الجنـــــون.. هـل هـو مـرض؟؟

ايفےـلےـين

من الاعضاء المؤسسين
المرض العقلي او الذهان اضطراب خطير في الشخصية بأسرها يبدو في صورة اختلال شديد في القوى العقلية وادراك الواقع،

مع اضطراب بارز في الحياة الانفعالية وعجز شديد عن ضبط النفس مما يحول دون الفرد تدبير شؤونه ويمنعه من التوافق

في كل صوره: الاجتماعي والعائلي والمهني والديني.. لذا يتعين عزل المريض ورعايته في معازل خاصة.

الذهان والعصاب: يشترك الذهان مع العصاب في بعض الاعراض كالوساوس والقلق والاندفاعات القهرية والمخاوف الشاذة،

ان الذهاني يبدأ بتحريف الواقع كي يتمشى مع مطالبه، ينسحب من العالم الخارجي ويلغي الواقع ويخلق لنفسه عالما من الأخيلة

يغنيه عن عالم الواقع، فيكف عن الاستجابة لما يجري حوله.

الفصام Sehizophrenia: يتميز الفصاميون بالصفات التالية:

1. الانسحاب عن الواقع: انه نوع من الانطواء الشديد، فيه يقطع المريض صلته بالعالم الخارجي ويوجه كل طاقاته الذهنية الى

عالم من الاوهام والخيالات يعيش فيه فيعفيه من مواجهة مشاكله من كل شيء.

2. اضطراب الحياة الانفعالية: يبدو في ضحالتها وبرودتها وجدبها وتقلبها وعدم ملاءمتها للمواقف التي تثيرها ولا مبالاته لما يحدث.

3. الخمول والبلادة: ترى المريض لا يتكلم ولا يجيب على اسئلة وقد يختار ركنا يجلس فيه ذاهلا وقد خلا وجهه من كل تعبير.

4. اضطراب التفكير: يبدو في لغته واحاديثه بوجه خاص. ويبدو في عدم تماسك الافكار

ويتسم تاريخ الفصاميين بالحساسية المفرطة وسرعة الاهتياج والخجل والحياء الشديد والانطواء والسلبية

المرض العقلي او الذهان اضطراب خطير في الشخصية بأسرها يبدو في صورة اختلال شديد في القوى العقلية وادراك الواقع،

مع اضطراب بارز في الحياة الانفعالية وعجز شديد عن ضبط النفس مما يحول دون الفرد تدبير شؤونه ويمنعه من التوافق

في كل صوره: الاجتماعي والعائلي والمهني والديني.. لذا يتعين عزل المريض ورعايته في معازل خاصة.

الذهان والعصاب: يشترك الذهان مع العصاب في بعض الاعراض كالوساوس والقلق والاندفاعات القهرية والمخاوف الشاذة،

ان الذهاني يبدأ بتحريف الواقع كي يتمشى مع مطالبه، ينسحب من العالم الخارجي ويلغي الواقع ويخلق لنفسه عالما من الأخيلة

يغنيه عن عالم الواقع، فيكف عن الاستجابة لما يجري حوله.

الفصام Sehizophrenia: يتميز الفصاميون بالصفات التالية:

1. الانسحاب عن الواقع: انه نوع من الانطواء الشديد، فيه يقطع المريض صلته بالعالم الخارجي ويوجه كل طاقاته الذهنية الى

عالم من الاوهام والخيالات يعيش فيه فيعفيه من مواجهة مشاكله من كل شيء.

2. اضطراب الحياة الانفعالية: يبدو في ضحالتها وبرودتها وجدبها وتقلبها وعدم ملاءمتها للمواقف التي تثيرها ولا مبالاته لما يحدث.

3. الخمول والبلادة: ترى المريض لا يتكلم ولا يجيب على اسئلة وقد يختار ركنا يجلس فيه ذاهلا وقد خلا وجهه من كل تعبير.

4. اضطراب التفكير: يبدو في لغته واحاديثه بوجه خاص. ويبدو في عدم تماسك الافكار

ويتسم تاريخ الفصاميين بالحساسية المفرطة وسرعة الاهتياج والخجل والحياء الشديد والانطواء والسلبية

يعرّف علم النفس السلوك غير الطبيعي او المرضي كالتالي:

1. عدم التأقلم مع الواقع

2. الانحراف عن المعايير والضوابط الاجتماعية: كممارسة الاستمناء علنا او اظهار عورته او الانتحار..

3. الانحراف عن المعايير الاحصائية: اي كل سلوك حدوثه قليل، غريب، غير معروف وغير منتشر نوعا ما.

