سلَّم الله عليها أفلا نقرأ عنها ؟!!!

  • تاريخ البدء

نغم السماء

من الاعضاء المؤسسين
أم المؤمنين خديجة











بقلم فضيلة الشيخ حجازي إبراهيم




عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهعنه قَالَ: «أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «يَا رَسُولَ اللهِهَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْشَرَابٌ فَإِذَا هِىَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا عزوجل وَمِنِّى وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِى الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيهِوَلاَ نَصَبَ»(1).




المفردات والمعاني:



إدام: الإدام بالكسر، والأدمبالضم: ما يُؤكل مع الخبز أي شيء كان.



بيت من قَصب: بفتح القاف والمهملة بعدهاموحدة، المُراد به لؤلؤة مجوفة واسعة، كالقصر المنيف.



الصخب: بفتح المهملةوالمعجمة بعدها موحدة: الصياح والمنازعة برفع الصوت.



والنصب: بفتح النونوالمهملة بعدها موحدة، التعب.



ومناسبة نفي هاتين الصفتين - المنازعة والتعب - أنه صلى الله عليه وسلم لما دعا إلى الإسلام، أجابت خديجة طوعاً، فلم تُحوجه إلىرفعِ صوت ٍولا مُنازعة ولا تعب في ذلك، بل أزالت عنه كل نصب، وآنسته من كل وحشةوهوَّنت عليه كل عسير، فناسب أن يكون منزلها الذي بشَّرها به ربُها بالصفة المقابلةلفعلها(2).




الدروس والعبر :


  1. تعريف بالسيدة خديجة -
هي خديجة بنت خُويلدبن أسد بن عبد العزى بن قُصي القرشية الأسدية، ويقول عنها الإمام الذهبي في سِيره: وهي سيدة نساء العالمين في زمانها، وأمُّ أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولُمَن آمن به وصدَّقه قبل كل أحد وثبَّتت جأشه، ومضت به إلى ابن عمها ورقة. .
ومناقبُها جمَّة، وهي مَن كمل من النساء، كانت عاقلةً جليلة دينة مصونة كريمة،من أهل الجنة، وكان النبي يُثني عليها، ويُفضلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغفي تعظيمها، بحيث أن عَائِشَةَ - - قَالَتْ مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ لِلنَّبِىِّصلى الله عليه وسلم مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ ، هَلَكَتْ قَبْلَ أَنْيَتَزَوَّجَنِى، لِمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ يَذْكُرُهَا ، وَأَمَرَهُ اللهُ أَنْيُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيُهْدِىفِى خَلاَئِلِهَا مِنْهَا مَا يَسَعُهُنَّ(3).
ومن كرامتها على النبي صلى اللهعليه وسلم أنه لم يتزوج امرأةً قبلها، وجاءه منها عدة أولاد، ولم يتزوج عليها قط،ولا تسَّرى إلى أن قضتْ نحبها، فوجد لفقدها، فإنها كانت نِعم القرين، وكانت تنفقعليه من مالها، ويتّجر صلى الله عليه وسلم لها.
وحتى نقف على رجاحة عقلها وعميقإيمانها وتصديقها نقدم قصة زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نتبعهابموقفها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي.

تعرفها بالرسول صلى الله عليه وسلم وزواجها منه:

عن نفيسة بنت أمية أخت يعلى بن أمية كانت تقول: كانت خديجة ذات شرفومال كثير، وتجارة تُبعث إلى الشام، فيكون عيرها كعامة عير قريش، وكانت تستأجرالرجال وتدفع المال مُضاربة، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرينسنة وليس له اسم بمكة إلا الأمين أرسلت إليه خديجة بنت خويلد، تسأله الخروج إلىالشام في تجارتها مع غلامها ميسرة، وقالت: أنا أُعطيك ضعف ما أعطي قومك، ففعل رسولالله صلى الله عليه وسلم وخرج إلى سوق بصرى، فباع سلعته التي أخرج واشترى غيرها،وقدم بها، فربحت ضعف ما كانت تربح، فأضعفت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضعف ماسمت له.
وفي رواية أنها قالت له حين أرسلته ليتاجر في مالها: دعاني إلى البعثإليك، ما بلغني من صدق حديثك، وعِظم أمانتك، وكرم أخلاقك.
وفي رحلته التجاريةالسابقة، نزل في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان، فاطلع الراهب إلى ميسرة،فقال له: مَن هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة: هذا رجل من قريش منأهل الحرم، فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي.
ثم باع رسولالله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد أن يشتري، ثم أقبلقافلاً إلى مكة، ومعه ميسرة، فكان ميسرة - فيما يزعمون - إذا كانت الهاجرة، واشتدالحر، يرى مَلكين يظلانه من الشمس، وهو يسير على بعيره، فلما قدم مكة على خديجةبمالها، باعت ما جاء به، فأضعف أو قريبا. وحدثها ميسرة عن قول الراهب، وعمَّا كانيرى من إظلال المَلكين إياه.

