الامام مالك

ياسر المنياوى

شخصية هامة
الامام مالك

هو مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحى، وكنيته أبو عبد الله وقد لقب بامام
دار الهجرة، ولد بالمدينة سنة 93 هجريا وكان مالك طويلا عظيم الهامة أشقر ،أزرق العينين ، عظيم اللحية،وكان متصفا بحسن الخلق والرزانة وسرعة الحفظ
والفهم منذ صباه وهو أحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة .

وقد عاش مالك حياته كلها بالمدينة المنورة مهبط الوحى ومقر التشريع وموطن
جمهرةالصحابة ومحط رجال العلماء والفقهاء ولم يرحل من المدينة الا الى مكة
حاجا، وقد تلقى مالك علومه على يد علماء المدينة وظل يأخذ وينهل من العلم
حتى سن السابعةعشرةوقام بالتدريس بعدأن شهد له شيوخه بالحديث والفقه وقد قال مالك: ما جلست للفتوى حتى شهد لى سبعون شيخا أنى أهل لذلك .

ويعتبر الامام مالك امام أهل الحجاز فى عصره واليه ينتهى فقه المدينة وقد
أجمع العلماء على أمانته ودينه وورعه،قال الشافعى"مالك حجة الله على خلقه" وقال عبد الرحمن بن مهدى " ما رأيت أحدا أتم عقلا ولا أشد تقوى من مالك " .

وقد شهد له جميع الأئمةبالفضل حتى قالوا"لا يفتى ومالك فىالمدينة وقد قصده
العلماء وطلاب العلم من كل قطر ليأخذوا عنه "، لذا انتشر مذهبه فى كثير من
الأقطار على أيدى تلاميذه الذين أخذوا عنه،وللامام مالك كتاب ( الموطأ ) من
أكبرآثار الامام مالك التى نقلت عنه،وقد طبع بروايتين احدهما رواية ( محمد
بن الحسن الشيبانى) وهو من أصحاب أبى حنيفة والثانيةرواية ( يحيى بن يحيى
الليثى الأندلسى ) ، وبجانب ( الموطأ ) فللامام مالك كتاب ( المدونة ) وقد
احتوى على جميع آراء الامام مالك المخرجة على أصوله وهو من أهم الكتب التى
حفظت مذهبه .

وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( يوشك أن يضرب
الناس أكباد الابل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة ) وقد
روىعن أبى عيينةأن سئل من عالم المدينة؟ فقال:أنه مالك بن أنس رواه الامام
الترمذى فى سننه ،وكان هارون الرشيد قد بعث الى الامام مالك ليأتيه فيحدثه
بعلمه فقال الامام (العلم يؤتى) فقصد هارون الرشيد منزله واستندالىالجدار فقال مالك : ياأمير المؤمنين من اجلال رسول الله اجلال العلم فجلس بين يديه فحدثه .
وقد تعرض الامام مالك لبعض المحن نتيجة بعض الفتاوى التى تغضب الحكام حيث
أفتى بعدم لزوم طلاق المكره،وكانوايكرهون الناس علىالحلف بالطلاق عندالبيعة
فرأى الخليفة والحكام أن الفتوى تنقض البيعة التى يبايعها من حلف بالطلاق ،وبسبب ذلك ضرب بالسياط وانفكت ذراعه بسبب الضرب الذى أوقعه عليه ( جعفر بن سليمان) والى المدينةوقدبنى مالك مذهبه على أصول هى كتاب الله وسنة رسول
الله صلىالله عليه وسلم والاجماع والقياس وقول الصحابى والمصلحةالمرسلةوالعرف وسد الذرائع والاستحسان والاستصحاب .

وكان اذامارأى المصلحة فى أحداهما قدمه علىالأخر ويلاحظ أن استعمال المصلحة
قدسيطرعلى كثير من المسائل حتى اقترنت المصلحة بالمذهب فكثيرا من المسائل
المستنده الى الرأى جاءت على أساس المصلحة بل وكانت المصلحة أحيانا تقدم على القياس ، ويعتبر الامام مالك صاحب مذهب فردى مستقل جاء نتيجة اجتهاده هوبنفسه وليس لأصحابه الا القليل من الأحكام التى استنبطوها بناءا على أصول أمامهم .

وقد ذاع صيت مذهب الامام مالك فى جميع الأقطار فرحل الناس اليه من كل مكان
وظل يعلم ويفتىقرابةسبعين عامافكثر تلاميذه فىالحجازواليمن وخراسان والشام
ومصر والمغرب والأندلس ،وقد توفى مالك – رحمه الله – بالمدينة سنه179 هجريا.
 
الوسوم
الامام مالك
عودة
أعلى