الأخـــــوَّةُ في أوقات الشِّـــدَّة

  • تاريخ البدء

ياسر المنياوى

شخصية هامة
الأخـــــوَّةُ في أوقات الشِّـــدَّة
الأخـــــوَّةُ في أوقات الشِّـــدَّة


الأخـــــوَّةُ في أوقات الشِّـــدَّة


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وبعد



في اوقات الأزمة والشدائد يضحي المؤمن القابض على دينه كالقابض على جمرة، بينما يتخلى الضعفاء والمنافقون عن دينهم مقابل زيف من الحياة وزخرف زائل،عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ويل للعرب من شر قد اقترب، فتناً
كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل, المتمسك يومئذٍ بدينه كالقابض على الجمر، أو قال: على الشوك) رواه أحمد وفي رواية الترمذي،
عنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَأَتِي عَلَى النّاسِ زَمَانٌ الصّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كالقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ». هؤلاء القابضون على دينهم يتعرضون لأقسى أنواع الابتلاءات في سبيل الله ، لا يبدلون حين يبدل الناس ولا يخشون الأمم مهما اجتمعت، بل يزيدهم اجتماع الأمم إيمانا وثباتا ويقينا،ولا يزالون على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من عاداهم ولا ما أصابهم من اللأواء والبلوى
قال: ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يبالون من خالقهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله عزّ وجلّ). وهم متمسكون بدينهم، ويتحملون في سبيل تبليغه أقسى أنواع المحن والشدائد، ولا يخافون في الله لومة لائم..

هؤلاء المجاهدون غرباء في هذا الكون ولكنهم يحملون أسمى فكرة، ويجاهدون في سبيل ،بأموالهم وأنفسهم، وينشرون دعوته بين الناس لتكون كلمة الله هي العليا، رغم غربتهم في هذا الكون،

قال رَسُولَ الله : ( إِنّ الدّينَ بَدَأَ غَرِيباً وَيَرْجِعُ غَرِيباً فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَتِي)
فالداعية الصادقُ غريبٌ بين أناس يبحثون عن متع الحياة الدنيا، فيما هو يبتغي وجه الله ويسعى لرضائه مطبقا منهجه متوخيا أحكامه وتكاليفه بكل حب وعزيمة، فتكون عزيمته أقوى من الجبال، ومحبته للمؤمنين أرحب من البحار، وبهذه النفس يكسر حاجز الغربة مع إخوانه الغرباء لأن أرواحهم تتسامى في هذا البحر المتلاطم وترتبط وتتآلف برباط العقيدة، ويملؤهم الإيمان بأنوار حب رباني، يجعل الواحد منهم يؤثر إخوانه على نفسه ويخصهم بالفضل دون نفسه، فتتقوَّى وحدة الجماعة وتستحقُّ أن تسود وسط الأمم، وتخرج من غربتها؛ ليكون أبناؤها أساتذة العالم وقادته، فالأخ بإخوانه المؤمنين مهما تكالبت عليهم الأمم، وهم بأخوتهم وصبرهم وإيمانهم أقوى من كل المحن، وما يقع عليهم من البلوى والمحن والفتن والشدائد اختبار من الله لقياس إيمانهم وصبرهم وتثبيتهم على الحق،
ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فحين آخى بينهم صلى الله عليه وسلم تسارعوا إلى البذل والعطاء، وجادوا بالغالي والنفيس في سبيل تحقيق معنى الأخوة الصادقة التي بنيت على الإيمان والتقوى فأنشأت أمة دانت لها الدنيا،

قال تعالى فيهم" والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة،ومن يوق شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون.والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم (الحشر9/10).
وقد بين الله سبحانه وتعالى صورة ضدية مقابلة للكافرين لينفرنا منهم، وليحببنا ويرغبنا في عمل الصحابة المتقين، ففي المقابل يصور حال الأخوَّة التي انبنت على الغش والنفاق ،
قال تعالى (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجنَّ معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون. لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروههم ليولنَّ الأدبار ثم لا ينتصرون" ( الحشر11/12)
فأخوة الكافرين والمنافقين زائفة ترتكز على المصلحة العاجلة يملؤها الزيف والخداع والأثرة وتربُّص الدوائر، وهم إن تخلوا عنهم في الدنيا سيتخلون عنهم لا محالة في الآخرة لأن الأخوة الحقيقية هي
أخوة العقيدة،.الأخلاَّء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين. الزخرف:67

اللهم اجعلنا من عبادك المتقين.
م/ن

الأخـــــوَّةُ في أوقات الشِّـــدَّة

 
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك اللهم ارزقنا ليلة القدر ووفقنا الي ماتحبه وترضا

الأخـــــوَّةُ في أوقات الشِّـــدَّة


الأخـــــوَّةُ في أوقات الشِّـــدَّة
 
الوسوم
أوقات الأخـــــوَّةُ الشِّـــدَّة في
عودة
أعلى