معارك الأسرة في رمضان
رمضان شهر الفتوحات الإسلامية والعزة والكرامة..
ربما يعرف الكثير أحاديث فضل الشهر الكريم، لكن القليل من يوفق فيه للعمل والاغتنام
لما فيه من اللحظات النفيسة..
حينما نتذكر انتصارات أسلافنا على أعدائهم في تلك الحروب التاريخية كبدر وفتح مكة
وعين جالوت نطرق رؤوسنا خجلاً من الهزائم المتتالية لأجيالنا المعاصرة!!
هزائم نفسية ومعنوية تحقق أعلى معدلاتها في هذا الشهر الكريم..
المعارك اليوم انتقلت إلى البيوت وإلى غرف النوم وصالات الجلوس، معارك عقدية
وأخلاقية وفكرية تدور رحاها بعدة وعتاد غير متكافئين..
الحرب الإعلامية اليوم تشن هجماتها الرمضانية على جبهات متعددة.. فمن برامج
كوميدية ساخرة إلى مسابقات وفوازير تافهة إلى دراما وطرب..
الكل يتسابق إلى هدف واحد وهو المشاهد الذي سلم وقته وعقله لتلك القنوات، ولا
عجب بعد هذا أن نجد من يتساءل ما بالنا نودع رمضان كما استقبلناه؟؟!!
قلوبنا لم تتغير.. نفوسنا لم تتزكى.. أرواحنا لم تتطهر!!
رمضان منحة إلهية..لا تتكررفي العام أكثر من مرة، هل يستحق منا كل هذا الجفاء؟
من لم ينتصر على هواه ونفسه الأمارة بالسوء وشياطين الإنس والجن فما تغني عنه
ذكريات انتصارات السلف؟؟!!
الأسرة هي صمام الأمان، وهي المسؤولة الأولى عن تدبير الأوقات وإعانة الأبناء على
استغلال هذا الشهر الكريم والفوز بفضائله.. والإقناع بأن أولى ثمرات هذا الشهر الكريم
أن تنتصر على نفسك وعلى مغريات اللهو والعبث..
وإذا كان السلف فاضلوا في أوقاته بين العلم وقراءة القرآن والقيام وكلها طاعات فما
بالك بمن يضيع الأوقات في المحرمات أو الغفلة على أحسن الأحوال؟؟!
الحوار مع الأبناء ضروري لبناء القناعة والإقبال على الخير بنفس منشرحة.. طامعة
في الثواب.. تستلذ الصبر وتذوق حلاوة الشهر..
على الأسرة أولاً أن تحدد أهدافاً منشودة في هذا الشهر الكريم يسهل تنفيذها، وأن
تناقش الأبناء في آلية تنفيذها، وتأخذ منهم وعداً بالعون والمساعدة للتعاون في تحقيق
النصر الأكبر على الهوى والشيطان في شهر الانتصارات..
ونذكر لك الآن بعض الأهداف التي يمكن أن تحققها الأسرة في هذا الشهر الكريم في مجالات مختلفه..
منها على سبيل المثال:
[1] مجالات التربية الإيمانية:
1ـ المحافظة على صلاة الجماعة في جميع الأوقات في بيت الله.
2ـ ختم القرآن الكريم مرة على الأقل تلاوة وتدبرًا.
3ـ صلاة التراويح بجزء من القرآن يوميًا.
4ـ اعتكاف الليالي الوتر من العشر الأواخر على الأقل.
5ـ حفظ جزء من القرآن الكريم وقراءة تفسيره من كتاب مختصر.
6ـ مراجعة فقه الصيام وآدابه.
[2] مجال الأسرة والأبناء:
1ـ متابعة تأدية الصلاة في أوقاتها لجميع أفراد الأسرة.
2ـ متابعتهم في ختم القرآن خلال الشهر.
3ـ متابعة انضباطهم في صلاة التراويح.
4ـ متابعتهم في حفظ سورة من القرآن الكريم.
5ـ إكسابهم بعض المعلومات عن فقه الصيام وآدابه.
[3] مجال الأقارب والأرحام:
1ـ صلة الأرحام وزيارتهم مرة خلال الشهر.
2ـ دعوة إخوان على الإفطار مرة خلال الشهر.
3ـ دعوتهم خلال الزيارة لاستثمار شهر رمضان.
4ـ اصطحابهم للاعتكاف في بعض الليالي في رمضان.
ولكل أسرة همومها وبرامجها المفيدة والمبتكرة لكن هذه مجرد أمثلة..
وإذا كانت الأسرة تسعى لتحقيق النجاح لأبنائها فلتعد العدة لمعارك القنوات في
رمضان.. وأخيرا أذكركم بقوله تعالى:
(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).
