جيران

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
أُغلِقُ الباب بهدوء، لتصدمني ببابها يُفتَح مرّة تلو أخرى، أفرّ من نظراتها النهمة تريد التهام أولادي، من أسئلتها الملحة تريد اختراق ذاكرتي، أتصنّع العجلة، تتشبّث بي لتسألني عن حالة الجوّ، عن الأسعار، تخنقني، وتصرّ على ملاحقتي تلك المرأة الثقيلة ، إذْ لا عمل يشغلها، و لا زوج يشاكسها، و لا ولداً تهتم لأمره. و لا وقت لديّ لأصرفه عند الجارة الجديدة في شرب القهوة.
خرجت عصر الجمعة من الباب مسرعة قبل أن تراني بصحبة زوجي والأولاد، أحمي نفسي وذرّيتي بالمعوّذات، و عندما جُرح ابني بسياج الحديقة وهو يتأرجح على غصن الشّجرة أيقنت أن عينها حسودة، و أنّها تقف لتراقبنا من النّافذة.
في المشفى، وعلى السرير المجاور تتمدّد امرأة وحيدة، تتأوّه، صدمني صوتها: أهذا أنت؟ كيف لحقت بنا؟
تبتسم السيّدة بمرارة: أقيم هنا منذ يومين بعد حادث السير، لم يسأل أحد عنّي، وبصوت تخنقه الدّموع تصفعني: هل يمكن لزوجك أن يطمئن على ابني الأبكم العاجز في البيت؟
 
الوسوم
جيران
عودة
أعلى