قصّة (في الطّريق)

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
قصّة (في الطّريق)
خذلَ الوجعُ قدميها، جنينها يركلُ بطنَها بشدّةٍ احتجاجاً على توتّرها، طفلتها على صدرها تبكي، والصّغير ترك يمناها، وتدحرج على التّراب. توقّفت لتلتقطه، وهي تئنّ: قم أرجوك. لم تعد قادرة على الوقوف رغم نداءات الاستعجال، فالرّكب يفرّ من قذائف الموت إلى ما يجهلون، وأوّل الرّاكضين لا يدري عن آخرهم شيئا. الذّعر سيّد المقام، والمرأة المنهكة في مواجهة كل أعداء الإنسان. تشبّثت بمكانها، تلاشت همهمات رفاق الشّتات بين أصوات غريبة تصمّ الأذن. انكبّت على صغارها تخفي وجوههم بانتظار حكم القدر، أفاقت على بكائهم، وبضاعة الأشلاء المتناثرة تحيط بها، وجنينها يصر على مغادرة قوقعته وملاقاة نور الحياة.
 
الوسوم
الطّريق في قصّة
عودة
أعلى