أفكار سريعة للطلاب لنسف الملل والكآبة من الحياة الجامعيّة

دعم المناهج

مشرف الاقسام التعليمية
طاقم الإدارة
أفكار سريعة للطلاب لنسف الملل والكآبة من الحياة الجامعيّة

أفكار سريعة للطلاب لنسف الملل والكآبة من الحياة الجامعيّة


هناك الطالب المُجدّ وهنالك الطالب الكسول.. هناك الصاخب وهناك الهادئ.. الذي يتمنّى لك الخير.. والذي يتمنّى أن يراك مُحطّماً. لكنّ الشيء الوحيد الذي يتفق فيه الجميع هو الملل!!مهما كنت ومهما كان توجّهك الدراسي فإن “الملل” هو الشعور السائد في الجامعة، سواءً أثناء تلقي المُحاضرات، أو إمضاء الامتحانات، أو أي موقف آخر لطالما كرهته بشّدة.دعنا نختصر المُقدّمات حتى لا يكون هذا المقال الذي سيحارب الملل، مُملاً أيضاً.. ولنبدأ بعرض عدّة أفكار جامعية ستساهم بشكل كبير في نسف كآبة أيام الجامعة ومللها.

سنين الجامعة.. آخر سنين العمر!

ثِق تماماً وضع في ذهنك راسخاً، أن سنين الجامعة الخمس أو الست هي آخر سنين العمر.. آخر سنين الإنجاز، بعدها ستبدأ بالتراجع الحتمي.. ستبدأ بفقدان المرح، فقدان الشغف الذي كنت تملكه عند دخولك الجامعة في عمر الـ 18 أو الـ 19.بعد هذه السنين ستدخل في حلقة الموت المعروفة لدى الجميع، شهادة التخرّج.. خطوبة.. زواج.. أولاد.. وظيفة.. وقبر حنون يضمك في نهاية المطاف!حياة بسيطة مُنبطحة بشكل عجيب مبنيّة على الاختيارات الآمنة.. الاختيارات الذي تُبعدك عن المُجازفات، عن الطريق المليء بالمفاجآت والمليء بكل اختبارات الحياة وامتحاناتها.تعامل مع سنين الجامعة وكأنها آخر سنين العمر.. جميعنا كنّا طلاب المدرسة الابتدائيّة وتمنينا أن تنتهي وبعد انتهاءها اشتقنا لها، جميعنا كنّا طلاب المدرسة الثانويّة وتمنينا أن تنتهي ونصبح جامعة وعندما أصبحنا جامعيين.. وصفنا أيام الثانويّة بأنها أجمل أيام العمر.حتماً هذا سيحدث مع سنين الجامعة بعد أن تنتهي، ستتمنى أن تعود وتصفها بأنها كانت أيام جميلة بأفراحها وإنسانيّة بأخطائنا.باختصار شديد.. عِش هذه الأيام بكل ما تملك من مشاعر، افشل.. انجح.. تعلّم.. اخطأ.. افعل كل شيء وجرّب كل شيء وتبسّم دائماً في وجه الجميع وفي كل المواقف، فهذه السنين لن تتكرر أبداً.لن تحكي لأطفالك ولأحفادك – عندما يبلغ بك العمر عِتيّاً – عن نجاحاتك بقدر ما ستحدثهم عن إخفاقاتك واخطاءك الغبيّة التي ارتكبتها.. عن تصارعك مع صديق وتمرّغك في التراب لأجل فتاة لا تعلم شيئاً عن كلاكما.. عن غشك في الامتحان.. عن تأخرك عن المحاضرات.. وعن كل المُجازفات التي ارتكبتها.
عشها فهي آخر سنين العمر، ولا تندم أبداً على الأخطاء التي جعلتك تبتسم يوماً.

