حياتي بين قوسين

  • تاريخ البدء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
ما الحب الا لمن سكن الروح قبل القلب.. وما الحب الا لمن ارتاحت له النفس.. واشتاقت له الروح..
كل كلمات الحب ومعانيه..جميع احرف العربية لا تكفيني لاصف من سكن قلبي وروحي ووجداني...
(الجزء الاول)
لا اعلم كيف بدأ مشواري في هذه الحياه.. ولا اذكر الكثير عن طفولتي.. اسمعهم يحدثوني عن تلك الطفولة الكئيبة.. يحدثوني وكانها حدث تاريخي مهم..
ولكني لا ارى فيها غير الوجع والالم.. طفولة قاسية حييتها بلا ام.. طفولة قاسية حييتها بغياب الاب.. طفولة قاسية حييتها مع زوجة الاب..
لمحات تمر في خيالي عن تلك الليالي السوداء ..ليالي بداية المعاناة في حياتي..
بيسان: بابا وينا امي
وتدمع عيون ذلك العاشق الذي فارق معشوقته قبل ليلة واحدة..
ابي: امك بالسما.. رح تروح ع الجنة.. ونحنا رح نلحقا وقت ربنا يكتبلنا
هذا كان جوابه في اول مرة سالته فيها.. هذا ما اذكره.. وقتها كان عمري سنتين ونصف فقط..
ولمحة اخرى تمر في مخيلتي..عندما دخل ابي غرفته التي كانت تجمعه مع عشيقته ورفيقة احزانه وافراحه.. دخل ليبكيها بصمط بعيدا عن نظر اطفاله الذين يتالمون من فقدان حنان امهم.. الذين كسرت قلوبهم في وقت مبكر من حياتهم..
بيسان: بابا ما بدي اسالك وينا ماما.. وما بدي قلك انو ماما ماتت
فيجهش ابي بالبكاء ويضمني بكل قوته ويخرج ذلك الكم الهائل من الدموع التي كان يحبسها في عيونه..
لا اعرف كيف اذكر هذه الامور وهذه المواقف.. قد يكون الالم الذي سكن في قلبي وقتها هو من رسخها في مخيلتي.. ورفضت هذه المخيلة اللعينة ان تمحوها..
لا اذكر في وقتها بانني كنت حزينة.. او انني لا اذكر كيف كنت..
حدثوني كثيرا عن تلك الليالي السوداء فقالو......
قد حان موعد ولادة امي.. فعم الفرح والسرور جميع انحاء المنزل.. ابي اخوتي واخواتي.. فالجميع ينتظر ذلك المولود الجديد بفارغ الصبر.. عدا امي التي اجهشت بالبكاء امامهم جميعا وخرجت من البيت وهي تودع هذا وذاك.. خرجت وهي تودع كل ركن من اركان منزلها الذي افنت اجمل ايام حياتها في انشائه وترتيبه وتجهيزه ليكون ملجأ ومامن لاولادها..
خرجت امي برفقة ابي للمشفى فبدأ اخوتي بترتيب المنزل وتزيينه استقبالا لذلك الكائن الجديد الذي سيزيد فرحتهم فرح..
هديل: يالا حبيباتي.. بدنا نضف البيت ونزينو.. كرمال امي.. ما بدنا انتعبا وقت ترجع.. تخيلو قديش رح تفرح وقت تلاقي البيت مزين ومرتب وريحتو حلوة
خليل: اي اختي.. معك حق.. يالا كلنا بدنا نرتب
عاد ابي في تلك الليلة المظلمة وحده ..
ربى: بابا وينا امي
ابي: ماما تعبانة شوي حبيباتي.. رح تبقى الليلة بالمشفى وبكرة بترجع مع البوبو
سمر: يا ربي... كل يلي رتبنا رح نرجع بكرة نرتبو كمان مرة
ابي: ما علي حبيبة بابا.. كرمال ماما كلشي بيهون.. مو هيك
سمر: اكيد بابا
ابي: دعولا لماما
وببراءة الطفولة رفعو اكفهم للسماء وبصوت واحد: ياااا رب
انتهى يومهم وهم حزانى وقلقين ينتظرون رجوع امهم مصدر الحب والحنان ...
وانتهى يوم ابي والدموع تملأ عينيه.. فلاول مرة يكون بيتهم من غيرها ولاول مرة تغيب عن البيت..
بدأ يوم جديد.. استيقظ ابي مبكرا وذهب ليرى شقيقة روحه...
دخل المشفى وذهب الى الطبيب فورا..
ابي: وينا مرتي ..شو صرلا
الطبيب: مرتك تعبت ودخلناها عملية.. وهلا بنطالعها
خرجت امي من غرفة العمليات وهي جثة هامدة..
وجهها مغطى بالابيض.. خرجت جسدا بلا روح..
فما كان من ابي الا ان ينهار ارضا.. فقلبه لم يحتمل هذه الحقيقة.. حقيقة موت شقيقة روحه.. حقيقة ان تفارقه من غير وداع.. حقيقة ان يحيا بدونها...
ابي: ياااا ربي ..يا الله لا اعتراض على حكمك يااا رب.. الهمني الصبر ياااا رب
كان موتها وفراقها كسكين انغرس في قلبه..ويستحيل ان يستطيع اخراجه..كان موتها كنار اشعلت في جسده ولا سبيل لاطفائها..
