بقلم_مال_الشام
( مقتبس عن احداث واقعيه)
الجزء الأول + الثاني
كنت عم اركض عالباب لافتح وارمي حالي بحضن ابي الي غايب عنا من اسبوع وتارك تيته تنتبه علينا ، اول ما فتحت الباب كنت عم اضحك من كل قلبي .. بس هالضحكة ما طولت
تبدلت وصار محلها نظرات استغرب و تردد ... مد ابي ايدو وقرصني من خدي - شو يا بطلة ما بدك تسلمي على خالتو ؟ - توسعو عيوني انا وعم اتطلع عليها وفكر ..
قربت لعندها و سألت بصوت واطي ( خالتي ؟ )
حطت ايدها على شعري المجعد الكثيف .. وابتسمتلي ( قوليلي ماما .. ما تقولي خالتو .. )
عضيت على شفافي و حسيت شي خنقني ... تطلعت بأبي كأني عم عاتبو لان جابلنا ياها .. درت ضهري و فتت لجوا بسرعه ركضت لعند اخواتي .. خبيت هادي بحضني و تطلعت بجلال بنظره معناها يقعد جنبي وما يتحرك ..
وفات ابي هو و منال .. صار يورجيها البيت وعرفها على تيتة وانا كنت عم هز برجلي بتوتر و مخبيه دمعتي ما بدي ياها تنزل ...
__________________________________________
بعد مرور خمس سنين
__________________________________________
سنه عن سنه كانت كل وعود ابي تتبخر ، و كل أحلامي بأنو مرت ابي ما تكون شرير متل ما منسمع بكل القصص والحكايا كمان عم يتبخرو ..
( اسمي وتين .. حالياً عمري 15 سنة .. جلال اصغر مني بتلات سنين و هادي اصغر مني بخمسة .. توفت امي بودلاتها بهادي .. وبعد خمس سنين من الانتظار جاب ابي منال .. منال الي علمتني كيف صير قوية
وكيف دافع عن حالي وعن اخواتي بكل قوتي ... علمتني اخود حقي من اي شخص وشو ما كانت النتيجة .. صار عندي اختين من ابي ومن منال .. سناء و وفاء .. )
كنت راجعه من مدرستي لما سمعت صوت جلال عم يعيط ويبكي .. رميت شنتايتي وفتت بسرعه و شفت منال عم تضربو متل العاده .. ركضت عليه وسحبتو من بين ايديها و دمي عم يغلي
منال : ما بدك تتربي انتي ؟ ما بدك تفهمي ؟ لما ربي اخواتك ما تدخلي
وتين : هي مو تربايه ... هاد تعذيب ... وانتي كمان لازم تفهمي انو انا ما بسمحلك تمدي ايدك على جلال و هادي .. ربي ولادك متل ما بدك واخواتي انا بربيهن
منال : يا الله دخيلك .. لك شو هاد .. شو هاد !! اكيد طالعه لامك الكل بقول عنها فاجرة وماتت من كيدها و حقدها
انتفضت كل ذرة فيني .. كل الوقت حاسة حالي عايشه بساحة معركة .. كل الوقت حاسة انو ضل قوية وجبارة وما استسلم واسمحلها تتمادى .. شديت ايدي بقوة وقهر وطلع الحكي من بين اسناني
وتين : امي مو فاجرة .. واخواتي ما تمدي ايدك عليهن ولا رح احكي لأبي !!
منال : عم تهدديني؟ طيب .. ماشي يا وتين .. ربيهن .. مو بدك تربيهن ؟ انا ما عاد دخلني باخواتك .. ما رح طعميهن ولا اغسللهن وما دخلني بشي بيخصهن
بتنقبري بالبيت و بتربيهن وبتطعميهن وتنظفيلهن و لا ما عاد بسمعلك صوت
( ايه .. انا بربيهن ... رح اتروك المدرسة و اقعد اطبخلهن وطعميهن و لبسهن و نظفهن ... و اوعي تقربي منهن .. ) كانت عم تطلع فيني متل المجنونة .. مسكت ايد جلال وسحبتو ( امشي معي تعال غسللك )
فوتو على الحمام و حطيتو تحت الحنفيه وصرت غسلو وابكي و عيط عليه ( شو عملت هالمره كمان اه ؟ شو عملت ؟ .. مو قلتلكن لما ما كون هون لا تتحركو من الغرفة .. بدكن تموتوني يا الله )
جلال : والله ما عملت شي بس فتت على المطبخ اعمل عروسة زيت وزعتر و وسخت المجلى بالزيت مو بقصدي والله مو بقصدي
وتين : اخرس .. اخرس الله ياخدني ويريحني من هالحياة يا ربي ليش هيك بصير معي
نشفتلو منيح ومسحت وشي و طلعت على الغرفة قعدت مع جلال و هادي وقلتلهن انو رح اقعد بالبيت من بكرا وما عاد خليها تمد ايدها عليهن بنوب ، وكنت مفكرة حالي هيك عم احميهن منها
بس يوم عن يوم الوضع صار اسوء بكتير .. احتكاكي فيها زاد وخناقاتنا زادت وابي كترت غيباتو عن البيت بسبب المشاكل بيني وبينها وصار يتركنا نتخانق ونحل مشاكلنا لحالنا
صرت اكول ضرب وفرق بدون ما يرفلي جفن لان حس حالي عم اجرحها بالحكي الي بيكسرها وعم تحاول تعوض ضعفها بضربي .. جلال كانت شخصيتو عكسي تماماً
كل القوة و الشجاعة الي عندي كان هو بفتقدها وما عندو ياها .. بيخاف من كل شي .. ترك المدرسة كتر ما انضرب من رفقاتو .. و هادي دمرتو منال لان دايماً بتزكرو انو هو سبب موت امي
وامي جابتو على الدنيا ليتعزب و راحت وتركتو .. كان الحمل اتقل مني بكتير ... ومعركتي مع منال كانت معركة حياة او موت .. وضليت حارب بكل قوتي لآخر نفس مشان دافع عن كرامة اخواتي و كرامتي ..
انقسم الشغل بالنص بيني وبينها تركتلي كل شي صعب وكل شي ممكن يهد جسمي وما اعترضت ابداً ، كنت اشتغل شغل اكبر من عمري بكتير .. الطاقة الي بتطلع من جواتي مو طاقة طفلة عمرها 15 سنة .. هي طاقة بنت جواتها مغارة من الآسى و الغضب ..
كانو يلقبوني بالحارة ( شيخ الشباب ) ... كتير علقت معهن وياما ضربوني و قمت من الأرض نفضت تيابي و ضبيت شعري ورجعت على البيت وانا مخبيه مشان ما تشمت فيني منال
مع الأيام صرت اطلع قصداً لاتخانق مع ولاد الحارة الي اكبر مني والي اصغر مني .. و ما كنت ازعل لما يضربوني .. كل مره كنت حاول دافع عن حالي وما استسلم بس كل مره بنضرب و برجع عالبيت
لوقت ما بيوم طلعت لعندهن وحاولو يضربوني بس قدرت دافع عن حالي ، ضربت متل ما بيضربوني كل يوم .. ودافعت عن حالي بكل قوتي ..