وهنالك معايير اخرى..

ترى مدرسة التحليل النفسي ومنشئها فرويد ان الصحة النفسية هي الموازنة بين الـ "إد" (الغرائز الطبيعية) والـ "أنا الأعلى"

(اي التطبيع الاجتماعي والامتثال لقيمه). وترى المدرسة السلوكية ان الصحة النفسية هي القدرة على التأقلم مع الواقع.
 
على كل ما قيل، تـُطرح اسئلة فلسفية، وجودية وفكرية:

ما هو الواقع؟؟

كيف يمكن ان نثبته؟؟ وكيف يمكن ان نبرهن ان هذا الواقع الذي نراه صحيح؟؟

وما يراه "المجنون" هو الواقع الخاطئ؟؟


هل يمكن الادعاء بأن احدهم مجنون لمجرد خروجه عن معايير المجتمع وضوابطه؟؟

من وضع هذه الضوابط؟؟ ولماذا يسمى مجنونا ومريضا عقليا اذا لم يسر عليها؟؟

تكمن مشكلة المعايير الاجتماعية كمقياس لسلوك الفرد، في انها معايير نسبية مختلفة من مجتمع الى اخر..

ما يعتبر تصرفا شاذا او مجنونا في مجتمعنا، قد يكون تصرفا سليما في مجتمع اخر..

لذا يمكننا القول بأن المشكلة ليست مرضا عقليا للفرد، وانما حدودا يرسمها المجتمع.

ثم ان تصنيف الانسان كمريض عقلي بسبب افكاره واعتقادته وطريقة تفكيره تمتثل لكثير من الشك..

لا يعقل ان ننسب اليه صفة الجنون لأنه لم يفكر مثل باقي البشر!!

احد الفصاميين قال في مقابلة مع طبيب، انه لا يقدر على تجميع افكاره وتركيب جملة مفيدة.. لأنه يشعر انه عقله يشتغل بسرعة

اذ انه يقول جملة، وفي ذات الوقت يكون عقله قد انتقل سريعا الى افكار اخرى!!

ألا يعتقد الأطباء ان هنالك احتمال ان تكون افكار "المريض" صحيحة؟؟ وانه صادق فيما يرى من هلوسات وخيالات وما نعتقده نحن وهما؟؟

نحن لا نعلم كيف يفكر.. ماذا يرى.. وماذا يحدث داخل رأسه..

الا يعقل ان يكون هو عاقلا اكثر منا؟؟


لقد كان العالمان النفسانيان "ساز" و"لينج" من ابرز المعارضين لفكرة المرض النفسي وخصوصا مرض الفصام "سخيزوفرينيا"

حيث اشار "ساز" الى ان احدا لا يستطيع ان يبرهن ان الحديث يدور حول مشكلة فيزيولوجية او بيولوجية،

انما هدف الاطباء في تعريف المرض النفسي الى ايجاد وصف متفق عليه

والقاء كل ما هو خارج عن قوانين المجتمع في جعبة واحدة هي المرض النفسي..

يقول "ساز": ان المجتمع هو نظام فكري لا يسمح بالانحراف عنه، وكل من يفعل سيتم وضعه في خانة المرضى..

وحول هذا يقول العالم النفسي "لينج" (من المدرسة الوجودية/ الانسانية): ليس هنالك تفكير صحيح او غير صحيح،

ادعاؤنا بأن تفكير الفرد "المجنون" هو تفكير خاطئ، ينطلق من عدم معرفتنا لما يجول في عقله او واقعه الشخصي!!
 
لعل الأمراض النفسية من اكثر الموضوعات التي يحيط بها الغموض الذى يدفع النس الي تبني افكار وتصورات غير واقعية حولها ، ومعتقدات غريبة عن أسباب المرض النفسي ، الذى يتعارف العامة علي وصفه بحالة " الجنون " وعن المرضي النفسيين الذين يطلق الناس عليهم وصف “ المجانين “ وتمتد المفاهيم الخاطئة لتشمل تخصص الطب النفسي بصفة عامة ، والذى اصبح اليوم رغم كل التطورات الحديثة في أساليب العلاج موضع نظرة سلبية من جانب مختلف فئات المجتمع .. ولعل ذلك هو ما دفعني الي تناول هذه القضية الهامة ليس دفاعا عن الطب النفسي بل من أجل تصحيح بعض المفاهيم السائدة بعرض بعض الحقائق والآراء حتي نتبين الجانب الآخر من الصورة .



