إعلام النبلاء بطرف من آداب الدعاء (1)

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
[FONT=&quot] واعلم أيها العبد أن الدعاء لهُ آدابٌ كثيرةٌ،نذكرُ منها :[/FONT]
[FONT=&quot](1)أولُ هذه الآداب وآكدُها تجنبُ الحرامِ مأكلاً ومشرباً وملبساً لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى طيبٌ لا يقبلُ إلا طيباً، وإن اللهَ تعالى أمرَ المؤمنين بما أمرَ به المرسلين، فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً) (المؤمنون: 51) وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (البقرة:172) ثم ذكرَ الرجلَ يطيلُ السفرَ أشعثَ أغبرَ، يمد يديهِ إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمُهُ حرامٌ، ومشربهُ حرامٌ، وملبسُهُ حرامٌ، وغذى بالحرام فأنَّى يستجاب لذلك" رواه مسلم برقم (1015).[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]تعرفنا فيما سبق على معنى الدعاء وعلى بعض خصائص الدعاء واليوم إن شاء الله تعالى نتطرق لذكر شيءٍ من آداب الدعاء فإن العبد إذا تعلم آداب الدعاء وعمل بها كان دعائُه أرجى للقبول والإجابة[/FONT]
[FONT=&quot] واعلم أيها العبد أن الدعاء لهُ آدابٌ كثيرةٌ،نذكرُ منها :[/FONT]
[FONT=&quot](1)أولُ هذه الآداب وآكدُها تجنبُ الحرامِ مأكلاً ومشرباً وملبساً لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى طيبٌ لا يقبلُ إلا طيباً، وإن اللهَ تعالى أمرَ المؤمنين بما أمرَ به المرسلين، فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً) (المؤمنون: 51) وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (البقرة:172) ثم ذكرَ الرجلَ يطيلُ السفرَ أشعثَ أغبرَ، يمد يديهِ إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمُهُ حرامٌ، ومشربهُ حرامٌ، وملبسُهُ حرامٌ، وغذى بالحرام فأنَّى يستجاب لذلك" رواه مسلم برقم (1015).[/FONT]
[FONT=&quot]فمع وجودِ أربعةِ شروطٍ لقبول الدعاء، وهى: الأول قوله صلى الله عليه وسلم : " يطيل السفر " فمتى طال السفر كان أقرب إلى إجابة الدعاء؛ لأنه مظنةٌ حصول انكسار النفس بطول الغربة عن الأوطان، وتحمل المشاق والانكسار من أعظم أسباب الإجابة، الثانى ـ قوله صلى الله عليه وسلم : " أشعث أغبر " فحصول التبذل فى اللباس والهيئة بالشعث والاغبرار مظنة للإجابة، الثالث قوله صلى الله عليه وسلم : " يمد يديه إلى السماء" فقد تواترت الأخبار على رفع اليدين فى الدعاء ـ وسنفصل القول فى هذه المسألة وغيرها مما يتصل بالدعاء فى مقالاتٍ أخرى بمشيئة الله تعالى، وفى حديث سلمان المذكور آنفا قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله حيي كريم يستحى إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين" (رواه أبو داود عن سلمان الفارسى) برقم (14488) وصححه الألبانى.[/FONT]
[FONT=&quot]الرابع ـ قوله صلى الله عليه وسلم: "يقول يا رب يا رب" وهو الإلحاح على الله عز وجل بتكرير ذكر ربوبيته، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء، فمع وجود هذه الشروط التى تقتضى الإجابة يقول صلى الله عليه وسلم : " فأنى يستجاب لذلك" والمانع له من الإجابة مع وجود هذه الشروط أن مطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذى بالحرام.[/FONT]
[FONT=&quot]وذكر عبد الله بن أحمد في كتاب " الزهد " لأبيه : " أصاب بني إسرائيل بلاءٌ، فخرجوا مخرجاً، فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم أن أخبرهم : إنكم تخرجون إلى الصعيد بأبدان نجسة، وترفعون إلىَّ أكفا قد سفكتم بها الدماء، وملأتم بها بيوتكم من الحرام، الآن حين اشتد غضبي عليكم، لن تزدادوا مني إلا بعداً ". وقال أبو ذر : يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح . أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29272).[/FONT]
[FONT=&quot](2) وثاني هذه الآداب الإخلاص لله تعالى: لقوله تعالى : ( فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (غافر:14)[/FONT]
[FONT=&quot]الإخلاص: هو الأساسُ فى عبادةِ اللهِ وبسببهِ ينالُ العبدُ المؤمنُ النجاحَ وبه يتحصنُ بالحصن الحصين من وساوس الشياطينِ، كلُ هذا بسبب الإخلاص لله تعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]قال اللهُ تعالى : ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) (الزمر:11) ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) (الحج: 37).[/FONT]
[FONT=&quot]بعض أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإخلاص:[/FONT]
[FONT=&quot]قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغى به وجهه " (رواه النسائى وإسناده حسن). [/FONT]
[FONT=&quot]وعن أبى هريرة قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " (رواه مسلم) برقم (2564).[/FONT]
[FONT=&quot]وعن أبى هريرة قال النبى صلى الله عليه وسلم : " إنما يبعث الناس على نياتهم " (رواه ابن ماجة) برقم (4229) وصححه الألبانى.[/FONT]
[FONT=&quot]وعن مصعب بن سعد عن أبيه قال صلى الله عليه وسلم: " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وإخلاصهم " (أخرجه النسائى فى سننه) برقم (3178) وصححه الألبانى.[/FONT]
[FONT=&quot](3)ثالث هذه الآداب تقديمُ عملٍ صالحٍ بين يدي الدعاء: يدلُ على ذلك حديثُ الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، كما فى " الصحيحين " وغيرهما، فإن النبى صلى الله عليه وسلم حكى عنهم : أنهم توسل كلُ واحدٍ منهم بأعظمِ أعمالِهِ التى عملها لله عز وجل، فاستجاب الله دعاءهم، وارتفعت عنهم الصخرة، وكان ذلك بحكايته صلى الله عليه وسلم لأمته سنة، (معنى ذلك أنك إذا قمت مرة بعمل تظن أنه مقبول عند الله تعالى، فيمكنك أن تقول: اللهم إن كنت تعلم أن هذا العمل "كبكائك من خشية الله،
أو إعانة محتاج أو تفريج كربة..." خالصاً لوجهك ففرج عنى ما أنا فيه
[/FONT]