ضربت وانضربت وما وقعت وقلتلهن من هون ورايح الي بيضربني انا كمان رح اضربو وكسرلو راسو .. وبلشت صير عنجد ( شيخ الشباب )
صرت اتقمص الدور لانو بحسسني بالقوة ، شعري كان اسود طويل ، كثيف ومجعد .. قعدت على الرصيف ولفيتو كلو مع بعضو متل الكعكة و صرت غطي شعراتي بطاقية سودا ..
مع بشرتي الحنطية و تيابي الولاديه الي بتخفي كل ملامح الأنوثة الي فيني صار الي مارق بالشارع صعب يميز انو انا بنت ..
هن كانو يتمسخرو علي بس انا كنت مبسوطة لأني شيخ الشباب ، بعمر الــ 17 صار ابي يلاحظ هاد الشي و يبهدلني لغير هيئتي و ما اتصرف متل الشباب بس كنت عنيده كتير و اتجاهل حكيو
شيخ الشباب الي صنعتو ليحميني ويحمي اخواتي و يحافظ على حقوقنا لان ما كان في حدا تاني يقوم بهاد الدور بوجه منال و بوجه ولاد الحارة و الناس الي بستضعفونا ..
بهاد العمر بلشت اشتغل بالأراضي والمحاصيل لطلع خرجيتي و اشتري كتب ودفاتر لهادي و تياب جديدة لجلال ، كنت ارجع على البيت مع غياب الشمس مع كيس خضرا و مبلغ بسيط وزعو على جلال وهادي وفوت اتحمم واقعد معهن واتاكد انو منال ما عم تتعرضلهن
وبلش جلال يتعلم صنعة النجارة عند نجار اتفقت معو بالحارة انو يشتغل اول شهرين ببلاش ليعلمو المصلحة وبعدا بصير يعطيه راتب ..
حتى بالشغل بالأراضي الواحد لازم ينتبه ، مو من الحشرات والحيوانات الزاحفة .. لأ .. من الحيوانات الناطقة .. كان المعلم ناصر الي ياخدنا ويشرف علينا وسخ كتير .. تعرفت على بنت معي اسمها روضة
مسكينة و معترة متل حكايتي ، وتضل تشكيلي منو لناصر انو عم يتحركشها و يتعرضلها .. حاولت فهمها كيف تتصرف متل وتصير شيخ الشباب بس يبدو مو كل البنات فيهن يصيرو متلي
لهيك قررت انا احميها و كون ضهرها وصرت هددو يبعد عنها و الا بفضحو و بقول انو حاول يعتدي علي ..
ناصر : له يا شيخ الشباب .. ومين بدو يسدء انو بدي اتعرضلك حبيب ؟ هههههههه
طعني بأنوثتي .. و انقهرت .. بس كان مستحيل خلي حدا يحس انو هي نقطة ضعف عندي ( ما تخاف بيسدئو .. انا شيخ الشباب وقت للزوم .. وبنت وقت للزوم )
ناصر:بالله بنت ؟ طيب ورجيني لسدئك
وتين : _ _ _
قرب لعندي وحط ايدو تحت دقني، حط عينو بعيني : شبك ليه انخطف لونك ؟ .. ورجيني بس خليني شوف ولو ؟
وتين : نزل ايدك ريتها بالكسر .. شكلك ما رح تفهم ... بتبعد عن روضة وازا بعد بتشكيلي منك اقسم بالله غير
قبل ما كمل حكيي مد ايدو على جسمي هو وعم يضحك .. انقبض قلبي و فوراً رديت و مديت ايدي و ضربتو على وشو بكل قوتي وانفاسي صارت تتسارع من الخوف ..
تركتو وركضت بسرعه ورجعت لعند الشغيلة و رجعت لشغلي ، اجت لعندي روضة وصارت تسألني شو صار وازا مشي الحال ..
وتين : اه ؟ ايه .. ايه طبعاً مشي الحال كيف يعني ما يمشي .. خلص ما تعتلي هم
روضة:روحي ربي يفتحها عليكي ويبعد عنك ولاد الحرام
ابتسمت بخوف : امين والقايلة
روضة:مريضة شي ؟ ليش عم ترجفي ؟
وتين:عم برجف ؟ .. ايه لانو برد .. مو برد؟
رفعت اكتافها باستغراب: لا مو برد ..
بس خلصنا شغل وجمعنا حالنا لننطر ناصر يجي ياخدنا كنت عم انتظر لشوف ردة فعلو وشو رح يعمل .. فاجئني ببرودتو وابتسامتو .. طلعنا متل العاده و حاولت فكر بأي شي تاني مشان ما ضل مشغولة بالتفكير فيه
كنت عم فكر اتروك الشغل بس ابي عواطلي بغيب بالاسابيع وما بجيب مصاري ، وجلال لسه عم يتعلم المصلحة .. ولازمنا مصاري لان مستحيل اطلب من حدا ..
مرقو تلات ايام وارتخت اعصابي وتخيلت انو كسرت عينو لناصر وربيتو .. ( هيك كنت مفكرة ) ..
بهي الفترة منال بلشت تتغير و تنطرني لأرجع تجهزلي مي سخنه لاتحمم و تحطلي لقمة أكل ، صرت اصرف على اولادها كمان بس مشان اكفي اخواتي شرها ..
الشي الغريب هو هادي ، كان عطول شارد و صافن بمكان تاني كأنو مو معنا .. وكل ما حاول افهم شبو يهرب مني و يرتعب ..
نزلت على مدرستو بيوم عطلتي و سألت هنيك و قالولي انو بيبقى متخبي ورا المدرسه وما بيحضر دروسو .. و كان شاطر وزكي بس من اسبوعين محدا عرفان شبو ..
كان دايماً بالي عندو ... اشتغل وعقلي مو معي .. عم فكر كيف بدي افهم شبو ..
على ابواب الشتوية صار الشغل اصعب بكتير .. و مع رجعتنا ما في اي ضو او نور .. بس برد و صوت كلاب شارده بالأراضي وكل واحد منا بالسيارة عم يتطلع على مكان مجهول .. وبفكر بشي مجهول
مدري وجع القلب ولا وجع الجسم !! .. الله اعلم ..
وقفت السيارة فجأة وضرب راسي بالحديد ..
( وعمى ان شاء الله شو صرلك ؟ )
ناصر : ما تواخذونا يا شباب شكلو السيارة تعطلت ... انزلو اعطوها دفشة يلا
وتين : ييييييييييي علينا على هالشغله .. هاد الي ناقص .. يلا شباب انزلو لندفش
حطت روضة ايدها على رجلي ومسكتني : وين نازله .. قال الشباب
ناصر : لا مو بس الشباب والبنات انزلو ادفشو خلصونا يلا ..
وتين : يلا خلينا ننزل بدي ارجع عالبيت تأخرنا
هزت براسها : لأ .. خليكي انتي تعبتي كتير اليوم و اشتغلتي عني كمان
التفتت عالبنات الي معنا ( يلا صبايا انزلو نساعد الشباب يلا خلصونا .. تحركو )
وتين : ايه والله تعبت ادفشو انتو ..
