تفسير الجلالين

رد: بعض من تفسير الجلاين

114. ( لا خير في كثير من نجواهم ) أي الناس أي ما يتناجون فيه ويتحدثون ( إلا ) نجوى ( من أمر بصدقة أو معروف ) عمل بر ( أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ) المذكور ( ابتغاء ) طلب ( مرضات الله ) لا غيره من أمور الدنيا ( فسوف نؤتيه ) بالنون والياء أي الله ( أجرا عظيما )
115. ( ومن يشاقق ) يخالف ( الرسول ) فيما جاء به من الحق ( من بعد ما تبين له الهدى ) ظهر له الحق بالمعجزات ( ويتبع ) طريقا ( غير سبيل المؤمنين ) أي طريقهم الذي هم عليه من الدين بأن يكفر ( نوله ما تولى ) نجعله واليا لما تولاه من الضلال بأن نخلي بينه وبينه في الدنيا ( ونصله ) ندخله في الآخرة ( جهنم ) فيحترق فيها ( وساءت مصيرا ) مرجعا هي
116. ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ) عن الحق
117. ( إن ) ما ( يدعون ) يعبد المشركون ( من دونه ) أي الله ، أي غيره ( إلا إناثا ) أصناما مؤنثه كاللات والعزى ومناة ( وإن ) ما ( يدعون ) يعبدون بعبادتها ( إلا شيطانا مريدا ) خارجا عن الطاعة لطاعتهم له فيها وهو إبليس
118. ( لعنه الله ) أبعده عن رحمته ( وقال ) أي الشيطان ( لأتخذن ) لأجعلن لي ( من عبادك نصيبا مفروضا ) مقطوعا أدعوهم إلى طاعتي
119. ( ولأضلنهم ) عن الحق بالوسوسة ( ولأمنينهم ) ألقي في قلوبهم طول الحياة أن لا بعث ولا حساب ( ولآمرنهم فليبتِّكن ) يقطعن ( آذان الأنعام ) وقد فعل ذلك بالبحائر ( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ) دينه بالكفر وإحلال ما حرم الله وتحريم ما أحل ( ومن يتخذ الشيطان وليا ) يتولاه ويطيعه ( من دون الله ) أي غيره ( فقد خسر خسرانا مبينا ) بيناً لمصيره إلى النار المؤبدة عليه
120. ( يعدهم ) طول العمر ( ويمنيهم ) نيل الآمال في الدنيا وأن لا بعث ولا جزاء ( وما يعدهم الشيطان ) بذلك ( إلا غرورا ) باطلا
121. ( أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا ) معدلا
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

122. ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ) أي وعدهم الله ذلك وحقه حقا ( ومن ) أي لا أحد ( أصدق من الله قيلا ) أي قولا
123. ونزل لما افتخر المسلمون وأهل الكتاب ( ليس ) الأمر منوطا ( بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ) بل بالعمل الصالح ( من يعمل سوء يجز به ) إما في الآخرة أو الدنيا بالبلاء والمحن كما ورد في الحديث ( ولا يجد له من دون الله ) أي غيره ( وليا ) يحفظه ( ولا نصيرا ) يمنعه منه
124. ( ومن يعمل ) شيئا ( من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون ) بالبناء للمفعول والفاعل ( الجنة ولا يظلمون نقيرا ) قدر نقرة النواة
125. ( ومن ) أي لا أحد ( أحسن دينا ممن أسلم وجهه ) أي انقاد واخلص عمله ( لله وهو محسن ) موحد ( واتبع ملة إبراهيم ) الموافقة لملة الإسلام ( حنيفا ) حال أي مائلا عن الأديان كلها إلى الدين القيم ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) صفيا خالص المحبة له
126. ( ولله ما في السماوات وما في الأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( وكان الله بكل شيء محيطا ) علما وقدرة أي لم يزل متصفا بذلك
127. ( ويستفتونك ) يطلبون منك الفتوى ( في ) شأن ( النساء ) وميراثهن ( قل ) لهم ( الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب ) القرآن من آية الميراث ويفتيكم أيضا ( في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب ) فرض ( لهن ) من الميراث ( وترغبون ) أيها الأولياءعن ( أن تنكحوهن ) لدمامتهن وتعضلوهن أن يتزوجن طمعا في ميراثهن أي يفتيكم أن لا تفعلوا ذلك وفي ( والمستضعفين ) الصغار ( من الولدان ) أن تعطوهم حقوقهم ويأمركم ( وأن تقوموا لليتامى بالقسط ) بالعدل في الميراث والمهر ( وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما ) فيجازيكم به
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

