{} امــبـراطــوريــه { بنــدقـ } {}

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
علم سوريا :
الثابت هو أن اللون الأبيض يرمز إلى الأمويين واللون الأسود يرمز إلى العباسيين. أما بقية الألوان فهناك اختلاف على معانيها.
اللون الأحمر يرمز إلى دم الشهداء، وفي روايات أخرى إلى الأسرة الهاشمية.
اللون الأخضر يرمز إلى الفاطميين، وفي روايات أخرى إلى الخلافة الراشدية.
ويشار إلى اللون الأسود في بعض الأحيان على أنه رمز للعباسيين والخلافة الراشدية في آن معًا.


{} امــبـراطــوريــه { بنــدقـ } {}





العلاقات الاقتصادية

شهدت العلاقات المصرية السورية تقاربا ملحوظا على مختلف الأصعدة في السنوات الأخيرة وبخاصة على الصعيد الاقتصادي، الذي لعب دورا كبيرا في بناء جسر من الثقة بين الجانبين وساهم كثيرا في احداث نقلة نوعية بينهما.
وقد بلغ حجم التجارة بين الجانبين تعدى خلال العام الماضي (2009) 1.148 مليار دولار بزيادة قدرها 32 % عن العام السابق له (2008)؛ حيث شكلت الصادرات 830 مليون دولار بارتفاع نسبته 47.5 % ، والواردات 318 مليون دولار بارتفاع نسبته 3.5 %.


وشهدت العلاقات علي الصعيد التجاري انعقاد اللجنة التجارية المصرية السورية التي بدأ دورتها الأولي في 11ديسمبر2006 بالقاهرة والتي استمرت لمدة أربعة أيام برئاسة رئيس الوزراء المصري د/ احمد نظيف و نظيرة السوري المهندس محمد ناجي عطري وتم خلالها مناقشة عدد من الموضوعات التجارية والاقتصادية المهمة لتفعيل التعاون بين البلدين وحل المشكلات التي تواجه التبادل التجاري بينهما‏.‏


- وتم توقيع 22 اتفاقية في ختام أعمال اللجنة العليا المصرية ـ السورية المشتركة ، حيث تم الاتفاق علي رفع سقف التبادل التجاري في المرحلة المقبلة بين البلدين‏,‏ وتذليل كل الصعاب التي تحول دون انسياب حركة التجارة‏,‏ كما تم الاتفاق علي تشجيع الاستثمار المشترك بين رجال الأعمال في البلدين.‏

- وقعت مصر وسوريا مذكرة تفاهم للتعاون المشترك في مجالات الكهرباء والطاقة علي هامش اجتماعات اللجنة العليا المشتركة للبلدين 15-12-2006 بالقاهرة تتضمن تبادل الخبرات والمعلومات المتعلقة بادارة وتشغيل وصيانة محطات التوليد والمحولات وشبكات نقل وتوزيع الكهرباء وخفض معدلات الفقد الفني والتجاري وتحسين ادارة المنظومة الكهربائية.

- كما بدأت الدورة الثانية للجنة التجارية المصرية السورية في 8/6/2010 بمدينة حلب السورية برئاسة المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة والسيدة لمياء عاصي وزيرة الاقتصاد والتجارة السورية.

وتم خلال هذه الدورة بحث أمكانية إيجاد فرص لتحسين الوضع التجاري والحركة التجارية بين الجانبين ، وان مصر ملتزمة بفتح أسواقها وتسهيل إجراءاتها أمام السلع السورية انطلاقا من الرغبة المشتركة بين مصر وسوريا فى زيادة التبادل التجاري على أن تكون هناك منافسة عادلة مع كافة الأطراف.

وأشار إلى أن مصر استطاعت من خلال المفاوضات التي أجرتها مع ايطاليا التوصل إلى اتفاقية لتشغيل خط ملاحي بين مصر وايطاليا وسوريا عبر موانئ فينسيا والإسكندرية وطرطوس .

- كما تم الإعلان عن بدء مفاوضات إنشاء اتحاد جمركي بين مصر وسوريا وذلك في إطار خطة إنشاء الاتحاد الجمركي العربي المزمع إتمامه في نهاية عام 2015،والتزام مصر بفتح أسواقها وتسهيل دخول السلع السورية إلي الأسواق المصرية وتشجيع الاستثمارات وإزالة العقبات‏,‏ و إقبال مصر علي الاستيراد من سوريا في إطار من المنافسة العادلة بين الشركات لمصلحة الاقتصاد والتجارة‏,‏ وان هناك حماس من رجال الأعمال بالبلدين علي زيادة حجم التبادل التجاري والذي شهد نموا خلال الثلاث سنوات الماضية من‏700‏ مليون إلي نحو‏1.2‏ مليار دولار والمستهدف أن نصل إلي‏3‏ مليارات دولار خلال العامين المقبلين‏

- تم في ختام اعمال الدورة الثانية للجنة التجارية المصرية السورية المشتركة التوقيع علي 8 بروتوكولات ومذكرات تفاهم بين البلدين في مجالات مكافحة الاغراق والدعم والوقاية والتعاون في مجال انضمام سوريا لمنظمة التجارة العالمية ومذكرات تفاهم في مجال المعارض والاسواق الدولية والحجر الزراعي .

- كما تم التفاوض علي توقيع مصر اتفاقيات جديدة مع سوريا بشأن تزويدها بكميات إضافية كبيرة من الغاز المصري عبر مشروع خط الغاز العربي, ذلك وفقا لطلب الجانب السوري. و يعمل خط الغاز العربي بكفأة عالية مع سوريا وأنه يتم ضخ 30 مليون قدم مكعب في اليوم عبر مشروع خط الغاز العربي الذي ينطلق من مصر مرورا بالأردن وسوريا ولبنان ثم تركيا ومنه إلى أوروبا وأن الغاز الطبيعي يصل إلى لبنان بشكل منتظم.

- و في المجال المصرفي،أجريت مفاوضات لإنشاء بنك مصري سوري مشترك برأسمال 220 مليون دولار.
- وفي مجال التكنولوجيا والطاقة تم الاتفاق علي مشاركة سوريا مع مصر في مشروع الربط الكهربائي الثماني، فضلاً عن الشركة المصرية السورية للاستشارات الهندسية التي من المنتظر أن يبدأ عملها قريباً.




الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة بين مصر و سوريا

- تربط مصر و سوريا اتفاق تجاري وقع في دمشق بتاريخ 19/7/1991، ووضع موضع التنفيذ الفعلي اعتباراً من تاريخ 1/12/1991، وحل بذلك محل الاتفاق التجاري السابق الموقع بين البلدين بتاريخ 1/5/1969,وتضمن الاتفاق التجاري الجديد النقاط الرئيسية التالية:
1 - تنشيط التبادل التجاري بين البلدين عبر إعفاء مجموعة من السلع السورية والمصرية من الرسوم الجمركية وفق القائمتين (أ - ب )الملحقتين بالاتفاق.
2 - تشجيع اشتراك البلدين في المعارض والأسواق الدولية التي تقام لدى الطرف الآخر، وتقديم التسهيلات لإقامة المراكز التجارية.
3 - تشجيع التعاون بين غرف التجارة والصناعة ورجال الأعمال في البلدين وتسهيل إقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة.
4 -الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة سورية- مصرية تجتمع مرة كل سنة على الأقل لمتابعة تطبيق الاتفاق ومعالجة الصعوبات التي قد تنجم عن تطبيقه.
- وفي إطار تطوير التبادل التجاري بين البلدين، تم توقيع اتفاقية الصفقة المتكافئة عام /1990/ بقيمة (100) مليون دولار أمريكي لعام /1990/ تمت زيادتها لتصبح (200) مليون دولار وفي عام /2002/ وخلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة تم تجديد الاتفاقية وأصبحت بحدود (300) مليون دولار مناصفة بين البلدين.
- اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات الموقعة بين حكومة مصر و سوريا بتاريخ 28/5/1997.
- مذكرة تفاهم بين وزارة التخطيط المصرية وهيئة التخطيط السورية في عام /2000/.
- اتفاق إنشاء غرفة تجارية مصرية – سورية مشتركة تم توقيعه في دمشق بتاريخ 23/12/2003 .

• توقيع اتفاقية توسيع الربط الكهربائى بين كل من مصر وسوريا والأردن في 23 يونيو 2005

• قرر وزراء بترول كل من مصر وسوريا والأردن وتركيا في اجتماعهم 15اغسطس2005 بالقاهرة أنشاء شركة مشتركة مصرية- سورية- تركية لتنفيذ الجزء الخاص بالخط من مدينة حمص حتي الحدود التركية.


• وقعت مصر وسوريا 16-12-2007 بالعاصمة السورية على مذكرة تفاهم بين مجلسى رجال الاعمال المصرى والسوري بهدف تعزيز علاقات التعاون وتنشيطها بين الجانبين ، بما ينعكس على زيادة حجم الاستثمارات الخاصة من قبل رجال الاعمال .
• تم توقيع اتفاقية مصرية سورية للتنقيب عن البترول باستثمارات 12 مليون دولار بين شركة جنوب الوادى القابضة للبترول وشركة أبناء أنور العقاد السورية "الشركة المتحدة للزيوت" فى منطقة شمال شرق عش الملاحة بالصحراء الشرقية.

• اتفقت مصر وسوريا في ختام أعمال اللجنة الفنية المصرية السورية المشتركة بالإسكندرية في 18/4/2010 على توقيع عدد من مذكرات التفاهم المشترك تستهدف تنمية التعاون التجاري والاقتصادي والنهوض به للمستوى اللائق بطبيعة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.





{} امــبـراطــوريــه { بنــدقـ } {}


 
الاتحاد العسكرى بين الجيشين

(السورى ــــ المصرى )


امثلة لاتحاد الجيشين

الجيش المصرى السورى يحرر القدس



كان ذلك فى معركة حطين الفاصلة بين الصليبيين وقوات صلاح الدين المسلمة، قامت في 4 يوليو 1187 م قرب قرية المجاودة، بين الناصرة وطبرية انتصر فيها المسلمون، ، أسفرت عن سقوط مملكة القدس وتحرير معظم الأراضي التي احتلها الصليبيون.

دوافعها :كانت جيوش الصليبيين قد احتلت القدس ومناطق من البلاد الإسلامية عام 1099 م، وكان الإقطاعيون الصليبيون والبارونات والفرسان قد نصبوا أنفسهم أمراء وكلوك على تلك المناطق، فكان هذا على مدى قرن دافعاً لتحرير البلاد من الاحتلال، وكانت غارة لصوصية شنها أحد بارونات الإفرنج البارزين، رينالد دوشاتيون (De Chatillon) السبب المباشر لهجوم المسلمين، رينالد دوشاتيون كان مغامرا وقحا وسبق له أن اجتاح قبرص البيزنطية في سنة 1155 م وعمل فيها سلبا ونهبا، وكان قد أسر عند نور الدين زنكي قبل 16 سنة، وبعد إخلاء سبيله استقر في حصن الكرك، وعكف على نهب وسلب قوافل التجار المارّة في الجوار، لأن الحصن كان يقطع الطريق من سوريا إلى مصر و الحجاز، وفي أواخر سنة 1186 م ولربما أوائل 1187 م، شن رينالد خلافا لشروط هدنة عقدت في 1180، شن غارة على قافلة متجهة من القاهرة إلى دمشق ونهب بضائعها ، وأسر أفرادها وزجهم في حصن الكرك، ويروى أن القافلة كانت لأخت صلاح الدين بالذات، فما كان من صلاح الدين إلا ان يطالب في الحال ملك القدس آنذاك غي دي لوزينيان بالتعويض عن الضرر والإفراج عن الأسرى و محاسبة الناهب، ولكن الملك لم يجازف بمس تابعه القوي رينالد، فكان أن قرر صلاح الدين إعلان الحرب على مملكة القدس، إلا إن مرض صلاح الدين أخر بدء القتال في تلك السنة.