ركنت ضهري وقعدت اضحك والكل نزلو وصارو يدفشو وانا عم اتفرج ( اعطوها شباب يلا .. عزززم ... شوية عزم يا صبايا انزل ورجيكن كيف الشغل ؟ هههههههههه )
بعد دقايق بلش يشتغل موتور السيارة و صارت تتحرك .. وفجأة مشيت بسرعه كبيرة ( الله حيوووووووو والله كفوووو طلعتو قدها ههههههه )
ضليت عم اضحك لوقت ما لاحظت انو مشينا كتير .. كتير .. كتير ... لدرجه بلشنا نبعد عن الكل وما عاد حدا بين .. ضربت على شباك السيارة على منصور ( هييييييييي وقف وقف وين طرت ، عم يعيطو خايفين نتركهن وقف )
ناصر : ما الهن حق يخافو هلأ ببعتلهن احلى سيارة تخدم شواربك وشواربهن .. انتي الي لازم تخافي
وتين : بحيات امك ؟ ناقصتك انا .. لك وقف وين صرت
تجاهل حكيي وما عاد رد علي ... فتل بالسيارة بطريق فرعي بين الأراضي اول مره منفوت منو ... صرت اتطلع حوالي واضرب على صندوق السيارة بقوة و اصرخ ..
كان عم يسوق بسرعه مجنونة ... وقلبي عم يدق بذات السرعه ...
مسكت الحديد بقوة و بلشت فكر ارمي حالي لان كل شي افكار بشعه ممكن يعملها ناصر فيني خطرتلي ...
لوقت ما بلشت اقتنع بفكرة انو زت حالي ..
وقفت السيارة ...
اختفى صوت العجلات ... و صوت الريح ... ما ضل اي حركة .. الا خفقات قلبي الي عم تتزايد و انفاسي الي رح تخنقني ...
ناصر: انزلي
_________
الجزء الثاني
ناصر : انزلي
وتين : وين جايبني ؟ ليك ازا هاد كلو مشان الكف فــ انت الي
ناصر : قلتلك انزلي ..
تطلعت حوالي منيح .. اراضي فاضيه .. ما في بشر .. ما بفيد شو ما عيطت ..
نزلت من صندوق السيارة و خبيت خوفي ... و اول ما رفعت راسي لاحكي معو .. حسيت شي قوي ضربني على وشي وانقطع نفسي ..
ناصر : لكن انا بتضربيني ؟ .. مين انتي لترفعي ايدك بوشي .. لك انتي حشرة ..
كانو اسناني عم يضربو ببعضهن من الخوف .. حسيت وشي ورم .. رجعت تطلعت فيه ( الكل شافك لما اخدتني ومشيت بالسيارة .. هن رح يخبرو الكل .. ما فيك تعمل شي فيني )
مسكني من اللوزة وشدها بقوة : ايه روضة رح تحل الموضوع ، هلأ كل واحد بكون صار ببيتو و نسيو الي شافو
وتين : هه .. روضة !!
ناصر : لك ايه هالبنت شو زكية .. حسبتها و مشيت ورا مصلحتها لانها بتفهم
وتين : طيب ... انت رديتلي الكف .. هيك خالصين ! الغدر مو من اطباع الرجال .. ما تغدر فيني لأنو بأرض فاضيه ؟
ناصر : العمى !! لك انتي عنجد شب ولا بنت ما عدت فهمان ؟ .. صار عندي فضول كبير شوف ..
مسكت ايدو بقوة .. بكل قوتي وضغطت عليها : انا بنت بدون ما تشوف .. وانت بتعرف اني بنت .. وبتعرف انو محرزة توسخ حالك وتعلق معي لاني بشرفي ما رح اسكتلك .. بتقدر تاخود الي بدك ياه هلأ
بس ما رح تنبسط ولا بتستفاد شي ... ازا كل هالشي مشان الكف الي اكلتو مني .. فيكي تاخدو الضعف .. و منتصافى
تطلع فيني بعيونو الي كلهن قذارة و قوة ... و واجهتو بعيوني الي حاولت يكون فيهن ثقة و هدوء ...
ناصر : طيب ... ماشي ..
ترك تيابي و تركتلو ايدو ... ( طيب .. يلا وقفي هيك لشوف لاخود حقي )
وتين : ماشي ..
( اشرتلو بايدي ليقرب ) .. يلا بلش ..
__________________________________________
جلال : وتين .. وتين الك ساعه بالحمام عم تتحممي وما فهمتينا شبو وشك ليش هيك مع مين متقاتلة ؟
منال : وليه اطلعي الله ياخدك راجعة بهل منظر بآخر الليل .. وين كاينه اه ؟ ازا بتعطيني كم قرش مفكرة رح اسكوت ؟ .. رح قول لابوكي كل شي
هادي : وتين اطلعي خلينا نشوفك .. امانه اطلعي
كانت المي عم تكت فوق راسي ، مي باردة وبتقرص الجسم متل السكاكين .. عم اتزكر كيف بلش ناصر يضربني على وشي كف ورا التاني و انا واقفه مطرحي ما عم اتحرك مع انو كان فيني دافع عن حالي ولو شوي
بس حسيت انو بستاهل كل كف .. وكل ضربة .. كنت عم خليه يضربني لاخود حق حالي من حالي و علمها انو ما عاد تغلط ..
نشفت وشي شوي شوي .. وفتحت الباب وطلعت عليهن لاخترع شي كزبة يسكتو فيها .. ركض هادي ولفني من خصري ( شو صاير مين ضربك اختي ؟ )
وتين : يلا يا جماعة كل واحد على شغلو الله يرضى عليكون افرطوها .. تخانقت مع البنت قال بدها تاخود حصتي من المحصول والخضرا وعلقت معها بتعرفوني ما بحب الزايحة شيه !!
منال : ايه و بعد ما تخانقتو لهل وقت مين وصلك لهون حبيبتي ؟ .. اشرحيلي ياها هي ؟ بعدين هاد الي على وشك ما ضرب بنت .. عاملين بوشك خرايط ازرق على احمر .. احكي الحقيقة ولا بقول لابوكي ها ؟
وتين : منال .. حلي عني روحي التهي ببناتك واطلعي من راسي
منال : فوق عملتك يا وقحة الك عين تحكي معي هيك ؟
بدون وعي ما بعرف شو صرلي .. كان بركان جواتي وانفجر .. مسكتها من شعرها وصرتها شدها وعيط و اصرخ وهي تحاول تتخلص مني وانا شدها واصرخ ( سدي تمك .. حلي عني .. شو بدك مني انتي
شو بدك مني ... روحي قولي لجوزك مو خايفه منكن .. انتو ولا شي مو خايفه منكن فهمااانه مو خايييفه منكن )
تركتها و تركت الكل عم يعيطو وراي و فتت على الغرفة وقفلت الباب وبلشت ابكي ( انا شو عملت !! .. كيف .. كيف هيك ضربتها .. هلأ .. هلأ شو بدي اعمل .. شو بدي اعمل !! )
قعدت بالزاوية عم اتطلع على شعرها الي نصو صار بايدي .. بلشت ارجف وحس ببرد .. لفيت حالي بالبطانية وضليت ارجف .. بعدين صرت احلم وشوف شغلات غريبه .. بين الوعي و الاحلام .. حسيت راسي رح
ينفجر .. واخر شي فتحت عيوني على هادي قاعد فوق راسي
هادي : صحيتي وتين ؟
اتطلعت عالشباك وكان الضو طالع .. كانت ليلة طويلة كتير ... ما توقعتها تخلص ابداً .. ابتسمت كأنو فرحانه ورضيانه بالي صار ..