وما كان يؤلمه اكثر ويزيد من وجعه هم اولاده الثمانية الذين ينتظرونه في البيت.. فماذا سيقول لهم.. وكيف سيواجههم بالحقيقة.. وكيف سيستقبلون خبر وفاة امهم.. وكيف .. وكيف... وكيف....
اسئلة كثيرة كانت تدور في راس ابي ولا يعرف لها اجابة..
عاد ابي الى البيت وهو يحبس دموعه طوال الطريق.. فاستقبله ابناؤه الثمانية ...
فلم يكن منه الا ان اجهش بالبكاء امامهم.. فلم يستطع ان يتخيل كيف لتلك الاعين الصغيرة البريئة ان يملؤها الحزن والدموع..
ربى: بابا شو في.. شو صاير
خليل: وينا امي.. شو صرلا
فانهار ابي ارضا ولم يقوى على الوقوف..
ابي: امكم ماتتت.. امكم راحت
لم يستوعب اي منا هذه الحقيقة المرة.. فلم نعتد فراقها يوما واحدا فكيف لنا ان نتخيل فراقها عمرا...
ذلك هو اليوم المشؤوم في عائلتي وفي حياتي.. ذلك هو اول جرح كان قد غرس في قلبي ..ولعله كان اكبر جرح وامر جرح...
(الجزء الثاني)
من بعد تلك اللمحات المؤلمة من حياتي.. اول ما اذكره هو دقات قلبي الطفولي البريئ كلما رايته او لمحت خياله.. او سمعت صوته..
ذلك الصوت الذي كان ملاذي وعشقي وهيامي.. لا اعرف كيف لقلب بذلك الحجم ان يحمل بداخله ذلك الكم من العشق والوله..
علي كنت ابحث عمن يجبر كسر قلبي.. وعلي كنت ابحث عمن يعطيني جرعة من الحنان الذي افتقده.. او ذلك الحنان الذي لا اعرفه الا بالفطرة.. حنان الام..
فانا حقا لا اعرف معنى الام وحنانها.. ولا اعرف كيف يكون حنان الام.. ولكني اعرف جيدا كيف يكون العشق والهيام.. واعرف معنى الحب الذي لا يزول الا بزوال الروح لا الجسد..
ذلك هو عشقي لرضى.. ذلك الفتى الصغير.. الذي اذكر وجهه حتى هذه اللحظة..
كنت طفلة صغيرة احادث جميع الاطفال والعب معهم عدا رضى.. فقد كنت اخجل حقا من التحدث اليه او النظر اليه..
كنت استرق النظرات اليه خلسة.. خوفا من ان يراني.. او يراني احدهم فتفضحني نظراتي اليه.. تلك النظرات المليئة بالعشق والهيام..
رضى: بيسان ..تعي العبي معنا
سمعته قد ذكر اسمي وبدأ قلبي يرقص فرحا.. وذبت خجلا..
بيسان: لأ شكرا.. ما بدي
لم يكن يطمئن قلبي الا عندما اراه.. واسمع صوته.. ولكن شاءت الاقدار بان يتلوع قلبي منذ الصغر.. فقد ذهب رضى.. ذهب وقد اخذ معه كل ما في قلبي الصغير من السعادة والفرح..
سحر: (زوجة ابي) بيت ابو رضى بدن يسافرو
ابي: اي حكالي ابو رضى.. الله يسرلن
لا اعرف كيف اصف ذلك الشعور الذي اجتاح قلبي.. ولا اعرف كيف لقلب صغير ان يحتمل ذلك الشعور.. كان خبر فرقاه كنار اشتعلت بقلبي الصغير ..
سهرت الليالي والدموع لم تفارق مقلتاي.. تمنيت لو ان امي كانت بجانبي كي ابوح لها بما يحمله ذلك القلب اللعين.. علها تبرد ناره بحضنها وحنانها..
كانت سجادة صلاتي هي ملاذي الوحيد كلما اختنقت.. اقف عليها وتبدا دموعي بالتساقط دون توقف.. حتى يهدأ قلبي قليلا..
كل هذا الوجع كان مهربا من وجع اكبر.. وجع والم وغصات طفلة يتيمة.. طفلة لم تعرف معنى دفئ الام وحضنها فهربت الى سجادة صلاتها...
وجعي الاخر كان من المعاملة السيئة التي تعاملني اياها زوجة ابي..
كنت لا افارق حضن ابي ما دام ابي في البيت وهذا ما كان يثير جنونها.. لم افهم هذه الحقيقة الا عندما كبرت.. فعقلي الصغير لم يكن يتخيل بان الغيرة قد تصل الى هذا الحد ..الغيرة من طفلة يتيمة صغيرة لم تتجاوز السبع السنين..
سحر: وليي بيسان تعي لهون
بيسان: اي خالتي
سحر: يعدمني اياكي يا رب.. تعي ساعديني بشي شغلة ولي مقصوفة الرقبة
بيسان: ليكني عم اشتغل من الصبح.. والله انكسر ضهري
سحر: وبتجاوبي كمان.. تعي لهون
جميع ضربات يدها لم تؤلمني كما المتني كلماتها القاسية التي كانت تتلفظ بها وهي تنهال علي بالضرب..