128. ( وإن امرأة ) مرفوع بفعل يفسره ( خافت ) توقعت ( من بعلها ) زوجها ( نشوزا ) ترفعا عنها بترك مضاجعتها والتقصير في نفقتها لبغضها وطموح عينه إلى أجمل منها ( أو إعراضا ) عنها بوجهه ( فلا جناح عليهما أن يصَّالحا ) فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد وفي قراءة { يُصلِحا } من أصلح ( بينهما صلحا ) في القسم والنفقة بأن تترك له شيئا طلبا لبقاء الصحبة فإن رضيت بذلك وإلا فعلى الزوج أن يوفيها حقها أو يفارقها ( والصلح خير ) من الفرقة والنشوز والإعراض قال تعالى في بيان ما جبل عليه الإنسان ( وأحضرت الأنفس الشح ) شدة البخل أي جبلت عليه فكأنها حاضرته لا تغيب عنه ، المعنى أن المرأة لا تكاد تسمح بنصيبها من زوجها والرجل لا يكاد يسمح عليها بنفسه إذا أحب غيرها ( وإن تحسنوا ) عشرة النساء ( وتتقوا ) الجور عليهن ( فإن الله كان بما تعملون خبيرا ) فيجازيكم به
129. ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا ) تسووا ( بين النساء ) في المحبة ( ولو حرصتم ) على ذلك ( فلا تميلوا كل الميل ) إلى التي تحبونها في القسم والنفقة ( فتذروها ) أي تتركوا الممال عنها ( كالمعلقة ) التي لا هي أيم ولا هي ذات بعل ( وإن تصلحوا ) بالعدل بالقسم ( وتتقوا ) الجور ( فإن الله كان غفورا ) لما في قلبكم من الميل ( رحيما ) بكم في ذلك
130. ( وإن يتفرقا ) أي الزوجان بالطلاق ( يغن الله كلا ) عن صاحبه ( من سعته ) أي فضله بأن يرزقها زوجا غيره ويرزقه غيرها ( وكان الله واسعا ) لخلقه في الفضل ( حكيما ) فيما دبر لهم
131. ( ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب ) بمعنى الكتب ( من قبلكم ) أي اليهود والنصارى ( وإياكم ) يا أهل القرآن ( أن ) أي بأن ( اتقوا الله ) خافوا عقابه بأن تطيعوه ( و ) قلنا لهم ولكم ( إن تكفروا ) بما وصيتم به ( فإن لله ما في السماوات وما في الأرض ) خلقا وملكا وعبيدا فلا يضره كفركم ( وكان الله غنيا ) عن خلقه وعبادتهم ( حميدا ) في صنعه بهم
132. ( ولله ما في السماوات وما في الأرض ) كرره تأكيدا لتقرير موجب التقوى ( وكفى بالله وكيلا ) شهيدا بأن ما فيهما له
133. ( إن يشأ يذهبكم ) يا ( أيها الناس ويأت بآخرين ) بدلكم ( وكان الله على ذلك قديرا )
134. ( من كان يريد ) بعمله ( ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة ) لمن أراده لا عند غيره فلم يطلب أحدكم الأخس وهلا طلب الأعلى باخلاص له حيث كان مطلبه لا يوجد إلا عنده ( وكان الله سميعا بصيرا )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

135. ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين ) قائمين ( بالقسط ) بالعدل ( شهداء ) بالحق ( لله ولو ) كانت الشهادة ( على أنفسكم ) فاشهدوا عليها بأن تقروا بالحق ولا تكتموه ( أو ) على ( الوالدين والأقربين إن يكن ) المشهود عليه ( غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما ) منكم وأعلم بمصالحهما ( فلا تتبعوا الهوى ) في شهادتكم بأن تحابوا الغني لرضاه أو الفقير رحمة له ( أن ) لا ( تعدلوا ) تميلوا عن الحق ( وإن تلووا ) تحرفوا الشهادة ، وفي قراءة { تلُوا } بحذف الواو الأولى تخفيفا ( أو تعرضوا ) عن أدائها ( فإن الله كان بما تعملون خبيرا ) فيجازيكم به
136. ( يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا ) داوموا على الإيمان ( بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله ) محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن ( والكتاب الذي أنزل من قبل ) على الرسل بمعنى الكتب ، وفي قراءة بالبناء للفاعل في الفعلين ( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا ) عن الحق
137. ( إن الذين آمنوا ) بموسى وهم اليهود ( ثم كفروا ) بعبادتهم العجل ( ثم آمنوا ) بعده ( ثم كفروا ) بعيسى ( ثم ازدادوا كفرا ) بمحمد ( لم يكن الله ليغفر لهم ) ما أقاموا عليه ( ولا ليهديهم سبيلا ) طريقا إلى الحق
138. ( بشر ) أخبر يا محمد ( المنافقين بأن لهم عذابا أليما ) مؤلما هو عذاب النار
139. ( الذين ) بدل أو نعت المنافقين ( يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ) لما يتوهمون فيهم من القوة ( أيبتغون ) يطلبون ( عندهم العزة ) استفهام إنكار ، أي لا يجدون عندهم ( فإن العزة لله جميعا ) في الدنيا والآخرة ولا ينالها إلا أولياؤه
140. ( وقد نَزَّل ) بالبناء للفاعل والمفعول ( عليكم في الكتاب ) القرآن في سورة الأنعام ( أن ) مخففة واسمها محذوف أي أنه ( إذا سمعتم آيات الله ) القرآن ( يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم ) أي الكافرين والمستهزئين ( حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا ) إن قعدتم معهم ( مثلهم ) في الإثم ( إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ) كما اجتمعوا في الدنيا على الكفر والاستهزاء
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

141. ( الذين ) بدل من الذين قبله ( يتربصون ) ينتظرون ( بكم ) الدوائر ( فإن كان لكم فتح ) ظفر وغنيمة ( من الله قالوا ) لكم ( ألم نكن معكم ) في الدين والجهاد فأعطونا من الغنيمة ( وإن كان للكافرين نصيب ) من الظفر عليكم ( قالوا ) لهم ( ألم نستحوذ ) نستول ( عليكم ) ونقدر على أخذكم وقتلكم فأبقينا عليكم ( و ) ألم ( نمنعكم من المؤمنين ) أن يظفروا بكم بتخذيلهم ومراسلتكم بأخبارهم فلنا عليكم المنة ، قال تعالى ( فالله يحكم بينكم ) وبينهم ( يوم القيامة ) بأن يدخلكم الجنة ويدخلهم النار ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) طريقا بالاستئصال
142. ( إن المنافقين يخادعون الله ) بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر فيدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية ( وهو خادعهم ) مجازيهم على خداعهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة ( وإذا قاموا إلى الصلاة ) مع المؤمنين ( قاموا كسالى ) متثاقلين ( يراؤون الناس ) بصلاتهم ( ولا يذكرون الله ) يصلون ( إلا قليلا ) رياء
143. ( مذبذبين ) مترددين ( بين ذلك ) الكفر والإيمان ( لا ) منسوبين ( إلى هؤلاء ) أي الكفار ( ولا إلى هؤلاء ) أي المؤمنين ( ومن يضللـ ) ـه ( الله فلن تجد له سبيلا ) طريقا إلى الهدى
144. ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم ) بموالاتهم ( سلطانا مبينا ) برهاناً بيناً على نفاقكم
145. ( إن المنافقين في الدرك ) المكان ( الأسفل من النار ) وهو قعرها ( ولن تجد لهم نصيرا ) مانعا من العذاب
146. ( إلا الذين تابوا ) من النفاق ( وأصلحوا ) عملهم ( واعتصموا ) وثقوا ( بالله وأخلصوا دينهم لله ) من الرياء ( فأولئك مع المؤمنين ) فيما يؤتونه ( وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما ) في الآخرة وهو الجنة
147. ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم ) نعمه ( وآمنتم ) به والاستفهام بمعنى النفي أي لا يعذبكم ( وكان الله شاكرا ) لأعمال المؤمنين بالإثابة ( عليما ) بخلقه
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

148. ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول ) من أحد أي يعاقبه عليه ( إلا من ظلم ) فلا يؤاخذه بالجهر به بأن يخبر عن ظلم ظالمه ويدعو عليه ( وكان الله سميعا ) لما يقال ( عليما ) بما يفعل
149. ( إن تبدوا ) تظهروا ( خيرا ) من أعمال البر ( أو تخفوه ) تعملون سرا ( أو تعفوا عن سوء ) ظلم ( فإن الله كان عفوا قديرا )
150. ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ) بأن يؤمنوا به دونهم ( ويقولون نؤمن ببعض ) من الرسل ( ونكفر ببعض ) منهم ( ويريدون أن يتخذوا بين ذلك ) الكفر والإيمان ( سبيلا ) طريقا يذهبون إليه
151. ( أولئك هم الكافرون حقا ) مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله ( وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ) ذا إهانة وهو عذاب النار
152. ( والذين آمنوا بالله ورسله ) كلهم ( ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم ) بالياء والنون ( أجورهم ) ثواب أعمالهم ( وكان الله غفورا ) لأوليائه ( رحيما ) بأهل طاعته
153. ( يسألك ) يا محمد ( أهل الكتاب ) اليهود ( أن تنزل عليهم كتابا من السماء ) جملة كما أنزل على موسى تعنتا فإن استكبرت ذلك ( فقد سألوا ) أي آبائهم ( موسى أكبر ) أعظم ( من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ) عيانا ( فأخذتهم الصاعقة ) الموت عقابا لهم ( بظلمهم ) حيث تعنتوا في السؤال ( ثم اتخذوا العجل ) إلها ( من بعد ما جاءتهم البينات ) المعجزات على وحدانية الله ( فعفونا عن ذلك ) ولم نستأصلهم ( وآتينا موسى سلطانا مبينا ) تسلطا بينا ظاهرا عليهم حيث أمرهم بقتل أنفسهم توبة فأطاعوه
154. ( ورفعنا فوقهم الطور ) الجبل ( بميثاقهم ) بسبب أخذ الميثاق عليهم ليخافوا فقبلوه ( وقلنا لهم ) وهو مظِلٌّ عليهم ( ادخلوا الباب ) باب القرية ( سجدا ) سجود انحناء ( وقلنا لهم لا تعْدُوا ) وفي قراءة بفتح العين وتشديد الدال وفيه إدغام التاء في الأصل في الدال { تعَدّوا } أي لا تتعدوا ( في السبت ) باصطياد الحيتان فيه ( وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ) على ذلك فنقضوه
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

155. ( فبما نقضهم ) ما زائدة والباء للسببية متعلقة بمحذوف ، أي لعناهم بسبب نقضهم ( ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم ) للنبي صلى الله عليه وسلم ( قلوبنا غلف ) لا تعي كلامك ( بل طبع ) ختم ( الله عليها بكفرهم ) فلا تعي وعظا ( فلا يؤمنون إلا قليلا ) منهم كعبد الله بن سلام وأصحابه
156. ( وبكفرهم ) ثانيا بعيسى وكرر الباء للفصل بينه وبين ما عطف عليه ( وقولهم على مريم بهتانا عظيما ) حيث رموها بالزنا
157. ( وقولهم ) مفتخرين ( إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ) في زعمهم ، أي بمجموع ذلك عذبناهم قال تعالى تكذيبا لهم في قتله ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ) المقتول والمصلوب وهو صاحبهم بعيسى ، أي ألقى الله عليه شبهه فظنوه إياه ( وإن الذين اختلفوا فيه ) أي في عيسى ( لفي شك منه ) من قتله حيث قال بعضهم لما رأوا المقتول الوجه وجه عيسى والجسد ليس بجسده فليس به وقال آخرون بل هو هو ( ما لهم به ) بقتله ( من علم إلا اتباع الظن ) استثناء منقطع ، أي لكن يتبعون فيه الظن الذي تخيلوه ( وما قتلوه يقينا ) حال مؤكدة لنفي القتل
158. ( بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا ) في ملكه ( حكيما ) في صنعه
159. ( وإن ) ما ( من أهل الكتاب ) أحد ( إلا ليؤمنن به ) بعيسى ( قبل موته ) أي الكتابي حين يعاين ملائكة الموت فلا ينفعه إيمانه أو قبل موت عيسى لما ينزل قرب الساعة كما ورد في حديث ( ويوم القيامة يكون ) عيسى ( عليهم شهيدا ) بما فعلوه لما بعث إليهم
160. ( فبظلم ) أي فبسبب ظلم ( من الذين هادوا ) هم اليهود ( حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ) هي التي في قوله تعالى: { حرمنا كل ذي ظفر } الآية ( وبصدهم ) الناس ( عن سبيل الله ) دينه صدا ( كثيرا )
161. ( وأخذهم الربا وقد نهوا عنه ) في التوراة ( وأكلهم أموال الناس بالباطل ) بالرشا في الحكم ( وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما ) مؤلما
162. ( لكن الراسخون ) الثابتون ( في العلم منهم ) كعبد الله بن سلام ( والمؤمنون ) المهاجرون والأنصار ( يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ) من الكتب ( والمقيمين الصلاة ) نصب على المدح وقرئ بالرفع ( والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم ) بالنون والياء ( أجرا عظيما ) هو الجنة
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

163. ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) وكما ( وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ) ابنيه ( ويعقوب ) ابن إسحاق ( والأسباط ) أولاده ( وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا ) أباه ( داود زَبورا ) بالفتح اسم للكتاب المؤتى ، وبالضم مصدر بمعنى مزبورا أي مكتوبا
164. وأرسلنا ( ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ) روي أنه تعالى بعث ثمانية آلاف نبي أربعة آلاف من إسرائيل وأربعة آلاف من سائر الناس قاله الشيخ في سورة غافر ( وكلم الله موسى ) بلا واسطة ( تكليما )
165. ( رسلا ) بدل من رسلا قبله ( مبشرين ) بالثواب من آمن ( ومنذرين ) بالعقاب من كفر أرسلناهم ( لئلا يكون للناس على الله حجة ) تقال ( بعد ) إرسال ( الرسل ) إليهم فيقولوا: { ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين } فبعثناهم لقطع عذرهم ( وكان الله عزيزا ) في ملكه ( حكيما ) في صنعه
166. ونزل لما سئل اليهود عن نبوته صلى الله عليه وسلم فأنكروه ( لكن الله يشهد ) يبين نبوتك ( بما أنزل إليك ) من القرآن المعجز ( أنزله ) ملتبسا ( بعلمه ) أي عالما به أو وفيه علمه ( والملائكة يشهدون ) لك أيضا ( وكفى بالله شهيدا ) على ذلك
167. ( إن الذين كفروا ) بالله ( وصدوا ) الناس ( عن سبيل الله ) دين الإسلام بكتمهم نعت محمد صلى الله عليه وسلم وهم اليهود ( قد ضلوا ضلالا بعيدا ) عن الحق
168. ( إن الذين كفروا ) بالله ( وظلموا ) نبيه بكتمان نعته ( لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا ) من الطرق
169. ( إلا طريق جهنم ) أي الطريق المؤدي إليها ( خالدين ) مقدرين الخلود ( فيها ) إذا دخلوها ( أبدا وكان ذلك على الله يسيرا ) هنيا
170. ( يا أيها الناس ) أي أهل مكة ( قد جاءكم الرسول ) محمد صلى الله عليه وسلم ( بالحق من ربكم فآمنوا ) به واقصدوا ( خيرا لكم ) مما أنتم فيه ( وإن تكفروا ) به ( فإن لله ما في السماوات والأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا فلا يضره كفركم ( وكان الله عليما ) بخلقه ( حكيما ) في صنعه بهم
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

171. ( يا أهل الكتاب ) الإنجيل ( لا تغلوا ) تتجاوزوا الحد ( في دينكم ولا تقولوا على الله إلا ) القول ( الحق ) من تنزيهه عن الشريك والولد ( إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها ) أوصلها الله ( إلى مريم وروحٍ ) أي ذو روح ( منه ) أضيف إليه تعالى تشريفا له وليس كما زعمتم ابن الله أو إلها معه أو ثالث ثلاثة لأن ذا الروح مركب والإله منزه عن التركيب وعن نسبة المركب إليه ( فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ) الآلهة ( ثلاثة ) الله وعيسى وأمه ( انتهوا ) عن ذلك وأتوا ( خيرا لكم ) منه وهو التوحيد ( إنما الله إله واحد سبحانه ) تنزيها له عن ( أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض ) خلقا وملكا وعبيدا والملكية تنافي النبوة ( وكفى بالله وكيلا ) شهيدا على ذلك
172. ( لن يستنكف ) يتكبر ويأنف ( المسيح ) الذي زعمتم أنه إله عن ( أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون ) عند الله لا يستنكفون أن يكونوا عبيدا وهذا من أحسن الاستطراد ذكر للرد على من زعم أنها آلهة أو بنات الله كما رد بما قبله على النصارى الزاعمين ذلك المقصود خطابهم ( ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا ) في الآخرة
173. ( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ) ثواب أعمالهم ( ويزيدهم من فضله ) ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ( وأما الذين استنكفوا واستكبروا ) عن عبادته ( فيعذبهم عذابا أليما ) مؤلما هو عذاب النار ( ولا يجدون لهم من دون الله ) أي غيره ( وليا ) يدفعه عنهم ( ولا نصيرا ) يمنعهم منه
174. ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان ) حجة ( من ربكم ) عليكم وهو النبي صلى الله عليه وسلم ( وأنزلنا إليكم نورا مبينا ) بينا وهو القرآن
175. ( فأما الذين آمنوا ) بالقرآن ( بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا ) طريقا ( مستقيما ) هو دين الإسلام
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

176. ( يستفتونك ) في الكلالة ( قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ ) مرفوع بفعل يفسره ( هلك ) مات ( ليس له ولد ) أي ولا والد وهو الكلالة ( وله أخت ) من أبوين أو أب ( فلها نصف ما ترك وهو ) أي الأخ كذلك ( يرثها ) جميع ما تركت ( إن لم يكن لها ولد ) فإن كان لها ولد ذكر فلا شيء له أو أنثى فله ما فضل من نصيبها ولو كانت الأخت أو الأخ من أم ففرضه السدس كما تقدم أول السورة ( فإن كانتا ) أي الأختان ( اثنتين ) أي فصاعدا لأنها نزلت في جابر وقد مات عن أخوات ( فلهما الثلثان مما ترك ) الأخ ( وإن كانوا ) أي الورثة ( إخوة رجالا ونساء فللذكر ) منهم ( مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم ) شرائع دينكم لـ ( أن ) لا ( تضلوا والله بكل شيء عليم ) ومنه الميراث ، روى الشيخان عن البراء أنها آخر آية نزلت أي من الفرائض
 
رد: بعض من تفسير الجلاين


. سورة المائدة [ مدنية وآياتها 120 أو 122 أو 123 آية نزلت بعد الفتح ]


1. ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) العهود المؤكدة التي بينكم وبين الله والناس ( أحلت لكم بهيمة الأنعام ) الإبل والبقر والغنم أكلاً بعد الذبح ( إلا ما يتلى عليكم ) تحريمه في { حرمت عليكم الميتة } الآية ، فالاستثناء منقطع ويجوز أن يكون متصلاً والتحريم لما عرض من الموت ونحوه ( غير محلي الصيد وأنتم حرم ) أي مُحرِمون ونصب غير على الحال من ضمير لكم ( إن الله يحكم ما يريد ) من التحليل وغيره لا اعتراض عليه
2. ( يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ) جمع شعيرة ، أي معالم دينه بالصيد في الإحرام ( ولا الشهر الحرام ) بالقتال فيه ( ولا الهدي ) ما أهدي إلى الحرم من النعم بالتعرض له ( ولا القلائد ) جمع قلادة وهي ما كان يقلد به من شجر الحرم ليأمن أي فلا تتعرضوا لها ولا لأصحابها ( ولا ) تحلوا ( آمين ) قاصدين ( البيت الحرام ) بأن تقاتلوهم ( يبتغون فضلا ) رزقا ( من ربهم ) بالتجارة ( ورضوانا ) منه بقصده بزعمهم الفاسد ، وهذا منسوخ بآية براءة ( وإذا حللتم ) من الإحرام ( فاصطادوا ) أمر إباحة ( ولا يجرمنكم ) يكسبنكم ( شنآن ) بفتح النون وسكونها ، بغض ( قوم ) لأجل ( أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ) عليهم بالقتل وغيره ( وتعاونوا على البر ) بفعل ما أُمرتم به ( والتقوى ) بترك ما نهيتم عنه ( ولا تعاونوا ) فيه حذف إحدى التاءين في الأصل ( على الإثم ) المعاصي ( والعدوان ) التعدي في حدود الله ( واتقوا الله ) خافوا عقابه بأن تطيعوه ( إن الله شديد العقاب ) لمن خالفه
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

3. ( حرمت عليكم الميتة ) أي أكلها ( والدم ) أي المسفوح كما في الأنعام ( ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ) بأن ذبح على اسم غيره ( والمنخنقة ) الميتة خنقاً ( والموقوذة ) المقتولة ضرباً ( والمتردية ) الساقطة من علو إلى أسفل فماتت ( والنطيحة ) المقتولة بنطح أخرى لها ( وما أكل السبع ) منه ( إلا ما ذكيتم ) أي أدركتم فيه الروح من هذه الأشياء فذبحتموه ( وما ذبح على ) اسم ( النصب ) جمع نصاب وهي الأصنام ( وأن تستقسموا ) تطلبوا القسم والحكم ( بالأزلام ) جمع زَلَم بفتح الزاي وضمها مع فتح اللام ، قِدح بكسر القاف صغير لا ريش له ولا نصل وكانت سبعة عند سادن الكعبة عليها أعلام وكانوا يحكمونها فإن أمرتهم ائتمروا وإن نهتهم انتهوا ( ذلكم فسق ) خروج عن الطاعة ، ونزل يوم عرفة عام حجة الوداع: ( اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ) أن ترتدوا عنه بعد طمعهم في ذلك لما رأوا من قوته ( فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم ) أحكامه وفرائضه فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام ( وأتممت عليكم نعمتي ) بإكماله وقيل بدخول مكة آمنين ( ورضيت ) أي اخترت ( لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة ) مجاعة إلى أي أكل شيء مما حرم عليه فأكله ( غير متجانف ) مائل ( لإثم ) معصية ( فإن الله غفور ) له ما أكل ( رحيم ) به في إباحته بخلاف المائل لإثم أي المتلبس به كقاطع الطريق والباغي مثلا فلا يحل له الأكل
4. ( يسألونك ) يا محمد ( ماذا أحل لهم ) من الطعام ( قل أحل لكم الطيبات ) المستلذات ( و ) صيد ( ما علمتم من الجوارح ) الكواسب من الكلاب والسباع والطير ( مكلِّبين ) حال من كلَّبْتُ الكلب بالتشديد أي أرسلته على الصيد ( تعلمونهن ) حال من ضمير مكلبين أي تؤدبونهن ( مما علمكم الله ) من آداب الصيد ( فكلوا مما أمسكن عليكم ) وإن قتلنه إن لم يأكلن منه بخلاف غير المعلمة فلا يحل صيدها وعلامتها أن تسترسل إذا أرسلت وتنزجر إذا زجرت وتمسك الصيد ولا تأكل منه وأقل ما يعرف به ثلاث مرات فإن أكلت منه فليس مما أمسكن على صاحبهن فلا يحل أكله كما في حديث الصحيحين وفيه أن صيد السهم إذا أرسل وذكر اسم الله عليه كصيد المعلم من الجوارح ( واذكروا اسم الله عليه ) عند إرساله ( واتقوا الله إن الله سريع الحساب )
5. ( اليوم أحل لكم الطيبات ) المستلذات ( وطعام الذين أوتوا الكتاب ) أي ذبائح اليهود والنصارى ( حل ) حلال ( لكم وطعامكم ) إياهم ( حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات ) الحرائر ( من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ) حل لكم أن تنكحوهن ( إذا آتيتموهن أجورهن ) مهورهن ( محصنين ) متزوجين ( غير مسافحين ) معلنين بالزنا بهن ( ولا متخذي أخدان ) منهن تسرون بالزنا بهن ( ومن يكفر بالإيمان ) أي يرتد ( فقد حبط عمله ) الصالح قبل ذلك فلا يعتد به ولا يثاب عليه ( وهو في الآخرة من الخاسرين ) إذا مات عليه
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

6. ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم ) أي أردتم القيام ( إلى الصلاة ) وأنتم محدثون ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ) أي معها كما بينته السنة ( وامسحوا برؤوسكم ) الباء للإلصاق أي ألصقوا المسح بها من غير إسالة ماء وهو اسم جنس فيكفي أقل ما يصدق عليه وهو مسح بعض الشعر وعليه الشافعي ( وأرجلكم ) بالنصب عطفا على أيديكم وبالجر على الجوار ( إلى الكعبين ) أي معهما كما بينته السنة وهما العظمان الناتئان في كل رجل عند مفصل الساق والقدم والفصل بين الأيدي والأرجل المغسولة بالرأس الممسوح يفيد وجوب الترتيب في طهارة هذه الأعضاء وعليه الشافعي ويؤخذ من السنة وجوب النية فيه كغيره من العبادات ( وإن كنتم جنبا فاطَّهَرُوا ) فاغتسلوا ( وإن كنتم مرضى ) مرضاً يضره الماء ( أو على سفر ) أي مسافرين ( أو جاء أحد منكم من الغائط ) أي أحدث ( أو لامستم النساء ) سبق مثله في آية النساء ( فلم تجدوا ماء ) بعد طلبه ( فتيمموا ) اقصدوا ( صعيدا طيبا ) ترابا طاهرا ( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم ) مع المرفقين ( منه ) بضربتين والباء للإلصاق ، وبينت السنة أن المراد استيعاب العضوين بالمسح ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ) ضيق بما فرض عليكم من الوضوء والغسل والتيمم ( ولكن يريد ليطهركم ) من الأحداث والذنوب ( وليتم نعمته عليكم ) بالإسلام ببيان شرائع الدين ( لعلكم تشكرون ) نعمه
7. ( واذكروا نعمة الله عليكم ) بالإسلام ( وميثاقه ) عهده ( الذي واثقكم به ) عاهدكم عليه ( إذ قلتم ) للنبي صلى الله عليه وسلم حين بايعتموه ( سمعنا وأطعنا ) في كل ما تأمر به وتنهى مما نحب ونكره ( واتقوا الله ) في ميثاقه أن تنقضوه ( إن الله عليم بذات الصدور ) بما في القلوب فبغيرها أولى
8. ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين ) قائمين ( لله ) بحقوقه ( شهداء بالقسط ) بالعدل ( ولا يجرمنكم ) يحملنكم ( شنآن ) بغض ( قوم ) أي الكفار ( على ألا تعدلوا ) فتنالوا منهم لعداوتهم ( اعدلوا ) في العدو والولي ( هو ) أي العدل ( أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) فيجازيكم به
9. ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) وعداً حسناً ( لهم مغفرة وأجر عظيم ) هو الجنة
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

10. ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم )
11. ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ همَّ قوم ) هم قريش ( أن يبسطوا ) يمدوا ( إليكم أيديهم ) ليفتكوا بكم ( فكف أيديهم عنكم ) وعصمكم مما أرادوا بكم ( واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
12. ( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل ) بما يذكر بعد ( وبعثنا ) فيه التفات عن الغيبة أقمنا ( منهم اثني عشر نقيباً ) من كل سبط نقيب يكون كفيلا على قومه بالوفاء بالعهد توثقة عليهم ( وقال ) لهم ( الله إني معكم ) بالعون والنصرة ( لئن ) لام قسم ( أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزَّرْتموهم ) نصرتموهم ( وأقرضتم الله قرضاً حسناً ) بالإنفاق في سبيله ( لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك ) الميثاق ( منكم فقد ضلَّ سواء السبيل ) أخطأ طريق الحق والسواء في الأصل الوسط
13. فنقضوا الميثاق قال تعالى: ( فبما نقضهم ) ما زائدة ( ميثاقهم لعناهم ) أبعدناهم عن رحمتنا ( وجعلنا قلوبهم قاسية ) لا تلين لقبول الإيمان ( يحرفون الكلم ) الذي في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم وغيره ( عن مواضعه ) التي وضعه الله عليها أي يبدلونه ( ونسوا ) تركوا ( حظا ) نصيبا ( مما ذكروا ) أمروا ( به ) في التوراة من اتباع محمد ( ولا تزال ) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ( تطلع ) تظهر ( على خائنة ) أي خيانة ( منهم ) بنقض العهد وغيره ( إلا قليلا منهم ) ممن أسلم ( فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين ) وهذا منسوخ بآية السيف
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

14. ( ومن الذين قالوا إنا نصارى ) متعلق بقوله ( أخذنا ميثاقهم ) كما أخذنا على بني إسرائيل اليهود ( فنسوا حظا مما ذكروا به ) في الإنجيل من الإيمان وغيره ونقضوا الميثاق ( فأغرينا ) أوقعنا ( بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) بتفرقهم واختلاف أهوائهم فكل فرقة تكفر الأخرى ( وسوف ينبئهم الله ) في الآخرة ( بما كانوا يصنعون ) فيجازيهم عليه
15. ( يا أهل الكتاب ) اليهود والنصارى ( قد جاءكم رسولنا ) محمد ( يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون ) تكتمون ( من الكتاب ) التوراة والإنجيل كآية الرجم وصفته ( ويعفو عن كثير ) من ذلك فلا يبينه إذا لم يكن فيه مصلحة إلا افتضاحكم ( قد جاءكم من الله نور ) هو النبي صلى الله عليه وسلم ( وكتاب ) قرآن ( مبين ) بين ظاهر
16. ( يهدي به ) أي بالكتاب ( الله من اتبع رضوانه ) بأن آمن ( سبل السلام ) طرق السلامة ( ويخرجهم من الظلمات ) الكفر ( إلى النور ) الإيمان ( بإذنه ) بإرادته ( ويهديهم إلى صراط مستقيم ) دين الإسلام
17. ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) حيث جعلوه إلهاً وهم اليعقوبية فرقة من النصارى ( قل فمن يملك ) أي يدفع ( من ) عذاب ( الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ) أي لا أحد يملك ذلك ولو كان المسيح إلهاً لقدر عليه ( ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء ) شاءه ( قدير )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

