افهم عقلك! كيف تتعلّم أي شيء بسهولة

بدر الاسلام

منسق الموقع
افهم عقلك! كيف تتعلّم أي شيء بسهولة

افهم عقلك! كيف تتعلّم أي شيء بسهولة


افهم عقلك! كيف تتعلّم أي شيء بسهولة

نتعلّم كثيراً ولا فائدة، نحاول مرّة واثنتين وثلاثة،


لكن النتيجة تكون أقل من الجهد الذي بذلناه


بكثير حتى نفقد الثقة في أنفسنا أو ننفر من التعلّم للأبد.

لكن المشكلة ليست فينا، وليست في أي إنسان


على الإطلاق؛ فالدماغ البشري خُلِق ليتعلّم،


فهو يتّسم بالمرونة، وقادر على استيعاب


المعلومات وتخزينها إلى


ما لا نهاية.. فأين الخطأ إذًا؟!


كما يحدث مع الأطفال تماماً، فعندما نقول


أنه لا يوجد طفل يتّسم بالغباء، بل الوسائل


التقليدية هي التي تنفره من التعليم؛


فالأمر يحدث مع الكبار تماماً. نحن نتّبع


وسائل غير مناسبة للطريقة


التي صُمّمت بها أدمغتنا للتعلم.

فلكي نتعلّم أي شيء، يجب أن نفهم


كيف تتعامل أدمغتنا مع المعلومات،


وكيف نستغلّ هذا في تعلّم أي


شيء بسهولة، ولا نُصعّب الأمر على أنفسنا.


ماذا يحدث داخل عقولنا؟


يتكوّن الدماغ البشري من خلايا خاصة


جداً، تُسمّى الخلايا العصبية، وعندما


نتعلّم أي شيء، تنمو هذه الخلايا،


وتكوِّن وصلات فيما بينها، تسمى بنقاط


الاشتباك العصبي. وكلما ازداد حجم


هذه الخلايا ونقاط الاشتباك العصبي


بينها، ازدادت قدرة المخ على تخزين المعلومات.


لكن الخلايا العصبية لا يمكنها


النمو إلا بتحفيز الخلايا العصبية


الأساسية. هذا يعني أنه لكي تتقن


مهارة جديدة، يجب أن تبني


معلوماتك على المعلومات


الأساسية التي تكون مخزنة في الدماغ بالفعل.


هذا يفسر لماذا نجد بعض العلوم


صعبة للغاية أو ننفر منها، لأننا لم


نفهم أساسيتها. وسيقودنا إلى البدء


بأسهل المبادئ وأبسطها،


حتى نستطيع التفوق فيما نتعلمه.


لماذا يعلمنا التكرار؟


«التكرار يعلّم الشطار» لطالما سمعنا


هذه الكلمة من آبائنا ونحن صغاراً،


ويبدو أنهم فهموا كيف يعمل العقل


جيداً دون الحاجة لتفاصيل علميّة دقيقة.


لكن إذا أردنا أن نرى ماذا يحدث في


عقولنا أثناء التعلّم، فالعلم يخبرنا


أن الممارسة تقوي نقاط الاشتباك، ما


يجعل انتقال المعلومات بين خلايا


المخ أسرع، فتصبح متمكناً مما تتعلمه.


والممارسة المستمرة لا تتطلب طريقة معينة،


فسواء كانت قراءة كتاب أو الاستماع أو


مشاهدة الفيديوهات التعليمية أو حلّ


المسائل المعقدة، فكلها ستجعل ألياف


المخ المكونة للخلايا العصبية أكثر سماكة،


وتغطي نفسها بطبقة من الدهون.


الخلايا السميكة ستشكّل وصلات مزدوجة مع بعضها


البعض، وبذلك فالمعلومات ستنتقل أسرع


من وإلى أجزاء مختلفة من المخ. أما الطبقة


الدهنية التي تغطي هذه الخلايا، فستُسرّع


قدرة المخ على معالجة هذه المعلومات.


في النهاية تصبح هذه الخلايا السميكة قادرة


على الاستمرار وعدم الفتكك أو التحلل.


ما يعني ترسيخ المعلومات في عقلك بشكل دائم.


كيف نتعلّم من الممارسة؟


تعامل الدماغ مع أي شيء نتعلمه مذهل للغاية،


فهو لا يكوّن الخلايا والوصلات ويقويها كلما


تعلّمنا أكثر فحسب، بل يحدد نوع


هذه الخلايا العصبية لتناسب ما نتعلمه.


هذه الحقيقة مهمة إذا كنت تتعلم شيئاً له


علاقة بالتدريب العملي، مثل الرياضيات


أو الفيزياء والكيمياء أو حتى الفنون،


فمن الضروري ألا تكتفي بالمشاهدة والاستماع،


بل تدرب نفسك عملياً حتى تكتسب هذا


العلم أو هذه المهارة. فالمخ سيكون


الوصلات العصبية التي تمكنك من الممارسة


الجيدة، وليس مجرد تخزين المعلومات.