تركتها بغيظها بعدما انهت ضربها وانزويت على نفسي في تلك الغرفة الصغيرة التي تجمعني باخوتي السبعة وبدات بالبكاء ...
ربى: شبك.. ليه عم تبكي
ببسان: ولا شي.. ما في شي
ربى: خالتي.. موو؟ رجعت ضربتك
فزدت بالبكاء ورميت بجسدي الصغير في احضانها..
بيسان: اي هي
ضمتني ربى بكل قوتها ودموعها تتساقط على خصلات شعري..
ربى: هدي.. انا رح احكي لبابا كلشي
بيسان: لاااا.. بترجاكي.. ما بدي يعرف والله بتدبحني
ربى: لك مانت اذا ضليتي ساكتة رح تضل تضربك
نظرت اليها بعيناي المليئتان بالدموع..
بيسان: بترجاكي لا تحكيلو لبابا
ربى: اي خلص خلص.. ما رح احكيلو
هذا هو مختصر حياتي مع خالتي سحر..
(الجزء الثالث)
مرت الايام كبعضها ..والمشاعر تتنقل ما بين غصات الشوق والحنين لرضى وما بين غصات وقهر اليتم وما بين حرقة القلب من معاملة زوجة الاب..
تلك الزوجة التي دخلت البيت الذي بنته امي يدا بيد مع ابي.. دخلته وافسدت كل ما فيه من حب ودفئ..
اصبح بيتا مشتتا.. مشاعره كلها الم وقهر ..كل من فيه ينتظر تلك اللحظة التي سيخرج منه ويبتعد عن الالم والقهر الذي يسكنه..
ذلك البيت الذي كان جنة الدنيا لنا.. ملؤه الحب والدفا والحنين اصبح ككهف معتم تملؤه خفافيش الليل..
وابي الذي كان كشعلة من النور ..الفرح يعم قلبه.. اصبح كمصباح معطل وقلبه انطفئ وامتلأ بالحزن والكابة.. لم يعد يدخل البيت الا ساعات قليلة..
بيسان: بابا حبيبي
ركضت اليه وهو ما زال على الباب ولم يدخل ..وعانقته بيداي الصغيرتان..
ابي: حبيبة باباااا.. تعي لهون لشوووف.. من وين بتحبي بلش اكلك
بيسان: هههههههههه.. خلص بابا خلص ..خلص
سحر: تركها لهاي ..صارت صبية وانت لساتك بتعاملها وكانو عمرا لسا سنة
ابي: رح تضل بنظري صغيرة مهما كبرت.. هاي حبيبة قلبو لبابا...
بيسان: يخليلي اياك يا عمري وما يحرمني منك.. بحبببببك
ابسط الامور كانت تشعل الغيرة في قلبها.. وتخبئ لي الشر بسببها..
كان وقت ذهابي لمدرستي...
سحر: بيسااااان.. تعي لهوون
بيسان: اي خالتي
سحر: لك انت ايمت رح تصيري من البشر
امسكت بخصلات شعري الناعم ....
بيسان: لاااا.. خالتي بترجاكي عم توجعيني
سحر: متوجعة؟؟ اي توجعي منيح
امسكت براسي وضربته بالحائط..
سحر: وينون للصحون وينن ولييي
بيسان: (تبكي) ايا صحون خالتي.. ايا صحون
سحر: الصحون يلي بعتن معك لمرت عمك وليي.. ويننن
بيسان: والله عطيتن لبنتا.. والله.. راسيييي.. راسييي
افلتت شعري من يديها الشرستين وسط ذهول من اخواتي ... اقتربن مني بصمت والدموع تملؤ عينيهما..
سمر: ربي يكسر دياتها.. ربي ياخدها
ربى: تعي يا روحي تعي.. عم يوجعك راسك
بيسان: اي اختي كتيير
سمر: اذا شفتك حاكيتيها ما عاد حاكيكي بيسان.. فهمانة
بيسان: (تبكي) ........
ومن وسط ذلك الالم والقهر بعث الله لي رضى بعد غياب سنين..
كنت حينها احمل حقيبتي المدرسية وفي طريق عودتي من مدرستي.. فلمحته من بعيد..
بيسان: لك معقول يكون هو.. لك والله هو هاد رضى
اغرورقت عيناي بالدموع وامتلأ قلبي فرحا وسعادة ..فعشيقي قد عاد ليريح قلبي المكسور..
سرت باتجاهه ..وعندما وصلته حاولت ان ابعد نظري عنه واسرع في خطواتي..
رضى: بيسان.. بيسان
التفت اليه وقلبي يكاد يتوقف..
بيسان: رضى؟؟ انت ايمت اجيت
رضى: المسا وصلنا.. كيفك
بيسان: هاااا.. انا...انا... انا منيحة
رضى: شبك بيسان.. صاير شي
لا اعرف كيف انهمرت الدموع من عيوني.. تركته واقفا بحيرته وذهبت مسرعة الى داخل البيت..
دخلت الى تلك الغرفة الصغيرة وفتحت النافذه لعلي اراه ...كان ما زال واقفا والحيرة قد بانت على ملامح وجهه..