[FONT=&quot] (4)الوضوء: وقد صح أنه صلى الله عليه وسلم لما سلم عليه بعض الصحابة تيمم من جدار الحائط ثم رد عليه، وإذا كان هذا فى مجرد رد السلام، فكيف بذكر الله سبحانه، فإنه أولى بذلك، وأخرج أبو داود رضى الله عنهما من حديث ابن عباس برقم (17) وصححه الألبانى عنه صلى الله عليه وسلم : " كرهت أن أذكر الله إلا على طهر " وصححه ابن خزيمة، والدعاء ذكر.[/FONT]
[FONT=&quot] (5)استقبال القبلة: وقد استقبلها صلى الله عليه وسلم فى دعائه فى غير موطن، كما فى يوم بدر، (أخرجه مسلم) برقم (1763).[/FONT]
[FONT=&quot](6)الصلاة : حال السجود لحديث أبى هريرة رضي الله عنه قال النبى صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء. (رواه مسلم) برقم (482). ويرجع شرف الأوقات إلى شرف الأحوال؛ إذ الدعاء فى الصلاة وقت السحر وقت صفاء القلب وإخلاصه وفراغه من المشوشات، وقت اجتماع الهمة على استدرار رحمة الله عز وجل.[/FONT]
[FONT=&quot](7)الثناء على الله تعالى : عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بأعرابى وهو يدعو فى صلاته وهو يقول : يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون، ولا تغيره الحوادث، ولا يخشى الدوائر، يا من يعلم مثاقيل الجبال، ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وعدد أوراق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل، وأشرق عليه النهار، ويا من لا توارى منه سماءٌ سماءً، ولا أرض أرضاً، ولا بحر ما فى قعره، ولا جبل ما فى وعره، اجعل خير عمرى آخره، وخير عملى خواتيمه، وخير أيامى يوم ألقاك فيه ، فوكل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأعرابى رجلاً فقال : إذا صلى فائتنى به، فلما صلى أتاه، وقد كان أهدى الرسول صلى الله عليه وسلم ذهب من بعض المعادن ، فلما أتاه الأعرابى وهب له الذهب، وقال: ممن أنت يا أعرابى؟ قال: من بنى عامر ابن صعصعة يا رسول الله : قال : هل تدرى لمَّ وهبتُ لك الذهب ، قال: للرحم بيننا وبينك يا رسول الله ، قال : إن للرحم حقاً ، ولكن وهبت لك الذهب بما سمعتُ من ثنائك على الله عز وجل. أخرجه الطبرانى فى الأوسط رقم (9448).[/FONT]
[FONT=&quot]وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد . رواه الطبرانى فى الأوسط ورجاله رجال الصحيح . غير عبد الله بن محمد ـ أبو عبد الرحمن ـ الأذرمى ، وهو ثقة .(جـ10/ صـ 157).[/FONT]
[FONT=&quot]أن يفتتح الدعاء بحمد الله تعالى والثناء عليه بأسمائه وصفاته ، ثم يصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ، ويختم بالصلاة والحمد كذلك للحديث الذى رواه فضالة بن عبيد قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو فى صلاته، لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال : " عجل هذا " ثم دعاه فقال له ولغيره : " إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه عز وجل والثناء عليه، ثم يصلى على النبى صلى الله عليه وسلم ، ثم يدعو ومعنى إذا صلى : أى إذا دعا. أخرجه الحاكم فى المستدرك (840) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبى فى التلخيص.[/FONT]
[FONT=&quot](8) الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم :[/FONT]
[FONT=&quot]قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (الأحزاب:56).[/FONT]
[FONT=&quot]قال ابن كثير رحمه الله: المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه صلى الله عليه وسلم عنده فى الملأ الأعلى بأنه يثنى عليه فى الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلى عليه، ثم أمر تعالى العالم السفلى بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوى والسفلى جميعاً.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال ابن القيم رحمه الله فى كتابه " جلاء الأفهام ": والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله فصلوا أنتم أيضاً عليه، فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليماً؛ لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته، من خير شرف الدنيا والآخرة جلاء الأفهام (1/162).[/FONT]
 
الوسوم
آداب إعلام الدعاء النبلاء بطرف من
عودة
أعلى