العمليات العسكرية التي سبقتها:

كانت تلك العمليات تهدف إلى توحيد المسلمين ، وكان للتوحيد اساليب بالاقناع واللين حيناً أو باستعمال القوة احيناً آخر

في البدء اجتاحت قواته في الربيع الباكر من عام 1187 م مناطق قلعتي الكرك وكراك دي مونريال، وبعد شهرين بدأ القتال ضد الصليبيين، واحتشدت قوات المسلمين المُنْطَلِقَة مِنَ دمشق نحو بحيرَةَ طبريا وضمت جيش الشام الموحد قوات من دمشق وحلب والموصل، ووافاه جيش من مصر بقيادة الملك العادل فضمّه إلى جيش الشام، وسار بهما إلى تل عشترة.

في أيار مايو 1187 م أباد المسلمون- إلى الشمال الشرقي من الناصرة- فصيلة كبيرة مؤلفة أساسا من الفرسان الصليبيين، ولقي الأستاذ الأكبر لجمعية الأوسبيتاليين روجيه دي مولان مصرعه.

كانت قوات المسلمين بقيادة صلاح الدين تضم 12 ألف فارس، و13 ألفا من المشاة وقوة كبيرة من المتطوعين ورجال الاحتياط، وفي الجانب الآخر حشد الصليبيون 70 ألفا بين فارس ورجل.

عبرت جيوش المسلمين نهر الأردن جنوبي طبريا، وسارت في اليوم التالي إلى تل كفر سبت (كفر سبيت) في الجانب الجنوبي الغربي من طبريا، وحاولت الاشتباك مع الصليبيين، فرفضوا القتال، وفي 2 يوليو استولت جيوش صلاح الدين المسلمة على طبرية قاطعا على عدوه طريقه إلى الماء.

أحداث معركة حطين :

إستولى المسلمون على عيون الماء، عملا على تعطيش الصليبيين واجبارهم على النزول للاشتباك معهم، ولما وصل الصليبيون إلى السهل الواقع بين لوبيا وحطين شن صلاح الدين هجوما ففروا إلى تلال حطين، فحاصرت قوات المسلمين التلال، وأقبل الليل وتوقف القتال، في اليوم التالي 4 يوليو 1187 وفي قيظ شديد ونقص في مياه الشرب قامت معركة حطين، ولف الفرسان الصليبيون الذين انتظموا على مرتفع حطين سحب الدخان المتصاعد إلى أعلى، فالتحم الجيشان على بعد ميلين من حطين ، فتضعضعت صفوف الصليبيين وأهلكت سهام جيوش المسلمين الصليبيين، ثم شن هجوم بالسيوف والرماح، فقتل وجرح وأسر الكثير، فاستسلم الألوف منهم، وقام الصليبيون بمناورة، فتقدم قائد الفرسان ريمون الثالث أمير طرابلس بأمر من غي دي لوزينيان ملك القدس، وزحزح بهجومه هذا قوة يقودها تقي الدين عمر، فظن الصليبيون أنهم فتحوا ثغرة في صفوف صلاح الدين فاندفعوا فيها، وحاصر جيش صلاح الدين جزءا من الجيش الصليبي فشطره إلى شطرين. ودامت المعركة نحو 7 ساعات على التوالي. سقط فيها الآلاف بين جرحى وقتلى، ووقع الملك غي دي لوزينيان ملك القدس آنذاك في أسر صلاح الدين، بالإضافة إلى العديد من القادة والبارونات، ولم ينج إلا بضع مئات فروا إلى صور واحتموا وراء أسوارها.

نتائج معركة حطين :

كانت هزيمة الصليبيين في معركة حطين هزيمة كارثية ، حيث فقدوا فيها زهرة فرسانهم ، و قتل فيها أعداد كبيرة من جنودهم و أسر فيها أعداد كبيرة أيضاً. و أصبح بيت المقدس في متناول صلاح الدين ، و كان من بين الأسرى ملك بيت المقدس و معه مائة و خمسون من الفرسان و معهم أرناط (رينالد دوشاتيون) صاحب حصن الكرك و غيره من كبار قادة الصليبيين ، فأحسن صلاح الدين استقبالهم ، و أمر لهم بالماء المثلج ، و لم يعط أرناط (رينالد دوشاتيون) ، فلما شرب ملك بيت المقدس أعطى ما تبقى إلى أرناط (رينالد دوشاتيون) ، فغضب صلاح الدين وقال: "إن هذا الملعون لم يشرب الماء بإذني فينال أماني"، ثم كلمه وذكّره بجرائمه وقرّعه بذنوبه، ثم قام إليه فضرب عنقه، وقال: "كنت نذرت مرتين أن أقتله إن ظفرت به: إحداهما لما أراد المسير إلى مكة والمدينة، والأخرى لما نهب القافلة واستولى عليها غدرًا".فكان أن برّ صلاح الدين بيمينه و ضرب عنق أرناط.

وبعد المعركة، سرعان ما احتلت قوات صلاح الدين وأخوه الملك العادل المدن الساحلية كلها تقريبا جنوبي طرابلس: عكا، بيروت، صيدا، يافا، قيسارية، عسقلان. وقطع اتصالات مملكة القدس اللاتينية مع أوروربا، كذلك استولى على أهم قلاع الصليبيين جنوبي طبرية، ما عدا الكرك وكراك دي مونريال. وفي النصف الثاني من سبتمبر 1187 حاصرت قوات صلاح الدين القدس، ولم يكن بمقدور حاميتها الصغيرة أن تحميها من ضغط 60 ألف رجل. فاستسلمت بعد ستة ايام، وفي 2 أكتوبر 1187 م فتحت الأبواب وخفقت راية السلطان صلاح الدين الصفراء فوق القدس. في نوفمبر 1188 م استسلمت حامية الكرك ، وفي أبريل - مايو 1189 استسلمت حامية كراك دي مونريال، وكان حصن بلفور آخر حصن يسقط، ومنذ ذلك الحين صار ما كان يعرف بمملكة القدس اللاتينية بمعظمها في يد صلاح الدين، ولم يبق للصليبيين سوى مدينتي صور وطرابلس، وبضعة استحكامات وحصن كراك دي شيفاليه(قلعة الحصن)في شرق طرطوس.

وكان العفو الذي أبداه صلاح الدين سببا لتزيين تاريخ صلاح الدين في الغرب وتطري شهامته غير العادية.

أدى سقوط مملكة القدس إلى دعوة روما إلى بدء التجهيز لحملة صليبية ثالثة والتي بدأت عام 1189 م.

عامل صلاح الدين القدس وسكانها معاملة أرق وأخف بكثير مما عاملهم الغزاة الصليبيون ، قبل ذلك بمئة عام تقريباحيث قتل الصليبيون انداك كل اهالي القدس من رجال و كهول ونساء واطفال و 70000 تم قتلهم في ساحة المسجد الاقصى ، فلم تقع من صلاح الدين قساوة لا معنى لها ولا تدمير ، ولكنه سمح بمغادرة القدس في غضون 40 يوما بعد دفع فدية مقدارها 10 دنانير ذهبية عن كل رجل، 5 دنانير ذهبية عن كل امرأة، ودينار واحد عن كل طفل، ولم يستطع زهاء 20 ألف فقير جمع نقود الفدية، فكان الخوف من الاستياء والغضب أجبر الفرسان الرهبان الهيكليون والاسبيتاليون الذين يملكون المال بوفرة بدفع فدية 7 آلاف فقير، وبقي 15 ألف شخص لم يستطيعو ان يفتدوا بأنفسهم فبيعوا عبيدا.

هل يعيد التاريخ نفسه؟ .. هل يحرر صلاح الدين القدس و ينتقم من مجرمى الحرب : رينالد دوشاتيون و أمثاله .....؟؟

نعم....وإن غدا لناظره لقريب .​

 
22 فبراير 1958 يوم لا ينساه العرب!



(- في ذكري الوحدة العربية بين مصر وسوريا في الجمهورية العربية المتحدة,,, الوحدة كانت النواة التي التف حولها كل احرار العالم العربي,,,, حلف بغداد يجتمع في انقره للانقضاض علي سوريا بمباركة دالاس,,,
- معنيً رائعا: في عدوان 1956 عندما ضربت الاذاعة المصرية اعلنت دمشق هنا القاهرة!
- خرج عبد الناصر من معركة السويس زعيماً قومياً قوياً,,, مصر المنتصرة,مصر التصنيع, مصر العزة والكرامة, هي الامة.
- لماذا أرسلت مصر قوات مسلحة لمساندة سوريا ضد الزحف ,,, لماذا قبل عبد الناصر الوحدة علي وجه السرعة,,, ضباط سوريا مع عبد الناصر لطلب الوحدة والالحاح عليها,,,شكري القواتلي ورئيس وزارته صبري العسلي في القاهرة,,, صبري العسلي يعلن بيان الوحدة من القاهرة....
- الانفصال كان بداية الضربات الاستعمارية ضد القومية العربية,,,, الانفصال تم في 28 سبتمبر 1961,,,, توفي عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970...
- كم نحن بحاجة الي الوحدة اليوم أكثر من ذي قبل,,, العرب ابان الوحدة,,,, العرب الآن...
- عاجزون حتي عن عقد قمة واحدة سلسة....
- فلسطين* العراق * لبنان*...... فعلي من يأتي الدور؟
- الاسطول الامريكي علي شواطئ لبنان مشهد مكرر مما حدث في 1958 ولكن!!!
- علي العرب أن يتذكروا,,, وحدة ما يغلبها غلاب.!!!
)





الوضع في سوريا.​


كانت الاحوال السياسية والوضع العام هشاً وكان مجمل الظروف قد أوصلها الي حالة من الإرهاق وقد كان الجيش السوري هو الساحة الرئيسية للصراعات التي حولته الي 6 كتل تتآلف احياناً وتتنافر احياناً وتكاد تصل في تنافرها الي حد الصراع المسلح.. وربما كانت الشخصية الرئيسية في دمشق في تلك الفترة هو شخصية العقيد عبد الحميد السرّاج رئيس المخابرات الذي أصبح بحكم منصبه وقوته مسئولاً عن أمن سوريا وكان رأيه أن أمن سوريا الوطني يتصل اتصالاً مباشراً بالقاهرة التي أصبحت آنذاك مركزاً رئيسياً لقيادة المشروع القومي والتي برز فيها كاريزما الزعيم جمال عبد النصار كقائد قومي للأمة العربية بعد معركة السويس.
وأصبح وضع سوريا المنقسم علي نفسه مغرياً لبعض العواصم القريبة لغزو سوريا بتأييد أمريكي خاصة تركيا, وارتفعت درجة الحرارة حول دمشق وسُلط الضوء داخلها, وكان جمال عبد الناصر في القاهرة وعيناه علي دمشق يتابع ما يجري باهتمام يشوبه التخوف والقلق.
وعندما ادلهمت الخطوب كان لزعيم مصر اقتراح هو تنفيذاً لمعاهدة الدفاع المشترك الخاصة بين مصر وسوريا هو أن تطورات الموقف ربما تحتم علي مصر أن تقوم بإرسال قوات مصرية الي هناك وأن ذلك سوف يخلق شعوراً بالاطمئنان في سوريا ثم ان وصل مثل هذه القوات من ناحية اخري يلاشي تأثير انقسامات الكتل بين الضباط في دمشق الي جانب أنه اعلان للأمة العربية وللعالم أجمع أن سوريا لن تقف وحدها...
وفي 14 سبتمبر 1957 حضر الي مصر اللواء عفيف البرزي واجتمع مع اللواء عبد الحكيم عمر قائد القوات المصرية وفي يوم 13 اكتوبر ظهر امام ميناء اللاذقية في شمال سوريا اسطول مصري يضم ناقلات للجنود وثلاث مدمرات ونزلت منها قوات مصرية علي الشاطئ تشكل في مجموعها لواءين كاملين تصحبهما اسلحتهما الثقيلة من المدفعية والمدرعات وحين اذيع نبأ نزول قوات مصرية الي سوريا كانت الأصداء في دمشق مدويه وكانت الاصداء في العالم العربي مثيرة وكانت موازين القوي في الشرق الأوسط قد اختلفت وقد كانت آثار هذا العمل تحمل الي العالم حقائق استراتيجية جديدة منها:-
1-أن مصر وسوريا قد أصبحتا جبهة عسكرية واحدة لأول مرة منذ أيام صلاح الدين.
2-أن مصر الشقيقة الكبري تعرف تماما واجباتها حيال اخواتها من الدول العربية.
3-أن هناك ميلاد قوة جديدة في المنطقة لا تخشي الاستعمار.​




- طلب سوري للوحدة مع مصر.. واعلان البرلمان السوري الرغبة في ذلك.​


واصبح الحزب الشيوعي السوري بقيادة خالد بكداش غير موافق علي طلب سوريا الوحدة مع مصر وكذلك بعض القوي السياسية الاخري ,فعملاء الاستعمار يأكلون دائما علي الموائد والباحثون عن مصالحهم, ولقد طرح الرئيس شكري القواتلي عام 1956 علي عبد الناصر مشروع اتحاد فيدرالي , وفي فبراير 1957 واثناء مناقشة مشروع ايزنهاور طرح السيد صبري العسلي رئيس وزراء سوريا وقتئذ علي عبد الناصر الوحدة بين القطرين الشقيقين وسافر وفد برلماني برئاسة أنور السادات عام 1957 في اعقاب نزول الجيش المصري في اللاذيقية.., واعلن البرلمان السوري رغبتة في تلك الوحدة وحضر الي مصر وفد برلماني سوري واعلن مجلس الامة المصري استجابته لرغبة البرلمان السوري بالوحدة.