كنت متعبة جدا.. مرهقة.. مرهقة من كل شيء.. من يتمي.. من غياب ابي.. من زوجة ابي.. من حبي وعشقي لرضى.. من غيابه المفاجئ ومن حضوره بلا سابق انذار..
كنت صغيرة بجسمي كبيرة بعقلي وبمشاعري..
(الجزء الرابع)
قضيت ذلك اليوم ومشاعري متقلبة بين الفرح والحزن.. فرح بلقيا رضى وحزن من تراكمات الايام..
كنت في تلك الفترة بمرحلة حرجة.. مرحلة نهاية طفولتي وبداية شبابي... كنت اتنقل ما بين الطفولة والشباب.. تارة احن لطفولتي فتراني قد امسكت دميتي المهترئة لالعب فيها.. وتارة ارى نفسي قد كبرت فادخل غرفة من غرف المنزل واختلي بنفسي لافكر في عشيقي...
دموعي التي انهالت في ذلك اليوم ما ازال اذكرها حتى اللحظة ... بقيت في الغرفة ابكي وجعا حتى دق جرس الباب.. ومن بعده سمعت صوت رضى
نسيت وقتها كل التعب والوجع.. ولم افكر الا برضى.. كان برفقة اهله بزيارة لاهلي..
بيسان: يا ربي شو بدي البس.. لك ما عندي ولا قطعة تياب عليها العين
لبست ما وجدته في خزانتي وخرجت لاجلس معهم.. سلمت على اهله وجلست.. دقات قلبي كادت تفضحني.. خفت لوهلة ان يسمعوها.. نظرت بطرف عيني له.. فوجدته ينظر الي.. فاصبح قلبي يتراقص فرحا...
ولكني صدمت مما سمعته في ذلك الوقت.. فكان القدر متامر علي .. وكان الوجع قد كتب على قلبي المكسور..
ابو رضى: بعد اسبوع رح نرجع نسافر
ابي: ولشو بدكن تسافرو
ابو رضى: فتحت هونيك شغل وما فيني اتركو.. ضروري انو ارجع لتابعو
ابي: الله يسهلكن يا رب
لم استطع ان اخبئ دمعتي اكثر.. فخرجت من الجلسة الى فراشي الكئيب لاندب حظي..
بيسان: يا ربي ليش هيك عم يصير فيني.. لك والله تعب قلبي... يا ربي ما في شي بيريحني غيرو ..يا ربي يا حبيبي تساعدني.. ما عاد فيني اتحمل
وفي تلك اللحظة دخلت ربى ...
ربى: لك شبك يا روحي.. شو صاير
بيسان: ما في شي
ربى: كيف ما في شي.. لك عيونك رح يتفجرو
بيسان: تعبانة اختي تعبانة
ربى: وليش هيك طلعتي فجاة.. صار شي؟
بيسان: والله اختي ما صار شي.. بس انا متدايقة شوي
ربى: ماشي يا روحي ..براحتك
خرجت ربى من الغرفة واكملت نحيبي...
وفي المساء عندما نام الجميع وحل السكون.. ذلك السكون القاتل.. وتلك العتمة التي تثير كل مواجعي..
《ايا ليلي المظلم.. ويا قمري المنير.. اوصلو سلامي لمن سكن القلب والروح.. واخبروه باهاتي واناتي..》
جلست ودموعي كالشلال على وجهي الصغير البريئ.. وفجاة سمعت صوت تحت النافذة.. ففتحتها ورايته.. لقد كان رضى.. واقفا تحت نافذتي...
نظرت اليه باستغراب.. فاشار لي بورقة.. وضعها تحت الحجر وذهب..
ذهبت مسرعة متشوقة لارى محتواها... فكان فيها..
بيسان.. لا اعرف ماذا اخطات معك ..ولكني اصبحت متاكدا من تصرفاتك معي باني قد ازعجتك.. انا اسف.. اسف حقا فلم اقصد ازعاجك..
مسكت الورقة وقبلتها ووضعتها بجانب قلبي.. علي اشعر بنبض قلبه في ذلك الوقت عندما كتبها..
اصبحت هذه الورقة لا تفارقني ابدا.. كلما اشتقته امسكها واشمها..
وبعد اسبوع من ذلك اليوم كنت ذاهبة الى المدرسة فرايتهم وهم يركبون السيارة...
نزلت دموعي على خدي وادرت وجهي ومشيت مسرعة... فسمعت صوته يناديني..
رضى: بيسان.. بيسان.. وقفي
توقفت ومسحت دموعي..
بيسان: اي رضى
رضى: كنت حابب انو ودعك
ومد يده ليصافحني...لم استطع ان امد يدي وشددت قبضتي ووضعتها بجانب قلبي وغلبتني الدموع..
رضى: ما بدك تسلمي علي
فاجبته بصوت مخنوق..
بيسان: ما فيني.. بعتذر منك
رضى: بيسان.. انا بشو دايقتك
بيسان: انت ما دايقتني.. انا...
رضى: انت شو
بيسان: انا تعبانة كتير
فسمع صوت اباه يناديه من بعيد.. التفت اليه واعاد النظر الي..
رضى: سلامتك.. وبعتذر مرة تانية اذا كنت دايقتك.. مع السلامة.. ان شاء الله يجي شي يوم وارجع شوفك
قالها وذهب ...فاكملت سيري والدموع تنهال وتنهال.. وصلت مدرستي وانا ما زلت ابكي.. لم استطع التحكم بدموعي ابدا..