تعلّم الآن ولتذهب الدراسة إلى الجحيم!
لعل الوعد الذي يتخذه الجميع بشكل دائم ومستمر لدرجة مُرعبة أحياناً هو أنه سيدرس في الفصل القادم أو السنة الجديدة أو في تلك النقطة على التقويم التي يظن أنه عندما يصل إليها سيحدث تغيّراً جذريّاً ويتحول بلمح البصر إلى الطالب المُجدّ الرصين.والسبب في هذا أن الإنسان يحب البدايات الجديدة.. اللحظات التي يَعد بها نفسه بأنه سيلغي الماضي ويبدأ من جديد.. يحذف جميع سجلاته ويبدأ مرة أخرى.. لكن في الجامعة الأمر مُختلف تماماً.يجب عليك أن تفرّق – بشكل كبير – بين التعلّم والدراسة.. الإنسان بشكل فطري يحب أن يتعلم، يحب أن يعرف لماذا وكيف ومتى!! ولكي تتأكد من ذلك رافق طفلاً صغيراً لمدة يوم كامل وسترى النتائج المذهلة بأم عينيك!حُب التعلّم شيء فطري، أما الدراسة فهي شيء روتيني أكاديمي بحت.. هدفه قياس قدرتك على حفظ أكبر كم من المعلومات وسكبها على ورقة في أقصر وقت ممكن ثم تُعرض نتائج هذه العمليّة أمام الجميع وتتباهى بفوزك في هذه المعركة.أهمل الدراسة – باستثناء وقت الامتحان – وركّز على التعلّم الآني.. والآن الصامتة أيضاً، فليس هناك داعٍ لأن تخبر الجميع بأنك ستبدأ في اليوم الفلاني، لأنك إن أخبرتهم ستشعر وكأنك حققت الأمر وبالتالي لن تفعل
.تعلّم.. وابدأ الآن، بشكل صامت.. بدون مواعيد وتقاويم وأيام.. فقط أغلق هذا المقال وابدأ الآن!

ناقل العلم ليس عالم!

ستتأكد من صحة هذه الفكرة بُمجرّد تعرّفك على محور الحياة الجامعيّة، والسبب الرئيس في إصابة مُعظم الطلاب بانغلاق الشرايين التاجيّة والتهاب السحايا المُبكّر.. وهو ” الأستاذ الجامعي “.نعم.. إنه ذلك الكائن الذي لا يتوقف عن قراءة كم كبير من المعلومات السرديّة الجامدة بدون أية فواصل أو محطات توقف، غير آبهاً بشيء وناسفاً بعرض الحائط كل أوضاع التركيز التي يفقدها الطلاب بعد مرور 45 دقيقة بدون استراحة.أو ذلك الذي لا يكف عن إلقاء دعاباته السخيفة والتي لا يضحك عليها إلا هو، وليسَ انتهاءً بالآخر الذي لا يقبل أن يُسأل أو يُستجوب أبداً!لكن لا بأس، فكل ما عليك أن تضعه في ذهنك هو أن الأستاذ الجامعي ليس سوى مجرّد أداة للكلام أو الشرح.. شأنه شأن المُسجّل، فهو ناقل للعلم فقط لكنه ليس عالماً أبداً!هل سألت نفسك يوماً لما كل العالم يعرف بيتهوفن ولكن العرب فقط يعرفون أم كلثوم؟!الجواب هو أن أم كلثوم لم تأتِ بشيء جديد في مجالها.. اكتفت بغناء الطرب شأنها شأن الكثير من المطربين، فلم تُزد شيئاً لفن الطرب بحد ذاته.أما بيتهوفن.. فقد أضاف شيئاً كاملاً للموسيقى، لم يكتفِ فقط بالعزف وضرب الأوتار وتنّغيمها، بل ساهم في إضافة شيء جديد لفن الموسيقى بأكمله.بيتهوفن أبدع شيئاً جديداً، أما أم كلثوم فشأنها شأن جميع مغني الطرب، لا شك أنها كانت الأفضل ربما. لكنها لم تأتِ بشيء جديد.
هناك فرق كبير بين أن تبدع شيئاً جديداً فتصبح عالماً فيه، أو أن تكتفي بالتقليد فتكون ناقلاً له فقط!

الصديق مُهم ولكن..