وكان رأي جمال عبد الناصر هو الموافقة علي الوحدة ولكن بعد خمس سنوات لكن ظروف الجيش السوري والظروف المحيطة ومشروع ايزنهاور ومحاولات امريكا وتركيا الزحف علي سوريا عجّل بموافقة جمال عبد الناصر خاصة.​



- اعلان الاتحاد الهاشمي (16 فبراير 1958).​


كان موعد الاستفتاء علي الوحدة بين مصر وسوريا قد تقرر موعده , واذا بالعراق والاردن يسبقان الموعد ويعلنان اتحاد بين البلدين باسم الاتحاد الهاشمي كدولة اتحادية فيدرالية واحدة تضم العرشين الهاشميين في بغداد وعمان وكان ذلك بالطبع مقصوداً أن يتم قبل قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا ومع ذلك جمال عبد الناصر رحب بقيام هذا الاتحاد واعتبره في برقية التهنئة التي ارسلها الي الملك فيصل ملك العراق .. أن الاتحاد العربي الهاشمي الذي وحد اليوم ما بين العراق والاردن هو خطوة مباركة للأمة العربية كلها باعتباره تقريبا ليوم الوحدة الشاملة بين كل العرب !
هذا وبالرغم من أن اسرائيل اعلنت أنها تم استشارتها في شأن هذا الاتحاد وباركتــه.!



- الاستفتاء علي الوحدة بين مصر وسوريا.


وقد تم الاستفتاء علي الوحدة بين مصر وسوريا واعلنت النتيجة يوم 22 فبراير 1958 , وانتخب جمال عبد الناصر رئيساً للدولة الجديدة وشكري القواتلي المواطن العربي الأول.


ووصل جمال عبد الناصر الي دمشق يوم 24 فبراير وتوجه نحو منزل الرئيس شكري القواتلي الذي صحبه الي قصر الضيافة وعلمت الجماهير بحضور جمال فزحفت من كل صوب وحدب الي القصر وتحدث لهم عبد الناصر لأول مرة واعلن عبد الناصر أن الدولة الجديدة تحمي ولا تهدد , تصون ولا تبدد, تقوي ولا تضعف, وتشد أزر الصديق ترد كيد العدو لا تتحزب ولا تتعصب لا تنحرف ولا تنحاز.. تحي السلام وتوفر الرخاء لها ولمن حولها من البشر جميعاً بقدر ما تقدر وما تستطيع, وبدأت الافراح وان تشأ العروبة تردد :-


عرسان في بنت المعز وجلقا
هزا بلحنهما الشجي المشرقا
الماء في بردي جري مترنحا
وعلي خرير النيل قام مصفقا



- عملاء الاستعمار يقاومون الوحدة.​


ولأن للجهل أهلاً وللمصائر السيئة صناعاً وللاستعمار عملاءاً فقد جاء دورهم لأن يضربوا الوحدة ويقضون علي الامل وعلي الشمس التي اضاءت سماء العروبة كلها ففي مساء 24 فبراير 1958 وبعد أن فرغ جمال عبد الناصر من القاء خطابه في السورية التي جاءت ترحب بالزعيم الامل وتستمع اليه دخل يستريح ولكن عبد الحميد السراج ذلك الوطني المعجون بتراب العروبة اطْلع جمال عبد الناصر علي مستندات من عملاء عرب عرضوا عليه مائة مليون جنية استرليني دفعوا له منها نفحة تقدر ب20 مليون للقضاء علي الوحدة والانقلاب علي عبد الناصر!

وهكذا بدأت المؤامرات علي الوحدة بمجرد اعلانها وترك عبد الناصر دمشق وعاد للقاهرة مركاً أن اياماً صعبة قادمة لا محالة فالذين فشلت مخططاتهم لإفشال الوحدة لن يتركوا الامور تسير بمجراها الطبيعي.​


- حال العرب أيام الوحدة وزعامة مصر وحالتهم الآن.​


*ما أشبه الليلة بالبارحة منذ ساعات وصلت المدمرة الامريكية كول الي شواطئ لبنان بطلب من الموالاه ضد المعارضة مما ينذر بنشوب حرب أهلية وتعالي معي عزيزي القارئ لذي نفس الحدث في 28 مارس 1958 عندما كان شمعون رئيسا للبنان وهو يعد من ضمن الذين يحبون الامريكان فطلب حتي يحمي نفسة ويجدد لنفسة مدة رئاسة اخري مخالفا للدستور عكس الرئيس اميل لحود الذي انتهت مدته فترك الرئاسة وما يزالالي الآن كرسي الرئاسة فارغا! ولبنان بدون رئيس.
طلب شمعون الحماية الامريكية علي مبدأ أيزنهاور وارسلت امريكا تطلب من عبد الناصر حل المشكلة وتحرك عبد الناصر وتسلم قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب الحكم وغادر الاسطول السادس, والآن ماذا بعد ونحن عاجزون في صدور عقد قمة عربية تبحث حالة العرب عاجزين عن مواجهة أنفسنا وهل حضر الزعماء أم هرولوا؟ وهل هناك مؤثرات خارجية أثرت علي هذا أم لا؟
*فلسطين تقسم غزة في جانب بقيادة حماس والضفة وبقية فلسطين مع ابو مازن خلاف قبل التحرير ودماء تهدر بيد العرب انفسهم وهذا ما يريده بني صهيون يريدون أن لا يكون هناك فلسطين بأيدي أبنائها!
*وما يجري بالعراق الآن ابادة جماعية فلا أمن ولا أمان ولا لقمة عيش ولا زاد والكل يفر من أرض العباسيين وامريكا تقتّل ومعها الخائنين ظهيراً!
وعرب الخنوع يتركون عراقهم مقسم بين مصالح ايرانية زاحفة ومكاسب أمريكية فادحة , ولبنان في الطريق وسوريا علي البال وهكذا نطبق مقولة (كلني لأنني طاوعتك فلقد اكلتني يوم وافقتك علي قتل الشعور الاحمر) وماذا نحن فاعلون ثرواتنا لغيرنا وخيراتنا لأعدائنا ولا أمل الا في انفسنا هذا حالنا كالذي يعيش بأضيق السجون بينما كنا في يوم من الايام نفتخر بكوننا عرب!
•حالة العرب أيام الوحدة في 26 سبتمبر 1962 قامت الثورة في اليمن بقيادة العميد عبد الهه السلال وقتل الامام البدر لتنتهي اسطورة عائلة حميد الدين وقامت الثورة في الجزائر بين بيلا مومدين وبقية الرفاق وقامت في العراق في تموز 1958 واسقطت الملكية وهروب نوري السعيد في ملابس امرأة وتكوين جبهة التحرير الفلسطينية وبدأت تونس وقامت ثورة الفاتح من سبمتبر بقيادة العقيد معمر القذافي وهكذا كان لفعل الوحدة الكثير ورأي الاستعمار واعوانة الذين هم علي مر التاريخ واحد مهما تغيرت قبعاتهم وعرفوا أن الدولة الوليدة ستكون شوكة في حلوقهم ولن يجدوا مرتعهم في العالم العربي الذي بات يهتف من المحيط حتي الخليج الثائر نحو الحرية فعملوا لهدم الحلم وساعدهم الطابور الخامس.
•وحينما بدأت بوادر الانفصال طباط سوريا ومواقف عبد الحكيم عامر لتقليص دور عبد الحميد السراج وظهور الكزيري وحزب البعث والدولة المجاورة وخيول روما تجر الجميع من تلك الدولة التي باتت قادرة علي قلب الموازين في المنطقة وتنهي دور الاستعمار الي غير رجعة.
•ومهما قيل عن أسباب الانفصال فانها كانت نموذجا وحلما حاول المحاولون بعدها الكثير فكانت الوحدة بين دول التعاون الخليجي اقتصاديا ولعلها ان صدقت النوايا تبقي مقدمة لسوق عربية مشتركة وتبقي السوق مقدمة لوحدة شاملة!


 
أقوى 20 جيش فى العالم حسب وزارة الدفاع الأمريكيه





صنف معهد البحث الإستراتيجي الدولي في بروكسل الجيوش الافريقيه

وذلك بالاعتماد على مقياسي التسلح والتجهيز.
فاتى الجيش المصري اولا والجيش الجزائري ثانيا والجيش المغربى ثالثا.
وسبق لمجلة "جون أفريك" الفرنسية أن أكدت أن مصر تتصدر أكبر عشرة جيوش في أفريقيا وأنها تتجاوز بكثير الجزائر التي تشغل المركز الثاني، فيما يحتل المغرب المركز الثالث يليه إريتريا فنيجيريا وأثيوبيا والسودان وأنغولا وليبيا وجنوب أفريقيا.

كما صنّف التقرير أقوى 50 جيشا في العالم


أقوى 20 جيش في العالم [ حسب البنتاجون الامريكي ]


الترتيب العالمي من حيث القوه وكفاءه المقاتلين






















1- الولايات المتحدة الامريكية 2-روسيا 3-الصين 4-بريطانيا 5-فرنسا 6-الهند 7-أسرائيل 8-كورياالشماليه 9-الباكستان 10-تركيا 12-كوريا الجنوبيه 13-مصر 14-اليابان 15-الارجنتين 16-اوكرانيا 17-البرازيل 18-هولندا 19-ايطاليا 20-الاردن 11-المانيا
والتقرير ذكر أيضا ...

وسوريا رقم 29

السعودية رقم 30
المغرب رقم 38
والجزائر 40
وليبيا 44


من حيث التمويل



3. Russia $50 billion [see Note 6]
2. China $65 billion 2004 [see Note 1]
4. France $46.5 billion 2000
5. Japan $44.7 billion FY05
6. Germany $38.8 billion 2002
7. United Kingdom $31.7 billion 2002
8. Italy $20.2 billion 2002
9. Saudi Arabia $18.3 billion FY00
10. Korea, South $16.18 billion FY04
11. Brazil $13.408 billion FY99
12. India $12,079.7 million FY01
13. Iran $9.7 billion FY00
14. Australia $9.3 billion FY01/02 est.
15. Israel $8.97 billion FY02
16. Spain $8.6 billion 2002
17. Taiwan $8,041.2 million FY01
18. Turkey $8.1 billion 2002 est.
19. Canada $7,860.5 million FY01/02
20. Netherlands $6.5 billion FY00/01 est

الترتيب العالمي من حيث العدد



3 India 1,325,000
2 USA 1,625,852
4 DPRK 1,075,000
5 Russia 960,000
6 ROK 685,000
7 Pakistan 620,000
8 Iran 540,000
9 UK 515,000
10 Turkey 515,000
11 Myanmar 490,000
12 Vietnam 485,000
13 Egypt 450,000
14 Syria 320,000
15 Thailand 315,000
16 Ukraine 295,000
17 Taiwan 290,000
18 Brazil 285,000
19 Germany 284,000
20 France 259,000

التقرير تصدره وزارة الدفاع الأمريكية كل 3 أشهر .
 