هادي : انتي مريضة صح ؟
وتين : لأ مو مريضة .. انت مو لازم تروح على مدرستك ؟
هادي : انتي عم ترجفي .. وعرقانه كتير .. حطيت عليكي على البطانيات بس بعدك عم ترجفي .. بردانة ولا شوب مو فهمان شو اعملك ؟
وتين : اندهلي جلال وروح انت
هادي : جلال طلع على شغلو وقلي ضل جنبك
وتين : طيب .. اندهلي منال وروح .. يلا
هادي : منال ؟ ما فيني اندهلها معصبة كتير هلأ بتضربك
وتين : لأ ما بتضربني ..قلك شو .. خلص انت روح انا منيحه .. يلا هادي على مدرستك
وقف وحمل شنتايتو وضل يتطلع فيني .. لفيت وشي عنو ليروح .. و غمرت راسي تحت الغطا .. بس سمعتو سكر باب الغرفة ورا .. نطرتو شوي لراح .. و حاولت نادي لمنال
( مــــ ـ ـ نـــ ــ ـ ال .. يا ... منا ... منااال ... يا منال .. )
فتحت سناء الباب : شو بدك اه ؟ خير ؟ ما بكفي ضربت امي امبارح يا شيخ الشباب ؟
وتين : قولي لامك تيجي وبلا كترت حكي ... انقلعي يلا
سناء : مااااااااااماااااااااااااا تعي شوفي شيخ الشباب بدو ياكي
__________________________________
منال : يلا منيح اكلتي الشوربا كلها ... بدك شي تاني مني ؟
وتين : لا ما بدي شي .. بس وقف على رجلي بردلك ياها
منال بصوت واطي : ان شاء الله ما بتوقفي حبيبتي
كانت الحمى قوية كتير وشديده .. حاولت قوم من الفرشة بس ما قدرت .. والحرارة ما فارقتي ... والكوابيس عم تزيد وتكتر ... و قلبي متل النار على اخواتي من منال و شرها
تاني يوم .. فتحت عيوني وانا حاسة جسمي مكشف وفي برد .. ما عاد ميزت الحقيقة من الوهم ..
وتين : هادي ؟
منال : ما تتحركي بدي امسحلك ضهرك بزيت
وتين :شكراً
منال : لا ولو .. المهم تقوميلنا بالصحة والعافية ولا يهمك ..
وتين : انا كنت بدي اعتزر منك مشان الي صار هديك الليلة .. مابعرف شو صرلي
منال : خدي هي القماشة
وتين : ليش؟
منال : حطيها بتمك لادهن ضهرك مشان ازا توجعتي
سحبتها وحطيتها بتمي و سكتت .. بعد ثواني ... حسيت شي متل الجمر حرق جسمي وصرخت متل المجنونة و انتفضت من الوجع
منال : اهدي اهدي .. بالغلط .. كنت بدي .. اسفه هي
غمضت عيوني .. و مديت ايدي على ضهر كتفي من ورا ( شو عملتي .. حاسة روحي عم تطلع .. موجوعه كتير .. موجوعه كتير )
فاضو الدموع من عيني و لسه مو مستوعبة شي .. شفت بايدها سكينة حمرا متل الجمر
منال : كنت عم سخن الزيت شوي .. بالغلط .. شكلي حرقتلك كتفك بالغلط
ما قدرت احمل وجع ، عيوني كانو عم يراقبو السكينة الي فيها لهب .. رميت راسي على المخده و كملت بكي .. و قامت منال تحطلي مي على كتفي هي وعم تعتزر مني و انا جسمي عم يرجف
ضليت بفرشتي كمان تلات ايام .. كنت ضعيفه كتير و بس عم اسمع منال كيف عم تذل اخواتي و تقهرهن وابكي واعمل حالي نايمة .. اجا ابي عالبيت تخانق هو ومنال بسبب غيابو الطويل و انو ما بجيب مصاري
ورجع طلع من البيت وتركها ..
صحيت رابع يوم الصبح .. فتحت عيوني و رفعت راسي شوي شوي ، وجع راس خفيف اقل من الايام الي قبل ..
جلست ضهري واخدت نفس كبير .. كانو الكل نايمين ما حدا بعدو صاحي .. رفعت الغطا عني و قمت من مكاني استندت على الحيط .. و وصلت لغرفة جلال وهادي ..
فتحت الباب ولقيتهن نايمين .. فتت لجوا وقعدت جنب هادي .. حطيت ايدي على راسو ومسحت على شعراتو .. وصرت اتزكر كيف لما كان صغير وربيتو متل ابني و اديش كنت متخيله لما يجي
رح نصير انا وياه وجلال وامي وابي احلى عيلة بالدنيا ..
بس كل شي انتزع
امي راحت .. و جلال عم يضيع مني .. و ابي ما عاد ابي .. صار انسان بشع .. جاب منال و جاب منها بنتين و زتنا كلنا للفقر والجوع وصار يهرب من عجزو و ضعفو ويتركنا ناكول ببعض ..
فتح هادي عيونو وابتسم : انتي صرتي منيحه ؟
وتين : ايه حبيبي .. منيحه ..
هادي : كنت خايف كتير عليكي .. اوعي تتركيني وتين ..
وتين : ما رح اتركك .. بس هلأ قوم بدي شوف شغله
هادي : شو في ؟
وتين : تعال ..
رفعت عنو البطانية و اشرتلو يشلح كنزتو
هادي : شو ليش اشلحها ؟
وتين : هادي يلا .. بسرعه
هادي : لأ ما بدي .. بعدين لازم تصحي جلال مشان يروح على شغلو
كزيت اسناني على بعضهن و مسكتو من ايدو بقوة ( عم قلك اشلح تيابك .. يلا )
هادي : _ _ _
وتين : ما رح تسمع الكلمة ، طيب .. تعال لهون
عاندني كتير وقاومني بايديه و رجليه و مسكتو غصب عنو و شلحتو تيابو .. وكل ما كان جسمو يبين اكتر .. كان قلبي يعصرني عصر من الوجع و الخوف ..
شلحتو البنطلون اخر شي .. رميتو من ايدي ..
وصرت اتفرج على جسم هادي انا وعم ابكي وهو يبكي معي ..
