صيام الأطفال

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
تأخذنا العاطفة كثيرا تجاه أبنائنا وقد نضع مبررات لأنفسنا مع قناعاتنا التامة

بأنها قد تكون غير صحيحة ومنها أن أبناءنا صغار ويوما ما سيصومون لنتركهم

ينعموا بطفولتهم لا نريد إرهاقهم بالصيام ونتركهم فريسة الجوع والعطش؟

لا نريد أن نقطع نومهم عند السحور لا نريد.... لا نريد.... لا نريد.... لا نريد.... ولكن لنبدأ :

يجب الصيامُ شرعاً عندَ البلوغ، لكن ليس من الحكمة تركُ الطفل دون تدريب، حتَّى

إذا بلغَ فاجأته بالأمر. ولهذا، كان تدريبُ الأطفال على الصيام أمراً مستحبَّاً وسنَّة متَّبعة

منذ عهد الصحابة؛ ففي الصحيحين من حديث الرُّبيع بنت معوِّذ: (فكنَّا بعد ذلك نصومه - تعني يومَ عاشوراء -

ونصوِّم صبياننا الصغار منهم، إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبةَ من العهن -

أي القطن - فإذا بكى أحدُهم على الطعام أعطيناه ذلك، حتَّى يكون عندَ الإفطار).

فالطفلُ يحبُّ أن يرى نفسه كبيراً، يفعل كما يفعل الكبار، فلا تحرمه من هذا الإحساس،

بل إنَّ من حقه أن يصومَ. ولا تخلط بين الرأفة والشفقة عليه، وبين ما يجب على

الوالدين من تدريب أطفالهم على شؤون الحياة عامَّة، الشرعي منها والدنيوي.

كيف ندرِّب الطفل على الصيام؟

بالتدريج، ويُبدَأ معه من السابعة، فهي سنُّ التمييز. ثم يترقَّى في عدد الساعات

سنةً بعدَ سنة، مع مراعاة ظروفه الصحِّية الخاصَّة ومدى قدرته على التحمُّل.

وهناك طرق وكيفيات متعدِّدة، منها:

- ألاَّ يصومَ اليومَ كاملاً، بل يصوم جزءاً منه، من أوَّله حتى الظهر،

- أو وهو أحسن يُفطِر الصباح ثمَّ يصوم من الظهر حتَّى المغرب كي يفطرَ مع الأسرة.

- أن يصومَ صيامَ الماء، فيسمح له بالماء والعصير فقط دون الأكل.

10 نصائح هامة للتعامل مع صيام الأطفال :

1- تعجيل الإفطار: وذلك عملا بحديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام:

(لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر). فالكثير من الأطفال يعشقون اللعب معا في

أفنية المنازل بالفوانيس أو بكرة القدم أو حتى بإطلاق الألعاب النارية، وقد لا يشعرون

بالوقت حتى يحين موعد الإفطار ولا يستجيبون لنداءات الأهل حتى يذهب كل منهم

لمنزله للإفطار أولا ثم العودة لاستكمال المرح بعد تناول الطعام وأداء الصلاة.

2- إرشاد الصغار لبدء الإفطار على بضع تمرات أو جرعات ماء بسيطة كما

هي السنة الشريفة، وتجنب تناول المشروبات المثلجة بعد الإفطار مباشرة

لأنها تتسبب في تقلصات معوية وآلام قد تجعل الطفل يحجم عن الصيام فيما بعد.

وكذلك تجنب تناول الأطعمة المليئة بالملح كالمخللات أو الأطعمة الحارة،

لأن هذه الأنواع ستجعل الطفل يعطش عطشا شديدا في نهار

اليوم التالي وقد يصعب عليه استكمال الصيام حتى آذان المغرب

3- ويفضل أن يبدأ الطفل في طعام الإفطار بتناول السوائل كالعصيرأو الشوربة ثم

يترك ليرتاح قليلا على أن يتابع تناول طعامه بعد ذلك مع بقية أفراد الأسرة،

ويراعى أن يحتوي طعامه على جميع المكونات الغذائية التي يحتاجها جسم الطفل وأن

تتضمن الوجبة أحد أنواع اللحوم مع الخضراوات إضافة إلى الأرز أو المعكرونة

إلى جانب طبق السلطة المعد من الخضروات الطازجة، ويفضل

أن تكون الفواكه الطازجة تحلية ما بعد الإفطار بدلا من الحلويات والسكريات.

4- عدم تناول الكثير من الطعام في وجبة الإفطار حتى لا يشعر الأبناء بالكسل

والخمول والرغبة في النوم، مما قد يعيقهم عن أداء الأنشطة المختلفة بعد

الإفطار، وخاصة الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح.

5- يجب أن يكون السحور في وقت متأخر من الليل «قبل الإمساك »

محتويا على أطعمة بطيئة الهضم كالبيض واللبن والفول والمربى والخضراوات الطازجة،

مع كمية وافية من السوائل ويفضل أن تكون من العصائر الطبيعية من دون إضافة السكر.

6- خلال الصيام يُنصح الأطفال بعدم بذل مجهود عضلي أو جسدي

حتى لا يتعرضوا للإنهاك العضلي نتيجة فقدان الوسائل والأملاح الضرورية.

7- يُمنع الأطفال المصابون بارتفاع في درجة الحرارة من الصيام كونهم

بحاجة إلى تناول السوائل بكثرة خلال ساعات النهار إضافة إلى الدواء، أما

الأطفال المصابون بأمراض مزمنة كالربو فيمكنهم مواصلة صيامهم وعلاج

حالتهم بواسطة الحقن أو البخاخات بدلا من الأدوية التي تعطى عن طريق الفم.

8- بالنسبة إلى مرضى السكري من الأطفال، فيجب على الوالدين استشارة الطبيب

حتى لا يتعرضوا لمضاعفات السكري الخطيرة وهي إما نقص السكر في الدم نتيجة

بذل مجهود كبير وإما زيادة جرعة العلاج وإما زيادة السكر في الدم بسبب الإسراف في تناول الأكل.

9- لنكن قدوة لأطفالنا: - يجب أن نتذكر أنَّ الطفل أمهرُ آلة تسجيل في الدنيا

- يجب ألا نُظهر التأفُّف والتذمُّر من الصيام.

- وألا نمضِ النهار كلَّه نائمين، ونسهر في الليل..

- يجب علينا الامتناع عن التدخين في رمضان وفي غيره ..

- وأن نضبط أعصابَنا ونتجنب الانفعال.

- يجب ألا نترك وجبةَ السحور. وأن نوقظ الطفل للسحور؛ فلذَّةُ الاستيقاظ للسحور أهنأ من لذَّة النوم!

10- الإشراف : كما يجب أن يكون صيامهم تحت إشراف مباشر من الوالدين

بحيث إن شعروا أن طفلهم يعانى من إعياء شديد( صداع- دوخه – إغماء – جفاف)

بسب الصيام فعليهم التدخل فوراً لإفطارهم وألا يمارس الطفل أي رياضة بدنية

عنيفة في نهار رمضان وخصوصاً قبل ساعات الإفطار حتى لا يحدث

نقص حاد في نسبة السكر بالدم مما يعرض الطفل لمشاكل صحية صعبة.
 
الوسوم
الأطفال صيام
عودة
أعلى