بداية التاريخ في سورية




بدأ التاريخ في سورية مع عصر السلالات السورية الأولى، واكتشاف كتابات يمكن الاعتماد عليها في تأريخ المنطقة. فلقد توسعت القرى القديمة لكي تشكل ممالك لها تقاليدها وعاداتها وعبادتها ونظامها الاجتماعي والسياسي. وفقد كشفت وثائق إيبلا المكتشفة في عامي ا 1974-1975 وهي رقم طينية، عن العلاقات الدولية وعن النظام السياسي والاقتصادي. ومن خلالها تم الاطلاع على حقيقة التوسع الذي ادعاه الملك لوغال زاغيري من مدينة "أوما" من أنه سيطر على المنطقة من البحر السفلي الخليج والبحر العلوي المتوسط. وأبانت وثائق "ماري" على الفرات وإيبلا أن "ماري" كانت تسيطر على التجارة عبر الفرات وعلى جميع المناطق الواقعة على الأنهر بل إن من ملوكها من حكم بلاد السومريين
استفاد سكان إيبلا وماري من الكتابة السومرية، وهي كتابة مسمارية رمزية تنقش على الطين، ولكنهم عنوا بالمصطلحات السومرية معانٍ وأسماء عمورية وهي لهجة عربية قديمة
كان صارغون ونارام سين حفيده من الأسماء اللامعة التي عملت على توسيع نطاق الوحدة السياسية ولو بالقوة ولقد تمكنت سلالتهم من الحكم 180سنة



في العصر السوري الوسيط أي في الألف الثاني ق.م كان شمال سورية مسرحاً للميتانيين ثم الحثييّن ، وهم من أصول غير عربية، وكانوا في نزاع مع النفوذ المصري. حتى إذا جاء تحتموس الثالث استطاع التغلب في قادش تل النبي مندو قرب حمص على الحثييّن. وجرى تقاسم النفوذ على سورية، فأصبح الشمال تحت النفوذ الميتاني والجنوب تحت النفوذ المصري، كما تمركز في الساحل السوري
ولكن الحثييّن تمكنوا من التغلب على الميتانيين واحتلوا مكانهم.فتصدى لهم المصريون الذين شنوا معركة بقيادة رمسيس الثاني في قادش ضد الحثييّن بقيادة مواتاليش



ولقد أبانت ألواح أوغاريت رأس الشمرة أن شعوب البحر المتوسط قد أتت نهائياً على نفوذ الحثييّن الذين تركوا في عين دارة اعزاز آثارهم الرائعة


وتعود حضارة أوغاريت إلى هذه الحقبة، وكانت زاهرة بفضل تجارتها الواسعة وأسطولها وبفضل الاحتكاك مع ثقافات أخرى، مصرية وحثية وايجية، ولقد اكتشفت هذه الحاضرة منذ عام 1929، كما تم اكتشاف مرفأ المينة البيضا. وفي المدينة حي سكني وقصر ملكي، وإلى الغرب معبد بل، ومنطقة تجارية وصناعية تنتج المعادن الثمينة والمنسوجات. ويعد رأس ابن هاني امتداداً لها. ونستطيع أن نضيف مدينة إيمار مسكنة إلى قائمة الحواضر التي ازدهرت في العصر السوري الوسيط، وكانت إيمار مرفأ على الفرات استطاع أن يتوسط التجارة بين ماري والساحل السوري


وفي العصر السوري الحديث، كانت السيطرة من حظ الآشوريين، ومن أشهر حواضر هذا العصر، مدينة حداتو أرسلان طاش وبارسيب تل أحمر وغوزانا تل حلف وفي هذا العصر حاول شلمناصر الثالث عام 853ق.م الاستيلاء على دمشق، فتصدى له السكان ورؤساء القبائل وكان منهم جندبو العربي، وأعادوه مخذولاً




 

المدن الأولى




تعود أولى المنشآت في ماري على الفرات، إلى 2900ق.م وكانت ماري محاطة بسور قطره 1.9كم ولم نعرف شيئاً عن مبانيها ولكن منذ 2350ق.م أعيد إنشاء المدينة وكان من أبرز منشآتها القصر الكبير وحرمه ومعابد: "عشتار" و"نيني زازا" و"عشتارات" و"شماش" وفيها عثر على عدد من التماثيل الهامة وعدد من الأختام الأسطوانية التي نقشت عليها رموز الحرب والسلام والعبادة والأساطير
كان قصر ماري أشبه بمتحف للتماثيل والرسوم الجدارية التي تمثل جنوداً وصيادين، مع مناظر القربان والتضحية للآلهة ومشاهد تتويج ملك ماري، نقل بعضها إلى اللوفر
تم اكتشاف ما يقرب من 25 ألف رقيم في مكتبة القصر في ماري، أبانت مدى ازدهار هذه الحاضرة ومدى توسع نفوذها، والحروب التي دخلتها مع جاراتها لتحقق الوحدة بزعامتها، ولقد استفادت ماري من موقعها الهام بوصفها ملتقى طرق المواصلات الكبيرة التي تصل البحر المتوسط والأناضول وغربي سورية من جهة، وسورية الوسطى والجنوبية من جهة أخرى، وكانت علاقتها التجارية تصل إلى "حاصور" في فلسطين وإلى "كريت" وقبرص و"حاتوشا" في الأناضول وإلى "دلمون البحرين على الخليج العربي. وكانت تستورد النحاس من قبرص والقصدير من شمالي إيران لصنع الأسلحة المتطورة
وهكذا اختلطت الفعاليات التجارية مع الفعاليات العسكرية لتحقيق ثروة ماري ونفوذها وتوسعها الجغرافي، وكان قصر الملك الواسع جداً مقراً للسلطة التجارية والتي تتوضح من خلال الصور الجدارية في باحة القصر، وكانت لوحات جصية ملونة تمثل تقديم القرابين للآلهة شكراً على انتصار أو تحرر، أو تمثل العبادة



الممالك الآرامية




في نهاية النصف الأول من الألف الثاني ق.م ابتدأ ظهور الآراميين في سورية ، وبعد أن تم استقرارهم انتشروا في أنحاء واسعة مشكلين ممالك متجانسة في اللغة والحضارة والعقيدة،


· مملكة فدان آرام وعاصمتها حران.
· مملكة صوبا في سهل البقاع.
· مملكة آرام النهرين بين الفرات والخابور.
· مملكة بيت بخياني وعاصمتها غوازانا تل حلف في حوض الخابور.



· مملكة بيت عديني وعاصمتها تل بارسيب تل أحمر في شمال الجزيرة.
· مملكة بيت آغوشي وعاصمتها أرباد تل رفعت وتشمل منطقة حلب.



· مملكة شمأل عند سفوح جبال الأمانوس.
· مملكة حماة.



· مملكة بيت رحوب عند مجرى الليطاني.
· مملكة آرام معكا في الجولان.



· مملكة جشور بين دمشق ونهر اليرموك.


· مملكة دمشق، وهي من أقوى الممالك.



لعل عين دارة الواقعة غربي حلب طريق اعزاز-عفرين هي من أهم المواقع الأثرية الآرامية التي تحمل آثار النزاع مع الحثيين. يتألف هذا الموقع من مرتفع هو الحي الملكي وتحته يقع الحي الشعبي، ولقد كان هذا الموقع محمياً بسور منيع مبني بالحجارة واللبن يحيط المدينة كلها وتنفتح فيه بوابات تحيط بها من الجانبين أبراج، وتقوم بوابة المدينة الرئيسية عند تمثال الأسد المكتشف هناك. ولقد سكن هذا الموقع في جميع العصور حتى عصر الحمدانيين... وهذا الموقع لم يحدد اسمه القديم بعد، ولكنه يبقى بآثاره الضخمة مرشحاً أن يكون عاصمة لمملكة آرامية وعلى هذا فإننا لا نستطيع الحديث عن أحداث عسكرية تمت فيه
ومن أهم الممالك الآرامية بيت بخياني ومملكة صوبا ومملكة دمشق. أما بيت بخياني فكانت عاصمتها غوزانا تل حلف التي اكتشفت حضارتها الغابرة في الألف الخامسة وتقع قرب "رأس العين" على الحدود التركية
"وأما صوبا ومعناها النحاس بالسريانية نحشا، فكان موضعها "عنجر" في البقاع وصلت حتى دمشق. ومملكة دمشق هي أقوى الممالك الآرامية، لعبت دوراً هاماً في عصر ملكها "ابن حدد بنهدد 879-843ق.م حيث فرضت نفوذها على البلاد المجاورة وعقدت معها أحلافاً ضد أطماع الآشوريين، واستطاع خلفه صد هجومين قاما بهما شلمناصر الثالث سنة 843ق.م و838ق.م إلى أن احتلها "تغلات بلاصر" الثالث 732ق.م بعد حصار سنتين ثم قتل ملكها رصين وقضى على الحكم الآرامي الدمشقي
 