وتين : ليش ما قلتلي انها عم تعمل فيك هيك ؟
( مقتبس عن احداث واقعيه)
الجزء الأول + الثاني
كنت عم اركض عالباب لافتح وارمي حالي بحضن ابي الي غايب عنا من اسبوع وتارك تيته تنتبه علينا ، اول ما فتحت الباب كنت عم اضحك من كل قلبي .. بس هالضحكة ما طولت
تبدلت وصار محلها نظرات استغرب و تردد ... مد ابي ايدو وقرصني من خدي - شو يا بطلة ما بدك تسلمي على خالتو ؟ - توسعو عيوني انا وعم اتطلع عليها وفكر ..
قربت لعندها و سألت بصوت واطي ( خالتي ؟ )
حطت ايدها على شعري المجعد الكثيف .. وابتسمتلي ( قوليلي ماما .. ما تقولي خالتو .. )
عضيت على شفافي و حسيت شي خنقني ... تطلعت بأبي كأني عم عاتبو لان جابلنا ياها .. درت ضهري و فتت لجوا بسرعه ركضت لعند اخواتي .. خبيت هادي بحضني و تطلعت بجلال بنظره معناها يقعد جنبي وما يتحرك ..
وفات ابي هو و منال .. صار يورجيها البيت وعرفها على تيتة وانا كنت عم هز برجلي بتوتر و مخبيه دمعتي ما بدي ياها تنزل ...
__________________________________________
بعد مرور خمس سنين
__________________________________________
سنه عن سنه كانت كل وعود ابي تتبخر ، و كل أحلامي بأنو مرت ابي ما تكون شرير متل ما منسمع بكل القصص والحكايا كمان عم يتبخرو ..
( اسمي وتين .. حالياً عمري 15 سنة .. جلال اصغر مني بتلات سنين و هادي اصغر مني بخمسة .. توفت امي بودلاتها بهادي .. وبعد خمس سنين من الانتظار جاب ابي منال .. منال الي علمتني كيف صير قوية
وكيف دافع عن حالي وعن اخواتي بكل قوتي ... علمتني اخود حقي من اي شخص وشو ما كانت النتيجة .. صار عندي اختين من ابي ومن منال .. سناء و وفاء .. )
كنت راجعه من مدرستي لما سمعت صوت جلال عم يعيط ويبكي .. رميت شنتايتي وفتت بسرعه و شفت منال عم تضربو متل العاده .. ركضت عليه وسحبتو من بين ايديها و دمي عم يغلي
منال : ما بدك تتربي انتي ؟ ما بدك تفهمي ؟ لما ربي اخواتك ما تدخلي
وتين : هي مو تربايه ... هاد تعذيب ... وانتي كمان لازم تفهمي انو انا ما بسمحلك تمدي ايدك على جلال و هادي .. ربي ولادك متل ما بدك واخواتي انا بربيهن
منال : يا الله دخيلك .. لك شو هاد .. شو هاد !! اكيد طالعه لامك الكل بقول عنها فاجرة وماتت من كيدها و حقدها
انتفضت كل ذرة فيني .. كل الوقت حاسة حالي عايشه بساحة معركة .. كل الوقت حاسة انو ضل قوية وجبارة وما استسلم واسمحلها تتمادى .. شديت ايدي بقوة وقهر وطلع الحكي من بين اسناني
وتين : امي مو فاجرة .. واخواتي ما تمدي ايدك عليهن ولا رح احكي لأبي !!
منال : عم تهدديني؟ طيب .. ماشي يا وتين .. ربيهن .. مو بدك تربيهن ؟ انا ما عاد دخلني باخواتك .. ما رح طعميهن ولا اغسللهن وما دخلني بشي بيخصهن
بتنقبري بالبيت و بتربيهن وبتطعميهن وتنظفيلهن و لا ما عاد بسمعلك صوت
( ايه .. انا بربيهن ... رح اتروك المدرسة و اقعد اطبخلهن وطعميهن و لبسهن و نظفهن ... و اوعي تقربي منهن .. ) كانت عم تطلع فيني متل المجنونة .. مسكت ايد جلال وسحبتو ( امشي معي تعال غسللك )
فوتو على الحمام و حطيتو تحت الحنفيه وصرت غسلو وابكي و عيط عليه ( شو عملت هالمره كمان اه ؟ شو عملت ؟ .. مو قلتلكن لما ما كون هون لا تتحركو من الغرفة .. بدكن تموتوني يا الله )
جلال : والله ما عملت شي بس فتت على المطبخ اعمل عروسة زيت وزعتر و وسخت المجلى بالزيت مو بقصدي والله مو بقصدي
وتين : اخرس .. اخرس الله ياخدني ويريحني من هالحياة يا ربي ليش هيك بصير معي
نشفتلو منيح ومسحت وشي و طلعت على الغرفة قعدت مع جلال و هادي وقلتلهن انو رح اقعد بالبيت من بكرا وما عاد خليها تمد ايدها عليهن بنوب ، وكنت مفكرة حالي هيك عم احميهن منها
بس يوم عن يوم الوضع صار اسوء بكتير .. احتكاكي فيها زاد وخناقاتنا زادت وابي كترت غيباتو عن البيت بسبب المشاكل بيني وبينها وصار يتركنا نتخانق ونحل مشاكلنا لحالنا
صرت اكول ضرب وفرق بدون ما يرفلي جفن لان حس حالي عم اجرحها بالحكي الي بيكسرها وعم تحاول تعوض ضعفها بضربي .. جلال كانت شخصيتو عكسي تماماً
كل القوة و الشجاعة الي عندي كان هو بفتقدها وما عندو ياها .. بيخاف من كل شي .. ترك المدرسة كتر ما انضرب من رفقاتو .. و هادي دمرتو منال لان دايماً بتزكرو انو هو سبب موت امي
وامي جابتو على الدنيا ليتعزب و راحت وتركتو .. كان الحمل اتقل مني بكتير ... ومعركتي مع منال كانت معركة حياة او موت .. وضليت حارب بكل قوتي لآخر نفس مشان دافع عن كرامة اخواتي و كرامتي ..
انقسم الشغل بالنص بيني وبينها تركتلي كل شي صعب وكل شي ممكن يهد جسمي وما اعترضت ابداً ، كنت اشتغل شغل اكبر من عمري بكتير .. الطاقة الي بتطلع من جواتي مو طاقة طفلة عمرها 15 سنة .. هي طاقة بنت جواتها مغارة من الآسى و الغضب ..
كانو يلقبوني بالحارة ( شيخ الشباب ) ... كتير علقت معهن وياما ضربوني و قمت من الأرض نفضت تيابي و ضبيت شعري ورجعت على البيت وانا مخبيه مشان ما تشمت فيني منال
مع الأيام صرت اطلع قصداً لاتخانق مع ولاد الحارة الي اكبر مني والي اصغر مني .. و ما كنت ازعل لما يضربوني .. كل مره كنت حاول دافع عن حالي وما استسلم بس كل مره بنضرب و برجع عالبيت
لوقت ما بيوم طلعت لعندهن وحاولو يضربوني بس قدرت دافع عن حالي ، ضربت متل ما بيضربوني كل يوم .. ودافعت عن حالي بكل قوتي ..
