هل يؤثر الصيام على الحامل؟
هناك الكثير من الدراسات حول تأثير الصيام في الحمل، وهي
تؤكد أنَّ الصيامَ لا يؤثِّر في الجنين نفسه، لكنَّه قد يؤدِّي إلى
حدوث انخفاض في السكَّر لدى بعض النساء، خاصَّة في الأشهر
الأخيرة؛ وذهب بعضهم لإعطاء نصيحةً عامَّة بعدم صيام الحامل،
وهو قولٌ غير مقبول على الإطلاق، والصحيحُ أنَّ أغلبَ الحوامل
يستطعن الصيامَ من دون مضاعفات. والأمرُ يختلف من حامل لأخرى،
وهو يعتمد بشكلٍ كبير على صحَّة الأم قبل الولادة، وعلى الانتظام في ا
لمتابعة لعيادة الحمل؛ فإذا كانت المؤشِّرات والتحاليل سليمة، فالأمر
مطمئن، واذا ظهرت مؤشِّرات أو تحاليل تدعو للقلق، فعلى الحامل
التشاور مع الطبيبة لاتِّخاذ القرار المناسب بإكمال الصيام أو الافطار
.
هنا بعض النصائح الصحية للحامل :
- استشارة الطبيبة والتشاور في مدى قدرة الحامل على الصوم،
- والذهاب بشكل دوري إلى الطبيبة للتأكد من صحة الجنين خلال الشهر الفضيل.
- عدم ممارسة نشاطات تتعب جسم الحامل قبل شهر رمضان المبارك كي لا تصل منهكة إلى أيام الصوم،
- والحرص على تناول المكملات الغذائية في مواعيدها قبل رمضان.
- وينصح بتناول المأكولات بشكل منتظم وعدم تخطي أي وجبة،
- والتركيز على الأطعمة الغنية بالبروتين كاللحوم الحمراء والدجاج والسمك قبل أيام من الصوم.
- كما ينصح بالحرص على شرب ما لا يقل عن 3 أكواب من الحليب يوميًّا،
- ويفضَّل التخفيف من القهوة تدريجيًّا قبل أسبوعين من
رمضان والتوقف عنها نهائيًّا قبل ثلاثة أيام من شهر رمضان.
- وينصح أيضًا بالابتعاد عن الملح والأطعمة الغنية به كالمكسرات المملحة،
الشيبس، وصوص الصويا والمعلبات لتجنب احتباس المياه في الجسم قبل الشهر الفضيل،
- شرب كميات وافرة من المياه لتر ونصف إلى لترين يوميًّا.
على الحامل الانتباه إلى أي تغيرات تطرأ عليها غير
عادية وتقوم بمراجعة طبيبتها فورا ومنها :
- انتفاخ أو تورم غير طبيعي
- آلام في أسفل البطن أو مشاكل في البول بسبب نقص السوائل
-الدوخة أو الدوار أو الإحساس بالهبوط العام والذي قد ينتج عن هبوط معدل السكر في الدم
- الجفاف
- قلة حركة الجنين
- صداع شديد، أو (زغللة) في العينين،
- إجهاد عام، أو عدم القدرة على القيام بأي نشاط
- أي أعراض أخرى غير مصاحبة للحمل ومألوفة للحامل أو من
لديهن خبرة بالحمل ممن حولها فيفضل مراجعة الطبيبة فورا.
* ** ما هي الأحوال المرضية التي تجيز للحامل الإفطار؟
1- انخفاض ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأعلى) عن 100 ملم زئبقي، اذا
سبب هذا الانخفاض إحساساً بالإغماء إضافة إلى عدم القدرة على التركيز.
2- القيئ المصاحب للحمل، وخاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
3- التسمم الحملي: حيث يحدث ارتفاع في ضغط الدم، ويظهر الزلال في البول كما تحدث وذمة (تورم) في الأطراف.
4- حدوث انخفاض في سكر الدم.
5- وجود مرض عضوي، وذلك تحت إشراف الطبيب المعالج.
- الرأي الفقهي حول صيام الحامل والمرضع
قال الشيخ ابن باز في مجموع الفتاوى (15/224) :
أما الحامل والمرضع فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس بن مالك الكعبي
عن أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح أنه رخص لهما في الإفطار وجعلهما كالمسافر .
فعلم بذلك أنهما تفطران وتقضيان كالمسافر ، وذكر أهل العلم أنه ليس
لهما الإفطار إلا إذا شق عليهما الصوم كالمريض ، أو خافتا على ولديهما والله أعلم اهـ .
وجاء في فتاوى "اللجنة الدائمة" (10/226) :
"أما الحامل فيجب عليها الصوم حال حملها إلا إذا كانت تخشى من الصوم على
نفسها أو جنينها فيرخص لها في الفطر وتقضي بعد أن تضع حملها وتطهر من النفاس" اهـ .
والله تعالى اعلى واعلم