العصر اليوناني


ابتدأ هذا العصر بعد انتصار الاسكندر في موقعة إيسوس على الفرس
كان "دارا" الثالث ملك فارس يملك قدرات واسعة، فكان عدد رجاله يفوق عدد رجال الاسكندر المكدوني وكانت أمواله في "سوسا" هائلة وجاهزة وكان قصره في "برسيوبوليس" عامراً، وكان لديه أسطول كبير يحمي شواطئ آسيا الصغرى وسورية ومصر. ولكنه لم يكن قائداً ممتازاً
أما جيش الاسكندر فكان مكوناً من 40 ألف رجل مع 12 ألف مكدوني من المشاة و7 آلاف من كورنثا و5 آلاف من المرتزقة و8 آلاف من حملة الأقواس وراشقي المقاليع. وكانوا من تراقيا أما الفرسان فقد بلغ عددهم 5 آلاف منهم 1800 من أشراف المملكة، كما كان يصحبه عدد من المهندسين المختصين بفن الحصار وكان بصحبته الفيلسوف أرسطو معلمه، أما أسطوله فكان مؤلفاً من 180 سفينة
عبر "دارا الثالث" الفرات على رأس جيشه وكان قد حضر بنفسه متحدياً الاسكندر وطموحه، وكان الاسكندر قد أخضع آسيا الصغرى
وقرب أيسوس تأخر الاسكندر في "قلقيلية" عن قتال "دارا"، وكان لهذا التأخير أثر كبير في انتصاره إذ تقدم "دارا" إلى "قرب أيسوس" وقتل المرضى والشيوخ الذين تركهم الاسكندر. ولكنه في ذلك وضع نفسه في كماشة
تقدم الاسكندر على طريقته المألوفة في تنظيم الجيش، فقد كانت فرق المشاة في الوسط والخيالة إلى اليمين ومنها هاجم الاسكندر ميسرة الجيش الفارسي، بينما تقدم المشاة ببطء، وعندما عبروا النهر ارتبك خط القتال وتعرضوا لضغط الخيالة الفرس، ولكن وحداتهم الخيالة ساعدتهم في القضاء على جناح العدو. وبعد ذلك أدار الاسكندر المعركة باتجاه المكان الذي كان فيه دارا على عربته الحربية وحوله بطانته وقواده. ورغم إصابة الاسكندر في ساقه، طارد "دارا" الذي فر مع ميسرة جيشه، مما أرعب جيشه فتقهقروا باتجاه الشمال
كان "دارا" مذعوراً حتى أنه نسي أمه وزوجه فكانتا معه في معسكره في أيسوس. وحينما وصل إلى جبال الأمانوس ترك وراءه عربته ودرعه ورداءه الملكي وامتطى فرساً لينجو بحياته. وعندما احتل الاسكندر معسكر "دارا" وكانت معه هذه الغنائم، اعتقد نساء "دارا" وأهله أنه مات
ولكن الاسكندر أحسن معاملتهم وطمأنهم على سلامته، وعاد "دارا" إلى بلاده وكتب إلى الاسكندر طالباً استرداد أهله وعقد معاهدة معه. ولكن الاسكندر وعده بإعادة نسائه، ولكنه طلب إليه الاعتراف بسيادته على جميع أرجاء المنطقة
وكان انتصار الاسكندر في أيسوس قد فتح له الباب لاجتياح سورية ومصر، فلم يجد مقاومة كبيرة إذ كانت مدن الساحل السوري مفككة، لقد استسلمت جبيل بيبلوس التي حلت مكان صيدا وأرواد للاسكندر حتى أن ملك صور أمر بنحت تابوت الاسكندر وعلى جداره نقش معركة أيسوس، وقد صور الاسكندر وعلى رأسه غطاء من جلد الأسد والتف حوله الجند. وفي الوجه الآخر من التابوت صور الاسكندر مشتركاً في صيد السباع والوعول. وقد عثر على هذا التابوت العالم "مونته" وهو محفوظ في متحف استانبول
ومن دمشق حصل الاسكندر على كنوز "دارا" التي كان قد أودعها هناك خوفاً عليها من الضياع أثناء عبوره ممرات الأمانوس
كان حصار صور صعباً تطلب حيلاً هندسية وكان لسقوط هذه المدينة أثره في الاستيلاء على كامل سورية ومصر بعد استيلائه على دمشق وغزة. ثم توجه إلى بابل وفي عام 331ق.م جابه "دارا" وجيشه في معركة ضخمة، انتصر فيها الاسكندر و دخل بابل وأعاد إليها استقرارها بسرعة، لكي يتابع فتحه ملاحقاً "دارا" في "أكبادانا" عاصمة "ميديا"، ولكن "دارا" هرب إلى "بلخ" حيث قتله حاكمها (بلخ) حماية لما بقي من بلاد الأخمنيين. ثم عثر الاسكندر على الجثة فدفنها "رسمياً في "برسيوبوليس
تابع الاسكندر فتحه الهند، وعند عودته إلى بابل عام 323 توفي وهو في الثانية والثلاثين من عمره
بعد موت الاسكندر المكدوني في سنة 323ق.م اقتسم كبار الضباط التابعين له الممالك الواسعة التي استولى عليها الاسكندر، فكان نصيب "انتيغون" مكدونيا وآسيا الصغرى، وكان نصيب "بطليموس" مصر وفلسطين، وكان نصيب "سليقوس نيكاتور" سورية وبابل وفارس، وفي المنطقة الواقعة عند مصب العاصي أنشأ "انتيغون" مدينة الاسكندرونة أطلق عليها اسم الاسكندر سنة 317ق.م، وتقع بين العاصي ومخرج بحيرة أنطاكية، ثم قام "سليقوس نيكاتور" باحتلال هذه المدينة سنة 301، وأقام مدينة أطلق عيلها اسم "أنطاكية"، نسبةً إلى اسم أبيه "أنطوخيوس"، كما أنشأ مدينة أخرى باسم أمه "لاثوديسيا" لاذقية ثم أنشأ "مدينة أفاميا باسم زوجته "أباميا
واهتم "سليقوس" بمدينة أنطاكية فنقل إليها أنقاض مدينة "انتغونا" التي هدمها وشجّع الناس على سكن أنطاكية بأن منحهم حقوق اليونانيين وامتيازاتهم فازدهرت وصارت عروس الشرق وعاصمة الممالك السلوقية الممتدة من البحر المتوسط إلى حدود الهند
كان عصر هذا الملك مزدهراً وقوياً، فقد استعان بأفيال الهند في حروبه وخاصة عندما حاول الاستيلاء على مصر من بطليموس. ودخل بلاد الشام من الجنوب ولكنه فوجئ بتدخل الرومان الذين نازلوه. وابتدأ حكمهم في سورية
تعاقب على سورية في عصر السلوقيين 18 ملكاً كانوا في صراع مستمر مع البطالمة، ولقد أطلق المؤرخون الإغريق على هذه الحروب اسم الحروب السورية التي انتهت بسيطرة البطالمة على دمشق 276ق.م وعلى أنطاكية 246ق.م. وفي عام 150ق.م كان في سورية ممالك عربية تحاول التحرر والاستقلال كمملكة الأباجرة في "الرها" أديسا وإمارة أذينة في تدمر وإمارة شمسيغرام في حمص والرستن وإمارة الأيتوريين في البقاع عنجر. ودولة الأنباط الذين دخلوا دمشق عام 85ق.م. زمن الحارث الثالث. وهكذا أصبح السلوقيون في مأزق حتى انتهى عصرهم على يد الرومان

 
الهكسوس وانتقال النظام العموري من سورية إلى مصر



لعل الظروف الحربية القاسية في البلاد العمورية وبخاصة في إيبلا، كانت السبب في نزوح السكان إلى مصر على موجات متتالية، وكان العموريون يحتلون بعض المواقع مثل "قطنة" المشرفة شمال حمص، وكانت عاصمتهم "شكيم" نابلس و"أريحا" تل السلطان حتى استقر بهم الأمر في سيناء ومنها ساروا إلى مصر حيث تمكنوا من الاستيلاء على الحكم خلال 1785ق.م-1580ق.م. وكان المصريون يطلقون عليهم اسم "مينوساتي" أي رعاة آسيا، وأطلق عليهم اليونان فيما بعد اسم "الهكسوس" أي الملوك الرعاة، وجرى على هذا الاسم المؤرخون
"كان "الهكسوس" محاربين أشداء وكانت مواقعهم في سورية محصنة ومسورة ومحاطة بخنادق المياه. وفي مصر أقام زعيمهم "سلاطيس" أولا في "ممف وفرض الجزية على مصر العليا والسفلى، وأقام فيها المعاقل لصد الآشوريين عن وادي النيل، ثم بنى مدينة "أوراس" في ولاية "حمان" وحصنها بالأبراج والقلاع والأسوار وأكثر من حاميتها التي بلغ عددها 240ألف مقاتل. وكان "سلاطيس" يأتي إليها صيفاً لجمع الحنطة ودفع رواتب الجند والإشراف على تنظيم الجيش وتدريبه لحماية سلطانه على مصر. وكان "الهكسوس" قد أدخلوا إلى مصر استعمال الخيل والعربات الحربية التي تجرها الخيول، مما ساعدهم على الفتح والاحتلال وفرض القوة والهيبة على المصريين الذين لم يألفوا هذا النوع من العتاد والسلاح، كالسيف المقوس المصنوع من الحديد والقوس المركب، كما أدخلوا تحسينات هامة في صناعة المعدن
وكان اسم الإله "إيل" شائعاً عند "الهكسوس"، ولكنهم لم يفرضوه على المصريين، إلا أن العقيدة بالإله الواحد قد تسربت عنهم إلى المصريين، فكانت ثورة "أخناتون" التي جعلت "آتون" الإله الذي وراء الشمس وصانعها عوضاً عن "أمون" إله الشمس فقط
وفي عام 1580ق.م استطاع الفرعون "أحمس الأول" أن يقضي على سلطان "الهكسوس" وينتهي حكمهم في مصر



روما و سورية


كانت روما مدينة محدودة الإمكانيات تتطلع إلى استجداء الشرق أو اغتنام ما تستطيع لدعمها. ودخلت إلى الشرق عن طريق البطالمة في مصر الذين استنجدوا بالمرتزقة في حربهم ضد السلوقيين في سورية، وكان من قادة الرومان "بومبيه" الذي استولى على سورية في عام 64ق.م .ووضع حدا لسيطرة "تيجران الأرمني". مما أثار حفيظة زميله قيصر الذي قاتله فهرب منه إلى مصر حيث قتله أتباع قيصر، الذي دخل إلى مصر حليفاً وتزوج من كليوباترا أخت الملك المصري، واتفق مع البطالمة على تجهيز حملة للتوسع في الشرق حيث الحكم السلوقي. وقتل قيصر بخيانة "بروتوس" وأصبح "أكتافيوس" مسيطراً على مصر ولم تكن سلطة الرومان على سورية شديدة الاستقرار، فلقد كان الضغط الفارسي متزايداً مما دفع الرومان لتعيين قائد سوري "أفيديوس كاسيوس"، كي يدافع "عن بلاده ضد الفرس، بل قام باقتحام "طيسفون" و"سلوقية
واكتسبت سورية طابعاً استقلالياً تقريباً في عصر أسرة "سيفيروس" السورية التي اعتلت سلطة الإمبراطورية 211-235م وجاء بعدها فيليب العربي وكان لهؤلاء الأباطرة دور في حماية وجود الإمبراطورية الرومانية أمام الخطر الفارسي
يقوم العرب التدمريون بنصرة الإمبراطور "فاليريان" ومحاولة إنقاذه من الأسر الفارسي في عصر ملك تدمر أذينة، الذي هزم الفرس الساسانيين وهدد عاصمتهم
كانت سورية في العصر الروماني مجزأة إلى ولايات. وكانت تدمر حاضرة مستقلة واسعة عملت على توسيع حدودها حتى وصلت إلى الأناضول وإلى الاسكندرية
ولقد حاولت بعض الولايات الاستقلال، ولكنها بقيت تدين بالولاء إلى روما. وفي بداية القرن الثاني الميلادي أصبحت سورية أكثر ازدهاراً بفضل التنظيمات الإدارية والتطور الاقتصادي، نرى آثاره في منطقة الكتلة الكلسية حيث ازدهرت زراعة الزيتون الوافرة، ونراه في تدمر التي كانت مركز التبادلات التجارية مع المدن المجاورة، بل مركزاً هاماً على طريق الحرير الواصل من الشرق الأقصى إلى البحر المتوسط والغرب
وفي بداية القرن الثالث لعبت سورية دوراً هاماً في سياسية روما، عندما حكمت روما الأسرة السورية من حمص ثم حكم فيليب العربي من شهبا 242-249م
وعلى الرغم من قضاء "أورليان" على نفوذ تدمر، عام 272م فإن سورية عادت إلى الاستقرار بظل الرومان، وكانت الإصلاحات التي تمت في القرن الثالث وبداية القرن الرابع قد وطدت الإدارة السياسية والنشاط الثقافي فيها والإعمار الذي حمل طابع الأسلوب الإغريقي الروماني. ويجب أن نذكر بكثير من الاعتزاز نبوغ المعماريين السوريين في إقامة المنشآت السورية، بل لقد امتد نشاطهم إلى روما وأوربا. وكان أبو للودور الدمشقي أشهر معمار ترك آثاراً معمارية هامة مازالت ماثلة حتى الآن
وفي مجال التصوير والنحت فإن جميع الشواهد التي عثر عليها في تدمر، ومنبج وحوران وفي الساحل، هي من صنع الفنانين السوريين الذين كرروا التماثيل القديمة وابتكروا بطابع محلي صرف تماثيل تحمل الطابع السوري المتميز، ولعل تدمر شاهد قوي على الهوية الفنية السورية الصرفة. وفي مجال الفسيفساء فإن الشواهد الرائعة التي عثر عليها في جميع أنحاء سورية والمحفوظة في متحف دمشق ومتحف السويداء ومتحف أفاميا ومتحف المعرة، تجعل من سورية أكبر مركز على البحر المتوسط لابتكار وتنفيذ الفسيفساء الذي بقي مزدهرا في العصر البيزنطي وبداية العصر الإسلامي
وتأكد هذا التأثير عندما استلمت أسرة سورية زمام الحكم في روما وهي عائلة "سيفيروس"، التي حكمت الإمبراطورية من عام 211-235م