ضربت وانضربت وما وقعت وقلتلهن من هون ورايح الي بيضربني انا كمان رح اضربو وكسرلو راسو .. وبلشت صير عنجد ( شيخ الشباب )
صرت اتقمص الدور لانو بحسسني بالقوة ، شعري كان اسود طويل ، كثيف ومجعد .. قعدت على الرصيف ولفيتو كلو مع بعضو متل الكعكة و صرت غطي شعراتي بطاقية سودا ..
مع بشرتي الحنطية و تيابي الولاديه الي بتخفي كل ملامح الأنوثة الي فيني صار الي مارق بالشارع صعب يميز انو انا بنت ..
هن كانو يتمسخرو علي بس انا كنت مبسوطة لأني شيخ الشباب ، بعمر الــ 17 صار ابي يلاحظ هاد الشي و يبهدلني لغير هيئتي و ما اتصرف متل الشباب بس كنت عنيده كتير و اتجاهل حكيو
شيخ الشباب الي صنعتو ليحميني ويحمي اخواتي و يحافظ على حقوقنا لان ما كان في حدا تاني يقوم بهاد الدور بوجه منال و بوجه ولاد الحارة و الناس الي بستضعفونا ..
بهاد العمر بلشت اشتغل بالأراضي والمحاصيل لطلع خرجيتي و اشتري كتب ودفاتر لهادي و تياب جديدة لجلال ، كنت ارجع على البيت مع غياب الشمس مع كيس خضرا و مبلغ بسيط وزعو على جلال وهادي وفوت اتحمم واقعد معهن واتاكد انو منال ما عم تتعرضلهن
وبلش جلال يتعلم صنعة النجارة عند نجار اتفقت معو بالحارة انو يشتغل اول شهرين ببلاش ليعلمو المصلحة وبعدا بصير يعطيه راتب ..
حتى بالشغل بالأراضي الواحد لازم ينتبه ، مو من الحشرات والحيوانات الزاحفة .. لأ .. من الحيوانات الناطقة .. كان المعلم ناصر الي ياخدنا ويشرف علينا وسخ كتير .. تعرفت على بنت معي اسمها روضة
مسكينة و معترة متل حكايتي ، وتضل تشكيلي منو لناصر انو عم يتحركشها و يتعرضلها .. حاولت فهمها كيف تتصرف متل وتصير شيخ الشباب بس يبدو مو كل البنات فيهن يصيرو متلي
لهيك قررت انا احميها و كون ضهرها وصرت هددو يبعد عنها و الا بفضحو و بقول انو حاول يعتدي علي ..
ناصر : له يا شيخ الشباب .. ومين بدو يسدء انو بدي اتعرضلك حبيب ؟ هههههههه
طعني بأنوثتي .. و انقهرت .. بس كان مستحيل خلي حدا يحس انو هي نقطة ضعف عندي ( ما تخاف بيسدئو .. انا شيخ الشباب وقت للزوم .. وبنت وقت للزوم )
ناصر:بالله بنت ؟ طيب ورجيني لسدئك
وتين : _ _ _
قرب لعندي وحط ايدو تحت دقني، حط عينو بعيني : شبك ليه انخطف لونك ؟ .. ورجيني بس خليني شوف ولو ؟
وتين : نزل ايدك ريتها بالكسر .. شكلك ما رح تفهم ... بتبعد عن روضة وازا بعد بتشكيلي منك اقسم بالله غير
قبل ما كمل حكيي مد ايدو على جسمي هو وعم يضحك .. انقبض قلبي و فوراً رديت و مديت ايدي و ضربتو على وشو بكل قوتي وانفاسي صارت تتسارع من الخوف ..
تركتو وركضت بسرعه ورجعت لعند الشغيلة و رجعت لشغلي ، اجت لعندي روضة وصارت تسألني شو صار وازا مشي الحال ..
وتين : اه ؟ ايه .. ايه طبعاً مشي الحال كيف يعني ما يمشي .. خلص ما تعتلي هم
روضة:روحي ربي يفتحها عليكي ويبعد عنك ولاد الحرام
ابتسمت بخوف : امين والقايلة
روضة:مريضة شي ؟ ليش عم ترجفي ؟
وتين:عم برجف ؟ .. ايه لانو برد .. مو برد؟
رفعت اكتافها باستغراب: لا مو برد ..
بس خلصنا شغل وجمعنا حالنا لننطر ناصر يجي ياخدنا كنت عم انتظر لشوف ردة فعلو وشو رح يعمل .. فاجئني ببرودتو وابتسامتو .. طلعنا متل العاده و حاولت فكر بأي شي تاني مشان ما ضل مشغولة بالتفكير فيه
كنت عم فكر اتروك الشغل بس ابي عواطلي بغيب بالاسابيع وما بجيب مصاري ، وجلال لسه عم يتعلم المصلحة .. ولازمنا مصاري لان مستحيل اطلب من حدا ..
مرقو تلات ايام وارتخت اعصابي وتخيلت انو كسرت عينو لناصر وربيتو .. ( هيك كنت مفكرة ) ..
بهي الفترة منال بلشت تتغير و تنطرني لأرجع تجهزلي مي سخنه لاتحمم و تحطلي لقمة أكل ، صرت اصرف على اولادها كمان بس مشان اكفي اخواتي شرها ..
الشي الغريب هو هادي ، كان عطول شارد و صافن بمكان تاني كأنو مو معنا .. وكل ما حاول افهم شبو يهرب مني و يرتعب ..
نزلت على مدرستو بيوم عطلتي و سألت هنيك و قالولي انو بيبقى متخبي ورا المدرسه وما بيحضر دروسو .. و كان شاطر وزكي بس من اسبوعين محدا عرفان شبو ..
كان دايماً بالي عندو ... اشتغل وعقلي مو معي .. عم فكر كيف بدي افهم شبو ..
على ابواب الشتوية صار الشغل اصعب بكتير .. و مع رجعتنا ما في اي ضو او نور .. بس برد و صوت كلاب شارده بالأراضي وكل واحد منا بالسيارة عم يتطلع على مكان مجهول .. وبفكر بشي مجهول
مدري وجع القلب ولا وجع الجسم !! .. الله اعلم ..
وقفت السيارة فجأة وضرب راسي بالحديد ..
( وعمى ان شاء الله شو صرلك ؟ )
ناصر : ما تواخذونا يا شباب شكلو السيارة تعطلت ... انزلو اعطوها دفشة يلا
وتين : ييييييييييي علينا على هالشغله .. هاد الي ناقص .. يلا شباب انزلو لندفش
حطت روضة ايدها على رجلي ومسكتني : وين نازله .. قال الشباب
ناصر : لا مو بس الشباب والبنات انزلو ادفشو خلصونا يلا ..
وتين : يلا خلينا ننزل بدي ارجع عالبيت تأخرنا
هزت براسها : لأ .. خليكي انتي تعبتي كتير اليوم و اشتغلتي عني كمان
التفتت عالبنات الي معنا ( يلا صبايا انزلو نساعد الشباب يلا خلصونا .. تحركو )
وتين : ايه والله تعبت ادفشو انتو ..
