تحفيز الهمة في خُلقي المحبة في الله وحسن الخلق

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
[FONT=&quot]المحبة في الله [/FONT]
[FONT=&quot]لقد أقامت السنة المجتمع الإسلامي على المحبة والوئام بعد أن كان الناس أعداء في شحناء وبغضاء وخصام، وقد ظهر هذا الحب العظيم في المحبة التي غرسها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، تلك المحبة التي عجزت الدنيا أن تأتي بمثلها إلا في الإسلام وبالإسلام، لقد وصلت المحبة بينهم أن يعرض الرجل التنازل عن إحدى زوجتيه بطلاقها حتى يتزوجها أخوه المهاجر.[/FONT]
[FONT=&quot]وضعت السنة ميزاناً للحب والبغض، وحدت حدوداً للرضا والسخط حتى لا تضيع الحقوق، ويفنى الأفراد بين حب أعمى وبغض عقيم؛ لهذا تضع السنة الميزان الحق في الحب والبغض يمنع شرهما ويجعلهما سلاحين من أسلحة الحق والعدل وإسعاد الأفراد والأمم. [/FONT]
[FONT=&quot]فالميزان الحق في ذلك أن يكون حبك وبغضك لله فأنت تحب لله وتبغض في الله تحب المؤمنين الصالحين وتبغض الكافرين المفسدين تحب أولياء الله، وتبغض أعداء الله تحب من أحب الله ولو خالف آراءك وتبغض من يبغضه الله ولو وافقك أحياناً.[/FONT]
[FONT=&quot]ومن الأحاديث التي تبين مكانة الحب في الله : [/FONT]
[FONT=&quot]1- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حُسْنٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ، فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)[/FONT]
[FONT=&quot]2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَدْخُلُوا الجنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ )[/FONT]
[FONT=&quot]3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ القِيَامَةِ : أَيْنَ المتَحَابُّونَ بِجَلَالِي ؟ اليَوْمَ أظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي )[/FONT]
[FONT=&quot]4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا …) وذكر الحديث إلى قوله : ( إِنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ )[/FONT]
[FONT=&quot]5- وعن أبي إدريس الخولاني رحمه الله قال : دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في شيء، أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل : هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت : والله إني لأحبك لله، فقال : آلله ؟ فقلت : الله فقال : آلله ؟ فقلت : الله، فأخذني بحبوة ردائي فجبذني إليه فقال : أبشر ! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قَالَ اللهُ تَعَالَى : وَجَبَتْ مَحَبَّتِي للمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالمتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالمتَزَاورِينَ فِيَّ وَالمتباذِلِينَ فيَّ)[/FONT]
[FONT=&quot]6- وعن أنس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الإِيمانِ : أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المرَءْ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)[/FONT]
[FONT=&quot]كيفية تحفيز الهمة في المحبة في الله[/FONT]
[FONT=&quot]- يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم حلاوة الحب لله ويبين لنا الأثر المحمود لهذا الحب المسلم إذا أحب لله ذاق أثر ذلك في نفسه من الراحة والاطمئنان، ونال في الآخرة الأجر العظيم الذي أعد الله للمتحابين فيه فمن منا يزهد في حلاوة الحب في الله والأجر العظيم الذي أعده الله للمتحابين .[/FONT]
[FONT=&quot]- أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله – سبحانه – ينادي يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم بظلي فما أعظم هذه النعمة أن يكون العبد في ظل الله – سبحانه – في هذا الموقف العظيم الذي تدنو فيه الشمس من الرؤوس، ولا يستظل بظل الله إلا المخلصون، فالمحبة في الله – سبحانه – سبب من أسباب ظل الله يوم القيامة وكفى بهذه النعمة دافعاً إلى حرص المؤمن على المحبة في الله لإخوانه المؤمنين .[/FONT]
[FONT=&quot]إن المحبة في الله جانب مهم من جوانب حسن الخلق الذي يرفع صاحبه إلى درجة الصديقين والشهداء والصالحين، وهو أثقل شيء في الميزان يوم القيامة ، بالإضافة إلى المكانة العظيمة التي نتعرف عليها من خلال استعراض حسن الخلق وتحفيز الهمة نحو هذا الخلق، كما ورد في السنة النبوية: [/FONT]