الانسة: بيسان شبك حبيبتي.. صاير معك شي
بيسان: ما في شي انسة ...تعبانة
الانسة: لكن رح اخدلك اذن من المديرة لترجعي ع البيت
اتصلت الانسة باخي لياتي ويصطحبني الى البيت..
خليل: شبك بيسان.. شو صار
بيسان: تعبانة اخي
خليل: سلامتك حبيبتي
وصلت البيت وانا لا اقوى على الحراك..
سحر: شبك ست بيسان.. عم تتمارضي مو
خليل: خاااالتي.. تركيها مانك شايفة شكلا كيف
سحر: اي ان شاء الله تموت لارتاح منا
دخلت غرفتي وجلست على فراشي.. ذلك الفراش الذي شاركني جميع احزاني ..مسكت ورقته ووضعتها بجانب قلبي المتعب عله يرتاح قليلا...
(الجزء الخامس)
عدت لدوامة احزاني مرة اخرى.. قلبي لم يعد يحتمل الما اكثر.. لا اجد ما يواسيني سوى تلك الورقة التي امسكها بين يدي..
امسكها كلما اشتقته علي ابرد قليلا من اللهيب المستعر بداخلي..
ايام وشهور وسنين مرت.. وحب رضى يكبر ويكبر في قلبي .. وفي كل مرة كنت اوهم نفسي باني نسيته ..فاجدني اتذكره اكثر من ذي قبل..
كنت مستلقية على فراشي واتنهد من الوجع .. وشهقات تخرج مع العبرات... فدخلت ربى ...
عندما راتني هكذا ارتجفت خوفا وجاءت مسرعتا نحوي..
ربى: لك شبك يا روحي شبك
ضمتني الى صدرها ومسحت بيديها على شعري...
بيسان: ما عاد فيني اتحمل يا ربى.. تعباانة اختي.. تعباانة.. وربي تعبانة لك روحي عم تطلع ..وقلبي رح يوقف
بدات ربى بالبكاء معي قبل ان تعرف سبب بكائي..
ربى: يا روحي يا اختي.. لك احكي ..فشي قلبك يا عمري
بيسان: انا عشقانة اختي.. عشقانة
ربى: والله كنت عرفانة.. رضى مو؟
بيسان: اي رضى.. هو يا اختي.. رح موت ..ما عاد فيني اتحمل.. مشتاقيتلو يا اختي مشتاقة كتيير والله ..بس بدي اسمع صوتو او المحو ..ما عاد فيني
ربى: يا قلبي يا اختي.. لك وما لقيتي غير رضى لتعشقيه.. لك نحنا ناقصنا وجع قلب
بيسان: مو بئيدي يا اختي مو بئيدي
ربى: ااخ يا عمرا لاختك.. ان شاء الله بيجي شي يوم وبترجعو بتلتقو
اصبح حديثي مع ربى فقط رضى واخبار رضى..و كل ما يتعلق برضى..
ربى: بيسان ..لك جننتيني برضى.. اختي لا عاد تجيبيلي سيرتو ..لك رح طق منك
بيسان: ههههههههه.. لك واذا ما حكيتلك لمين بدي احكي.. والله من يوم خبرتك كتير ارتحت
ربى: امري لالله اذا هيك.. احكي اختي احكي
بيسان: خلص.. ما بدي احكي بكفي لليوم هههههه
ربى: ما تبلى هالضحكة يا رب.. حبيبة قلبي يا بيسان الحلوة.. والله ما بيلبقلك الا الضحك والفرح
توالت السنين.. سنة من بعد سنة.. وجاءني ذلك الخبر.. كنت جالسة على فراشي واحمل بين يدي كتابي....
ربى: بيسان.. بيسان
بيسان: خير اختي.. شو في
ربى: لك رضى هون
احسست بدقات قلبي قد علت....
بيسان: عم تحكي جد
ربى: لك وربي هلا اخوكي كان عم يحكي بانن اجو وبدن يستقرو هون
بيسان: يااااا رب
بدات الحياة تضحك لي مرة اخرى.. كانت علاقتي فيه مجرد نظرات ..ولكن مجرد وجوده بجانبي كان يشعرني بالامان والراحة..
كنت حينها 17 عاما.. اهيء نفسي لاخر سنة دراسية لي.. كنت ابتعد عن سحر وعن كل ما يعكر صفو مزاجي لاختلي بنفسي مع رضى..
كنت ارسم في مخيلتي كيف ساضع يدي بيده لاول مرة.. وكيف ستتم خطبتنا وكيف ساعلن حبي له امام الجميع..
وبعدما ارسم هذا كله اتذكر باني في عالم الواقع وليس الخيال فانهض مسرعة الى سجادتي وابدا بالصلاة والدعاء..
بيسان: يا رب.. اجعله من نصيبي يا الله.. يا رب لا تجعلني لغيره فانا لا احتمل وجود احد في حياتي سواه
اذكر في تلك الايام كم كنت وحيدة.. فجميع اخواتي قد تزوجن ولم يبقى سواي..