الجنون والمجانين

بداية فإنني - بحكم عملي في مجال الطب النفسي - أؤكد أنه لا يوجد مرض نفسي او عقلي اسمــه " الجنون " بل إن هذا اللفظ لا يعني بالنسبة لنا في ممارسة الطب النفسي اى مدلول ولا يعبر عن وصف لحالة مرضية معينة ، غير اننا لا نستطيع انكار حقيقة هذا الوصف المتداول بصورة واسعة الانتشار بين الناس من مختلف الفئات لوصف المرضي النفسيين ( حيث يطلق عليهم المجانين ) وأحيانا يمتد هذا الوصف ليشمل كل ماله علاقة بالطب النفسي ، فكل من يتردد علي المستشفيات والعيادات النفسية هو في الغالب في نظر الناس جنون ، وانطلاقا من ذلك فإن المستشفي هي مكان للمجانين والأطباء النفسيين أيضا هم " دكاترة المجانين "!



ولا يخفي علي احد أن استخدام هذه المصطلحات له وقع سئ للغاية ، فوصف اى شخص بالجنون لاشك هو
وصمة أليمة تلصق به ، وتسبب له معاناة تضاف الي مشكلته الاصلية التي تسببت في اضطراب حالته النفسية ، فكأن المصائب لا تأتي فرادى بالنسبة لمرضي النفس الذين هم في أشد الحاجة الي من يتفهم معاناتهم ويحرص علي عدم ايذاء مشاعرهم المرهفة ، فقد يتسبب المحيطون بالمريض النفسي من أهله واصدقائه ومعارفه في إضافة المزيد من الآلام النفسية الي ما يعاني منه من اضطراب نفسي حين يقومون ولو بحسن نية باستخدام بعض المفردات التي يفهم المريض منها انه قد اصبح اقل شأنا من المحيطين به ، ولنا أن نعلم أن معظم مرضي النفس يتميزون بحساسية مفرطة تجاه نظرة الآخرين لهم وهذا جزء من مشكلتهم النفسية ، فكأننا حين نؤذى مشاعرهم المرهفة بالإشارة او حتي التلميح كمن يلهب بالسوط ظهر جواد هو متعب ومنهك اصلا !



وقد حاولت - عزيزى القارئ - أن ابحث عن المعني اللغوى لكلمة " الجنون " بدافع الرغبة في معرفة اصلها لكنني وجدت نفسي في متاهة متشعبة ، فالأصل هو كلمة "جَنَّ " وتعني اختفي ، ومنها جن الليل اى اخفت ظلمته الأشياء ، ومنها أيضا " الجنة " التي تعني الحديقة او الشجر الكثير الذى يخفي ما بداخلة ، اما صلة هذا الاشتقاق بالعقل فإن العقل إذا جن فإنه قد استتر واختفي ، فالشخص إذن " مجنون " ويقال ايضا إن الجن وهم المخلوقات التي تقابل الإنس تأتي تسميتهم تعبيرا عن اختفائهم عن الابصار .. وأرى ان اكتفي بذلك لأن ما قرأت من اشتقاقات وتفسيرات مختلفة لا يكفيه كتاب كامل ، لكن عموما فإن ما يمكن ان نستنتجه من ذلك هو العلاقة غير المباشرة بين تعبير الجنون ووصف
المرض النفسي والتي لا تتميز بالدقة حتي من الناحية اللغوية ناهيك عن الناحية النفسية حيث لا يعني الجنون اى مدلول علمي او وصف لمرض نفسي محدد كما ذكرنا .



وبالإضافة إلي ذلك فإن لنا ان نعلم ان الأمراض النفسية ( التي يطلق عليها جوازاً الجنون ) تضم مجموعات كثيرة من الحالات المرضية تتفاوت في شدتها وأسبابها وطرق علاجها ، ويكفي ان نعلم ان هناك ما لا يقل عن 100 مرض نفسي وعقلي معروف للأطباء النفسيين ، وتضمها مراجع الطب
النفسي يوصف كامل لكل منها ، وهنا نتساءل اى هذه الحالات هو ما يصفه الناس بمرض الجنون !

اننا نتطلع الي ذلك اليوم الذى يتراجع فيه استخدام هذا اللفظ الأليم علي المشاعر .
 