في نهاية الحكم الروماني على سورية انقسمت الإمبراطورية إلى قسمين، شرقي وعاصمته القسطنطينية، وغربي وبقيت عاصمته روما. وفي 323م نشب قتال بين الفريقين بقيادة قسطنطين وليكينيوس، وانتصر الأول الذي أعلن تسامحه الديني وبالتالي تبنيه للمسيحية بعد الاضطهاد الذي كانت تلقاه في العصور المتقدمة. وهكذا انتشرت المسيحية علانية وبقوة السلطة، وانتقل الناس في الإمبراطورية الرومانية الجديدة من الوثنية إلى المسيحية، وفي سورية كان ثمة ديانتان أساسيتان، الوثنية الرومانية والوثنية الآرامية، وكان الغساسنة والمناذرة العرب قد اعتنقوا المسيحية ولعبوا دوراً هاماً في السياسة الدولية بين فارس والبيزنطيين بعد الرومان
اصبحت المسيحية ديناً معترفاً به من قبل الإمبراطور تيودوسيوس سنة 392م وأصبحت بيزانتيوم عاصمة المسيحية يحكمها ابنه أركاديوس وأطلق عليها اسم القسطنطينية تكريماً لاسم الإمبراطور قسطنطين 306-337 الذي أعلن مرسوم ميلانو أقر به حرية الاعتقاد
وفي عصر "جوستنيان" 527-565م انتشر مذهب اليعاقبة مذهب الراهب يعقوب البرادعي وكانت تيودورا السورية المولودة في منبج زعيمة هذا المذهب الذي انتشر بين السوريين والغساسنة على عكس المذهب الأرثذوكسي وهو مذهب القسطنطينية
منذ عام 392م كانت سورية جغرافياً تدخل في نطاق الإمبراطورية البيزنطية، ولكن تعدد المذاهب المسيحية فيها أدى إلى كثير من المنازعات. ومن جهة أخرى فإن الحروب التي كانت تجري بين بيزنطة والساسانيين، كانت سورية أحياناً مسرحاً لها، وكان الغساسنة يشاركون بيزنطة بعد أن كانوا حلفاء روما بينما كان المناذرة في الحيرة يشاركون الفرس. مما دفع جوستنيان إلى عقد الصلح مع الفرس سنة 532م ولكن "كسرى انوشران" اجتاح سورية واسقط عاصمتها أنطاكية ونهبها ثم عقدت بيزنطة صلحاً آخر مع الفرس سنة 562م على أن تدفع بيزنطة جزية إلى الفرس
وفي عام 603م قام الإمبراطور "فوكاس" بالهجوم على الملك الفارسي كسرى الثاني وجيشه في سورية. ثم جاء كسرى الثاني 612م فاستولى عليها حتى وصل إلى القدس فنهبها وأخذ الصليب المقدس، ثم دخل مصر. وبدءاً من 622م يقوم الإمبراطور هرقل هيراكليوس بشن حرب ضارية ضد سيطرة الفرس على سورية فيسحق الجيش الفارسي ويستولي على الولايات الشرقية
خلال هذه الحروب المتبادلة دفعت سورية ثمناً باهظاً ، وكان الشعب السوري من مسيحيين ووثنيين يعمل على التخلص من نير هذه الحرب الدامية بين محتلين عدوين، حتى إذا جاء الفتح العربي كانوا من أنصاره والمتحمسين له خلاصا من البيزنطيين
ولعل أسوار الرصافة دليل على حرص الحواضر المسيحية البيزنطية من عدوان الفرس
وما المدن البائدة من البارة في إدلب حتى تركيا إلا الدليل على الحملات الفارسية 520-532. إلا أن الزلازل الشديدة 582-562 ثم حرب هرقل كان سبباً آخر وفي عام 636 فتح العرب البلاد وانهزم هرقل وابتدأ العرب بتهديد الوجود البيزنطي منذ عصر معاوية وابنه يزيد

 
الفتح الإسلامي


بعد إعلان دولة الإسلام وعودة الرسول ( إلى مكة، كانت بلاد الشام جزءاً من إمبراطورية الروم البيزنطية وكان إمبراطورها هرقل قد وحّد بلاده ووطد أركانها. وابتدأ الرسول في العام الثامن للهجرة بحملات خفيفة على الروم، وفي العام التاسع للهجرة 630م قاد الرسول معركة تبوك التي حققت توسعاً. وبعد وفاة الرسول انتصر المسلمون على بطريق فلسطين فارتد الروم إلى غزة. وبعد وفاة الرسول وبينما كان خالد بن الوليد يقاتل في العراق، جاء أمر أبي بكر الصديق بالاتجاه إلى الشام بعد أن كانت الحيرة قد سلمت لخالد
قطع خالد البادية بسرعة في عام 13هـ ثم ظهر فجأة في مؤخرة الروم في مرج راهط وأغار على غسان في بصرى وفيها التقى مع باقي الجنود المسلمين فنصبوه قائداً عليهم، وكان أول انتصار له هو في فحل وهو حصن يسيطر على معبر الأردن، مما مهد له الاتجاه نحو دمشق حيث لقى الروم في مرج الصفر فانتصر عليهم، ومضى إلى دمشق فاستسلمت في 14 هـ بعد حصار دام ستة شهور
وعندما تصدى الروم لخالد أسرع للجلاء عن دمشق وحمص كي يمضي إلى وادي اليرموك بعيداً عن المدن، كي يقارع خصمه ضمن خطة محكمة، وكانت المعركة الفاصلة في عام15هـ/ 636م/ فانتصر خالد وجيشه على تيودوس أخي هرقل ولم يسلم من جيشه إلا القليل
وبفتح دمشق سقطت جميع البلاد الشامية حتى جبال طوروس. وكان السوريون أهل البلاد يقفون دعماً للعرب الفاتحين من أبناء عمومتهم، "فكان الفتح يسيراً" كما يقول البلاذري. وعندما تم فتح القدس، قدم عمر بن الخطاب إلى الجابية كي يشارك أبا عبيدة ابن الجراح في دخول المدينة المقدسة

بعد فتح سورية من قبل خالد بن الوليد وأبي عبيدة الجراح و من قبل قادة آخرين، كان لابد من وضع أسس لنظام الحكم في هذه المنطقة العربية التي كانت تحت الحكم الرومي الذي كان في أوج قوته وانتشاره
قسمت الشام إلى أربعة أجناد أقاليم، جند دمشق، وجند الأردن وجند فلسطين، وجند قنسرين في الشمال. وكان انتصار المسلمين قد أكسب بلاد الشام سمعة عالمية، مما جعلها حاضرة الإسلام، منها انطلقت الجيوش العربية إلى الشرق والغرب فاتحة وناشرة الإسلام. ولم يمض قرن واحد على وفاة الرسول حتى استطاع العرب بجنود أهل الشام، من التغلب على إسبانيا الأوربية
لقد عين عمر يزيد بن أبي سفيان واليا على الشام، ولم يلبث حتى خلفه أخوه معاوية أميراً لعشرين سنة، ثم أصبح أول خليفة أموي لعشرين سنة أخرى مؤسساً حكماً وراثياً استمر من عام 661-750م وكانت دمشق عاصمة عالم عربي إسلامي واسع الأرجاء في عصر المروانيين من بني أمية، وأنهي عصر الأمويين على يد العباسيين، ولكنه لم ينقطع في الأندلس بعد انتقال عبد الرحمن الداخل إليها
كان معاوية داهية العرب قد استطاع أن يستميل أهل الشام، فعاضدوه في إدارة الخلافة. وكان عليه أن يسيطر على أحزاب المعارضة، وأن يتوجه إلى خصمه الأكبر الروم، حيث أرسل إليهم ابنه يزيد فحاصر عاصمتهم القسطنطينية، ولقد أنشأ معاوية أسطولاً قاده أهل الشام من عكا وصور. وكانت معركة ذات الصواري مع الروم في عام 655م انتصاراً بحرياً خارقاً بل كانت يرموكاً ثانياً على الروم

طور معاوية جهازاً إدارياً منظماً جعل مقره حول المسجد، وكان معبداً رومانياً هو معبد جوبيتر أقام المسيحيون صلاتهم في هيكله الناوس، بينما صلى هو في زاوية فنائه قرب قصر الخضراء حيث كان يقيم. وكان أول ديوان أنشأه هو ديوان الخاتم الغربي يتولى المراسلات، كما اهتم بديوان البريد. وكانت زوجه ميسون عربية سورية. وكان معاوية حليماً إذ كان يقول: "لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت إذا مدوها خليتها وإذا خلّوها مددتها"
استمرت الدولة الأموية حتى عام 750 ووصلت الشام أوج ازدهارها في عصر المروانيين عبد الملك بن مروان وولديه الوليد وهشام. وفي عصرهم كانت الشام حاضرة أكبر دولة في ذلك التاريخ، امتدت من شواطئ المحيط الأطلسي إلى نهر الأندس وتخوم الصين من الشرق
وفي عصرهم نقلت الدواوين إلى العربية وتسلمها العرب أنفسهم، وضربت النقود العربية الصرفة وطورت دواوين راسخة للبريد. وشيدت المباني التي مازالت قائمة حتى اليوم

في عصر عبد الملك بن مروان اكتملت عمليات تعريب الدواوين والنقد فلقد كانت الدواوين والسجلات تدون باللغات اليونانية والفارسية أو بالقبطية والسريانية بحسب المناطق التي انتشر فيها الإسلام في ذلك العصر. وفي عام 700م أمر عبد الملك بنقل الدواوين إلى العربية وكان "سرجون بن منصور" يدونها بالرومية وانتشرت عمليات التعريب، حتى أصبحت عربية جميع دواوين الخراج في الدولة العربية
وكانت النقود المستعملة فارسية ورومية وهي النقود الشائعة وأهمها الدينار الذهبي البيزنطي والدرهم الفضي الساساني. ثم ضرب عمر بن الخطاب الفلوس على الطراز الهرقلي وسجل اسمه عليها بحروف عربية. ثم ضربت نقود عليها عبارات إسلامية الحمدلة والبسملة مع رموز فارسية أو بيزنطية، وبعد مراحل تطورية قام عبد الملك منذ عام 73ه/692م وحتى عام 77هـ/696م بإصدار الدنانير العربية، منها دينار يعود إلى عام 74ه عليه صورته شاهراً سيفه من غمده وقد أعلن عبد الملك ضرورة استعمال النقود الإسلامية تحت طائلة الموت. وسار الأمويون على سك النقود حتى نهاية حكمهم. وكان عمر بن عبد العزيز الذي أصبح خليفة بعد سليمان بن عبد الملك قد حقق كثيراً من الإصلاحات الجريئة حتى ولو كانت ضد مصالح الأسرة الأموية

انتهت الدولة الأموية بعد معركة الزاب والقضاء على آخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد، وقد فتح العباسيون دمشق على يد عبد الله بن علي الذي أصبح والياً على الشام من قبل أبي العباس ابن أخيه. واستمرت الدولة العباسية مستغلة الخلافات القبلية التي كانت الشام مسرحاً لها. واستاء أهل الشام من سوء حكم العباسيين الذين ابتدأوا بالاعتماد على حاشية من الفرس أو الترك، مما مهّد إلى توسع نفوذ هؤلاء الدخلاء، فأقاموا حكماً مستقلاً في مصر بزعامة الطولونيين 870م ثم ظهرت الدولة الإخشيدية في مصر أيضاً، بينما كانت الدولة الحمدانية العربية في شمالي بلاد الشام 947هـ/1002م. وكان بين الدولتين نزاع، خمد بعد ظهور الفاطميين الذين أعلنوا خلافة في مصر امتدت إلى الشام والمغرب واليمن
وإذا أهملت دمشق في عصر العباسيين فإن بعضاً من خلفاء العباسيين كالرشيد والمأمون كانوا يختلفون إليها، كما يذكر ابن عساكر، طلباً للصحة وحسن المنظر. فقد أقام بها المأمون وأجرى إليها قناة من نهر منين إلى معسكره بدير مران، وبنى القبة التي في أعلى الجبل وصيرها مرقباً يوقد في أعلاها النار لكي ينظر إلى ما في عسكره. وصارت هذه القباب بعد ذلك للإعلام عن تحركات العدو، وأقام أيضاً مرصداً فلكياً في الجبل.
ومن أهم القصور القديمة القصر الذي بناه المأمون بين دمشق وداريا، ولا يعرف اليوم محله، وفيه نزل المتوكل العباسي لما نقل دواوين الخلافة من بغداد إلى دمشق. وكان المأمون معجباً بما ترك الأمويون من الآثار ولاسيما جامعهم. وجعل يطوف على قصور بني أمية ويتتبع آثارهم، "فدخل صحناً من صحونهم فإذا هو مفروش بالرخام الأخضر كله، وفيه بركة يدخلها الماء ويخرج منها من عين تصب إليها، وفي البركة سمك، وبين يديها بستان على أربعة زواياه سروات، كأنها "قصت بمقراض من التفافها
لم تكن بلاد الشام في العصر العباسي موضع اهتمام واضح وإن كان هارون الرشيد قد أقام في الرقة منشآت مازالت آثارها ظاهرة
وتعاقب على بلاد الشام ظهور عدد من الدول المستقلة كانت سبباً في تفكك عرى الوحدة والنظام، وفي انشغالها بالفتن الداخلية وبالخصومات