18. ( وقالت اليهود والنصارى ) أي كل منهما ( نحن أبناء الله ) أي كأبنائه في القرب والمنزلة وهو كأبينا في الرحمة والشفقة ( وأحباؤه قل ) لهم يا محمد ( فلم يعذبكم بذنوبكم ) إن صدقتم في ذلك ولا يعذب الأب ولده ولا الحبيب حبيبه وقد عذبكم فأنتم كاذبون ( بل أنتم بشر ممن ) من جملة من ( خلق ) من البشر لكم ما لهم وعليكم ما عليهم ( يغفر لمن يشاء ) المغفرة له ( ويعذب من يشاء ) تعذيبه لا اعتراض عليه ( ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير ) المرجع
19. ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا ) محمد ( يبين لكم ) شرائع الدين ( على فترة ) انقطاع ( من الرسل ) اذ لم يكن بينه وبين عيسى رسول ومدة ذلك خمسماية وتسع وستون سنة لـ ( أن ) لا ( تقولوا ) إذا عذبتم ( ما جاءنا من ) زائدة ( بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير ) فلا عذر لكم إذا ( والله على كل شيء قدير ) ومنه تعذيبكم إن لم تتبعوه
20. ( و ) اذكر ( إذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم ) أي منكم ( أنبياء وجعلكم ملوكا ) أصحاب خدم وحشم ( وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ) من المن والسلوى وفلق البحر وغير ذلك
21. ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة ) المطهرة ( التي كتب الله لكم ) أمركم بدخولها وهي الشام ( ولا ترتدوا على أدباركم ) تنهزموا خوف العدو ( فتنقلبوا خاسرين ) في سعيكم
22. ( قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين ) من بقايا عاد طوالاً ذي قوة ( وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ) لها
23. ( قال ) لهم ( رجلان من الذين يخافون ) مخالفة أمر الله وهما يوشع وكالب من النقباء الذين بعثهم موسى في كشف أحوال الجبابرة ( أنعم الله عليهما ) بالعصمة فكتما ما اطلعا عليه من حالهم إلا عن موسى بخلاف بقية النقباء فأفشوه فجبنوا ( ادخلوا عليهم الباب ) باب القرية ولا تخشوهم فإنهم أجساد بلا قلوب ( فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ) قالا ذلك تيقناً بنصر الله وإنجاز وعده ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

24. ( قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا ) هم ( إنا هاهنا قاعدون قال ) عن القتال
25. ( قال ) موسى حينئذ ( رب إني لا أملك إلا نفسي و ) إلا ( أخي ) ولا أملك غيرهما فأجبرهم على الطاعة ( فافرق ) فافصل ( بيننا وبين القوم الفاسقين )
26. ( قال ) تعالى له ( فإنها ) أي الأرض المقدسة ( محرمة عليهم ) أن يدخلوها ( أربعين سنة يتيهون ) يتحيرون ( في الأرض ) وهي تسعة فراسخ قاله ابن عباس ( فلا تأسَ ) تحزن ( على القوم الفاسقين ) روي أنهم كانوا يسيرون جادين فاذا أصبحوا إذا هم في الموضع الذي ابتدؤوا منه ويسيرون النهار كذلك حتى انقرضوا كلهم إلا من لم يبلغ العشرين ، قيل وكانوا ستمائة ألف ومات هارون وموسى في التيه وكان لهما رحمة وعذابا لأولئك وسأل موسى ربه عند موته أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر فأدناه كما في الحديث ونبئ يوشع بعد الأربعين وأمر بقتال الجبارين فسار بمن بقي معه وقاتلهم وكان يوم الجمعة ووقفت له الشمس ساعة حتى فرغ من قتالهم ، وروى أحمد في مسنده حديث « إن الشمس لم تحبس على بشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس »
27. ( واتل ) يا محمد ( عليهم ) على قومك ( نبأ ) خبر ( ابني آدم ) هابيل وقابيل ( بالحق ) متعلق بـ اتل ( إذ قربا قربانا ) إلى الله وهو كبش لهابيل وزرع لقابيل ( فتقبل من أحدهما ) وهو هابيل بأن نزلت نار من السماء فأكلت قربانه ( ولم يتقبل من الآخر ) وهو قابيل فغضب وأضمر الحسد في نفسه إلى أن حج آدم ( قال ) له ( لأقتلنك ) قال: لم ؟ قال: لتقبل قربانك دوني ( قال إنما يتقبل الله من المتقين )
28. ( لئن ) لام القسم ( بسطت ) مددت ( إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يَدِيَ إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ) في قتلك
29. ( إني أريد أن تبوء ) ترجع ( بإثمي ) بإثم قتلي ( وإثمك ) الذي ارتكبته من قبل ( فتكون من أصحاب النار ) ولا أريد أن أبوء بإثمك إذا قتلتك فأكون منهم ، قال تعالى ( وذلك جزاء الظالمين )
30. ( فطوعت ) زينت ( له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح ) فصار ( من الخاسرين ) بقتله ولم يدر ما يصنع به لأنه أول ميت على وجه الأرض من بني آدم فحمله على ظهره
31. ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ) ينبش التراب بمنقاره وبرجليه ويثيره على غراب ميت حتى واراه ( ليريه كيف يواري ) يستر ( سوأة ) جيفة ( أخيه قال يا ويلتى أعجزت ) عن ( أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين ) على حمله وحفر له وواراه
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

32. ( من أجل ذلك ) الذي فعله قابيل ( كتبنا على بني إسرائيل أنه ) أي الشأن ( من قتل نفسا بغير نفس ) قتلها ( أو ) بغير ( فساد ) أتاه ( في الأرض ) من كفر أو زنا أو قطع طريق أو نحوه ( فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها ) بأن امتنع عن قتلها ( فكأنما أحيا الناس جميعا ) قال ابن عباس: مِنْ حيثُ انتهاكِ حرمتها وصونها ( ولقد جاءتهم ) أي بني إسرائيل ( رسلنا بالبينات ) المعجزات ( ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون ) مجاوزون الحد بالكفر والقتل وغير ذلك
33. ونزل في العُرَنِيِّين لما قدموا المدينة وهم مرضى فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا إلى الإبل ويشربوا من أبوالها وألبانها فلما صحُوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الإبل ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ) بمحاربة المسلمين ( ويسعون في الأرض فسادا ) بقطع الطرق ( أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ) أي أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى ( أو ينفوا من الأرض ) أو لترتيب الأحوال فالقتل لمن قتل فقط والصلب لمن قتل وأخذ المال والقطع لمن أخذ المال ولم يقتل والنفي لمن أخاف فقط قاله ابن عباس وعليه الشافعي وأصح قوليه أن الصلب ثلاثا بعد القتل وقيل قبله قليلا ويلحق بالنفي ما أشبهه في التنكيل من الحبس وغيره ( ذلك ) الجزاء المذكور ( لهم خزي ) ذل ( في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) هو عذاب النار
34. ( إلا الذين تابوا ) من المحاربين والقطاع ( من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور ) لهم ما أتوه ( رحيم ) بهم عبر بذلك دون فلا تحدوهم ليفيد أنه لا يسقط عنه بتوبته إلا حدود الله دون حقوق الآدميين كذا ظهر لي ولم أر من تعرض له والله أعلم فاذا قتل وأخذ المال يقتل ويقطع ولا يصلب وهو أصح قولي الشافعي ولا تفيد توبته بعد القدرة عليه شيئا وهو أصح قوليه أيضا
35. ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ) خافوا عقابه بأن تطيعوه ( وابتغوا ) اطلبوا ( إليه الوسيلة ) ما يقربكم إليه من طاعته ( وجاهدوا في سبيله ) لإعلاء دينه ( لعلكم تفلحون ) تفوزون
36. ( إن الذين كفروا لو ) ثبت ( أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