كنت وحيدة ضائعة حزينة.. احتاج لحضن دافئ ..احتاج لصدر اضع راسي عليه والقي بوجع السنين الذي اثقل كاهلي عليه..
بدات بمرحلة فاصلة في حياتي ..مرحلة الثانوية العامة.. كانت بالنسبة لي اهم مرحلة في حياتي.. فهي التي ستحدد مصيري المهني..
لم اشعر في حياتي باني بحاجة لرضى كما شعرت في تلك المرحلة..
كلما ضاقت نفسي واختنقت كنت احمل تلك الورقة واقف على نافذتي علي المحه او اراه فابرد النار المشتعلة في قلبي..
كانت هذه السنة من اصعب السنين التي مررت فيها.. اذكر ذلك اليوم الذي ضاقت فيه نفسي واختنقت الهموم في صدري.. فلم اجد احدا بجانبي..
وقفت على نافذتي علي ارى من يواسيني.. فرايت ابي قد اتى من بعيد.. انتظرته حتى دخل المنزل وذهبت اليه مسرعة..
بيسان: بابا مخنووقة
ابي: ليش يا روحي
فاجهشت بالبكاء والقيت براسي على كتفه..
ابي: يا عمري انت.. لك شبك.. كل هالقد الدراسة مدايقتك.. لا تخافي يا بابا.. انت ع طول متفوقة وهالسنة كمان حتكوني متفوقة.. واتذكري هالاية.. قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا
انت مؤمنة يا بابا.. كل ما حسيتي حالك متدايقة تذكري هالاية ووقفي ع سجادتك..
كانت كلماته كالبلسم على قلبي.. اراحتني جدا.. وكنت اتذكرها كلما تذكرت رضى..
(الجزء السادس)
بدات امتحاناتي الوزارية وزاد خوفي واختنقت اكثر.. في كل ليلة مرت علي كنت اجلس اناجيه واتحدث اليه واشكو له همي.. كنت اتمنى بان يكون قد سمعني وسمع حديثي..
تمنيت بان تكون روحه متصلة بروحي.. حتى اخبره بكل ما يجول في خاطري.. كانت ليلة قمرية جميلة.. والجميع نيام.. وقد مضى على اخر مرة قد لمحته فيها اكثر من شهر..
حملت كتابي وصعدت سطح المنزل لاكمل دراستي.. فرايته ..كان جالسا وحيدا على سطح منزله..
ارتفعت دقات قلبي .. التي لم اكن اعلم اهي ترقص فرحا ام تتلوى الما..
بكيت عندما رايته.. فشعور مؤلم ان يكون من احب واعشق امامي ولا استطيع محادثته او البوح له بما تكن نفسي من المشاعر...
تمنيت في تلك اللحظة ان اذهب اليه واضع راسي على كتفه.. وابكي ..ابكي علني اريح هذا القلب المسكين.. الذي حمل هموما اكبر مما يستطيع.. ابكي لعلي اريح هذه العينين التي ادمنت البكاء ومرارته.. ابكي لعلي اريح روحي المثقلة..
ولكن كل هذا كان مجرد حلم وخيال.. جلست وعيوني لم تفارقه ابدا..
بقيت هكذا حتى رايته غادر... فغادرت انا ايضا وعيني ما زالت تبكيه..
-----------------------------------------------------------
كان اخر يوم دراسي لي.. واخر امتحان بالثانوية العامة ..عندما سمعت محادثة ابي مع ابي رضى..
ابي: يا ابو رضى انا ما فيني حاكيها اليوم.. لك البنت لسا ما انهت فحوصا ونفسيتا كتير تعبانة.. ما فيني حاكيها..
سمعت كلامه ولم اصدق اذناي.. ايعقل ما اسمعه.. ام اني في عالم الخيال الخاص بي...
وفي اليوم التالي ذهبت وقدمت اخر امتحان لي.. عدت من المدرسة منهكة ومتعبة جدا..
ابي: كيفك يا بنتي.. كيف كان فحصك
بيسان: الحمد لله بابا تمااام
ابي: شو رح تعملي هلا
بيسان: بدي ناام.. بدي عوض سهر سنة كاملة ههههه
ابي: اي تمام يا عمري
دخلت تلك الغرفة كي انام.. ولكن ابا رضى ان يغادر مخيلتي.. ابى ان يترك عينى تغفى ..
وبعد ساعة من احلام اليقظة التي عشتها مع رضى خرجت فوجدت ابي جالسا مع سحر يتهامسان...وسحر مبتسمة وقلبها يرقص فرحا..
ابي: فقتي يا عمري
بيسان: ما غفيت.. ما قدرت
ابي: اي عملي فنجان قهوة وتعي لعندي ع غرفتي سابقك
بيسان: حاضر بابا
جهزت كوبين من القهوة وذهبت اليه..
ابي: بيسان يا روحي ..في شي بدي قلك ياه
بيسان: اي بابا
ابي: بصراحة بيت ابو رضى بدن ياكي لابنن رضى
اهازيج وافراح وصراعات وصراخ قام بداخلي.. فوضى عارمة اشتعلت في قلبي.. فما كان مني الا ان دمعت عيناي..
