المليونـ 1000000ـ رد

رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين..
 
يقول ابن القيّم - رحمه الله -
" فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف
وحب الخير لهم
فإن معاملة الناس بذلك
إما أجنبي فتكتسب مودّته ومحبته
وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومودّته
وإما عدوٌّ مبغض فتُطفئ بلطفك جمرته وتستكفي شره ،،
ومن حمل الناس على المحامل الطيبة
وأَحْسَنَ الظنّ بهم
سلمت نيته
وانشرح صدره
وعُوفيَ قلبه
وحفظه الله من السّوء والمكاره "

مدارج السالكين /2/511.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
من رائعة الفرزدق:
حج هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي في عهد أبيه فحاول أن يلمس الحجر الأسود فلم يستطع من شدة الازدحام فوقف جانباً، وإذا بزين العابدين عليه السلام مقبلاً يريد لمس الحجر فانفرج له الناس ووقفوا جانباً تعظيماً له حتى لمس الحجر وقبله ومضى فعاد الناس الى ما كانوا عليه. فانزعج هشام وقال: من هذا؟ وصادف أن كان الفرزدق الشاعر واقفاً فأجابه هذا علي بن الحسين بن علي عليه السلام ثم أنشد فيه قصيدته المشهورة التي يقول فيها:

هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ،
وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ،
هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ

إذا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها:
إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ

يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ،
رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ

يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه،
فَلا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ

هذا ابنُ فاطمَة، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ،
بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا

فلَيْسَ قَيلكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه،
العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ

من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ
كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ

إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ،
أوْ قيل: «من خيرُ أهل الأرْض؟» قيل: هم

لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ؛
سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
 
الغصنُ الذي بدأ يبهتُ في العتمة،
ولم يعدْ يلحظُهُ أحد،
الغصنُ الذي لم يُلقِ عليهِ السلامُ عصفورٌ واحدٌ،
ولمْ تعششْ في فيئِهِ يمامةٌ واحدةٌ منذ أن واراهُ الجفاف،
الغصنُ الذي لم يَعُدْ أرجوحةً للطيورِ
بعد أن نَخَرَهُ السوس،
ما زال يذكرُ ضحكتَها
وهي تتأرجحُ على كتفَيْهِ،
وما زال يعيدُ الذكرياتِ
تلوَ الذكرياتِ
كي يظلَّ صامداً
أمام جنونِ الريح.
 
الوسوم
المليونـ رد ـ
عودة
أعلى