الحاجز النفسي

لا احد ينكر ان اى شخص منا مهما كانت درجة تعليمه او مكانته او موقعه علي السلم الاجتماعي يمكن ان ينتابه في وقت من الأوقات ونتيجة لأى ظرف خاص بعض الأضطراب الذى يؤثر في حالته النفسية ومزاجه ويتأثر تبعاً لذلك أداؤه لعمله ونمط حياته بطريقة أو بأخرى ، إن ذلك علامة علي الاضطراب النفسي الذى يمكن أن يصيب اى شخص مهما كانت قوة احتماله ، لكن الناس يتفاوتون فيما بينهم في تفاعلهم مع الاضطراب النفسي ومع ضغوط الحياة تبعا لتكوينهم النفسي وطبيعة شخصيتهم ، ما نريد تأكيده هنا هو ان المريض النفسي ليس شخصا مختلفا عنا بل هو آي واحد من تعرض لظرف يفوق طاقة الاحتمال المعتادة او لأنه بحكم تكوينه شخص مرهف الحس لم يستطع احتمال ضغوط الحياة فظهرت عليه علامات الاضطراب النفسي ، وفي كل هذه الحالات فإن الأمر لا يتطلب هذه النظرة السلبية من المحيطين به بل يجب مساندته حتي تمر هذه الأزمة بسلام دون خسائر كبيرة من جراء الاضطراب النفسي .



لكن الواقع غير ذلك ، فهناك حاجز نفسي قائم بين الناس في المجتمع بصفة عامة وبين مرضي النفس بل يمتد ليشمل كل ما يتعلق بهم من العيادات والمستشفيات النفسية ، وحتي الأطباء النفسيين ، وكل ما يتعلق بالطب
النفسي بصفة عامة ، ويسهم هذا الحاجز النفسي في ايجاد اتجاه سلبي نحو الطب النفسي يسبب عزوف الناس وترددهم في التعامل مع الجهات التي تقدم الخدمات النفسية ، ويمكن لنا ملاحظة ذلك بوضوح من خلال عملنا بالطب النفسي حيث يحاول المريض واهله الابتعاد عن العيادات والمستشفيات والمعالجين الشعبيين حتي تتفاقم الحالة ولا يصبح هناك لبد من استشارة الطبيب النفسي فعند ذلك فقط يحضرون رغماً الي العيادات النفسية .




والغريب ان الحاجز
النفسي الذى تحدثنا عنه بين الناس والطب النفسي لا يقتصر وجوده علي عامة الناس بل يمتد ايضا ليشمل فئات يفترض ان تكون اكثر فهما لدور الطب النفسي في علاج الأمراض النفسية بالطرق الحديثة ، فقد اثبتت دراسات علي طلبة كليات الطب انهم لا يفضلون التخصص في هذا المجال بل وينظرون اليه علي انه اقل شأناً من تخصصات الطب الاخرى كالجراحة والطب الباطني وطب الأطفال ، ليس ذلك فحسب بل إن الاطباء من تخصصات الطب المختلفة كثيراً ما يكون لديهم فكرة خاطئة وغير دقيقة عن مجال الطب النفسي مما يدفعهم الي عدم التعاون مع الأطباء النفسيين وعدم فهم اساليب تشخيص وعلاج المرضي النفسيين بل إن بعض الأطباء من تخصصات الطب الاخرى كثيراً ما يتجنبون التعامل مع آي مريض نفسي حيث يعتقد البعض منهم ان مرضي النفس هم مصدر خطر محقق علي كل من يقترب منهم ، وهذه النظرة تفتقد الي الموضوعية بدليل أننا كأطباء نفسيين نتعامل مع كل حالات الاضطرابات النفسية والعقلية بسلاسة بالغة في كل الحالات .



وصمة .. أسمها المرض النفسي

كثيراً ما يعبر المرضي النفسيون عن عدم ارتياحهم لمجرد زيارة الطبيب النفسي ، وينسحب ذلك علي المرضي الذين تضطرهم حالتهم المرضية لزيارة العيادات الخاصة او مستشفيات الطب النفسي ، إننا نلمس قلق المريض حين نجده يخشي ان يراه احد معارفه اواقاربه او جيرانه وهو في هذا المكان ، ان معني ذلك ان وصمة المرض العقلي او " الجنون " سوف تلحق به ويصعب عليه فيما بعد مهما فعل ان يصحح المفهوم الذى تكون لدى الناس عنه ، ويزيد الأمر تعقيدا اذا كانت المريضة فتاة فمعني ذلك ان هذه الوصمة سوف تهدد مستقبلها ، فمن من الشباب سيقدم علي الزواج منها حين يعلم انها ترددت او قامت بزيارة الطبيب النفس ولو لمرة واحدة !