ركنت ضهري وقعدت اضحك والكل نزلو وصارو يدفشو وانا عم اتفرج ( اعطوها شباب يلا .. عزززم ... شوية عزم يا صبايا انزل ورجيكن كيف الشغل ؟ هههههههههه )
بعد دقايق بلش يشتغل موتور السيارة و صارت تتحرك .. وفجأة مشيت بسرعه كبيرة ( الله حيوووووووو والله كفوووو طلعتو قدها ههههههه )
ضليت عم اضحك لوقت ما لاحظت انو مشينا كتير .. كتير .. كتير ... لدرجه بلشنا نبعد عن الكل وما عاد حدا بين .. ضربت على شباك السيارة على منصور ( هييييييييي وقف وقف وين طرت ، عم يعيطو خايفين نتركهن وقف )
ناصر : ما الهن حق يخافو هلأ ببعتلهن احلى سيارة تخدم شواربك وشواربهن .. انتي الي لازم تخافي
وتين : بحيات امك ؟ ناقصتك انا .. لك وقف وين صرت
تجاهل حكيي وما عاد رد علي ... فتل بالسيارة بطريق فرعي بين الأراضي اول مره منفوت منو ... صرت اتطلع حوالي واضرب على صندوق السيارة بقوة و اصرخ ..
كان عم يسوق بسرعه مجنونة ... وقلبي عم يدق بذات السرعه ...
مسكت الحديد بقوة و بلشت فكر ارمي حالي لان كل شي افكار بشعه ممكن يعملها ناصر فيني خطرتلي ...
لوقت ما بلشت اقتنع بفكرة انو زت حالي ..
وقفت السيارة ...
اختفى صوت العجلات ... و صوت الريح ... ما ضل اي حركة .. الا خفقات قلبي الي عم تتزايد و انفاسي الي رح تخنقني ...
ناصر: انزلي
_________
الجزء الثاني
ناصر : انزلي
وتين : وين جايبني ؟ ليك ازا هاد كلو مشان الكف فــ انت الي
ناصر : قلتلك انزلي ..
تطلعت حوالي منيح .. اراضي فاضيه .. ما في بشر .. ما بفيد شو ما عيطت ..
نزلت من صندوق السيارة و خبيت خوفي ... و اول ما رفعت راسي لاحكي معو .. حسيت شي قوي ضربني على وشي وانقطع نفسي ..
ناصر : لكن انا بتضربيني ؟ .. مين انتي لترفعي ايدك بوشي .. لك انتي حشرة ..
كانو اسناني عم يضربو ببعضهن من الخوف .. حسيت وشي ورم .. رجعت تطلعت فيه ( الكل شافك لما اخدتني ومشيت بالسيارة .. هن رح يخبرو الكل .. ما فيك تعمل شي فيني )
مسكني من اللوزة وشدها بقوة : ايه روضة رح تحل الموضوع ، هلأ كل واحد بكون صار ببيتو و نسيو الي شافو
وتين : هه .. روضة !!
ناصر : لك ايه هالبنت شو زكية .. حسبتها و مشيت ورا مصلحتها لانها بتفهم
وتين : طيب ... انت رديتلي الكف .. هيك خالصين ! الغدر مو من اطباع الرجال .. ما تغدر فيني لأنو بأرض فاضيه ؟
ناصر : العمى !! لك انتي عنجد شب ولا بنت ما عدت فهمان ؟ .. صار عندي فضول كبير شوف ..
مسكت ايدو بقوة .. بكل قوتي وضغطت عليها : انا بنت بدون ما تشوف .. وانت بتعرف اني بنت .. وبتعرف انو محرزة توسخ حالك وتعلق معي لاني بشرفي ما رح اسكتلك .. بتقدر تاخود الي بدك ياه هلأ
بس ما رح تنبسط ولا بتستفاد شي ... ازا كل هالشي مشان الكف الي اكلتو مني .. فيكي تاخدو الضعف .. و منتصافى
تطلع فيني بعيونو الي كلهن قذارة و قوة ... و واجهتو بعيوني الي حاولت يكون فيهن ثقة و هدوء ...
ناصر : طيب ... ماشي ..
ترك تيابي و تركتلو ايدو ... ( طيب .. يلا وقفي هيك لشوف لاخود حقي )
وتين : ماشي ..
( اشرتلو بايدي ليقرب ) .. يلا بلش ..
__________________________________________
جلال : وتين .. وتين الك ساعه بالحمام عم تتحممي وما فهمتينا شبو وشك ليش هيك مع مين متقاتلة ؟
منال : وليه اطلعي الله ياخدك راجعة بهل منظر بآخر الليل .. وين كاينه اه ؟ ازا بتعطيني كم قرش مفكرة رح اسكوت ؟ .. رح قول لابوكي كل شي
هادي : وتين اطلعي خلينا نشوفك .. امانه اطلعي
كانت المي عم تكت فوق راسي ، مي باردة وبتقرص الجسم متل السكاكين .. عم اتزكر كيف بلش ناصر يضربني على وشي كف ورا التاني و انا واقفه مطرحي ما عم اتحرك مع انو كان فيني دافع عن حالي ولو شوي
بس حسيت انو بستاهل كل كف .. وكل ضربة .. كنت عم خليه يضربني لاخود حق حالي من حالي و علمها انو ما عاد تغلط ..
نشفت وشي شوي شوي .. وفتحت الباب وطلعت عليهن لاخترع شي كزبة يسكتو فيها .. ركض هادي ولفني من خصري ( شو صاير مين ضربك اختي ؟ )
وتين : يلا يا جماعة كل واحد على شغلو الله يرضى عليكون افرطوها .. تخانقت مع البنت قال بدها تاخود حصتي من المحصول والخضرا وعلقت معها بتعرفوني ما بحب الزايحة شيه !!
منال : ايه و بعد ما تخانقتو لهل وقت مين وصلك لهون حبيبتي ؟ .. اشرحيلي ياها هي ؟ بعدين هاد الي على وشك ما ضرب بنت .. عاملين بوشك خرايط ازرق على احمر .. احكي الحقيقة ولا بقول لابوكي ها ؟
وتين : منال .. حلي عني روحي التهي ببناتك واطلعي من راسي
منال : فوق عملتك يا وقحة الك عين تحكي معي هيك ؟
بدون وعي ما بعرف شو صرلي .. كان بركان جواتي وانفجر .. مسكتها من شعرها وصرتها شدها وعيط و اصرخ وهي تحاول تتخلص مني وانا شدها واصرخ ( سدي تمك .. حلي عني .. شو بدك مني انتي
شو بدك مني ... روحي قولي لجوزك مو خايفه منكن .. انتو ولا شي مو خايفه منكن فهمااانه مو خايييفه منكن )
تركتها و تركت الكل عم يعيطو وراي و فتت على الغرفة وقفلت الباب وبلشت ابكي ( انا شو عملت !! .. كيف .. كيف هيك ضربتها .. هلأ .. هلأ شو بدي اعمل .. شو بدي اعمل !! )
قعدت بالزاوية عم اتطلع على شعرها الي نصو صار بايدي .. بلشت ارجف وحس ببرد .. لفيت حالي بالبطانية وضليت ارجف .. بعدين صرت احلم وشوف شغلات غريبه .. بين الوعي و الاحلام .. حسيت راسي رح
ينفجر .. واخر شي فتحت عيوني على هادي قاعد فوق راسي
هادي : صحيتي وتين ؟
اتطلعت عالشباك وكان الضو طالع .. كانت ليلة طويلة كتير ... ما توقعتها تخلص ابداً .. ابتسمت كأنو فرحانه ورضيانه بالي صار ..