وفي شمالي سورية كانت الدولة الحمدانية في حلب 947-1002م، والحمدانيون عرب من قبيلة تغلب. وكان الأمير الحمداني سيف الدولة أمير نصيبين ثم تطلع لحكم حلب عام 944م، فاستولى عليها وأنشأ فيها بلاطاً استدعى إليه كبار الشعراء مثل أبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني، وبعد وفاته لم يستقر الحكم طويلاً وانتهى عصر الحمدانيين، وبدأ حكم المرداسيين في عام 1020م واستمر حتى عام 1080م وكان صالح بن مرداس من الرحبة قد استولى على حلب ومن أولاده ثمال بن صالح الذي أقام في قلعة حلب بعد أن شيد فيها قاعات حديثة
وفي عصر الحمدانيين، ظهر في مصر الفاطميون قادمين من تونس 968م بقيادة جوهر الصقلي وأسسوا فيها مدينة القاهرة المعزيّة. وكانت دمشق تعاني من ثورات داخلية، فاستطاع الفاطميون ضمها إليهم، ولكن حكمهم لم يستمر طويلاً 973-1166م
في عام 1071م حاول السلطان السلجوقي التركي الب أرسلان احتلال مدينة حلب عبثاً، فلقد صده المرداسيون، ولكن أتسز بن أوق، دخل دمشق بعدمامنحها الأمان 1076م وهكذا بدأ حكم السلاجقة في جنوبي البلاد
ثم استولى ملك شاه على حلب عام 1086م. وكان بنو منقذ في شيزر وحماة قد لعبوا دوراً هاماً في ذلك التاريخ

بعد وفاة نور الدين ظهر اضطراب في السلطة، مما دفع صلاح الدين لاستلام زمام الأمور معلناً ظهور الدولة الأيوبية التي شملت مصر وسورية. وكان مقر صلاح الدين في دمشق القريبة من قلاع الصليبيين، الذين انهزموا أمامه في موقعة حطين الظافرة في 4تموز 1187م، وأصبحت مدينة القدس سهلة عليه بعد أن حرر عكا والساحل، ولقد ناصره جميع الأهالي لمبادئه وأخلاقه. وقام برفع مستوى الجيش براً وبحراً، وبالاهتمام بالعلوم وتحصين المدن وترميم القلاع
توفي صلاح الدين مبكراً في عام 1193م وكان موته خسارة للعرب والمسلمين. ودفن في دمشق في المدرسة العزيزية التي أنشأها ابنه شمالي جدار الجامع الأموي

وبعد وفاة صلاح الدين تولى الحكم أخوه الملك العادل الذي تابع رسالة صلاح الدين العسكرية، واهتم بإنشاء القلاع في دمشق وبصرى، وكان من أعقابه الملك الصالح نجم الدين في مصر الذي توفي بعد معركة المنصورة. وفيها تم أسر ملك فرنسا لويس التاسع القديس 1250م. وكانت شجر الدر زوج نجم الدين تدير البلاد بعد موت زوجها مستعينة بالمماليك أمثالها، والذين اغتالوا توران شاه ابن نجم الدين، وأصبح أحد المماليك عز الدين أيبك الذي تزوج الأرملة شجر الدر أول سلطان مملوكي وارثاً الدولة الأيوبية
تمكن نور الدين الذي خلف والده في حلب من تأسيس إمارة ضمت حمص والرحبة، وكان عليه أن يتصدى لمشاكل داخلية وتحريرية
وفي عام 1154م استطاع نور الدين من إنهاء حكم السلاجقة في دمشق واتخذها عاصمة له. وكان أبوه عماد الدين قد حرر الرها عام 1144م من الصليبيين فاتحاً بداية التحرير
وفي عام 1169م أوفد نور الدين،القائد أسد الدين شيركوه وبرفقته ابن أخيه صلاح الدين ابن أيوب إلى القاهرة الفاطمية، وفيها اصبح صلاح الدين وزيراً للفاطميين ونائباً عن نور الدين. ولقد استطاع أن ينهي الخلافة الفاطمية في عام 1171م معلناً ولاءه للخلافة العباسية
توفي نور الدين في دمشق سنة 569هـ/1174م ودفن في المدرسة التي أنشأها. وكان عصره، عصر نضال وإنشاء

مرَّ الحكم المملوكي في مرحلتين، مرحلة التركية، ثم مرحلة الأسرة الشركسية. وكان عليهم أن يواجهوا المغول الذين زحفوا على بلاد الشام ووصلوا إلى فلسطين. فقام السلطان قطز وبيبرس بالتصدي لهم في عين جالوت التي حقق فيها المماليك ظفراً على جيوش المغول الذين عادوا مقهورين. وهكذا تابع الملك الظاهر بيبرس الامتداد إلى بلاد الشام كي يعلن قيام دولة المماليك في مصر والشام. ومع أن القاهرة كانت العاصمة، إلا أن الملك الظاهر جعل دمشق منطلقاً له لمتابعة تحرير البلاد من الصليبيين، فحرر قيسارية واسترد أرسوف واتخذ من صفد قاعدة لمواجهة عكا المنيعة، ثم حرر يافا والشقيف كما حرر قلعة الحصن. وتوفي في دمشق عام 1277 ودفن في المدرسة الظاهرية
في عام 1289م قام السلطان قلاوون بتحرير طرابلس وهي المملكة الصليبية الرابعة، ولم يبق للفرنجة إلا عكا التي كانت تعاني فوضى وفساداً. وبعد وفاة قلاوون عام 1291م قام ابنه الأشرف خليل بتحرير عكا، ومضى الفرنجة إلى قبرص هاربين وتبعهم فرنجة القلاع الأخرى، عتليت وصيدا وصور وبيروت، وبذلك ينتهي الوجود الصليبي في بلاد الشام بعد أن استمر قرابة القرنين
لم تكن سورية في عصر المماليك مستقرة، فالحروب مع الفرنجة والمغول كانت شاغل السلطة والناس. ولأن المماليك كانوا من غير العرب، تركوا رجال الدين العرب كي يكونوا قوة وسيطة لتنفيذ سياستهم، ولذلك ازداد عدد المعاهد والمدارس وازدادت المشيدات المعمارية. ولكن أصحاب السلطة في القلعة والحجاب كانوا في صراع واغتيالات وتمرد، مما أورث اضطراباً مستمراً. وبقيت الأمور على هذه الحال حتى انتصار جيش الدولة العثمانية عام 1516م بقيادة سليم الأول في معركة مرج دابق شمالي حلب

 
الحروب ضد الفرنجة و المغول


كانت غزوات المغول على سورية متلاحقة، من أبرزها حملة هولاكو على بغداد 1258 فقتل الخليفة السمعتصم وأنهى الخلافة العباسية وأحرق بغداد. ثم يقوم هولاكو بحملة فتاكة عام 1260م فيجتاح سورية وعندما وصل إلى فلسطين تصدى له المماليك وعلى رأسهم قطز وبيبرس، وكانت موقعة عين جالوت الظافرة التي ردت المغول على أعقابهم. وفي سنة 1401 استباح تيمورلنك مدينة حلب وبنى من رؤوس القتلى تلالاً وهدم ما فيها من مساجد ومدارس ثم سار إلى حماه وحمص ووصل دمشق فحاصرها شهراً ثم أحرق عمارتها وقتل أبناءها، ولم تفد وساطة ابن خلدون. وعاد إلى بغداد لكي يكرر جرائمه فيها
وفي الوقت نفسه كانت التجريدات الصليبية قد بلغت سبعاً أو تسعاً ولكنها كانت متلاحقة واستمر وجود الصليبيين في بلاد الشام 1098-1291 قرنين تقريباً أقاموا في قلاع أنشأوها في الساحل السوري خاصة، ومازالت قائمة أو بعض آثارها، وكانت أنطاكية وعكا والقدس من أهم المدن التي استولوا عليها، وفشلوا في احتلال مدن الداخل مثل حلب ودمشق، فيما عدا الرها وكانت أول مدينة احتلت، وأول مدينة حررها عماد الدين زنكي عام 1144م
معركة حطين: كانت هذه المعركة بداية نهاية الصليبين وفيما يلي وصفها
تلقى صلاح الدين من عيونه نبأ تحرك القوات الصليبية ضده، كما أُعلم بالطريق الذي سيسلكونه في مسيرهم إليه، فاطمأن إلى نجاح خطته في استدراج الجيش الصليبي، فترك قوة صغيرة تحاصر طبرية، وانسحب مع جيشه الرئيسي ليعسكر في التلال الواقعة غربي المدينة حيث تقع قرية حطين ذات الماء والمرعى، وكان يعلو تل حطين قمتان بارتفاع مائة قدم تقريباً، مما دعا العرب إلى تسميتها قرون حطين. وتعود أهمية هذا الموقع إلى أنه يقع عند بداية انحدار الطريق الذي سلكه الصليبيون إلى بحيرة طبرية. وقد أراد صلاح الدين بذلك إحكام تطويق العدو المتقدم بهذا الاتجاه
لم يستطع الصليبيون الوصول إلى الماء. وكان حصار صلاح الدين لهم قوياً، وأضاف بإشعال النار في الأعشاب والأشواك، ليزيد حرهم حراً، وليضيق أنفاسهم بالدخان. كما نهض المسلمون كالرجل الواحد يرشقون الصليبيين المحاصرين بسهامهم، فزاد وضعهم حرجاً، وفرّ منهم باتجاه مدينة صور، وعلى رأس هؤلاء "ريموند الثالث"، حيث أفسح له المسلمون الانسحاب عبر صفوفهم، وانسحب بقية الصليبيين صاعدين المرتفع في حالة سيئة من العطش والحر والدخان، فزحف المسلمون إليهم وحاصروهم في القمة حيث استسلم القادة بمن فيهم ملكهم غي دي لوسينيان وكذلك أرناط وغيره وعدد كبير من البارونات والفرسان والدوايّة والاسبتارية. وكان ذلك في 24 ربيع الآخر سنة 583ه/4 تموز 1187م

أمر صلاح الدين بإقامة سرادقه، حيث نزل فيه فصلى صلاة الشكر، ثم طلب إحضار قادة الصليبيين ومقدميهم. ولم يكن بنية صلاح الدين قتلهم عدا أرناط الطائش، ولذلك فإنه بادر بإعطاء ملك بيت المقدس ماء ليشرب بعد أن أهلكه العطش، ورفض أن يفعل ذلك مع أرناط، واعترض على ملك بيت المقدس الذي أراد سقيه لنية في نفسه. ثم نهض صلاح الدين بتذكير أرناط بجرائمه وخيانته، تلك الجرائم التي يستحق القتل على كل منها. وطمأن بقية الملوك والأمراء على حياتهم، وقام برعايتهم ورعاية أسرهم، ونقلهم إلى قلعة دمشق حيث جرى الاحتياط عليهم
كانت حطين من أكبر الكوارث التي حلت بالصليبيين. فقد تمكن المسلمون من تحطيم قوتهم الضاربة، حتى قال فيها ابن الأثير: "من شاهد القتلى قال ما هناك أسير ومن شاهد الأسرى قال ما هناك قتيل

موقعة عين جالوت
قام السلطان قطز بجمع صفوف العرب في الشام ومصر للتصدي للخطر المغولي الذي لم تستطع قوة في الشرق الأدنى الصمود أمامه، وبعد أن تلقى تهديداً من هولاكو استخف به وأعد العدة لمجابهته، أوفد بيبرس على رأس جيش إلى غزة فاحتلها، فعاد هولاكو وترك نائبه كتبغا لكي يجابه قطز في عين جالوت سنة 1260م، وهو يصيح "وا إسلاماه" فقتل كتبغا وكثيراً من رجاله وولى من نجا من المغول الأدبار. ومما ساعد على الانتصار تعصر الصليبيين بالوقوف على الحياد وكان بيبرس قد مضى بجيشه لفتح حلب
وتعد هذه الموقعة من المواقع الفاصلة في التاريخ، فلقد حالت دون وصول المغول إلى مصر وكانت السبب في توحيد مصر وسورية، وأظهرت المماليك على أنهم حماة العرب والإسلام. وجعلت من مصر عاصمة قوية، كما جعلت من دمشق مركز الانطلاق الجنوبي لتحرير البلاد من الصليبيين وصد المغول. ولقد أنقذت موقعة عين جالوت الغرب من زحف المغول

