لماذا تبدو بعض اللغات أكثر جاذبية من غيرها

بدر الاسلام

منسق الموقع
لماذا تبدو بعض اللغات أكثر جاذبية من غيرها

لماذا تبدو بعض اللغات أكثر جاذبية من غيرها


لماذا تبدو بعض اللغات أكثر جاذبية من غيرها

هل تحب اللغة الفرنسية أم الإيطالية


أم الإسبانية؟ أم أنك قررت الذهاب


أبعد من ذلك لتعلُّم لغة مثل اليابانية أو الكورية؟

لكن أيّا كانت هذه اللغة التي وقعت في غرامها،


هل فكرت يوماً ما الذي جعلك تحب هذه اللغة


تحديدًا؟ بمعنى أكثر دقة، ما الذي يجعل لغة


معينة مُحَبَّبَة وجذابة بالنسبة لنا، في حين


تبدو لغة أُخرى جافة وجامدة أو مُنفِّرة


تماما مهما بذلت الجهد في تعلُّمها؟


تُجيبُك باسكال شُوفوت، في مقالها بموقع communicaid


أن السبب الشائع الذي يجعلك تحب لغة بعينها،


هو سهولة هذه اللغة بالنسبة إليك. لُغة مثل


الإيطالية تشترك في العديد من الأصوات مع اللغات


الأوروبية الأخرى، ولذلك يحب الكثير من الأوروبيين


اللغة الإيطالية وينجذبون إليها، لأنهم يجدون


تعلُّمها سهلًا، وأصواتها مألوفة للغاية. وبالنسبة


لمن يتحدثون الفرنسية فاللغة


الإسبانية ستبدو أكثر سهولة وبالتالي أكثر جاذبية.

لكن هذه ليست كل الحقيقة، والأمر ليس قاعدة


مطلقة؛ فصعوبة اللغة قد تشكل جزءا كبيرا


من جاذبيتها إذا كنت من


عشاق التحدِّي أو كل ما هو جديد وغريب.


وتوضح باسكال أن الأمر نسبي للغاية، فحتى


الكلمات التي نصف بها لغة معينة، مثل


موسيقية للفرنسية، ورومانسية للإيطالية،


وجافة للألمانية؛ تختلف من شخص لآخر. فبينما


يرى أحدهم اللغة الفرنسية رومانسية ورقيقة،


سيراها آخرُ شديدة الصعوبة،


أو يراها ثالثٌ رقيقة بشكل زائد عن الحد.


هل المصلحة تحكُم؟


تضيف باسكال سببًا آخر في عشقنا


للغة معينة، وهو كم الفائدة


التي يحققُها لنا تعلُّم هذه اللغة دونًا عن غيرها.


لغات مثل العربية والصينية، أصبحت


أكثر جاذبية الآن للأوروبيين، لأنها


تفتح لهم مجالات كثيرة في سوق


العمل، سواءً من الناحية الاقتصادية أو السياسية.


ويؤكد هذه الحقيقة ماثيو جينكين في مقاله


بصحيفة الجارديان، ويضيف عليها أننا نقدِّر


اللغات التي تمكننا من التواصل مع شريحة أكبر


من الناس، وتجعلنا منفتحين على ثقافات واسعة.


اللغة الإنجليزية تصبح أكثر اللغات جاذبية، لأنها


تسمح لنا بالتواصل مع عدد أكبر من الناس وخارج


نطاق مجتمعاتنا الصغيرة. في حين تبدو اللغات


التي لا يتحدث بها سوى عدد قليل جدًا من الناس


وفي مناطق منعزلة ولا تضيف


لنا قيمة اقتصادية.. أقلَّ جاذبية.


ماذا يقول العِلم؟


علماء اللغة يعتقدون أن جاذبية


أي لغة تُحَدّد بمدى رؤيتنا الإيجابية


لمتحدثيها الأصليين وثقافتهم. فوفقاً


للدكتورة فينيتا تشاند من جامعة إسكس


البريطانية، إذا كانت لدينا فكرة إيجابية


عن مجموعة من الناس، سَنُكوِّن


فكرة إيجابية عن لغتهم وتصبح جميلة في أعيننا.


فجاذبية اللغة تعتمد على جاذبية شخصية


المتحدث. بعبارة أخرى المزايا الاجتماعية


والاقتصادية لهذه المجموعة. ولذلك أصبحت


اللغة الصينية، أكثر شعبية من ذي


قبل لأن العالم يراها في طريق النمو الاقتصادي.