ابي: بابا بيسان .. انا ما فيني قلو لعمك ابو رضى انو نطور يومين تلاتة لنسال عنكن.. الجماعة حدنا وجيران عمر وهالشي عيب وما بيصير.. فشو قلتي يابي
بيسان: متل ما بدك بابا.. يلي بتشوفو مناسب
ابي: يرضى عليكي يا بنتي ويكتبلك الخير يا رب.. جهزي حالك بدن يجو كمان ساعة
لم يكن احد يعلم بتلك المشاعر المخبأة بداخلي في حينها.. وعلي انا لم اكن اعلم ايضا.. فلا استطيع ان اصفها ابدا..
مشاعر متشابكة كما تتشابك كومة من الخيوط.. اهو الفرح ام الوجع ام ماذا لا اعلم حقا..
كنت فرحة بان حلم عمري كله كاد ان يتحقق.. وكنت حزينة لاني كنت بحاجة ليد امي تمسح بها على شعري وتبارك لي حب عمري كله.
كنت ضائعة لاني لا اعلم حقيقة مشاعر ذلك الشخص الذي احببته اعوام واعوام..
《ايا من سكن القلب منذ الصغر.. ايا من سكن الروح وابا الا ان يستقر.. اخبرني كيف السبيل الى قلبك الحجر.. اخبرني كيف السبيل لاعلم ما يدور بخيالك منذ الصغر》
(الجزء السابع)
جاء موعد زيارتهم ..وقلبي ما زال يرتجف بل يرتعد خوفا.. خوفا من ان يحدث اي شيء وينهي حلمي بارتباطي برضى..
دق جرس الباب وذهب ابي ليفتح.. نظر الي بنظرة الاب السعيد والحزين.. السعيد بابنته التي اصبحت عروسا وحزينا بان موعد فراق فلذة كبده قد حان..
تبسمت بوجهه واطرقت براسي خجلا..
واما الملفت هنا هو سحر.. التي اصبحت كالام لي في هذا اليوم..
سحر: بيسان يا قلبي.. تعي تعي لضمك.. واخيرا شفناكي عروس
رائحة نفاقها كادت تخنقني.. لم اتلفظ باي كلمة واكتفيت بابتسامة صفراء بوجهها..
فتح ابي الباب وكان ابو رضى وامه واخته..
ابي: تفضلو اهلا وسهلا
دخلو جميعا لغرفة الضيوف وبقيت انا بالمطبخ افرك يداي من التوتر وادعو الله ان ييسر امري ..جاءت سحر بعد قليل..
سحر: بيسان تعي ..بدن ياكي.. لك وينا القهوة..
بيسان: هااا... والله نسيت خالتي
سحر: معلش معلش حبيبتي.. هلأ انا بعملا
جهزت القهوة وسكبتها باكواب ..
سحر: يالا امسكي وتعي معي
حملت صنية القهوة ودخلت معها الى الغرفة..
بيسان: السلام عليكم
فرد الجميع السلام.. وقدمت القهوة
ام رضى: تعي يا بنتي تعي
فذهبت وجلست بجانبها..
ابو رضى: يا بنتي يا بيسان نحنا هلأ حكينا مع الوالد.. وهو اكيد خبرك من قبل لنجي.. ونحنا اهل وما في داعي للرسميات
اطرقت براسي خجلا وتوردت وجنتاي..
ابي: وقفي يابي وسلمي ع بيت حماكي
نهضت من مكاني وسلمت عليهم جميعا وعدت الى مكاني وقدماي لا تحملني..
لم اكن اتخيل كيف ستكون هذه اللحظة ولم اكن اتخيل كيف ستكون مشاعري.. واول شيء تذكرته هو امي.. نظرت بسحر ونفاقها واغرورقت عيناي بالدموع وتمنيت لو ان امي هي من كانت تجلس مكانها.. ولكن لا مكان للتمني في عالم الواقع..
و تمت خطبتي من رضا.. وجاء موعد لقائي به رسميا امام الشرع وامام الناس.. جاء الوقت الذي سابوح بحبي له من غير خوف.. جاء الوقت الذي ساعلن فيه استسلام روحي لروحه بعد تعب وشقاء لازمني منذ سنين..
كنت متوترة جدا..
بيسان: يا ربي شو بدي اعمل هلأ.. وشو بدي احكيلو
ربى: لك شبك.. هلأ ما عدتي تعرفي شو بدك تحكي.. اي كل يلي كنت تحكيلي اياه حكيلو ياه لرضى
بيسان: لك سكتي بلا ما يسمعوكي هلأ
ربى: لك ولشو خايفة.. خلص ما عاد في خوف.. صرتي حلالو وهو حلالك
بيسان: الحمد لله يا ربي.. الحمد لله
دق جرس البيت وكان رضى برفقة اهله.. دخل البيت وكنت باستقباله وانا متوترة جدا..
ابو رضى: تعي يا بنتي تعي
امسك بيدي وبيد رضى..
ابو رضى: هالبنوتة الحلوة من اليوم هي حلالو لهالازعر ..وربي يسعدهن سوا
ووضع ايدينا بايدي بعض.. كانت هذه اول لمسة ..واول مرة اضع يدي بيده..
احسست برعشة دخلت لجسدي.. رعشة ارغب بان اعيدها مرة ومرة ومرة.. ولا اريد ان تنتهي ابدا..
دخلنا وجلسنا سويا.. وانزوينا انا ورضا لوحدنا بعيدا عن اعينهم..