لا ترهق ذاكرتك إذاً


الذاكرة العاملة هي جزء من المخ وظيفته


تخزين المعلومات ومعالجتها لفترة قصيرة


من الزمن. هذا النوع من الذاكرة هو


الذي تعتمد عليه ليكون مسؤولاً عن العمليات


الرياضية اليومية، مثل حساب “البقشيش”


أثناء تناولك للغذاء خارج المنزل. أو


عند محاولتك تذكر الأشياء


التي تريد شرائها من مكانٍ ما.


لكن قدرة الذاكرة العاملة تختلف من شخص لآخر.


لا تجعل هذا الأمر يصبك بالإحباط أو مقارنة


نفسك بالآخرين، فالعلماء يقولون لك أن


هذه الذاكرة يمكن تمرينها وتطويرها من خلال


العناية بعقلك وجسمك، وابتكار طرق


للتعلم تجعلك تربط العناصر ببعضها


حتى تتذكرها جيداً، وذلك


وفقا لموقع college.usatoday.


التعلّم من طريقة الـ Takeaway


لتستفيد من دماغك أقصى استفادة خلال


التعلّم، يقترح عليك العلماء طريقة


الـ Takeaway. تقول كِيلا ماثيوس في


مقال لها بموقع هافنجتون بوست أن


الباحثون أجروا دراسة لملاحظة نشاط


المخ لمجموعة من المتطوعين خلال تعلمهم لعبة جديدة.


وجد الباحثون مستويات مختلفة من النشاط


العصبي لدى المتطوعين، والمفاجأة أن


أصحاب النشاط العصبي الأقل إجمالاً،


كانوا ضمن الأسرع تعلماً لهذه اللعبة الجديدة!


وسجلت الفحوصات أن أقل المناطق نشاطاً


في الدماغ، كانت القشرة الأمامية والقشرة


الحزامية الأمامية من المخ. القشرة


الأمامية هي المسؤولة عن مجموعة من


الصفات العقلية المرتبطة بوضع الهدف


وتنفيذ الخطة، والانتباه والتعلّم من


أخطاء الماضي، والمستويات العالية


من التفكير والتعامل مع المهام الصعبة.


لذلك فالمخ يحتاج لإبطاء عملية التعلّم


حتى يحقق أقصى استفادة ومعالجة للمعلومات.


ولذلك فإن التفكير كثيراً وإرهاق


نفسك بكم كبير من المعلومات مرّة


واحدة، لن يفيدك في شيء، كما تنصح كِيلا.


استخدم الوسائل البصرية


تقول الكاتبة بيل بيث كوبر في مقال لها


على مدونة blog.crew أن المخ يستخدم


50% من طاقته للرؤية، ومعالجة ما تراه


العين إلى معلومات تدخل للمخ. ما يعني


أن المخ يستوعب المعلومات من الصور


والوسائل البصرية الأخرى، بطريقة


أكثر فاعلية مقارنة بالقراءة.


فعندما يأتي الأمر للتعلّم تكون الفيديوهات


التعليمية والصور أفضل صديق يمكنك التعامل معه.


أخيرا.. نِم جيداً!


البعض منا يرى النوم مضيعة للوقت الثمين،


ويفضلون استغلاله في تعلّم أو عمل شيء مفيد.


لكن الدماغ البشري يحتاج للنوم الكافي لحكمة


بالغة، فقلّة النوم لن تؤثر


على صحتك فقط، بل ستضعف قدرتك على التعلم.


الأمر ليس مقتصراً على الكلمات المحفوظة


مثل أن قلّة النوم ستضعف قدرتك على التركيز،


بل في حالات الحرمان من النوم تقلل قدرة


المخ على استيعاب المعلومات أيضاً، بنسبة


40%، فالاستيقاظ بعد أخذ كفايتك من


النوم، يجعل المخ جاهزاً لاستقبال المعلومات.


ينصح العلماء بالنوم من 7 إلى 9 ساعات يومياً،


حتى تلاحظ فرقاً في صحتك العامة وقدرتك على


التعلّم والاستيعاب. أما عند تعلّم شيئاً جديداً


تماماً، فالعلماء ينصحون أيضاً بأخذ قسط كافي


من النوم في الليلة السابقة، قبل


أول 30 ساعة من تعلّم تلك المهارة الجديدة.


ليكون المخ على استعداد تام لاستيعاب أساسيات


هذا العلم الجديد عليك، وتكوين الخلايا الروابط


العصبية اللازمة لترسيخ أسس هذا العلم في


عقلك. ففي خلال هذه الفترة الحرجة يمكن


لقلة النوم أن تهدر كل الجهد الذي بذلته في التعلّم.
 
الوسوم
أي افهم بسهولة تتعلّم شيء عقلك كيف
عودة
أعلى