أيضاً لغات مثل اليابانية والكورية يتزايد


الاهتمام بها الآن بين الناطقين بالعربية،


بعد انتفاحهم على ثقافة البلدين وإدراكه


م لكم الفرص التي يوفرها تعلُّم هاتين اللغتين.


وكذلك اللغة الألمانية رغم أنها تشهد شعبية


كبيرة منذ سنوات طويلة، إلا أنها تزايدت


مؤخراً بشكل ملحوظ بسبب المنح


الدراسية والتدريبية التي توفرها ألمانيا.


هل للذكريات تأثير علينا؟


يذهب ماثيو إلى أن صعوبة اللغة


واختلافها عن لغتنا الأم،


تجعلها غير جذابة بالنسبة لنا.


وتوضح الدكتورة باتي أودانك، المحاضرة


في العلوم الصوتية بكلية بندن


الجامعية، أن الناطقين بالإنجليزية


يقعون في أسر اللغتين الفرنسية و


الإيطالية أكثر من غيرهما بسبب تناسق


الأصوات وقربهما من الإنجليزية؛ بينما


تبدو لغة كالصينية غير محببة لهم،


بسبب غرابة نغماتها


وأصواتها عن اللغة الإنجليزية.


ربما هذا يُفسّر لماذا تصبح اللغات الأوروبية


أقرب لنفوسنا، كناطقين باللغة العربية؛


لأننا نتعرَّض لها منذ الصغر، سواء في


المدرسة أو التلفاز والأفلام والأغاني


وعناوين المحلات، فتبدو مألوفة لنا.


بعض الناطقين بالعربية يتجهون


الآن لتعلّم لغات لم يتعرَّضوا لها في


الصغر، مثل الكورية أو اليابانية


أو التركية.. وهذا يؤكد أنه لا


توجد قاعدة واحدة تفسر


هذا الأمر وأنه نسبي وشخصي تماما.


اتبع ما تحب


نحن نعيش في عصر أصبح تعلم لغة


أجنبية فرضًا علينا، لنرتقي في


وظائفنا أو حتى نكتسب علوماً


ومعارف بشكل أوسع ونتعرف على


ثقافات جديدة. لكن


كيف أختار اللغة التي أتعلمها؟


الإنجليزية ستبدو كلمة السر عند


الحديث عن تعلم لغة جديدة، فجميعنا


يدرك كم الفرص التي يتيحها إتقان


اللغة الإنجليزية بالنسبة


لنا، لكنها ليست الطريق الوحيد.


فأياً كان السبب الذي يجعلك تحب لغة


بعينها، فاتباعك لما تحبه سيشجعك


على الاستمرار والممارسة وإتقان هذه


اللغة بسهولة. فعندما تتعلم ما تحبه


إليك ستجد الأمر أشبه بلُعبة تستمتع بها،


وليس بعملية تعليمية مرهقة،


تحفظ فيها الكثير من الكلمات دون جدوى.


ولكن احذر!


الاعتياد على اللغة يلعب دوراً كبيراً


في حبك أو كرهك لها. قد تكره اللغة


الإنجليزية مثلاً لأنك تجدها صعبة للغاية


ولا تسطيع تعلمها، لكن ما إن تبدأ


في تعلم اللغة وتفهمها وتصبح سهلة


عليك، حتى تقع في حبها. هذا


يحدث عند محاولة فهم أي عِلم وليس اللغات فقط.


باختصار، أجمع العلماء على أن حب


لغة معينة يختلف من شخص لآخر بعضنا


قد يحب الإنجليزية لأنها ترتبط في ذهنه


بالأفلام والأغاني المفضلة. أو نحب


الفرنسية لأنها ترتبط بالرَّقة والعذوبة.


وقد ننفر من لغة بعينها ليس لأنها جافة


أو صعبة، بل لأننا لم نفهمها جيداً وتعلمناها


بطرق سيئة كرَّهتنا في هذه اللغة. وإذا سمحنا


لأنفسنا بفهمها بطريقة بسيطة وسليمة،


قد نقع في حبها وتصبح أسهل اللغات بالنسبة لنا.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الوسوم
أكثر اللغات بعض تبدو جاذبية غيرها لماذا من
عودة
أعلى