رضى: كيفك
بيسان: اي تمام
رضى: ممممممم.. ما بعرف كيف بيبلشو الخطاب حديثن.. انت بتعرفي شي
بيسان: هااا.. انا لا ..وكيف بدي اعرف
رضى: هههههه لك ضروري نلاقي شي موضوع نحكي فيه.. هلأ بنقلب مسخرة الهن
بيسان: اي لا مو ضروري.. تعا لنروح لعندن
رضى: هلأ هيك صار
بيسان: لك لا تفهمني غلط.. بس انو انت مو عرفان شو بدك تحكي
رضى: اي لا عرفان.. عرفان شو بدي احكي وعرفان اشيا تانية..
وغمزني بطرف عينه.. فاحمررت خجلا واطرقت براسي..
رضى: لك شبك.. رفعي راسك وخبريني ليش كنت كل ما تشوفيني تبكي
بيسان: اناااا.. لااا ما كنت ابكي
رضى: هههههههه اي خلص خلص ما تحكي شي
كانت جلستنا قصيرة جدا ..مر بها الوقت من غير ان اشعر ابدا.. وودعني رضى وذهبوا الى منزلهم وبقيت انا اصارع افكاري..
(الجزء الثامن) والأخير
جاء اليوم التالي من خطبتنا ..دق هاتف البيت..
سحر: الوو.. اهلا اهلا رضى
دق قلبي وارتعش جسدي لسماع اسمه.. واسرعت الى الهاتف..
بيسان: عطيني خالتي..... مرحبا
رضى: يا اهلا ..اهلا.. كيفك
بيسان: تمام الحمد لله
رضى: مممممممم صوتك كتير حلو ع التلفون
بيسان: .............
رضى: شبك.. هلوووو الووووو انت معي
بيسان: اي اي معك
رضى: ههههههه اي ماشي.. عندك شي هلأ
بيسان: لا.. ما عندي
رضى: وبتستقبليني شي
بيسان: اي طبعا.. ما بدا سؤال
اغلقت سماعة الهاتف وذهبت مسرعة لاجهز نفسي لاستقباله.. بدلت ملابسي وتزينت ..وما ان انهيت حتى دق جرس الباب..
بيسان: هاد اكيد رضى.. رح روح افتح
فتحت الباب وكان رضى هو من دق الجرس..
رضى (بعصبية): لك ليش انت لتفتحي الباب
بيسان: شبك.. فتحتو لاستقبلك
رضى: اي وازا كنت مو انا.. شو بدك تعملي
بيسان: رضى.. يلي ع الباب ما رح ياكلني
رضى: انا بغار عليكي من نسمة الهوا.. لا عاد تعيديها
بيسان: اي مو تكرم
رضى: يسلملي المرضي انا هههههه
قضينا ذلك اليوم سويا.. كان يوما بغاية الروعة بحت له قليلا مما كنت اعانيه ..
بيسان: رضى
رضى: عيونو لرضى
توردت وجنتاي خجلا واكملت..
بيسان: هلأ انت كيف كنت تشوفني من قبل
رضى: ع طول كنت مميزة ومتل القمر بعيني.. كنت الحلم يلي بحلم انو اوصلو.. والحمد لله انو وصلتلو
بيسان: تسلم لقلبي.. هلأ ما كنت حاسس بشي تاني
رضى: بصرااحة.. كنت شاكك بشي ..بس ماني متاكد.. لانو حضرتك كل ما بشوفك بتبكي
بيسان: ههههههههههه .. لك مانك عرفان شو يلي كنت فيه
رضى: لا عرفان.. بعرف انو كنت تحبيني.. بس ليش الدموع ماني فهمان
بيسان: هههههه لك والله من شوقي ولهفتي الك.. كنت مووت كل يوم الف موتة
اقترب مني وامسك بيدي وقبلها..
رضى: سلامة قلبك يا قلبي.. ما عاد في بكي.. نحنا سوى وما في شي رح يفرقنا غير الموت
كانت كلماته توقد في قلبي نارا من الحب والعشق والهيام.. في كل يوم اكون معه وفي كل لحظة اكون بجانبه يزداد لهيبها اكثر فاكثر..
توالت الايام وعلاقتي برضى تقوى اكثر فاكثر..وحبي يزداد له اضعاف اضعاف..
بيسان: رضى.. قلبي ما عاد اتحمل هالحب كلو.. صار بدي قلب تاني لحط حبك فيه
رضى: اي خدي قلبي.. هو كلو ملكك والكك
بيسان: ليه قلبك فاضي
رضى: هااا.. لك لا مو فاضي والله مليااان مليااان
بيسان: هههههه اي فكرت
رضى: هههههههه
وهكذا جبر الله قلبي المكسور بحب رضى الذي زففت له بعد خطبة عام كامل.. وعشت معه الحياة التي كنت احلم بها ..وعوضني الله بقلبه وحنانه..
ايا قلبي المكسور ..جاءك من يلملم فتاتك المنثور .. ايا قلبي المكسور جاءك من يشعل فيك النور .. ايا ربي يا غفور.. احمدك في كل وقت على هذه النعم وهذا السرور
انتهت
 
الوسوم
بين حياتي قوسين
عودة
أعلى