مع الصائمين

ياسر المنياوى

شخصية هامة
مع الصائمين




سألت فقالوا رأينا الهلال

فهيا نصوم لرب الجلال

تعال نجهز لحما وشحما

ونقلا وفولا تعال تعال

تعال نخزن شايا وسكر

لنضمن فرفشة للعيال

تعالى استعد لنقضى الليالى

نسلى الصيام بقيل وقال

ونمسك سيرة زيد وعمرو

ونقضى الصيام على أى حال

فقلت أهذا صيام لديكم

عذاب واثم يصب عليكم

وكيف تسمون هذا صياما

فلا بارك الله فيما أتيتم

فما الصوم إلا ملاكا وروحا

رسولا يصحى الضمائر فيكم

ومن ذا يرى الصوم أكلا وشربا

فبئس الصيام وتبت يداكم

ومن ذا يرى الصوم نهشا لعرض

فبئس الصيام وضلت خطاكم

وجاء الصيام وعم السلام

ورحت إلى السوق وقت الزحام

رأيت الصيام يمينا كذويا

فمن غش قال وحق الصيام

ومن أجل ربح زهيد يسير

تراه يقول على الحرام

ويألم دينى ويعلم ربى

بهذا الحناث ولغو الكلام

على الطلاق على الحرام

فأين الصلاة وأين الصيام

ذهبت هناك إلى المدرسة

رأيت الدراسة كالهلوسة

فهذا المدرس باسم الصيام

يخون الأمانة فى المدرسة

ينام ويصحو على درجه

ويقضى النهار مع المشمسة

وإن قلت أين الضمير تاه

يشنف أذنيك بالفلسفة

وأبناءنا يرجعون حيارى

فلا نحو لاقوا ولا فلسفة

ذهبت لأبصر حال المكاتب

لقيتهمو بين لاه وهارب

فهذا موظف يشكو أخاه

وذاك موظف يشكو المتاعب

وكومة أوراق بين الضياع

وأصحابها بين شتى المصاعب

ومرءوس يهذى مع صاحب

ففى الصوم ناديهمو فى المكاتب

أهذا هو الصوم يا سادتى

ألا تستحقون قطع الرواتب

بحثت عن الصوم بين المتاجر

لعلى آراه جليا وظاهر

وكم من سلعة عن عيونى توارت

وخير البلاد عميم ووافر

ويهمس فى مسمعي هامس

مرادك عندى أكثر حاضر

ومن يخفى قوت العباد ليثرى

عديم الضمير عصى وفاجر


لماذا الصيام لإذا يا ترى

وما يفعلون دنى وظاهر

ألسنا على الدين يا سادتى

لقد حار فكرى مع مهجتى

وفتشت فى كل وادى لعلى

أرى الصوم صوما ما عن شهوة

وقلت لعلى أراه هناك

هناك أراه على القهوة

رأيت أناسا نسو آلهم

عراة بلاخبز ولا كسوة

وهم سامرون بشرب السموم

وأولادهم أولى بالنكله

وجبت الشوارع بين البشر

أيت النساء تثير النظر

تجيد الطلاء على خدها

فتبدو بوجه كوج القمر

تجيد التكسر فى سيرها

كظبى طليق يفل الحجر

تدير العيون بوجه الرجال

فتبحر فى الائم رغم الحذر

تعالوا معى نمضى بين الشباب

وكيف يصمون صوما عجاب

شباب عجب يثير البكاء

يفر من النور نحو الضباب

أراه كليلى رقيق الخطى

وحسبك مما يوارى الجراب

أخى فى الشباب حرام عليك

فدينك طهر وشهد مذاب

وقلت لنفسى عرفت الطريق

ففى دولة الشعر صوم حقيق

وفى حسهم ما يوفى الصيام

حقوقا فهم ذووا شعور رقيق

وقد ساأنى أن وجدت هناك

هجاء لمثلى يضل الطريق

ومدحا يقال لذات الجمال

وشاعر جن بخصر رقيق

وشهر الصيام بعيدا بعيدا

فليس له بينهم من رفيق

وكم من مريض ضناه السهر

وعنه الطبيب لهاه السمر

يئن المريض ويلهوا الطبيب

فهل للصيام هنا من أثر

وكم عامل فر من واجب

وكم من صديق بخل غدر

وكم من جحود وكم من كسول

وكم من ضمير غفا واحتجب
 
الوسوم
الصائمين مع
عودة
أعلى