هادي : انتي مريضة صح ؟
وتين : لأ مو مريضة .. انت مو لازم تروح على مدرستك ؟
هادي : انتي عم ترجفي .. وعرقانه كتير .. حطيت عليكي على البطانيات بس بعدك عم ترجفي .. بردانة ولا شوب مو فهمان شو اعملك ؟
وتين : اندهلي جلال وروح انت
هادي : جلال طلع على شغلو وقلي ضل جنبك
وتين : طيب .. اندهلي منال وروح .. يلا
هادي : منال ؟ ما فيني اندهلها معصبة كتير هلأ بتضربك
وتين : لأ ما بتضربني ..قلك شو .. خلص انت روح انا منيحه .. يلا هادي على مدرستك
وقف وحمل شنتايتو وضل يتطلع فيني .. لفيت وشي عنو ليروح .. و غمرت راسي تحت الغطا .. بس سمعتو سكر باب الغرفة ورا .. نطرتو شوي لراح .. و حاولت نادي لمنال
( مــــ ـ ـ نـــ ــ ـ ال .. يا ... منا ... منااال ... يا منال .. )
فتحت سناء الباب : شو بدك اه ؟ خير ؟ ما بكفي ضربت امي امبارح يا شيخ الشباب ؟
وتين : قولي لامك تيجي وبلا كترت حكي ... انقلعي يلا
سناء : مااااااااااماااااااااااااا تعي شوفي شيخ الشباب بدو ياكي
__________________________________
منال : يلا منيح اكلتي الشوربا كلها ... بدك شي تاني مني ؟
وتين : لا ما بدي شي .. بس وقف على رجلي بردلك ياها
منال بصوت واطي : ان شاء الله ما بتوقفي حبيبتي
كانت الحمى قوية كتير وشديده .. حاولت قوم من الفرشة بس ما قدرت .. والحرارة ما فارقتي ... والكوابيس عم تزيد وتكتر ... و قلبي متل النار على اخواتي من منال و شرها
تاني يوم .. فتحت عيوني وانا حاسة جسمي مكشف وفي برد .. ما عاد ميزت الحقيقة من الوهم ..
وتين : هادي ؟
منال : ما تتحركي بدي امسحلك ضهرك بزيت
وتين :شكراً
منال : لا ولو .. المهم تقوميلنا بالصحة والعافية ولا يهمك ..
وتين : انا كنت بدي اعتزر منك مشان الي صار هديك الليلة .. مابعرف شو صرلي
منال : خدي هي القماشة
وتين : ليش؟
منال : حطيها بتمك لادهن ضهرك مشان ازا توجعتي
سحبتها وحطيتها بتمي و سكتت .. بعد ثواني ... حسيت شي متل الجمر حرق جسمي وصرخت متل المجنونة و انتفضت من الوجع
منال : اهدي اهدي .. بالغلط .. كنت بدي .. اسفه هي
غمضت عيوني .. و مديت ايدي على ضهر كتفي من ورا ( شو عملتي .. حاسة روحي عم تطلع .. موجوعه كتير .. موجوعه كتير )
فاضو الدموع من عيني و لسه مو مستوعبة شي .. شفت بايدها سكينة حمرا متل الجمر
منال : كنت عم سخن الزيت شوي .. بالغلط .. شكلي حرقتلك كتفك بالغلط
ما قدرت احمل وجع ، عيوني كانو عم يراقبو السكينة الي فيها لهب .. رميت راسي على المخده و كملت بكي .. و قامت منال تحطلي مي على كتفي هي وعم تعتزر مني و انا جسمي عم يرجف
ضليت بفرشتي كمان تلات ايام .. كنت ضعيفه كتير و بس عم اسمع منال كيف عم تذل اخواتي و تقهرهن وابكي واعمل حالي نايمة .. اجا ابي عالبيت تخانق هو ومنال بسبب غيابو الطويل و انو ما بجيب مصاري
ورجع طلع من البيت وتركها ..
صحيت رابع يوم الصبح .. فتحت عيوني و رفعت راسي شوي شوي ، وجع راس خفيف اقل من الايام الي قبل ..
جلست ضهري واخدت نفس كبير .. كانو الكل نايمين ما حدا بعدو صاحي .. رفعت الغطا عني و قمت من مكاني استندت على الحيط .. و وصلت لغرفة جلال وهادي ..
فتحت الباب ولقيتهن نايمين .. فتت لجوا وقعدت جنب هادي .. حطيت ايدي على راسو ومسحت على شعراتو .. وصرت اتزكر كيف لما كان صغير وربيتو متل ابني و اديش كنت متخيله لما يجي
رح نصير انا وياه وجلال وامي وابي احلى عيلة بالدنيا ..
بس كل شي انتزع
امي راحت .. و جلال عم يضيع مني .. و ابي ما عاد ابي .. صار انسان بشع .. جاب منال و جاب منها بنتين و زتنا كلنا للفقر والجوع وصار يهرب من عجزو و ضعفو ويتركنا ناكول ببعض ..
فتح هادي عيونو وابتسم : انتي صرتي منيحه ؟
وتين : ايه حبيبي .. منيحه ..
هادي : كنت خايف كتير عليكي .. اوعي تتركيني وتين ..
وتين : ما رح اتركك .. بس هلأ قوم بدي شوف شغله
هادي : شو في ؟
وتين : تعال ..
رفعت عنو البطانية و اشرتلو يشلح كنزتو
هادي : شو ليش اشلحها ؟
وتين : هادي يلا .. بسرعه
هادي : لأ ما بدي .. بعدين لازم تصحي جلال مشان يروح على شغلو
كزيت اسناني على بعضهن و مسكتو من ايدو بقوة ( عم قلك اشلح تيابك .. يلا )
هادي : _ _ _
وتين : ما رح تسمع الكلمة ، طيب .. تعال لهون
عاندني كتير وقاومني بايديه و رجليه و مسكتو غصب عنو و شلحتو تيابو .. وكل ما كان جسمو يبين اكتر .. كان قلبي يعصرني عصر من الوجع و الخوف ..
شلحتو البنطلون اخر شي .. رميتو من ايدي ..
وصرت اتفرج على جسم هادي انا وعم ابكي وهو يبكي معي ..
وتين : ليش ما قلتلي انها عم تعمل فيك هيك ؟
مدرستي
المدرسة
المعلم