العقيدة مقام الروح

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
[FONT=&quot]تمثل العقيدة للمسلم الجذور لشجرة الدين، وما لم تكن هذه الجذور ضاربة في أعماق الأرض فإنها لن تحمل فروع الشجرة الضخمة الباسقة، فالعمل الصالح لا بد له من إيمان متمكن في جوانب النفس وأغوارها وأعماق الفؤاد، وكذلك فالعقيدة تمثل الأساس للبناء، والبناء الضخم لا بد له من أساس مكين وقاعدة صلبة حتى تستقر
فوقها البناء.
[/FONT]

[FONT=&quot]والعقيدة الإسلامية ضرورة للمسلم؛ وذلك لرفع مستواه، والمحافظة عليه من الانحراف المادي والخلقي.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وعلى ذلك، فإن احتياج المؤمن للعقيدة نزعة فطرية وأصيلة ركبت فيه وفطر عليها، ومن هذا المنطلق يصف القرآن الكريم الدين بأنه الحياة، وبأنه النور الذي يضيء للسالك الطرق إلى الله تعالى: [أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا

يَعْمَلُونَ] [الأنعام: 122].
[/FONT]

[FONT=&quot]فالعقيدة تقوم من المؤمن مقام الروح من الجسد، ولسعادة المؤمن لا بد له من العقيدة الصحيحة التي تنير الطريق وتحدد أسلوب معاملة الفرد للجماعة، والجماعة للفرد.[/FONT]
[FONT=&quot]وتعتبر عقيدة التوحيد الصافية الغالية من أهم مقومات الفرد المسلم؛ فهي عقيدة ثائرة معجزة متدفقة بالقوة والحياة، مدمرة للآلهة الباطلة.[/FONT]
[FONT=&quot]والعقيدة هي الركن الأساسي في تكوين شخصية المسلم؛ لأنها هي الجذر في بناء شخصيته، وهي العنصر الأساسي المحرك لعواطفه، والموجه لإرادته، ومن صحت العقيدة لديه كان أطوع للاستقامة على طريق الحث والخير والرشاد، وأقدر على التحكم بأنواع سلوكه وضبطه فيما يدفع الضر والألم والمفسدة، العاجل من كل ذلك والآجل، وفيما يجلب له النفع واللذة والمصلحة العاجلة والآجلة من كل ذلك، وهذا ما يتطلبه منا الإسلام الدين الحنيف.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد أدرك حديثًا الباحثون من غير المسلمين قيمة العقائد في توجيه سلوك الإنسان، فبدأوا يتحدثون عنها تحت عنوان "أيديولوجيات"، ولكنهم ما استطاعوا أن يصلوا إلى المستوى الذي وصل إليه الإسلام، إذ هو يبني في الفرد المسلم إيمانًا لا يضارعه ولا يشابهه أي عنصر يحاولون غرسه في نفس الفرد من أفرادهم.[/FONT]
[FONT=&quot]وتتضح أهمية العقيدة الإسلامية في حياة المؤمن في أنها يهدي بها الله من اتبع رضوانه سبل السلام، أي: أن من اتبع منهم ما يرضيه - تعالى - بالإيمان بهذا النور يهديه هداية دلالة تصحبها العناية والإعانة، هذه الهداية هي الطرق التي يسلم بها في الدنيا والآخرة من كل ما يرديه ويشقيه، فيقوم في الدنيا بحقوق الله تعالى، وحقوق نفسه الروحية والجسدية، وحقوق الناس، فيكون متمتعًا بالطيبات، مجتنبًا للخبائث، تقيًّا مخلصًا صالحًا مصلحًا، ويكون في الآخرة سعيدًا منعمًا جامعًا بين النعيم الجسدي، والنعيم الروحي العقلي.[/FONT]
[FONT=&quot]وإن مَن يتبع هذه العقيدة يجد فيها جميع الطرق الموصلة إلى ما تسلم به النفس من شقاء الدنيا والآخرة؛ لأنه دين السلام والإخلاص لله ولعباده، دين المساواة والعدل والإحسان والفضل.[/FONT]
[FONT=&quot]والهداية إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق المؤدي إلى القصد والغاية من الدين في أقرب وقت؛ لأنه طريق لا عوج فيه ولا انحراف، فيسلم سالكه ولا يضل في سيره، وهو أن يكون الاعتصام بالقرآن الكريم على الوجه الصحيح الذي تكون عقائده وآدابه وأحكامه مؤثرة في تزكية الأنفس وإصلاح القلوب، وإحسان الأعمال، وثمرة ذلك سعادة الدنيا والآخرة.[/FONT]
[FONT=&quot]والأخوة الإيمانية، فلقد كان من مستلزمات إلغاء الفوارق الاجتماعية، والعرقية، والعنصرية، والإقليمية، والطبقية التي نادى بها الإسلام أن أعلن الأخوة الإيمانية بين جميع المؤمنين، قال الله تعالى: [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ] [الحجرات: 10].[/FONT]
[FONT=&quot]وبذلك غدا المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وكل عرق ولون ولغة أسرة إسلامية واحدة، تربط ما بين أعضائها العقيدة الواحدة، والتشريع الواحد.[/FONT]
[FONT=&quot]إن العقيدة الصحيحة تحرر النفس من سيطرة الغير؛ وذلك أن الإيمان والاعتقاد يقتضيان الإقرار بالله المحيي المميت الضار النافع، يعطي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء، كما في قوله تعالى: [قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] [آل عمران: 26].[/FONT]
[FONT=&quot]فإذا علم المسلم ذلك تحرر من ظلم الحكام الظالمين ورجال الدين المضلين، وأصبح ولاؤه لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم.[/FONT]
[FONT=&quot]والاعتقاد في الله يرفع قوى الإنسان المعنوية، ويربطه بمثل أعلى وهو الله تعالى مصدر الخير والبر والكمال، وبهذا يسمو الإنسان عن الماديات ويرتفع عن الشهوات، ويستكبر على لذائذ الدنيا، ويرى أن الخير والسعادة في النزاهة والشرف، وتحقيق قيم صالحة، ومِن ثَم يتجه المرء اتجاهًا تلقائيًّا لخير نفسه، ولخير أمته، ولخير الناس جميعًا.[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا هو السر في اقتران العلم الصالح بجميع شعبه وفروعه بالإيمان؛ إذ إنه الأصل الذي تصدر عنه، وتتفرع منه، ويتمثل ذلك في قوله تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ] [يونس: 9]. وقوله تعالى: [وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ] [التغابن: 11].[/FONT]
[FONT=&quot]وإذا اهتدى القلب فلا يفوته خير لحرصه عليه، ولصلاح الأصل المحرك لجوارح الإنسان..[/FONT]
 
الوسوم
الروح العقيدة مقام
عودة
أعلى