المسلم بجوهره النقي‏..‏ لا بمظهره الزائف

ياسر المنياوى

شخصية هامة

المسلم بجوهره النقي‏..‏ لا بمظهره الزائف




حافظ الإسلام علي مظهر المسلم كما حافظ علي جوهره‏..‏ فجعل مظهره جميلا طاهرا متطيبا نظيفا لا يشم منه إلا كل طيب‏..‏ ولكن بعض الناس جعلو المظهر كل شيء في حياتهم‏..‏ فربما يستدينوا ليلفتوا إليهم الأنظار‏..‏



a1_28_8_2010_40_58.jpg





بل أصبح الناس يقيمون المرء بمظهره وملبسه وجاهه‏..‏ فكيف يقيم الإسلام الإنسان؟‏..‏ وكيف يعالج الصيام حب المظاهر؟‏..‏ يقول الشيخ عماد مالك إمام وخطيب بالأوقاف‏:‏ المسلم يتجمل في غير كبر ويتواضع في غير مذلة‏..‏ فهو إنسان بسيط بعيد عن التكلف والكبر‏..‏ فالمسلم يجب أن يكون حسن المظهر نظيف الثياب‏..‏ فهو لا يمثل شخصيته ولكن يمثل الدين الذي ينتمي إليه‏..‏ فحسن المظهر مطلب شرعي وسمة من سمات المسلم بشرط أن يقصد بذلك ابتغاء مرضات الله لا رياء ولا سمعة ولا شهره قال تعالي‏:(‏ يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد‏)..‏ ولكن للأسف أصبحت المظاهر تسيطر علي حياه الناس‏..‏ في أفراحهم وأحزانهم‏..‏ فأصبح المرء يقيم بمظهره وبما يملك من مال وجاه‏..‏ والنبي صلي الله عليه وسلم يوضح لنا أن القيمة في الجوهر لا في المظهر‏..‏ فقد جاء في الحديث أن رجل مر علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس‏(‏ ما رأيك في هذا‏).‏ فقال‏:(‏ رجل من أشراف الناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع قال فسكت رسول الله صلي الله عليه و سلم ثم مر رجل فقال له رسول الله صلي الله عليه و سلم‏:(‏ ما رأيك في هذا‏).‏ فقال يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله‏,‏ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم‏:(‏ هذا خير من ملء الأرض مثل هذا‏)..‏ وهذا الحديث يوضح لنا أن قيمة الإنسان بقدر ما يحمل من عقيدة وإيمان‏,‏ وبقدر تمسكه بدينه وإتباعه لسنة نبيه صلي الله عليه وسلم‏,‏ فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يضحكون علي صغر قدم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه‏..‏ فيقول صلي الله عليه وسلم‏:(‏ لقدم بن مسعود أثقل عند الله من جبل أحد‏)..‏ فعلي صغر حجمه وعلي فقره إلا أنه سيد من سادات هذه الدنيا لأنه كان يحمل الإيمان ويرفع راية الجهاد ويعلن كلمة الحق‏..‏ ولذا يقول صلي الله عليه وسلم‏:(‏ إنما الناس رجلان بر تقي كريم علي الله‏,‏ وفاجر شقي هين علي الله‏)..‏ فالغني ليس دليل الكرامة‏,‏ والفقر ليس دليل الهوان علي الله تعالي‏.‏
وأوضح أن رمضان زاد للتقوي وهذه هي الحكمة العظيمة التي أوردها ربنا في كتابه عن شهر رمضان فقال تعالي‏:(‏ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون‏)..‏ فالغاية من رمضان أن يتزود المرء بتقوي الله عز وجل‏..‏ والتقوي تعني الزهد في هذه الدنيا والتقليل منها‏..‏ فالإنسان الذي ليس له هم إلا مظهره ولفت أنظار الناس إليه هذا لا يحمل من التقوي شيئا‏..‏ فالله عز وجل حينما فرض علينا الصيام وأوجب علينا أن نترك الطعام والشراب والشهوة من صلاة الفجر إلي غروب الشمس‏..‏ لا لنترك ذلك فحسب‏..‏ وإنما لنترك الدنيا وزينتها وراء ظهورنا ونترك هذه المظاهر‏..‏ فالمظاهر تأخذ الإنسان إلي هذه الدنيا وزينتها‏..‏ لكن شهر رمضان يأخذ الإنسان من هذه الدنيا ليجعل منه شخصا كريما يتطلب لنفسه العزة والكرامة والسعادة بتقواه لله رب العالمين‏..‏ فما أجمل أن نجعل هذا الشهر الكريم مخلصا لنا من الزينة الزائفة والبهرجة الكاذبة وأن نتجمل بالإيمان وأن نتزين بالقرآن وأن نتحلي بأخلاق النبي الكريم صلوات الله عليه وسلم القائل‏:(‏ من تواضع لله رفعه‏).‏
وأوضح أن الإنسان حتي يتخلص من هذه المظاهر الجوفاء فلابد أن ينظر إلي هذه الدنيا علي أنها مهما عظمت فهي حقيرة وأنها لا تدوم لأهلها وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة وأن ما عند الله خير وأبقي ولينظر إلي قول الله سبحانه وتعالي‏:(‏ زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب‏),‏ وأن يعلم المرء أن الفخر والرياء والمظاهر التي يراءي بها الناس عاقبتها وخيمة عند الله تعالي‏,‏ فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم‏:(‏ بينما رجل يتبختر يمشي في برديه قد أعجبته نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلي يوم القيامة‏),‏ لأنه بهذه المظاهر يتعالي ويتكبر في الأرض‏..(‏ والله لا يحب المتكبرين‏).‏
 
الوسوم
الزائف المسلم النقي‏‏ بجوهره بمظهره لا
عودة
أعلى