النوم في رمضان

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
النوم في رمضان

إن من حكمة الله في خلقه أن جعل الليل لباسا والنهار معاشا وعندما قدر الله النوم

واليقظة للإنسان لعلمه الأزلي بما ينفعه فالنوم نعمة من الله لا تقدر
بثمن ولا يعرف

قيمتها إلا من فقدها وهنا نتناول موضوع النوم في رمضان ، والهدف منه أن

نحصل على النوم الكافي حتى نستطيع القيام بمهام العبادة والعمل والاجتماعيات وغيرها،

فمن المعروف أن الصائم في رمضان يمتنع عن الأكل والشرب في ساعات النهار فقط،

ويتغير نظام أكله بشكل مفاجئ من النهار إلى الليل فتزداد عمليات الأيض والحرق الحراري

خلال الليل، كما أن صوم رمضان يمتد لمدة شهر مما قد ينتج عنه نوع من التأقلم مع نظام

الصوم، ويصاحب صوم رمضان عدد من التغيرات في نمط حياة المجتمع بشكل عام تؤثر

على الفرد بصورة مباشرة سواء كان ذلك بسبب أداء صلاة التراويح أو الزيارات وصلة

الأرحام أو الترفيه للبعض أو السهر طول الليل والنوم في النهار كل ذلك قد يؤدي إلى

هذا الاختلال وخاصة حين يصادف شهر رمضان فصول الصيف.

التغيرات الفيسيولوجية التي تحدث خلال رمضان:


- هناك بعض العوامل التي قد تؤثر على فسيولوجية النوم خلال الصيام.

فتغير نمط ومواعيد ونوعية الأكل الفجائية من النهار إلى الليل قد ينتج

عنها زيادة عمليات إنتاج الطاقة (الأيض) خلال الليل مما قد يؤدي إلى

زيادة درجة حرارة الجسم خلال الليل.

ففي العادة تنقص درجة حرارة الجسم حوالي نصف درجة مئوية قبل

النوم مما يساعد على النوم ولكن نتيجة لزيادة الأكل في رمضان خلال

الليل قد ترتفع درجة حرارة الجسم مما قد يؤدي لزيادة النشاط وعدم

الشعور بالنوم خلال الليل.

ويتبع ذلك خلال الصيام انخفاض درجة حرارة الجسم أثناء النهار

والشعور بالنعاس أو بصورة مبسطة تغير الساعة البيولوجية في الجسم.

تأثير تغير نمط الحياة خلال رمضان على النوم:

- تحدث تغيرات في نسق حياة المجتمع ككل خلال شهر رمضان مما

يساعد على السهر خلال الليل. فساعة بدء الدوام لدى المسلمين تتأخر

خلال رمضان وتنشط المحلات التجارية حتى ساعة متأخرة من الليل

وكذلك القنوات الفضائية وتكثر اللقاءات الاجتماعية بين الأقارب

والأصدقاء حتى ساعة متأخرة من الليل.

وينتج عن السهر نقص حاد في عدد ساعات النوم

خلال الليل لدى البعض مما قد يسبب الخمول والنعاس وتعكر المزاج خلال النهار.

أعراض اضطرابات النوم

- تعتبر أوضح أعراض اضطرابات النوم هي قلة التركيز والنسيان، وتشتت الذهن

- صعوبة استرجاع المعلومات،

- التوتر والقلق وسرعة الضيق..

- العصبية والغضب السريع

- عدم القدرة علي الانتباه واليقظة،

- بعض الأعراض الجسدية بسبب قلة النوم

أو اضطرابه، مثل فقدان الشهية للطعام،

- الصداع

- الزغللة

- اضطراب الهضم.

بعضُ النقاط التي يمكن أن تساعدَ على إعادة النوم لطبيعته.

- تنظيم الوقت في رمضان وعدم التأخر في النوم وتجنب السهر

- الإنسان يحتاج للنوم لمدة 7 أو 8 ساعات متصلة يومياً ، وفي شهر

رمضان يمكننا تحقيق ذلك نسبياً بأن ننام في وقت مبكر، أي في

الحادية عشرة مساء علي أقصي تقدير، ونستيقظ في الثالثة للسحور

ثم صلاة الفجر، ونعود للنوم مرة ثانية لمدة 3 أو 4 ساعات

أخري، بحيث لا يقل عدد ساعات النوم عن 7 ساعات؛

- بعد الرجوع من العمل أو الدراسة نأخذ قيلولة بما لا يزيد على

نصف ساعة، أو ساعة واحدة على الأكثر لأن هذه النومةَ لو

طالت فهي التي ستغرينا بالسهر في الليل، ولو وجد الصائمُ

من جسمه أنَّه إذا غفا هذه القيلولة طار عنه النوم ليلاً فليدعها

- الاعتدال في نظام الأكل وعدم الإفراط في الأكل خلال الليل

وبالذات قبل النوم حيث أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى اضطراب

النوم وزيادة ارتداد الحمض إلى المريء مما يؤثر على جودة النوم.

- المداومة على ممارسة التمرينات الرياضية لأنها تهيأ

الجسم للنوم وتجعلك قادرًا على النوم دون مشاكل بالجسم

واهم هذه التمارين هي صلاة التراويح والتي تريح الجسم والذهن .

- الابتعاد عن التفكير قبل النوم ولو بساعة واحدة، وحصر التفكير فقط ف

ي العبادات والنهوض للسحور وصلاة الفجر فهذا

من شأنه أن يصفى الذهن ويجعلك قادرًا على النوم بشكل عميق

- تجنب الأصوات العالية التي تحيط بك قبل النوم

- توفير الأجواء الهادئة التي تريح أعصابك

- أخذ حمام دافئ يساعد على الاسترخاء والنوم

- تجنب شرب الشاي والقهوة والبيبسي والكولا ليلا

- الإنجاز، أن ينجز الإنسان ويُتقن عمله، فأنت مثلاً في أثناء النهار، ركز

على دراستك، واجباتك، أعمالك فالإنسان حين يشعر بأنه قد أنجز،

هذا في حد ذاته يعطي دفعة قوية جدًّا لراحة البال ومن ثم النوم الصحي والهادئ.

- الامتناع عن أي نشاطات تزيد من تنبيه جهازك العصبي

في الساعة الأخيرة قبل النوم كقراءة أوراق هامة متعلقة بالعمل أو

مناقشة أمور هامة تتعلق بالأسرة أو مشاهدة أفلام الرعب بالتلفاز

لأن مثل هذه الأشياء سوف تؤدي إلى إفراز الجسم لمادة الكورتيزون

التي تساعد على تنبيه الجهاز العصبي وتؤدي بالتالي إلى عدم القدرة على النوم.

- للحصول على نوم أفضل في حجرة ذات درجة حرارة

أقل و خاصة في صيف هذا العام و تزامن رمضان معه ، لذلك

احرص على جعل درجة حرارة حجرتك بين الخامسة عشر

والثالثة والعشرين مئوية ، وتأكد أيضاً من تهوية الحجرة ولو

حتى بمروحة غير موجهة لسريرك مباشرة.

- الإكثار من الأدعية وعلى رأسها أذكار النوم،

وهي عديدة وكثيرة وكلها نافعة إن شاء الله،

قل: (غارت النجوم وهدأت العيون وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم يا حي يا قيوم إهد ليلي وأنم عيني).

وفي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن

وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك ،

رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ،

ونبيك الذي أرسلت ، فإن مت مت على الفطرة ، واجعلهن آخر ما تقول" .
 
الوسوم
النوم رمضان في
عودة
أعلى