نجحت العمليه ومات المريض

سيد

الاعضاء
أنا كغيري من البسطاء يؤثر فينا المحسوس والملموس أكثر من أي شيء آخر ، لذلك يراودنا العجب حين نرى متدينا يطيل سجوده ثم يأكل لحم الناس بالغيبة ، و يستحل كرامتهم بالذكر السيىء .
لا يخدعنا كثيرا صاحب المسبحة الذي لا تنفك شفتاه تسبحان و تشكران الله سبحانه و تعالى ، و نحن نرى أولاده و عائلته يتجرعون منه الذل و الهوان ، و نسمع جيرانه يشكون من سوء خلقه و انفلات لسانه معهم .
أصبحت المظاهر آخر ما يفكر فيه العقلاء ، لأن عقولهم تدفعهم إلى معرفة جوهر الرجال بعيدا عن ( البرستيج ) و الشكل الذي يحبون أن يراهم الناس عليه ، لقد سألني مرة أحد الأعزة عن صديق لي تقدم لطلب ابنته قائلا : هل هو ملتزم ؟ سألته و ما قصدك بالملتزم ؟ فسألني عن لحيته و عن حضوره للمسجد و عن سماعه للغناء و قراءته للقرآن ؟
تعجبت كثيرا و قلت له : نعم له هذه المظاهر الدينية ، فاستغرب من قولي مظاهر دينية ، و سألني عن قصدي ؟ قلت له : اسأل بعد ذلك عن علاقته مع والديه و أصدقائه في العمل ، و تصرفه في الأمانات ، و كرمه و كرامته ، و بخله و تحمله للمسؤولية ، و نظرته للمرأة ، و كل الأمور الحياتية العملية ، ثم طابقها مع المسجد و اللحية و غيرها من المظاهر ، حتى لا تصل إلى نتيجة أن الإيمان النظري قوي و واقع العمل به هزيل .
لقد ورد في الأثر ( إن الله لا ينظر إلى صوركم و أموالكم و لكن إلى قلوبكم و أعمالكم ) و ورد كذلك ( من لم يدع قول الزور و العمل به و الجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه و شرابه ) و ورد ( لا تغرنك صلاة الرجل و لا صيامه من شاء صام و من شاء صلى ، و لكن لا دين لمن لا أمانة له ) .
إن أكثر ما يحز في النفس هو أن تسمح لك ظروف قاهرة أن تطلع على حياة بعض أصحاب المظاهر الدينية و أصحاب الضجيج و البكاء العالي من خوف الله في المحاضر العامة ، فتكتشف واقعا صادما مريرا ، ترى فيه الزبد و الهراء يعلو علاقاتهم مع زوجاتهم و أولادهم و معاملاتهم المادية و حفظهم للأمانات و تحملهم للمسؤولية .
تجاوزنا مرحلة الصغر التي كنا نعطى القمر فيها بيد و الشمس باليد الأخرى بكلام حلو عسلي ، و بدأنا نطابق بين القول و بين الواقع ، بين الخطب الرنانة في آذاننا و بين المشاهد التي نراها بأم أعيننا .
ان تنجح العملية الدينية أو التدينية في حياة الإنسان و هو موغل في تجاوز الخطوط الحمر خارج المسجد ، و بعد لحظات التهجد و التنسك ، فهذه معادلة غير واضحة على صعيد الفرد ، و لن تكون مقبولة و واضحة لو مارسنا كأفراد و مؤسسات أمثالها على صعيد المجتمع .
لا يمكن لأي وزارة و في أي بلد كان أن تقنعنا أن اقتصادها لم يتأثر بالأزمة العالمية بسبب التدابير الناجحة التي اتخذتها تلك الوزارة ، بينما يصرخ المستثمرون و يستنجدون بمنقذ يحفظ لهم و لو الربع من أصول أموالهم .
لا يمكن أن تكون التدابير ناجحة و صادقة و الناس يلحظون في حياتهم غيابا مقلقا للطبقة الوسطى في مجتمعاتهم و زيادة نسبة الفقر ، و تفشي الحاجة و العوز بين المستورين و المتعففين في هذا البلد أو ذاك .
لن نصغي كثيرا لمؤسسات و نقابات و هيئات حقوق الإنسان في أي بلد كان و هي تتشدق بنجاح خططها و تقدم خطواتها و كثرة منشوراتها و اجتماعاتها و مهرجاناتها حتى نرى الإنسان كريما آمنا مطمئنا بالفعل على قوته و دينه و رأيه و حريته .
نعم سنقبل بذلك كخطوة في الطريق ، و سنتجاوب قاصدين دفع المساعي الخيرة كي تصل مبتغاها ، فنشجعها و نشد على يد من يعمل لأجلها ، و نساعد على نشر ثقافتها ، من دون أن تكون مظاهرها مقاييس نحكم على الأمور بسببها .
لا يمكن دائما التصفيق لعمليات ناجحة يموت فيها المرضى ، و يكرم فيها الأطباء فوق جثث قتلاهم ، قد يحدث ذلك اتفاقا و لمريض بين ألف مريض ، لكن أن تكون السمة المتكررة هي الخطط الناجحة و الواقع المريض ، فهذا يستدعي أن تقرأ كل جهة و مؤسسة و دائرة نجاحها بعين لم يصبها العمى
 
متشكررررررررررر
كتيرررررررررررر
على مرورك
ايفلين
 
مشرفة الصحه
عندنا
يامرحبا يا مرحبا
نورك غطا
على الكهربا
شكرا على المرور
سااااااااااااااااره
 
الوسوم
العمليه المريض نجحت ومات
عودة
أعلى