وفي رواية أن أختها قالت أمامها: ما رأيتُ رجلاًأشد حياء، ولا أعف، ولا، ولا، فوقع في نفسها وبعثت إليه».

3 - موقفها في تثبيت قلب الرسول صلى الله عليه وسلم أثناءالوحي:


عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْأَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْىِالرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِى النَّوْمِ ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْمِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ ، وَكَانَ يَخْلُوبِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ- وَهُوَ التَّعَبُّدُ- اللَّيَالِىَ ذَوَاتِالْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ، ثُمَّيَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ، فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا ، حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّوَهُوَ فِى غَارِ حِرَاءٍ ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ. قَالَ «مَا أَنَابِقَارِئٍ». قَالَ: «فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ، ثُمَّأَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ. قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ. فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِىالثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّى الْجَهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَنِى فَقَالَ اقْرَأْ. فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ. فَأَخَذَنِى فَغَطَّنِى الثَّالِثَةَ، ثُمَّأَرْسَلَنِى فَقَالَ: اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ) [العلق:3]. فَرَجَعَ بِهَارَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرْجُفُ فُؤَادُهُ ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَبِنْتِ خُوَيْلِدٍ - رضي الله عنها- فَقَالَ: «زَمِّلُونِى زَمِّلُونِى». فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَاالْخَبَرَ «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى». فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَّ وَاللهِ مَايُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ،وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِالْحَقِّ. فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِبْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ - وَكَانَ امْرَأًتَنَصَّرَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِىَّ ،فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ،وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِىَ- فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّاسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ . فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِى مَاذَا تَرَىفَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَبَرَ مَا رَأَى . فَقَالَ لَهُوَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِى نَزَّلَ اللهُ عَلَى مُوسَى صلى الله عليه وسلميَا لَيْتَنِى فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِى أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم «أَوَمُخْرِجِىَّ هُمْ». قَالَ نَعَمْ،لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِىَ، وَإِنْيُدْرِكْنِى يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُأَنْ تُوُفِّىَ وَفَتَرَ الْوَحْىُ»(4).


عن ابن إسحاق قال وكانت خديجة أول منآمن بالله ورسوله وصدَّقت بما جاء، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلموكان لا يسمع شيئا يكرهه، مِن ردٍ عليه وتكذيب له، فيحزنه إلا فرج الله عنه بها،إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه، وتهون عليه أمر الناس- رضي الله عنها.


قال ابن إسحاق وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير أنه حدث عن خديجة آنهاقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن عم هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك الذييأتيك إذا جاءك؟ قال: نعم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها إذ جاء جبريلرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جبريل قد جاءني. فقالت: أتراه الآن. قال: نعم. قالت: اجلس على شقي الأيسر. فجلس، فقالت: هل تراه الآن؟قال: نعم. قالت: فاجلس علىشقي الأيمن، فجلس، فقالت: هل تراه الآن؟ قال: نعم. قالت: فتحول فاجلس في حجري،فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس. فقالت: هل تراه؟ قال: نعم. قال: فتحسرتوألقت خمارها، فقالت: هل تراه؟ قال: لا قالت: ما هذا شيطان، إن هذا لمَلَك يا ابنعم اثبت وأبشر ثم آمنتْ وشهدت أن الذي جاء به الحق(5).


4 - تمتع المرأة العربية بذمة ماليةمستقلة:


هذه هي أم المؤمنين السيدة خديجة - رضي الله عنها - ومن هذه اللمحات من سيرتها الطاهرة المباركة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نرىأنَّ المرأة العربية كانت تتمتع بذمةٍ مالية كاملة، وكانت تعمل على تنمية أموالهاعن طريق التجارة والمضاربة، وكانت أمُ المؤمنين خديجة - رضي الله عنها- تفعل ذلك،وكانت من الفِطنة والذكاء بأن تتفرس الرجال الذين تستأمنهم على أموالها، ولذلك ماإنْ سمعت عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجاياه، وأنَّه الملقب بالأمين فيمكة كلها حتى أرسلت إليه يتاجر لها في مالها.


وجاء الإسلام فثبَّت للمرأة هذاالحق بأن جعل لها ذمةً مالية مستقلة عن أبويها وزوجها وسائر أقاربها، وأعطاهاالحرية الكاملة في التصرف في مالها، دون حَجر من أي رجل أياً كانت درجته ومكانته. .