ولا شك ان مفهوم الوصمة ليس حكرا علي مجتمع بعينه او انها مشكلة محلية بل إن الارتباط بين الطب
النفسي وهذا المفهوم السلبي موجود حتي في المجتمعات الغربية المتقدمة ولو بدرجة أقل ، إنني اتفهم تماما ما يطلبه بعض المرضي حين يطلبون الاستشارة في موضوع نفسي لكنهم يصرون علي عدم وضع اسمائهم في اى سجل رسمي او فتح ملف لهم ويعتبرون ذلك مشكلة هائلة قد تهدد حياتهم فيما بعد .



والطريف ان بعض المواقف المتناقضة تحدث للطبيب
النفسي حين يلتقي مع مريض له مصادفة في الشارع او السوق او في مكان عام ، ومن خلال ملاحظتي الشخصية فإن المرضي قد يتصرفون باحدى طريقتين ، فمنهم من لدية شجاعة ليقوم بتحية وقد يسلم عليه بحرارة وهذا يتطلب شجاعة كبيرة من جانب المريض لأنه بذلك يعلم تماماً حين يلتقي به في آي مكان بل قد يشيح بوجهه وكأنما يريد ان يطرد عنه شبحاً مخيفاً يذكره بحالة المرض التي تعتبر اشد حالات الضعف الإنساني ، إن هذه المواقف هي من خصوصيات الطب النفسي ولا تنطبق علي الأطباء من آي تخصص آخر !
 
المرض النفسي ليس عيباً

يجب أن تتغير نظرة الناس بصفة عامة الي الطب النفسي ، وان يتبني الجميع مفاهيم واتجاهات ايجابية نحو المرضي النفسيين ، والمستشفيات ومراكز العلاج النفسي ، والطب النفسي بصفة عامة ، إن ذلك يمكن ان يتحقق حين تتوفر الحقائق والمعلومات الصحيحة حول الموضوعات النفسية لتحل محل المعتقدات السائدة حالياً ، وهذا هو دور الإعلام والجهود التي يمكن ان تبذل للتوعية النفسية الجيدة ، فالمريض النفسي هو شخص طبيعي لا يختلف عني وعنك عزيزى القارئ سوى في المعاناة التي تسببت في اضطراب حياته وعوامل لا دخل له بها ، وعلي الجميع مساندته حتي يتمكن من تجاوز هذه الازمة ، ومن الممكن ان يعود ليؤدى دوره في الحياة كاملاً نحو اسرته ونحو عمله ونحو المجتمع .



وعلينا جميعاً ان لا نتخلي عن مرضي النفس فإن قبولهم ومساعدتهم تشكل حجر الزاوية في عملية العلاج التي يشترك فيها الطبيب مع اسرة المريض وأصدقائة والمجتمع ، والمبدأ الذى يتبناه الطبيب
النفسي هو مساعدة المريض حتي لو لم نوافق علي ما يفعله إذا كان مدمنا او منحرفا او خارجا علي التقاليد ، فننصره ظالما او مظلوما حتي يتم علاجه ويعود الي الحياة بدلا من الاستمرار في الاضطراب الذى يؤدى الي الاعاقة الكاملة .



اما مسألة الوصمة فإنها قد تحتاج الي مزيد من الوقت والجهد حتي يتم حلها ، لكن احد الاساليب البسيطة هي ادماج عيادات الخدمة النفسية في المستشفيات العامة حتي لا يجد المرضي حرجاً في التردد عليها ، كما أن الأطباء النفسيين ، يتعين عليهم الخروج الي المجتمع والتواصل مع كل من يحتاج الي خدماتهم في اماكنهم ، ويمثل ذلك الاتجاه الحديث في ممارسة الطب
النفسي في المجتمع .



وعلي الجميع ان يعلموا ان الانسان هوالجسد والنفس يتكاملان معاً ، وإذا كان الانسان لا يجد حرجاً في علاج اى علة تلم به وتصيب اى جزء من جسده فيذهب دون تردد الي الاطباء المختصين في الطب الباطني والجراحة وامراض الانف والاذن أو الاسنان ، فإنه من باب اولي ان لا يجد اى حرج او يعتبر ذلك
وصمة غير مقبولة في أن يطلب العلاج اذا شعر بأى اضطراب او خلل يصيب النفس لدى الأطباء والمعالجين النفسيين ، فكما أن الأطباء من مختلف التخصصات يعملون في علاج الجسد ، فهناك ايضا من يقوم بإصلاح العقل والنفس .. والله سبحانه هو الشافي من كل شئ .
 
الوسوم
الجنـــــون مـرض؟؟ هـل هـو
عودة
أعلى