الملك الظاهر بيبرس
استلم بيبرس الحكم بعد مقتل قطز وأصبح يحمل لقب الملك الظاهر، وأخذ يعيد تنظيم الإدارة في مصر ويتقرب من الناس، ويعد العدة لمتابعة الجهاد ضد الفرنجة في بلاد الشام، وكان عليه أن يدعم سلطانه باعتراف خليفة المسلمين العباسي على الرغم من سقوط هذه الخلافة على يد المغول سنة 1258م فاستدعى أحد ورثة الخلافة وهو أحمد بن الظاهر ابن الناصر العباسي، فأحسن استقباله وجعل له مجلساً في القلعة أثبت فيه حقه بالخلافة، ولقبه بالمستنصر بالله، وجعل مقر الخلافة في القاهرة
وقام الخليفة الجديد بتقليد بيبرس السلطنة رسمياً. ولكنه عاد بعد زمن، فرأى إعادته إلى بغداد لكي يجابه المغول، ولم يكد يصل إلى مدينة هيث حتى انقض عليه المغول فقتلوه مع جماعته، فاستحضر بيبرس خليفة آخر هو أبو العباس أحمد مع الحد من نفوذه. واستمرت الخلافة في القاهرة دونما نفوذ وكان عليه فقط أن يفوض السلطان بجميع الأمور العامة
كانت حروب بيبرس عنيفة وقد انتقل إلى دمشق، فلم تنقض السنوات العشر 1261-1271 حتى انتقل من نصر إلى نصر مستولياً على معاقل الفرنجة، وأخيراً توج بيبرس انتصاراته بتحرير أنطاكية في أيار 667هـ 1268 وهي أقوى الإمارات وكانت بداية النهاية. فاستولى على صافيتا وقلعة الحصن وحاصر عكا والقرين وكانت حربه ضد المغول موازية دائماً لحروبه ضد الفرنجة

 

الحكم العثماني



مرت سورية في العصر العثماني بمرحلة صعبة، ولم تنعم إلا في المرحلة الأولى أيام حكم السلطان سليم، وفي المرحلة الأخيرة أيام حكم الولاة مدحت باشا وناظم باشا. بعد عام 922هـ/ 1516 قام العثمانيون بتقسيم البلاد إلى ثلاث ولايات, الشام ومركزها دمشق, وحلب وطرابلس, وتألفت كل ولاية من عدد من السناجق، أقطعت بعض الأراضي الى السباهية أي الفرسان وكانت الإنكشارية تدير الجيش
وأصبحت جميع الولايات مرتبطة بالعاصمة استانبول عن طريق الولاة الأتراك, الذين اهتموا بجباية الأموال وتسويق المجندين والإثراء السريع
وكان السكان يعتصمون بالأشراف ورجال الدين, ولكن الثورات كانت بقيادة كبار المتنفذين
أما أسرة العظم فلقد حكمت ولاية دمشق خلال ستين سنة كما حكمت ولايات أخرى
ومن أشهرهم أسعد باشا الذي سمي أمير الحج الشامي مع ولايته للشام

في القرن التاسع عشر ظهر إبراهيم باشا في سورية 1831هـ/1740م الذي أراد أن يطبق إصلاحات في الجيش والزراعة والمالية. ولكن النفوذ الأوربي ابتدأ بالظهور وقد أصبح محمد علي في مصر خطراً على الدولة العثمانية وأوربا وانتشر الوعي القومي. وظهر في الشام مفكرون دعوا إلى التحرر والإصلاح منهم عبد الرحمن الكواكبي ونجيب عازوري، ثم ظهرت جمعيات في سورية تدعو إلى يقظة العرب ووحدتهم وتحررهم لمجابهة جمعية الاتحاد والترقي التركية، وكانت الجمعية العربية الفتاة تطالب بالحكم الذاتي، ومن أبرز أقطابها عبد الحميد الزهراوي
ثم كانت مشانق جمال باشا في دمشق وبيروت تعلن عن أول قافلة للشهداء في سبيل الحرية والاستقلال. وما أن اشتد ساعد الداعين للتحرر، حتى ابتدأت المفاوضات بين الحسين شريف مكة وبين بريطانيا التي وعدت بدعم تحرر العرب، وابتدأت الثورة العربية الكبرى في 10/6/1916، ودخل العرب حلفاء في الحرب العالمية الأولى لتحرير وطنهم من نير السلطنة.(20)
نكل الحلفاء الإنكليز والفرنسيين بوعودهم وقسموا البلاد في اتفاقية سايكس-بيكو السرية لتبقى تحت انتدابهم، ثم عدلت هذه الاتفاقية في مؤتمر سان ريمو وأصبحت بلاد الشام مقسمة إلى أربع دول، سورية ولبنان وفلسطين وشرقي الأردن، وكانت سورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي وأما فلسطين وشرقي الأردن فقد أصبحتا تحت الانتداب الإنكليزي مع العراق


الانتداب الفرنسي



منذ نهاية الحرب العالمية الأولى واستقلال البلاد العربية عن الدولة العثمانية المنحلة، لعبت السياسة الدولية الاستعمارية دوراً قاسياً مخالفاً لمنطلق عصبة الأمم المتحدة ولجنة "كنغ - كرين" التي أوفدها الرئيس الأمريكي ويلسون سنة 1919 للتحقيق في رغبات الشعب، وكان من أهم ما ورد في تقريرها "أن الوحدة الاقتصادية والجغرافية والجنسية السورية، واضحة ولا تبرر تقسيم البلاد وبخاصة أن لغتها وثقافتها وتقاليدها وعاداتها عربية في جوهرها
وأن توحيد سورية يتماشى مع أماني شعبها ومبادئ عصبة الأمم". ولقد أكد المؤتمر السوري في تموز 1919 حق الشعب في وحدة بلاده واستقلالها ضمن حدودها الطبيعية، من جبال طوروس شمالاً إلى خط رفح - العقبة جنوباً، ونهر الفرات والخابور شرقاً وً البحر المتوسط غربا، هذه المنطقة التي جزئت فيما بعد إلى أربع دول هي سورية ولبنان وفلسطين وشرقي الأردن. تم ذلك في اتفاقية سرية بين فرنسا وإنكلترا عرفت باسم اتفاقية سايكس - بيكو التي رفضها السوريون، فأعلنوا استقلال بلادهم ضمن حدودها الطبيعية في 8 آذار 1920 وتوجوا فيصل بن الحسين ملكاً عليهم.(20)
عندها هاجمت الجيوش الفرنسية قادمة من لبنان ودخل الجنرال الفرنسي غورو دمشق بعد يومين من موقعة ميسلون في 24/7/1920 وكان أول عمل أن قسم سورية إلى أربع دويلات، ثم استعادت البلاد وحدتها الوطنية ، ولكن الضغط الأستعماري الفرنسي كان السبب في قيام ثورة اللاذقية بقيادة صالح العلي، وثورة الشمال بقيادة إبراهيم هنانو، وثورة رمضان شلاش في الفرات، والثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش وثورة غوطة دمشق واشتركت فيها جميع الفعاليات الدمشقية، مما اضطر الفرنسيين لإعلان الاتحاد السوري بين هذه الدويلات عام 1922 وتابعت الثورات السورية نضالها.(21)
وفي عام 1925م قامت الطائرات الفرنسية بقصف دمشق للانتقام من الثوار الذي نادوا بتحرير سورية، فدمرت أحياء كاملة، مما أثار استنكاراً دولياً دفع سلطة الانتداب إلى إعلان الدستور عام 1930م وانتخاب أول رئيس للجمهورية السورية محمد علي العابد عام 1932م، وبعد معاهدة 1936 انتخب هاشم الأتاسي رئيسا للجمهورية وظهر أول مجلس نيابي ، ولكن في 29/5/1945م قام الفرنسيون بقصف دمشق والمدن الأخرى فأصابت المجلس النيابي وقتلت الحامية وبعد أن التجأت سورية إلى مجلس الأمن، صدر القرار بالجلاء الفوري الذي تم في 17 نيسان 1946 في عهد الرئيس شكري القوتلي وأصبح هذا اليوم عيداً قومياً لسورية

 
عهد الاستقلال


لم تكد سورية تشعر بنعمة الاستقلال، حتى صدر قرار تقسيم فلسطين 1947 وأنشئت دولة اسرائيل التي كانت تهدد العرب باحتلال الأرض من الفرات إلى النيل وقامت بتشريد الفلسطينيين الذين بدأوا حركة التحرير ضمن صعوبات كثيرة
وكان على سورية ومصر أن تبادرا إلى توحيد قوة المجابهة اعتماداً على الإيمان بالوحدة العربية، فأعلنت الوحدة بين القطرين في 22/2/ 1958 وأصبح جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة وعاصمتها القاهرة
ولم يطل زمن الوحدة فلقد تم الانفصال في 28/9/1961 فقامت ثورة الثامن من آذار.1963 لتنادي بإعادة الوحدة، ولكن اسرائيل فاجأت بالعدوان على سورية ومصر والأردن في الخامس من حزيران 1967. واحتلت جزءاً من الأرض العربية، وبرغم من صدور قرارات مجلس الأمن بوجوب إعادة الحقوق والأراضي إلى أصحابها، ما زالت اسرائيل تعاند تنفيذ هذه القرارات
وفي تشرين الثاني عام 1970 انعقد المؤتمر العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي، فانتخبت قيادة جديدة للحزب برئاسة الأمين العام الفريق حافظ الأسد وتم إعلان الحركة التصحيحة، وتضمن برنامجها الأساسي إنشاء الجبهة الوطنية التقدمية، وإحداث مجلس للشعب وإعداد دستور دائم للبلاد. وفي 21/3/1971 انتخب الفريق حافظ الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية وتجدد انتخابه عام 1978 و1985 و 1992 و 1999
وفي تشرين الأول من عام 1973 خاضت سورية ومصر حرباً لاسترجاع الأراضي المحتلة من اسرائيل، تبعتها حرب الاستنزاف التي استمرت ثمانين يوماً فاستعادت سورية جزءاً من الجولان وفي مقدمته القنيطرة
وفي نيسان 1975 بدأت الحرب الأهلية في لبنان، وكان لسورية الدور الحاسم في إنهاء هذه الحرب وإعادة الوحدة الوطنية والاستقرار في لبنان، وفي تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي الذي استمر 22 عاماً حتى 10/5/2000
هكذا ومنذ عام 1970 يبتدأ عصر جديد في سورية، عصر حافل بالإنجاز وبالتقدم، إذ تم بناء سد الفرات الذي وفر تأمين الري لمساحة تزيد عن 640 ألف هكتار وازدادت العائدات النفطية أضعافاُ، وحققت المشاريع الكبرى زيادة في الانتاج الزراعي والصناعي، و في توسيع شبكات المواصلات وإعمار المدن والقرى. وتأمين الضمان الاجتماعي للشعب والسكن والتعليم المجاني وإيجاد فرص للعمل، وتشجيع الثقافة والبحث العلمي والرياضة وكانت استضافة الدورة العاشرة لألعاب البحر المتوسط في مدينة اللاذقية عام 1978 من أبرز النشاطات الرياضية الدولية
ولكن هموم تحقيق السلام العادل المعتمد على القرارات الدولية مازالت هاجس السياسة في النطاق الدولي والعربي
وفي 10/6/2000 منيت سورية بخسارة فادحة بوفاة الرئيس الراحل حافظ الأسد. وكان الشعب بجميع فئاته مجمعاً على متابعة المسيرة ،فقام بإنتخاب الدكتور بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية في 17/7/2000، وفي مجلس الشعب أعلن الرئيس الجديد عن برنامج وطني مستقبلي طموح وعن سياسة عربية ودولية منفتحة متضامنة، وعن عزم في إحلال السلام العادل في المنطقة كلها

 

موضوع قيم جدااااااااا

شكراااااااااااااالكم
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
الوسوم
امــبـراطــوريــه بنــدقـ
عودة
أعلى