوتو مشان بس تيجي مايا تعمللكن اكل طيب ... بنتي مايا نفسها على الأكل بيشهي
شهد ( ماشي .. )
اشرت لفارس مشان يفوت ..
فاتو لجوا وكان بيت بسيط كتير و مكركب ..
قعدو جنب بعض عالأرض
- مايا ما بتتأخر بس تيجي بتشوفوها وازا عجبتكن منجيب الشيخ
شهد ( لشو الشيخ يا خالة ؟ )
- مو انتو جاين تخطبو بنتي ؟ رح اعمللكن قهوة يلا
تركتهن وفاتت على المطبخ وفوراً سأل فارس ( انتي كتير ذكية .. اكيد هلأ إزا شفت مايا رح اتزكر كتير شغلات .. )
ردت بصوت حازم ( ما رح تشوف مايا ... لان مايا ميته يا فارس )
فارس ( كيف ؟ )
شهد ( وعلى الأغلب انت قتلتها ... هلأ رح نفهم كل شي .. )
وقف فوراً وهو عم ينتفض ( انتي شو بدك مني ؟ بدك تقنعيني اني قاتل ؟ )
شهد بصوتت منخفض ( اقعد وبلا مشاكل ، انت الي تزكرت مايا مو انا .. ما كنت بعرف انو الك علاقه فيها .. بس شكلو ماضيك مشرف اكتر مما كنت بتخيل
اقعد )
قعد باستسلام ( انا مستحيل كون قتلت حدا .. )
شهد ( قلتلك انت بتحب تصيد حيوانات .. وتصيد بشر ... يمكن ما عرفت تصيب وقتلت فريستك )
رجعت ام مايا وهي حاملة صينية الشاي ..
- يا حبيبتي يا مايا انتي وجوزك بتجننو مع بعض
شهد ( خالة .. عندك صور لــمايا ؟)
- مين مايا ؟
شهد ( لا حول ولاقوة إلا بالله .. طيب ممكن فوت على الحمام ؟ )
- اي اي طبعاً فوتي تفضلي
شهد ( شكراً ..)
التفتت على فارس (انت خليك مكانك .. )
قامت من مكانها ... التفتت حواليها .. الحمام جنب المطبخ .. و جنبهن غرفة صغيرة .. مشت باتجاها وفتحت الباب .. شغلت الضو .. وصارت تسعل من الغبرة والرطوبة
غرفة مايا .. فيها تختها و خزانة ..
قربت من الخزانة وفتحتها وصارت تدور فيها ... كان قلبها يدق بسرعه وايديها يرجفو هي وعم تدور
بسبب استعجالها وقعت تيابب على الأرض .. نزلت جمعتهن هي وعم ترجف .. و وقع من بيناتهن صورة ..
تركت التياب على الأرض ... و اخدت الصورة .. وقلبتها ... واول ما شافت شو فيها صارو ينزلو دموعها متل المطر و جسمها كلو ينتفض ..
قبل ما توقف على رجليها .. مسكها حدا من شعرها ... و شدها منو بقوة خلتها تصرخ بصوت عالي وبخوف ..
يتبع ....