37. ( يريدون ) يتمنون ( أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم ) دائم
38. ( والسارق والسارقة ) أل فيهما موصولة مبتدأ ولشبهه بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو ( فاقطعوا أيديَهما ) أي يمين كل منهما من الكوع وبينت السنة أن الذي يقطع فيه ربع دينار فصاعدا وأنه إذا عاد قطعت رجله اليسرى من مفصل القدم ثم اليد اليسرى ثم الرجل اليمنى وبعد ذلك يعزر ( جزاء ) نصب على المصدر ( بما كسبا نكالا ) عقوبة لهما ( من الله والله عزيز ) غالب على أمره ( حكيم ) في خلقه
39. ( فمن تاب من بعد ظلمه ) رجع عن السرقة ( وأصلح ) عمله ( فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ) في التعبير بهذا ما تقدم فلا يسقط بتوبته حق الآدمي من القطع ورد المال ، نعم بينت السنة أنه إن عفا عنه قبل الرفع إلى الأمام سقط القطع وعليه الشافعي
40. ( ألم تعلم ) الاستفهام فيه للتقرير ( أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ) تعذيبه ( ويغفر لمن يشاء ) المغفرة له ( والله على كل شيء قدير ) ومنه التعذيب والمغفرة
41. ( يا أيها الرسول لا يحزنك ) صنع ( الذين يسارعون في الكفر ) يقعون فيه بسرعة أي يظهرونه إذا وجدوا فرصة ( من ) للبيان ( الذين قالوا آمنا بأفواههم ) بألسنتهم متعلق بقالوا ( ولم تؤمن قلوبهم ) وهم المنافقون ( ومن الذين هادوا ) قوم ( سماعون للكذب ) الذي افترته أحبارهم سماع قبول ( سماعون ) منك ( لقوم ) لأجل قوم ( آخرين ) من اليهود ( لم يأتوك ) وهم أهل خيبر زنى فيهم محصنان فكرهوا رجمهما فبعثوا قريظة ليسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن حكمهما ( يحرفون الكلم ) الذي في التوراة كآية الرجم ( من بعد مواضعه ) التي وضعه الله عليها أي يبدلونه ( يقولون ) لمن أرسلوهم ( إن أوتيتم هذا ) الحكم المحرف أي الجلد الذي أفتاكم به محمد ( فخذوه ) فاقبلوه ( وإن لم تؤتوه ) بل أفتاكم بخلافه ( فاحذروا ) أن تقبلوه ( ومن يرد الله فتنته ) إضلاله ( فلن تملك له من الله شيئا ) في دفعها ( أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ) من الكفر ولو أراده لكان ( لهم في الدنيا خزي ) ذل بالفضيحة والجزية ( ولهم في الآخرة عذاب عظيم )
 
رد: بعض من تفسير الجلاين

42. هم ( سماعون للكذب أكالون للسحُت ) بضم الحاء وسكونها أي الحرام كالرشا ( فإن جاؤوك ) لتحكم بينهم ( فاحكم بينهم أو أعرض عنهم ) هذا التخيير منسوخ بقوله { وأن احكم بينهم } الآية فيجب الحكم بينهم إذا ترافعوا إلينا وهو أصح قولي الشافعي فلو ترافعوا إلينا مع مسلم وجب إجماعا ( وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت ) بينهم ( فاحكم بينهم بالقسط ) بالعدل ( إن الله يحب المقسطين ) العادلين في الحكم أي يثيبهم
43. ( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ) بالرجم استفهام تعجيب أي لم يقصدوا بذلك معرفة الحق بل ما هو أهون عليهم ( ثم يتولون ) يعرضون عن حكمك بالرجم الموافق لكتابهم ( من بعد ذلك ) التحكيم ( وما أولئك بالمؤمنين )
44. ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ) من الضلالة ( ونور ) بيان للأحكام ( يحكم بها النبيون ) من بني إسرائيل ( الذين أسلموا ) انقادوا الله ( للذين هادوا والربانيون ) العلماء منهم ( والأحبار ) الفقهاء ( بما ) أي بسبب الذي ( استحفظوا ) استودعوه أي استحفظهم الله إياه ( من كتاب الله ) أي يبدلوه ( وكانوا عليه شهداء ) أنه حق ( فلا تخشوا الناس ) أيها اليهود في إظهار ما عندكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم والرجم وغيرها ( واخشونِ ) في كتمانه ( ولا تشتروا ) تستبدلوا ( بآياتي ثمنا قليلا ) من الدنيا تأخذونه على كتمانها ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) به
45. ( وكتبنا ) فرضنا ( عليهم فيها ) أي التوراة ( أن النفس ) تقتل ( بالنفس ) إذا قتلتها ( والعين ) تفقأ ( بالعين والأنف ) يجدع ( بالأنف والأذن ) تقطع ( بالأذن والسن ) تقلع ( بالسن ) وفي قراءة بالرفع في الأربعة ( والجروح ) بالوجهين ( قصاص ) أي يقتص فيها إذا أمكن كاليد والرجل ونحو ذلك وما لا يمكن فيه الحكومة وهذا الحكم وإن كتب عليهم فهو مقرر في شرعنا ( فمن تصدق به ) أي بالقصاص بأن مكن من نفسه ( فهو كفارة له ) لما أتاه ( ومن لم يحكم بما أنزل الله ) في القصاص وغيره ( فأولئك هم الظالمون )
 
الوسوم
الجلالين تفسير
عودة
أعلى