ادارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم..!!

سـSARAـاره

من الاعضاء المؤسسين
ادارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم..!!

لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم والذي يعتبر إحدى معجزاته



والذي يتلخص في أن كلمات قليلة يقولها صلى الله عليه وسلم تتحدث عن أمور كثيرة ومؤثرة .


ولا ريب أن هذا الإرث الحضاري الذي تركه لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يمثل منهجا واضحا ومتكاملا في شتى مجالات الحياة وبكافة أنواعها ومنها المجال الإداري المتعلق بقضايا التوجيه وغرس المفاهيم وشد الانتباه أو نستطيع أن نعبر عنه بمجال الإدارة الناجحة .
لذا سيكون العرض التالي أساليب استخدامه صلوات الله وسلامه عليه في ذلك المجال مع عرض أمثلة وتعليق موجز على كل منها :
1- الأسلوب الاستفهامي :-
الأساليب التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في بداية سؤاله عن المعنى الذي يريد أن يطرحه وكمثال على ذلك :
" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أتدرون ما الغيبة ؟قالوا :الله ورسوله أعلم قال:"ذكرك أخاك بما يكره "قيل :أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟قال:"إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته و إن لم يكن فيه ماتقول فقد بهته
"



وعن أبي هريرة رضي الله عنه ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"أتدرون ما المفلس ؟قالوا :المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال:"أن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا ،وقذف هذا ،وأكل مال هذا ،وسفك دم هذا ،وضرب هذا ،فيعطى هذا من حسناته ،وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه ،أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ،ثم طرح في النار "
فنجد من المثالين السابقين أنه صلى الله عليه وسلم استثار الصحابة لمعرفة من هو المفلس ،فيجيب الصحابة أن المفلس بالمفهوم العام هو من لا يملك المال ،فمثل النبي صلى الله عليه وسلم أن المفلس يوم القيامة هو من يأتي قد عمل الصالحات وهو يهدم هذه الصالحات ببعض الأعمال السيئة .
2- أسلوب التلميح دون التصريح :
حيث كان يستخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب التلميح دون التصريح في نصحه وتبيينه للحق في توجيه الصحابة حيث لم يستخدم الأسلوب المباشر فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ما بال فلان يفعل كذا وكذا ،وإنما قال ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ،كما سنرى في هذا المثال :
" عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم !" فاشتد قوله في ذلك حتى قال :"لينتهن عن ذلك ،أو لتخطفن أبصارهم !".
3- الأسلوب الإستشاري :
حيث كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يشاور الصحابة ويستمع لآرائهم فلم يكن أبدا متمسكا برأيه إلا إذا كان أمرا إلهيا وكان يحثهم على ذلك وعلى الاستخارة وهي الطلب من الله أن يهديك إلى الأمر الأصوب والأفضل ولعل هذا المثال يوضح ذلك الأمر جليا :
" عن جابر رضي الله عنه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن يقول :إذا هم أحدكم بالأمر،فليركع ركعتين من غير الفريضة ،ثم ليقل :اللهم إني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم ،فإنك تقدرولا أقدر،وتعلم ولا أعلم ،وأنت علام الغيوب ،اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ،أو قال عاجل أمري وآجله ،فاقدره لي ويسره ،ثم بارك لي فيه ،وإن كان هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمرى وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به قال ويسمي حاجته ".
4- أسلوب التمثيل :
أسلوب التقريب والتشبيه والتمثيل يصل إلى القلب فحينما تمثل من لديه شيء بأنه كذا فإنك تقرب له المعنى كما قرب النبي صلى الله عليه وسلم في أن من كان آمنا ولديه قوت يومه كمن حيزت له الدنيا والمثال يوضح ذلك .
عن عبدالله بن محصن الأنصاري الخطمي رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من أصبح منكم آمنا في سربه،معافى في جسده، عنده قوت يومه ،فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ".
5- الصبر على من تدعوه :
ايضا من الأساليب والأخلاق التي كانت تتمثل في ذلك العصر النبوي ،أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبر على من كان يدعوه ويوجه لديه الدعوة للانضمام إلى الدين الإسلامي .
"فكان صلى الله عليه وسلم يرمى بالحجارة من الصبيان ،وتدمى قدميه ،وحينما جاء وقت الانتصار قال :"بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ،لا يشرك به شيئا "
إنه القلب الذي لا يركز على الأفعال بل يحب من صميم قلبه ،فالدعوة والعطف على الناس شيء واحد ،كان صلى الله عليه وسلم يحمل في جنبيه من العطف ومن الود الحقيقي للناس المدعوين مالا يقدر عليه غيره . وعندها ينكشف ذلك النبع الصافي في قلوبهم حين تمنحهم حبك ومودتك ،فلا تطلب منهم شيئا ،حتى تمنحهم ذلك بصدق ،لينكشف لك العمق الإنساني في نفوسهم ،إنه حب بلا شروط .



 
الوسوم
ادارة الله النبي صلى عليه محمد وسلم
عودة
أعلى