5 - رجاحة عقل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها:


كانت أمُ المؤمنين خديجة على درجةٍ عالية من رجاحة العقل والرُشد فيالرأي جعلها تتقدم هي بخطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لِما كان يتمتع به منكريم الأخلاق، وحميد الفعال، ولم تأبه بضيق ذات يده، وأنها ذات جمال ومال وفير،وتزداد إعجاباً بها حين تعلم أن كبار رجال مكة وأغنياءها كانوا يرغبون في الزواجمنها، ولكنها كانت ترفض، إنَّ ذلك إنْ دل على شيء فإنما يدل على أنه كان ولا يزالفي النساء ذوات العقل الناضج الذي لا تشغله الأعراض الزائلة عن الحقائق الثابتةوالباقية، ولا يفتنه المظهر عن الجوهر.


وجاء الإسلام ليحث أتباعه ممن يريدونالزواج على أن يكون أساس اختيارهم الدين، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «تُنْكَحُالْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا ،فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»(6).


وعن أبي هريرة رضي الله عنهقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَدِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِوَفَسَادٌ عَرِيضٌ»(7).


وقال تعالى: (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْوَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَيُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [النور:32]


6- الملقبة بالطاهرة :


إنالمجتمع المكي الجاهلي كان فيه بقيةُ طهر وعفاف في نسائه، وقد حازت أم المؤمنينخديجة - رضي الله عنها - في ذلك قصب السبق حتى إنها لتُلقب في مكة بالطاهرة، قالالزبير بن بكار: كانت خديجة تُدعى في الجاهلية الطاهرة.


إنه قدر الله واختيارُهلرسوله صلى الله عليه وسلم أن تكون طاهرة مكة هي أول من يقترن بها، ويتحقق فيهماالقانون الإلهي، والذي نزل به الوحي بعد ذلك في قوله تعالى: (وَالطَّيِّبَاتُلِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّايَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [النور:26].


7- تمتع المرأة العربية بحريتها :
وقد كانت المرأة العربية تتمتع باستقلالية وحريةٍ تامة في اختيار شريكحياتها، ورفيق دربها، دون ضغوطٍ من أحد، لا سيما إذا كان اختيارها راشدا، وجاءالإسلام ليُتمم محاسن الأخلاق، فجعل من مبادئه أنَّ المرأة لا تُنكح إلا بعد أنتستأمر أو تستأذن.
فعن أبي سلمة أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثهم أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: «لاَ تُنْكَحُ الأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ وَلاَ تُنْكَحُالْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟قَالَ: «أَنْ تَسْكُتَ»(8).
8- فاعل الخير في حفظ الله :
في قول أم المؤمنين - رضي الله عنها - «كَلاَّ وَاللهِ مَا يُخْزِيكَ اللهُأَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُالْمَعْدُومَ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ».
فيهذا القول دليل على أن من طُبع على أفعال الخير، لا يصيبه مكروه. .
وهذا إذاكان طبعا، وأما من لم يكن له ذلك طبعا، وكان يستعملها فيرجى له ما دام يفعلها أن لايصيبه مكروه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أن طُبع على تلك الأوصاف الحميدة،حكم له بأنه لا يصيبه مكروه للعادة التي أجراها الله تعالى لمن كان ذلك حاله. وهذاما فهمته السيدة خديجة - رضي الله عنها- بفطرتها النقية، ومن خلال استقرائهاللأحداث والتاريخ وهذه سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنةالله تحويلا، وقد جاء الإسلام ليثبت هذا المعنى فعن أبي أسامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَالسُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِتَزِيدُ فِي الْعُمُرِ»(9).
9- الإيمان الفطري :
ومع أنالسيدة خديجة - - كانت على درايةٍ وفهم لوقائع التاريخ وأحداثه، فإنها كانت علىقسطٍ وافر من الإيمان الفطري بالله، والثقة فيه، وهذا يتأكد لنا من خلال قسمهابالله «كَلاَّ وَاللهِ مَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا» وأخذها الرسول صلى الله عليهوسلم والذهاب به إلى ورقة بن نوفل».
وهذا الرصيد من الإيمان الفطري هو الذي حدابها أن تُسارع إلى الإيمان بالله وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم فتكون أول منأسلم من النساء، فسنَّت ذلك لكل مَن آمنت بعدها، فيكون لها مثل أجرهن، لما ثبت أن «مَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْعَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ»(10) وقد شاركها في ذلك أبو بكر الصديق بالنسبة إلى الرجال،ولا يُعرف قدر ما لكل منهما من الثواب بسبب ذلك إلا الله عز وجل.
لكل ما سبقوغيره اختصها الله بالسلام منه سبحانه وتعالى، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخبفيه ولا نصب، جزاء ما قدمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق الله: (هَلْ جَزَاءُالإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ)[الرحمن:60]


هدوء البيت نعمة:


الله عزوجل يبشر السيدة خديجة - رضي الله عنها- ببيت لا صخب فيه ولا نصب، ومن هذه البشرىنعلم أن البيت الهادئ الذي لا ضجيج فيه ولا مشاكل، من النعم الكبرى التي ينعم بهاالإنسان ويسعد. وكأن هذه إشارة لكل مسلمة أن تحرص على هُدوء بيتها، حتى يرجع الزوجُفيرى في البيت السكنَ والمودة، والرحمة التي تمسح عنه كل ما لاقاه من عنتٍ ونصب فيكدحه وسعيه، وأن تجعل من أم المؤمنين قدوةً لها، حيث جعلت من بيتها أكثر من خمسةوعشرين عاما، جَنة وارفة الظلال، جنية الثمار أنَّى يرجع إليها الرسول صلى اللهعليه وسلم يجد الراحة والسكينة، والاستقبال الحار بالوجه الباسم، والأمل المشرق، منخلال الكلمات الطيبات.



صورة لاستقبال الزوج:


ويحفظ لنا التاريخ نموذجاً من هذا الاستقبال نسوقه لكل مسلمة لترى ماذا كانتتفعل أم المؤمنين والمؤمنات ولتجعل منها أسوة.


روى الفاكهي في كتاب مكة: عَنْأَنَس رضي الله عنه «أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْد أَبِي طَالِب،فَاسْتَأْذَنَهُ أَنْ يَتَوَجَّه إِلَى خَدِيجَة فَأَذِنَ لَهُ، وَبَعَثَ بَعْدهجَارِيَة لَهُ يُقَال لَهَا نَبْعَة فَقَالَ لَهَا: اُنْظُرِي مَا تَقُول لَهُخَدِيجَة؟ قَالَتْ نَبْعَة: فَرَأَيْت عَجَبًا، مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعَتْ بِهِخَدِيجَة فَخَرَجَتْ إِلَى الْبَاب فَأَخَذَتْ بِيَدِهَا فَضَمَّتْهَا إِلَىصَدْرهَا وَنَحْرهَا ثُمَّ قَالَتْ: بِأَبِي وَأُمِّي، وَاَلله مَا أَفْعَل هَذَالِشَيْءٍ، وَلَكِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُون أَنْتَ النَّبِيّ الَّذِي سَتُبْعَثُ ،فَإِنْ تَكُنْ هُوَ فَاعْرِفْ حَقِّي وَمَنْزِلَتِي وَادْعُ الْإِلَه الَّذِييَبْعَثك لِي. قَالَتْ: فَقَالَ لَهَا: وَاَلله لَئِنْ كُنْت أَنَا هُوَ قَدْاِصْطَنَعْت عِنْدِي مَا لَا أُضَيِّعُهُ أَبَدًا ، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرِي فَإِنَّالْإِلَه الَّذِي تَصْنَعِينَ هَذَا لِأَجْلِهِ لَا يُضَيِّعُك أَبَدًا»(11).



نداء:


يا أختاه هذه هي أمالمؤمنين خديجة - - لك فيها الأسوة والقدوة في:


- نقاء الفطرة وعمق الإيمان.


- رجاحة العقل وقوة الفراسة.


- الاهتمام بالجوهر وعدم الافتتان بالمظهر.


- التعلق بالآخرة وطلب ما عند الله.


- مساندة الزوج ومشاركته في آداءرسالته. .


- تخفيف الآلام وتبديد المخاوف التي قد يواجهها الزوج في سبيل أداءالرسالة.


- اجعلي من بيتك جنةً هادئة لا صَخب فيه ولا تعب لينعم الزوج بالراحةوالسكينة..


- نُبشرك بما بشَّر الله به عباده المؤمنين الصالحين. بالحياةالطيبة في الدنيا والجزاء العظيم في الآخرة: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍأَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًوَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97]

سلَّم الله عليها أفلا نقرأ عنها ؟!!!
سلَّم الله عليها أفلا نقرأ عنها ؟!!!
سلَّم الله عليها أفلا نقرأ عنها ؟!!!
 
نغم السماء

جزاكـ الله كل الخير وباركـ فيكـِ

وجعلها في موازين حسناتكـ


دمتِ في رعاية المولى
 
سلَّم الله عليها أفلا نقرأ عنها ؟!!!

يسلمووو ياسر ع المرور المميز

لا انحرمنا من اطلالتك القادمه
دمت بود
سلَّم الله عليها أفلا نقرأ عنها ؟!!!

 
سلَّم الله عليها أفلا نقرأ عنها ؟!!!

يسلمووو صغيرة بس خطيرة ع المرور المميز

لا انحرمنا من اطلالتك القادمه
دمت بود
سلَّم الله عليها أفلا نقرأ عنها ؟!!!

 
الوسوم
أفلا الله سلَّم عليها عنها نقرأ
عودة
أعلى