الصديق والصديقة مهمين جداً في جميع مراحل الحياة وليس الجامعة فقط، خصوصاً عندما تتشارك معهم في الكثير من الأفكار والآراء والمواقف.. وحتى الاختلاف معهم يكون في معظمه اختلاف لطيف لا يُفسد للود قضية أبداً.لكن عندما تكون في الجامعة فغالباً ستُحصر بين نوعين من الأصدقاء لن تجد ثالثاً لهما إلا ما ندر.. فالأول ذلك الضائع التائه، الذي تاه عن المدّرجات ولم يجد سوى في مقهى الجامعة مقرّاً ومستقرّاً له.صحيح أن الترفيه والمرح أمر ضروري جداً أثناء الدراسة الجامعيّة، لكن تحويل الجامعة بكاملها إلى مقهى.. يُذهب إليها فقط من أجل التسكع داخلها، فهذا الأمر بحد ذاته كارثة حقيقيّة.أما النوع الثاني فهم أولئك الذين جعلوا من مناهجهم الدراسيّة كُتباً مقدسة فنسوا كل شيء عن الحياة وعن الأصدقاء وعن حتى إمكانيّة وجود علم خارج نطاق هذه الكتب المُحدودة التي يدرسونها ولا يفهمونها.ثِق تماماً أنّ لا أحد يحب هؤلاء السذّج الذين يتخرجون بمعدّلات عالية وتخصصات علميّة قيمة لكنهم لا يسمعون الموسيقى ولا يعرفون شاعراً واحداً.. ولم يحضروا فيلم سينما أو يحاولوا كتابة قصيدة.. أو أن يخلطوا علبة ألوان ليرسموا لوحة!الحياة ليست مُحاضرة طبيّة عن البواسير أو درس في علم الرياضيات.. فواحد زائد واحد قد لا يساوي اثنان!!أنا لا أفهم هؤلاء الناس الذين بلا طقوس شخصيّة، بلا عادات، بلا تفاصيل، الذين لا يهتمون بألوان الأزرار ولا أخشاب المقاعد.. ولا يرضون أي سائل آخر أحمر فلا يتوقفون عن شرب الشاي!الحياة في التفاصيل.. في الأحاسيس.. في الذائقة، في معنى أن تهز رأسك فرحاً أو طرباً لمقطع من أغنية قديمة، أو أن تنفعل برائحة الياسمين عندما تهب من شارع عتيق على الدوار الأول.
ستُحصر بين هذين النمطين من الأصدقاء، إن وجدت أحداً جمع ما بين التعلّم والدراسة.. بين منهجه السميك والمقهى المليء بالأغاني الصاخبة، فحاول أن تجعله صديقك وإلا فابقَ وحيداً!

شيء عن كل شيء!

من المؤسف حقاً أن تعلم أن سنين الجامعة هي آخر سنين العمر من ناحية الإنجاز والتعلّم والشغف والإقبال على الحياة بكل ما فيها قبل أن ندخل في حلقة الموت المعروفة لدى الجميع، ونقضي هذه السنين بتعلّم فقط ما يُملى علينا من واجبات.. وما يُفرض علينا فقط!!ليس من الضروري أن تقرأ فقط في علم الجراثيم إن كان اختصاصك هو الأحياء الدقيقة.. أو أن تشاهد فقط وثائقيّات عن الفيروسات وتكاثرها إن كانت هي تخصصك في الجامعة!!يجب أن تتعلم شيء عن كل شيء في هذه السنين، وفي كل السنين أيضاً. لكن في هذه السنين سيكون إقبالك على التعليم في أوجه الأعظم. فلا بأس أن تتعلم الفيزياء وتقرأ عن الكيمياء وعن الأدب الروسي.. والفنون الأوربيّة في عصر النهضة.لا بأس أن يكون لديك شغف في معرفة سبب وفاة الإسكندر ومقتل كليوباترا.. لا بأس أن تشتري كتباً في تعلّم الطبخ وصنع بعض الوصفات الشهية أيضاً!سنين الجامعة سنين معدودة، حاول ألا تضيّعها في مجالات محدودة، خصوصاً إن كنت من النوع الذي لا يريد أن يحصل على عمل بقدر حبه للحصول على عقل متنوّر منفتح على جميع ثقافات العالم.. وهكذا رسّخ هذه الفكرة آينشتاين بقوله:” التعليم الجامعي قد يجلب لك عملاً.. أما التعليم الذاتي فسيجلب لك عقلاً “إذاً هي مجرّد سنين، ستنتهي حتماً.. ركّز في كل لحظة تعيشها وأجعلها الأخيرة، فإنك ستتعلم منها إن اخطأت.. وستزيد من رصيدك المعرفي إن أصبت.
 
التعديل الأخير:
الوسوم
أفكار الجامعيّة الحياة الملل سريعة للطلاب لنسف من والكآبة
عودة
أعلى