[FONT=&quot]رابع عشر : حسن الخلق[/FONT]
[FONT=&quot]حسن الخلق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تنال الدرجات، وترفع المقامات، وهو واجب من الواجبات الدينية، وفريضة من الفرائض الشرعية، وقد أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - ففي حديث أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)) ( ).[/FONT]
[FONT=&quot]وحُسن الخُلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومداراة للغضب، واحتمال الأذى.[/FONT]
[FONT=&quot]ومن الأحاديث النبوية التي تحض على حسن الخلق نسوق ما يلي : [/FONT]
[FONT=&quot]1- عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال : (( مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ العَبْدِ المؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ حُسْنِ الخلُقِ، وَإِنَّ اللهَ يَبْغَضُ الفَاحِشَ البذِي)) ( )[/FONT]
[FONT=&quot]2- عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال : (( تَقْوَى اللهِ وَحُسْنُ الخلُقِ ))، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: ((الفَمُ وَالفَرْجُ )) ( ).[/FONT]
[FONT=&quot]3- عن عائشة رضي الله عنها، قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول : (( إِنَّ المؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ )) ( ).[/FONT]
[FONT=&quot]4- عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه -، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الجنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ، وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الجنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ، وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الجنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ)) ( ).[/FONT]
[FONT=&quot]5- عن جابر - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال : ((إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ، أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيَامَةِ، الثَّرْثَارُونَ وَالمتَشَدِّقُونَ وَالمتَفَيْهِقُونَ)) قالوا : يا رسول الله، قد علمنا (( الثَّرْثَارُونَ والمتشَدِّقُونَ))، فما المتفيهقون ؟ قال : (( المتَكَبِّرُونَ )) ( ).[/FONT]
[FONT=&quot]كيفية تحفيز الهمة في حسن الخلق[/FONT]
[FONT=&quot]- بين النبي – صلى الله عليه وسلم – أن أحسن المؤمنين أخلاقًا هم أحبهم إلى الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – وأقربهم مجلسًا من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، ومن منا لا يحب أن يدني مجلسه من مجلس رسول الله يوم القيامة، إن في ذلك بيانًا لعلو الدرجة التي يحوزها المؤمن الذي يتصف بحسن الأخلاق يوم القيامة، وفي هذه النعمة العظيمة والدرجة العالية دافع عظيم للمؤمن للتحلي بحسن الخلق .[/FONT]
[FONT=&quot]- بين النبي – صلى الله عليه وسلم – أن المسلم يدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم، فهذه عبادة سلوكية، وتلك عبادة بدنية يقوم المؤمن فيها الليل ويصوم النهار ابتغاء مرضاة الله – عز وجل – فبين النبي – صلى الله عليه وسلم – أن حسن الخلق يساوي قيام الليل وصيام النهار بإخلاص، فأي فضل بعد هذا الفضل، وأي مكانة فوق هذه المكانة، إن استشعار المؤمن نصب عينيه هذه المكانة، وتلك الدرجة يحفزه إلى أن يحسن خلقه حتى يحظى بهذا الجزاء العظيم .[/FONT]
[FONT=&quot]لقد استعرضنا فيما سبق المكانة العظيمة، وما أعده الله من حسن الجزاء لعدد من الأعمال القلبيه التي منها الأمانة والمحبة والصلة وحسن الخلق، ننتقل إلى جانب من جوانب أعمال الجوارح، ونختار منها أعلاها، وأعظم أركانها ألا وهي الصلاة، وما يسبقها من طهارة الأعضاء ، فلنتعرف على هذه المكانة العظيمة للطهارة والصلاة، وانعكاسها على حياة الفرد المسلم، وما أعده الله لمن يحافظ عليها من جزاء .[/FONT]
 
الوسوم
الخلق الله المحبة الهمة تحفيز خُلقي في وحسن
عودة
أعلى