تحرّر

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
تحرّر
اطمأنّت إلى حصنِها الاجتماعيّ خاتم حديدي وجدته على قارعة الطّريق منذ سحب خاتمها و حرمها منه بعد زواجهما بشهور، لبست غطاء رأسها، جرّت ابنها بسنواته السبع، و خرجت لقضاء حوائجها غير مصدّقة أنّها نالت حرّيتها، و ارتفعت عن رأسها غمامة جبروته.
الشّوارع المزدحمة مخيفة لكنّها تأمن على نفسها، فلا يد تمتدّ لضربها، و لا أصابعَ تتطاول لتفرغ حقيبة يدها حين عودتها من زيارة أهلها.
أصوات الباعة تعلو صاخبة توجع الأذنين لكن ما شأنها بهم، لن يوجّه أحدهم شتيمة بلا سبب، و لن تنهال مفردات بؤسهم بلا إنذار، تنشّقت رائحة السّوق رغم الازدحام، تأمّلت البضائع الكثيرة: خضراوات و فاكهة كان ينكر وجودها في مواسمها. استجمعت قواها، و ذهنها يردد راتب الجمعيّة الخيريّة، تنهدت بارتياح لأنّها تستطيع أن تشتري اليوم تفاحاً للأولاد، و سيمضون يومهم في تناول الخبز مع الزعتر... لا مشكلة.
كتمت ضحكة غيظ و تشفٍّ بزوجها المدمن يقضي عقوبة سجن طويلة.
 
الوسوم
تحرّر
عودة
أعلى