من حقوق الأخوة: التكافل الاجتماعى

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
[FONT=&quot] الحمد لله رب العالمين ، حمداً يليق بجلاله وكماله وعظمته وكبريائه الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ، والصلاة والسلام على خير النبيين وإمام الذاكرين سيدنا محمد سيد الخلق وحبيب الحق وعلى آله وصحبه الطيبين الغر الميامين؛ وبعد[/FONT][FONT=&quot]فإن الإسلام جعل الأخوة العامة نظاماً عادلاً تصان به الحقوق والواجبات ، وفى التكافل بين المسلمين اجتماعياً ما يظهر تماسك الجسد المسلم. فصاحبك وأخوك المسلم مَنْ إذا خدمته صانك، وإن قعدت بك حاجة أعانك ، وإن سألته أعطاك، وإن سكت ابتداك، وإن نزلت بك نازلة واساك فهو العضو النافع فى أمته لا يصدر عنه إلا الخير ولا يتوقع منه إلا الفضل والبر ، فهو يعين ذا الحاجة الملهوف، ويغيث لهفة إخوانه، ويدخل السرور إلى القلوب ويعمل بالمعروف ويمسك عن الشر فهو كالنخلة الطيبة كل شئ فيها نافع، أصلها ثابت، وفرعها فى السماء. [/FONT]
[FONT=&quot]والعافية عندما تملأ بدن المسلم فإنها تلزمه بحقوق كثيرة فى خدمة إخوانه، ومحيطه فالتكافل بين الأفراد واجب فى الإسلام ثم يزداد فضله عندما يتحقق بين شعوب الأمة الإسلامية وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الصدقة والتكافل فقال (صنائع المعروف تقى مصارع السوء، والصدقة تطفئ غضب الرب).[/FONT]
[FONT=&quot]فالصدقة خير دافع للبلاء وأعظم مانع للسوء، وهذا كله بإذن الله سبحانه وتعالى فهو المانع والنافع فى الحقيقة، وإنما الصدقة وغيرها أسباب لذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]وكثرة الصدقة تجلب سعة الرزق، وتقضى الحاجات، وتكون سبب الفوز والنجاح، والشفاء، ونيل المأمول.[/FONT]
[FONT=&quot]والمتصدق يرغم بصدقته أنف الشيطان بل يغيظ بها سبعين شيطاناً كلهم يحرصون على عدم أدائها، ويزينون له ترك التصدق، فعن بريده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطاناً" (رواه أحمد والبزار وابن خزيمة).[/FONT]
[FONT=&quot]وورد رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال "يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك وأن تمسك شر لك ولا تلام على كفاف وأبدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى" رواه مسلم.[/FONT]
[FONT=&quot]والمتصدق تتابع عليه النعم الإلهية فعيشه رغيد، وعمره سعيد، وحاله حميد، كما جاء فى الحديث الشريف عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جُنتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما، فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت أو وفرت على جلده حتى تخص بنانه وتعفو أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزمت كل حلقة مكانها فهو يوسعها فلا تتسع" (البخارى ومسلم).[/FONT]
[FONT=&quot]ومن أبواب التكافل الاجتماعى إطعام الطعام، وهو خير خصال الإسلام لما جاء فى الحديث الشريف أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أى الإسلام خير؟ قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. (رواه البخارى ومسلم والنسائى).[/FONT]
[FONT=&quot]وإطعام الطعام: من الكفارات ومن موجبات الرحمة ومن موجبات المغفرة (حديث مرفوع رواه البيهقى متصلاً ومرسلاً "وإن الله تعالى ليدخل بلقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينفع المسكين ثلاثة الجنة: الآمر به ، والزوجة المصلحة والخادم الذى يناول المسكين". (مرفوع رواه الطبرانى فى الأوسط والحاكم).[/FONT]
[FONT=&quot]والمطعمون لهم باب فى الجنة لا يدخل منه سواهم فقد روى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من أطعم مؤمناً حتى يشبعه من سغب أدخله الله باباً من أبواب الجنة لا يدخله إلا من كان مثله . رواه الطبرانى فى الكبير.[/FONT]
[FONT=&quot]وهكذا نعلم أن هناك أبواباً اجتماعية طيبة للصدقات وإطعام الطعام ؛ لما تحققه
من إغاثة الملهوف، وجبر المكروب، ومن فضائل هذه الأمة أن الله تعالى حبب إليها
صنع المعروف، وقضاء حوائج المسلمين ، وتفريج كرباتهم ، وستر عيوبهم، وعيادة مريضهم، والذب عن أعراضهم، ونصر مظلومهم، ورحمة ضعيفهم، وإقالة عثرتهم، والسعى للإصلاح بينهم.
[/FONT]

[FONT=&quot]وكل هذه المعانى مؤيدة بالأحاديث النبوية الشريفة ، وما فعله السلف الصالح رحمهم الله تعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]عن مسلمة بن مخلد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ستر مسلماً ستره الله عز وجل فى الدنيا والآخرة، ومن فك عن مكروب كربة فك الله عز وجل كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ، رواه الطبرانى.[/FONT]
[FONT=&quot]ونفهم من أحاديث النبى الكريم صلى الله عليه وسلم أنه من أقال عثرة مسلم أقال الله عثرته يوم القيامة.[/FONT]
[FONT=&quot]وإن أهل المعروف هم مفاتيح الخير فطوبى لهم وحسن مأب ، فمن كان مفتاحاً للخير كان مغلاقاً للشر.[/FONT]
[FONT=&quot]ونفهم أيضاً من أحاديث النبى الكريم أن الذين يغيثون الناس ويساعدونهم، ويقضون حوائجهم هؤلاء توضع لهم منابر من نور وهم آمنون من عذاب الله تعالى.[/FONT]
[FONT=&quot] من كتاب" التكافل الاجتماعى في الإسلام لفضيلة الأستاذ الدكتور/أحمد عبده عوض[/FONT]
 
الوسوم
الأخوة الاجتماعى التكافل حقوق من
عودة
أعلى